تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا)

  #1  
قديم 03-01-2013, 10:42 PM
الصورة الرمزية القمر الذهبي  
رقـم العضويــة: 170879
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 24
نقـــاط الخبـرة: 20
Icons31 رواية الوجه الآخر للحقيقة : الفصل الثاني

الفصل الثاني :المواجهة

اتخذالشاب الغريب مقعدا في المقهى ورمق الرجال الثلاثة بنظرة خالية من أي تعبير ثم عاد ليشرب الشاي الذي أمامه في حين أخذ الثلاثة يتهامسون عن هذا الشاب وفيما جاء ،وكان القلق يفيض من عباراتهم فقد كان الوضع كله يبعث على الريبة .... صابر ومايحيط به والآن هذا الشاب الغريب وردة فعل صابر المرتعبة ، والتي نقلت عدوى الرعب إلى قلوب الرجال الثلاثة وبينما هم كذلك إذ قرعت مسامعهم عبارة السلام عليكم فالتفت الجميع في آن واحد لتقع أعينهم على ذلك الشاب الغريب وهو قادم نحوهم ، ....رد الفعل الطبيعي أن يردوا التحية إلا أن ملابسات الموقف برمته ألجمت ألسن الثلاثة مما جعل الشاب يجذب كرسيا ويجلس إلى جوارهم وهو يقول

:أعتذر عن تطفلي أيها السادة لكن دعوني أولا أقدم نفسي أنا أدعى محمود علي أعمل بالأعمال الحرة وقد قدمت القرية من أجل القيام ببعض الاستثمارات فيها وقد توسمت فيكم أنكم من كبراء القرية وآمل أن تساعدوني .



تبادل الرجال الثلاثة النظرات قبل أن يلتقط العمدة مختار زمام المبادرة ويعرف بنفسه وبالرجال الثلاثة بصورة مقتضبة ، ليدير دفة الحديث بعدها إلى الشاب حين سأله

:من أين أنت يا محمود وما هي بالضبط الاستثمارات التي تنوي القيام بها هنا ؟



أطرق الشاب لبرهة بدا فيها وكأنه يشاور نفسه فيما سيقوله ، رفع رأسه بعدها وثبت ناظريه على العمدة وقال



:في الحقيقة أنا ..... رجل أعمال أريد أن أفتتح بعض المشاريع التي ستطور القرية .



يبدوأن هذا الكلام المقتضب قد جذب انتباه العمدة أكثر وأكثر مما جعله يقول في اهتمام بالغ



:لم تخبرني بعد يا محمود أي نوع من المشاريع تريد أن تقوم بها في قرية صغيرة مثل قريتنا هذه.



علت وجه محمود ابتسامة محيرة هل كانت ابتسامة ود أم سخرية ؟ في حين كان ناظراه يشعان ببريق عجيب وكأنه يتطلع إلى ما وراء هذا المكان ليقول بعدها بلهجة جافة باردةخالية من المشاعر



:الكثير... الكثير ... لكن لنؤجل الحديث عن التفاصيل إلى وقت آخر ، ...
وأردف ذلك بأن نهض ليصافح الرجال قائلا


:تشرفت بمعرفتكم .... أكيد سيكون لنا لقاء آخر في القريب ... القريب العاجل ...



ثم استدار ليغادر المكان في خطى واسعة تاركاخلفه عاصفة من التساؤلات تضرب نفوس الرجال الثلاثة كان أثرها باديا على الوجوه مماحدا بالعمدة أن يهز راسه وكأنه ينفض عنه ذلك الأثر ليهب واقفا بعدها وهو يوجه حديثه للرجلين حوله :



:إذن أيها السادة .... دعونا نلتقي عند صابر بعد صلاة المغرب الليلة



وافقه الرجلان بإيمائة من رأسيهما ودون أن ينبسا ببنت شفة وافترق الجميع على هذا الموعد.





**************





مع نسمات أول الليل الهادئة كان العمدة ورفيقاه يقفون أمام منزل حاج أحمد الذي يقطنه صابر والذي كان شديد الظلام لا تنبعث منه إلا بضع أضواء خافتة مصدرها فوانيس عتيقة رفض صابر أن يستبدلها بالمصابيح الكهربائية على الرغم من توفر الكهرباء في المنزل، ... طرق العمدة الباب وهو يقول :



:افتح يا صابر أنا العمدة مختار ومعي حاج حمد والفكي سعد ...... لنا حديث مهم معك



فتح صابر الباب وعيناه تنطقان بالشك والريبة إلا أنه ابتسم مرحبا وهو يدعو الرجال الثلاثة إلى الداخل حيث جلسوا في الغرفة التي يستخدمها صابر كغرفة للضيوف يلفهم الظلام إلا من ضوء فانوس صغير في حين غاب صابر ليعد أكوابا من الشاي إكراما لضيوفه،


