تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
قسم ملتقى الأدباء قسم يختص بكل ما يتعلق بالأُدباء من معلومات وتقارير عنهم.

مميز:تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2014, 07:42 AM
الصورة الرمزية Kakashi Taicho  
رقـم العضويــة: 295247
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الجنس:
العـــــــــــمــر: 33
المشـــاركـات: 44,815
نقـــاط الخبـرة: 15033
Skype :
Facebook : Facebook
Blogger : Blogger
افتراضي مميز:تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة





أبو حامد محمد الغزّالي الطوسي النيسابوري الصوفي الشافعي الأشعري، أحد أهم أعلام
عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في التاريخ، ومجدّد علوم الدين الإسلامي في القرن
الخامس الهجري، (450 هـ - 505 هـ / 1058م - 1111م).

كان فقيهاً وأصولياً وفيلسوفاً، وكان صوفيّ الطريقةِ شافعيّ الفقهِ إذ لم يكن للشافعية في
آخر عصره مثلَه وكان سنّيّ المذهب على طريقة الأشاعرة في العقيدة، وقد عُرف كأحد
مؤسسي المدرسة الأشعرية السنّيّة في علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبي
الحسن الأشعري (وكانوا الباقلاني والجويني والغزّالي).

لُقّب الغزالي بألقاب كثيرة في حياته، أشهرها لقب "حجّة الإسلام"، وله أيضاً ألقاب مثل
زين الدين، ومحجّة الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمّة، وبركة الأنام وإمام أئمة الدين.

كان له أثرٌ كبيرٌ وبصمةٌ واضحةٌ في عدّة علوم مثل الفلسفة، والفقه الشافعي، وعلم الكلام
والتصوف، والمنطق، وترك عشرات الكتب في تلك المجالات.

ولد وعاش في طوس، ثم انتقل إلى نيسابور ليلازم أبا المعالي الجويني فأخذ عنه معظم
العلوم ولمّا بلغ عمره 34 سنة، رحل إلى بغداد مدرّساً في المدرسة النظامية في عهد
الدولة العباسية بطلب من الوزير السلجوقي نظام الملك.

في تلك الفترة اشتُهر شهرةً واسعةً، وصار مقصداً لطلاب العلم الشرعي من جميع البلدان
حتى بلغ أنه كان يجلس في مجلسه 400 من أفاضل الناس وعلمائهم يستمعون له
ويكتبون عنه العلم.

وبعد 4 سنوات من التدريس قرر اعتزال الناس والتفرغ للعبادة وتربية نفسه، متأثراً بذلك
بالصّوفية وكتبهم، فخرج من بغداد خفيةً في رحلة طويلة بلغت 11 سنة، تنقل خلالها
بين دمشق والقدس والخليل ومكة والمدينة المنورة، كتب خلالها كتابه المشهور
إحياء علوم الدين كخلاصة لتجربته الروحية، عاد بعدها إلى بلده طوس متخذاً
بجوار بيته مدرسةً للفقهاء، وخانقاه (مكان للتعبّد والعزلة) للصوفية.



هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزّالي الطوسي النيسابوري، يُكنّى بأبي
حامد لولد له مات صغيراً، ويُعرَف بـ "الغزّالي" نسبة إلى صناعة الغزل، حيث كان أبوه يعمل
في تلك الصناعة، ويُنسب أيضاً إلى "الغَزَالي" نسبة إلى بلدة غزالة من قرى طوس.

وقد قال عن نفسه: «النّاس يقولون لي الغزّالي، ولستُ الغزّالي، وإنّما أنا الغَزَالي منسوبٌ
إلى قرية يُقال لها غزالة» وقد قال ابن خلكان أن نسبته إلى "الغزّالي" (بتشديد الزاي)
هو المشهور، وهو أصحّ من نسبته إلى "الغَزَالي"، ويؤكّد ذلك ما رواه الرحّآلة
ياقوت الحموي بأنّه لم يسمع ببلدة الغزالة في طوس.

كما يُعرف بـ"الطوسي" نسبة إلى طوس الموجودة في خراسان، والتي تعرف الآن باسم
مدينة مشهد موجودة في إيران. وقد اختلف الباحثون في أصل الغزالي أعربي أم
فارسي، فهناك من ذهب على أنه من العرب الذين دخلوا بلاد فارس منذ بداية
الفتح الإسلامي، ومن الباحثين من ذهب إلى أنه من أصل فارسي.



ولد أبو حامد الغزّالي عام 450 هـ الموافق 1058، في "الطابران" من قصبة طوس، وهي
أحد قسمي طوس، وقيل بأنّه وُلد عام 451 هـ الموافق 1059 م.

وقد كانت أسرته فقيرة الحال، إذ كان أباه يعمل في غزل الصوف وبيعه في طوس، ولم يكن
له أبناء غيرَ أبي حامد، وأخيه أحمد والذي كان يصغره سنّاً.

كان أبوه مائلاً للصوفية، رجلاً صالحاً لا يأكل إلا من كسب يده، وكان يحضر مجالس الفقهاء
ويجالسهم، ويقوم على خدمتهم، وينفق بما أمكنه إنفاقه، وكان كثيراً يدعو الله أن يرزقه
ابنا ويجعله فقيهاً، فكان ابنه أبو حامد أفقه علماء زمانه.

ولما قربت وفاة أبيهما، وصّى بهما إلى صديق له متصوّف، وقال له: «إِن لي لتأسفاً عظيماً
على تعلم الخط وأشتهي استدارك ما فاتني في وَلَديّ هذَيْن فعلّمهما ولا عليك أن تنفذ
في ذلك جميع ما أخلّفه لهما
».

فلما مات أقبل الصوفيّ على تعليمهما حتى نفد ما خلّفهما لهما أبوهما من الأموال، ولم
يستطع الصوفيّ الإنفاق عليهما، عند ذلك قال لهما «اعلما أنّي قد أنفقت عليكما ما كان
لكما وأنا رجل من الفقر والتجريد بحيث لا مال لي فأواسيكما به وأصلح ما أرى لَكمَا أن
تلجئا إِلَى مدرسة كأنكما من طلبة الْعلم فَيحصل لَكمَا قوت يعينكما على وقتكما
».

ففعلا ذلك وكان هو السبب في علو درجتهما، وكان الغزاليّ يَحكي هذا ويقُول
«طلبنا الْعلم لغير الله فأبى أن يكون إِلّا لله»




ابتدأ طلبه للعلم في صباه عام 465 هـ فأخذ الفقه في طوس على يد الشيخ أحمد الراذكاني
ثم رحل إلى جرجان وطلب العلم على يد الشيخ الإسماعيلي، وقد علّق عليه التعليقة
(أي دوّن علومه دون حفظ وتسميع).

وفي طريق عودته من جرجان إلى طوس، واجهه الغزالي قطّاع طرق، حيث يروي الغزالي قائلاً
«قطعت علينا الطرِيق وأخذ العيّارون جميع ما معي ومضوا فتبعتهم فالتفت إليّ مقدّمهم وقال
ارجع ويحك وإِلا هلكت! فقلت له: أسألك بالذي ترجو السلامة منه أن ترد علي تعليقتي فقط
فما هي بشيء تنتفعون به. فقال لي: وما هي تعليقتك: فقلت: كتبت في تلك المخلاة أني
هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها. فضحك ثم قال: كيف تدّعي أنّك عرفت علمها وقد
أخذناها منك فتجردت من معرفتها وبقيت بلا علم ثم أمر بعض أصحابه فسلّم إِليّ المخلاة
».

بعد ذلك قرّر الغزالي الاشتغال بهذه التعليقة، وعكف عليه 3 سنوات من 470 ه إلى 473ه
حتى حفظها.

وفي عام 473 هـ رحل الغزّالي إلى نيسابور ولازم إِمام الحرمين أبو المعالي الجويني (إمام
الشافعية في وقته، ورئيس المدرسة النظامية)، فدرس عليه مختلف العلوم، من فقه
الشافعية، وفقه الخلاف، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة.

وجدّ واجتهد حتى برع وأحكم كل تلك العلوم، ووصف أبو المعالي الجويني الغزالي بأنه
«بحر مغدِق» وكان الجويني يُظهر اعتزازه به، حتى جعله مساعداً له في التدريس
وعندما ألف الغزالي كتابه "المنخول في علم الأصول" قال له الجويني
«دفنتني وأنا حيّ، هلّا صبرتَ حتى أموت؟».



عندما تُوفي أبو المعالي الجويني سنة 478 هـ الموافق 1085 م، خرج الغزالي إلى "العسكر"
أي "عسكر نيسابور"، قاصداً للوزير نظام الملك (وزير الدولة السلجوقية)، وكان له مجلس
يجمع العلماء، فناظر الغزالي كبار العلماء في مجلسه وغلبهم، وظهر كلامه عليهم
واعترفوا بفضله، وتلقوه بالتعظيم والتبجيل.

كان الوزير نظام الملك زميلاً للغزالي في دراسته، وكان له الأثر الكبير في نشر المذهب
الشافعي الفقهي، والعقيدة الأشعرية السنّي، وذلك عن طريق تأسيس المدارس
النظامية المشهورة.

قبل الغزالي عرض نظام الملك بالتدريس في المدرسة النظامية في بغداد، وكان ذلك في
جمادى الأولى عام 484 هـ الموافق 1091 م، ولم يتجاوز الرابعة والثلاثين من عمره.

الغزالي في بغداد

وصل الغزالي إلى بغداد في جمادى الأولى سنة 484 هـ، في أيام الخليفة المقتدي بأمر
الله العباسي، ودرّس بالمدرسة النظامية حتى أُعجب به الناس لحسن كلامه وفصاحة
لسانه وكمال أخلاقه.

وأقام على التدريس وتدريس العلم ونشره بالتعليم والفتيا والتصنيف مدّة أربعة سنوات
حتى اتسعت شهرته وصار يُشدّ له الرّحال، ولُقّب يومئذٍ بـ "الإمام" لمكانته العالية أثناء
التدريس بالنظامية في بغداد، ولقّبه نظام الملك بـ "زين الدين" و"شرف الأئمة".

وكان يدرّس أكثر من 300 من الطلاب في الفقه وعلم الكلام وأصول الفقه وحضر مجالسه
الأئمة الكبار كابن عقيل وأبي الخطاب وأبي بكر بن العربي، حيث قال أبو بكر بن العربي
«رأيت الغزالي ببغداد يحضر درسه 400 من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلم».

انهمك الغزالي في البحث والردّ على الفرق المخالفة بجانب تدريسه بالمدرسة النظامية
فألّف كتابه "مقاصد الفلاسفة" يبيّن فيه منهج الفلاسفة ثمّ نقده في "تهافت الفلاسفة"
مهاجماً الفلسفة ومبيّناً تهافت منهجهم.

ثمّ تصدّى الغزالي للفكر الباطني الذي كان منتشراً في وقته والذي أصبح الباطنيون ذوو
قوّة سياسية، حتى أنّهم قد اغتالوا الوزير نظام الملك عام 485 هـ الموافق 1091 م وتُوفي
بعده الخليفة المقتدي بأمر الله، فلما جاء الخليفة المستظهر بالله، طلب من الغزالي أن
يحارب الباطنية في أفكارهم، فألّف الغزالي في الردّ عليهم كتب "فضائح الباطنية"
و"حجّة الحق" و"قواصم الباطنية".

الغزالي في الشام

بعد خوض الغزالي في علوم الفلسفة والباطنية، عَكَف على قراءة ودراسة علوم الصوفية
وصحب الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي (الذي كان مقصداً للصوفية في عصره في
نيسابور، وهو تلميذ أبو القاسم القشيري).

فتأثر الغزالي بذلك، ولاحظ على نفسه بعده عن حقيقة الإخلاص لله وعن العلوم الحقيقية
النافعة في طريق الآخرة، وشعر أن تدريسه في النظامية مليء بحب الشهرة والعُجُب
والمفاسد، عند ذلك عقد العزم على الخروج من بغداد، يقول عن نفسه.

فكان خروجه من بغداد في ذي القعدة سنة 488 هـ، وقد ترك أخاه أحمد الغزّالي مكانه في
التدريس في النظامية في بغداد. وقد خرج إلى الشام قاصداً الإقامة فيها، مُظهِرَاً أنه متّجه
إلى مكة للحجّ حذراً أن يعرف الخليفة فيمنعه من السفر إلى الشام.

وصل الى مدينة دمشق في نفس العام، ومكث فيها قرابة السنتين لا شغل له إلا العزلة
والخلوة و المجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتهذيب الأخلاق. فكان يعتكف في مسجد
دمشق يصعد منارة المسجد طول النهار، ويغلق على نفسه الباب وكان يكثر الجلوس
في زاوية الشيخ نصر المقدسي في الجامع الأموي والمعروفة اليوم بـ"الزاوية الغزالية".

بعد ذلك رحل الغزالي إلى القدس واعتكف في المسجد الأقصى وقبة الصخرة. ثم ارتحل
وزار مدينة الخليل في فلسطين، وما لبث أن سافر إلى مكة والمدينة المنورة لأداء فريضة
الحج، ثم عاد إلى بغداد، بعد أن قضى 11 سنة في رحلته، ألّف خلالها أعظم كتبه "إحياء
علوم الدين
"، وقد استقر أمره على الصوفية.

وبحسب تاج الدين السبكي وابن الجوزي وغيرهما، فإن الغزالي خرج أولاً من بغداد إلى
الحج سنة 488 هـ، ثم عاد منها إلى دمشق فدخلها سنة 489 هـ، فلبث فيها أياماً، ثم
توجّه إلى القدس، فجاور فيها مدّة، ثم عاد وبقي في دمشق معتكفاً في جامعها، ثم
رحل وزار الإسكندرية في مصر، واستمرّ يجول في البلدان ويزور المشَاهد وَيَطوف على
المساجد حتى عاد إلى بغداد للتدريس فيها.

عودته إلى طوس

بعد قرابة 11 سنة من العزلة والتنقّل، عزم الغزّالي على العودة إلى بغداد، فكان ذلك في
ذي القعدة سنة 499 هـ ولم يدم طويلاً حتى أكمل رحلته إلى نيسابور ومن ثمّ إلى بلده
طوس وهناك لم يلبث أن استجاب لرأي الوزير فخر الملك للتدريس في نظامية نيسابور
مكرهاً، فدرّس فيها مدة قليلة.

وما لبث أن قُتل فخر الدين الملك على يد الباطنية، من ثم ّ رحل الغزالي مرة أخرى إلى
بلده طابران في طوس، وسكن فيها، متخذاً بجوار بيته مدرسة للفقهاء وخانقاه (مكان
للتعبّد والعزلة) للصوفية، ووزّع أوقاته على وظائف من ختم القرآن ومجالسة الصوفية
والتدريس لطلبة العلم وإدامة الصلاة والصيام وسائر العِبَادات.



كانت الفلسفة في عصر أبي حامد الغزالي قد أثرت في تفكير الكثيرين من أذكاء عصره
وسلوكهم، وأدى ذلك إلى التشكيك في الدين الإسلامي والانحلال في الأخلاق
والاضطراب في السياسة، والفساد في المجتمع.

تصدّى أبو حامد الغزالي لهم بعد أن عكف على دراسة الفلسفة لأكثر من سنتين حتى
استوعبها وفهمها، وأصبح كواحد من كبار رجالها، يقول عن نفسه: «ثم إني ابتدأت بعد
الفراغ من علم الكلام بعلم الفلسفة وعلمت يقيناً أنه لا يقف على فساد نوع من العلوم
من لا يقف على منتهى ذلك العلم، حتى يساوي أعلمهم في أصل ذلك العلم.. فشمرت
عن ساق الجد في تحصيل ذلك العلم من الكتب.. ثم لم أزل أواظب على التفكر فيه بعد
فهمه قريباً من سنة أعاوده وأردده وأتفقد غوائله وأغواره، حتى اطَّلعت على ما فيه من
خداع، وتلبيس وتحقيق وتخييل، واطلاعاً لم أشك فيه
»

وألّف في ذلك كتابه "مقاصد الفلاسفة" مبيّناً منهجهم. ثم بعد ذلك وصل إلى نتيجته قائلاً
«فإني رأيتهم أصنافاً، ورأيت علومهم أقساماً وهم - على كثرة أصنافهم - يلزمهم وصمة
الكفر والإلحاد، وإن كان بين القدماء منهم والأقدمين، وبين الأواخر منهم والأوائل، تفاوت
عظيم، في البعد عن الحق والقرب منه
».

تناول الغزالي الفلسفة بالتحليل التفصيلي، وذكر أصنافهم وأقسامهم، وما يستحقون به
من التكفير بحسب رأيه، وما ليس من الدين، بذلك اعتُبر الغزالي أول عالم ديني يقوم
بهذا التحليل العلمي للفلسفة، وأول عالم ديني يصنّف في علومهم التجريبية النافعة
ويعترف بصحة بعضها.

قسّم الغزالي علوم فلاسفة اليونان إلى العلوم الرياضية والمنطقيات والطبيعيات والإلهيات
والسياسات، والأخلاقيات، وكان أكثر انتقاد الغزالي وهجومه على الفلاسفة ما يتعلق
بالإلهيات، إذ كان فيها أكثر أغاليطهم بحسب الغزالي.

وقد كفّر الغزالي فلاسفة الإسلام المتأثرين بالفلسفة اليونانية في 3 مسائل، وبدّعهم في
17 عشر مسألة، وألّف كتاباً مخصوصاً للرد عليهم في هذه ال 20 مسألة أطلق عليه أسم
"تهافت الفلاسفة"، وفيه هاجم الفلاسفة بشكل عام والفلاسفة المسلمون بشكل خاص
وخاصة ابن سينا والفارابي فقد هاجمهم هجوماً شديداً.

ويُقول الباحثون إنه قضى على الفلسفة العقلانية في العالم العربي، منذ ذلك الوقت ولعدة
قرون متواصلة فجاء بعده ابن رشد فرد على الغزالي في كتابين هما "فصل المقال فيما بين
الحكمة والشريعة من الاتصال
"، ثم "تهافت التهافت".

وبحسب الباحثين أمثال يوسف القرضاوي وعباس محمود العقاد، فإن الغزالي يُعدّ في كثير
من نظرياته النفسيّة والتربوية والاجتماعية صاحب فلسفة متميّزة، وهو في بعض كتبه أقرب
إلى تمثيل فلسفة إسلامية، وأنه فيلسوف بالرغم من عدم كونه يريد ذلك.

وهذا ما صرّح به كثيرون من العرب والغربيين، حتى قال الفيلسوف المشهور رينان: «لم تنتج
الفلسفة العربية فكراً مبتكراً كالغزالي
»، وقد رأى كثير من علماء المسلمين قديماً أن الغزالي
رغم حربه للفلسفة، لم يزل متأثراً بها، حتى قال تلميذه أبو بكر بن العربي
«شيخُنا أبو حامد: بَلَعَ الفلاسفةَ، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع».



قبل أن يستقر أمر الغزالي على التصوف، مرّ بمراحل كثيرة في حياته الفكرية، كما يرويها هو
نفسه في كتابه المنقذ من الضلال، فابتدأ بمرحلة الشكّ بشكل لا إرادي، والتي شكّ خلالها
في الحواس والعقل وفي قدرتهما على تحصيل العلم اليقيني، ودخل في مرحلة من
السفسطة غير المنطقية حتى شُفي منها بعد مدة شهرين تقريباً.

ليتفرّغ بعدها لدراسة الأفكار والمعتقدات السائدة في وقته، يقول: «ولما شفاني الله من هذا
المرض بفضله وسعة جوده، أحضرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق: المتكلمون: وهم
يدعون أنهم أهل الرأي والنظر. والباطنية: وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم، والمخصوصون
بالاقتباس من الإمام المعصوم. والفلاسفة: وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان.
والصوفية: وهم يدعون أنهم خواص الحضرة، وأهل المشاهدة والمكاشفة
».

ويتابع ويقول «فابتدرت لسلوك هذه الطرق، واستقصاء ما عند هذه الفرق مبتدئاً بعلم الكلام
ومثنياً بطريق الفلسفة، ومثلثاً بتعلّم الباطنية، ومربعاً بطريق الصوفية
».

فعكف على دراسة علم الكلام حتى أتقنه وصار أحد كبار علمائهم، وصنف فيه عدة من الكتب
التي أصبحت مرجعاً في علم الكلام فيما بعد مثل كتاب "الاقتصاد في الاعتقاد"، إلا أنه لم يجد
ضالته المنشودة في علم الكلام، ورآه غير واف بمقصوده، يقول عن نفسه: «فلم يكن الكلام
في حقي كافياً، ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافياً
».

بعد ذلك توجّه لعلم الفلسفة ودرسها وفهمها، ثم نقدها بشدة بكتابه تهافت الفلاسفة. ثم
درس بعدها الباطنية فردّ عليهم وهاجمهم. ليستقر أمره على علم التصوف.


بعد تلك المراحل بدأ اهتمام الغزالي يتّجه نحو علوم التصوف، فابتدأ بمطالعة كتبهم مثل: قوت
القلوب لأبي طالب المكي، وكتب الحارث المحاسبي، والمتفرقات المأثورة عن الجنيد وأبي بكر
الشبلي وأبي يزيد البسطامي.

كما أنه كان يحضر مجالس الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي الصوفي، والذي أخذ عنه الطريقة
فتأثر بهم كثيرا حتى أدّى به الأمر لتركه المدرسة النظامية في بغداد واعتزاله الناس وسفره
لمدة 11 سنة تنقل خلالها بين دمشق والقدس ومكة والمدينة المنورة، كتب خلالها كتابه
المشهور في التصوف إحياء علوم الدين.

وكانت نتيجة رحلته الطويلة تلك أن قال:

«وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره
لينتفع به أني علمتُ يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم
أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق
».

كتاب إحياء علوم الدين

من أشهر مؤلفات الغزّالي في التصوف كتابه إحياء علوم الدين، والذي قد حاز شهرةً وانتشاراً
ما لم يقاربه أي كتاب من كتبه الأخرى.

وقد امتدح الكتاب غير واحد من علماء الإسلام، مثل ما قاله عبد الرحيم العراقي المحدث الذي
خرّج أحاديث الإحياء، حيث قال عنه: «إنه من أجل كتب الإسلام في معرفة الحلال والحرام جمع
فيه بين ظواهر الأحكام، ونزع إلى سرائر دقت عن الأفهام، لم يقتصر فيه على مجرد الفروع
والمسائل، ولم يتبحر في اللجة بحيث يتعذر الرجوع إلى الساحل، بل مزج فيه علمي الظاهر
والباطن، ومرج معانيها في أحسن المواطن، وسبك فيه نفائس اللفظ وضبطه، وسلك فيه من
النمط أوسطه
»

وقال غيره: «من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء» كما أُلّف الكثير من الكتب في شرح واختصار
الإحياء والدفاع عنه، مثل كتاب "الإملاء على مشكل الإحياء" والذي ألفه الغزالي نفسه للرد على
من انتقده في عصره، وكذلك كتاب "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" للزبيدي
و"تعريف الأحياء بفضائل الإحياء" لعبد القادر العيدروس، وكذلك "المغني عن حمل الأسفار في
تخريج ما في الإحياء من الأخبار
" لعبد الرحيم العراقي.

أما الاختصارات، فقد اختصره أخوه أحمد الغزّالي في كتاب "لباب الإحياء"، و"منهاج القاصدين" لابن
الجوزي، وغيرها الكثير.

وعلى العكس من ذلك، فقد ذمّ جمع من العلماء الإحياء منتقدين فيه كثرة الأحاديث الضعيفة
وإيراده لقصص الصوفية وقد أقر الغزالي بضعفه في علم الحديث، حيث قال عن نفسه «أنا مُزجَى
البِضاعةِ في الحديث
».. وأُلفت عدة كتب في الرد على الإحياء، مثل كتاب "إحياء ميت الأحياء في
الرد على كتاب الإحياء
" لأبي الحسن ابن سكر، و"إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء" لابن الجوزي،
و"الضياء المتلالي في تعقب الإحياء للغزالي" لأحمد ابن المنيّر.

حتى وصل الأمر أن أُمر بحرق كتاب الإحياء في قرطبة على عهد علي بن يوسف بن تاشفين
ثاني أمراء المرابطين سبب تسمية الكتاب بإحياء علوم الدين هو القناعة التي وصل لها الغزالي
بأن العلم والفقه الحقيقي هو الذي ينعكس على سلوك الإنسان نتيجة يقينه بأن الآخرة خيرٌ من
الأولى، وهو بذلك يذم ما يسمى علوماً دينية وتبنى على الإغراق في التفاصيل الفقهية وترتيب
المناظرات والفوز بها.

وقد قسم الكتاب إلى أربع أجزاء بعد مفدمة عن العلم والتفريق بين أنواعه:

ربع العبادات كالصلاة والزكاة والحج موضحاً لبعض التفاصيل الدقيقة المتعلقة بأثر العبادات هذه
على قلب الإنسان.

ربع العادات كالزواج والعمل لاكتساب الرزق.

ربع المهلكات كالغرور والتكبر وحب الدنيا والجاه والإفراط شهوتي الطعام والجنس.

ربع المنجيات بدأه بالتوبة وأن حقيقتها معرفة الله ثم الخجل منه فالندم والاعتذار ، ثم تكلم عن
الصبر والخوف من الله وعبادة التفكر.



الامام الغزالي ليس بشاعر ولم يشتهر شعره ولكنه اذا قال شعرا أصاب
مبلغه وكانت كلماته معبرة وتميز شعره ببساطته وبكثرة المناجاة فيه.
وسأذكر لكم بعضا من شعره.

"الشدة أودت بالمهج "

الشدة أودت بالمهج يا رب فعجل بالفرج
والأنفس أمست في حرج وبيدك تفريج الحرج
هاجت لدعاك خواطرنا والويل لها إن لم تهج
يا من عودت اللطف أعد عاداتك باللطف البهج
أغلق ذا الضيق وشدته وافتح ما سد من الفرج
عجنا لجنابك نقصده والأنفس في أوج اللهج
وإلى أفضالك يا أملي يا ضيعتنا أن لم نعج
وأساءتنا أن تقطعنا عن بابك حتى لم نلج



"الرزق "

إذا ما كنت ملتمساً لرزق ونيل القصد من عبدٍ وحر
وتظفر بالذي ترجو سريعاً وتأمن من مخالفة وعذر
ففاتحة الكتاب فإن فيها لما أملت سراً أي سر
تلازم درسها عقبى عشاء وفي صبح وفي ظهر وعصر
وعقبي مغرب في كل ليل إلى التسعين تتبعها بعشر
تنل ما شئت من عز وجاه وعظم مهابة وعلو قدر
وستر لا تغيره الليالي بحادثة من النقصان تجري
وتوفيق وأفراح دواماً وتأمن من مخاوف كل شر
ومن عري وجوع وانقطاع ومن بطش لذي نهي وأمر



"قصيدة قالها قبل موته بدقائق "

أنا عصفور وهذا قفصي كان سجني فتركت السجنا
أشكر الله الذي خلصني وبنا لي في المعالي وطنا
كنت قبل اليوم ميتا بينكم فحييت وخلعت الكفنا
قد ترحلت وخلفتكم لست أرضى داركم لي وطنا
وأنا اليوم أناجي ملكا وأرى الحق جهارا علنا
عاكفا في اللوح أقرأ وأرى كل ما كان ويأتي أو دنا





كانت مدرسة الغزالي تضم عشرات التلاميذ الأذكياء وقد أثّر الغزالي ثأثراً كبيراً في جمهور كبير
من تلاميذه، وذكر الزبيدي منهم:

أبو النصر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخمقدي، توفي سنة 544 هـ وتفقّه في طوس
على يد الغزالي.

أبو منصور محمد بن إسماعيل بن الحسين العطاري، الواعظ في طوس والملقّب بـ "جندة"
توفي 486 هـ، وتفقّه في طوس على الغزالي.

أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد بن برهان، وكان حنبلياً، ثم تفقّه على الغزالي وكان يدرّس
في المدرسة النظامية علوم شتى، ودرّس إحياء علوم الدين للطلاب توفي 518 هـ.

أبو سعيد محمد بن أسعد التوقاني، توفي 554 هـ.

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت المصمودي، الملقّب بـ "المهدي".

أبو حامد محمد بن عبد الملك الجوزقاني الإسفراييني، تفقّه على الغزالي في بغداد.

محمد بن يحيى بن منصور، وهو من أشهر تلامذته، تفقه على الغزالي، وشرح كتابه الوسيط.

أبو بكر بن العربي، القاضي المالكي، وهو من حمل كتابه إحياء علوم الدين إلى المغرب العربي
عند عودته من رحلته المشرقية عام 495 هـ.

أحمد بن مَعَدّ بن عيسى بن وكيل التجيبي الداني الأُقْلِيشي، لم يكن له لقاء مباشر مع
الغزالي، فإن أخذه وروايته لمؤلفات الإمام، كانت عن طريق شيخيه أبو بكر بن العربي وعبَّاد
بن سَرْحَان المَعَافِرِي.



ألّف الإمام الغزّالي خلال مدة حياته (55 سنة) الكثير من الكتب في مختلف صنوف العلم حتى
أنه قيل: إن تصانيفه لو وزعت على أيام عمره أصاب كل يوم كتاب. وقد وضع الباحثان جميل
صليبا وكامل عيّاد قائمة بمؤلفات الغزالي ضمت 228 كتاباً ورسالة للغزالي.

وبسبب شهرة الغزالي وتصانيفه، نُسبت إليه الكثير من الكتب والرسائل، وأصبح من الصعب
تحديد صحة نسبتها إليه. فقد ذكر المتقدمون، من أمثال عبد الغافر الفارسي (ت. 529 هـ)
وأبو بكر بن العربي (ت. 543 هـ) وتاج الدين السبكي (ت. 771 هـ) وطاش كبرى زادة
(ت. 968 هـ) المرتضى الزبيدي (ت. 1205 هـ)، الكثير من تصانيف الغزالي
واعتمد الباحثون على هذه المصادر في تحديد مصنفات الغزالي.

وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، بدأ المستشرقون في البحث في مؤلفات الغزالي
فنشر المستشرق جوشه بحثاً سنة 1858 م، تنوال فيه أربعين مؤلفا للغزالي، وحوال أن
يحقق صحة نسبتها إليه.

ثم تلاه ماكدونلد وجولد تسهير وماسينيون ومونتكمري وات وبويج وغيرهم بأبحاث أخرى تناولت
نفس الموضوع.ثم جاء عبد الرحمن البدوي بعمل ضخم في كتاب أسماه «مؤلفات الغزالي»
ونُشر سنة 1380 هـ / 1960 م، وفيه تناول البدوي 457 مصنفا يُنسب إلى الغزالي
وقسّمه على النحو التالي:

من 1 إلى 72: كتب مقطوع بصحة نسبتها إلى الغزالي.
من 73 إلى 95: كتب يدور الشك في صحة نسبتها إلى الغزالي.
من 96 إلى 127: كتب من المرجح أنها ليست للغزالي.
من 128 إلى 224: أقسام من كتب الغزالي أفردت كتبا مستقلة، وكتب وردت بعنوانات مغايرة.
من 225 إلى 273: كتب منحولة.
من 274 إلى 380: كتب مجهولة الهوية.
من 381 إلى 457: مخطوطات موجودة ومنسوبة إلى الغزالي.

وأخيرا أتى مشهد العلاّف ببحث إستدرك بها على ما جاء به البدوي، وخصوصا "ما يتعلق منها
بالكتب المقطوع بصحة نسبتها للغزالي فقد تضمنت بعض المنحولات".

من كتب الغزالي

في العقيدة وعلم الكلام والفلسفة والمنطق:

الاقتصاد في الاعتقاد.

بغية المريد في مسائل التوحيد.

إلجام العوام عن علم الكلام.

المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى.

المعارف العقلية ولباب الحكمة الإلهية.

القانون الكلي في التأويل.

فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة.

فضائح الباطنية.

حجّة الحق، في الرد على الباطنية.

قواصم الباطنية.

مقاصد الفلاسفة.

تهافت الفلاسفة.

معيار العلم في فن المنطق.

محك النظر في المنطق.

ميزان العمل.

في علم الفقه وأصوله وعلم الجدل:

التعليقة في فروع المذهب.

البسيط في الفروع.

الوسيط، في فقه الإمام الشافعي.

الوجيز، في فقه الإمام الشافعي.

فتاوى الغزالي.

غاية الغور في دراية الدور، في المسألة السريجية.

المستصفى في علم أصول الفقه.

المنخول في علم الأصول.

تهذيب الأصول.

المباديء والغايات.

شفاء الغليل في القياس والتعليل.

القسطاس المستقيم.

أساس القياس.

المنتحل في علم الجدل.

مآخذ الخلاف.

لباب النظر.

تحصين المآخذ في علم الخلاف.

جواب مفصل الخلاف.

في علم التصوف:

إحياء علوم الدين.

الإملاء على مشكل الإحياء.

بداية الهداية.

أيها الولد.

أسرار معاملات الدين.

روضة الطالبين وعمدة السالكين.

الأربعين في أصول الدين.

مدخل السلوك الي منازل الملوك.

ميزان العمل.

كيمياء السعادة، (وقد كتبه بالفارسية وتُرجم إلى العربية).

زاد الآخرة، (وقد كتبه بالفارسية وتُرجم إلى العربية).

مكاشفة القلوب المقرب إلى حضرة علاّم الغيوب.

سر العالمين وكشف ما في الدارين.

منهاج العابدين.

منهاج العارفين.

معارج القدس في مدارج معرفة النفس.

مشكاة الأنوار.

الرسالة اللدنية.

الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين.

متنوعات:

المنقذ من الضلال.

المضنون به على غير أهله.

المضنون به على أهله.

جواهر القرآن ودرره.

حقيقة القرآن.

الحكمة في مخلوقات الله.

التبر المسبوك في نصحية الملوك.

القصيدة المنفرجة.

شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل.



"إن كان العالم موجوداً فلا يمكن ايجاده".

"شفاء العالم من سقامه مرتبط بعودة الإيمان إلى القلوب الفارغة".

"لو عالج الطبيب جميع المرضى بنفس الدواء لمات معظمهم".

"الصبي أمانة عند واليه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل
لكل ما ينقش عليه ومائل إلى كل ما يُمَالُ إليه
".

"السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه، والشقاوة كلها في أن تملكه نفسه".

"من لم يشك لم ينظر ، ومن لم ينظر لم يبصر ، ومن لم يبصر بقي في متاهات العمي".

"اعلم أنه يجب على العبد أن يتحفظ في العمل من عشرة أشياء: النفاق والرياء والتخليط
والمنّ والأذى والندامة والعجب والحسرة والتهاون وخوف ملامة الناس
".

"علم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان وكفايته منه
فلا يصل إلى ظاهره بشيء من أنواع الأذى ولا إلى باطنه بشيء من الوسواس
".

"علم أن السعادة كلها والباقيات الصالحات أجمعها هي في شيئين: سلامة القلب وطهارته
من غير الله تعالى لقوله "إلا من أتى الله بقلب سليم"، وامتلاء القلب بمعرفة الله تعالى
".

"أدب المؤمن بين يدي الله تعالى يكون بجمع الهمّ وسكون الجوارح وقلة الاعتراض وحسن
الخلق ودوام الذكر وتنزيه الفكر وسكون القلب وتعظيم الربّ وإخلاص العمل وصدق القول
".

"اعلم أن كل من طلب كيمياء السعادة من غير حضرة النبوة فقد أخطأ الطريق".

"اعلم أن مفتاح معرفة الله وتعالى هو معرفة النفس".

"من ألزم نفسه آداب السنّة نوّر الله قلبه بنور المعرفة، ومن حُرم الأدب حُرم جوامع الخيرات".

"أطب مطعمك ومشربك وما عليك أن لا تقوم الليل ولا تصوم النهار".

"أيها الولد لا تكن من الاعمال مفلسا ولا من الاحوال خاليا وتيقن ان العلم المجرد لا يأخذ باليد".

"أيها الولد العلم بلا عمل جنون والعمل بغير علم لا يكون".

"اجعل الهمة في الروح والعزيمة في النفس والموت في البدن".

"اعلم ان اللسان المطلق والقلب المطبق المملوء بالغفلة والشهوة علامة الشقاوة فإذا لم تقتل
النفس بصدق المجاهدة فلن يحيا قلبك بأنوار المعرفة
".

"واجب على كل عالم يتصدى لدعوة الخلق إلى الله تعالى ، أن يراعي من ظاهره ما لا يوجب نفرة
الناس عنه
".

"أشرف العلوم ، ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع".

"السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه ، و الشقاوة كلها في أن تملكه نفسه".

"النفس إذا لم تمنع بعض المباحات ، طمعت في المحظورات".

"لو عالج الطبيب جميع المرضى بنفس الدواء ، لمات معظمهم".


"قال الفضيل وقد سئل عن التواضع ما هو فقال: أن تخضع للحقّ وتنقاد له ولو سمعته من صبي
قبلته، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته
".

"أشرف الصناعات الأربع بعد النبوة إفادة العلم وتهذيب نفوس الناس عن الأخلاق المذمومة المهلكة
وإرشادهم إلى الأخلاق المحمودة المسعدة وهو التعليم فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه
وثنّى بالملائكة وثلّث بأهل العلم, وناهيك بهذا شرفاً وفضلاً وجلاءً ونبلاً
".

"إذا فوّضت أمرك لله سبحانه وسألته أن يختار لك ماهو صلاحك.. لم تلقَ إلا الخير والسداد ولا تقع
إلا على الصلاح
".

"وعدك الله وضمن لك رزقك وتكفل به بل أقسم عليه, وأنت لا تطمئن بوعده ولا تسكن إلى قوله
وضمانه.. ولا تنظر إلى قسمه بل يضطرب قلبك ويهتم
".

"أشد الناس حماقة أقواهم اعتقاداً في فضل نفسه، وأثبت الناس عقلا أشدهم اتهاماً لنفسه".



كان أبو حامد الغزالي عند جمهور المتقدمين حجّة الإسلام ومجدد القرن الخامس الهجري
ومحيي علوم الدين، وكان من أقوال مَن أثنى عليه ومدحه:

شيخه أبو المعالي الجويني: الغزالي بحر مغدق.

الذهبي: الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان،صاحب التصانيف والذكاء المفرط.

ابن الجوزي: صنف الكتب الحسان في الأصول والفروع، التي انفرد بحسن وضعها وترتيبها
وتحقيق الكلام فيه
ا.

تاج الدين السبكي: حجة الإسلام ومحجة الدين التي يتوصل بها إلى دار السلام، جامع
أشتات العلوم، والمبرز في المنقول منها والمفهوم، جرت الأئمة قبله بشأو ولم تقع منه
بالغاية، ولا وقف عند مطلب وراء مطلب لأصحاب النهاية والبداية
.

ابن النجار: أبو حامد إمام الفقهاء على الإطلاق ورباني الأمة بالإتفاق، ومجتهد زمانه وعين
أوانه، وكان شديد الذكاء، قوي الإدراك، ذا فطنة ثاقبة، وغوص على المعاني
.

أبو الحسن الشاذلي: إذا عرضت لكم إلى الله حاجة فتوسلوا إليه بالإمام أبي حامد.

أبو العباس المرسي: إنا لنشهد له بالصديقية العظمى.

ابن العماد الحنبلي: الإمام زين الدين حجة الإسلام، أبو حامد أحد الأعلام، صنف التصانيف
مع التصون والذكاء المفرط والاستبحار في العلم وبالجملة ما رأى الرجل مثل نفسه
.

ابن كثير: كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه.

أبو بكر ابن العربي: كان أشهر من لقينا من العلماء في الآفاق، ومن سارت بذكره الرفاق
لطول باعه في العلم، ورَحب ذراعه، الإمام أبو حامد بن محمد الطوسي الغزالي
.

أسعد الميهني: لا يصل إلى معرفة علم الغزالي وفضله إلا من بلغ أو كاد يبلغ الكمال في عقله.

عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي: أبو حامد الغزالي حجة الإسلام والمسلمين، إمام أئمة
الدين، من لم تر العيون مثله لساناً وبياناً ونطقاً وخاطراً وذكاءً وطبعاً
.

تلميذه محمد بن يحيى: الغزالي هو الشافعي الثاني.

الأسنوي: الغزالي إمام باسمه تنشرح الصدور وتحيا النفوس، وبرسمه تفتخر المحابر وتهتز
الطروس، وبسماعه تخشع الأصوات وتخضع الرؤوس. وهو قطب الوجود والبركة الشاملة لكل
موجود وروح خلاصة أهل الإيمان والطريق الموصلة إلى رضا الرحمن يتقرب إلى الله به كل
صديق ولا يبغضه إلا ملحد أو زنديق
.



بعد أن عاد الغزّالي إلى طوس، لبث فيها بضع سنين، وما لبث أن تُوفي يوم الاثنين 14
جمادى الآخرة 505 هـ
، الموافق 19 ديسمبر 1111م، في "الطابران" في مدينة طوس
ولم يعقب إلا البنات.

روى أبو الفرج بن الجوزي في كتابه "الثبات عند الممات"، عن أحمد (أخو الغزالي): «لما
كان يوم الإثنين وقت الصبح توضأ أخي أبو حامد وصلّى، وقال: "عليّ بالكفن"، فأخذه
وقبّله، ووضعه على عينيه وقال: "سمعاً وطاعة للدخول على الملك"، ثم مدّ رجليه
واستقبل القبلة ومات قبل الإسفار
».

وقد سأله قبيل الموت بعض أصحابه‏:‏، فقالوا له: أوصِ. فقال:‏ «عليك بالإخلاص» فلم يزل
يكررها حتى مات.

وأما عن تعيين قبره، فقد روى تاج الدين السبكي بأن الغزّالي ربما دُفن في مقبرة "طابران"
وقبره هناك ظاهر وبه مزار. أمّا حالياً فلا يُعرف قبر ظاهر للغزّالي، إلا أنه حديثاً جرى اكتشاف
مكان في طوس قرب مدينة مشهد في إيران حيث يُعتقد بأنه قبر الغزّالي، والذي أمر رئيس
الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بإعادة إعماره خلال زيارته إلى إيران في ديسمبر 2009.





الامام الغزالي امام عصره وقد ترك بصمة كبيرة في التاريخ الاسلامي ان كان بفلسفته
الفريدة او بعلمه الغزير وقد ترك كما كبيرا من الكتب والرسالات التي تدرس الان في
مختلف أنحاء العالم.

أرجوا أن أكون وفقت في طرحي عن هذا العالم الجليل وأتمنى أن يكون موضوعي قد
أعجبكم وان كان فيه نقص أو زيادة فالكمال لله وجل من لا يخطىء.

أشكركم جميعا وأخص بالذكر أختي ღ ȥҽιɳα ღ على هذه المسابقة الجميلة وأشكر
أيضا أخي STOR على مساعدته لي في تصميم الطقم.



التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 09-13-2014 الساعة 12:25 PM
رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 09:42 AM   #2

 
الصورة الرمزية hataki7
رقـم العضويــة: 316207
تاريخ التسجيل: May 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 17,823
نقـــاط الخبـرة: 3970
Skype :
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook

افتراضي رد: تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة

السلام عليكم ورحمت الله وبركاته

كيفك اخي ان شاء الله بخير

ماشاء الله تقرير رائع

وكامل ماشاء الله ابداعتي اخي

سلمت يداك

موافق في المسابقه

بنتظار جديدك تقبل مروري المتواضع

تم التقييم+شكر+5نجوم

hataki7 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 10:15 AM   #3
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية ورد البيلسان
رقـم العضويــة: 166019
تاريخ التسجيل: Sep 2012
العـــــــــــمــر: 36
الجنس:
المشـــاركـات: 7,326
نقـــاط الخبـرة: 1923

افتراضي رد: تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك أخي ؟؟يارب تكون بخير

ماشاء الله تقرير جميل ورائع

يثبت

+لي عودة بالرد أن شاء الله
ورد البيلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 08:46 PM   #4
مشرفة القسم الأدبي
 
الصورة الرمزية خربشات
رقـم العضويــة: 293692
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 9,684
نقـــاط الخبـرة: 2885

افتراضي رد: تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة

السلام عليك و رحمة الله و بركاته

أهلاً بك أخي .. في موضوع قمة في الابداع و الجمال

حتى في مقدار المعلومات

أبدعت من كل الجوانب و النواحي بارك الله

فيك و تستحق كل التقدير و الاحترام جراء هذا الموضوع الذي بالأكيد أخذ منك ما أخذ

هو متعوب فيه و هذا واضح

جزاك الله خيراً

دمت بخير و في أمان الله

تقيم و شكر و 5 نجوم


خربشات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 10:12 PM   #5
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ĐṞ Ĥ
رقـم العضويــة: 132551
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 13,917
نقـــاط الخبـرة: 4049
Twitter : Twitter

افتراضي رد: تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة

آسفة يمنع الحجز أو الردود السطحية

التعديل الأخير تم بواسطة خربشات ; 08-12-2014 الساعة 01:07 PM سبب آخر: مخالف
ĐṞ Ĥ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 10:35 PM   #6
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ѕαℓмαη.∂.тιтαη
رقـم العضويــة: 271569
تاريخ التسجيل: Sep 2013
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 11,342
نقـــاط الخبـرة: 5075
Skype :

افتراضي رد: تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف حالك قائدنا ؟ عساك بخير ؟

تبارك الله ما هذا العمل الكبير و الرائع !

أظن لم يتبقى شيئ أو لم تترك شيئ عن هذه السيرة الحافلة بالإنجازات

و الطقم زاد من جمالية هذا الموضوع بالطبع لأنه من حبيبنا ستور.
+


بالتوفيق و سيتم تقييم 5 نجوم بكل ثقة و تقييم شخصي مع شكر لهذا العمل الكبير

التعديل الأخير تم بواسطة خربشات ; 08-12-2014 الساعة 01:06 PM
ѕαℓмαη.∂.тιтαη غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2014, 06:53 AM   #7
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير على تعريفنا لشخصية الإمام الغزالي ،وبارك الله لك في هذا الجهد

التصميم رائع في كل شيء سلمت الأيادي




لفت نظري هذا الجزء :

" كان أبوه مائلاً للصوفية، رجلاً صالحاً لا يأكل إلا من كسب يده، وكان يحضر مجالس الفقهاء
ويجالسهم، ويقوم على خدمتهم، وينفق بما أمكنه إنفاقه، وكان كثيراً يدعو الله
أن يرزقه ابنا ويجعله فقيهاً، فكان ابنه أبو حامد أفقه علماء زمانه "



ليت جميع الآباء والأمهات يدركون ذلك ،دعا لأبنه بالخير فاستجاب الله له

لماذا بعض الآباء يستعجلون ،وإذا سأم من تصرف أبنائه (ابن / بنت) دعا عليهم !

أجل الهداية من الله ،لكن كونك مسؤول عن هذا الابن فلا تكن سبب هلاكه



أعجبني من أقواله :


"شفاء العالم من سقامه مرتبط بعودة الإيمان إلى القلوب الفارغة"


لم يعجبني :


" أطب مطعمك ومشربك وما عليك أن لا تقوم الليل ولا تصوم النهار"






التعديل الأخير تم بواسطة التحدي عنواني ; 08-13-2014 الساعة 08:33 PM
رائحة المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2014, 07:40 AM   #8
عاشق ذهبي
 
الصورة الرمزية ♪ħλτȘƲɴε ɱίκƲ ♪
رقـم العضويــة: 95150
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الجنس:
المشـــاركـات: 2,159
نقـــاط الخبـرة: 298

افتراضي رد: تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل جدا جدا
الغزالي عالم اعرفه وقرات عنه مرات عدة
فطريقته وعلمه واحكامه حقا شوقتني لمعرفته اكثر فاكثر
كان رجلا مجتهدا محبا للعلم لطيفا ذا سمعة حسنة زاهدا
حكيما
ولعل ابرز ما اعجبني من اقواله هي :
"شفاء العالم من سقامه مرتبط بعودة الإيمان إلى القلوب الفارغة".
فانها تصف حالنا المرير الذي نعيشه الان
موضوع متكامل جميل ورائع
والتنسيق انيق واعجبني حقا
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
♪ħλτȘƲɴε ɱίκƲ ♪ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2014, 10:09 AM   #9
≈̴ Inspire
 
الصورة الرمزية ZEЯO
رقـم العضويــة: 323556
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 27
الجنس:
المشـــاركـات: 21,914
نقـــاط الخبـرة: 4809
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ZEЯO
Skype :
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Twitter : Twitter
Tumblr : Tumblr

افتراضي رد: تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك اخي كاكاشي ان شاء الله بخير

ماشاء الله موضوع جميل من جميع نواحيه

استمر اخي

فى انتظار جديدك

ZEЯO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2014, 11:54 AM   #10
رئيسة الأقسام الأدبية
جمعية العاشق الحرة
 
الصورة الرمزية حلم القمر
رقـم العضويــة: 95329
تاريخ التسجيل: Jul 2011
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 39,098
نقـــاط الخبـرة: 9772

افتراضي رد: تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة

السلام عليكم
موضوع اكثر من راقي
يرفع للقسم المواضيع المميزه






كل الشكر للمبدعة Ochako Uraraka

حلم القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع مميز:تقرير عن الامام الغزالي || تابع للمسابقة:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تقرير عن مقديشو |تابع للمسابقة| Noir حول العالم من هنا وهناك 13 12-16-2013 10:03 PM
تقرير عن Sony Xperia S [تابع للمسابقة] ĘĽiҲłŖ قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 8 09-09-2012 03:17 PM

الساعة الآن 08:28 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity