تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا)

  #1  
قديم 03-15-2014, 04:41 PM
الصورة الرمزية القمر الذهبي  
رقـم العضويــة: 170879
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 24
نقـــاط الخبـرة: 20
Icons61 رواية الوجه الآخر للحقيقة .... الفصل الخامس : ....اغتيال

الفصل الخامس : ..... اغتيال
كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء عندما جلس العقيد عبد العظيم إلى رجاله في ديوان العمدة الذي اتخذوه مقراً لهم وهو يقول :

:حسناً يا رجال لنستعرض ما لدينا حتى الآن

رفع النقيب أحمد بضع ورقات كانت أمامه وقال :

: حسناً يا سيدي ... إلى الآن لم يصل تقرير المعمل الجنائي فيما يخص زمن الوفاة أو عيار الرصاصة القاتلة أو حتى نوعية النباتات الغريبة الموجودة في فناء البيت الذي كان يقيم فيه صابر ، إضافة إلى أننا إلى الآن لم نتوصل إلى حقيقة هوية صابر و ما هي خلفيته و ...هناك بعض النقاط الغريبة ، أولها علاقة محمود بصابر ، وثانيها ما الذي كان يفعله شباب القرية عند صابر في بيته المنعزل .

عقد العقيد حاجبيه وزم شفتيه قبل أن يقول :

: والآن لنضع خطة لتحركاتنا القادمة ..... أولا أريد معرفة كيف تمكن محمود من شراء كل هذه الأراضي .... ثانيا أريد معرفة ما هي حقيقة زيارات شباب القرية الليلية لصابر ...وأخيراً يا أحمد استعجل لي نتائج المعمل الجنائي ...

أومأ النقيب برأسه وقال :

: وهو كذلك يا سيدي .

نهض العقيد وهو يقول :

: حسناً يا رجال لنستعد ليوم الغد


*******


في صباح اليوم التالي كان العقيد ورجاله يجوبون أنحاء القرية لتحقيق أهداف تحقيقهم التي وضعوها ....

كان النقيب أحمد يجول وسط شباب القرية ليحصل منهم على معلومات عن ليالي منزل صابر وقد استطاع أن يستخلص عدداً من الأسماء دائمة التردد على منزل صابر ولفت انتباهه أن من بينهم ابن العمدة وابن التاجر الكبير في القرية الحاج حمد ، فما كان منه إلا أن بدأ استجوابه بهما حيث استدعاهما إلى مقر التحقيق سويةً ...

كان الشابان متوتران وهما يجلسان أمام النقيب فيما كان هذا الأخير يتفرس في وجهيهما وكأنه يحاول استنطاق ملامحهما وسبر أغوار نفسيهما إلا أنه سرعان ما مزق ستار الصمت عندما قال موجهاً سؤاله للشابين :

: هل تعرفان من هو صابر وما هي خلفيته ؟

تبادل الشابان النظرات وكأن كلاً منهما يدعو رفيقه للإجابة قبل أن يبادر ماجد ابن العمدة- وكان شاباً في أوائل العشرينيات من عمره نحيف الجسم وسيم القسمات- ويقول:

: لا نعرف عنه شيئاً سوى أن حاج أحمد هو من أتى به إلى هذه القرية

تراجع النقيب في مقعده وهو يقول :

: إن كان الأمر كذلك فلم كنتما تترددان على بيته يومياً ألا تجدانه شيئاً غريباً ...رجل تزورانه يومياً في أوقات غريبة ورغم ذلك لا تعرفان عنه شيئاً..

: لا علاقة لنا به ولم نكن نتردد إليه على الإطلاق

خرجت تلك العبارة بصوت خائف مرتجف من بين شفتي مصعب ابن الحاج حمد فيما جحظت عيناه الضيقتان وبدا كمن أصابته صاعقة بعد سماعه سؤال النقيب الذي أخذ يمعن النظر في وجه مصعب وقال موجهاً الحديث إليه بصوت قوي صارم بث الذعر في أوصال الشاب :

: كف عن المراوغة يا فتى لدي شهادات لأكثر من عشرين شخصاً تؤكد ترددكما اليومي على ذلك الرجل وفي أوقات مريبة .

تبادل الشابان النظرات المتوترة الخائفة وعلى الرغم من أن السؤال كان موجهاً إلى مصعب إلا أن الذي أجاب كان ماجد حين قال :

: وما ذا إن ذهبنا ؟ إنه أمر طبيعي .

ابتسم النقيب ابتسامة غامضة أثارت الخوف في نفسي الشابين وقال:

: طبيعي ...؟ أي طبيعي .... إن فارق السن بينكما وبين القتيل يجعلكم لا تتشاركون الاهتمامات نفسها فما الذي جمعكما به ؟

ازدرد مصعب لعابه في صعوبة بالغة وقال :

: لقد كان صابر يملك مكتبةً لا يتوافر مثلها في القرية وكان لدينا اهتمامات أدبية وثقافية وكان هو يشجع تلك الاهتمامات لذا كنا نجتمع لديه .

في هذه اللحظة دخل العقيد عبد العظيم إلى حجرة التحقيق حاملاً معه الكتابين الذين أخذهما من مكتبة صابر ورمق الشابين بنظرة فاحصة في حين وقف النقيب وهو يؤدي التحية العسكرية فأشار إليه العقيد بالجلوس وتوجه إلى الشابين قائلاً:

: إذن لقد كان الأدب والثقافة ما جمعكما بصابر ؟

أومأ الشابان برأسيهما إيجاباً دون أن ينبسا ببنت شفة .

زادت نظرة العقيد غموضاً فيما عقد ساعديه أمام صدره وهو يخطو نحوهما بينما كان يقول :

: وأي نوع من الثقافة كان ما تتداولونه عند صابر ؟ هل فيه شيء عن صنع العقاقير وتعاطيها أو عن الأسلحة ؟

ظهر الرعب جليا على وجهي الشابين عند سماعهما أسئلة العقيد الآنفة واحتبست الكلمات في حلقيهما لبرهة قبل أن تخرج مفككة مترددة من بين شفتي ماجد عندما قال :

: وما علاقة الثقافة بما قلت ؟ ... كل ما كان يجري مطالعة لما لدى صابر من كتب ومناقشة مضامينها فيما بيننا .

رفع العقيد الكتابين أمام ناظري الشابين وقال :

: وهل كان ضمن تلك الكتب التي ناقشتموها هذين الكتابين ؟

شحب وجها الشابين وانعقد لساناهما فيما أخذا يتصببان عرقاً وحارا جواباً على سؤال العقيد الذي اكتفى بردة الفعل هذه وأشار إلى الشابين وهو يقول :

: هذا يكفي هذه المرة يمكنكما الانصراف .

وكمن كان ضائعاً في الصحراء ثم وجد الطريق جاء وقع عبارة العقيد على الشابين فاندفعا مغادرين فيما تتبعهما العقيد ببصره قبل أن يجلس إلى الطاولة مع النقيب ويقول :

: إن هذا المدعو صابر كان يخطط ويقوم بأعمال بالغة الخطورة ... إضافة إلى حالة الشابين الغريبة فهناك هذين الكتابين ...

وأعقب ذلك بان وضع الكتابين على الطاولة أمام ناظري النقيب وتابع كلامه :

: ... كتاب عن العقاقير المخدرة وكيفية تصنيعها وآخر عن الوقود النووي والأسلحة الذرية.

ارتفع حاجبا النقيب وهو يقول :

: وما الذي يمكن أن يكون خطراً فيهما ؟

أشار العقيد إلى الكتاب الثاني وقال :

: هذا الكتاب ... إنه يحوي معادلات معقدة وحقائق علمية مرعبة وتفاصيل دقيقة لكيفية صناعة القنابل النووية ... لقد أجريت بحثاً عن عنوانه في كل عناوين الكتب الموجودة في المكتبات في البلد والبلاد المجاورة ولم أجده .... أخشى أنه كتاب فعلي لصناعة قنابل حقيقية ...

ارتسم كل ذهول الدنيا على وجه النقيب وهو يقول :

: أي كلام هذا ؟! ..... كيف يمكن لشخص بسيط كصابر أن يفعل شيئاً كهذا ؟ إنه أمر يفوق إمكانات الدول .

غمغم العقيد في بطء :

: وهذا ما يثير شكوكي وخوفي ما دفعني أن أبعث في طلب خبير متخصص من العاصمة لتكون له الكلمة الفصل في هذا الأمر .

: ومتى سيصل هذا الخبير ؟

شرد العقيد ببصره بعيداً قبل أن يجيب :

: سيصل بعد يومين و... لا بد لنا من أن نكتشف ما يخفيه صابر هناك أمر ضخم خلفه لا بد من معرفته وأول الخيط علاقة صابر بحاج أحمد لا بد لنا من التحري عن ذلك .

أجابه النقيب :

: حسناً يا سيادة العقيد سأفعل ذلك .

تنهد العقيد تنهيدة حرى أخرج معها مشاعره المتضاربة وقال :

: بقي لنا انتظار تحريات وتحقيقات الرقيب عوض حول ذاك الشاب محمود ...متى أخبرك أنه سيعود ؟

رد النقيب :

: بعد العصر يا سيادة العقيد .

: حسناً لننتظر ونرى .


*******


مضت الساعات التالية التي أعقبت جلسة التحقيق تلك ببطء شديد استغرق خلالها العقيد في التفكير في ماذا ومن عسى يكون وراء صابر ولم يخرجه من تفكيره ذاك إلا صوت الرقيب عوض وهو يقول :

: أنا حاضر يا سيادة العقيد .

التفت العقيد إليه بنظرات متسائلة وقال :

ماذا لديك يا حضرة الرقيب ؟

شد الرقيب قامته وقال :

كما توقت يا سيادة العقيد ذاك الشاب محمود مثير للريبة .

قال العقيد في اهتمام بالغ :

: وكيف ذلك ؟

استرسل الرقيب في إجابته وقال :

: في بادئ الأمر استجاب نفر قليل من سكان القرية لإغراءاته في حين رفض الأكثرية إلا أنه سرعان ما أخذ أولئك الرافضون يتناقصون واحداً إثر آخر .....لقد كان كل واحد فيهم يبيع أرضه إثر حادث غريب ....فأحدهم باع أرضه بعد أن هلكت كل مواشيه وآخر بعد أن احترق محصوله وآخر بعد أن احترقت ممتلكاته والأغرب أن البعض باع بعد أن اختفى بعض أقاربه والذين ما ظهروا إلا بعد ذاك البيع ولربما اختفى المالك نفسه ليعاود الظهور بعد أن يكون قد باع أرضه ...

ظهر القلق بأجلى صوره على وجه العقيد وهو يقول :

: رتب لي لقاءً مع نفر من هؤلاء الذين اختفوا هم أو أقاربهم .

: كما تأمر يا سيادة العقيد .

قاطعهم طرق على الباب فذهب الرقيب ليستوضح من الطارق وما لبث أن عاد بعد بضع لحظات وهو يحمل ملفاً مختوماً بشمع أحمر مده إلى العقيد وهو يقول :

: نتائج معمل الفحص الجنائي يا سيدي .

تناول العقيد الملف وفضه وأخذ يطالع أوراقه بتأن وتدقيق بالغين في حين أخذ رجلاه يرقباه ببصريهما قبل أن يقول النقيب متسائلاً :

: ما هي نتائج الفحص الجنائي يا سيدي ؟

وضع العقيد الملف أمامه وأخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول :

: ساعة الوفاة ما بين الثالثة والرابعة فجراً من صباح اليوم الذي عثر فيه على الجثة وقد قتل الضحية بطلقة مسدس من عيار اثني عشر مليمتراً غربي الصنع ... وهذه نقطة غريبة فالأسلحة المنتشرة في البلاد هي أسلحة شرقية الصنع ولا تكاد تجد سلاحاً غربياً حتى في السوق السوداء فمن أين أتى ذاك السلاح والجزئية الأخيرة والمثيرة من تقرير معمل الفحص الجنائي نوعية النبتة الغريبة إنها نبتة الكوكا المادة الأولية لصناعة الكوكايين ...

اتسعت عينا النقيب في دهشة وهو يقول :

: كوكايين ؟ ما الذي كان يفعله ذاك المدعو صابر ؟ ....

رد العقيد في حزم وثقة وهو يشير إلى كتاب العقاقير :

: كان يصنع المخدرات وهذا الكتاب هو الدليل ، إنه يزرع النباتات المخدرة ويمتلك مرجعاً يشرح بالتفصيل كيفية تحوليها إلى مخدرات صناعية ...لكننا لم نجد المصنع عندما فتشنا البيت ولا أي شيء يشير إليه في أي ناحية من أنحاء القرية .... أعتقد أن علينا إعادة تفتيش ذاك البيت بأسلوب آخر ووفق وجهة نظر تنبع من آخر التطورات .

أومأ الرجلين موافقين إياه وقال النقيب متسائلاً :

: ومتى سنقوم بذلك ؟

أجابه العقيد بصوت عميق :

: غداً صباحاً .... والآن يمكنكما الانصراف وقوما بالترتيب لتحقيقاتنا التي سنجريها في الغد.

أدى الرجلان التحية العسكرية وغادرا الغرفة تاركين قائدهما غارقاً في أفكاره.


*******


كان الوقت بعد صلاة المغرب وقد لف الظلام القرية فلا ضوء إلا بضع مصابيح متناثرة هنا وهناك عندما أخذت خطىً وئيدة تتعالى في ركن بعيد من القرية جهة بيت صابر ...كان العقيد عبد العظيم الذي لم يكف دماغه عن التفكير للحظة ووجد قدماه تقودانه إلى بيت صابر ...كان يبحث عن شيء ما ..... شيء غريب وغامض له ارتباط بذلك البيت حدثته نفسه أنه سيجده هناك وفي ذلك التوقيت ..... كان الظلام حالكاً يستحيل معه على البشر أن يروا أي شيء وفجأة التقطت أذنا العقيد صوت خطوات أقدام تقترب منه ... خطوات يمشي صاحبها في ثقة وكأنه يرى في الظلام ....لقد وصل هو إلى هنا بمساعدة مصباحه اليدوي ولكنه لا يبصر أي ضوء آخر يحدد لهذا القادم الجديد اتجاهه .... أخذت الخطوات تقترب منه رويداً رويداً فأضاء العقيد مصباحه اليدوي وأخذ يلتفت حوله في عصبية وهو يصرخ :

: من هناك .... من أنت؟ أظهر نفسك ....

وقبل أن يكمل عبارته تلك أحس بجسم يثب نحوه ونصل حاد يخترق جسده في قوةً وينسل منه مفجراً معه نافورةً من دماء العقيد الذي سقط في ذاك المكان البعيد المنعزل دون أن يبدر منه أي حراك ودون أن يعرف أحد ....أي أحد أنه ذهب إلى ذلك المكان .

*******

التعديل الأخير تم بواسطة القمر الذهبي ; 03-15-2014 الساعة 11:04 PM سبب آخر: التنسيق
رد مع اقتباس
قديم 03-20-2014, 11:57 PM   #2
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية the source
رقـم العضويــة: 48843
تاريخ التسجيل: May 2010
المشـــاركـات: 9,858
نقـــاط الخبـرة: 1586

افتراضي رد: رواية الوجه الآخر للحقيقة .... الفصل الخامس : ....اغتيال


أهلا وسهلا بك أخي
رجعت إلينا بفصل جديد ورعه في الأداء


تتصاعد الأحداث
وتنجلي بعض الحقائق عن المدعو صابر
وقد كان حقاً يقوم بصنع او دعنا نقول انتاج المخدارات...!!!
وهل كان ينوي البدء في صنع القنابل....!!
ما علاقة بعض اهل القرية بصابر...!!
واخيراً وللأسف تم قتل العقيد...!
مع أني حسيت بانه شخصية ذو تفكير واستنتاج حاد


حسناً سوف ننظر من سوف يكون بمثل تفكييره..!!

احداث مشوقة اخي وجميلة ورائعة

بارك الله فيك
وجزيت خيراً


واصل إبداعك
وبانتظار الجزء القادم ان شاء الله

همسه: ترتيب وتنسيق رائع،بيس يحتاج لك طقم / تصميم لزيادة الجمال في الموضوع...!

يثبت

تستحق التقييم

تحياتي:
اخوك:
the source
the source غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع رواية الوجه الآخر للحقيقة .... الفصل الخامس : ....اغتيال:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الوجه الآخر للحقيقة .... الفصل الرابع : ويستمر الغموض القمر الذهبي قسم القصص والروايات 2 02-11-2014 10:58 PM
رواية الوجه الآخر للحقيقة الفصل الثالث : من هذا الرجل القمر الذهبي قسم القصص والروايات 0 03-15-2013 07:11 PM
رواية الوجه الآخر للحقيقة : الفصل الثاني القمر الذهبي قسم القصص والروايات 1 03-04-2013 08:28 AM
رواية : الوجه الآخر للحقيقة القمر الذهبي قسم القصص والروايات 4 02-20-2013 07:30 AM
الوجه الآخر للجمال .. رؤية إسلامية بريق الأمل القسم الإسلامي العام 4 02-24-2011 12:38 AM

الساعة الآن 04:46 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity