بذرة فشل سقيت ماء ابداع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذه قصة كتبها احد اقاربي
اردت وضعها حتى استطيع افادتكم ولو بالقليل
وهي بعنوان بذرة فشل سقيت ماء ابداع



كان البرفيسور جالساً في مكتبته يطالع أحد الكتب القديمة ، بعد أن أنهى محاظرته الشهريه (أنت مبدع).
إذا بصوت الباب يطرق..
- تفضل
"يدخل شاب طويل وأبيض ذا عينان زرقاوتان يلبس نظارة صغيرة ، كان يبدو على ملامحه الكسل أو ربما فقدان الأمل"
نظر البرفسور إليه ورحب به وقال: تفضل يابني ..
ما إسمك ..؟
الشاب : إسمي سمير ..
البرفسور ينظر إليه بإستغراب:ما مشكلتك؟
-سمير: سيدي (طأطأ رأسه قليلاً وقال بتردد) الجميع يقولون عني أني فاشل في كل شيء..!!!
فكل باب أمامي مصدود ، وكل طلب أطلبه مردود ، وكل طريق أسلكه مسدود..
"ثم أضاف بصوت مبحوح" سيدي ماذا أفعل..؟؟ ( قالها والرهبة اخذته من هيبة المكان الخافت)
سكت البرفسور قليلاً ثم قال: بني هل تريد النجاح..؟؟
-سمير بحماس: نعم ياسيدي نعم.
"كان الجو ممطراً ، فقد كان سراج المنزل الصغير يهتز من شدة الرياح ، وكان الحماس من كلاهما يملأ المكان"
نظر اليه البروفيسور وقال :إذاً إبدأ معي...
-سمير يخرج من جيبه قلماً يريد أن يكتب فيه مايسدي إليه هذا الأستاذ العظيم.
-البرفسور نظر نظرة سريعة إلى قلم سمير وقال رافعا صوته:
أنت ناجح أنت ناجح ،(سمير مندهشاً)،أضاف البرفسور:نعم وعلامة نجاحك حرصك على النجاح..
"كان لكلام البرفسور وقعاً شديداً على قلب سمير"
-بني النجاح يؤتى إليه، كما أن حبة العنب لاتأتي إلى الفم بل تحملها إليه،فهكذا النجاح يؤتى إليه.
بني كل عمل تعلمه تحسبه خيراً فهو إبداع ونجاح.
"البرفسور ناهظاً من كرسيه الكبير متجهاً نحو سمير وجلس إلى جانبه على كرسي خشبي"
-البرفسور: هل لك أن تخبرني مافعلته بالأمس؟
-سمير : أي فعل.؟!
-البرفسور: أي عمل عملته تحسبه خيراً.
-سمير: لقد قمت بطهي الطعام بدلاً من أمي،ثم ذهبت مع أبي في الصباح إلى ورشة النجارة فأبي كما تعلم نجاراً.
-البرفسور مبتسماً..سمير ألا تعتقد أنه بإمكانك أن تصبح طباخاً ماهراً وتمتلك مطعماً فاخراً إذا استمررت في تعلم الطبخ.!!
ألا تعتقد أنه بإمكانك أن تصبح نجاراً مشهوراً تشيد القصور إذا استمررت مع أبيك في تعلم النجارة..!!
هكذا الحياة كل شيء فيها يمكن ان تكون مبدعا فيه .
جميعنا نملك الإبداع،(ثم أضاف البرفسور بحماس شديد):ولكن من فينا سيكون المبدع الناجح؟؟
ان الإبداع قوة كامنة ، ولكن المبدع الذي يعرفها ويحركها ويطورها.
-قاطعه سمير قائلاً: ولكن ياسيدي كيف أحركها.؟
-البرفسور: (يقول الكاتب أنتوني روبنز في تعريفه لهذه القوة:هو أي نمط من العواطف أو السلوك يتم تعزيزه بإستمرار يصبح عبارة عن استجابة اتو ماتيكية ومتكيفة،وكل شئ تخفق في تعزيزه سيتبدد في نهاية المطاف)
فكل شئ يعطيك بحسب ماتعطيه من وقتك ومالك.
ويمكنك تعزيز قوتك الإبداعية عن طريق التعزيز الإيجابي، وهي إعطاء النفس مكافأة كلما أبدعت في مجالها كهدية او حرية جديدة....إلخ، والعكس صحيح.
أصنع لك جدولاً لإيقاض هذه القوة الكامنة كي يستمر التغيير.
(أعتمد على نفسك في كل شئ)
يقول الرئيس الأمريكي السابق جورج كندي حينما سأل كيف أصبح بطلاً قال: (كان ذلك خارجاً عن إرادتي حينما أغرقوا سفينتي) أي أنني أعتمدت على السباحة حتى وصلت إلى شواطئ البطولة.
أحسس نفسك بأنك قدوة للآخرين كي تجبرها على الإبداع والإنضباط.
"كان سمير يحدق في عيني البرفسور وهما تلمعان أملاً "
-يضيف البرفسور بهدوء:أنظر إلى الحياة بإيجابية ودع سلبياتها جانباً..تعمق في إجابياتها لتصبح إيجابياً .. لا تقل لا أبداً .. بل قل نعم دائماً...

بني إذا عملت عملاً فأتقنه، ليصبح عملك إبداعاً.ولا تيأس بل حاول وحاول وأعد الكره مرة بعد مره.
فالنملة تكرر الصعود ألف مره ، والذئب من أجل طعامه هجر المسره.
وكما قيل: من جد وجد ومن زرع حصد،ومن ثبت نبت ومن صبر ظفر.
بني لو ضربت صخرة ألف ضربة ثم انكسرت فأعلم أن أول ضربة لها تأثيرها.

سكت البرفسور قليلاً ثم قال:
بني استخدم عقلك،تفكيرك،دهائك..
النمر يستطيع أن يسبق الإنسان، بل والأسد استطاع أن يهزم شخصاً مجرداً من السلاح.
ولكن..
الإنسان بعقله صنع سيارة تسبق النمر وسلاحاً يقتل الأسد.
بني هل بامكانك ان تعمل لي شيء رائعا الان،أريدك أن تبدع ..باسرع طريقة..
-سمير: ماذا أصنع.؟؟!
-البرفسور مبتسما: تذكر أنت مبدعاً ، إذاً أرني ذلك.
-تناول سمير قلماً وورقة ، وجلس يفكر قليلاً ثم رسم لوحة فنية.
-سمير: تفضل ياسيدي.
-البرفسور (وقد استاء قليلا وهو ينظر الى الورقة): هل لي بسؤال ياسمير؟
-سمير: نعم ياسيدي.
-البرفسور: هل تحب الرسم؟ هل تحب أن تكون رساماً؟ هل نقطة الإبداع فيك هي الرسم؟
-سمير: (صمت قليلاً وقد تعجب من استياء البروفيسور) لا ياسيدي ولكن حاولت أن أبدع بأسرع وقت ممكن.
-البرفسور: إذا ماهي نقطة الإبداع فيك.
-سمير بعد صمت: في الحقيقه أحب أن أكتب الشعر..
-البرفسور: إذاً لماذا لم تكتب لي بيتاً شعرياً..؟؟!
بني إذا أردت أن تكون مبدعاً فأبدع في ما تميل إليه..وما تحبه نفسك..!!
هل خطر على بالك يوماً من الأيام أن طباخاً ماهراً أبدع في الخياطه.؟؟!
أو أن طبيباً أبدع في النجارة..؟؟
"خيم الصمت على المكان لثوان،وكان البرفسور يحدق في عيني سمير"
أعاد قائلاً:إذا أردت أن تكون مبدعاً في مجال معين فلقب نفسك بلقب يناسب مجالك.
فلو كنت ممن يطمح إلى الإبداع في الطب فقل وبكل فخر أنا الطبيب سمير.
إجعلها دائماً في لسانك ، ليستيقن بها قلبك ، ويعرفها من حولك ، لتثبت جدارتك.
نظر البرفسور إلى سمير نظرة سريعة وقال : من تكون ياسمير؟؟ ، فأجابه سمير بسرعة: أنا الشاعر سمير.
حدق البرفسور في سمير قليلاً ثم قال:لقد فهمت جيدا يا بني...
"كانت الساعة قد جاوزت العاشرة مساء فأستأذن سمير من البرفسور بالذهاب وخرج من مكتبه وقد تحول من شخص محطم ، الى شخص يتوقد حماسا للنجاح
والابداع ، ،
الجدير بالذكر أن سمير استمر في الشعر حتى أصبح من كتاب عصره المشهورين في الشعر ليصبح علماً من أعلام زمانه"

النهاية ..


وفي الختام الإبداع ليس له ختام ولا نهاية فأجعلوا له من هذا الموضوع نقطة بداية لتوصلنا للنهاية لنصل بأنفسنا حدود الإبداع ونتخطاه بإذن الله برسم ما لديكم لوحات الوصول للإبداع ..
مما راق لي

أمنياتي .. تحياتي