تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
قديم 10-08-2020, 04:49 PM   #11
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة






يوميات


ـــــ


الخميس | 1 أكتوبر 2020

في بداية الأسابيع، لا أنتظر منها إلا أن تنتهي بسلام. تنتهي الأسابيع بسلام، وتحل نهاية الأسبوع ولا أشعر أن عبئًا قد انزاح عن كاهلي. بل مع مرور الأسابيع أشعر أكثر بثقلها.
أضع مخططات لنهاية الأسبوع: سأكتب رسائل لأصدقائي كي أرسلها عبر البريد. هذه الخطة الصغيرة التافهة وحدها تحمّسني لنهاية الأسبوع! أو أحيانًا خلال أيام الأسبوع، أشجّعُ نفسي: سأكتب في دفتر اليوميات إذا ما انتهيت من مهامي! واليوم كان تشجيعي لنفسي هو أن أكتب تدوينةً بعد إنهائي لمهامي، وها أنذا أكتب بلذة ما استشعرتُها وتلك المهام لا تزال على كاهلي.
هناك بالفعل متعةً في صدّ المهام لاحتضان ما تودُّ فعله من أمور صغيرة لا أهمية لها إلا أنها تبقي على ضوء شمعتك الباهت. فتلك الأمور الصغيرة، كتزيين رسالة بريد، الكتابة، قص الملصقات، التصميم، القراءة، لا أتوق إليها إلا عند وجود مهام على حافة المكتب. مضحك. ولو أنني في إجازة فارغة طوال الوقت، لبقيتُ هامدة على السرير.


سلبني النوم، فاستيقظتُ صباح اليوم على رنين هاتفي تسألُني زميلتي هل سأحضر الاجتماع الذي سيبدأ بعد دقيقتين. أجبتُها بصوتٍ رجَوْتُ أن لا يكشف أنني استيقظتُ لتوّي من النوم: "لا أظنني سأتمكن، أذلك ممكن؟" بدا أنَّ جوابها "لا"، لذلك اضطررتُ للحضور رغم أني لم أنبس ببنت شفة. حضرتُ الاجتماع من السرير.
سامحتُ نفسي، ما كنتُ لأفعل ذلك عادة.. لأطلتُ التفكير ووبّختُ نفسي على إهمالها وعدم انضباطها. لكن هل سيكون أيًّا من هذا مهمًا بعد سنة؟ لا.
المضحك في الأمر أن الاجتماع الثالث اليوم والذي كان في الخامسة مساءً، حضر أستاذٌ تختلف تواقيت مدننا حيث كان يفتح نوافذ يوميه بينما نحنُ على وشكِ إغلاقها، تأخر عن اللقاء قرابة العشر دقائق وعندما حضر يقول أنه استيقظ للتو من نومه بسخرية.
أدركتُ حينها أنني يجب أن أنظر إلى مواقفي الجادة كنكات أضحك عليها.


أمشي في طريق لا أعرف وجهته. لكن أساسًا، أيعرف أحدنا وجهته في هذه الحياة؟ لا أنتظر شيئًا من النهاية، أمشي محاولةً التركيز على الحاضر واكتشاف نفسي من خلال ما أفعل سواء أحببتُ ما أفعله أم لا. مهامي الثقيلة تدريبٌ جيّدٌ على الصبر. هكذا أرى المهام كي تخف وطأتها. أصبِّرُ نفسي بالصبر. لربما لا أنجح لأني لا أزال أمطّطُها وأأجل عمل اليوم إلى الغد. أقرأ في معنى الصبر: "هو الحلم، والثبات، وتحمل المشاق، وعدم التذمر..." أول خطوة عليَّ تجاوزها هي عدم التذمر. لعلني بحاجة إلى وضع جدول يومي لتعقّب تذمراتي.
هل تُعتبر الكتابة تذمُّرًا؟





الاثنين | 5 أكتوبر 2020

أشعر برغبات حارقة للكتابة لكن أمتنع عن ذلك لأن لديَّ مهامٌ لن تنتهي حتى نُبعث من قبورنا. يا له من عذرٍ سفيه. مهام!
عليَّ التعلم أن لا أأجل رغبات الكتابة.
هناك أفكار تتجول في عقلي كأنه شارع كورنيش بهواءٍ عليل.
البارحة كنتُ أفكر وأقول في نفسي: أظنني أميل نحو العمل الذي يتطلّب مني تشغيل عقلي (التفكير) وجسدي في آن، لذلك أهوى الرسمَ والتصميم. فالرسم يُعمل يدي وقلي وعيني كلهم في آن، والتصميم يحتاجُ عصرًا للأفكار كي نخرج بفكره نطبقها باستخدام أحد برامج/أدوات التصميم. وحتى عندما أعمل في برامج التصميم، لا أزال في ساحة التجارب والاكتشافات. أو أنني أميلُ نحو مهامٍ تتطلب مني اللجوء إلى قدراتي وشغفي. أجدُ ثقلًا في إتمام المهام الحالية التي لا تتطلب سوى جمعَ المعلومات وترتيبها في ملف إكسل. لا تحليل ولا قراءة تمعُّنية تحليلية ولا اكتشاف. مجرّد بحثٍ لجمع المعلومات. بل كلما جئتُ إليها، بادر النعاس عيناي حتى عندما أكون قد أخذتُ كفايتي من النوم!
زميلة التدريب تقول “سوف تتعلمين الكثير من المهمة الحالية” وهي بحث عن آلية النشر وما إلى آخره في الدوريات. أجيبها “بالتأكيد!” وفي داخلي صوتٌ يقول أيُّ علمٍ هذا لن يعودَ عليَّ بالنفع!
لكن، أحاول بعدها النظر للجانب الممتلئ من الكأس، في الحقيقة لعله سيعود عليَّ بالنفع حقًا، لكن لا أعلم فيمَ. ربما اكتشاف مقالات مثيرة للقراءة، أو اكتشاف دوريات تُغذّي اهتمامي بالتصميم، أو طبيعة المهمة الثقيلة ذاتها هي ما ستُعلّمني وتصقل مدى صبري. من يعلم..





الأربعاء | 7 أكتوبر 2020

العمل وبانتظام هذه الفترة أصعب من أي وقتٍ مضى. لا أعلم لو كتبتُ الكلام ذاته عن فترةٍ سابقة. أعلم هذه فترةٌ ستمرُّ كباقي الفترات، مثلما مرَّ العام الماضي كهذه الأشهر. كل ألمٍ وثقلٍ الآن لن يعود له أي أهمية بعد سنة، ورغم ذلك أفشل في إقناع نفسي أن ترى للأمام كي تُحسنَ التصرُّف في اللحظة الراهنة. المهام مكدّسة على جانب الطاولة، أتجاهلها تجاهل طفلٍ لما حوله مع ألعابه. أبدأ العمل على تصميم تايبوغرافيٍّ غرافيكي بتهوُّر، التصميم الغرافيكي لُعبتي. لكن البارحة بعدما طفح الكيل، أغلقتُ برنامج إلستريتور، وضعتُ الرسمات الأولية جانبًا بعيدًا عن ناظري حتى لا تلهيني عن مهامي الأساسية.
بتجاهلي الثقيل، كأني أرمي جهد كل ما مضى وجهد غيري كورقة لم يعُد لها أهمية بعد الآن.





الخميس | 8 أكتوبر 2020

أعود للعمل على ملف الإكسل الذي يتطلبُ جمعًا لمعلوماتٍ عن الدوريات البحثية. عندما أُتمم نصف ساعة، أكافئ نفسي بالعمل على التصميم الذي بدأته هذا الأسبوع. سأنتهي من التصميم قريبًا والمهام لم تنتهِ بعد :-)