دام غياب صابر دقائق معدودة عاد ليظهر بعدهاحاملا أكواب الشاي التي وزعها على الرجال ثم اتخذ له مجلسا معهم ، وأخذ يرمقهم وهم يرشفون الشاي دون أن يسألهم فيما أتوا ، في حين لم ينطق الرجال بأي كلمة وكأنهم ينتظرونه أن يبادر بالكلام ولوهلة بدا أن ذاك الوضع السلبي سيدوم إلى ما لا نهاية إلى أن بادر العمدة إلى كسر حاجز الصمت وهو يقول بصوت بدا فيه التوتر والعصبية واضحين



:اسمع يا صابر إني وبصفتي عمدة هذه القرية أريد أن أستوضح منك حقيقة ما يحدث هنا وما الذي تقوم بفعله بالضبط ؟ وما الذي يفعله شبابنا عندك ؟



رفع صابر عينيه بحدة وكأنه قد تفاجأ بهذا الهجوم الحاد المباشر من العمدة دون أي تمهيد أو توطئة ، وأخذ يتأمل الظلال المفزعة المتكونة من إضاءة الفانوس الخافتة التي تخفي أكثر مما تكشف وكأنها أعدت لتخفي سرا ما في ثنايا تلك الغرفة ، وبدا أنه يتجاهل حديث العمدة مما دفع هذا الأخير إلى أن يصيح في غضب بعد أن فشل في امتلاك زمام أعصابه



:ما بك يا صابر ؟ أتتجاهلني ؟ أنا العمدة وهؤلاء هم وجوه القرية ..... أجب عن سؤالي.



صدرت عن صابر بعض الهمهمات الغاضبة قبل أن يفتح فمه ويقول



:حسنا يا عمدة .... ما أفعله في هذا البيت شأن خاص يخصني وحدي وليس من حق أحد أيا كان أن يعرفه أو حتى يسأل عنه .



اتقدت عينا العمدة غضبا وصارتا جمرتين حمراوين وخيل للرجلين برفقته أن ثمة لهب ينبعث منهما طغى بريقه على بريق الفانوس الخافت وخرج صوته من بين شفتيه كهدير الرعد وهويقول



: اسمع يا صابر .... أنا العمدة وأنت غريب عن هذه القرية فإما أن تعلمني بما يحدث هنا أو ترحل عن هذه القرية .



ابتسم صابر ابتسامة عصبية ونهض يواجه العمدة وهو يقول بحدة



:افعل ما بدا لك أيها العمدة فلن أخبرك ولن أغادر القرية .



زفرالعمدة بحدة وغضب وقال

:هكذا إذن ! حسنا يا صابر أنت الذي بدأ ، وقد أعذر من أنذر

واندفع مغادرا المكان تاركا الرجلين الذين صحباه في حيرة بالغة من أمرهما وقد أسقط في أيديهما ما يفعلان؟ لكنهما ما لبثا أن حزما أمرهما وغادرا .....





**************





مرت أسابيع على هذا اللقاء العاصف زاد انعزال صابر فيها وأصبح أكثر تحاشيا للقاء الناس ولم يحدث أي لقاء أو صدام بينه وبين العمدة ، في حين بدأ الشاب محمود استثماراته في القرية ولقد كانت ضخمة جدا بمقاييس المدن ناهيك عن قرية صغيرة ...



كان يريد أن ينشئ مركزا للتسوق ومصنعا لتصنيع التمور التي تفيض بها القرية ومزارع نموذجية تعتمد أنظمة الحراثة والري الحديثة ولأجل ذلك كان عليه أن يشتري الأراضي ... الكثيير من الأراضي ، وأهل القرية متمسكون بأراضيهم لا يتنازلون عنها مهما كان ولذلك فعل محمود كل شيء ليحصل على الأرض .....
وانطلقت الشائعات .....
شائعات عن تهديدات للمزارعين خاصة بعد أن ظهر رجال ضخام يحملون أسلحة مرخصة وهم يرافقون محمود تحت صفة الحراس الخاصين... وتزايدت الشائعات بعد اختفاء بعض سكان القرية ....


فمن قائل أنهم باعوا أراضيهم ورحلوا إلى المدينة ، ومن قائل أنهم أجبروا على إخلاءأراضيهم والرحيل دون أن يحصلوا على عوض ، وفي بعض الأحيان وصلت الشائعات إلى القول بأنها جرائم ارتكبت ضد هؤلاء الناس ...


كل هذا الضغط وهذا الحشد الهائل من الشائعات أثقل كاهل العمدة وجعله يصرف النظر مجبرا عن أمر صابر ولكنه في نفس الوقت لم يستطع أن يفعل شيئا إذ لا يملك بين يديه شيئا غير شائعات لا دليل عليها ولا سلطة له ليفعل ، إذ أن محمودا هذا كما يبدو ذو نفوذ كبير أو ورائه شخص ذو نفوذ كبير يفوق نفوذه نفوذ العمدة بمراحل ، بيد أن هذا لم يكن الأمر الوحيد الذي صرف العمدة عن أمر صابر ، فقد جائه الفكي سعد صبيحة الليلة التي كانوا فيها عند صابر ولامه على تصرفه وتهديده لصابر مما جعل العمدة يندهش من ذلك ، إلا أن الفكي أصر على موقفه بحجة أن الله أمر بالستر وليس من حق أحد أن يكشف الستر عن المسلمين أو أن يتتبع عوراتهم ....

لم يجادل العمدة الفكي كثيرا في هذه النقطة بل اكتفى بإبداء موافقته على وجهة نظرالفكي وإن كانت الموافقة بامتعاض مصحوبا بالدهشة والتي كتمها في نفسه ولم يظهرها.... كيف لفكي القرية وإمام مسجدها أن يكون الأكثر تهاونا في مثل هذه الأمور المريبة في حين كان يجب أن يكون الأكثر تشددا إزائها وإجبار صابر على اجلاء حقيقتها ؟ ! ....



إلا أنه في النهاية سلم برأي الفكي وانصرف عن صابر جزئيا حتى جاءت قصة محمود وما يفعله لتصرفه كليا عن صابر ولكنه في النهاية بقي عاجزا عن فعل أي شيء إزاء الأول أوالثاني ... وعلى هذا النحو من عجز العمدة وغموض صابر والشائعات التي تطارد محمود مضت الأيام إلا أن الملاحظ في هذه الأسابيع القليلة الماضية أن صابرا لم يلتق قط بمحمود بعد لقائهما الأول العاصف الذي لم يدم سوى ثوان قليلة لكنها كانت كافية لإشاعة الشك والاضطراب في نفوس من شهدوه ، فقد كان واضحا أن صابرا يتجنب لقاء محمود والاحتكاك معه وفي غمرة هذه الأحداث من شكوك وشائعات وتحاشيات حدث ذلك الحدث الجلل .....



فبينما كانت سعاد شقيقة العمدة متوجهة نحو سوق القرية مارة بالمزارع لفت نظرها ظل غريب بين الحشائش مما أثار في نفسها الهلع والخوف إلا أن الفضول الذي تملكها لمعرفة خبرذلك الظل كان أقوى فاقتربت منه في حذر لتعرف حقيقته ، لكنها ما إن وصلت هناك حتى اندفع رعب الدنيا كلها في عروقها وامتقع وجهها في ذهول بلا حد وتجمدت في مكانها لبرهة يسيرة بدت كالدهر قبل أن تطلق العنان لنفسها وتطلق ساقيها للريح وتندفع باتجاه القرية وهي تصرخ :
النجدة... الحقوني .... النجدة .... صابر .... صابر .... صابر مقتول .... مقتول ...



فهناك بين الحشائش كانت ترقد جثة صابر مضرجة بدمائها في حين تعالت صيحات سعاد وهي تستغيث ممزقة سلام القرية وهدوئها والتي لم تعد تنعم بهما بعد تلك الحادثة لم تعد كذلك على الإطلاق .... وإلى الأبد .... لقد تغير وجه القرية ....
تغير فعلا .

التعديل الأخير تم بواسطة القمر الذهبي ; 01-30-2014 الساعة 07:59 PM سبب آخر: التنسيق
رد مع اقتباس
قديم 03-04-2013, 08:28 AM   #2
عاشق فلتة
 
الصورة الرمزية imel
رقـم العضويــة: 149251
تاريخ التسجيل: Apr 2012
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 1,736
نقـــاط الخبـرة: 909
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Google Plus : Google Plus
Youtube : Youtube

افتراضي رد: رواية الوجه الآخر للحقيقة : الفصل الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

ما شاء الله تطور جميل في القصة
لقد رأيت تحسن واضح على مستوى التنسيق
أخي الغالي

و القصة أيضا بدا فيها نوعا من التجديد في الأحداث
أتمنى تصير على هذا المنوال
فهو طريق النجاح
و أهم شيء الصبر الصبر الصبر
حتى و لو لم ترى ردودا كثيرا
فعندما تشتد الأحداث
سيصير عندك جمهور يقدر كتاباتك و ينتقدها
و بالأكيد سيمدحها
لك تحياتي و دعمي
و اليوم سأقدم لك نصيحة صغيرة
حاول مراجعة النص عند وضعه بمربع الكتابة
كي تنتبه إلى إلتصاق الجمل الموجودة
عدل عليها الآن كي تبقى واضح
فأنت لا تحمل أخطاء إملائية واضحة
و هذا جمييل و رائع

دمت بألف خير أخي
و أتمنى أن أرى جديدك
imel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع رواية الوجه الآخر للحقيقة : الفصل الثاني:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية : الوجه الآخر للحقيقة القمر الذهبي قسم القصص والروايات 4 02-20-2013 07:30 AM
رواية من أجل المملكة الفصل الثاني كاتب من وحي الخيال قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 8 10-12-2012 02:48 PM
الوجه الآخر للجمال .. رؤية إسلامية بريق الأمل القسم الإسلامي العام 4 02-24-2011 12:38 AM
الوجه الآخر للجمال .. رؤية إسلامية Đαяқ Ąʼnĝễĺ القسم الإسلامي العام 4 08-22-2010 02:39 PM

الساعة الآن 06:21 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity