نظرية لا اكثر ولا اقل

نظرية القرود الخمسة ..ملامسة للواقع

تقول النظرية وهى من دروس علم الادارة الحديث ...

اذا احضرت خمسة قرود ووضعتهم فى قفص واحد وقمت بتعليق الموز فى أعلى منتصف القفص ...واتيت بسلم ووضعته ..بعد مدة قصيرة طبعا سيحاول احد القرود ان يقفز لالتقاط الموز ..ما ان يقترب القرد من تسلق السلم للحصول على الموز ما عليك الا ان تأتى برشاش ماء بارد وترشه على الاربعة الباقين ....
وكل ما يحاول قرد تسلق السلم للحصول على الموز قم بنفس العملية برش الماء البارد ...بعد مدة قصيرة سترى انه اذا حاول احد القردة تسلق السلم لألتقاط الموز سينهال عليه القردة الباقيين بالضرب ..لان هذا يعنى لهم رشهم بالماء البار د الذى لا يطيقونه ..
وكلما اقترب اى قرد سيمارسون معه تلك الضربات و اللكمات حتى يتراجع عن فعلته هذه ,,,,,,
قم باخراج احد القردة وضع قرد جديد ولنسميه "بوكا" وانتظر.. فاذا حاول بوكا تسلق السلم فسترى الجميع ينهالون عليه بالضرب حتى يتجنبون رشهم بالماء البارد فاصبح هذا الفعل عندهم مرتبط برش الماء ,,,
قم باخراج قرد آخر وضع مكانه قرد جديد ,,, فاذا اقترب هذا القرد الجديد لتسلق السلم فسترى الجميع ايضا بما فيهم "بوكا" الجديد ينهالون عليه ضربا ..بوكا لا يعرف لماذا يتصرف هكذا ؟؟ ولكنه وجد المجموعة تفعل هذا وربما سيكون اكثر حماسا لتعويض ما تلقاه من ضربات ....
كرر العملية باخراج القرود التى عاصرت رش الماء واحدا تلو الآخر الى ان تتغير المجموعة كلها ,,,,,,
من الملاحظ انه رغم انها لم تعاصر رش الماء البارد الا ان فى كل محاولة لتسلق السلم من القرد الجديد تنهال عليه المجموعة بالضرب لتمنعه من تسلق السلم و التقاط الموز لا لشىء الا انهم وجدوا المجموعة تفعل هذا .....!
بالتدريج سترى المجموعة الجديدة بأكملها تقوم بنفس الفعل رغم عدم مشاهدتها لعملية رش الماء البارد !
نظرة الى وقاعنا الملىء بالعادات و التقاليد التى نمارسها دون أى اسباب منطقية ودون أن نعرف لماذا الالتزام و الاصرار عليها ولماذا التمسك بها فى حين ان عدم تطبيقها لن يضر فى شىء ...
فالشرع حدد لنا مسلكا ننتهجه ومادمنا نرضى الله فما حاجتنا الى مثل هذه العادات التى لا ترضى فى النهاية الا البشر ....!
فنرى فى الزواج عادات وطقوس ومراسم مكلفة وغير مجدية للطرفين ولكنها تندرج تحت المظاهر و العادات والتقاليد وتسمع عبارات هكذا وجدنا عليها آباءنا و لا نستطيع تغييرها.. وكانها بصمات أو جينات وراثية !
ولكنها فى الواقع اتعبت الكثيرون ورغم هذا فتجدهم حريصون كل الحرص على تطبيقها والتمسك بها خوفا من كلام الناس !
فلماذا تقام السرادقات المكلفة فى العزاء وكأنها مراسم تتويج ؟؟ ناهيك عن الاربعين و السنوية وزيارة كل خميس وزيارة الاعياد رغم ان ديننا لم يكلفنا بكل هذه المظاهر المجهدة لكاهل الفرد والتى تأتى على حسابه ماديا ومعنوياً ......
والكثير والكثير من العادات و التقاليد لايتسع ذكرها هنا ,,,
والغريب ان من يمارس تلك العادات لا يعرف سببا مقنعا لها غير انه وجد محيطه العائلى و المجتمعى يمارس تلك العادات ...
حقا فلو تأملنا ما الاسباب فلن نجد اسباب غيرالتى ذكرت .....خوفا من كلام الناس ...
والانسياق والبرمجة لم يقف عندحد العادات والتقاليد فقط بل يمتد ايضا الى الجهل والانسياق الفكرى

اتذكر مثل بسيط وهو نزول نعى لأحد الاشخاص ودخل الجميع يترحمون عليه ويدعون له بالجنة وان يغفر الله له ومنهم من يقو ل كان رجل صالح ادخله الله فسيح جناته
واتضح ان هذا الرجل ملحد ولكن من كتب النعى لم يقرأ له ولم يعرفه جيدا سوى انه كاتب مشهور فقط !!!!فانساق وراء من يمجدونه دون ان يعرف حقيقته ,,,,,
فلماذا لانفكر بعقلانية فيما نقوم به وما نراه حولنا ونقف على اساسه ودعائمه ونعرف اصوله وفوائده ونسأل انفسنا ,,,,,,,
لماذا نفعل هذا ؟؟هل حقا يستحق العناء و التمسك به رغم عدم جدواه ؟؟؟؟
ولماذا ننساق الى فكر معين دون غيره ودون ان نقرأ عنه ونعرف ملابساته ولماذا ننساق وراء اشخاص بعينهم دون ان نعرف هويتهم وماتحمله عقولهم ؟؟؟
كأن يكون زعيم أو مفكر او كاتب أو رئيس حزب ......
لماذا ننساق وراء الشائعات ووالكثير و الكثير ,,,,,,
هل فكرنا يوما خرق تلك العادات لما يتوافق مع مصلحتنا دون النظر الى ماذا يقول الناس ؟؟
ارضاء الناس غاية لاتدرك ومن راقب الناس مات هما وغما ... ومن سا رورائهم دون معرفة ويقين تاه فى طريقه وضل مسعاه ,,,,,
فنظرة دقيقة و اعمال للعقل و الفكر لفك البرمجة العقلية التى تربينا عليها
ستغير الكثير والكثير من واقعنا ....
دمتم بنقاء .....
____________________