تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا)

  #1  
قديم 03-15-2013, 07:11 PM
الصورة الرمزية القمر الذهبي  
رقـم العضويــة: 170879
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 24
نقـــاط الخبـرة: 20
Icons61 رواية الوجه الآخر للحقيقة الفصل الثالث : من هذا الرجل

الفصل الثالث : من هذا الرجل ؟
كانت الفوضى بأجلى معانيها تنطق في موقع الحدث حيث تجمع أهل القرية رجالا ونساء في المكان وهم يحدقون في جثة صابر بعيون يملأها الاستغراب والخوف فيما كانت الهمهمات الحائرة تسري فيما بينهم وكل منهم يؤول تأويلا للحدث ويخترع له تفسيرا .....



لقد كان ذلك المكان مصنعا للشائعات والقصص الخيالية التي لا أصل لها إلا أنها مع ذلك سرت بين الناس سريان النار في الهشيم وفي غضون ذلك كان المساعد هاشم رجل الشرطة المسئول عن نقطة الشرطة الصغيرة بالقرية - والتي تضم خمسة جنود ليس إلا – يرافقه نائبه الرقيب أول حامد يجوسان في المكان في حيرة شديدة ، فعلى الرغم من سنوات خدمته التي تجاوزت الثلاثين إلا أن هذه أول جريمة قتل يقف المساعد عليها مما جعله محتارا في أمره لا يدري من أين يبدأ ولا إلى أين ينتهي ولا كيف يدير التحقيق ، كل هذه الحيرة كانت تنطق بأفصح بيان على وجه المساعد وهو يزوي ما بين حاجبيه ويجول ببصره ما بين الجثة والمزرعة التي ألقيت فيها والطريق الترابي الذي يبعد نصف كيلومتر عن المكان ولا أثر واضح لأقدام غريبة يمكن تقصيه ولا أثر لسلاح الجريمة والذي كان سلاحا ناريا من عيار غير معروف

: ما رأيك يا حامد ؟

خرجت هذه العبارة من بين شفتي المساعد هاشم مصحوبة بزفرة حرى حاملة معها كل توتره وتبرمه وضيقه ،لم يكن حامد يقل حيرة عن قائده إلا أنه قال :

: ليس في يدنا شيء لنفعله لذا أرى أن نحرز مسرح الجريمة ونحفظه كما هو ونرسل إلى المركز نعلمه بما حصل .

بدا وكأن كلمات حامد قد أزاحت عن قائده جبالا من الهموم فزفر بارتياح وهو يقول :وهو كذلك ... وهو كذلك يا حامد حرز الموقع وأعلم المركز بما حدث .



*****




غادر المساعد ونائبه الموقع تاركا ثلاثة من جنوده الخمسة لحراسة الموقع فيما اتصل هو بالمركز لإعلامه بالجريمة ، كان المركز يقع في المدينة والتي لا تبعد إلا خمسين كيلومترا عن القرية ولكن لأنه لا يوجد إلا طريق ترابي وعر يربط القرية بالمدينة فقد استغرق الفريق الذي أرسله المركز ساعتين للوصول ولم يضيعوا كثيرا من الوقت فقد اتجهوا مباشرة إلى نقطة القرية ليصحبهم المساعد إلى موقع الجريمة ، كان الفريق مكونا من خمسة أفراد يقودهم العقيد عبد العظيم الحاج ومعه النقيب أحمد عبد الجليل بالإضافة إلى رجلين من الفحص الجنائي والرقيب عوض المتحري الخبير والمحنك .



*****




توزع الرجال الخمسة في الموقع وأخذت عيونهم الخبيرة تتفحصه بحثا عن أي دلائل قد تفيد في فك طلاسم هذه الجريمة وفي ركن بعيد منزو من الموقع كان المساعد هاشم ونائبه يقفان يتابعان بصمت وترقب دون أن ينبسا ببنت شفة قبل أن تطرق مسامعهما كلمات هادئة رصينة كان مصدرها العقيد عبد العظيم وهو يقول :

: حسنا يا رجال أريد معرفة البيانات الشخصية للضحية وما هي خلفيته ؟

تنحنح المساعد في شيء من الحرج وبدا كمن يبحث عن إجابة لسؤال غير متوقع وقال بصوت حمل ما يعتمل في نفس صاحبه من حيرة :

: الضحية يدعى صابر وهو يسكن في بيت الحاج أحمد المنزوي خارج القرية وهو غريب عن القرية ليس من أهلها .....

وبتر المساعد حديثه فجأة وتلفت حوله في حيرة كأنه يبحث عن مزيد من المعلومات ليقولها لكنه لم يجد فاكتفى بالسكوت المبهم في حين رفع العقيد عينيه إلى المساعد في دهشة بالغة وقال :

: أهذه هي كل المعلومات المتوفرة لديك يا حضرة المساعد ؟

اكتفى المساعد بهز رأسه علامة الإيجاب على سؤال العقيد الذي التفت إلى رجاله وهو يقول :

: حسنا يا رجال فلتنهوا عملكم هنا حتى ننقل الجثة إلى المشرحة لنتعرف وقت الوفاة وسلاح الجريمة وعياره .

ثم عاد محدثا المساعد وهو يقول :

: من فضلك يا حضرة المساعد جد لنا مكان في القرية نستخدمه مقرا للتحقيق والسكن كذلك ، فكما يبدو أن مكوثنا هنا سيطول .

لم يتردد المساعد وكأنه كان يتوقع هذا السؤال وأجاب :

: يمكنك أن تستعمل مجلس العمدة يا سعادة العقيد فهو مهيأ لاستقبال الضيوف .

: حسنا يا حضرة المساعد قدنا إلى هناك وابعث من يجمع لنا أعيان القرية فلنا حديث مهم معهم .

أجاب المساعد بإيمائة من رأسه ، وسار متقدما العقيد ومرافقيه ليدلهم على مجلس العمدة والذي ينزل فيه ضيوف القرية وهو مفتوح على مدار الساعة لاستقبالهم في أثناء ذلك كانت عينا العقيد الخبيرتين تدوران في الأنحاء وتسجلان تفاصيل المكان ولا تعكسان عاصفة المشاعر التي تضطرم داخله ..... فقد كان يحدث نفسه بأنهم في المركز تعمدوا أن يبعدوه في هذا التوقيت إلى هذه القرية النائية ، إنه رجل صريح ومستقيم ودائما ما يصطدم بالنافذين في المركز وفي العاصمة ، وكان لذلك الصدام نتيجته ، فقد وصل كل زملاء دفعته إلى رتبة العميد في حين حرم هو من الترقية لدورتين متتاليتين بل والمهزلة أن أحد زملائه والذي حاز على الترتيب الأخير في دفعته عند تخرجه من كلية الشرطة بلغ رتبة اللواء ... الأكثر غباء والأقل كفاءة ... لكنه الأقوى صلات مع النافذين وفي سبيل تلك الصلات كان الأشد فسادا ومكافأة لذلك نال ترقية غير مستحقة رفعته فوق كل زملاء دفعته ... زفر العقيد زفرة حرى حملت معها ضيقه من استغراقه في هذه الأفكار .....

: لقد وصلنا يا سيادة العقيد ..

أخرجت هذه العبارة التي أطلقها المساعد العقيد من أفكاره وجعلت عيناه تقعان على بوابة كبيرة تتوسط سورا من الطوب الأحمر يخالف ما يجاوره من بيوت طينية، دفع المساعد الباب وهو يقول :

: تفضل يا سيادة العقيد .... ربع ساعة وسيصل أعيان القرية .



*****




وكما قال المساعد لم تمضي إلا مدة يسيرة ووصل العمدة وبرفقته الفكي والحاج حمد والأستاذ دفع الله مدير مدرسة البنين الوحيدة بالقرية إلى المجلس حيث جلس الجميع يتوسطهم العقيد الذي عقد حاجبيه وهو يتأمل في وجوه الرجال بتمعن شديد وكأنه يحاول أن يستخلص من وجوههم ما لن تقوله ألسنتهم قبل أن يثبت بصره على العمدة وهو يقول :

: إذا يا حضرة العمدة ما الذي تعرفه عن هذا الرجل ؟

بدا الضيق على وجه العمدة إلا أن صوته لم يعكس ذلك الضيق عندما أجاب :

: إنه رجل غريب ... قدم القرية قبل ستة أشهر تقريبا ولا أعرف ما هي طبيعة علاقته بحاج أحمد فقد جعله يسكن في بيته ... صحيح أن صابر قال أنه يحرس البيت إلا أنه كان يتصرف وكأن البيت بيته ....

قاطعه العقيد سائلا :

: وأين هو حاج أحمد هل أستطيع مقابلته ؟

: إنه ليس في القرية .... هو مغترب يعمل خارج البلاد .

: آه هكذا إذا ... حسنا يا حضرة العمدة ما الذي عنيته بأنه كان يتصرف وكأن البيت بيته ؟

قلب العمدة شفتيه وكأن شيئا ما يشعره بعدم الراحة لكنه أجاب على سؤال العقيد بقوله:

: لا أدري بالضبط ما أقول لك لكنها أشياء غريبة ... لقد استأجر عمالا ليقوموا بأعمال بناء من نوع ما في البيت ولكننا لم نعرف ما هي بالضبط .... إضافة إلى أنه غير موقع مداخل البيت ومخارجه وغير ديكوره ولقد .... لا أدري ما أقول ... لقد كان عدد من شباب القرية يذهبون إليه في ذاك البيت وفي أوقات تثير الريبة ....

بدا الاهتمام على وجه العقيد وهو يقاطع العمدة سائلا :

: ألم تعرفوا طبيعة ما كانوا يفعلونه هناك ؟

أجاب العمدة بصوت متهدج :

: كلا للأسف الشديد

: حسنا يا حضرة العمدة ألا تعرف شيئا عن من هو هذا الرجل أو من أين أتى ؟

: كلا للأسف الشديد يا حضرة العقيد .

أدار العقيد ناظريه في وجوه بقية الرجال وكأنه يبحث عن المزيد منهم ولعل الحاج حمد قد لاحظ هذا فقال :

: إنا لا نعرف أي شيء عدا ما قاله العمدة لقد كان رجلا غريبا كتوما قليل الاختلاط بالناس .

عقد العقيد ساعديه أمام صدره وبدا مستغرقا في تفكير عميق قبل أن يقول :

: حسنا أيها السادة أتمنى أن تتذكروا أي شيء عن القتيل ... أي تفصيل مهما بدا صغيرا وتافها فهو يفيد التحقيق ... أي شيء

ويبدو أن جملته هذه قد نبهت الأستاذ دفع الله إلى شيء قد نسيه فقال :

: تذكرت يا سيادة العقيد ... لم يكن الشباب وحدهم من يتردد على صابر بل كان هناك فتيان مراهقون يفعلون ذلك ... لم ألحظ ذلك إلا مؤخرا وقد كان أمرا ملفتا فعلا .

: شكرا أيها السادة على وقتكم ، هذا كل شيء الآن إن جد جديد سنعلمكم به وسنستدعيكم إن احتجنا إليكم .

أنهى العقيد الاجتماع بعبارته الآنفة فوقف الجميع منصرفين وقال العمدة متحدثا باسم الجميع :

: وهو كذلك أيها العقيد نحن رهن إشارتك متى ما احتجت إلينا .

ألقى العمدة عبارته هذه وانصرف برفقة الرجال بعد أن تبادلوا عبارات المجاملة المعتادة مع العقيد الذي عاد إلى مجلسه مستغرقا في التفكير ولم يلبث إلا يسيرا حتى عاد النقيب أحمد برفقة الرقيب عوض من جولة في أنحاء القرية لالتقاط بعض المعلومات التي ربما تفيد القضية وانضما إلى العقيد الذي بادرهما بالسؤال :

: هل من جديد فيما يخص هوية الرجل ؟

تولى النقيب الإجابة حين قال :

: كلا يا سيادة العقيد لا أحد في من قابلناه يعرف من هو ولا من أين جاء ...

هم النقيب بالاسترسال لولا أن قاطعه العقيد قائلا :

: حتى أعيان القرية لا يعرفون .....

وسكت لبرهة التمعت فيها عيناه قبل أن يواصل :

: لكنهم جميعا يخفون شيئا أو أشياء ما ولا بد لي أن أعرفها .

: كيف عرفت يا سيدي أنهم يخفون شيئا ما ؟

: أنا رجل شرطة خبير استجوبت الناس لقرابة ثلاثين عاما ، يسهل علي معرفة إذا ما كانوا يخفون شيئا ... توترهم وقلقهم ونظراتهم الزائغة تقول ذلك .

سرت رعشة في جسد النقيب حتى أنه كاد يقفز من مكانه وكأنه تذكر شيئا بالغ الأهمية ما كان له أن ينساه وقال :

: هناك أمر مريب يا سيدي فقد سمعت عن لقاء عاصف بين الضحية وشاب مستثمر يدعى محمود غادر الضحية على إثره مكان اللقاء وفرائصه ترتعد خوفا ...

قاطعه العقيد بإشارة منه وقال :

: إنه كذلك دعنا نستطلع أمر هذا المستثمر الشاب سترافقاني إليه ....

وأعقب جملته هذه بأن نهض فتبعه الرجلان وهما يستمعان إليه وهو يكمل حديثه :

: سنمر بعدها على نقطة الشرطة ليصحبونا إلى بيت صابر لنفتشه ، حدسي ينبئوني أن هناك شيئا ما سنجده هناك .....



*****




مضى الرجال في طريقهم يحثون الخطى ولم يشعر النقيب أو الرقيب بعاصفة التساؤلات الهوجاء التي كانت تضطرم في نفس العقيد وهو يقول لنفسه :

: قصة غريبة رجل يقيم بين ظهراني الناس دون أن يعرفوا عنه أي شيء حتى أعيان القرية لم يفكروا أن يسألوه من عساه يعرف إن لم يعرفوا ؟ ... أمر غريب من يكون هذا الرجل ؟ من أين أتى وما ذا يفعل هنا ؟..... من هو بالضبط هذا الرجل ؟ فعلا من هذا الرجل ..... من يكون ؟ .....


التعديل الأخير تم بواسطة القمر الذهبي ; 03-15-2013 الساعة 08:03 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع رواية الوجه الآخر للحقيقة الفصل الثالث : من هذا الرجل:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الوجه الآخر للحقيقة : الفصل الثاني القمر الذهبي قسم القصص والروايات 1 03-04-2013 08:28 AM
رواية : الوجه الآخر للحقيقة القمر الذهبي قسم القصص والروايات 4 02-20-2013 07:30 AM
الفتاة الرجل الفصل الثالث أسير الحزن قسم الأدب العربي و العالمي 7 09-09-2011 05:39 PM
رواية الفتاة الرجل (الفصل الأول) أسير الحزن قسم القصص والروايات 7 07-05-2011 02:54 AM
الفتاة الرجل الفصل الثالث أسير الحزن قسم الأدب العربي و العالمي 3 01-05-2011 05:02 PM

الساعة الآن 11:19 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity