لماذا كلُّ هذا الحزن ؟

السلام عليكم ورحمة الله

كيف حالكم يا أعضاء وزوار منتدى العاشق ؟ أسعد الله

أوقاتكم بالمسرات والطيبات

وأسأل الله أن يرزقنا العلم والعمل معاً.




الحزن هو أحد صور المشاعر الإنسانية الفطرية، وهو الذي يخطف منا كل ألوان الحياة الجميلة،

وهو العاطفة الإنسانية الوحيدة التي تتساقط عنها كل الأقنعة، وهو الكتاب المغلق الذي لا

نفتحه إلا أمام أصدقائنا المقربين، وهو الذي يشعرنا بضعفنا وقلة حيلتنا وحاجتنا إلى المساعدة.


وفي المقابل فالحزن على التفريط في حق الله يقطعنا عن المعاصي، ولهذا قال مالك بن دينار:

«إذا لم يكن في القلب حزن خرب»، والحزن يجعلنا نستشعر آلام الآخرين عندما يحزنون، ويدفعنا

لمساعدتهم. ورغم مرارة الحزن، إلا أنها تجعلنا نحس بطعم السعادة والغبطة والسرور خاصة

عندما تكون بعد نوبة حزن شديدة.


إلا أن الإسراف في الحزن ليس مطلوباً شرعاً ولا مقصوداً أصلاً، بل هو منهي عنه، فقال تعالى:

{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا} [آل عمران: ١٣٩] {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [الحجر: ٨٨] {َلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ

يَحْزَنُونَ} [البقرة: ٣٨] فالحزن خمود لجذوة الطلب، وهمود لروح الهمة، وبرود في النفس، وهو

حمى تشل جسم الحياة.


فلماذا المبالغة في الحزن إذن؟! وماذا يعمل الحزن غير تكدير الحياة، ومنع الإرادة من التحليق

في رحاب سماء الطموح وإثبات الذات .. هل الحزن يعود بشيء غير أنه يزعجك من الماضي

ويخوفك من المستقبل ويهدم عليك وقتك؟ هل الحزن يفرج عن النفس ويشفي القلب؟ .. كلا بل

يديم كربك ويجعلك تتقوقع داخل دائرة سماءها رمادية وأرضها جدباء وحياتها ذابلة, حرمت عليك

فيها الضحكة, تتنفس فيها الآهات وتتجرع الآلام.


إن الحزن لا يرد مفقودا, ولا يبعث ميتا, ولا يدفع قدرا، ولا يجلب نفعا, فلماذا لا توقف ساعة

أحزانك وتفكر في كل المشاعر والمعاني الجميلة, لماذا لا توقف نزيف آلامك التي تكدر عليك

أيامك, فالذكي ليس هو الذي يستطيع أن يزيد أرباحه إنما الذكي هو الذي يحول خسائره إلى

أرباح.


إن الإنسان يجزع وتستخفه الأحداث حين ينفصل بذاته عن الوجود، ويتعامل مع الأحداث كأنها

شيء عارض يصادم وجوده الصغير، أما حين يستقر في تصوره وشعوره أنه هو والأحداث التي

تمر به وبغيره والأرض كلها ذرات في جسم كبير هو هذا الوجود، فإنه يحس بالراحة والطمأنينة

لمواقع القدر، قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ

أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ

مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: ٢٢ – ٢٣]


وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كنت ردف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالتفت إلى

فقال: «يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في

الشدة، قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه

الله لك لم يقدروا عليه، أو أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلم أن

ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع

الكرب وأن مع العسر يسرا».


وعن الوليد بن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: دخلت على عبادة وهو مريض فقلت

أوصني؟ فقال: «إنك لن تطعم طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره

وشره وهو أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، وإن مت ولست

على ذلك دخلت النار».


فالحمد لله على نعمته ألا نختار رسم الأقدار، فلو اخترنا لاخترنا أخطاء كثيرة، وقتلنا أنفسنا ندما.

عندما يعلم الإنسان يقينا أن الأمور مفروغ منها ومكتوبة لا يمكن أن يتملكه طوفان الحزن العارم،

وكيف يحزن وهو يعلم بأن كل هؤلاء البشر الذين حوله لا يملكون له نفعا ولا ضرا، فلم القلق؟!

ولم الحزن إذن؟! فكلنا معرضون للمحن والمصائب بما فعلت أيدينا، قال تعالى {وَمَا أَصَابَكُم مِّن

مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:٣٠]، وجميعنا مبتلون، إما محبة من الله أو

اختبار منه، أو لتخفيف ذنوبنا قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ

وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: ١٥٥]، فلماذا لا نغير مفهومنا عن المصائب والأحزان.

نؤمن بأنها قد تكون علامة على محبة الله للعبد، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن

الله إذا أحب قوما ابتلاهم» [صحيح الجامع: 1706]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس

بلاء الأنبياء ثم الصالحون» [صحيح الجامع: 995].


فإلى كل حزين وكل مهموم وكل مكتئب وكل متشائم .. إلى كل من يلعن دنياه وأيامه .. إلى كل

من يتمنى الموت اليوم قبل غد .. إلى كل هؤلاء نقول: هل فكرت يوماً في أن تطرق باب من لا

يخيّب طارقا؟ هل لجأت إلى من لا ملجأ منه إلا إليه؟ هل خطر لك أن تتعلق بباب أرحم الراحمين

الذي لا يرد عن بابه المستجيرين به.




قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: ٦٢] فينبغي أن تلازم محراب

الإنابة وتجلس جلسة المستجدي، والسعيد من ذل لله وسأل العافية ليتغلب بها على أحواله،

وإياك أن تستبطئ الإجابة, أو يغيب عنك أنه الملك الحكيم في تدبيره العالم بالمصالح, وأنه يريد

اختبارك ليبلي أسرارك، وأنه يريد أن يسمع تضرعك، وأنه يريد أن يأجرك بصبرك، وأنه يبتليك

بالتأخير لتحارب وسوسة إبليس إلى غير ذلك من الحكم، والله الموفق.

المصدر : صيد الفوائد

البنر

.
.
.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أخبارك أخي ساي؟
إن شاء الله بخير وماتشكِ من بأس

ما شاء الله مجهود رائع في القسم

موضوعك نال على أعجابي واستمتعت في قراءته

بالفعل مثل ماذكرت أن الجميع يسمر بمواقف محزنة

أو نشعر بالحزن في بعض الأحيان

لكن دورنا ألا نفرط في هذا الحزت لإنه لن

يرجع لنا مفقود فقدناه بل سيزيد من معاناتنا إن أفرطنا بالحزن

جزاك الله خير على هذه الإفادة

موفق في أعمالك ومتابع لك بإذن الله

في رعاية الله وحفظه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير أخي على اختيارك لهذا الموضوع ، واوافقك الرأي بأن عاطفة الحزن تزيل الأقنعة التي يضعها الإنسان ، ودائما ماتكون هذه العاطفة صادقة وتظهر ضعف الإنسان وأنه لاشيء بدون مساعدة الآخرين له .

...............


استوقفني هذا المقطع من كلامك :

وعن الوليد بن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: دخلت على عبادة وهو مريض فقلت

أوصني؟ فقال: «إنك لن تطعم طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره

وشره وهو أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، وإن مت ولست

على ذلك دخلت النار ».


((اللهم اجعلني على نهج حبيبي - محمد صل الله عليه وسلم - لا أحيد عنه )).

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كيف حالك اخي القائد ساي اتمنى ان تكون بصحه وسلامه يارب

الموضوع رائع جداا ورقيق الى حد معين بالنسبه لي ولكم يعجبني

الحزن والسكينه ولكن ليس الخوض فيها عميقا واليأس وما الى ذلك

لان هذا سيؤدي الى الاكتئاب والعياذ بالله _موناقصين_ :\!!


قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ

أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ

مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: ٢٢ – ٢٣]


صدق الله العلي العظيم ,,,,,,,, ومااجمل ان يكون الانسان ذاكراا لله في كل الاوقات

في الفرح والحزن والفقر والغنى والابتلاء والفرج

شكراا اخي على الموضوع المميز حقاا

بانتظار جديدك

في حفظ الباري

.
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اخبارك اخي ؟! ان شاء الله بافضل حال !
بوركت ع ما طرحت وانتقيت , كلام جميل كثير منّا بحاجة اليه .
فـ بالفعل الكثير منا غارق في بحور حزنه , ولايعلم اين حياته
تحت اي سماء او فوق اي ارض , فغشاوة الحزن اعمت عينيه .
حتى الابتسامة قد يكون قد نسيها , ومن المفترض الانسان المؤمن
ان يكون لدية يقين ان مابعد الحزن الا الفرج , واذكر نفسي اولا واخواني تاليا
بهذا الامر , فكلنا نغرق و ننسى من وسعه رحمته كُل شيء
ننسى رحمته وعظيم فضله , ننسى انه اذا احب عبده ابتلاه
فمن واجبنا الحمد والشكر والرضا بما قسسم ولكل ما اصاب حكمه
سبحانه لا اله الا هو , فجميل ان الانسان يرضى وينسى حزنه
فمتعة الحياة الرضا , والحزن والكآبة لاتجر ع صاحبها الا الندم في التفريط ..
و لعلم الانسان مافي الخير بما اصابه لحمد الله بكل نفسْ.
الكلام يطول و الحديث لاينتهى عن مثل هذة المواضيع الجميلة .
لكن اختم وابتعدعن الاطاله بشكري لك ع تذكيرنا
بوركتْ بعملك , اثابك الله ..
تحياتي الطيبه لك .
.
.

و عليكم سلام و رحمة الله و بركاته

مـا شــاء الله الموضوع مـــره جميل و مؤثر جداً

لقد استمتعت في قراءة هذه كلمات العابرة

و شكراً لك على هذا الموضوع المفيد لنفس ^_^ و إلى أمام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بُوركت أخي على ماتقدمه من أداء ومواضيع هادفه وجميلة

ودي وأحترامي

السسلـآم ععليكم و رحمه الله و بركآإتةة ~
كيف الحآإل ..؟! عسسسآإك بخير
بـآإرك الله فيك و اسكنك فسيح جناته و جآإك خيرا واسعدك فى الدآإرين
الحزن هو السبب الرئيسى لاهدار الحياة على ما لا ينفع ,,
لكن للاسف كل ما يدور حولنا يشدنا للحزن و لا يوجد مايفرح قلوبنا
سواء على الصعيد الاقليمى او العالمى او النفسى الذى نعيشة
صارت الاحوال غير ,, فندعوا من الله ان يصيبنا بفرحة لا نحزن بعدها ابدا ~> ترى الاقتباس
هههههههههه والله ما اعرف كيف تأتِ تلك الاشياء ببالى
المهم ,, عملك رائع بموضوع بسيط وجميل ومنسق وتصميم فذ
ربى يعطيك العـآإفيةة

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيف الحال ان شاءالله بخير
موضوع اقل مايقال عنع رائع
فعلاََ المبالغه في الحزن يعطل الشخص
عن اداء مهامه الرئيسيه الحزن في قلب كل
انسان ولابد لكل انسان ان يحزن ولاكن بشكل بسيط
لان المبالغه يزيد من الحزن والهم ويشغل بال الانسان
جزاك الله الف خير والله يطيعك الف عافيه

في امان الله