تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق

صفحات من حياة خير البشر :

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-19-2012, 04:35 AM
الصورة الرمزية رائحة المطر  
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679
افتراضي صفحات من حياة خير البشر :


((صفحات من حياة خير البشر ))




صفحات من حياة أعظم رجل عرفه التاريخ


محمد بن عبد الله "صلى الله عليه وسلم"



وقبل أن ابدأ في تقليب صفحات الكتاب لابد من المقدمة ، ومقدمة صفحاتي هي :

( أحوال العرب قديما في شبه الجزيرة العربية ):



1-كان الشرك بالله وعبادة الأصنام سمة من سمات ذلك العصر .




2- كانوا يؤمنون بالكهنة والعرافين والمنجمين ، وكانوايتطيرون بالأشياء . "أي:يـتـشاءمون"


3- انتشار عادة شرب الخمر.



4- شعارهم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ).



5- يتعاملون بالرشوة والقمار والميسر.



6- أما النكاح فلقد تعددت أنواعه عندهم :



أ‌ - النكاح المتعارف عليه في زماننا : وهو الذي أجازه الإسلام .




ب- (نكاح الاستبضاع):

وهو أن يرسل الرجل زوجته إلى آخر ويقول لها :"اذهبي لفلان واستبضعي منه"
، ثم يعتزلها ولا يمسها ، حتى يظهر عليها الحمل من ذلك الرجل ،بعد ذلك إن شاء أمسكها وإن شاء تركها .




ج- نكاح الرهط (العدد دون العشرة):

يدخلون على المرأة جميعاً،، فإذا حملت أرسلت إليهم جميعا ،ثم تسمي واحداً منهم وتنسب الابن له .




د- (نكاح البغايا ):



وهو أن يأتي المرأة مجموعة من الناس ،فإذا حملت الواحدة منهن وولدت نسبت الولد لمن شاءت منهم ، وهؤلاء ينصبن على خيمهن رايات.



(هذه هي الصفحة المظلمة في حياة البشر في شبه الجزيرة العربية )







الصفحة الأولى :



1- (رؤيا جده في المنام ):



ذات ليلة رأى عبد المطلب جد النبي في منامه سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في الأرض وطرف في السماء وظهرت هذه السلسلة كأنها شجرة وعلى ورقة منها نور وقد تعلق بها كل الناس ، وقد فُسرت هذه الرؤيا بأن ابنه عبد الله سُيرزق ابنا يتعلق به جميع الناس في الشرق والغرب ، وحينما سألوه عن ماذا ستسميه قال:


(محمد ليحمده من في السماء والأرض).







الصفحة الثانية :



2- (مولده):



ولد نبينا محمدبشعب بني هاشم في صبيحة يوم الإثنين بمكة التاسع من شهر ربيع الأول من عام الفيل مايوافق(20/22) إبريل سنة 571م حسب تحقيق العالم الكبير سليمان المنصورفوري).








الصفحة الثالثة :



3- (الرضاع):



أول مرضعة للنبي بعد أمه كانت ثُويبة مولاة أبي لهب ، وقد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب ،كما أرضعت بعده أبا سلمه بن عبد الأسد المخزومي .


(صحيح البخاري – تاريخ العرب للطبري ودلائل النبوة لأبي نعيم).





ثاني مرضعة له من ديار بنو سعدحيث كان من عادات العرب أن يلتمسوا المراضع من نساء البوادي من أجل أن تقوى أجسامهم وتشد أعصابهم ، ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم ،فالتمس عبد المطلب لابن ابنه حليمة بنت ذؤيب بن الحارث
(حليمة السعدية).






الصفحة الرابعة :




4- (انشقاق الصدر):




روى أنس أن النبي قال:



[ أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه،فشق عن قلبه فاستخرج الفلب واستخرج منه علقه،فقال:
(هذا حظ الشيطان منك ) ،ثم غسله في طست من الذهب بماءزمزم ثم لآمه "أي:جمعه" ،فقالوا:إن محمداً قد قُتل ،فاستقبلوه وهو متغير اللون – قال أنس كنت أرى أثر ذلك الخيط في صدر النبي – فخشيت أمه حليمه عليه فأرجعته إلى أمه، فمكث عندها إلى أن بلغ ست سنين ثم انتقل إلى رعاية جده عبدالمطلب فكان يحبه كثيرا ويحن عليه ويؤثره على أولاده ].



قال ابن هشام :" كان لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة فكان بنوه يجلسون حول فراشه حتى يخرج إليه ،لايجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له، فكان رسول الله يأتي وهوغلام حتى يجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ، فيقول لهم :
( دعوا ابني هذا فوالله إن له شأناً،ثم يجلس معه على الفراش ويمسح ظهره بيده ويسرهُ مايصنع ، وقبل وفاته عهد بكفالته إلى ابنه أبي طالب ).







الصفحة الخامسة:



5- (السفر إلى بلاد الشام ):





حينما بلغ النبي سن الثانية عشر سافر مع عمه إلى الشام في قافلة لقريش وفي الطريق مرت القافلة بمدينة بُصرى فرأى الراهب بُحيرى القافلة تتبعها غمامة أينما تحركت تحركت معها ، فتعجب من ذلك وطلب من القافلة التوقف ودعاهم إلى الطعام ، فحضروا جميعا عدا محمد ،فبقيت الغمامة معه، فطلب منهم أن يحضروه ، ثم قام بتفحصة وسؤاله عن نومه ويقظته ، كما نظرإلى ظهره وتأكد من وجود خاتم النبوة (وهي شامة سوداء حولها شُعيرات كالتفاحة أو البيضة)، فوجد كل تلك الأمور مطابقة لما ورد في كتابهم :(انجيل برناما)، فوصى عمه به خيراً وحذره من اليهود .







الصفحة السادسة :



6- (الأحداث التي حدثت في عهده ):





أ‌- حرب الفجار :



قامت حرب الفجار في سوق عكاظ بين قريش وهوازن ، وقد شارك النبي فيها وهو لايزال دون العشرين من عمره ، وقد استمرت هذه الحرب أربعة أعوام ،وقد سُميت بذلك :لانتهاك حُرمة الشهر الحرام فيها .






ب‌- حلف الفضول :



شهد الرسول في سن العشرين من عمره حلف الفضول ، وكان في دار عبد الله بن جدعان ، والغرض منه نصرة المظلوم.





ت‌ - زواجه من السيدة خديجة – رضي الله عنها - :




كان النبي قد اشتهر بين قومه بالأمانة والصدق ،فاختارته السيدة خديجة ان يكون مسئولا عن تجارتها ، وبعد أن قص عليها غلامها ميسرة ماكان منه من الأمانة والصدق رغبت في بالزواج منه فطلبت من صديقتها (نفيسة بنت منبه)أن تساعدها في هذا الأمر وحصل لها ما أرادت بموافقة النبي بالزواج منها ، فكان عمره آنذاك 25 سنة ،وقد أنجبت له جميع أبنائه عدا إبراهيم .


(أبنائه: زينب رقية ، أم كلثوم، فاطمة، القاسم وهو الذي يُكنى به ،عبد الله)
، وقد تُوفوا جميعا في حياته عدا فاطمة توفيت بعد وفاته بستة أشهر.




ج - حادثة الحجر الأسود:



عندما وصل الرسول الخامسة والثلاثون سنة قامت قريش ببناء الكعبة،وذلكلأن الكعبة كانت صخورا عظاما فوق القامة ، ارتفاعها تسعة أدرع من عهد إسماعيل (عليه السلام)، ولم يكن لها سقف ، فسرق نفر من اللصوص كنزها الذي كان في جوفها ، إضافة إلى تعرضها لسيل انحدر إلى البيت الحرام بإعتبارها بناء قديم مما أدى إلى تصدع جدرانها ، فأوشكت على الإنهيار فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها واتفقوا على ألا يدخلوا في بنائها إلا الطيب من المال، وكانوا يهابون هدمها،فابتدأ الزليد بن المغيرة فأخذ المعول وقال :
(اللهم لانريد إلا الخير ،ثم هدم ناحية الركنين ،ولما لم يصبه شيء تبعه الناس في الهدم حتى وصلوا إلى قواعد إبلراهيم (عليه السلام)، ثم خصصوا لكل قبيلة جزء في البناء حتى وصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يقوم بشرف وضعه في مكانه ، واستمر النزاع أربع ليالٍ أخمسة حتى كاد يتحول إلى حرب في أرض الحرم ، غلا أن أبا أمية بن الوليد عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه، وشاء الله أن يكون ذلك الرسول فلما رأوه هتفوا :هذا الأمين رضيناه ، هذا محمد، فلما انتهى إليهم ، وأخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجر وسطه ثم طلب من رؤساء القبائل أن يمسكوا جميعا بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه ،حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذ الحجر بيده فوضعه في مكانه ، وهذا الحل رضي به القوم جميعا.



وقصرت بقريش النفقة الطيبة فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا من ستة أذرع ، وهي التي تسمى بالحجر والحطيم ، ورفعوا بابها من الرض ،لئلا سدخلها إلا من أرادوا ، ولما بلغ البناء خمسة عشر ذراعا سقفوه على ستة أعمدة ، وصارت الكعبة بعد انتهائها ذات شكل مربع تقريبا ، ويبلغ ارتفاعها 15 مترا .








الصفحة السابعة :



7- (تأمله صلى الله عليه وسلم وحبه للإختلاء بنفسه):


لما بلغ النبي من العمر 40 سنة بدأت طلائع النبوة تلوح من حوله ، فمن ذلك أن حجرا بمكة كان يسلم عليه ، وكان لا يرى رؤيا إلا وجاءت مثل فلق الصبح ، ثم حُبب إليه الاختلاء والتفكير في الكون ، فكان يذهب إلى غار حراء في للعبادة والتأمل في الكون الواسع (من خلقه – من هو الإله)، وكان على تلك الحالة إلى أن جاء - جبريل عليه السلام – ذات يوم وقال له: (اقرأ) ، فرد عليه (ما أنا بقارىء) ،ومازال يكرر عليه الأمر والنبي يرد عليه بنفس الجواب :(ما أنا بقارىء)

" لم يكن امتناعه عن الترديد لمجرد عدم الاستجابة ، بل لأنه لا يعرف القراءة "
والكتابة"



، فما كان إلا أن أخذه وضمه إليه ثم أرسله ، وقد وصف النبي تلك الحادثة بقوله :

( فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارىء فأخذني الثالثة فغطني ، ثم أرسلني فقال :


{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ! خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ! اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ !



الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ! عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }



(سورة العلق)



فرجع النبي بعدها إلى بيته فزعا وطلب من زوجته خديجة –رضي الله عنها – أن تغطيه بقوله :(زملوني زملوني) ، فلما ذهب منه الروع أخبرها بالقصة ، فقالت :


( كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم ،وتحمل الكل ،وتكسي المعدوم، وتُقري الضيف ،وتعين على نوائب الحق).

ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ، وكان شيخا كبيرا ويدين بدين النصرانية ، فقالت له :[يا ابن عم اسمع من ابن أخيك ]، فقال ورقة: (يابن أخي ماذا ترى ؟)فأخبره الخبر ، فقال ورقة:
(هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى -عليه السلام -
ياليتني فيها جذعا"أي حيا" إذا يخرجوك قومك ).

،فقال النبي :(أومخرجّي هم)؟ فقال:نعم ،لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُوديَ ، وإن يدركني يومك أنصرك نصراًمؤزراً.



بعد هذه الحادثة انقطع الوحي عن النبي ولم يعد المَلك جبريل– عليه السلام –




فقد روى البخاري في كتاب التعبير مانصه :


(وفتر الوحي فترة حزن النبي فيما بلغنا حزنا عدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقى نفسه منه تبدَّى له جبريل فقال:
(يا محمد إنك رسول الله حقا) ، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه ، فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذورة الجبل تبدى له جبريل فقال ذلك ).

ولما حدث انقطاع الوحي أخذ النبي يرتقب مجيئه ، وقد اختلف في مدته ، والصحيح أنها كانت أياما لا كما يقال: بأنها ثلاث سنوات .



( كما روى ابن مسعود عن ابن عباس - رضي الله عنهما- مايفيد ذلك )ثم أكرمه الله بالوحي مرة أخرى وهذه المرة رأى جبريل جالسا على كرسي بين السماء والأرض ، فخاف النبي من ذلك المنظر وانطلق إلى زوجته وقال: (زملوني زملوني )، (دثروني ، وصبوا علي ماء باردا)، فنزلت :



{ ياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ }



(المدثر)




وهذه الأيات مبدأ رسالته ، وتشتمل على أمرين :



1- تكليفه بالبلاغ والتحذير (قُمْ فَأَنذِرْ ).



2- تكليفه بتطبيق أوامر الله تعالى على ذاته( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ).




الصفحة الثامنة :



8- (مراحل الدعوة):




مرت دعوة النبي بثلاثة مراحل :




· الدعوة السرية :



بدأ دعوته سراً وقد شملت الأقربين منه ، وأول من آمن به في بداية دعوته زوجته خديجه ، ابن عمه علي بن أبي طالب ، وحاضنته أم أيمن وزوجها زيد بن حارثة ،وصديقه أبو بكر (رضوان الله عليهم جميعا)، ثم قام أبو بكر يدعو إلى الإسلام فأسلم بدعوته عثمان بن عفان ،الزبير بن العوام ،عبد الرحمن بن عوف ،سعد بن أبي وقاص ،وطلحة بن عبيد الله (وهؤلاء هم الرعيل الأول )، ثم تلا هؤلاء :أبو عبيدة بن الجراح ،أبو سلمة وامرأته ، الأرقم بن أبي الأرقم سعيد بن زيد العدوي وامرأته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب ، وغيرهم من الصحابة
- رضوان الله عليهم جميعا - .




ومن أوائل مانزل من الأحكام الأمر بالصلاة .




قال بن حجر :



كان النبي قبل الإسراء يصلي قطعا وكذلك أصحابه ،ولكن اختـلف هل فرض شيء قبل الصلوات الخمس من الصلوات
أم لا ؟ فقيل :


(إن الفرض كانت صلاة قبل طلوع الشمس وقبل الغروبها).




· الإعلام بالدعوة :




بعدأن مرت على ثلاث سنوات على الدعوة السرية جاء الأمر بالجهر والإعلام بالدعوة قال الله تعالى‏:‏

‏{‏وَأَنْذِرْعَشِيرَتَكَالْأَقْرَبِينَ}



(الشعراء 214)





فعندما نزلت الأيات أخذ النبي يدعو عشيرته من بني هاشم وعبد مناف فكانوا خمسة وأربعون رجلا ، فقال :
( الحمد لله أحمده واستعينه وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له) ، ثم قال:



(إن الرائد لايكذب أهله والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة ، والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقضون ولتحاسبن بما تعملون ، وإنها لجنة أبداً أوالنار أبداً) .




فقال أبو طالب :


(ما أحب إلينا معاونتك وأقبلنا لنصيحتك وأشد تصديقاً لحديثك، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون ، وإنما أنا أحدهم غير أني أسرعهم إلى ماتحب ،فامضِ لما أمرت به ، فوالله ،لا أزال أحوطك وأمنعك ،غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب )،فقال أبو لهب :هذه والله السوأة ، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم ، فقال أبو طالب :والله لأمنعه ما بقينا .



وبعدأن تأكد النبي من حماية عمه أبي طالب له صعد ذات يوم جبل الصفا ثم هتف :(يا صباحاه) ، وكانت كلمة إنذار تخبر عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم ،ثم أخذ ينادي بطون قريش ويدعوهم قبيلة قبيلة ، فلما سمعوا النداء أسرعوا إليه ، ومن لم يستطع الحضور أرسل من ينوب عنه ، فلما تجمع الناس قال لهم :
[أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصدقي؟ ]، قالو: نعن ما جربنا عليك كذباً، ما جربنا عليك إلا صدقاً.


قال :(فإني نذير لكم بين يدى عذاب شديد ، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله فخشى أن يسبقوه فجعل ينادي : (يا صباحاه)


يربأ:أي يتطلع وينظرلهم من مكان مرتفع لئلا يداهمهم العدو-



، ثم دعاهم للحق وأنذرهم من عذاب الله فخص وعم وقال:



(( يامعشر قريش اشتروا أنفسكم من الله ، أنقذوا أنفسكم من النار ، فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا، ولا اغني عنكم من الله شيئاً.



يابني كعب بن لؤي ،أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا .



يا بني مرة بن كعب ،انقذوا أنفسكم من النار.



يا معشر قصي انقذوا أنفسكم من النار.



يا معشر قصي، أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا.



يا معشر بني عبد مناف انقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا ولا أغني عنكم من الله شيئاً.



يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار.



يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار.



يا معشر عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضراً ولا نفعاً،ولا أغُني عنكم من الله شيئاً.



يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً،يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً.



يا فاطمة بنت محمد رسول الله سليني ماشئتِ من مالي ، أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك من الله ضرا ولا نفعا ،ولا أغني عنك من الله شيئاً.غير أن لكم رحماً سأُبلُّها بِبلاَلها) أي: سأصلها حسب حقها.




ولما تم له الإنذار قام عمه أبو لهب فقال: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟


فأنزل الله فيه الآيات :{ تبت يدا أبي لهب وتب } (سورة المسد).






· الدعوة خارج مكة :

(سيأتي الكلام عنها لاحقاً) :







وللصفحات بقية بإذن الله


التعديل الأخير تم بواسطة رائحة المطر ; 10-24-2012 الساعة 05:59 AM
رد مع اقتباس
قديم 10-19-2012, 06:21 PM   #2
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: صفحات من حياة خير البشر :

(من صور الأذى ومجابهة الدعوة ):




1- السخرية والاستهزاء والتكذيب والتي قصدوا بها التخذيل ، فرموا النبي :




· بالمجنون ، قال تعالى:



{ وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}


(6 الحجر)




· بالساحر، قال تعالى:


{وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ( 4 ص).





وقد أكثروا من السخرية والاستهزاء والطعن في شخص الحبيب صلوات الله عليه وسلامه عليه حتى أثرذلك في نفسيته ،وقد بين حاله القرآن الكريم ، ثم وصف له الحل الأمثل للخروج من تلك الحالة :



{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
(99) } سورة الحجر







وأن فعلهم ليس بجديد ......



[ ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهمماكانوا به يستهزئون]


(41 الأنعام ).




2- إثارة الشبهات والدعايات الكاذبة:




فقالوا عن القرآن :
"أضغاث أحلام ،أساطير الأولين ، يُعلمه بشر، إنه
يأتيه شيطان أوجناً "





فرد عليهم الله بالآيات الكريمة :




(الأنبياء).



{ وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بُكرة وأصيلا } .



(5 الفرقان)



( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )


(103النحل )



[ هل أُ ُنبئكم على من تنزَّلُ الشياطِينُ !تنزَّلُ على كُل أَفاك ِأثيم ِ ]



(222-221) الشعراء).






،وأماشبهتهم في رسالة النبي بالرغم من معرفتهم بصدقه وأمانته إلا أنهم يرون أن النبوة والرسالة أجل وأعظم من أن تُعطى لبشر ، فالبشر لا يكون رسولا،الرسول لا يكون بشراً- حسب عقيدتهم -، فلما أعلن النبي عن نبوته تحيروا وقالوا :




{ مالهذا الرسُولِ يأكُلُ الطعامَ ويمشي في الأسواق (7)}(الفرقان).




فرد الله عليهم في قوله تعالى :


{قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ}
(9 الأنعام )


(وكانوا يقرون بنبوة موسى عليه السلام ).




3- تعذيب المستضعفين ممن دخلوا في الإسلام :




· كان أبو جهل كلما سمع برجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وأخزاه ، وأوعده بإبلاغ الخسارة في المال والجاه ، وإن كان ضعيفاً ضربه وأغرى به .





· وكان صهيب الرومي يُعذب حتى يفقد وعيه ولايدري ماذا يقول .




·كان بلال مولى أمية بن خلف، فكان أمية يضع في عنقه حبلاً، ثم يسلمه إلى الصبيان ، يطوفون به في جبال مكة ويجرونه حتى يؤثر الحبل في عنقه ،وكان لايكتفي بذلك بل إنه يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بصخرة كبيرة فتوضع على صدره ، وهو يردد: "أحد أحد "




· كان عماربن ياسرمولى لبني مخزوم أسلم هو وأبوه وأمه ، فكان المشركون ، يعذبونهم ويخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء ، وقد طعن أبو جهل أم عمار في عورتها بحربة فماتت ، وهي أول شهيدة في الإسلام ،وقد مر النبي وهم يعذبون فقال لهم :



( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ]·






· كان عم عثمان بن عفان يلفه في حصير من ورق النخيل ثم يدخنه من تحته .





· كان خباب بن الأرت مولى لأم أنمار الخزاعية ، وكان حدادا ، فلما أسلم أخذت مولاته بالحديد المحماة فجعلتها على ظهره
- أو رأسه -








الصفحة التاسعة :




9- (بين الإغراءات والتهديد):




جاء وفد قريش لأبي طالب وقالوا: (( يا أباطالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا ،فإما أن تكفه عنا وإما أن تُـخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل مانحن عليه من خلافه فنكفيكه ))، فقال لهم قولاً ليناً وردهم رداً جميلاً فانصرفوا عنه ، ثم مالبثوا أن جاءوه مرة أخرى فقالوا :



(يا أبا طالب إن لك سناًو وشرفاً ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنه عنا ، وإنا والله لانصبرعلى هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أوننازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين ) .




فعظم ذلك على أبي طالب وذكر ذلك للنبي فظن أنه خاذله ولن يعد يحميه فقال:



((يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذاالأمرما تركته )).



ثم استعبر وبكى ، فلما ولى ناداه عمه ولما أقبل قال له:



(اذهب يا ابن أخي ، فقل ما أحببت ، فوالله لا أُسلمكَ لشيء أبداً ثم أنشد :




والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتى أ ُوَسَّدَ في التراب دفيناً

فاصدع بأمرك ما عليك غَضَاضةَ

وابشر وقر بذاك منك عيوناً




ولما فشلت قريش في هذه المفاوضات ولم توفق في إقناع أبي طال بمنع ابن أخيه وكفه عن الدعوة لجأت إلى طريق آخر وهو الإعتداء الشخصي للنبي





بعض من صورالاعتداء :




1- كان أبولهب قد زوج ولديه – عتبه وعتيبه - ببنتي رسول



الله رقيه وأم كلثوم- قبل البعثة ، فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما بعنف وشدة .





2- لما مات عبد الله – الابن الثاني - لرسول الله



استبشر أبو لهب وذهب إلى المشركين يبشرهم بأن محمدا صار أبتر .





3- كانت أم جميل – زوجة أبي لهب- تضع الشوك في طريق النبي ، كما أنها امرأة سليطة اللسان تبسط فيه لسانها ، وتأجج نار الفتنة ، وفيهما نزلت سورة المسد .






4- في الصحيحين من حديث ابن مسعود قال- رضي الله عنه - :



(بَيْنَمَا رَسُوْل الْلَّه يُصَلِّي عِنْد الْبَيْت ، إِذ قَال أَبُو جَهْل ، مَن يَأْخُذ سَلَا جَزُوْر بَنِي فُلَان – وكان جزور ذبح بالأمس والسلا:هي كرشة الجزور أي الجمل- فيضعه على ظهر محمد وهو ساجد فانبعث أشقاها وهو عقبة ابن أبي مُعَيْط أخذ سلا الجزور ووضعه على ظهر النبي ، وجعلوا يستضحكون ، ويميل بعضهم على بعض، قال ابن مسعود:

( لو كانت لي منعة لرفعت هذا السلا من على ظهره ).

– أي لو كانت لي عشيرة تحميني من بطش هؤلاء –







ظل النبي ساجداً كما هو لم يتحرك حتى قضى سجوده ، وأخبر إنسان فاطمة
(رضي الله عنها)، فجاءت وهي جارية تسعى ، حتى طرحت هذا السلا عن ظهرهوأقبلت على هؤلاء الصناديد تسبهم ، فلما قضى رسول اللهدعا عليهم:[ اللهم عليك بقريش ]

- ثلاث مرات - ثم سماهم ويقول ابن مسعود :
(فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عدّ رسول الله صرعى في قليب بدر).







الصفحة العاشرة :





10 - (بعيداً عن أعين الطغاة)





كانت دار الأرقم في أصل الصفا بعيداً عن أعين الطغاة ومجالسهم فاختاره ليجتمع فيه المسلمين سراً ، فيتلو عليهم آيات الله ويعلمهم الكتاب والحِكمة ، وليؤدي المسلمون عباداتهم وأعمالهم .






( الهجرةالأولى ) :




كانت بداية الاعتداءات في أواسط السنة الرابعة من النبوة ، بدأت ضعيفة ثم تزل تشتد يوما فيوما ، حتى تفاقمت في أواسط السنة الخامسة وضاق بهم المقام في مكة، وأخذوا يفكرون في حيلة تنجيهم من هذا الأليم ، وفي هذه الظروف نزلت سورة الزمر تشير إلى اتخاذ سبيل


الهجرة،وتعلن بأن أرض الله واسعة .



{ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ

الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم

بِغَيْرِ حِسَابٍ } ( 10 الزمر).





وكان رسول الله قد علم أن ملك الحبشة عادل لا يظلم عنده أحدا ، فأمر المسلمين أن يهاجروا إليها فرارا بدينهم من الفتن، فهاجر أول فوج ، وكان مكوناً من اثنى عشر رجلاً وأربع نسوه يقودهم عثمان بن عفان وزوجته رقيه،وقد قال فيهما:



( إنهما أول بيت هاجر في سبيل الله بعد إبراهيم ولوط - عليهما السلام - ).








الصفحة الحادية عشر:



11- (سجود المشركون وعودة المهاجرين ):



خرج النبي إلى الحرم وفيه جمع كبير من قريش، فقام فيهم وفاجأهم بتلاوة سورةالنجم ، ولم يكن أولئك الكفار سمعوا كلام الله من قبل لأنهم تواصوا فيما بينهم أن لا يستمعوا للقرآن ،فلما باغتهم بتلاوة سورة النجم لم يسعهم إلا الاستماع إليه ، حتى إذا وصل خواتيم السورة ووصل إلى قوله تعالى:

{فاسجدوا لله واعبدوا}(26 النجم).





ثم سجد، فسجدوا مباشرة بدون تفكير، ذلك أن الحق صدع العناد في نفوسهم المتكبرة ، ثم بعد ذلك توالى عليهم اللوم والعتاب ممن لم يحضروا هذا المشهد ، فكذبوا على رسول الله وافتروا عليه بأنه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير،وأنه قال عنها ماكانوا يرددونه هم دائماً من قولهم :



" تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهم لترتجى "




، فجاؤا بهذا الإفك ليعتذروا عن سجودهم ، وقد وصل الخبر


لمهاجرين الحبشة ، ولكن بصورة مغايرة ،حيث بلغهم أن قريشاً أسلمت، فقرروا الرجوع إلى مكة ، ولما أوشكوا على دخولها عرفوا الحقيقة ، فرجع منهم من رجع إلى الحبشة ، وأما من دخلها فكان متخفياً، أو في جوار رجل من قريش، ولكنهم لم يسلموا من الأذى والعذاب سواء من عشائرهم أو من قريش ،عندها أشار عليهم النبي بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى .







(استرجاع المسلمون من الحبشية):



عز على المشركين أن يجد المهاجرون مأمناً لنفسهم ودينهم فأرسلوا عمرو ابن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة – قبل إسلامهما - وأرسلوا معهما الهدايا للنجاشي وبطارقته ، وعندما وصلا للنجاشي قدموا إليه الهدايا ثم قالا له :


(أيها الملك إنه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك، ولم يدخلوا دينك ،وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ،وقد بعثنا إليك فيهم اشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم ،لتردهم إليهم ....)


، فقالت البطارقة :" صدقا أيها الملك، فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى قومهم وبلادهم "
، لكن النجاشي أبى حتى يسمع لجميع الأطراف ، فأرسل إلى المسلمين ودعاهم فحضروا،وكانوا قد أجمعوا على قول الصدق ، وقد كان المتحدث عنهم هو جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – فقال :




(أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونُسيء الجوار، ويأكل منا القوي الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث .......... فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك ، واخترناك على سواك ...........الخ كلامه ).



فقال النجاشي : (هل معكم مما جاء به من عند الله من شيء؟ فقال له جعفر : نعم ، فقال النجاشي: (فاقرأه عليّ)، فقرأ عليه صدراً من سورة مريم ، فبكى وبكت أساقفته حينما سمعوا ماتلا عليهم ، ثم قال النجاشي :




(إن هذا والذي جاء به عيسى – عليه السلام - ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما فخرجا)، فخرج عمرو بن العاص وصاحبه ،ثم قال : (والله لآتينه غدا) ، فقال له عبدالله بن أبي ربيعة : (لاتفعل فإن لهم أرحاماً ،وإن كانوا قد خالفونا) ،ولكن عمرو بن العاص أصر على رأيه ، فلما كان الغد قال للنجاشي : (إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاًعظيماً، فأرسل إليهم النجاشي يسألهم عن قولهم في عيسى – عليه السلام - ، فلما دخلوا عليه قال له جعفر:" نقول فيه الذي جاءنا به نبينا :



[هو عبد الله ورسوله وكلمته أاقاها إلى مريم العذراء البتول]





، فأخذ النجاشي عوداً من الأرض ثم قال :



(والله ماعدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود )





، فتناخرت بطارقته ، فقال : "وإن تناخرتم والله"

ثم قال للمسلمين : (اذهبوا فأنتم الآمنون بأرضي من سبكم غرِم) - كررها ثلاث مرات - ، ثم قال لبطارقته : ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بها .







الصفحة الثانية عشر :




12- ( بشـائر الخـير )


لما فشل المشركون في استرجاع المسلمين من الحبشة ازداد غضبهم ومن تم تعذيبهم لبقية المسلمين ،واستمروا في أذية النبي ، وبالرغم من تلك العاصفة الهوجاء إلا أن بشائر الخير تلوح في سماء المسلمين :





إسلام حمزة عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

والسبب في ذلك أن أبا جهل مر برسول الله يوما بالصفا فآذاه ونال منه ورسول الله ساكت لايكلمه ، ثم ضربه أبو جهل بحجر في رأسه فشجَّهُ حتى نزف منه الدم ،ثم انصرف عنه إلى نادي قريش عند الكعبة ، فجلس معهم ، وكانت مولاة لعبد الله ابن جدعان ترى ذلك ، فلما أقبل حمزة من القنص وكان مُتوشح قوسه أخبرته بما رأت ، فغضب ثم خرج يسعى إلى أن دخل المسجد وقام إلى أبي جهل وقال له :يا مُصفِّـر استه ، تشتم ابن أخي وأنا على دينه؟ ثم ضربه بالقوس فشجه شجه منكرة .وكان إسلام حمزة أول الأمر أنفة رجل أبى أن يُهان ابن أخيه ، ثم بعد ذلك شرح الله صدره للإسلام .






إسلام عمر بن الخطاب :



ذات ليلة خرج عمر من بيته وذهب إلى الحرم ودخل في سترة الكعبة والنبي قائم يصلي ، وقد استفتح سورة الحاقة ، فجعل عمر يستمع إلى القرآن ويعجب من تأليفه ، قال: فقلت في نفسي : (هذا والله شاعر) ، فقرأ النبي





{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شاعرٍ قليلاً ما تُمنُون}





قال: قلت : كاهن ، فقرأ:




{ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِن رَبَّ العَالمين }.







، قال : فوقع الإسلام في قلبي . فكان هذا أول وقوع نواة الإسلام في قلبه ، لكن كانت قشرة النزاعات الجاهلية والتعاظم بدين الآباء هي الغالبة نفسه ، وذات يوم خرج متوشحاً سيفه يريد القضاء على النبي ، فلقيه نعيم بن عبد الله العدوي ورجل آخر ، فقال :أين تعمد يا عمر ؟




فقال :أريد أقتل محمداً ، قال :كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمداً؟ فقال له عمر :ما أراك إلا قد صبوت ، وتركت دينك الذي كنت عليه ، قال :أفلا أدلك على العجب يا عمر ! إن أختك وصهرك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه ، فمشى عمر حتى وصل إليهم ، وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها(طه)



وكان يأتي إليهما ويقرئهما القرآن ، فلما سمع خباب صوته توارى في البيت ، وقد سمع عمر حينما دنى إلى البيت قراءة خباب ، فلما دخل البيت قال: ماهذه الهيمنة التي سمعتها عندكم ؟فقالا: ماعدا حديثاً تحدثناه بيننا. قال : فلعلكما قد صبوتما ؟ فقال له زوج أخته : يا عمر أرايت إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر عليه فوطئه وطئاً شديداً ،فجاءت أخته فرفعته عن زوجها ،فضربها فدمى وجهها (في رواية فشجها) ، فقالت:ياعمر إن كان الحق في غير دينك ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله، فلما يئس منهما ورأى الدم من أخته ندم واستحيا ، وقال :أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم اقرؤه .




فقالت أخته :


(إنك نجس ولايمسه إلا المطهرون ، فقم واغتسل)



فقام واغتسل، ثم أخذ الكتاب فقرأ:



{بسم الله الرحمن الرحيم}



فقال :" أسماء طيبة طاهرة "




ثم قرأ سورة طه حتى وصل لقوله تعالى :



{ إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري }




فقال:



(ماأحسن هذا الكلام وأكرمه! دلوني على محمد)



، فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال :


(أبشر يا عمر ،فأني أرجوا أن تكون دعوة الرسول لك ليلة الخميس:



(اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام ).



، فأخذ عمر سيفه وانطلق حتى أتى الدار التي كان فيها النبي والمسلمين ، فضرب الباب ،فقام رجل ينظر من خلل الباب فرآه متوشحاً سيفه فأخبر رسول الله فقال حمزة : ما لكم ؟ قالوا : عمر ، فقال: وعمر؟افتحوا الباب ، فإن كان جاء يريد خيراًبذلناه له ، وإن كان جاء يريد شراًقتلناه بسيفه ، ورسول الله داخل يوحى إليه ، فخرج إلى عمر حتى لقيه في الحجرة ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ، ثم جبذه جبذة شديدة


فقال: (أما أنت منتهياً يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة؟اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب )، فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله وأنكً رسول الله، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد ،ثم سأل عمر رسول الله فقال :يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟



قال :


(بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم )



فقال عمر : [ففيم الاختفاء ؟والذي بعثك بالحق لنخرجن]
فخرجوا في صفين ، حمزة في صف وعمر في الآخر والرسول بينهم حتى دخلو المسجد، فنظرت إليهم قريش فأصابها كآبة لم تصبهم قبلها ، ومن يومها سمى النبي عمر بالفاروق .



وكان ابن مسعود رضي الله عنه - يقول :
[ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر].




وعن صهيب الرومي- رضي الله عنه – قال :
[لما أسلم عمر ظهر الإسلام ،ودُعي إليه علانية ،وجلسنا حول البيت حلقاً، وطفنا بالبيت ، وانتصفنا ممن غلط علينا ،ورددناعليه بعض ما يأتي به].







الصفحة الثالثة عشر :




13- (بين المفاوضات ومحاولة القتل ) :



تحيرت قريش فيما تفعل مع هذا الدين الجديد الذي انتشر،وازداد أعداد الذين يعتنقونه في مكة، فوقع اختيارهم على المساومات وتقديم المغريات ، قال ابن اسحاق :حدثني يزيد بن زياد القرظي قال :
[حدثت أن عتبه بن ربيعة قال يوماً وهو في نادي قريش ورسول الله جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها أيها شاء ويكف عنا، فقالوا : بلى يا أبا الوليد، قم إليه فكلمه ،فقام إليه عتبه حتى جلس إلى الرسول فقال :

" يابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السِّطة – المنزلة الرفيعة – في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت به من مضى من آبائهم ،فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها .

فقال رسول الله ﷺ:[قل يا أبا الوليد أسمع]

قال :[يابن أخي إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لانقطع أمراً دونك ،وإن كنت تريد به مُلكا ملكناك علينا ،وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لاتستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب ،وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه ] .
حتى إذا فرغ عتبه ، ورسول الله يستمع منه ، ثم قال :

(أفرغت يا أبا الوليد؟)، قال : نعم


قال :[فاسمع مني ] ، قال:أفعل

{حم (1) تنزيل من الرحمن الرحيم(2) كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون
(3) بشيرا ونذير فأعرض أكثرهم فهم لايسمعون وقالو قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه(5) }







فلما سمع أبا الوليد الآيات أنصت يسمع منه ، حتى إذا وصل إلى موضع السجدة سجد، ثم قال :



" قد سمعت يا أبا الوليد ، فأنت وذاك "




،فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغيرالوجه الذي ذهب به ، فلما جلس إليهم قالوا:ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال :ورائي أني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط والله ماهو بالشعرولابالسحر،ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي ، وخلو بين هذا الرجل وبين ماهو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ،فإن تصبه العرب فقد كـفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم ، وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به ،قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه



قال:"هذا رأيي فيه ، فاصنعوا مابدا لكم".





. لكن قريش لم تستمع لرأيه، واستمروا بالمحاولة ،وهذه المرة سلكوا طريق الأسئلة فطلبوا منه :



1- أن يسير لهم الجبال ، ويبسط البلاد ويفجر فيها النهار ويحي الموتى- لاسيما قصي بن كلاب - فإن صدقوه آمنوا به.




2- أن يسال ربه أن يبعث له مَلكا يصدقه ويراجعونه فيه.



3- أن يجعل له جنات وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة .





فرد عليهم رسولالله :




(( مابي ما تقولون،ما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ، ولا المُلكَ عليكم ، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً ،وأنزل إلي كتاباً،وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً،فبلغتُـكُم رسالات ربي ونصحت لكم ،فإن تقبلوا مني ما جئتُكُم به فهو حُّظكُم في الدنيا والآخرة،وإن ترُدُّوا عليّ أصبر لأمرِ اللهِ حتى يحكُم الله بيني وبينكم)).





فلم يكتفوا بذلك وطلبوا منه :

4- أن يسقط عليهم من السماء كِسفاً( عذاب) ،فقال لهم:

"ذلك إلى الله، إن شاء فعل"
فقالوا :أما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك ونطلب منك ،حتى يعلمك ما تراجعنا به، وما هوصانع بنا إذا لم نقبل ؟

ثم هددوه وقالوا :"أما والله لانتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا "





، فقام رسول اللهعنهم وانصرف إلى أهله حزيناً .






لما لم ينجح المفاوضات عزم أبو جهل على قتل النبي فقال :

(يا معشر قريش إن محمداًقد أبى إلاما ترون من عيب ديننا ، وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا ، وشتم آلهتنا ، وإني أعاهد الله لأجلسن له بحجر ما أطيق حمله ، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه ، فأسلموني عند ذلك أو امنعوني ، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم،قالوا :والله لانسلمك لشيء أبداً. وفي الغد قام النبييصلي ، وقريش ينتظرون في ناديهم مايصنع أبو جهل ، فلما سجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ أبوجهل الحجر واقبل نحوه ثم سرعان ما رجع لقومه متغيراً لونه قد يبست يداه على الحجر ، حتى قفذفها من يده ، فلما سألوه مالك يا أبا الحكم ؟ قال:لما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ، ولا أنيابه لفحل قط، فهم أن يأكلني ).





قال الرسول الله :((ذلك جبريل لودنا لأخذه)).







(بين العرض والطلب ):



عندما كان النبي يطوف بالكعبة أعترض طريقه الأسودوالوليد بن المغيرة وأمية بن خلف فقالوا :

(يامحمد هلم فلنعبد ماتعبد ، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الذي تعبد خيراً مما نعبد كنا قد اخذنا بحظنا منه ، وإن كان ما نعبد خيراً مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه،


فأنزل الله تعالى :

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافًرُونَ (1)لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(2).......الخ الآيات} (الكافرون).





2- أخرج ابن جرير وغيره أن قريشاً قالت :لو استلمت


آلهتنا لعبدنا إلهك ، فأنزل الله :








3- لما يأسوا من كل ما سبق قدموا تنازلات بشرط تغيير بعض التعديل فيما جاء من التعليمات ، وقد بين الله ذلك في قوله تعالى :



[ ائتِ بقرآنٍ غيرٍ هَذا أو بـدَّله].



الرد على قولهم :





{ وَإِذَا تُتْلَىَ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيّنَاتٍ قَالَ الّذِينَ لايَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـَذَآ أَوْ بَدّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِيَ أَنْ أُبَدّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيَ إِنْ أَتّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَىَ إِلَيّ إِنّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ ربي عذاب يومٍ عظيمٍ } ( يونس) .





الصفحة الرابعة عشر :


14- (الاتصال باليهود وموقف أبو طالب ):

أظلمت الطرق أمام المشركين بعد فشلهم في المفاوضات والتنازولات ، واحتاروا فيما يفعلون !وقد رأو من صمود النبي في وجه كل التحديات ورفضه كل المغريات ، وما يتصف به من مكارم الأخلاق " الأمانة ، الصدق ، العفاف....الخ "
قويت شبهتهم أنه رسول الله حقاً، فقرروا ان يتصلوا باليهود حتى يتأكدوامن أمره ، فأرسلوا النظر بن الحارث ومعه آخران ليذهبوا إلى يهود المدينة ، فقال لهم أحبارهم:

سلوه عن ثلاث ، فإن أخبر فهو نبي مرسل ، وإلافهو متـقول

1- سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ، ما كان أمرهم؟فإن لهم حديثاً عجباً.

2- وسلوه عن الرجل الطواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟

3- وسلوه عن الروح ، ما هي؟

فلما قدموا مكة قالوا :جئناكم بفصل بينكم وبين محمد، وأخبرهم بما قال اليهود، فسألت قريش الرسول عن الأمور الثلاثة ، فنزلت بعد أيام سورة الكهف ،فيها قصة أولئك الفتية، وهم أصحاب الكهف، وقصة الرجل الطواف ،وهو ذو القرنين ،ونزل الجواب عن الروح في سورة الإسراء.

وتبين لقريش أنه رسول الله حق وصدق ، ولكن الظالمون أبو إلا كفوراً.


موقف أبو طالب :

لما رأى أبو طالب تصرفات وتحركات قريش وأنهم لايريدون إلا قتل ابن أخيه جمع بني هاشم وبني عبد المطلب ودعاهم إلى القيام بحفظ النبي ، فأجابوه كلهم – مسلمهم وكافرهم – حمية للجوار العربي ، عدا أبو لهب وأبوجهل انظما لقريش.




(الصفحة الخامسة عشر):

15- ( صحيفة المقاطعة العامة ):

لما نفذت بقريش الحيل ،ووجدوا أن بني هاشم وبني عبد المطلب مصممين على حفظ محمد فتحالفوا بعقد مقاطعة عامة تنص على :

" ألا يجالسوهم ولا يخالطوهم.و لايكلمونهم ،ولا يدخلوا عليهم،ولا يتزوجوا منهم ولا يبايعوهم "

وقد قرروا ألا يرفعونها إلا إذا سلموا إليهم محمد ليقتلوه وقد استمرت هذه المقاطعة ثلاث سنوات، واشتد الحصار، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكه ولا بيعا إلا بادروه فاشتروه ، حتى ألتجأ الصحابة إلى أكل ورق الشجر، وكان يُسمع أصوات نسائهم وصبيانهم يصرخون من الجوع ، وكان لا يصل إليهم شيء إلا سراً، ولا يخرجون من الشعب لا شراء حوائجهم إلا في شهر محرم ، وكان أبو طالب يخاف على رسول الله ،فعندما ينام الناس يأمره أن يضجع على فراشه ، ويأمر أحد بنيه أو إخوانه أو بني عمه ليضجع في فراش الرسول .


نقض الصحيفة :

في شهر محرم سنة عشر من النبوة ، نقضت الصحيفة ، وفق الحصار ، وذلك أن قريشاً كانوا بين راض بهذا الميثاق وكاره له ، وسعى في نقض الصحيفة من كان كاره لها، وكان القائم بذلك هشام بن عمروا من بني عامربن لؤي، وكان يصل بني هاشم في الشعب مستخفياً بالليل، وقد اتفق مع زهير بن أبي أمية المخزومي والمطعم بن عدي ، وأبو البختري ، وزمعة بن الأسود على نقض الصحيفة ، فقال زهير:

(أنا أبدأكم فأكون أول من يتكلم)، فلما أصبحوا إذا زهيراصعليه حلة فطاف بالبيت سبعاً، ثم أقبل على الناس ، فقال:

(يا أهل مكة ، أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى ، لايباع ولا يبتاع منهم؟والله لا أقعد حتى تنشق الصحيفة الظالمة).

فقال أبو جهل : كذبت ،والله لاتشق.

فقال زمعة بن الأسود :
"أنت والله أكذب ، ما رضينا كتابتها حيث كُـتبت"

فأيداه المطعم بن عدي وأبو البختري ، فرد عليهم :"هذا أمر قد قُضي بليل ،وتُشُوِور فيه بغير هذا المكان " .

وأبو طالب جالس في ناحية المسجد يستمع فقال لهم:
(إن ابن أخيه أخبره بأن الله أطلع رسوله على أمر الصحيفة ، وأنه أرسل عليها الأرضة ، فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم إلا ذكر الله عز وجل، فإن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه ،وإن كان صادقاً رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا).

قالوا : قد أنصفت.

فقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها إلا (بسمك اللهم)، وما كان فيها من اسم الله فإنها لم تأكله ،ثم نقض الصحيفة وخرج الرسول ومن معه من الشعب ، وهذه علامة من علامات النبوة لكنهم يعاندون .

قال تعالى :

{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ* وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر }
(القمر )




الصفحة السادسة عشر :

16-(عام الحزن ):

في شهر رجب من سنة عشر من النبوة ، وقيل في رمضان قبل وفاة خديجة (رضي الله عنها - وبعد الخروج من الشعب بستة أشهر مرض أبو طالب ثم ما لبث أن توفي ،ففي الصحيح عن المسيب :

[ أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي وعنده أبو جهل ، فقال :[أي عم ،قل : لا إله إلا الله ، كلمه أحاج لك بها عند الله] .

فقال أبوجهل وعبد الله بن أبي أمية :

(يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب ؟)

فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر شيء كلمهم به :

(على ملة عبد المطلب)، فقال النبي :

(لأستغفرن لك مالم أنه عنه) ، فنزل قوله تعالى :

{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْلِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}(التوبه 133)


ونزل أيضاً:


( 56 القصص )

، وبعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين أو ثلاثة أيام على اختلاف القولين - توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها- ، وكانت وفاتها في شهر رمضان في السنة العاشرة من النبوة،ولها خمسة وستين سنة ، ورسول الله في الـخمسين من عمره ،فكانت هذه الفترة من أشد الفترات التي مرت على رسول الله ، فسُمي هذا العام بعام الحزن .



الصفحة السابعة عشر:


17- (زواجه ) :



لما رأى الصحابة – رضوان الله عليهم - الحزن الذي أنتاب رسول الله على فراق رفيقة دربه وحبيبته، والتي حملت معه أعباء الدعوة خديجة – رضي الله عنها – خافوا أن يطول هذا الحزن فأشاروا عليه أن يتزوج من سودة بن زمعة العامرية ، بعدما توفي عنها زوجها بأرض الحبشة ، فلما حلت خطبها وتزوجها مواساة لفقدها زوجها ،وقد كانت امرأة مسنة .

وبعد أربع سنوات تزوج النبي عائشة- رضي الله عنها -
وقد دخل عليها بالمدينة وهي بنت تسعة سنين ، وكان عمره فوق الخمسين ، وهي البكر الوحيدة التي تزوجها من زوجاته .

من فضائلها :

أ- أنه ما نزل الوحي في لحاف امرأة غيرها .

ب - وكانت من أحب الخلق إلى النبي .

ج - وكانت من أفقه نسائه وأعلمهن .


د - كان الأكابر من أصحاب النبي يرجعون إلى قولها ويستفتونها .




الأسباب وراء الزواج بأم المؤمنين عائشة :


أولا :أنه رأى رؤيا في زواجهمنها .

فقد ثبت في البخاري من حديث عائشة" رضي الله عنها" أن النبي قال لها :

( أُريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقال : هذه امرأتك ، فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه).

رواه البخاري برقم 3682 ، وهل هي رؤيا نبوة على ظاهرها ، أم لها تأويل ، فيه خلاف بين العلماء ذكره الحافظ في فتح الباري ( 9/181 ) .


ثانيا : ما رآه صلى الله عليه وسلم في عائشة "رضي الله عنها" من أمارات ومقدمات الذكاء والفطنة في صغرها .

، فأحب الزواج بها لتكون أقدر من غيرها على نقل أحواله صلى الله عليه وسلم وأقواله ، وبالفعل فقد كانت - رضي الله عنها – مرجعا للصحابة في شؤونهم وأحكامهم .

ثالثا : محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها أبي بكر (رضي الله عنه )، وما تحمله في سبيل نشر دعوة الحق من الأذى، فكان أقوى الناس إيمانا ، وأصدقهم يقينا على الإطلاق بعد الأنبياء.


((أما مسألة صغر سنها رضي الله عنها ، واستـشكال هذا الأمر لكثيرمن الناس)) :

(( أن النبي نشأ في بلاد حارة وهي أرض الجزيرة ، وغالب البلاد الحارة يكون فيها البلوغ مبكرا ، ويكون الزواج المبكر ، وهكذا كان الناس في أرض الجزيرة إلى عهد قريب ، كما أن النساء يختلفن من حيث البنية والاستعداد الجسمي لهذا الأمر وبينهن تفاوت كبير في ذلك )).

الشيخ / محمد حسان :

وحقيقة زواج الرسول من السيدة عائشة :








الرد على شبهة زواج النبى من أمنا عائشة وهى فى سن صغير:









التعديل الأخير تم بواسطة رائحة المطر ; 07-23-2014 الساعة 06:27 AM
رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2012, 04:50 AM   #3
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: صفحات من حياة خير البشر :

الصفحة الثامنة عشر:


18- الدعوة خارج مكة (تابع مراحل الدعوة) :



خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في شوال من السنة العاشرة إلى الطائف ماشياً على قدميه ومعه مولاه زيد بن حارثة- رضي الله عنه - ليعرض عليهم دعوته عله يجد القبول الذي لم يجده في قومه ، وكلما مر على قبيلة في الطريق دعاها إلى الإسلام ،ولكن للأسف لم تجبه واحدة منهم .ولما وصل إلى ثـقيف عمد إلى ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف هم :

"عبد ياليل ، مسعود وحبيب أبناء عمرو الثقفي"، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله ونصرة الإسلام ،لكنهم لم يقبلوا بدعوته وأخذوا يسخرون منه ،فقال لهم رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - :(إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني). وأقام - صلى الله عليه وسلم - في الطائف عشرة أيام وكان لايدع أحداً من أشرافهم إلا جاءه فلم يجد سوى الصدود ، ولما أراد الخروج سلطوا عليه صبيانهم وعبيدهم يسبونه ويرمونه بالحجارة حتى اختضب نعلاه بالدم ، وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابوه في رأسه ، ثم التجأ النبي - صلى الله عليه وسلم -إلى حائط - بستان - لعتبه وشيبة ابني ربيعة ثم جلس تحت كرمة عنب و دعى دعاء يصف فيه الحزن والأسف على أنه لم يؤمن به أحد فقال :



[ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يـتـجهمني أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تـنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى لا حول ولا قوة إلا بك]،


فلما راؤه أبناء ربيعة حزنوا عليه وأرسلوا غلاماً لهما (يقال له عداس) بكرمة عنب ليعطيها النبي ، فلما وضعه بين يدي رسول الله مد يده وقال :[بسم الله]، ثم أكل،فقال الغلام: (إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد)، فقال له الرسول :


(من أي البلاد أنت وما دينك؟)،

قال: "أنا نصراني من أهل نينوى".

فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :[من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ].

قال الغلام :" وما يدريك ما يونس ابن متى ؟ "


قال:[ذاك أخي، كان نبياً ،وأنا نبيي]، فأكب الغلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل يديه ورجليه . وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من البستان مكسور القلب حزيناً متجه إلى مكة ، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله جبريل – عليه السلام – ومعه مَلك الجبال يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة " جبل أبو قبيس ، والجبل الذي يقابله "


فقال الرسول
- صلى الله عليه وسلم - :

( بل أرجوا أن يُخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعيد الله عز وجل وحده لايُـشرك به شياً).




رفع لمعنويات النبي - صلى الله عليه وسلم - :



تقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - في طريقه حتى وصل وادي نخلة ، وأقام فيه أياماً ، وخلال إقامته - صلى الله عليه وسلم - بعث الله إليه نفراً من الجن يستمعون لقراءته للقرآن ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم بحضور هذا النفر ، وإنما علم بعد ذلك حينما أطلعه الله عليه بهذه الآيات :



{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29)

قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30)

يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) }(الأحقاف).



وأمام هذه المعجزة تبد دت حالة الحزن والكآبة التي أصابت النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ خروجه من الطائف ، ثم مضى في طريقه نحو مكة لاستئناف دعوته إلى الله بنشاط ، وحينئذ قال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك (أي قريش)؟، فقال:


((يازيد ،إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجًاً ، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر نبيه))

وقبل دخوله مكه أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المطعم بن عدي أنه سيدخل مكه في جواره فوافق فدخلها، وحينما قرب موسم الحج (في ذي القعدة)عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - دين الله على القبائل فمنهم من آمن ومنهم من أعرض .





الصفحة التاسعة عشر :


19- ( الإسراء والمعراج):


بينما كانت الدعوة تمر بحالة من التصديق والتكذيب وقعت حادثة الإسراء والمعراج واختلف الرواة على تعيين زمنها ، فقيل :


في السنة التي أكرم الله نبيه بالنبوة (الطبري).
بعد المبعث بخمسة سنين (النووي والقرطبي).
ليلة 27 من شهر رجب ،سنة 10من النبوة.
قبل الهجرة بـ 16 شهراً (أي:في رمضان سنة 12من النبوة).
قبل الهجرة بسنة وشهرين(أي: في محرم سنة 13 من النبوة)
قبل الهجرة بسنة (أي :في ربيع الأول سنة 13من النبوة)



(( قصة الإسراء والمعراج ، والبيعة الأولى والثانية )) للشيخ/ نبيل العوضي :







الصفحة العشرون :


20- ( الإذن بالهجرة):


بعد أن تمت بيعة العقبة الثانية أذن رسول الله - صلى الله عليهم وسلم - للمسلمين بالهجرة إلى المدينة ، لأنها أصبحت المكان الأكثر أمناً ، ولكن كان للهجرة ثمن غالي ولابد من التضحيات ، فقريش لن تدعهم يرحلوا ببساطة .

فمن صور التضحية :


أ. كان أول المهاجرين أبو سلمه : فعندما هم بالهجرة قال له أصهاره :" هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرايت صاحبتنا هذه - زوجته – علام نتركك تسير بها في البلاد؟ " فأخذوا منه زوجته ، ثم بعدها غضب آل سلمه و أخذوا يختصمون على ابنهما فيمن يأخذه وأثناء ذلك الخصام خلعوا يده،وذهبوا به، فانطلق أبو سلم وحده للمدينة ، و كانت أم سلمه بعد رحيل زوجها تخرج كل غداة إلى الأبطح تبكي حتى تمسي لمدة عام على هذه الحالة ، فرق لها أحد ذويها وكلم أهلها فقالوا لها : (الحقي بزوجك إن شئتِ)، فانطلقت مع ابنها حتى إذا كانت بالتنعيم لقيها الصحابي عثمان بن أبي طلحه – رضي الله عنه – فقام بإيصالها إلى المدينة وقال لها :" زوجك في هذه المدينة "
، ثم رجع إلى مكة.




ب. حين هاجر صهيب بن سنان الرومي من مكة إلى المدينة ، أدركه قناصة قريش ، فصاح فيهم:
( يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي منه شيء ، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني ) فقبل المشركين المال وتركوه قائلين :
( أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغـت ، والآن تنطلق بنفسـك و بمالـك ؟؟) فدلهم على مالـه وانطلق الى المدينـة ، فأدرك الرسول في قباء ، ولم يكد يراه الرسـول - صلى الله عليه وسلم - حتى ناداه متهللا :

( ربـح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى ) .


ونزل فيه قوله تعالى :


( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشري نَفْسه ابتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللّهِ ، واللّهُ رَءُوفٌ بِالعِبَـاد ) ( سورة البقرة آية 207) .

أراد أبو بكر أن يهاجر إلى المدينة وتجهز لذلك فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :
((على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي))

وكان ذلك قبل الهجرة بأربعة شهر.



(المؤامرة) :



شعر المشركون بتفاقم الخطر الذي يهدد كيانها ، فصاروا يبحثون عن الحلول فبعد شهرين ونصف من بيعة العقبة الكبرى عُـقد اجتماع في دار الندوة بمكة ، وحضره سادات قريش يترأسهم أبو جهل ، وقد حضر هذا الاجتماع إبليس في هيئة شيخ عليه كساء غليظ ، ووقف على الباب ، فقالوا : (من الشيخ؟) قال:
( شيخ من أهل نجد سمع بالذي اعددتم له فحضرمعكم ليسمع ما تقولون ، عسى ألا يعدمكم منه رأياً ونصحاً )

، قالوا : (أجل ) ، فادخل ، فدخل معهم ، وبعد أن تكامل الاجتماع بدأ عرض الاقتراحات والحلول، ودار النقاش طويلًا‏.‏ قال أبو الأسود‏:‏ (نخرجه من بين أظهرنا وننفيه من بلادنا، ولا نبالي أين ذهب، ولا حيث وقع، فقد أصلحنا أمرنا وألفتنا
كما كانت).‏


قال الشيخ النجدى‏:‏ (لا والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حسن حديثه، وحلاوة منطقه، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتى به‏؟‏ والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حى من العرب، ثم يسير بهم إليكم ـ بعد أن يتابعوه ـ حتى يطأكم بهم في بلادكم، ثم يفعل بكم ما أراد، دبروا فيه رأيًا غير هذا‏).‏ .

قال أبو البخترى‏:‏( :احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابًا، ثم تربصوا به ما أصاب أمثاله من الشعراء الذين كانوا قبله ـ زهيرًا والنابغة ـ ومن مضى منهم، من هذا الموت، حتى يصيبه
ما أصابهم‏).‏ .

قال الشيخ النجدى‏:‏ (لا والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه ـ كما تقولون ـ ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم، فينزعوه من أيديكم، ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم،
ما هذا لكم برأي، فانظروا في غيره‏).‏ .

وبعد أن رفض الاقتراحات السابقة ، قدَّم أبو جهل اقتراح آثم وافق عليه جميع أعضائه فقال ‏:‏ (والله إن لى فيه رأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعد‏).‏ قالوا‏:‏( وما هو يا أبا الحكم‏؟‏( قال‏:‏ (أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابًا جليدًا نَسِيبا وَسِيطًا فينا، ثم نعطى كل فتى منهم سيفًا صارمًا، ثم يعمدوا إليه، فيضربوه بها ضربة رجل واحد، فيقتلوه، فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعًا، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا، فرضوا منا بالعَقْل
، فعقلناه لهم‏).‏ .
قال الشيخ النجدى‏:‏ (القول ما قال الرجل، هذا الرأي الذي لا رأي غيره‏).‏ .
ووافق الجميع على هذا الاقتراح الآثم ،ثم رجعوا إلى بيوتهم وقد صمموا على تنفيذ هذا القرار فورًا‏.‏




الصفحة الواحدة والعشرون :



21- (هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة):


أخبر جبريل
– عليه السلام – النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمؤامرة وأمره بالهجرة ، وذلك بأمر الله تعالى ، فذهب الرسول - صلى الله عليه وسلم - يرتب أمر الهجرة مع أبي بكر الصديق – رضي الله عنه - .

قال ابن إسحاق :


[ فحدثني من لا أتهم ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ‏‏:‏‏ كان لا يخطئ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار ، إما بكرة ، وإما عشية ، حتى إذا كان اليوم الذي أُذن فيه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة ، والخروج من مكة من بين ظهري قومه ، أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة ، في ساعة كان لا يأتي فيها ‏‏،‏‏فلما رآه أبوبكر ، قال ‏‏:‏‏ (ما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الساعة إلا لأمر حدث] .


قالت ‏‏:‏‏ فلما دخل ، تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر ، فقال رسول الله - صلى صلى الله عليه وسلم - ‏‏:‏‏ (أخرج عني من عندك)
؛ فقال ‏‏:‏‏ (يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ‏‏؟‏‏ فداك أبي وأمي ‏‏!‏‏) فقال ‏‏:‏‏::

[إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة ] .‏‏


قالت ‏‏:‏‏فقال:"أبو بكر ‏‏:‏‏الصحبة يا رسول الله" ؛ قال: ‏‏[الصحبة] ‏‏.

قالت: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح ، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ، ثم قال ‏‏:‏‏ (يا نبي الله ، إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا ‏‏).‏ فاستأجرا عبدالله بن أرقط - رجلا من بني الدئل بن بكر ،وكان مشركا - يدلهما على الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانتا عنده يرعاهم لميعادهما ‏‏).فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على باب الرسول - صلى الله عليه وسلم - يرصدونه متى ينام ، فيثبون عليه ؛ فلما رأى - صلى الله عليه وسلم - مكانهم ، قال لعلي بن أبي طالب ‏‏:‏‏ (نم على فراشي وتسجّ بِبُردي هذا الحضرمي الأخضر ، فنم فيه ، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم).


وخرج عليهم - صلى الله عليه وسلم - فأخذ حفنة من تراب في يده ، وقد أخذ الله تعالى أبصارهم عنه ، فلا يرونه ، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو قوله تعالى : ‏‏

{ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿9﴾ } ( سورة يس )


حتى فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الآيات ، ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا ، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب ، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم ، فقال ‏‏:‏‏ (ما تنتظرون ها هنا ‏‏؟‏‏)
قالوا ‏‏:‏‏: محمدا ؛ قال ‏‏:‏‏ (خيبكم الله ‏‏!‏‏ قد والله خرج عليكم محمد ، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا
، وانطلق لحاجته ، أفما ترون ما بكم ‏‏؟‏‏

قال ‏‏:‏‏ فوضع كل رجل منهم يده على رأسه ، فإذا عليه تراب ، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا بِبُرْد رسول - صلى الله عليه وسلم - ، فيقولون ‏‏:‏‏( والله إن هذا لمحمد نائما ، عليه برده )‏‏.‏‏
فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي -رضي الله عنه - عن الفراش ، فقالوا ‏‏:‏‏ (والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا)‏‏.‏‏


قال تعالى :

{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ
وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ
(30)}(الأنفال).



الصفحة الثانية والعشرون :



22- (إلى الغار):

غادر النبي- صلى الله عليه وسلم - وصاحبه من مكة إلى غار ثور، ومكثا فيه ثلاث ليال، وأما قريش فقد جن جنونهما حينما تأكد لديها إفلات النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم ، وأول ما فعلوه أنهم ضربوا علياً – رضي الله عنه - وسحبوه إلى الكعبة وحبسوه ساعة ، علهم يطفرون بخبرهما ، ثم انطلقوا إلى بيت أبي بكر– رضي الله عنه – فقرعوا بيته ،فخرجت لهم أسماء – رضي الله عنها - ، فسألها أبو جهل عن أبيها ، فقالت :
(لا أدري أين أبي؟ ) ،فرفع يده إليها ولطمها على خذها أطاح منه قرطها "حِلية توضع في الأذن"

، ثم قررت قريش أن تضع جميع الطرق النافذة من مكة تحت المراقبة الشديدة ،ورصدت المكافأة لمن يأتي بهما ، وحينذٍ انتشر المطاردون والفُرسان وقصاصي الأثر للبحث عنهما ، ولما لم يبقَ سوى خطوات بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه رجعوا ، لأن الله تعالى هو حافظه .


عن أنس عن أبي بكر – رضي الله عنهما - قال: "كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغار ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم
، فقلت : يا نبي الله ، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا ".

قال:[اسكت يا أبا بكر ، اثنان الله ثالثهما ]،وفي لفظ :[ماظنك يا أبابكر باثنين الله ثالثهما].


(رواه البخاري 1/516،558).


لم يكن خوف أبو بكر على نفسه بل كان على صديقه - صلى الله عليه وسلم - ،فقد قال له :
(إن قُـتلت فإنما أنا رجل واحد ، وإن قُـتلت أنت هلكت الأمة )
، فعندها قال له - صلى الله عليه وسلم -:
((لا تحزن إن الله معنا))


"مختصر سيرة الرسول للشيخ النجدي ص 168"




الصفحة الثالثة والعشرون :



23-
( في الطريق إلى المدينة وبناء مجتمع جديد):


ارتحل النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه ، وارتحل معهما عامر بن فُهيرة ،
(وهو غلام كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في الليل ويعلمه أخبار القوم ، وعند الصباح يرعى الغنم حتى يمحو أثر عبد الله بن أبي بكروالذي كان يأتيهما بالطعام)
،أخذ بهم الدليل – عبد الله بن أريقط – على طريق السواحل ، وسلك طريقاً لم يألفه الناس .




(أحداث وقعت في الطريق ):


1- أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه قسطاً من الراحة فقدا ستظلا تحت ظل صخرة لم تأتي عليها الشمس ، فقال أبو بكر: (نم يا رسول الله وأنا انفض ما حولك ) ، فنام رسول - صلى الله عليه وسلم - ، ثم مرعليهما راعي غنم ، فطلب أبي بكر من الرجل أن يعطيه من لبنها فأعطاها ، وسأله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له أبو بو بكر :" هادي يهديني الطريق "
_أبو بكر كان يقصد طريق الخير بعكس ماتدل عليه ظاهر الكلمة وهذه تورية _
،ثم انتظرأبو بكر إلى أن يستيقظ صاحبه - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه اللبن ، ثم ارتحلا .


2- في اليوم (الثاني أو الثالث) مرا بخيمة أم معبد الخزاعية والتي كانت تطعم وتسقي من مر بها ، فسألاها : هل عندها شيء؟ فقالت : (والله لوكان عندنا شيء ما أعوزكم القِرَى والشاة ، وكانت سنة شهباء) – تريد أنه ليس لديها ما تعطيهما - فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال :"هذه الشاة يا أم معبد ؟ "

قالت : "شاة خلفها الجهد عن الغنم"

فقال : "هل بها من لبن؟ "

قالت : "هي أجهد من ذلك "

.فاستأذنها النبي - صلى الله عليه وسلم -أن يحلبها فأذنت له ، فمسح - صلى الله عليه وسلم - بيده ضرعها وسمى الله ودعا ، فدرت عليه ،فدعا بإناء لها ، يسقي الرهط فحلب فيه حتى علت رغوته فسقاها ، فشربت حتى رويت ، وسقى أصحابه حتى رووا ، ثم شرب ، وحلب فيه ثانياً حتى ملأ ، ثم غادر وارتحل.

فما لبث أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافاً هزيلات ، فلما مر اللبن عجب ، فقال : " من أين لك هذا؟ والشاة عازب ولا حلوبة في البيت ؟"
فقالت : " لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثة كيت كيت ، ومن حاله كذا وكذا"

، قال : "إني والله أراه صاحب قريش الذي تطلبه ، صفيه لي يا أم معبد" ، فوصفته وصفاً بديعاً .

، فقال : "والله هذا صاحب قريش الذي ذكروامن أمره ماذكروا ، لقد هممت أن أصحبه ، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً ".


3-
لم تعرف قريش أين يختبئ النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه ، وما هي وجهتهما ؟
فعن أسماء بنت الصديق – رضي الله عنها - قالت :

" ما درينا أين توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقبل رجل من الجن من أسفل مكة فأنشد " :


جزى الله رب العرش خير جزائه رفيقين حَلاَّ خيمتي أم معبد

هما نزلابالبِـرِّ وارتحلا به وأفلح من أمسى رفيق محمد

فيا لقُصيّ ما زوى الله عنكم به فعال لا يُحَاذى وسؤدُد

لِيهنِ بني كعب مكان فَتاتِهم ومقعدُها للمؤمنين بَمرصد

سَلُـوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألواالشاة تَـشهَد

، والناس يتبعونه ويسمعون صوته ولا يرونه حتى خرج من أعلاها ، فقالت أسماء : لما سمعنا قوله عرفنا حيث توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأن وجهته ااإلى المدينة .


4- مطاردة سُراقة بن مالك للنبي- صلى الله عليه وسلم - :




رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2012, 06:00 PM   #4
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: صفحات من حياة خير البشر :

الصفحة الرابعة والعشرون :




24- (حياة النبي في المدينة):



عندما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة قام ببناء مجتمع جديد في بلد آمن ، وأصبح فرضاً على كل مسلم الاسهام وبذل الجهد في بنائها ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - هوالقائد واالإمام لهذا المجتمع . وأول الأعمال قام به هو :


1-
بناء المسجد : وهو الدعامة الرئيسية لعمله وعمل المسلمين ، ففيه (العبادة ، العلم ، وتنظيم الحياة والجيوش ،والمشورة وأخذ الرأي ، والترابط والحب .


2- آخا بين الأوس والخزرج : بعد أن طال النزاع والحروب بينهما ، كذلك آخى بين المهاجرين والأنصار ، فجمع بذلك قوة عظيمة .


3- أقام معاهدة مع يهود المدينة : تضمن لهم حرية العقيدة والأمان على أنفسهم وأموالهم ، وتطالبهم بالاشتراك مع المسلمين في الدفاع عن المدينة ضد أي مهاجم.




سكان المدينة :



أصحاب الصفوة - رضوان الله عليهم- .


المشركون الذين لم يؤمنوا بعد : وهم من صميم قبائل المدينة ، الأغلبية منهم آمنوا ، والباقي كان يضمر العداوة في نفسه
على رأسهم عبد الله بن أبي السلول.



اليهود : هم الذين انتقلوا إلى الحجاز من الاضطهاد الأشوري والروماني ،

وكانوا عبرانيين ، وقد اصطبغوا بالصبغة العربية في: (الزي ، اللغة ، الحضارة ؛ حتى صارت أسماؤهم وأسماء قبائلهم عربية ، وصارت بينهم وبين العرب مصاهرة إلا أنهم احتفظوا بعصبيتهم اليهودية ، وكانوايحتقرون العرب).


أهم قبائل اليهود :


1- بنو قينقاع : كانواحلفاء الخزرج ، وكانت ديارهم داخل المدينة .


2-
بنو النُضير: أيضاً حلفء للخزرج ،وكانت ديارهم بضواحي المدينة .


3- بنو قُريضة : وكانوا حلفاء الأوس ، وكانت ديارهم بضواحي المدينة.


وهذه القبائل هي التي تثير الحرب بين الأوس والخزرج على مر الزمن ،ولما دخل الإسلام المدينة كانت نظرتهم له
نظرة حقد وبُغض


للأسباب التالية:


لأنهم كانوا يظنون أن آخر الأنبياء سيكون من اليهود ، فلما جاء بخلاف ذلك قابلوه بالعداء .

أن جميع تعاملاتهم كانت بالربا ، فخافوا أن يؤثر ذلك على أنشطتهم التجارية ، فمن المحتمل أن تتيقظ القبائل العربية وتقوم باسترداد الأموال والأراضي التي أخذتها منهم اليهود .

إن الإسلام يدعوا إلى الالتزام بالأمانة في كل شؤون الحياة والتقيُـد بالحلال من طيب الأموال ، وهذا من شأنه القضاء على العداوة والبغضاء ، وهذا ما لاتريده اليهود .




الصفحة الخامسة والعشرون :


25- ( تحريض المشركين ) :

رغم جهود النبي - صلى الله عليه وسلم - وحرصه على الأمن و الأمان في موطنه الجديد إلا أن قريشاً لم تتركه ، وأخذت بعمل المكائد ورسم الخطط للنيل من النبي -صلى الله عليه وسلم - والقضاء على دعوته ، فقد أرسلت كتاباً إلى عبد الله بن أبي السلول في المدينة بأن أقتلوا محمد وأطرد المسلمين ، وبمجرد وصول الكتاب إليه قام بتنفيذ الأوامر فااجتمع هو ومن كان معه من عبدت الأوثان، فلما بلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم - لقيهم ، فقال :

((لقد بلغ وعيد قريش منكم ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم ، تريدون أن تقاتلوا أبنائكم وإخوانكم))

، فلما سمعوا ذلك من النبي -صلى الله عليه وسلم - تفرقوا .


الإذن بالقتال :


بعد حادثة التحريض والتي تظهر مدى عداوة قريش وخطورتها أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين ،ولم يفرضه عليهم قال تعالى :

{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُـقَـاتَلُـونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَـقَدِيرٌ ( 39 )} ( الحج)


وأنزل معه آيات تبين لهم فيها أن هذا الإذن لإزاحة الباطل وإقامة شعائر الله تعالى :

{ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41)}

(الحج)

، وكان الإذن مقتصراً على قتال قريش ثم تطورفيما بعد مع تغير الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب ، وجاوز قريشاً إلى غيرهم :

1- اعتبار مشركي قريش محاربين ؛لأنهم بدأوا بالعداوة، فحق للمسلمين أن يقاتلوهم ويصادروا أموالهم دون غيرهم من مشركي قريش .


2- قتال كل من تآمر من مشركي العرب مع قريش واتحد معهم ، ويشمل ذلك كل من تفرد بالاعتداء على المسلمين من غير قريش .

3- قتال من خان أو تحيز للمشركين من اليهود الذين كان لهم عقد وميثاق مع رسول الله ،ونبذ ميثاقهم إليهم على السواء .

4- قتال من بدأ بعداوة المسلمين من أهل الكتاب كالنصارى .

5- الكف عمن دخل في الإسلام ، مشركاً كان ،أويهودياً أو نصرانياً، أو غير ذلك ، فلا يتعرض لنفسه وماله إلا بحق الإسلام وحسابه على الله .




الصفحة السادسة والعشرون :


26- ( الغزوات والسرايا ):


قام النبي -صلى الله عليه وسلم - بإرسال السرايا وعقد المعاهدات من أجل تأمين المدينة ، كما أرسل الاستطلاعات التي ركزت عيونها على الطرقات المؤدية إلى المدينة :

1- سرية سيف البحر :

كانت في رمضان سنة 1هـ، وكان أميرها حمزة بن عبد المطلب ومعه 30 رجلاً من المهاجرين لا عتراض عير قريش ، ولكن لم يحدث قتال.


2- سرية رابغ :

كانت في شوال سنة 1هـ ، وكان أميرها عبيدة بن الحارث ومعه ستون من المهاجرين للقاء أبي سفيان ، وهو في مائتين من رجاله ، لم يقع فيها قتال .


3- سرية الخرار:

كانت في ذي القعدة سنة1هـ ، وأميرها سعد بن أبي وقاص ومعه عشرون راكباً يعترضون عيراً لقريش ، ولم يدركوها .


4- غزوة الأبواء( أو ودان):

كانت في صفر سنة 2 هـ ، حيث خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم - بنفسه ومعه سبعون من المهاجرين لا عتراض عير قريش ولم تحدث معركة، وفي هذه الغزوة معاهدة حلف مع عمرو بن مخش الصخري سيد بني ضمرة .


5- غزوة بُـواط:

كانت في ربيع الأول سنة 2 هـ حيث خرج النبي -صلى الله عليه وسلم - في ما ئتين من أصحابه لاعتراض عير لقريش ولم تحدث معركة .


6- غزوة سفوان :

كانت في ربيع الأول سنة 2 هـ ، في سبعين من أصحابه لمطاردة كرز
بن جابر الفهري الذي أغار على مراعي المدينة ونهب بعض المواشي ولم يدركه.



7- غزوة ذي العشيرة :

كانت جماد الأولى سنة 2هـ ، وقد خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم - في مائتين (أو مائة وخمسين)
لاعتراض عير لقريش ذاهبة إلى الشام وهي العير التي تسببت في غزوة بدر بعد رجوعها من الشام ، وفي هذه الغزوة عقدت معاهدة عدم اعتداء مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمره .



8- سرية نخلة :

في رجب سنة 2 هـ، بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - سرية فيها عبد الله ابن جحش إلى نخلة في اثنى عشر رجلاً من المهاجرين ، وقد كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له كتاباً، وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه ، ثم بعد يومين قرأ الكتاب ، وفيه :

(إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف ،فترصد بها عير قريش وتعلم من أخبارهم ).
فقال : (سمعا وطاعة )،وأخبرأصحابه ، لكن لم يجبر أحدا، ثم سار بالسرية حتى نزل بنخلة ، فمرت عير قريش ،وقد تشاوروا يقتلونهم أم لا؟ (لأنهم في أحد الأشهر الحُرم )،وقرروا أن يلقوهم فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله وأسروا عثمان بن عبد الله بن المغيرة والحكم بن الكيسان ،ثم قدموا بالعير والأسيرين إلى المدينة ، وهما أول أسيرين في الإسلام ،فأنكر رسول
- صلى الله عليه وسلم -
مافعلوه وقال :


(ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام)،ثم أطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسيرين ، ودفع الديَّة لأهل المقتول ،ووجد المشركون فيما حدث فرصة لاتهام المسلمين بأنهم قد أحلوا ما حرم الله وكثر القال والقيل ، حتى نزل الوحي :


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْل ِوَلاَيَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (218) }

( سورة البقرة).



صرحت الآيات الكريمة بأن الضجة التي أثارها المشركون لإثارة الريبة في سيرة المقاتلين المسلمين لا مساغ لها ، وإن الحرمات المقدسة قد انتُـهكت كلها في محاربة الإسلام ، واضطهاد أهله ، أيضاً كان المسلمون مقيمين بالبلد الحرام ، فطردوهم وسلبوا أموالهم ، وقاتلوا نبيهم ، فهذا أشد شناعة مما فعله أصحاب السرية .



الصفحة السابعة والعشرون :


27- (الأمر بتأدية الفرائض) :

في السنة الثانية للهجرة فُرض على المسلمين صيام رمضان ،وفرضت زكاة الفطر
، وكان أول عيد للمسلمين في شوال سنة 2 هـ .



فرضيَّة القتال:


بعد حادثة سرية نخلة أنزل الله تعالى الآيات بفرضية القتال،وكان
في شهر شعبان سنة 2 هـ ، قال تعالى :


[ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِين * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم وَأَخْرِجُوهُمْ مّنْ

حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتّىَ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ

جَزَآءُ الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انـتَهَوْاْ فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ للّهِ فَإِنِ انْتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاّ عَلَى الظّالِمِينَ] .
(البقرة : 187-190 ).



غزوة بدر في 17 رمضان سنة 2 هـ :


علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بقرب عودة قافلة لقريش من الشام إلى مكة ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلحة بن عبي الله وسعيد بن زيد إلى الشمال ليقوما باكتشاف خبرها، فوصلا إلى الحوراء ومكثا فيها حتى مر عير أبو سفيان ، فأسرعا إلى المدينة وأخبرا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخبر.

كانت العير تحمل ثروات طائلة لكبار أهل مكة ورؤسائها ، فوجدها فرصة للمسلمين ليصيبوا أهل مكة بضربة اقتصادية يتألمون منها على مر العصور، ولم يجبر أحداً من المسلمين على الخروج ، وقد قسم الجيش على كتيبتين إحداهما للمهاجرين والأخرى للأنصار ، وعندما علم أبي سفيان بخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلى مكة من ينذرهم بضرورة الإسراع إليه لإنقاذ القافلة ، ثم توجه بالعير إلى طريق البحر الأحمر،فأفـلت من المسلمين ، وخرج من مكة ألف وثلاثمائة مقاتل ومعهم مئة فرس بقيادة أبي جهل ،ولما علموا بنجاة القافلة رجع بنوزهرة ، وأصرالباقون على القتال، وشاور الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه في القتال فوجد منهم العزم والشجاعة فتحرك بالجيش نحو ماء بدر ، وجعل البئر خلفهم بمشورة الصحابي الخباب بن المنذر – رضي الله عنهم جميعا - ؛ذلك حتى يشربوا ويظمأ العدو.



أهم الأحداث التي وقعة في المعركة :

1- نزول المطر :أنزل الله تعالى المطر، فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم ، أما المسلمون فقد طهرهم وأذهب عنهم رجس الشيطان ،ووطأ به الأرض ، وصلب به الرمل وربط على قلوبهم .


2- كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبث الحماس في المسلمين ويقول :
[والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقـتل صابراً محتسباً مقبلاً غيرمدبراً ،إلا أدخله الله الجنة ]
، ثم كان هو أول المتقدمين بالجيش وهو يقرأقوله تعالى :


{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } (القمر45 )

قفاتل المسلمون أشد قتال، والتحم الفريقان ،وأيد الله المسلمون بنزول الملائكة يقاتلون معهم ، وقد جاء رجل من الأنصار يخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه أسر العباس ، فقال العباس :
(إن هذا والله ما اسرني ،لقد أسرني رجل أجلح ، من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق ، وما أراه في القوم) ،وأصر الأنصاري أنه هو من قام بأسره، فقال له النبي
- صلى الله عليه وسلم - :

((اسكت فقد أيدك الله بمَلك كريم)).

عن علي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر ولأبي بكر:

(مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال) - أو يكون في القتال - .


3- إنسحاب إبليس من أرض المعركة :

لما رأى إبليس - وكان قد جاء في صورة سُراقة بن مالك – ما يفعل الملائكة بالمشركين فر هارباً ، وقد وصف الله تعالى هذا الحوار في سورة الأنفال :

{وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُالْعِقَابِ
﴿48﴾ }.


4- قتل رؤوس الشر:

استطاع المسلمون بفضل الله ،ثم بقوة إيمانهم أن يقتلوا رؤوس الشر من صناديد قريش والذين دعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة ، وأمر المسلمين أن يضعوهم في القليب " بئر في بدر"

5- الهزيمة الساحقة :


بدأت أمارات الفشل والاضطراب في صفوف المشركين ،واقتربت المعركة من نهايتها ، وأخذت جموع المشركين في الفرار والانسحاب ،وجعل المسلمون يقتلون ويأسرون حتى انتهت المعركة .

6- موافقة رأي عمر- رضي الله عنه - لحكم الله تعالى :
أسر المسلمون 70 رجلاً من المشركين ،فأمر بقتل: (النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط ، وهما اللذان طغيا وآذيا المسلمين إيذاءً شديدًا ) ، أما الباقون فتشاور - صلى الله عليه وسلم - مع الصحابة في أمرهم :هل يقتلونهم أم يقبلون الفدية ويطلقونهم؟ فأشار عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أن يقتلوهم، فأشار أبو بكر - رضي الله عنه - أن يطلقوا سراحهم مقابل فدية تكون عونًا للمسلمين على قضاء حوائجهم، وأخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - برأي أبي بكر ،ولكن القرآن الكريم نزل يؤيد رأي عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه- فقال الله تعالى:
{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثـخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم *
لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}
(الأنفال: 67-68).






التعديل الأخير تم بواسطة رائحة المطر ; 07-25-2013 الساعة 03:03 AM
رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-22-2012, 07:50 AM   #5
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: صفحات من حياة خير البشر :

الصفحة الثامنة والعشرون :


28- ما بعد معركة بدر:


كان خبر انتصار المسلمون في بدر أثر كبير على النفوس ، فمنهم من فرح واستقبل النبي -صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بالفرح ، ومنهم من ازداد غضباً وحقداً على هذا الدين :


1- اليهود: وكانوا أشد استياء لنتائج هذه المعركة ، فهم يرون أن نصرهم ضرباً قاصماً على كيانهم الاقتصادي والديني .


2- المشركون : قال تعالى :

[ لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَـكْبِرُونَ ] (المائدة:82) .


3- المنافقون : وهم بطانة للفريقين السابقين ، فقد دخلوا في الإسلام حين لم يبقَ مجال لعزهم إلا في الإسلام
(عبد الله بن أبي السلول وأتباعه )،ولم تكن هذه الفرقة أقل غيضاً من الأوليين .



(غزوات ومؤامرة ):

أ- غزوة بني سليم :


بعد غزوة بدر مباشرة حشد بنو سليم من قبائل غطفان قواتهم لغزو المدينة فهجم عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم - وفاجأهم في عقر دارهم ، وكان معه مائتا راكب ففروا (كان ذلك في شوال سنة 2 هـ) .


ب- مؤامرة لاغتيال النبي -صلى الله عليه وسلم -:

جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية واتفقا على أن يقتل عميراً محمداً -صلى الله عليه وسلم - ويقضي صفوان عنه دينه ويتكفل بأبنائه ، وذهب عمير إلى المدينة وأُ خذ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فسأله عن سبب حضوره فقال :
(الأسير الذي بأيديكم)، يقصد ابنه.

قال :[اصدقني ، ما الذي جئت له؟]

قال :" ما جئت إلا لذاك".


قال :[بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحِجر،فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت : لولا دين عليّ وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً، فتحمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقـتـلني ، والله حال بينك وبين ذلك].

قال عمير: ( أشهد أنك رسول الله )، قد كنا يارسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء ، وما ينزل عليك من الوحي ، وهذا الأمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله .

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:

(فـقهوا أخاكم في دينه ،وأقرؤه القرآن ، وأطلقوا له أسيره )،
فلما عاد إلى مكة دعى إلى دين الإسلام فأسلم على يده الكثير ، وأما صفوان حلف ألا يكلمه أبداً.


ج- غزوة بنو قينقاع :

لم يكف اليهود عن الكيد للمسلمين ، رغم وجود المعاهدة التي عقدها الرسول -صلى الله عليه وسلم - مع اليهود في مستهل وجوده المدينة ، فقد حاولوا الإيقاع بين المسلمين من أوس وخزرج ، ففشلوا ، وكانوايثيرون الشغب ، ويتعرضون بالسخرية ، ويواجهون بالأذى كل من ورد سوقهم من المسلمين حتى أخذوا يتعرضون بنسائهم ، وعندما تفاقم أمرهم واشتد بغيهم جمعهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فوعظهم ودعاهم إلى الرشد والهدى ، وحذرهم مغبة البغي والعدوان ، ولكنهم ازدادوا في شرهم وغطرستهم .


عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال:

(لما أصاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع ، فقال:
((يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً)).

قالوا :
(يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لايعرفون القتال ، إنك لوقاتلتنا لعرفت أنا نخن الناس) ، وأنك لم تلقَ مثلنا )


فأنزل الله تعالى :

{ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ( 12 ) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ( 13) } (ال عمران)



فكان معنى إجابتهم إعلان عن الحرب ، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم - كتم غيضه ، وصبر المسلمون ، لكن اليهودا زدادوا جرأة ، فقد قدمت امرأة مسلمة يوماً إلى صائغ يهودي بجلب لها فباعته في سوق بني قينقاع ، فحاولوا كشف وجهها ، فأبت فربط الصائغ ثوبها إلى ظهرها وهي غافلة ،فلما قامت انكشفت عورتها ، فضحكوا بها ،فصاحت ، فقفز رجل من المسلمين على اليهودي فقتله ، فاجتمع اليهود على المسلم فقتلوه،فوصل الخبر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -فسار إليهم بجنده ، وأعطى اللواء لحمزة بن عبد المطلب – رضي الله عنه - ولما رأؤه تحصنوا في حصونهم ، فحاصرهم أشد حصار ، وكان ذلك يوم السبت للنصف من شوال سنة 2 هـ ،ودام الحصار خمسة عشر ليلة ، وقذف الله في قلوبهم الرعب ، فنزلوا على حكم رسول -صلى الله عليه وسلم -، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاورونه بها ، فخرجوا إلى أذرعات الشام ، وقبض منهم -صلى الله عليه وسلم - أموالهم ، فأخذ منها :
(ثلاثة قِصي ،درعين ، وثلاثة أسياف ، وثلاثة رماح ، وخُمس غنائمهم ).


د- (غزوة السويق ):

كان أبو سفيان يفكر بعمل قليل المغارم ظاهر الأثر ليحفظ مكانة قومه، وليبرز ما لديهم من قوة ، فخرج في مائتي راكب وأغار على ناحية من المدينة ، فقطع وأحرق بعض النخيل وقتل رجلين ،وفروا راجعين إلى مكة ، فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم -الخبر، فسارع لمطاردة أبي سفيان وأصحابه ، ولكنهم فروا منهم ببالغ السرعة وقد طرحوا سويقاً كثيراً من أزوادهم وتمويناتهم ليتخففوا منها ،فحمل المسلمون ما طرحه الكفارمن سويقهم ، لذا سُميت بغزوة السويق ، وقد وقعت في ذي لبحجة سنة 2 هـ



هـ - (غزوة ذي أمر ):

سببها أن استخبارات المدينة نقلت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - أن جمعاً من كبيراً من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا يريدون الإغارة على أطراف المدينة ، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم - مع أربعمائة وخمسين مقاتلاً ، وفي الطريق قبضوا على رجل من بنو ثعلبة يقال له :جُبَار، فأدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم - فدعاه على الإسلام فأسلم ، وصار دليلاً لجيش المسلمين إلى أرض العدو، وتفرق الأعداء في رؤوس الجبال حين سمعوا بقدوم جيش المسلمين .أما النبي -صلى الله عليه وسلم - فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم ، وهو الماءالمسمى " بذي أمر"، فأقام صفراً كله من سنة 3 هـ ، لشعر الأعراب بقوة المسلمين ويستولي الرعب في قلوبهم ، ثم رجع إلى المدينة .


و - (قتل كعب بن الأشرف):

كان من أشد اليهود عداوة للإسلام ، وإيذاء للرسول -صلى الله عليه وسلم - ،فلما بلغه خبر انتصار المسلمين في بدر ، وقتل صناديد قريش وملوك الناس قال :
(والله إن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها )

، ثم أخذ يهجو رسول الله -صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ويمدح عدوهم ويحرضهم عليهم ، ولم يكتفي بذلك بل أتى عبد المطلب السهمي ، وجعل ينشد الأشعار يبكي فيها على أصحاب القليب من قتلى المشركين ليثير حفائظهم ويذكي حقدهم على النبي -صلى الله عليه وسلم - ، ويدعوهم إلى حربه ، وحينما كان بمكة سأله أبو سفيان والمشركين :

( أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه ، وأي الفريقين أهدى سبيلاً، وأفضل ؟)

فقال :( أنتم أهدى منهم سبيلاً، وأفضل)


فأنزل الله تعالى الأيات بخبرهم قال تعالى:


{ ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً (51)}(النساء).




ثم رجع إلى المدينة ، وأخذ يشبب في أشعاره بنساء الصحابة ويؤذيهم بسلاطة لسانه أشد الإيذاء

، وحينئذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -

:

[ من لكعب بن الأشرف ؟ فإنه آذى الله ورسوله]

، فانتدب محمد بن مسلمة ، وعبَّاد بن بشر ، وأبو نائلة "أخو كعب من الرضاعة " والحارث بن أوس ، وأبو عبس بن جبر فقتلوه .ولما علمت اليهود بمصرع طاغيتهم كعب بن الأشرف دب الرعب في قلوبهم ، وعلموا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - لن يتوانى في استخذام القوة حين يرى النصح لايجدي نفعاً لمن يريد العبث بالأمن وإثارة الاضطرابات وعدم احترام المواثيق ، وقد لزموا الهدوء ، وتظاهروا بإيفاء العهود .






ز- (غزوة بحران ):



قاد الرسول -صلى الله عليه وسلم - ثلاثمائة مقاتل إلى أرض يقال لها بحران ثم رجع بغير لقاء العدو .




ح - سرية زيد بن الحارثة (جماد الاخرة سنة 2هـ):



أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - مائة راكب بقيادة زيد بن حارثة فانفضوا فجأة على قافلة لقريش بقيادة صفوان بن أمية كانت آخذه طريق الساحل الشرقي إلى العراق ثم الشام ، ففر حراسها ووقعت في أيدي المسلمين ، وأما دليل القافلة فقد أُسر فأسلم. "وهو فرات بن حيان"




الصفحة التاسعة والعشرون :




29- (غزوة أحد ):









الصفحة الثلاثون :




30- (السرايا والبعوث بين أحد والأحزاب ):



كان لمأساة أحد أثر سيء على سمعة المؤمنين ، فقد زالت هيبتهم عن النفوس ، وزادت المتاعب الداخلية والخارجية عليهم وأحاطت الأخطار بالمدينة من كل جانب ، وكاشف اليهود والمنافقون والأعراب بالعداء السافر، وهمت كل طائفة منهم أن تنال من المؤمنين ، فما كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يرسل إليهم السرايا :



1- سرية أبي سلمة (أول محرم سنة 4هـ):



أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة وخمسين مقاتلاً، وعلى رأسهم أبو سلمة فباغت بني أسد في ديارهم فـتشتتوا وعادت السرية إلى المدينة غانمة سالمة بغير قتال ، وكان بنو أسد قد دعوا إلى حرب

النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أُحد .






2- بعث عبد الله بن أنيس(5 محرم سنة 4 هـ):



جمع خالد بن سفيان الهذلي الجموع لحرب المسلمين ، فأرسل إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أنيس فأتى برأسه .




3- بعث الرجيع (صفر سنة 4 هـ):



جاء رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - قوم من عضل وقارة يعلنون إسلامهم ويطلبون من يعلمهم الدين ،فأرسل معهم نفراً من المسلمين فغدروا بهم وقتلوهم جميعاً – رحمة الله عليهم - .






4- بئر معونة (صفر سنة 4 هـ):

بعث رسول

- صلى الله عليه وسلم - سبعين رجلاً وكان أميرهم المنذر بن عمروا إلى أهل نجد في جوار أبي براء عامر بن مالك الذي تعهد بذلك رسول - صلى الله عليه وسلم - ولما ذهبوا إلى هناك قتلهم جميعاً بنوسليم ، وقد مر بهم عمرو ابن أمية والمنذر بن عقبة ،فأسرعا لنجدتهم ، فأسر القوم الأول وقتلوا الثاني ، ثم ذهب عمرو فأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - .








5- غزوة بني النضير (ربيع الأول سنة 4هـ):




عاد اليهود في التآمر على المسلمين ، بعد أن خمدت نارهم في وقعة بني قينقاع ، وقتل كعب بن الأشرف ،وتجرأوا بعد أحد ، فاتصلوا بالمنافقين وأهل مكة سراً، وكانوا يعملون لصالحهم ضد المسلمين ، وبعد وقعة الرجيع وبئر معونة قاموا بمؤامرة للقضاء على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، حين ذهب إليهم ليعينوه في دية رجلين معاهدين قتلهما عمرو بن أمية ،حينها جاء جبريل – عليه السلام – للنبي - صلى الله عليه وسلم - يخبره على عزم اليهود على إلقاء حجر فوق رأسه وهو جالس بجوار جدار لهم ، فأرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إليهم أن اخرجوا من المدينة فتجهزوا للرحيل ، فجاءهم رسول أُبي بن السلول يشجعهم على البقاء على أن يقاتل معهم ، فأرسلوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبرونه برفضهم الخروج ،فحاصرهم ،فكانوا يرمون المسلمين بالنبل والحجارة من خلف نخيلهم، فأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتقطيعها ، ثم أُخرحوا فمنهم من ذهب إلى خيبر، ومنهم من ذهب إلى الشام ، وقد أسلم منهم رجلان : "يامين ين عمرو وأبو سعد بن وهب "، وفي هذه الغزوة أُنزلت سورة الحشر .









6- غزوة بدر الثانية ( في شعبان سنة 4هـ):



خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ألف وخمسمائة مقاتل إلى بدر ، وخرج أبو سفيان في ألفين من مكة وما جاوزها إلى مسافة غير بعيدة ، ثم عاد وقد سيطر عليه الخوف من المسلمين بحجة أن هذا العام عام جدب .




7. غزوة دومة الجندل ( بيع الأول سنة 5هـ):



خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ألف من المسلمين إلى دومة الجندل قرب الشام لعلمه أن القبائل هناك حشدت جمعاً كبيراً لمهاجمة المدينة ، ففرت الجموع ، فلما نزل المسلمون بساحتهم لم يجدوا أحداً ،فأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - أياماً ،ثم رجعوا إلى المدينة .





8- غزوة الأحزاب ( الخندق):








{الَّذِينَ قَالَ لَـهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ

ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) } (ال عمران)







9 - غزوة بني قريضة (ذو القعدة 5هـ):




وفي اليوم الذي رجع فيه رسول الله إلى المدينة، جاءه جبريل – عليه السلام - عند الظهر، وهو يغتسل في بيت أم سلمة، فقال:

(أو قد وضعت السلاح ؟) ، فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، فانهض بمن معك إلى بني قريظة، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم، وأقذف في قلوبهم الرعب، فسار جبريل في موكبه من الملائكة‏) .‏




وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذناً فأذن في الناس‏:‏ من كان سامعاً مطيعاً فلا يصَلِّينَّ العصر إلا ببني قريظة، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأعطي الراية على بن أبي طالب، وقدّمه إلى بني قريظة، فسار على حتى إذا دنا من حصونهم سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موكبه من المهاجرين والأنصار، حتى نزل على بئر من آبار قريظة يقال لها‏:‏ بئر " أنَّـا"

‏ وبادر المسلمون إلى امتثال أمره، ونهضوا من فورهم، وتحركوا نحو قريظة، وأدركتهم العصر في الطريق فقال بعضهم‏:‏ (لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا)، حتى إن رجالاً منهم صلوا العصر بعد العشاء الآخرة، وقال بعضهم‏:‏ (لم يرد منا ذلك، وإنما أراد سرعة الخروج، فصلوها في الطريق)، فلم يعنف - صلى الله عليه وسلم - واحدة من الطائفتين‏.‏ ..






هكذا تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة أرسالاً حتى تلاحقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهم ثلاثة آلاف، والخيل ثلاثون فرساً، فنازلوا حصون بني قريظة، وفرضوا عليهم الحصار‏.‏ ، ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال‏ :



1- إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد - صلى الله عليه وسلم - في دينه، فيأمنوا على دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم .
وقد قال لهم‏:‏ ((والله، لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل، وأنه الذي تجدونه في كتابكم)) .


2- وإما أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم بأيديهم، ويخرجوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسيوف مُصْلِتِين، يناجزونه حتى يظفروا بهمأ و يقتلوا عن آخرهم.

3- وإما أن يهجموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ويكبسوهم يوم السبت ؛ لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه.




فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثلاث، وحينئذ قال سيدهم كعب بن أسد

ـ في انزعاج وغضب - :‏

(ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازما ) .








ولم يبق لقريظة بعد رد هذه الخصال الثلاث إلا أن ينزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولكنهم أرادوا أن يتصلوا ببعض حلفائهم من المسلمين، لعلهم يتعرفون ماذا سيحل بهم إذا نزلوا على حكمه، فبعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أرسل إلينا أبا لُبَابة نستشيره، وكان حليفاً لهم، وكانت أمواله وولده في منطقتهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وجَهَشَ النساء والصبيان يبكون في وجهه، فَرَقَّ لهم .



وقالوا:

(يا أبا لبابة، أتري أن ننزل على حكم محمد‏ ؟)


قال :"نعم" وأشار بيده إلى حلقه يقول‏:‏ (إنه الذبح) .







، ثم علم من فوره أنه خان الله ورسوله فمضي على وجهه، ولم يرجع إلى رسول - صلى الله عليه وسلم - حتى أتي المسجد النبوي بالمدينة، فربط نفسه بسارية المسجد، وحلف ألا يحله إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً‏.‏ فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبره ـ وكان قد استبطأه قال :




(أما إنه لو جاءني لاستغفرت له، أما إذ قد فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه) .




وبرغم ما أشار إليه أبو لبابة قررت قريظة النزول على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولقد كان باستطاعة اليهود أن يتحملوا الحصار الطويل ؛ لتوفر المواد الغذائية والمياه والآبار ومناعة الحصون؛ ولأن المسلمين كانوا يقاسون البرد القارس والجوع الشديد وهم في العراء، مع شدة التعب الذي اعتراهم ؛ لمواصلة الأعمال الحربية من قبل بداية معركة الأحزاب، إلا أن حرب قريظة كانت حرب أعصاب، فقد قذف الله في قلوبهم الرعب، وأخذت معنوياتهم تنهار، وبلغ هذا الانهيار إلى نهايته أن تقدم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام، وصاح علي‏:‏ [يا كتيبة الإيمان، والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم‏] .‏



وحينئذ بادروا إلى النزول على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باعتقال الرجال، فوضعت القيود في أيديهم تحت إشراف محمد بن مسلمة الأنصاري، وجعلت النساء والذراري بمعزل عن الرجال في ناحية، وقامت الأوس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -





فقالو :

(يا رسول الله، قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا، فأحسن فيهم)

، فقال :(‏ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم‏؟)



‏‏‏ قالوا :" بلي" .‏



قال: [ ‏‏فذاك إلى سعد بن معاذ]



قالوا :"قد رضينا "




فأرسل إلى سعد بن معاذ، وكان في المدينة لم يخرج معهم للجرح الذي كان قد أصاب أكْحُلَه في معركة الأحزاب‏.‏ فأُركب حماراً، وجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فجعلوا يقولون، وهم كَنَفَيْهِ‏:‏ (يا سعد، أجمل في مواليك، فأحسن فيهم، فإن رسول الله قد حكمك لتحسن فيهم)، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئاً، فلما أكثروا عليه قال‏:‏ (لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم)، فلما سمعوا ذلك منه رجع بعضهم إلى المدينة فنعي إليهم القوم‏.‏

ولما انتهى سعد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للصحابة‏:‏ ‏(قوموا إلى سيدكم‏)

، فلما أنزلوه قالوا‏:‏( يا سعد، إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك‏.‏ قال‏:‏ (وحكمي نافذ عليهم‏؟‏) قالوا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ (وعلى المسلمين‏؟‏)







قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ (وعلى من هاهنا‏؟‏) وأعرض بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إجلالاً له وتعظيمًا‏.‏ قال‏:‏ ‏(نعم، وعليّ‏).‏


قال‏:‏ (فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال، وتسبي الذرية، وتقسم الأموال)، فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -:



‏[لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات ]



وكان حكم سعد في غاية العدل والإنصاف، فإن بني قريظة، بالإضافة إلى ما ارتكبوا من الغدر الشنيع، كانوا قد جمعوا لإبادة المسلمين ألفاً وخمسمائة سيف، وألفين من الرماح، وثلاثمائة درع، وخمسمائة ترس، وحَجَفَة ، حصل عليها المسلمون بعد فتح ديارهم‏.‏




فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحبس بنو قريظة في دار بنت الحارث "امرأة من بني النجار"، وحُـفرت لهم خنادق في سوق المدينة، ثم أمر بهم، فجعل يذهب بهم إلى الخنادق أرسالاً أرسالاً، وتضرب في تلك الخنادق أعناقهم‏.‏ فقال من كان بعد في الحبس لرئيسهم كعب بن أسد: (ما تراه يصنع بنا‏؟‏)فقال‏:‏
( أفي كل موطن لا تعقلون‏؟‏ أما ترون الداعي لا ينزع‏ ؟‏ والذاهب منكم لا يرجع‏؟‏ هو والله القتل).


،وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة، فضُربت أعناقهم‏.‏

وقتل مع هؤلاء شيطان بني النضير، وأحد أكابر مجرمي معركة الأحزاب (حيي بن أخطب)والد صفية أم المؤمنين- رضي الله عنها- كان قد دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان ؛ وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه حينما جاء يثيره على الغدر والخيانة أيام غزوة الأحزاب، فلما أتي به ، قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - :‏



(أما والله ما لمت نفسي في معاداتك، ولكن من يُغالب الله يُغْلَب‏.‏ ثم قال‏:‏ أيها الناس، لابأس بأمر الله، كتاب وقَدَر ومَلْحَمَة كتبها الله على بني إسرائيل).

، ثم جلس، فضُربت عنقه‏.‏ وقتل من نسائهم امرأة واحدة كانت قد طرحت الرحى على خَلاَّد بن سُوَيْد فقتلته، فقُـتلت لأجل ذلك‏.‏ .






التعديل الأخير تم بواسطة رائحة المطر ; 10-24-2012 الساعة 05:34 AM
رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-23-2012, 07:42 AM   #6
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: صفحات من حياة خير البشر :

(مابعد الغزوة ) :




1- أمر رسول الله بقتل من أنْبَتَ، وترك من لم ينبت، فكان ممن لم ينبت عطية القُرَظِي، فتُـرك حياً فأسلم، وله صحبة‏.‏



2- استوهب ثابت بن قيس، الزبير بن باطا وأهله وماله ـ وكانت للزبير يد عند ثابت ـ فوهبهم له رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ،

فقال له ثابت بن قيس :[قد وهبك رسول الله
-صلى الله عليه وسلم - إلى ، ووهب لي مالك وأهلك فهم لك ]

فقال الزبير بعد أن علم بمقتل قومه : (سألتك بيدي عندك يا ثابت إلا ألحقتني بالأحبة)، فضُرب عنقه، وألحقه بالأحبة من اليهود، واستحيا ثابت من ولد الزبير بن باطا عبد الرحمن بن الزبير، فأسلم وله صحبة‏.‏




(سألتك بيدي عندك يا ثابت إلا ألحقتني بالأحبة)، فضُرب عنقه، وألحقه بالأحبة من اليهود، واستحيا ثابت من ولد الزبير بن باطا عبد الرحمن بن الزبير، فأسلم وله صحبة‏.‏





3- استوهبت أم المنذر سلمي بنت قيس النجارية رفاعة بن سموأل القرظي، فوهبه لها فاستحيته، فأسلم وله صحبة‏.‏وأسلم منهم تلك الليلة نفر قبل النزول، فحقنوا دماءهم وأموالهم وذراريهم‏،وخرج تلك الليلة عمرو بن سعدي :
(وكان رجلاً لم يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله )

- صلى الله عليه وسلم - فرآه محمد بن مسلمة قائد الحرس النبوي، فخلي سبيله حين عرفه، فلم يعلم أين ذهب‏.‏وقسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أموال بني قريظة بعد أن أخرج منها الخمس، فأسهم للفارس ثلاثة أسهم؛ سهمان للفرس وسهم للفارس، وأسهم للراجل سهماً واحداً.



4- بعث من السبايا إلى نجد تحت إشراف سعد بن زيد الأنصاري فابتاع بها خيلاً وسلاحاً‏‏.




5- اصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لنفسه من نسائهم (رَيْحَانة بنت عمرو بن خُنَافة)، فكانت عنده حتى توفي عنها وهي في ملكه،
"هذا ما قاله ابن إسحاق‏".




‏وقــال الكلبي‏:‏
(إنه -صلى الله عليه وسلم- أعتقها، وتزوجها سنة 6 هـ،
وماتت مرجعـه مـن حجة الـوداع، فدفنها بالبقيـع‏) .‏




6- كان النبي-صلى الله عليه وسلم- قد ضرب لسعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما تم أمر قريظة انتـقضت جراحته‏.‏ قالت عائشة‏:‏ (فانفجرت من لَبَّتِهِ فلم يَرُعْهُمْ ـ وفي المسجد خيمة من بني غفار ـ إلا والدم يسيل إليهم )، فقالوا‏:
‏( يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم، فإذا سعد يغذو جرحه دماً، فمات منها‏).



وفي الصحيحين عن جابر أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏


(‏اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ‏) .‏



وصحح الترمذي من حديث أنس قال‏:


لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال: (المنافقون‏:‏ ما أخف جنازته)، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ‏:‏
[‏إن الملائكة كانت تحمله‏ ].‏






7- قُـتل في حصار بني قريظة رجل واحد من المسلمين، وهو :


(خلاد بن سُوَيْد )الذي طرحت عليه الرحى امرأة من قريظة‏.




8- ومات في الحصار أبو سِنان بن مِحْصَن أخو عُكَّاشَة‏،وأما أبو لُبابة، فأقام مرتبطاً بالجذع ست ليال، تأتيه امرأته في وقت كل صلاة فتحله للصلاة، ثم يعود فيرتبط بالجذع، ثم نزلت توبته على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سَحَرًا وهو في بيت أم سلمة، فقامت على باب حجرتها، وقالت‏:‏

(يا أبا لبابة، أبشر فقد تاب الله عليك)، فثار الناس ليطلقوه، فأبي أن يطلقه أحد إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فلما مر النبي
-صلى الله عليه وسلم- خارجاً إلى صلاة الصبح أطلقه‏.






وأنزل الله تعإلى في غزوة الأحزاب وبني قريظة آيات من سورة الأحزاب، ذكر فيها أهم جزئيات الوقعة، وبين حال المؤمنين والمنافقين، ثم تخذيل الأحزاب، ونتائج الغدر من أهل الكتاب‏.‏





الصفحة الواحد والثلاثون :

31-(النشاط العسكري بعد غزوة بني قريضة ):



مقتل سلام بن أبي الحقيق (ذو الحجة سنة 5 هـ) :


كان ممن ألب الأحزاب ضد المسلمين وأعانهم بالمؤن والأموال ،فاستأذن خمسة من الرجال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقتلوه في حصنه بخيبر .




سرية محمد بن مسلمة (10 محرم سنة 6 هـ) :


عددها 300 رجلاً إلى أرض نجد قاصدين بني بكر بن كلاب ، وقد عادوا بعد فرارهم .





غزوة بني لحيان (سنة 6 هـ):


[center]خرج إليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في مائتين من أصحابه ، وقد غدروا بـعشرة من أصحابه في الرجيع سنة 4 هـ ،فلما علموا بمقدمه هربوا إلى الجبال .





التعديل الأخير تم بواسطة رائحة المطر ; 10-24-2012 الساعة 05:11 AM
رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-23-2012, 05:51 PM   #7
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: صفحات من حياة خير البشر :

الصفحة الثانية والثلاثون :

32-( متابعة البعوث والسرايا ):


1- سرية عكاشه بن محصن إلى الغمر في ربيع (الأول / الآخر)، سنة 6 هـ . خرج عكاشة في أربعين رجلاً إلى الغمر – ماء لبني أسد- ففر القوم وأصاب المسلمون مائتي بعير ساقوها إلى المدينة .


2- سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة في ربيع ربيع (الأول / الآخر)، سنة 6 هـ خرج ابن مسلمة في عشرة رجال إلى ذي القصة في ديار بني ثعلبة ، فمكن القوم لهم – وهم مائة- فلما ناموا قتلوهم إلا ابن مسلمة فإنه أفلت منهم جريحاً.



3- سرية أبي عبيده بن الجراح إلى ذي القصة في ربيع الآخر سنة 6 هـ ، وقد بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - على إثر مقتل أصحاب محمد بن مسلمه ، فخرج ومعه أربعون رجلاً إلى مصارعهم ، فساروا ليلتهم مشاة ، ووافوا بني ثعلبه وأغاروا عليهم ، فأعجزوهم هرباً في الجبال ، وأصابوا رجلاً واحداً فأسلم ، وغنموا نعماً وشاة.



4- سرية زيد بن حارثة إلى الجموم ربيع الآخر سنة 6 هـ ،خرج إليهم زيد فأصاب امرأة من مُزينة (يقال لها:حليمة)، فدلتهم على محلة بني سليم أصابوا نعماً وشاة وأسرى ، فلما قفل زيد بما أصاب ، وهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمزنية نفسها وزوجها .



5- سرية زيد إلى العيص في جماد الأولى سنة 6هـ في سبعين ومائة راكب ، وقد أخذت عيراً لقريش يقودها أبو العاص زوج زينب بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ، وأفلت أبو العاص ، فأتى زينب فاستجاربها ، وسألها أن تطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رد أموال العيرعليه ، ففعلت ، وأشار النبي - صلى الله عليه وسلم - على الناس برد الأموال من غير أن يكرههم ، فردوه كله ، وبعد أن أعاد المال إلى أصحابها بمكة أسلموهاجر ، فرد النبي- صلى الله عليه وسلم - زينب بالنكاح الأول بعد ثلاث سنين ونيف .



6- سرية زيد إلى ( الطَّرِف / الطَّرِق) في جماد الآخرة سنة 6هـ، خرج زيد في خمسة عشر رجلاً إلى بني ثعلبة ، فهربت جميعاً، وخافوا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سارإليهم ، فأصاب من نعمهم عشرين بعيراً.



7- سرية زيد إلى وادي القرى في رجب سنة 6هـ خرج في اثني عشر رجلاً إلى وادي قرى ؛لاستكشاف حركات العدو إن كانت هناك ، فهجم عليهم سكان وادي القرى ، فقتلوا تسعة، وأفلت ثلاثة فيهم زيد بن حارثة .




8- سرية الخبط :

سرية الخَبَط في رجب سنة 8 هـ، قال جابر‏- رضي الله عنه - :[ بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثمائة راكب، أميرنا أبو عبيدة بن الجراح، نرصد عيراً لقريش، فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط، فسمي جيش الخبط، فنحر رجل ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه، فألقي إلينا البحر دابة يقال لها‏:‏ العَنْبَر، فأكلنا منه نصف شهر، وادَّهَنَّا منه حتى ثابت منه أجسامنا، وصلحت، وأخذ أبو عبيدة ضلعاً من أضلاعه، فنظر إلى أطول رجل في الجيش وأطول جمل، فحمل عليه، ومر تحته، وتزودنا من لحمة وَشَائِق، فلما قدمنا المدينة، أتينا رسول - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا له ذلك، فقال‏:‏
‏(‏هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمة شيء تطعمونا‏؟‏‏)‏

فأرسلنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه‏].




9- غزوة بني المصطلق( أو المريسيغ) :






10- ( حادثة الإفك 1) :



( حادثة الإفك 2) :




11- سرية عبد الرحمن بن عوف (شعبان سنة 6هـ) :
توجهت إلى بني كلب بدومة الجندل فأسلموا وتزوج عبد الرحمن بنت رئيسهم (تماضر بنت الإصبع).

12- سرية علي بن أبي طالب(شعبان سنة 6هـ) :

حينما علِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن جمعاً يريدون ان يمدوا اليهود لنصرتهم ، بعث علي إلى بني سعد بن بكر في مائتي رجل ، أغاروا عليهم ففروا .



13- سرية أبي بكر الصديق : إلى وادي القرى حيث بطن فزارة كان يريد اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنشبت السرية الغارة عليهم وقتل من قتل .



14- سرية كُرز بن جابر الفهري (شوال سنة 6هـ) :
أن رهطاً من عُكل وعرينة أظهروا لإسلام وأقاموا بالمدينة ، فاستوخموها (اسْتَوْخمَ المكانَ أي: استـثـقله ولم يوافقْهُ سَكَنُه)، فبعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -في ذود في المراعى، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها ، فلما صحوا قتلوا راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، واستاقوا الإبل وكفروا بعد إسلامهم ، فبعث في طلبهم كرزاً الفهري في عشرين من الصحابة ، ودعا على العرانيين :
((اللهم أعم عليهم الطريق ، واجعلها عليهم أضيق من مَسَك ))، فعمى الله عليهم السبيل فأدركوا، فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسمُلت أعينهم جزاء وقصاصاً بما صنعوا ، ثم تركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا .






الصفحة الثالثة والثلاثون :



33- (صُلح الحديبية ):


ولما تطورت الظروف في الجزيزة العربية إلى حد كبير لصالح المسلمين، أخذت طلائع الفتح ونجاح الدعوة الإسلامية تبدو شيئاً فشيئاً، وبدأت التمهيدات لإقرار حق المسلمين في أداء عبادتهم في المسجد الحرام، الذي كان قد صدهم عنه المشركون منذ ستة أعوام.
وقد رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامه ، وهو بالمدينة أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة، وطافوا واعتمروا، وحلق بعضهم وقصر بعضهم، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا، وحسبوا أنهم داخلو مكة عامهم ذلك، وأخبر أصحابه أنه معتمر فتجهزوا للسفر‏،وتحرك في اتجاه مكة، فلما كان بذي الحُلَيْفَة قَلَّد الهدي وأشْعَرَه، وأحرم بالعمرة؛ ليأمن الناس من حربه، وبعث بين يديه عيناً له من خزاعة يخبره عن قريش .





الصفحة الرابعة والثلاثون :



34- (مكاتبة الملوك والأمراء ) :


في أواخر السنة السادسة حين رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية كتب إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام ، فلما أراد أن يكتب إليهم قيل له :
" إنهم لايقرءون كتاباً إلا وعليه خاتم" ،فاتخذالنبي -صلى الله عليه وسلم - خاتماً من فضة نقشه ( محمد رسول الله ) ،ومن باب التقدير جعل رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - اسم الله فوق اسمه .


1- رسالة إلى النجاشي ملك الحبشة:

كانت في محرم سنة 7هـ، أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام كما أرسل إلى كثير من الملوك وذلك بعد الهدنة وجو السلام بينه وبين قريش ، فأسلم ، ولما مات صلى عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم - صلاة الغائب في رجب سنة 8هـ .


2- (الكتاب إلى المقوقس ملك مصر):

كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جُرَيح بن متى الملقب بالمقوقس ملك مصر والإسكندرية ،واختار لحمل هذا الكتاب حاطب بن أبي بلتعة. وبعدما قرأالكتاب المقوقس جعله في حُق من عاج وختم عليه ، ودفعه إلى الجارية ، ثم أكرم رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،ورحب به، ولكنه لم يسلم ، وبعث معه جاريتين ، إحدهما كانت مارية ، فتزوجها - صلى الله عليه وسلم - ، فولدت له إبراهيم ، وأما الأخرى فقد أعطاها لحسان بن ثابت .



3-(الكتاب إلى كسرى ملك فارس ):

كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى ملك الفُرس واختار لحمل هذا الكتاب عبد الله بن حذافة السهمي ، فلما قرأ الكتاب مزقه ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أن يمزق الله ملكه ، فحدث ذلك حيث وثب عليه ابنه فقتله .



4- (رسالة إلى قيصر ملك الروم ):

تلقى قيصر ملك الروم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكرم حامله ، ولولا كثرة اللغط وارتفاع الأصوات في مجلسة بعد قراءته لكان له شأن آخر.


5- بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - العلاء بن الحضرمي إلى حاكم البحرين
" المنذر بن ساوى " فأسلم وأرسل إلى النبي يسأله ماذا يفعل مع اليهود والمجوس بأرضه ؟ فأرشده أن يأخذ منهم الجزية .


6- الكتاب إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة :

وكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هوذة بن على صاحب اليمامة‏،واختار لحمل هذا الكتاب سَلِيط بن عمرو العامري، فلما قدم سليط على هوذة بهذا الكتاب مختوماً أنزله وحياه، وقرأ عليه الكتاب، فرد عليه رداً دون رد، وكتب إلى النبي ‏:‏
(ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك)، وأجاز سليطاً بجائزة، وكساه أثواباً من نسج هجر‏.‏

فقدم بذلك كله على النبي فأخبره، وقرأ النبي كتابه فقال‏:‏

[ لو سألني قطعة من الأرض ما فعلت، باد، وباد ما في يديه ]‏.

فلما انصرف رسول الله من الفتح جاءه جبريل -عليه السلام - بأن هوذة مات فقال النبي ‏:‏ ‏
(‏أما إن اليمامة سيخرج بها كذاب يتنبي، يقتل بعدي‏)، فقال قائل‏:‏
(يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يقتله‏؟‏ فقال‏:‏‏(أنت وأصحابك‏)
‏، فكان كذلك‏ .‏


7- الكتاب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق :
اختار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحمل هذا الكتاب شجاع بن وهب بن خزيمة ،ولما أبلغه الكتاب رمى به وقال:" من ينزع ملكي مني ؟ أنا سائر إليه "، ولم يسلم ، واستأذن قيصر في حرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فثناه عن عزمه، فأجاز الحارث بن وهيب بالكسوة والنفقة ، ورده بالحسنى .



8- كتاب إلى ملك عُمَان :

وكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - كـتاباً إلى ملـك عُمَان جَيْفَر وأخيه عبد ابني الجُلَنْدَي واختار لحمل هذا الكتاب عمرو بن العاصال عمرو‏، يقول عمرو بن العاص:‏ (فخرجت حتى انتهيت إلى عمان، فلما قدمتها عمدت إلى عبد ـ وكان أحلم الرجلين، وأسهلهما خلقاً فقلت‏:‏ (إني رسول رسول الله إليك وإلى أخيك)

فقال‏:‏ (أخي المقدم على بالسن والملك، وأنا أوصلك إليه حتى يقرأ كتابك)
، ثم قال‏:‏(وما تدعو إليه‏؟‏) .

قلت: (أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وتخلع ما عبد من دونه) .

"تفاصيل القصة طويلة راجع الرحـيـق المختوم ص311 "


الخلاصة من القصة :

أن عمرو بن العاص قال :

(أتيت إليه، فأبي أن يأذن لي‏، فانصرفت إلى أخيه، فأخبرته أني لم أصل إليه، فأوصلني إليه).
فقال‏:‏ (إني فكرت فيما دعوتني إليه، فإذا أنا أضعف العرب إن ملكت رجلاً ما في يدي، وهو لاتبلغ خيله هاهنا، وإن بلغت خيله لقيت قتالاً ليس كقتال من لاقي ).
قلت :" أنا خارج غداً، فلما أيقن بمخرجي خلا به أخوه "

فقال‏:‏ (ما نحن فيما ظهر عليه، وكل من أرسل إليه قد أجابه، فأصبح فأرسل إلى ). فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعاً، وصدقا النبي - صلى الله عليه وسلم -
، وخليا بيني وبين الصدقة، وبين الحكم فيما بينهم، وكانا لي عوناً على من خالفني‏.‏


وبهذه الكتب كان النبي قد أبلغ دعوته إلى أكثر ملوك الأرض ، فمنهم من آمن ومنهم من أبى .



الصفحة الخامسة والثلاثون :


35-غزوة الغابة (أوذي قَّرَد):


هذه الغزوةكانت مطاردة ضد جماعة من بني فزارة قاموا بالاستيلاء على لقاح النبي "الأبل الحوامل ذوات اللبن " صلى الله عليه وسلم

غزوة خيبر:





التعديل الأخير تم بواسطة رائحة المطر ; 10-24-2012 الساعة 05:17 AM
رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-24-2012, 04:21 AM   #8
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: صفحات من حياة خير البشر :

سرية أبان بن سعد ( 7 صفرهـ) :

أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى نجد سرية وهو متوجه على خيبرحتى لا يفكر الأعراب بنجد في اقتحام المدينة والمسلمون في معاركهم مع يهود خيبر .







غزوة ذات الرقاع :








( مواصلة السرايا والبعوث) :


أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عِدة سرايا :



1- سرية غالب بن عبد الله إلى بني الملوح (في ربيع الأول سنة 7هـ ).

2- سرية حسمى (في جماد الثانية سنة 7هـ ).

3- سرية عمر بن الخطاب إلى تريه(في شعبان سنة 7هـ ).

4 - سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى بني مرة
( في شعبان مرة سنة 7هـ) .

5- سرية غالب بن عبد الله إلى بني عوال (في رمضان سنة 7هـ ).

6 - سرية عبد الله بن رواحه إلى خيبر (في شوال سنة 7هـ ).


7- سرية بشير بن سعد إلى اليمن وجبار (في شوال سنة 7هـ ).


8 - سرية أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة( في سنة 7هـ ).



الصفحة السادسة والثلاثون :


36- عمرة القضاء :







إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن أبي طلحة :







الصفحة السابعة والثلاثون :



37- - معركة مؤتة وسرية ذات السلاسل :





سرية أبي قتادة على خضرة :



كانت هذه السرية في شعبان سنة 8هـ ؛ وذلك لأن بني غطفان كانوا يتحشدون في خضرة (وهي أرض مُحارب بنجد )، فبعث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا قتادة في خمسة عشر رجلاً ، فقتل منهم ، وسبى وغنم ، وكانت غيبته خمس عشرة ليلة .





الصفحة الثامنة والثلاثون :


38- ( فتح مكة ) :







سرايا وبعوث :



1- أرسل الرسول الله -صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد ثلاثين فارساً إلى نخلة في رمضان سنة 8هـ ، فهدم العزى وكانت أعظم أصنامهم ، وكان سدنتها بني شيبان .



2- أُرسل عمرو بن العاص إلى سواع فهدمه في رمضان 8هـ ، وكان لهذيل برهاط على بعد ثلاثة أميال من مكة .


3- سعد بن زيد في عشرين فارسًا فهدم مناه بالمشلل .



4 - لما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني جَذِيمة داعيًا إلى الإسلام لا مقاتلاً في ثلاثمائة وخمسين رجلاً فلم يحسنوا أن يقولوا :أسلمنا وجعلوا يقولون: "صبأنا، صبأنا " فقاتلهم جالد بن الوليد لسوء ردهم ، وعندما قدم المدينة وروا القصة للنبي
- صلى الله عليه وسلم - غضب لذلك ، وقال :

(اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .




الصفحة التاسعة والثلاثون :


39- (غزوة حُنين ):






إرسال الدعاة :


استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بعد عودة الوفود التي تعلن الإسلام، وأرسل الدعاة
إلى أماكن مختلفة من الجزيرة العربية ، ودفع بالسرايا ليسود الأمن (سنة 9هـ)
.


1- عُيينةُ بن الحصين على بني تميم .

2- يزيد بن الحُصين إلى أسلم وغفار .

3- عبَّاد بن بشير الأشهلي إلى سُليم ومُزينة .

4-
رافع بن مكيت إلى جُهينة.

5- عمرو بن العاص إلى بني فزارة.

6 - الضحاك بن سفيان إلى بني كلاب.

7- بشير بن سفيان إلى كعب .

8 - ابن اللُتبيَّة الأزدي إلى بني ذبيان .

9 - المهاجر بن أبي أمية إلى صنعاء .

10- زياد بن لبيد إلى حضرموت .

11- عدي بن حاتم إلى طيء وبني أسد.

12- مالك بن نويرة إلى بني حنظلة .

13- الزبرقان بن بدر إلى بني سعد (إلى جزء منهم).

14- قيس بن عاصم إلى بني سعد (إلى الجزء الآخر).

15- العلاء بن الحضرمي إلى البحرين .

16- علي بن أبي طالب إلى نجران (لجمع الصدقة والجزية كلاهما ).




الصفحة الأربعون :


40 - ( غزوة تبوك):










السير إلى تبوك :







بعض الأحداث المهمة في سنة 9 هـ :


أ- تُـوفي النجاشي ملك الحبشة في رجب ، وصلى عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغائب .


ب - تُـوفيت أم كلثوم بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في شعبان ،فحزن عليها شديداً، وقال لعثمان :

(لوكانت عندي ثالثة لزوجتكما).


ج - موت رأس المنافقين عبد الله بن أبي ابن السلول بعد مرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك ، فاستغفرله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،وصلى عليه بعد أن حاول عمر منعه عن الصلاة عليه ، وقد أنزل الله الآيات بهذا الشأن .


{ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }

(6 المنافقون).




الصفحة الواحدة والأربعون :



41 - (حج أبي بكر الصديق – رضي الله عنه - ) :


[حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع حدثنا فليح عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعثه في الحجة التي أمره النبي صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط يؤذن في الناس لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان] .

(فتح الباري شرح البخاري لأحمد بن حجر العسقلاني)



وقفة تأمل في ساحة القتال :

1- عم قوم أن الإسلام قد انتشر بالسيف ، وهذا قول فيه مغالطة كبيرة وبُعد عن الصواب ، فلقد فُرض الله تعالى القتال للدفاع عن المسلمين ومقدساتهم ولتحطيم الواجهة التي تمنع وصول الإسلام إلى العامة ، وكان رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقول :[خلوا بيني وبين الناس].

وقد انتشر الإسلام بوصول الدعوة إلى آذان الناس، وأما القلوب التي أُغلقت على الكُفر فلا سبيل للسيوف على أصحابها ، وبذلك بقي في بلاد المسلمين من يدين بغير الإسلام وهو آمن على نفسه وماله وعقيدته .



2- الرسول - صلى الله عليه وسلم - أفضل قائد عسكري عرفه التاريخ ، فقد استطاع أن يتفوق على قادة الروم والفرس في التخطيط ، وإدارة المعارك ،ولم يثبت له خطأ واحد ،وما وقع من المسلمين في غزوة أحد من هزيمة كان بسبب مخالفة أمر القائد .


3- إن الغاية من تلك الغزوات والسرايا هو نشر السلام والأمن .



4 - وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - من القيم والمُثل والقواعد في مجال النظام العسكري مالم يضعه أحد من قبله :



وصية الحند بتقوى الله ،وأن هذا القتال في سبيل الله ، فلا يفعل إلا ما يرضي الله .


عدم الغرور .


عدم الغلو .


لا تمثيل بالجثث .


لا قتل للنساء أو الأطفال أو كبار السن .


لا تخريب .


لانهب.


لا يجهز على جريح .


لا يتبع أحداً مبراً فاراً .


لا قطع للأشجار أو إهلاك للحرث .


لا إغارة بليل.


لا قتل إلا بعد الدعوة للإسلام ثلاثاً .


لا قتل لأسير أو سفير أو معاهد .




الصفحة الثانية والأربعون :



42 - الوفود التي جاءت تعلن الإسلام :


1- وفد عبد قيس .

2- وفد دوس .

3- رسول فروة بن عمرو الجذامى .

4- وفد صُداء.


5- وفد كعب زهير بن أبي سلمى .


6- وفد بَـلِىَ .


7- وفد عُذرَة .


8 - وغد ثقيف .


9 - رسالة إلى ملوك اليمن .


10- وفد همدان .


11- وفد بني فزارة .


12- وفد نجران .


13- وفد بني حنيفة .


14-
وفد بني عامر بن صعصعه .


15- وفد نُجيب .


16- وفد طيء .



الصفحة الثالثة والأربعون :


43 - (حجة الوداع ):


اجتمع كثير من الناس في المدينة لما علموا بنية النبي - صلى الله عليه وسلم - الحج ، فسار بعدما اغتسل وتطيب وأحرم حتى وصل مكة وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ،وفي اليوم الثامن من ذي الحجة " يوم التروية" توجه إلى منى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم سار بعد طلوع الشمس إلى عرفه فنزل بنمره ، وبعد زوال الشمس نزل إلى بطن الوادي فخطب في المسلمين ، وهذه الخطبة لخص فيها أوامر الإسلام كلها ثم عاد إلى المدينة .





قال ابن إسحاق :


ثم مضى رسول - صلى الله عليه وسلم - على حجه ، فأرى الناس مناسكهم ، وأعلمهم سنن حجهم ، وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :



[ أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ؛ أيها الناس ، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم ، فيسألكم عن أعمالكم ، وقدبلغت ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ، ولكن لكم رءوس أموالكم ، لا تظلمون ولا تظلمون . قضى الله أنه لا ربا ، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله ، وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع ، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، "وكان مسترضعا في بني ليث ، فقتلته هذيل" فهو أول
ما أبدأ به من دماء الجاهلية
].



[ أما بعد أيها الناس ، فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم ، فاحذروه على دينكم ، أيها الناس : إن النسيء زيادة في الكفر ، يضل به الذين كفروا ، يحلونه عاما ويحرمونه عاما ، ليواطئوا عدة ما حرم الله ، فيحلوا ما حرم الله ، ويحرموا ما أحل الله ، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ، ثلاثة متوالية ، ورجب مضر ، الذي بين جمادى وشعبان ] .


[ أما بعد أيها الناس ، فإن لكم على نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمات الله ، فاعقلوا أيها الناس قولي ، فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، أمرا بينا ، كتاب الله وسنة نبيه . أيها الناس ، اسمعوا قولي واعقلوه ، تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم ، وأن المسلمين إخوة ، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه ، فلا تظلمن أنفسكم ؛ اللهم هل بلغت ؟ فذكر لي أن الناس قالوا : اللهم نعم ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

(( اللهم اشهد )) ].

( السيرة النبوية لابن هشام ص : 605- 604 ).






الصفحة الرابعة والأربعون :


44 - وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - :








الصفحة الخامسة والأربعون :



45 - ( الخاتمة ) :


هنا انتهت صفحاتي ، فـحمد لك ربي على توفيقك لي .





المصادر :


1- (الرحيق المختوم ): للشيخ صفي الرحمن المباركفوري .


2- (السيرة النبوية الميسرة ) :حسن زكريا فليفل .


3- محرك البحث + اليوتيوب .






التعديل الأخير تم بواسطة رائحة المطر ; 07-25-2013 الساعة 03:07 AM
رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2012, 05:16 PM   #9
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: صفحات من حياة خير البشر :

ماذا قالو عن محمد " صلى الله عليه وسلم "









________________________________________________


____________________________________




يقولون أنهم لا يعترفوفون بنبوة محمد ؟!


وأنه غير موجود في كتبهم ؟

كذبوا والله هذا فديو يثبت الحقيقة التي يريدون إخفائها ، ولكن أعتذر لم استطع التصرف بالموسيقى التي بداخله السموحة :









رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2012, 07:05 PM   #10
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: صفحات من حياة خير البشر :

[ حـقـا ئــق ] :




















رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع صفحات من حياة خير البشر ::
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ لوحة :: أحلى حياة & أسوأ حياة | حسن النيرب ] Sandylove89 قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 2 10-31-2012 08:27 PM
((ّّ((ّّ((طبع البشر ~~هو & هي~~))ّّ))ّّ)) تاج الراس قسم الأدب العربي و العالمي 10 12-06-2010 12:30 AM
خدع البصر لجلك تركت اناس حولي قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 3 12-02-2009 03:44 AM
اأضحك مع غير البشر اضحك مع طائر البطريق وسيبك من كل البشر يلا بينا انازوتي قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 1 08-07-2009 10:32 PM
فحص البصر العاشق 2005 أرشيف قسم البرامج 0 02-04-2009 12:01 PM

الساعة الآن 10:22 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity