سيد ولد آدم ( صلى الله عليه وآله وسلم )

تحت هذا العنوان المرفق بعاليه

نشرت جريدة الأخبار المصرية مقالا يوم الجمعة الماضي الموافق 30 من ذي القعدة 1429

28 / 11 / 2008 لفضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد عمر هاشم

وقبل أن أنقل المقال كاملا بحذافيره كما نُشر أعطي لكم نبذة موجزة عن كاتب المقال :

الأستاذ الدكتور / أحمد عمر هاشم
________________________


من الشخصيات الإسلامية البارزة، وهو أستاذ الحديث وعلومه بالأزهر الشريف، وعضو مجمع البحوث الإسلامية.
ولد أحمد عمر هاشم فى 6/2/1941م. تخرج فى كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف عام 1961.
حصل على الإجازة العالمية عام 1967م، ثم عُين معيداً بقسم الحديث بكلية أصول الدين، حصل على درجة الماجستير فى الحديث وعلومه عام 1969م، ثم حصل على درجة الدكتوراه فى نفس تخصصه، وأصبح أستاذ الحديث وعلومه عام 1983م، ثم عُين عميداً لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987م، وفي عام 1995م شغل منصب رئيس جامعة الأزهر.
الوظائف التي تولاها:
عضو مجلس الشعب معين بقرار من رئيس الجمهورية - عضو فى المكتب السياسى للحزب الوطنى الديمقراطى - عضو مجلس الشورى بالتعيين - عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون - رئيس لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصرى.
من مؤلفاته:
الشفاعة فى ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها-التضامن فى مواجهة التحديات -مباحثات فى الحديث الشريف من توجيهات الرسول-من هدى السنة النبوية- الإسلام وبناء الشخصية .

__________________________________________________ _


والآن أنقل لكم نص المقال كاملا :
------------------------------

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر
وأول شافع وأول مشفع " .... رواه مسلم

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يوضح أنه سيد ولد آدم , فليس هذا للفخر ,
فقد جاء في رواية أخرى قوله : " ..... ولا فخر " أي أنه لا يقول ذلك تفاخرا ,
وإنما لأنه من البلاغ الذي كُلف به من رب العزة سبحانه وتعالى أن يبلغه للناس بأنه سيدهم
وهذا عن أمر وتكليف من الله تعالى له , إنه يعلمهم أنه سيدهم ,

وسيد القوم هو من يتقدمهم ويفضلهم في الخير , وخص ذلك بيوم القيامة مع أنه سيدهم في الدنيا أيضا ,
لأن يوم القيامة لا ينازع أحد في السيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
أما في الدنيا فقد يدّعي بعض الناس لنفسه ذلك .

وإنما نبه على أنه سيد ولد آدم بتوجيه من ربه لأنه لا ينطق عن الهوى ليتبعوه ويوقروه ويطيعوه ,
لأن رسالته خاتمة الرسالات ودعوته خاتمة الدعوات وهو خاتم الأنبياء والمرسلين فدعوته خالدة
فوجب على الجميع في كل الأرض أن يتبعوه , وأن يؤمنوا به وأن يطيعوه , وأن يوقروه ..

وأول من ينشق عنه القبر فيبعث يوم القيامة وقد تبين أيضا أنه " أول شافع " يشفع للخلائق من هول
يوم الحشر ومن شدة الموقف , لينصرف الناس إلى الحساب , وتلك هي الشفاعة العظمى التي لا يستطيعها
أحد من الرسل السابقين فكل رسول يقول : نفسي نفسي ولكن أول شافع يشفع هو سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم , وهو أيضا " أول مشفع " يقبل الله تعالى شفاعته ,

فالسيادة ثابتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنفس هذا الحديث الصحيح ,

وأما ما يتردد من قول : " لا تسيدوني في الصلاة " فليس بحديث
بل إن فيه إلى جانب كونه ليس حديثا , خطأ لغويا إذ الأصح لا تسودوني

بل إن السيادة ثابتة في القرآن الكريم :
( وألفيا سيدها لدى الباب )
وفي الحديث : " قوموا إلى سيدكم "

وقول عمر رضي الله عنه : " أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا " ويقصد بلالا رضي الله عنه .

وقد تحدث بعض العلماء في موضوع السيادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد ,
وفي الاذان وفي مطلق الأحوال ...
أما في مطلق الأحوال في غير التشهد والاذان فلا خلاف في أن قول : سيدنا محمد هو الأفضل ,

وأما في التشهد والاذان , فقد رأى بعض العلماء الالتزام بالنص الوارد في كلمات الاذان
وهو أشهد أن محمدا رسول الله وكذا في التشهد وعند قول : اللهم صلِ على محمد , في التشهد
فرأوا أن في هذا إلتزاما بالنص الوارد , وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل :
" عرفنا السلام عليك فكيف نصلي عليك ؟ " فقال : قولوا :
" اللهم صلي على محمد "
قالوا فنحن نلتزم بالنص الوارد عنه ولا نزيد 0

،،، وأما رأي الشافعية وغيرهم من رأوا بأن الأفضل أن نقول : اللهم صلي على سيدنا محمد
وأن نقول : أشهد أن سيدنا محمد رسول الله
فقد بنوا رأيهم هذا , ونحن نرجحه , على أن الرسول صلى الله عليه وسلم من تواضعه أن يقول لهم
قولوا اللهم صلي على سيدنا محمد بل قال :
قولوا : اللهم صلي على محمد تواضعا منه
وفي قولنا : " سيدنا محمد " احترام وتوقير وتعظيم له .

وقد وجهنا القرآن الكريم إلى إحترام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره وطاعته ,
وبين سبحانه أنه لا خيرة لأحد إذا قضى الله ورسوله أمرا فقال الله سبحانه :
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36

ووضح الله سبحانه أنه لا يصح أن تقدم بين يدي الله ورسوله ولا أن تُرفع الأصوات فوق صوت النبي
وألا تجهر له بالقول كجهر بعضنا لبعض فقال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 1 )
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ( 2 ) ِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } ( 3 ) سورة الحجرات ( 1 - 3 )

وأثنى عليه في القرآن حيث قال الله تعالى :
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4

وفي قولنا سيدنا محمد أدب في جانبه ,
وأما قولنا " اللهم صلي على محمد " فهو إمتثال لنص ما أمر
وهل الأدب أفضل أم الإمتثال ؟

ونرى أن الأدب في جانبه بقولنا : " سيدنا محمد "
أفضل من الإمتثال إذا قلنا : " اللهم صلي على محمد "
والدليل على أن الأدب أفضل من الإمتثال ما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ,
والذي يفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا كان يصلح بين جماعتين وأخبر أبا بكر - رضي الله عنه -
إذا تأخر أن يصلي بالناس فلما صلى بهم وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم ووقف في الصف
أخذ الناس يصفقون لينبهوا أبا بكر - رضي الله عنه - وكان لا يلتفت في صلاته
فلما علم بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم تاخر ليتقدم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي بالناس
فلما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت لم يمتثل وآثر الأدب بالوقوف خلف رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما انتهت الصلاة قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم :

" ما بالكم أكثرتم التصفيق في الصلاة !! "
من نابه شئ في صلاته فليسبح إنما التصفيق للنساء ,

ثم قال لأبي بكر : " ما منعك أن تثبت إذ أمرتك ؟ "
فقال أبو بكر رضي الله عنه : " ما كان لأبي قحافة أن يتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فآثر الأدب على الإمتثال مما يؤيد أن قولنا " سيدنا محمد " أفضل

وقد جاء في بعض الروايات ما يفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال أنا سيد ولد آدم تفاخرا
بل لبيان البلاغ الذي ألهمه الله أن يعّرف الناس به .

عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر , وبيدي لواء الحمد ولا فخر , ما من نبي يومئذ آدم فمن سواه
إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر " ... رواه الترمذي

ومما لاشك فيه ان الله أعلم حيث يجعل رسالته , فقد إختار لخاتمة الرسالات والشرائع خاتم الأنبياء
والمرسلين واختاره من خير القبائل ومن خير البيوت .

عن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال :
قلت يا رسول الله :
" إن قريشا جلسوا فتذكروا أحسابهم بينهم , فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم , وخير الفريقين ثم خير القبائل ,
فجعلني في خير قبيلة , ثم خير البيوت فجعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا " .
... رواه الترمذي
------------------------------------------------------------------------

إنتهى المقال

وهذا رابط لفيديو كليب يتحدث فيه فضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد عمر هاشم
عن سيدنا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم

تفضلوا من هنا