هناك مصطلح تعلّمته من آينزلغينغر: Amour Fati. اقترحه نيتشه وعرّفه بـ"حُبّ القَدَر." أي أن تحبّ قدرك في الحياة بكل ما أتى به عليك جميلًا كان أو قبيحًا، درجة لو أُحيينا مُجدّدًا تختار القدر ذاته.
وهذا ما أحاول، أو أدرب نفسي، فعله. أن أحب ضيق وقتي، وثقل مهامي، وضياعي في مشروع تخرجي، وفقدي الاهتمام في بحثي. كل ذلك. أكاد أجزم أن هناك شيئًا خفيًا خلفهم. وبناءً على تجاربي السابقة، لو أني يئِستُ وألقيتُ درع محاولاتي أرضًا، للازمني ندمٌ لن يبارحني ولو قطعتُ الأرضَ مشيًا من شرقها إلى غربها.
قرأتُ منشورًا قبل أيام في إنستغرام يقول "إذا حاولت وفشلت، مبروك. أغلب الناس ما تحاول حتى." أعترفُ أنني في مرات عدة حاولتُ وفشلتُ فشلًا ذريعًا، ولكن في مراتٍ أخرى لم أحاول إطلاقًا، إطلاقًا! فما ندمي إلا من المرات التي لم أُحاول فيها!





التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 10-10-2020 الساعة 08:35 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2021, 04:53 PM   #12
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




"الرّسمُ مهنتي"

ـــــ





أنقطع لفترات طويلة عن مشاهدة الأنمي ثم أعود مجدّدًا، وغالبًا ما تكون عودتي في الصيف، لكن هذه السنة عدتُ للأنمي قبل موعدي الاعتيادي. والحقيقة أن عودتي للأنمي كانت بسبب شعوري القوي أنني بحاجة إلى مشاهد بصرية؛ أن أُمتّع عيني بمشهدٍ بصريٍّ متحرّك؛ أن أسمع أصواتًا تتحدث في القصة، وموسيقى تليق بكل مشهد. كان شعوري القوي يقودني نحو الأنميشن الياباني تحديدًا وقصة دراميّة هادئة، لذلك بدأت بإعادة مشاهدة فيلم "همس القلب" القريب للقلب.

بينما أقلّب صور الآيباد باحثةً عن مسلسل أنمي قصير ودراميّ، رأيتُ أنني التقطتُ أكثر من صورة لصفحة أنمي "كاكوشيغوتو" وكان السبب الرئيسي لنيّتي في مشاهدته هو الملصق الذي يعطي انطباعًا عن مسلسلٍ هادئٍ ودراميّ. اتّخذتُ هذه إشارات مثالية لمشاهدة الأنمي. لم أقرأ عن قصته شيئًا قبل مشاهدته، بل تركت الملصق يحكي لي.
تدور قصة المسلسل حول أبٍّ وحيد يُخفي حقيقة عمله كمانغاكا عن ابنته ذات العشر السنوات، ومن هنا تتوضّح ازدواجية حياة كاكوشي غوتو كأبٍ في حياته الخاصة وكمانغاكا في حياته المهنيّة. ما أعجبني في الأنمي هو فكرته المتمحورة حول الفن وصناعته وما يصاحبهم من فتورٍ فنيٍ ونقصٍ في الإلهام، وماذا يعني أن يكون المرء رسّامًا يكسب لقمة عيشه من الرسم والفن وإظهار كواليس وطبقات حيوات مؤلفي المانغا التي لا تختلف كثيرًا عن أي شخصٍ عادي، فيثقل عاتقهم إمتاع الجمهور وإرضاء المحررين/الناشرين، والتساليم النهائية أسبوعيةً كانت أم شهرية. كون المرء موهوبًا لا يعني أن طريقه سهلٌ يسير. والمضحك في كل هذا هو الهروب المؤقت من الواقع أيام تساليم فصل المانغا وهو حقيقةً ما وجدت الكثير من نفسي فيه. متعةُ العمل تكمن في الدقيقة الأخيرة!


(المشهد كاملًا هنا :-) )

حتى المشاعر التي يمرُّ بها الفنان لا تختلف كثيرًا عن مشاعر إنسانٍ عاديٍّ. فنرى من خلال المسلسل قلة الثقة الذاتية والتشكيك الفنّي اللذان يمرُّ بهما كاكوشي غوتو واقتناعه التام أن مانغته الفكاهية لا تُضحك الجمهور وأن الجميع في حفل التوقيع يجاملونه لا غير. ودُهِشت أن فنانين كأمثال مؤلفي المانغا يمرون بمثل هذه المشاعر. لأنني غالبًا أرى المحترفين كمحترفين، لا كأناس، لذلك أنذهل عندما يتكشّف لي الجانب الآخر منهم ومن حيواتهم، وأدرك حينها أنهم لا يختلفون عنّي وعن أيِّ إنسانٍ عادي..



أمرٌ آخر مُتعلّقٌ بالرسم، هو أنه مهما كان الرسامين محترفين إلا أنهم في كثير من الأحيان يحتاجون لمصادر للرسم منها، وهو -شخصيًا- أمرٌ طالما خفتُ منه اعتقادًا منّي أن على الرسّام الحقيقي رسم كل شيء من مخيلته (رغم أن رسماتي كلها من الواقع). من المرضي معرفة أنه حتى الفنانين المحترفين يمرون بمثل ما أمرُّ به، مما يشعرني أنني لستُ وحدي في معضلتي.

حقيقةً، بغض النظر عن بعض الشخصيات التي لم أرَ لها داعٍ، أحببتُ الأنمي والأفكار التي تناولها (ليس فقط فكرة الفن والرسم رغم أنهما الأمرين الوحيدَين الذَين ذكرته في الفقرات السابقة)، وأحببتُ أنني وجدتُ نفسي فيه. تعجبني الأعمال التي أرى فيها انعكاسًا لذاتي سواءً في الأنمي أم في الأدب أم في الأفلام. وربما هذا محاولة للوصول إلى ذاتي..

بعدما انتهيتُ من مشاهدة الأنمي، تبادر في ذهني تساؤُلٌ: لماذا لا أتّخِذُ الرسم مهنة؟ طالما هربت من هذه الفكرة واكتفيتُ به كهواية عزيزة، لأنني أخشى إذ اتّخذته مهنة سينتهي بي المطاف بالنفور منه وهذا آخر ما أتمنّاه. لكن ألن يكون من الأجدر أن أضعه في عين الاعتبار كمهنة؟ سيكون هذا تدريبًا جيّدًا لي أنا أيضًا لأنني فقط بذلك سأرسم أكثر وسأصقل مهارتي بدل التكاسل. خطوةٌ كهذه ستحتاج الكثير من الشجاعة..
مشكلتي في الرسم أنني لا أرسم، وإذا رسمت لا تأخذ مني الرسمة أكثر من عشر دقائق لأن صبري صبر طفلٍ مدلّل. وضعتُ قبل شهرين جدولًا للرسم يوميًا ولم تدُم أكثر من عشر أيام حتى بدأت أتوانى.
عندما أفكر في الأمر، أنا لا أعرف لماذا أرسم، ولا ماذا أريد من الرسم وأين أريد الوصول به، كل ما أعرفه أنني أريد التطوير من رسمي...










нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-2021, 10:13 AM   #13
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة





تـأمُّـلات


ـــــ





الأيام منذ بداية 2021 مرت سريعة كعدائي الأولومبيات، كل شهرٍ في هذه السنة يتنافس في سرعة مروره درجة يبدو لي غير واقعي أننا الآن في منتصف "السنة الجديدة."

حتى الآن، كانت 2021 ملأى بالأحداث؛ ليست أحداثًا شيّقةً بالضرورة.
في البداية، شهر يناير بعد تخرُّجي، لم أستطع المكوث في المنزل بلا عملٍ يشغلُني. فحالما وصلتني رسالة معهد الفنون تعلن عن دورة فصل الشتاء بادرتُ بالتسجيل. على الرغم أن جميع مقاعد مساقات الرّسم حُجِزت، إلا أنني وبدون مراجعة في قراري سجّلتُ في مساق النّحت. لماذا النّحت؟ لا جواب حتى الآن. لكنه كان فنًّا جديدًا عليَّ ولم أجرّبه مسبقًا. وطالما تراءى لي كلغةٍ غريبة أيام ارتيادي معهد الفنون قبل سنوات، ولم يخطر ببالي قط حينها أنني يومًا سأُقدِمُ على تعلُّمه. تلقّيتُ في مساق النحت أكثر شيءٍ كنت أودُّ دراسته في الفن الأكاديمي: جسم الإنسان. على أنه لم يكُن بالتفصيل ولا أزال أجهل الكثير عن التشريح الفنّي إلا أنه موضوعٌ مفضّل!

بعد شهرٍ من ارتياد معهد الفنون، حُوِّلت الدورات إلى دوراتٍ عن بُعد بسبب تفاقم عدد الحالات. فكان الأستاذ يشرح على برنامج زووم وأنا أتّبع تعليماته في غرفة نومي. واتضح أنَّ غرفتي ليست مكانًا ملائمًا لجميع الفنون، ففن النحت تحتاج بيئة خاصة لأدواته.

وأثناء ارتيادي لمعهد الفنون، تواصلتُ مع أستاذ التصميم في الجامعة أسأله إن كانت هناك فرصة للعودة للعمل معه كمُساعِدة تدريس. لكن تبيّن وجود مشكلة في إدارة الجامعة لا تقبل بالخريجين كمساعدين. لذلك أدّيتُ مهامي كمُتطوّعة. لم يكن أمامي خيارٌ آخر وكنت أتوق للعودة للعمل مع الأستاذ! وأنا ممتنةٌ لهذه الفرصة.
انتهى الفصل الدراسي في أبريل، وكنا نرتاد الجامعة في الأسبوعين الأخيرين لطباعة مشاريع الفتيات. كانت الازدواجية في هذه الأيام ممتعة بحق. الأستاذ يتابع الفتيات على زووم، وأنا أتابع من حضر فيزيائيًّا وفي الوقت ذاته مُوكّلة بمهام الطباعة. بعض الأيام كانت مزدحمة ومتوترة وهنا تكمن المتعة.

بعد عيد الفطر مباشرةً، بدأ معرض الخريجات. وهو معرضٌ سنوي يُقامُ لمشاريع تخرج طالبات كلية الفنون والتصميم في جامعتنا. وبما أنني لم أعرض مشروع تخرجي في المعرض الفائت، عرضتهُ ضمن معرض هذه السنة، وقد كانت تجربة غنيّة في نهاية الرحلة الجامعية. اعتدتُ الذهاب يوميًا طيلة الأسبوعين إلى حيّ التصميم حيثُ مشاريعنا معروضة. وهناك التقيتُ بأصدقاء مرت فترة طويلة منذ آخر لقاءٍ بيننا، تعرفتُ على فتيات كنتُ أراهن فقط في أزقة الكلية ولم تسنح لنا الفرصة بالحديث، والتقيتُ بأناسٍ جُدُد، وسُعدتُ بكل من أبدى اهتمامًا بمشروعي دُهشتُ بمستوى الأعمال الفنية المعروضة من قِبل الزميلات حتى مع كوني طالبة في كليتي. فخورةٌ من أعماقي أنني جزءٌ من هذه الكلية
كانت مشاعري وأفكاري متقلبة أيام المعرض، إلا أنه انتهى بمسرّة وذكريات مبهجة
في الحقيقة، في اليوم الأخير من المعرض، سُرِق كتابي الذي كان جزءًا من مشروعي. تركته مكانه كما العادة لكني بعدما عُدتُ من المصلى تفاجأت باختفائه. رحت أذرف القاعة جيئة وذهابًا، وكان أكثر ما أخشاه هو أن يُنسب البحث الذي كُتب في الكتاب إلى غيري، وعندما أعربتُ عن قلقي لإحدى الأستاذات طمأنتني قائلةً "لا تدعي لهذا الحدث أن يُذهب متعة الأيام التي قضيتها هنا، وانظري للأمر من منظور آخر: لعل من أخذ الكتاب أُعجب بالبحث واعتقد أنه لا بأس بأخذ الكتاب. عقلنا يضخّم الأحداث وسريعًا ما يذهب لأسوأ الاحتمالات." وهناك تقلص ذعري وقلقي.

حسبتُ أنَّ أيام ما بعد المعرض ستُثقل بالفراغ، لكن حدث العكس تمامًا. شعرتُ أنني أخيرًا منذ تخرجي قبل ستة أشهر، أحظى بوقتٍ هادئ ولا مسؤوليات تركض خلفي سوى المهام التي أضعُها لنفسي كالتصميم غيره.
بعد تخرجي مررتُ بفترة طويلة من التردد وغياب الدافع والمعنى. فلم أعرف ماذا أريد من حياتي ولا من نفسي ولا أتخيّلُ نفسي في أيّ مكانٍ في هذا العالم. كنتُ أقول لنفسي أنها مجرّد فترة، وأن إجابات جميع الأسئلة ستتضح مع مرور الوقت. وقد شغلتُ نفسي بعدة أشياء وأنا أنتظر وصول الإجابة، لذلك لا أعتقد أن فترة الخمسة الأشهر الماضية ضائعة.
اليوم، بخطىً وئيدة، أتخذُ قرارًا جديدًا طالما تجنّبتُ التفكير فيه بجدية طيلة الخمسة الأشهر الماضية. لا أعلم أين سينتهي بي المطاف لكنى مطمئنة لكل ما يكتبه الله تعالى.




جئتُ هنا أشكو من أخطائي التي لا أكتشفها إلا بعد فوات الأوان لكني أجدُ نفسي كتبتُ تدوينةً عن مجرى أحداث 2021..



التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 06-08-2021 الساعة 04:22 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-15-2022, 02:14 PM   #14
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة





تـدوينة عن مدونة


ـــــ


يا له من صباح كسول كان من المفترض أن يكون مفعمًا بالنشاط.
شمّرتُ أكمام بيجامتي الزرقاء مستعدةً لكتابة التقرير الذي يجب أن أثبت نفسي وأهليّتي ودوافعي فيه إلا أنَّ موجةً من التوقعات الثقيلة داهمتي فرحتُ أتهرَّب منه بين الدقيقة والأخرى.
رغم أن الكلمات لعبتي، لكن لماذا إثبات نفسك ودوافعك في تقريرٍ سببي إلى جهةٍ ما أمرٌ شاق لدرجة لا أستطيع التركيز عليه لأكثر من عشرين دقيقة؟!
المشكلة في كتابة التقارير التي يجب أن تثبت فيها ذاتك ودوافعك أنها يجب أن تكون مرتبة منمقة، ذات أفكار واضحة، وفقراتها متصلة ببعضها اتصالًا وثيقًا من أول جملة إلى آخرها. وأنا ذهني وأفكاري، بل حتى كتاباتي، أبعد ما يكونوا عن التناسق والترابط والوضوح. فأفكاري بحد ذاتها مبهمة لنفسي، ومتشابكة تشابك العقد الرابطة، لنفسي فكيف أوضحها وأفككها لغيري؟!


على كل حال… وبسبب ذلك التقرير، وبسبب التوقعات الثقيلة، وبسبب برودة الشتاء التي تدفع المرء للكسل، تدثّرتُ تحت البطانية أسترق الوقت لقراءة تدوينات أشخاصٍ لا أعرفهم، وهذا أروع من في الأمر.
وقعتُ قبل يومين على مدونة عجيبة غريبة، وهي عجيبة لدرجة قررتُ وقتها قراءة تدوينة واحدة يوميًّا قبل النوم كي لا أقضي على الكنز المُكتَشَف دفعةً واحدة. لكني وجدتُ نفسي في هذا الصباح الكسول أقطف شيئًا من ثمار التدوينة وأتناولها بتلذذ وأنا مستلقية بخمول على السرير.
كاتب التدوينات الذي يكتب بضمير الأنا أشبه بشخصية روائية، فأحداث تدويناته تبدو واقعية غرائبية. فأيُّ مورّد غلايين أرجنتيني لن يقابل المحاضر صاحب الغليون إلا في أحد فروع مطعم كودو؟ وأيُّ زميل عملٍ هذا سيسأل زميله في استراحة الغداء على مائدة الطعام “هتلر أم ستالين؟”؟
يبدو أن زميل العمل يسأل هذا السؤال لا لشيء إلا كي يستفيض صديقنا المدوّن بالحديث عما يجول في ذهنه. مما يذكرني بأسلوب بعض الروائيين في استخدام أحد شخصيات الرواية لسرد ما يجري من الأحداث. وهنا تحضرني تحديدًا رواية جين إير حين أصرَّ روتشستر على جين لحضور حفلةٍ أرستقراطية ستجلس فيها جين طوال الوقت في الزاوية تراقب الناس وتروي عنهم. وهكذا المدوّن وبعض الشخصيات المُختلقة في المدونة السالف ذكرها.

القراءة لسعودويفسكي -كاتب المدونة- تذكرني بالقراءة للكاتب التركي عزيز نيسين، وقدرته على تحويل الألم والغيظ ومواقف الحياة اليومية العبثية إلى مواقف هزلية وكوميدية.





كلمة أخيرة: حلمتُ أن منتخب المغرب فاز على منتخب المُستعمِر الفرنسي البربري ثلاثة أهداف مقابل هدف، لذلك سأعتبر أن المغرب هي الفائزة في مباراة ليلة البارحة!




التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 12-25-2022 الساعة 10:42 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-19-2023, 03:40 PM   #15
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




ـــــ


كنتُ أفكر ظهيرة البارحة وأنا مستلقية على سريري بمدى عبثية الحياة وكل ما فيها. وشعورٌ بالسأم يتسلل إليَّ عندما أتذكر بأن روتين الأيام الاعتيادي سيعود مجددًا بعد شهر رمضان، والحقيقة أنني لم أفتقد ذلك الروتين. من السهل عليَّ التأقلم مع روتين شهر رمضان الليلي لكن من الصعب عليَّ بعدها التأقلم مع الروتين الاعتيادي مجددًا. ليس من ناحية صعوبة تنظيم الوقت، إنما من ناحية المشاعر. فشهر رمضان بانقضائه، يخلِّف فيَّ هوة فارغة..
على كل حال فكنتُ أقول أنني كنت أفكر بعبثية الحياة وأشعر بالسأم منها عمومًا حتى عندما تذكرت دروس الخط التي أستأنس بها لم يحرك ذكراها شيءٌ بداخلي. لكني فجر اليوم فُغر فاهي دهشةً عندما رأيتُ الجريدة على الطاولة مفتوحة على صفحة خُصَّ جزءٌ منها للخط العربي وكانت المقالة بعنوان “الحرف يخاطب الوجدان” تتمحور حول الخطاط التركي حامد الآمدي وحامد الآمدي خطاطٌ لم أعرف منه سوى صورته مع مجموعة من كبار الخطاطين في نهاية كراسة الخط التي أتدربُ منها. فسبحان الله كأن هذا كان إشارة من ربي ونداءٌ للعودة إلى هذا الفن الذي لم أمارسه منذ أكثر من شهر!
عدتُ إلى كراستي أتصفح تدريباتي في الشهور السابقة وشعرتُ بأسىً بالغ لانقطاعي عن الخط فترة غير يسيرة..



هناك حمامةٌ بيضاء تجلس أمام نافذة غرفتي، وهي ضيفٌ مألوف يزورني ما بين يوم وآخر. لسببٍ ما تبعث رؤيتها فيَّ الأمل وتشعرني بالخير..




طارت الحمامة، إلى اللقاء (:


нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع نهرٌ في غابة:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا غابت الشمس لعب دورها القمر .... العضيم القسم الأدبي 6 09-19-2011 02:40 AM
انت في غابة /ختبار من سبيستون/ رائع بريق الأمل القسم العام 3 12-22-2010 07:43 PM
حول سطح مكتبك الى غابة مثلجة و رائعة العاشق 2005 أرشيف قسم البرامج 0 02-15-2010 02:00 AM
غابت شمسى soma elgabry قسم الأدب العربي و العالمي 3 12-11-2009 01:54 AM
خربشات من وحي قلم عابث .!! دمعه قهر القسم العام 3 08-20-2008 12:38 AM

الساعة الآن 11:52 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity