تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
حول العالم من هنا وهناك يهتم القسم بأخر أخبار العالم بمختلف المجالات .
( يمنع وضع المواضيع التي تدخل في السياسة أو الخلافات الطائفية )

قديم 05-02-2013, 02:11 PM   #61
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي ليليث

ليليث

أصل التسمية:
برزت شخصية (ليليث) للمرة الأولى حوالي عام 3000 ق.م كشيطانة أو روح مرتبطة بالرياح والعواصف فعرفت باسم (ليليتو) لدى (السومريين) باللغة الأكادية في حين أن لفظ (ليليث) قد ظهر للوجود حوالي عام 700 ق.م في المعارف اليهودية باللغة العبرية..حيث ظهرت في طبعة الكتاب المقدس(العهد القديم) الخاص بالملك (جيمس) باعتبارها شيطان الليل واتخذت شكل بومة نائحة..وقد أشار لها النص باعتبارها روح أو ريح حاملة للأمراض..

وكلتا الكلمتين تردان إلى الأصل (ليل) (Lyl ) وتعني الليل وتترجمان حرفيا بمعنى (كيان ليلي أنثوي)
للفظ (ليليث) جذر لغوي في الفصيلة السامية والهندو-أوروبية ..
فالاسم السومري (ليل) نجده ممثلا في اسم إله والرياح والعواصف (أنليل) وكذلك زوجته سيدة الهواء (نينليل) وهي ربة الرياح الجنوبية الحارة التي تعطي الحرارة للنساء أثناء الولادة ما يؤدى لقتلهن مع أطفالهن (المقصود هنا هو حمى النفاس)
ومن المعروف أن آلهة الشر في الحضارة السومرية ثلاثة :
(ليلو)- (ليليتو)- (أردات)

نشأة الأسطورة:


ليليتو السومرية

(ليليث) : شيطانة عواصف بلاد الرافدين..ترافق الريح..وتحمل معها المرض والموت...
ظهر اسم (ليليث) في قرص طيني سومري من مدينة (أور) يعود إلى سنة 2000 ق.م
وتحكي الأسطورة أن إله السماء أمر بإنبات شجرة صفصاف على ضفاف نهر (دجلة) في مدينة (أورك)

وبعد أن ترعرعت الشجرة اتخذ تنين من جذورها بيتا له بينما اتخذ طائر مخيف من أغصانها عشا له في حين كانت (ليليث) تعيش في جذع الشجرة..وعندما سمع (جلجامش) ملك (أورك) بهذه الشجرة حمل سيفه ودرعه وقتل التنين واقتلع الشجرة من جذورها بينما هربت (ليليث) مع الطائر إلى البرية..

لذلك تعد شجرة الصفصاف بالنسبة ل(ليليث) كالتابوت بالنسبة لمصاصي الدماء في المعتقدات الشعبية

وفي المعتقدات السومرية القديمة تسمى (ليليث) ب(يد أيناندا) وهي الآلهة الأم التي كانت ترسل (ليليث) إلى الطرقات لإغواء الرجال وإحضارهم إلى المعبد حيث تقام حفلات الإخصاب المقدسة

(ليليث) في الكتاب المقدس:

لوحة من عصر النهضة تصور ليليث - على شكل ثعبان - مع آدم وحواء


ذكر في الإصحاح 1 من سفر التكوين في قصة بداية الخلق ما يلي :
(المرأة الأولى المخلوقة التي لا اسم لها(من باب التحقير ويقصد (ليليث)) يزودها (يهوه)* بأجنحة تمكنها من الهروب من جنة عدن لتفارق (آدم) إلا أنها لم تتوقع أن يقتفي أثرها ثلاثة من الملائكة هم (سينوئي) و(سنسنوئي) و (سامينجيلوف) فيجدونها عند البحر الأحمر ويطلبون منها العودة لكنها تأبى ذلك وترتبط بالشيطان وتلد منه 100 طفل في كل يوم فتتوعدها الملائكة بقتل أولادها فتحقد على (حواء) وذريتها وتقتل أبناء حواء من البشر لأنها غارت منها لأن (حواء) خلقت من طين لتكون بديلا لها مع (آدم))

وصفها :
ورد في الكتاب المقدس وصف (ليليث) في ثلاث نصوص:
1- وصفت بأنها جميلة جدا ومغرية للغاية وكانت تتجسد ليلا أمام الرجال لإغوائهم ومن ثم تقتلهم
2- وصفت بأن لها أجنحة ومخالب وكانت تأتي ليلا لقتل الأطفال ولقبت ب(قاتلة الأطفال)
3- وصفت (ليليث) أيضا على أنها الحية التي أغوت (آدم) و (حواء) للأكل من الشجرة المحرمة

مأواها :
1- ذكر في العهد القديم-كتاب الرسل-إشعيا-الإصحاح 34 :
(في نهاية (أدوم) التي تتحول بفعل غضب (يهوه) إلى كتلة نارية من القار والكبريت وقبل أن تصبح مكانا قفرا لا يستطيع أحد اجتيازه إلا البجع والقنفذ وطائر البوم والغراب وكلها ستتخذ من هذا الخواء مأوى لها كي تجد الهدوء برفقة القطط المتوحشة والضباع والساتير* والأفاعي السامة والنسور تتخذ (ليليتو) منها أيضا مأوى لها)

2- ذكر في كتاب (الزوهر)*- أشعياء 34:14 :
(عندما كان الشخص المقدس المبارك الذي جلب الدمار ل(روما) الشريرة وحولها إلى خراب ليصل للحياة الأبدية فإنه سيقوم بإرسال (ليليث) هناك ويجعلها تستقر في هذا الخراب لأنها خراب العالم وهذا ما يشير إليه العدد وهناك سوف تستقر (ليليث) وتجد لنفسها مكانا للراحة)
ومن هنا يتضح لنا أن (ليليث) تسكن الخرائب والقفار لذلك اتخذت في أساطير الأقدمين شكل (البومة)

معتقدات ارتبطت بأسطورة (ليليث)

درجت الامهات على وضع الحجب والتمائم لأطفالهن لحمايتهم من المخلوقات الشريرة كليليث

ظلت أسطورة (ليليث) شائعة بين الناس حتى نهاية القرن الثامن عشر قبل أن تنحسر تلك الأسطورة وتتوارى في غياهب الكتب العتيقة مع بداية خروج (أوروبا) من عصور الظلام ..
وقد ارتبطت بتلك الأسطورة العديد من المعتقدات أذكر منها على سبيل المثال
كانت الأمهات يصنعن تمائم لأطفالهن وخصوصا حديثي الولادة منهم تحوي أسماء الملائكة الثلاث المذكورين في الأسطورة لاعتقادهن أن (ليليث) تخاف من هذه الأسماء من ثم تهرب دون إيذاء الأطفال

القابلات كن يصنعن نفس (الحجاب) للأمهات المقبلات على الولادة لحمايتهن وأطفالهن من شرور (ليليث)
إذا حدث إجهاض كان الكل يجزم بأن الأم غير طاهرة بل ممسوسة بروح (ليليث) الشريرة فيتحاشاها الناس وتحرم عليها دور العبادة ..


تتسلل خلسة لتؤذي الأطفال

في حين كان يعتقد أن الجنين الساقط طفلا مجنحا لأنه ابن (ليليث) لذلك كان يتم التخلص منه بدفنه في الخرائب ..
حدث في (سيموني) أن امرأة أجهضت وعرض الأمر على القضاء فأقر القضاة أنه بالفعل طفل ولكن له أجنحة

كان الناس يرسمون دائرة حول سرير الأم ورضيعها –خصوصا لو كان ذكر- وفي وسط الدائرة يرسمون النجمة الخماسية ويكتبون فيها أسماء الملائكة الثلاثة المذكورين إضافة إلى (آدم) و (حواء) مع الكثير من التعاويذ في الأركان الأربعة للمخدع

كان الاعتقاد أن الطفل إذا ضحك أثناء النوم فهذا دليل كاف على أن (ليليث) موجودة لذلك يسارع أحدهم بضرب الطفل على شفتيه بإصبع واحد لترحل (ليليث)

صورت (ليليث) على شكل بومة كما أسلفت ولذلك كانت البوم دوما نذير شؤم وخراب في معتقدات الأقدمين

(ليليث) في الأدب :

صور الأدب (ليليث) في صورتها الصحيحة وهي باختصار :
*امرأة متمردة تضيع نفسها في التأكيد على حقها في الحرية واللذة والمساواة مع الرجل
*امرأة شهوانية مدمرة تطمح إلى التفوق والقدرة

وقد تناولت العديد من الأعمال الأدبية (أسطورة ليليث) أذكر منها على سبيل المثال :
مسرحية ألمانية بعنوان (جيتا) عام 1565
رواية (الفردوس المفقود) ل(ملتون) عام 1667
وقد أشار إلى (ليليث) مستخدما اسم (الحية الساحرة)
رواية (نهاية الشيطان) ل(فكتور أوجو) عام 1886
وقد مزج بين (ليليث) و (إيزيس) كابنة الشيطان أو امرأة الظلام الكبرى حيث يقول:
هذه (ليليث) التي نسميها (إيزيس) على ضفة نهر النيل..
إنني (ليليث) (إيزيس) الروح السوداء للعالم)
مسرحية (بيت الحياة) ل(دانتي جابرييل روسيتي) وعرضت ما بين 1870 و 1881 كما أن (دانتي) رسم ل(ليليث) لوحة خالدة طبقت شهرتها الآفاق في زمانها
مسرحية (ليليث) ل(ريميه دوجورمو) عام 1892
رواية (ليليث) ل(جورج ماكدونالد) عام 1895
رواية (الإله يخلق أولا (ليليث)) ل(مارك شادورن) عام 1937
رواية (لوليثا في لوليثا) ل(جاليمار) عام 1959
رواية (البابوية جان) ل(لورانس دورال) عام 1983
مسرحية (مثلث في مصنع الذخيرة) ل(أوديل إيريت) عام 1983وكذلك تحولت تلك المسرحية إلى رواية برؤية جديدة ل(بيير جون جوف) عام 1985
رواية (البابوية) ل(كلود باستير) عام 1983

الجدير بالذكر أن الطبيب النفسي النمساوي د.(فريتز ويتلز) ابتكر عام 1932 عقدة سماها (عقدة (ليليث))..
ولكن الغريب إنها ليس لها علاقة ب(ليليث)!!..
حيث إن المغزى من الأسطورة كالعادة هو إزاحة الرجال من طريق الشهوة المحرمة بتحذيرهم ببيان خطر الموت المحدق بهم
ولكن د.(فريتز) يفاجئنا برؤية مختلفة حيث قال إن المغزى من الأسطورة هو تحذير النساء اللاتي لا تتبعن قانون (آدم) من مصير الهجر والحزن والضياع الأبدي

وأخيرا ..


معتقد ديني ام مجرد اسطورة خيالية

مما لا شك فيه أن أسطورة ليليث تعرضت لقضية الخلق فهي أفكار ومعتقدات تنعكس على حياة الشعوب رغم أنها مجرد وهم يتعارض مع إدراكنا الحسي..
و يبقى السؤال :
هل (ليليث) بالفعل (معتقد ديني) أم مجرد (أسطورة خيالية) أم أنها لعبت دور الوسيط بالنسبة للعقل البشري في الربط بين الأحداث الخارقة المستعصاة على الفهم والمعتقدات الدينية؟؟
Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013, 03:22 PM   #62
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي الفوبيا

الفوبيا

الفوبيا تعني الخوف .. كلمة جاءت من الكلمة اليونانية (fobos) .. ومعناها الهلع المرضي من شيء معين .. كالفأر أو الظلام أو الحشرات .. أحياناً يكون الخوف في حد ذاته ضروري للبقاء .. إذ أنه ينبه الكائن الحي إلى أي أخطار قد يغفل عنها في كثير من الأحيان .. ولكن الفوبيا أو الرهاب خوف غير معقول يخيل للفرد أن خطراً يهدده .. والحقيقه هي أنه لا وجود لهذا الخطر .. وهكذا يصاب بذعر لا مبرر له يحول بينه وبين السلوك بطريقة عقلانية .. يحتاج خلالها الشخص إلى علاج نفسي حتى يتخلص منه ..

المعالجون النفسيون صنفوا هذا المرض إلى ثلاث أنواع:

النوع الأول
وهو الرهاب البسيط وهو الخوف من أجسام أو مواقف معينة مثل الخوف من الحيوانات أو الفراغات المتقاربة أو المرتفعات.

النوع الثاني
هو رهاب الخلاء وهو الخوف من الأماكن العامة المفتوحة مثل الحافلات العامة ومراكز التسوق المكتظة وهي صعب الهروب منها مما يجعل المريض تدريجيا أن يصبح حبيس المنزل.

النوع الثالث
هو الرهاب الاجتماعي و هنا يخاف المريض من أن يظهر دون المستوى الاجتماعي أو الفكري أو أن يشعر بالإحراج في المواقف الاجتماعية.

النوع الأول (خصوصا الخوف من الحيوانات) يبدأ في مرحلة الطفولة ويستمر حتى مرحلة البلوغ، أما رهاب الخلاء فهو عادة يبدأ في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ. أما النوع الثالث فعادة يرتبط بمرحلة المراهقة فقط.

و لو شاهدنا قائمة امراض الرهاب لوجدنا بعض الأمراض الطريفة بالفعل مثل الخوف من المرايا والخوف من الدجاج كما يروي لنا التاريخ قصص العديد من المشاهير المصابين بالرهاب المرضي والذين تأثروا سلبا بهذا المرض فمثلا القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت كان مصابا بفوبيا القطط ... حيث كانهم يخشاهم لدرجة الرهبه

انواع الفوبيا
انواع الفوبيا كثيرة جدا وهي


Ablutophobia الخوف من الإستحمام
Acarophobia الخوف من الحكة أو من الحشرات التي تسبب الحكة
Acerophobia الخوف من الرائحة النتنة
Achluophobia الخوف من الظلام
Acousticophobia الخوف من الضوضاء
Acrophobia الخوف من المرتفعات
Aerophobia الخوف من الخدمة العسكرية
Aeroacrophobia الخوغ من الأماكن الواسعة والمفتوحة
Aeronausiphobia الخوف من دوار البحر أو الجو
Agateophobia الخوف من الأشياء الغير صحية ( غير معقمة ....)
Agliophobia الخوف من الألم
Agoraphobia الخوف من الزحام
Agraphobia الخوف من التحرش الجنسي (كلينتون)
Agrizoophobia الخوف من الحيوانات غير الأليفة
Agyrophobia الخوف من عبور الطرق
Aichmophobia الخوف من الإبر والأشياء المسننة
Ailurophobia الخوف من القطط (نابليون)
Albuminurophobia الخوف من أمراض الكلى
Alektorophobia الخوف من الدجاج
Alliumphobia الخوف من الثوم
Allodoxaphobia الخوف من ابداء الرأي
Amathophobia الخوف من الغبار
Amaxophobia الخوف من ركوب السيارة
Ambulophobia الخوف من المشي
Amnesiphobia الخوف من فقدان الذاكرة
Amychophobia الخوف من الإنخداش
Anablephobia الخوف من النظر إلى أعلى
Ancraophobia الخوف من الرياح
Androphobia الخوف من الرجال (شارون)
Anginophobia الخوف من الإختناق
Anglophobia الخوف من إنجلترا ومن الإنجليزيين
Angrophobia الخوف من الغضب
Anthrophobia الخوف من الزهور
Anthropophobia الخوف من المجتمع
Antlophobia الخوف من الطوفان
Anuptaphobia الخوف من البقاء وحيداً
Apeirophobia الخوف من اللامحدودية أو اللانهائية
Aphenphosmphobia الخوف من الملامسة
Apiphobia الخوف من النحل
Apotemnophobia الخوف من الأشخاص المبتوري الأطراف (من لديهم يد أو رجل مبتورة )
Arachnephobia الخوف من العناكب
Arithmophobia الخوف من الأرقام
Arrhenphobia الخوف من الرجال
Arsonphobia الخوف من النار
Asthenophobia الخوف من الضعف
Astraphobia الخوف من الرعد والأضواء
Astrophobia الخوف من النجوم والأجرام السماوية
Asymmetriphobia الخوف من الأشياء الغير متناسقة
Ataxiophobia الخوف من أمراض العضلات
Ataxophobia الخوف من الإضطراب وعدم الترتيب
Atelophobia الخوف من النقص
Atephobia الخوف من الدمار
Arachibutyrophobia الخوف من أن تعلق الفستقة في أعلى الحلق
Athazagoraphobia الخوف من تجاهل الآخرين و عدم المبالاه
Atomosophobia الخوف من الإنفجارات النووية
Atychiphobia الخوف من الفشل
Aulophobia الخوف من آلة الفلوت ( وهي آلة عزف موسيقية )
Aurophobia الخوف من الذهب
Auroraphobia الخوف من الأضواء الشمالية
Autodysomophobia الخوف من الناس أصحاب الرائحة السيئة
Automatonophobia الخوف من التماثيل والدمى والحيوانات الشمعية وكل الأشياء التي تصور ذوات الأرواح
Automysophobia- الخوف من الإتساخ
Autophobia- الخوف من الإبتعاد عن الجماعة
Aviophobia- الخوف من الطيران
Bacteriophobia- الخوف من البكتيريا.
Ballistophobia- الخوف من الصواريخ والرصاص.
Bolshephobia- الخوف من البلاشفة.
Barophobia- الخوف من الجاذبية.
Basophobia or Basiphobia- الخوف من عدم القدرة على الوقوف او المشي والهبوط.
Bathmophobia- الخوف من السلالم او المنحدرات الحادة.
Bathophobia- الخوف من العمق.
Batophobia- الخوف من المرتفعات.
Batrachophobia- الخوف من البرمائيات مثل الضفادع و السمندل.
Belonephobia- الخوف من الألم او الإبر
Bibliophobia- الخوف من الكتب.
Blennophobia- الخوف ممن سال لعابه.
Bogyphobia- الخوف من الهموم.
Botanophobia- الخوف من النباتات.
Bromidrosiphobia or Bromidrophobia- الخوف من روائح الجسم.
Brontophobia- الخوف من البرق والرعد.
Bufonophobia- الخوف من صغار الضفادع (الشرغوف).
Cacophobia- الخوف من القبح.
Cainophobia or Cainotophobia- الخوف من الحداثة.
Caligynephobia- الخوف من النساء الجميلات.
Cancerophobia or Carcinophobia- الخوف من السرطان.
Cardiophobia- الخوف من القلب.
Carnophobia- الخوف من اللحم.
Catagelophobia- الخوف من التعرض للسخرية.
Catapedaphobia- الخوف من القفز من الأماكن المرتفعة والمنخفضة.
Cathisophobia- الخوف من الجلوس.
Catoptrophobia- الخوف من المرآة.
Cenophobia or Centophobia- الخوف من الأشياء الجديدة أو الأفكار.
Ceraunophobia or Keraunophobia- الخوف من البرق والرعد.(Astraphobia, Astrapophobia)
Chaetophobia- الخوف من الشعر.
Cheimaphobia or Cheimatophobia- الخوف من البرد.(Frigophobia, Psychophobia)
Chemophobia- الخوف من الكيمياء او العمل مع الكيمياء.
Cherophobia- الخوف من الفرح.
Chionophobia- الخوف من الثلج.
Chiraptophobia- الخوف من التعرض للمس.
Chirophobia- الخوف من الأيدي.
Chiroptophobia- الخوف من الخفافيش.
Cholerophobia- الخوف من الغضب او من الكوليرا.
Chorophobia- الخوف من الرقص.
Chrometophobia or Chrematophobia- الخوف من الأموال.
Chromophobia or Chromatophobia- الخوف من الألوان.
Chronophobia- الخوف من الوقت.
Chronomentrophobia- الخوف من الساعات.
Cibophobia- الخوف من الطعام.(Sitophobia, Sitiophobia)
Claustrophobia- الخوف من الأماكن الضيقة.
Cleithrophobia or Cleisiophobia- الخوف من الأماكن المغلقة.
Cleptophobia- الخوف من السرقة.
Climacophobia- الخوف من السلالم , التسلق , نزول الدرج.
Clinophobia- الخوف من الذهاب للسرير.
Cnidophobia- الخوف من اللسع.
Cometophobia- الخوف من المذنبات.
Coimetrophobia- الخوف من المقابر.
Coitophobia- الخوف من الجماع.
Contreltophobia- الخوف من الاعتداء الجنسي.
Coprastasophobia- الخوف من الإمساك.
Coprophobia- الخوف من البراز.
Consecotaleophobia- الخوف من العيدان.
Coulrophobia- الخوف من المهرجين.
Cremnophobia- الخوف من المنحدرات.
Cryophobia- الخوف من البرد والصقيع.
Crystallophobia- الخوف من الكريستال او الزجاج.
Cyberphobia- الخوف من الحواسيب او العمل على الحواسيب.
Cyclophobia- الخوف من الدراجات.
Cymophobia or Kymophobia- الخوف من الأمواج.
Cynophobia- الخوف من الكلاب والأرانب.
Cypridophobia or Cypriphobia or Cyprianophobia or Cyprinophobia - الخوف من السافلات أو الأمراض التناسلية.
Decidophobia- الخوف من اتخاذ القرارات.
Defecaloesiophobia- الخوف من تحركات الأحشاء المؤلمة.
Deipnophobia- الخوف من العشاء.
Dementophobia- الخوف من الجنون.
Demonophobia or Daemonophobia- الخوف من الشياطين.
Demophobia- الخوف من الحشود. (Agoraphobia)
Dendrophobia- الخوف من الأشجار.
Dentophobia- الخوف من اطباء الأسنان.
Dermatophobia- الخوف من الآفات الجلدية.
Dermatosiophobia or Dermatophobia or Dermatopathophobia- الخوف من مرض جلدي.
Dextrophobia- الخوف من اعضاء الجانب الأيمن من الجسم.
Diabetophobia- الخوف من السكري.
Didaskaleinophobia- الخوف من الذهاب للمدرسة.
Dikephobia- الخوف من العدالة.
Dinophobia- الخوف من الدوخة.
Diplophobia- الخوف من ضعف الرؤية.
Dipsophobia- الخوف من الشرب.
Dishabiliophobia- الخوف من التعرية امام شخص ما.
Disposophobia- الخوف من رمي الأشياء.
Domatophobia- الخوف من البيوت او السكن في البيوت.(Eicophobia, Oikophobia)
Doraphobia- الخوف من الفرو او جلود الحيوانات.
Doxophobia- الخوف من التعبير عن الآراء.
Dromophobia- الخوف من عبور الطريق.
Dutchphobia- الخوف من الهولندية.
Dysmorphophobia- الخوف من التشوه.
Dystychiphobia- الخوف من الحوادث.
Xenoglossophobia- الخوف من لغات أجنبية.
Xenophobia- الخوف من الغرباء أو الأجانب.
Xerophobia- الخوف من الجفاف.
Xylophobia- 1) الخوف من الكائنات الخشبية. 2) الغابات.
Xyrophobia-الخوف من شفرات الحلاقة.
Zelophobia- الخوف من الغيرة.
Zeusophobia- الخوف من الله أو الآلهة.
Zemmiphobia- الخوف من المناجذ.
Zoophobia- الخوف من الحيوانات.

Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013, 03:32 PM   #63
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي فوكس

فوكس

الأخوات ( فوكس ) الشهيرات في أمريكا في أوائل القرن العشرين كن ثلاث شقيقات يتخاطبن مع الأرواح في بيتهن ، وذلك عن طريق إحدى خبطات معينة ، فكانت الأرواح ترد بشفرة مماثلة ... وعن طريق هذه الرسائل المتبادلة عرفن أن هناك قتيلاً دفن في جدران منزلهن ... عمت شهرة الأخوات الثلاث ربوع البلاد ، ومن هنا ظهرت فكرة التخاطب مع الأرواح وتكونت جمعيات في كل مكان من العالم تجرب الشيء ذاته . لكن حب الشهرة يحرك المرء دوماً ... وأحياناً يعترف المجرم بجريمته ليفتخر بعبقريته مفضلاً السجن على الكتمان ... هكذا اعترفت إحداهن – وتدعى مارجريت فوكس – بأن الصوت الرهيب الذي كانت تحدثه الأشباح أحدثته هي بمفاصل قدمها ! ... وقد أحدثت صوت ( الدقات الشبحية ) أمام 2000 متفرج مذهول في مسرح كبير . وقد قالت بعد هذا الاعتراف ، كل موضوع الوساطة الروحية هذا نصب في نصب .. لكنه نصب على أعلى طراز ويحتاج إلى تدريب شاق !
كانت هذه ضربة قوية جداً لعلم الوساطة الروحانية ... وقد رفض كثيرون من علماء البارسيكولوجي الاعتراف بهذه الهزيمة .
Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013, 03:38 PM   #64
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي مذبحة مدينة سالم

مذبحة مدينة سالم

حادثة مشهورة جداً حدثت في مدينة ( سالم Salem ) – حالياً دانفرز – الأمريكية وتعتبر من أبشع حوادث التاريخ الأمريكي وأكثرها إثارة للذعر .

بدأت الحادثة فعلياً عام 1692 م عندما اشترى ( ساموئيل باريس Samual Paris ) اثنين من العبيد ليعتنوا بأبنائه ، أحدهما كان امرأة تدعى ( تتوبا Titub ) ، جعلها مسئولة عن ابنته ( بتي ) والبالغ عمرها تسع سنوات بالإضافة إلى ابنه أخته ( أبيغال ) والبالغ عمرها أحد عشر عاماً .

وفي تلك الأيام كانت الثقافة السائدة بين الناس هي قراءة كتب ( التنبؤ ) و ( الخرافات ) فكانت الفتاتان تشغلان وقت فراغهما بهذا النوع من القراءات وقد كانت الخادمة ( تتوبا ) المرافقة لهم في أغلب الوقت تسليهم بقص قصص السحر الأسود لهم ..

ويبدو أن الفتاتين قد ذهلتا بهذا النوع من القصص وانجذبتا إليه بشدة فبدأتا بمحاولات لممارسة هذا النوع من السحر وفجأة ودون أي مقدمات أصيبت الفتاتان بحالة تشبه الصرع ولا يعرف حتى اليوم إن كانت الفتاتان قد أصيبتا بالصرع فعلاً أم أنهما قامتا بتمثيل هذا الدور كمزحة سمجة منهما لإثارة ذعر والديهما وجذب الاهتمام نحوهما .

وبالفعل عندما رأى الأب ( ساموئيل ) ما حدث اتصل فوراً بالدكتور ( وليم غرغس William Griggs ) الذي لم يجد أي دليل طبي على وجود مرض معين فأعلن على الفور أن الفتاتين ممسوستين بفعل السحر ...!

وقد كان السحر في ذلك العصر جريمة لا تغتفر بسبب سيطرة مجموعة ( بيورتنز Puritans ) المسيحية المتشددة على البلدة والتي كانت تؤمن بالتطبيق الحرفي لكل ما جاء في الإنجيل ومن ضمنها معاقبة السحرة أشد العقاب وقتلهم !!

لهذا السبب ضغط ( ساموئيل ) بشدة على الفتاتين لكي تخبراه بمن فعل بهما ذلك .. وتحت الضغط الشديد والرعب الذي عم المنزل اتهمت الفتاتان الخادمة ( تتوبا ) والتي قبض عليها فوراً وتم تعذيبها بشدة حتى اعترفت على نفسها بممارسة السحر و الشعوذة لكي تتخلص من هذا العذاب ..! وادعت أمام المحكمة أن كلباً أسود هددها بالموت وأمرها بممارسة السحر والشعوذة على الفتاتين !!

كما ادعت أيضاً أن رجلاً يرتدي ملابس سوداء قد زارها وطلب منها أن توقع اسمها في دفتر خاص شاهدت فيه مجموعة من أسماء السحرة والمشعوذين في هذه المدينة .

وهنا نجد ثغرة قد تكون دليلاً على براءة ( تتوبا ) فمن المعروف أن العبيد في ذلك الزمن لا يجيدون القراءة والكتابة فكيف لها أن تقرأ الدفتر أو حتى توقع فيه !! ففيما يبدوا أن ( تتوبا ) قد ألفت القصة لكي تنجو من التعذيب !!

وهنا بدأت المجزرة وبدأت حمى البحث عن المشعوذين في جميع أنحاء البلدة و كانوا يستعينون بـ ( بتي ) و ( أبيغال ) في معرفة إن كان الشخص مشعوذاً أم لا بطريقة غريبة ..

فقد كانوا يعرضون المتهمين الجدد على الفتاتين فإن تقلص جسدهما وبدأتا بالصراخ حكم القاضي فوراً على المتهمين بالإعدام دون أي دليل آخر أو حتى مناقشتهم !! واستمرت عمليات الاتهامات والإعدامات العشوائية عامي 1692 و 1693 وازداد عدد الضحايا تدريجياً حتى وصل رسمياً إلى 24 شخصاً من بينهم طفله عمرها أربع سنوات اتهمت بالشعوذة وتم قتلها دون رحمة !!

ولم تتوقف هذه المجزرة حتى جاء الحاكم الجديد ( وليم فبس William Phipps ) الذي أمر بالعفو عن كل المتهمين وإنهاء هذه القضية التافهة ...!
Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013, 03:42 PM   #65
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي مصاص الدماء

مصاص الدماء



في أدب الرعب مصاص الدماء هو شخصية فلكلورية أسطورية تمتلك بعض القدرات الخارقة ، تنهض من قبرها بحثاً عن ضحايا لتمتص دماءهم ، وجذور هذه الأسطورة تبدأ من التراث الروماني والمجري والذين لا زالوا – في بعض القرى الصغيرة – يحشون فم الميت بالثوم خوفاً من أن ينهض بحثاً عن الدم .

وقد دخل لفظ ( فامباير Vampire ) إلى القاموس الإنجليزي لأول مرة في عام 1721 عن طريق ترجمة تقرير ألماني يتحدث عن مصاصي الدماء ( Arnold Paole ) وهو عسكري سابق زعم أنه تعرض للهجوم من قبل مصاص دماء وبعد وفاته اعتقد الناس أنه قد يعود ليمتص دماء جيرانه ! بصورة عامة ترتبط صورة مصاص الدماء بشخصية ( دراكولا ) التي ابتكرها الكاتب المعروف ( برام ستوكر ) متأثراً بشخصية الحاكم ( فلاد الوالاشي ) الذي قيل أنه يحب شرب الدماء وقيل أيضاً أن ( برام ستوكر ) قد تأثر بمرض حقيقي شهير يطلق عليه الأطباء اسم ( البروفيريا ) يؤدي إلى نقص مادة ( الهيموجلوبين ) في الدم فيجعل شكل المصاب به شاحباً وقد تبرز له بعض الأنياب في حالات متقدمة .
Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013, 04:06 PM   #66
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي لغز بيل جونيس

القاتلة الأسطورة .. لغز بيل جونيس


صورة نادرة لبيل جونيس مع اطفالها الثلاثة الذي يعتقد انها قتلتهم جميعا خنقا بيدها

قاتلة لم يعرف قلبها الرحمة ، كانت تستمتع بتشريح و تقطيع جثث ضحاياها و رمي اشلائهم الى الخنازير الجائعة لتلتهمها و كل هذا من اجل المال الذي كانت تعشقه بجنون الى الحد الذي لم تبالي بقتل اطفالها من اجله ، اصبحت حياتها و موتها لغزا حير المحققين و الباحثين لعقود طويلة تحولت خلالها الى اسطورة احتلت مكانها بجدارة بين اشهر القتلة و المجرمين في التاريخ.

العام 1907 ، ليلة مظلمة و ممطرة ، جميع الانوار مطفأة في بلدة لابورتي باستثناء نور المصباح الباهت المنبعث من احد المنازل الخشبية الكبيرة و المنعزلة عن البلدة ، كل شيء في تلك الليلة كان مرعبا و لكن لو قدر لك عزيزي القاريء ان تقترب من احدى نوافذ ذلك المنزل لعرفت المعنى الحقيقي للرعب ، هناك خلف النافذة المتراقصة بفعل الريح العاصفة ، داخل ذلك المنزل كانت تنتصب امرأة طويلة القامة و ضخمة الجثة ، قسمات وجهها تفيض قسوة و قد تناثرت خصلات شعرها الذهبي حول رأسها بدون اعتناء لتضفي على مظهرها المزيد من الفضاضة و الوحشية ، كانت تمسك بيدها ساطور ضخم تهوي به على جثة احد الرجال العارية و الممدة امامها على الطاولة ، بين الحين و الاخر كانت تمسح قطرات العرق و الدم المتناثر على وجهها ، اخذت تقطع الاطراف و الاعضاء الى قطع صغيرة و استمرت بالعمل حتى اختفت الجثة و تحولت الى سطلين خشبيين كبيرين مملوئين بقطع اللحم البشرية ، حملتهما بهدوء الى الحظيرة و افرغتهما بسرعة امام الخنازير الجائعة التي سرعان ما التهمت وجبتها الشهية ، عادت المرأة الى المنزل ثم سرعان ما اطفأت الاضواء و غرقت البلدة في ظلام و سكون تام لم يمزقه سوى ضوء البرق و صوت الرعد الهادر.

البداية من النرويج

رغم ان الكثير من الاساطير و الشائعات دارت حول حياة بيل جونيس التي كانت بحق لغزا كبيرا لايزال يؤرق الكثير من الباحثين ، الا ان المتفق عليه هو انها ولدت عام 1859 لعائلة نرويجية فقيرة مكونة من الاب و الام و ثمانية اطفال كانت بيل اصغرهم ، لا يعرف الكثير عن طفولتها و لكن و حسب برنامج للتلفزيون النرويجي عنها فأنها تعرضت في ريعان شبابها الى حادث كان له اثر كبير في صياغة شخصيتها القاسية ، فبينما كانت ترقص في احدى المناسبات و هي حامل ، تعرضت الى اعتداء من شخص بالغ ضربها بقسوة على بطنها مما ادى الى اجهاض طفلها و رغم انها تعافت من هذا الحادث سريعا الا ان جميع من عرفها اتفقوا بأن شخصيتها تبدلت بشكل كبير و ملحوظ بعد هذا الحادث ، و ربما كان هذا سببا رئيسيا لاصرارها على الهجرة الى امريكا فقد عملت لمدة ثلاث سنوات في احد المزارع الكبيرة من اجل ان تجمع ثمن تذكرة الرحلة بالسفينة الى العالم الجديد.

الهجرة الى العالم الجديد

و في عام 1881 تحقق حلمها و وصلت الى امريكا لتعيش مع اختها التي كانت قد سبقتها بالهجرة و قد عملت في البداية كخادمة و كان همها الوحيد هو جمع المال و بأي طريقة كانت و قد وصفت اختها ولعها هذا قائلة : "بيل كانت مهووسة بجمع المال و الذي كان نقطة ضعفها الرئيسية".

في عام 1884 تزوجت من مادز سورينسون في شيكاغو و قد قام الاثنان بافتتاح متجر للحلويات الا انه كان مشروعا فاشلا و قد احترق المحل فجأة بعد عدة اشهر و ادعت بيل ان النار اشتعلت نتيجة انفجار مصباح نفطي و رغم انه لم يعثر ابدا على اي اثر لهذا المصباح المزعوم الا ان بيل استلمت قيمة التأمين على المحل كاملة و استخدمت المبلغ في شراء احد المنازل الذي سرعان ما احترق هو الاخر لتستلم مبلغ التأمين عليه هو ايضا و تشتري منزلا اخر.

رزق الزوجان بأربعة بنات توفى اثنين منهما بعد اصابتهما بصورة مفاجئة بالحمى و الاسهال و التقيؤ و هي علامات تشبه اعراض التسمم ، و قد استلمت بيل مبلغا كبيرا من شركات التأمين لأن الطفلتين كانتا مؤمن على حياتهما.

في عام 1900 مات زوجها فجأة ، بعد يوم واحد فقط من سحب بوليصتي تأمين على حياته!! و رغم ان العديد من اقاربه اصروا على انه تعرض للتسمم الا ان طبيب العائلة سجل سبب الوفاة على انها حمى قلبية و استلمت بيل جونيس 8500 دولار من شركة التأمين و هذا المبلغ كان يعادل ثروة في ذلك الزمان قامت جونيس بواسطته بشراء مزرعة في منطقة لابورتي في ولاية انديانا و انتقلت للعيش فيها مع ابنتيها.

بيت المزرعة و الرعب القادم

منزل بيل الجديد في المزرعة كان في السابق بيت دعارة و كان يحتوي على عدة اقسام ترفيهية و هناك تعرفت بيل على زوجها الثاني عام 1902 و الذي حملت لقبه فيما بعد ، كان بيتر جونيس مهاجرا نرويجيا قوي البنية يدير مزرعة لتربية الخنازير و يعمل قصابا ايضا و كان متزوج سابقا و له طفلتان ماتت احداهما فجأة و بعد اسبوع واحد فقط من زواجه من بيل. و في ديسمبر عام 1902 مات بيتر جونيس نتيجة لتعرضه لحادثة مروعة فحسب ادعاء بيل فأن آلة معدنية ضخمة سقطت على رأس زوجها عرضا من احد الرفوف فحطمت جمجمته و قتلته في الحال ، لم يصدق احد رواية بيل فزوجها بيتر كان رجلا قويا و كان يدير مزرعة ضخمة و لم يكن رجلا اخرق ليموت بهذه الطريقة و قد انتهت لجنة تحقيق الى ان الحادثة هي جريمة قتل و اتهمت بيل بتدبيرها و مما زاد الطين بلة هو ان جيني ابنة بيتر جونيس ذات الاربعة عشر ربيعا اخبرت احدى زميلاتها في المدرسة بحقيقة ما حدث لوالدها قائلة : "لقد قامت امي بقتل ابي ، لقد ضربته بالساطور على رأسه فمات في الحال ، ارجوا ان لا تخبري احدا بذلك".

لكن فيما بعد ، انكرت جيني اقوالها امام المحققين و اصرت بيل على انها بريئة من حادثة مقتل زوجها و بسبب أنها كانت حامل بطفل من زوجها (ولد عام 1903 و سمته فيليب ) و لأنها تجيد التظاهر و التمثيل فقد استطاعت اقناع المحققين باطلاق سراحها و اسقاط التهمة عنها ، اما بالنسبة لابنة زوجها جيني التي كانت الشاهدة الوحيدة على جريمة قتل والدها فقد اختفت فجأة عام 1906 و قد اخبرت بيل الجيران بأنها ارسلتها الى احدى المدارس الخاصة في شيكاغو الا ان الحقيقة هي انها قتلت جيني و سيكتشف المحققون جثتها لاحقا في المزرعة.

عروس الموت .. الفخ القاتل

في هذه الاثناء قامت بيل باستئجار رجل اعزب اسمه راي لامفر ليساعدها في ادارة المزرعة كما و قامت بنشر الاعلان الاتي في جميع جرائد المدن الكبيرة :

"أرملة جميلة تملك مزرعة كبيرة في واحدة من افضل مناطق ريف لابورتي - انديانا ، ترغب بالتعرف على سيد محترم يكون مساوي لها في المقام و موافق على دمج ثروتيهما. لن تقبل اي رسالة مالم يكن المرسل مستعد للقيام بزيارة شخصية بعد الرد. هذا الاعلان للجادين فقط"

بعد هذا الاعلان بدأ الرجال يتوافدون من كل حدب و صوب نحو مزرعة بيل جونيس ، كان اغلبهم طامعا بثروة الارملة الجميلة و هم يظنون انهم وقعوا على صيد سهل و غنيمة مباحة و لكن لم يدر بخلدهم بأنهم هم من اصبحوا صيدا و غنيمة و انهم لن يغادروا هذه المزرعة ثانية و هم احياء ، كان جميعهم من ميسوري الحال و اغلبهم جلب معه كل ثروته على شكل نقد او شيكات ، كانوا جميعا يختفون بعد اقل من اسبوع على تواجدهم في المزرعة و لم يرهم احد بعد ذلك ، لم ينج منهم سوى شخص واحد اسمه جورج اندرسون ، الذي لم يجلب كل ثروته معه الى المزرعة و لم تعجبه بيل كثيرا فهي لم تكن بالجمال الذي توقعه كما انه ادرك بأنها امرأة قاسية و حين فاتحته بأمر المال اخبرها ان عليه العودة الى المدينة ليجلب بقية ماله ، و في تلك الليلة و بينما كان اندرسون نائما استيقظ على صوت في الغرفة و فتح عينه ليرى بيل تقف فوق رأسه و هي ممسكة بشمعة ، كانت هناك نظرة غريبة و مرعبة في عينيها جعلته يصرخ هلعا فتركته و خرجت من الغرفة على عجل اما هو فقد انتفض من سريره و هو يرتجف رعبا و لبس ملابسه و هرب من المنزل و لم يره احد في لابورتي مرة اخرى.

لغز المرأة المقطوعة الرأس

مع ازدياد عدد الرجال المختفين في المزرعة بدأت الشكوك تحوم حول بيل جونيس و بدأ الكثير من اقارب الضحايا بالبحث عنهم و كانت بيل تخبرهم بأنهم غادروا مزرعتها و انها لا تعلم شيء عنهم ، في هذه الاثناء واجهت بيل مشكلة جديدة حيث كان راي لامفر مساعدها في المزرعة يهيم بها حبا و عشقا و بدأت الغيرة تأكل قلبه مع توافد المزيد و المزيد من الرجال و الخاطبين و اخذ يتصرف بتهور و نزق مما اجبر بيل على فصله من عمله ثم قامت باخبار الشريف بأنه قام بتهديدها ، الا ان لامفر أخذ يهددها بكشف ما يعرفه من اسرارها ، و بينما بدأت الامور تزداد سوءا بالنسبة لها فقد بدأت بيلي على ما يبدو بالاعداد لأمر ما حيث قامت بالذهاب الى محاميها في البلدة و اخبرته بأنها تخشى على حياتها بسبب تهديدات لامفر و قامت بوضع وصية تذهب ثروتها بموجبها الى اطفالها الثلاثة كما قامت بسد جميع حساباتها في البنوك و سحب جميع موجوداتها.

في 28 ابرل عام 1908 استيقظ عامل المزرعة الذي ينام في الطابق الثاني للمنزل على رائحة دخان خانقة و عندما فتح باب غرفته رأى النيران تلتهم المنزل ففر هاربا من النافذة و هرع الى البلدة لطلب النجدة ، و في الصباح كان منزل بيل جونيس قد تحول الى كومة رماد وجدوا في داخله اربع جثث محترقة ممددة واحدة جنب الاخرى ، الاولى كانت لسيدة و لكنها كانت بدون رأس بالأضافة الى ثلاث جثث اخرى كانت تعود لأطفال.

بالنسبة للسيدة مقطوعة الرأس فلم يتمكن المحققون من التعرف عليها فيما اذا كانت تعود الى بيل جونيس رغم ان الجيران شهدوا بأنها لا يمكن ان تكون لبيل فهي اقصر قامة و اصغر حجما و لكن طبيب الاسنان الخاص ببيل قال ان الجثة تعود لها لأن المحققين وجدوا الى جانبها اثنان من الاسنان الكاذبة التي كان قد صنعها لها ، في الحقيقة سيدوم هذا الجدل حول جثة المرأة المقطوعة الرأس لمئة سنة اخرى ، لكن بالنسبة الى جثث الاطفال فقد تم التعرف عليها بسرعة حيث كانوا اطفال بيل الثلاثة ، البنتين و الطفل الصغير .

بدأ المحققون بالتفتيش و الحفر في ارجاء المزرعة و بدأت الجثث تظهر الواحدة تلوا الاخرى ، كانت هناك عشرات الجثث ، في حظيرة الخنازير و في ارجاء مختلفة من المزرعة ، لقد وجد المحققون بقايا 40 جثة لرجال و اطفال دفنوا في قبور ضيقة و صغيرة.

قام المحققون بالقبض على راي لامفر و اتهم بقتل بيل جونيس و اطفالها الثلاثة و رغم تبرئته من جريمة القتل و لكن المحكمة اتهمته بجرائم اخرى و حكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما لم يقض منها سوى اقل من سنة اذ سرعان ما اصابه المرض و مات في السجن في عام 1909.

اعترافات لامفر المرعبة

في عام 1910 ، تقدم احد القساوسة الى المحكمة ليشهد بما اخبره به راي لامفر بينما كان يحتضر في السجن ، في اعترافاته تلك كشف لامفر جميع جرائم بيل كما اقسم على انها مازالت حية ترزق ، لامفر و قبل موته بوقت قصير اخبر القس و سجين اخر معه في الزنزانة بأنه لم يقتل اي شخص و لكنه ساعد بيل في دفن جثث العديد من ضحاياها ، فعندما كان يحضر احد الخطاب الى المزرعة كانت بيل تقوم بتوفير سكن مريح له و تقوم بمحاولة اغراءه و تقديم وجبات طعام شهية و متنوعة له ، ثم تقوم بتخديره بواسطة فنجان قهوة و بعدها تقوم بتحطيم رأسه بواسطة الساطور ، احيانا كانت تنتظر حتى ينام الضيف ثم تقوم بدخول غرفته خلسة و هي ممسكة بشمعة و تقوم بتخديره بواسطة الكلوروفورم ، و لكونها امرأة ضخمة و قوية فقد كانت تقوم بحمل ضحيتها من سريره كالأطفال و تنزل به الى الطابق الأسفل لتضعه على الطاولة و تقوم بتقطيعه ، لقد كانت خبيرة بتقطيع و تشريح الجثث حيث تعلمت ذلك من زوجها الثاني الذي كان قصابا ، احيانا كانت تقوم بدفن البقايا في حظيرة الخنازير و في اجزاء اخرى من المزرعة و احيانا كانت تقدم البقايا الى الخنازير الجائعة لتلتهمها.

بالنسبة للمرأة المقطوعة الرأس التي اكتشفت تحت ركام المنزل المحترق فقد اخبرهم لامفر بأنها تعود في الحقيقة الى امرأة استقدمتها بيل من شيكاغو بحجة توظيفها كمدبرة للمنزل ثم قامت بتخديرها في نفس اليوم الذي وصلت به و قطعت رأسها و قامت بوضعه في كيس ربطته بحجر ثقيل و رمته في بقعة عميقة من البحيرة ثم قامت بسحب الجثة و مددتها في الطابق الاسفل للمنزل و بعد ذلك قامت بتخدير اطفالها الثلاثة و قتلتهم خنقا ثم مددت اجسادهم الصغيرة الى جانب جثة المرأة مقطوعة الرأس.

بعد ذلك قامت بيل بتعرية جثة المرأة المقطوعة الرأس و البستها بعض من ثيابها ثم قامت بخلع اثنان من اسنانها الكاذبة و رمتهم جنب الجثة لكي يظن الجميع بأنها جثتها ، ثم اشعلت النار في المنزل و غادرته على وجه السرعة ، و اعترف لامفر بأنه ساعدها في تنفيذ خطتها و انهما اتفقا على الفرار معا الا انها خدعته و لم تأت الى الطريق الذي واعدته عنده ليهربا معا و هربت لوحدها عن طريق المزارع و اختفت في الغابة المحيطة بالبلدة.

لامفر اخبر القس بأن بيل جونيس هي امرأة غنية ، لقد قامت بقتل 42 رجلا او اكثر حضروا الى مزرعتها و قد جلب كل منهم مبلغا من المال يتراوح بين 1000 و 32000 دولار ، لذلك فقد قدر بأنها جمعت ما يقارب الـ 250000 دولار و هو ما يعادل ثروة كبيرة جدا في ذلك الزمان.

على الرغم من ان شهادة لامفر هذه موثقة الا ان الكثيرون يطعنون بها خاصة لكونه جزءا من اللغز فهو المشتبه به الرئيسي في قتل بيل جونيس و اطفالها الثلاثة.

ماذا حدث لبيل جونيس بعد ذلك؟؟

لعقود طويلة كانت هناك الكثير من التقارير عن مشاهدة بيل ، الكثير من الاصدقاء و المعارف اقسموا بأنهم رؤوها في شيكاغو و نيويورك و لوس انجلوس و سان فرانسسكو ، حتى عام 1931 كانت هناك تقارير تقول بأنها تعيش في مسيسيبي كأمرأة غنية جدا و لديها الكثير من الاملاك ، لقد استلمت الشرطة و لمدة عشرين عاما تقريرين يوميا على الاقل من اناس يدعون انهم شاهدوا بيل جونيس الا ان اي من هذه المشاهدات لم يتم التثبت منه و بقى اللغز بدون حل.

بالنسبة للسكان في بلدة لابورتي و الذين عرفوا بيلي لسنوات فهم منقسمين في الرأي حول جثة المرأة مقطوعة الرأس ، البعض يظن انها تعود لبيلي و ان لامفر قد قام بقتلها حقا و انه هو المجرم الحقيقي الذي قام باختلاق القصص حول بيل للتنصل من جرائمه و اخرون يظنون بأن الجثة لا تعود لها و انها خدعة قامت هي بها للفرار و التغطية على جرائمها.

في عام 1931 القي القبض في لوس انجلس على امرأة تدعى "ايستر كارلسون" متهمة بتسميم و قتل احد الرجال من اجل المال و قد زعم شخصين ممن يعرفون بيلي بأنها هي ، الا انه لم يتم التأكد من هذه المزاعم و قد ماتت المرأة في نفس السنة بينما كانت تنتظر محاكمتها.

في عام 2007 قام فريق بحث امريكي من جامعة انديانابوليس بفتح قبر السيدة مقطوعة الرأس التي وجدت في البيت المحترق لعمل تحليل DNA للتأكد من انها بيل جونيس و في حال ثبت العكس فسيقوم الفريق بفتح قبر ايستر كارلسون لأجراء الفحص عليها و بانتظار النتائج التي يتوقع اعلانها في الاشهر القادمة.

يبقى ان نذكر انه على الرغم من اختلاف المحققين و الباحثين حول شهادة راي لامفر الا ان اغلبهم يتفقون على ان بيل جونيس كانت مجرمة محترفة شديدة القسوة و انها بالفعل قامت بالعديد من الجرائم قبل شرائها المزرعة و بعدها ، بل ان الكثيرون يعتقدون بأن اول جرائمها كانت في النرويج حتى قبل هجرتها الى الولايات المتحدة ، و ربما يكون لامفر شريكا لها في جرائمها و لكن يبقى اللغز قائما ، هل ماتت بيل جونيس في المزرعة و هل جثة المرأة مقطوعة الرأس تعود لها؟ ام انها كانت اذكى و ادهى من الجميع و رسمت خطة هربها من المزرعة بدقة و احكام؟

Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013, 05:25 PM   #67
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي لغز موت هتلر

لغز موت هتلر

لعقود طويلة ظل ملايين الطلاب الصغار حول العالم يتعلمون خلال حصة درس التاريخ بأن الزعيم النازي ‏أدولف هتلر مات منتحرا في نهاية الحرب العالمية الثانية بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من الوقوع أسيرا بيد ‏قوات الحلفاء , و قد تداول الجميع هذه الرواية و رددوها حتى أصبحت من المسلمات رغم عدم وجود أي شيء ‏يدعم صحتها سوى شهادة بعض الأشخاص المخلصين لهتلر الذين بقوا إلى جانبه حتى أخر لحظة , أما الأدلة ‏المادية فتمثلت في قطعة من جمجمة بشرية تبين بالفحص المختبري عام 2009 بأنها تعود لامرأة!!. يا ترى ما ‏هي حقيقة انتحار هتلر و هل قضى نحبه في دار المستشارية حقا أم انه استطاع الفرار و قضى ما تبقى من حياته ‏في مكان نائي و بعيد و هو يضحك ملئ شدقيه بسبب خدعته المحكمة التي استغفل بها العالم.‏

بداية النهاية

ربما لم يخطر على بال أدولف هتلر ( (Adolf Hitler عندما انتقل للسكن في دار المستشارية مطلع عام 1945 بأنه سيحاصر داخل قبو المبنى الضخم الذي طالما كان منبرا لخطبه النارية التي ألهبت حماس الملايين من الألمان كما انه لم يتخيل بالطبع , حتى في أسوأ كوابيسه , بأنه سيأتي يوم لن يتمكن فيه من التجول حتى في الشوارع القريبة المحيطة بالمبنى القابع وسط برلين , فبعد أن كان خياله الجامح قد صور له لسنوات طويلة بأن فيالقه العسكرية ستحمله إلى ابعد نقاط الأرض ها هو اليوم محاصر من كل جهة وسط ركام العاصمة التي أراد لها أن تكون سيدة العالم المطلقة , لقد بدا واضحا بأن نهاية النازية و سقوط برلين ما هي إلا مسألة وقت و إن إمبراطورية الرايخ الثالث الخالدة التي زعم هتلر بأنها ستدوم لألف عام بدأت تنهار بسرعة قياسية تحت وقع الضربات القوية للحلفاء الذين أخذت جيوشهم تزحف بسرعة من الغرب و الشرق لتطبق كفكي كماشة على العاصمة المنكوبة , لقد أصبح الانتصار محسوما للحلفاء و اخذوا يخططون لمرحلة ما بعد الحرب و كيفية تقاسم الكعكة الألمانية. و يبدو ان هتلر أدرك في النهاية حتمية الهزيمة لكنه كان لازال يأمل بحدوث معجزة ما تقلب موازين القوى و تجعل الفيالق السوفيتية بقيادة جوكوف تنتحر عند بوابات برلين! و كان لايزال يعطي أوامره إلى قادة جيشه لتحريك القوات من دون أن يدرك بأن معظم هذه الجيوش التي كان يحركها على الورق لم يعد لأغلبها وجود على ارض الواقع إذ إن معظمها أفنيت عن بكرة أبيها أو فر جنودها باتجاه الغرب خوفا من أن يقعوا أسرى بيد القوات الروسية الزاحفة من جهة الشرق.

بعد ان فشلت خططه في صد الجيوش السوفيتية خارج برلين عقد هتلر في 22 نيسان / ابريل اجتماعا عسكريا مع هيئة أركان حربه استمر لمدة ثلاث ساعات و قد ظهر خلالها في حالة مريعة من الغضب و اليأس و القنوط و اقر صراحة خلال الاجتماع باحتمال أن تخسر ألمانيا الحرب لكنه رفض بشكل قاطع أي شكل من إشكال الاستسلام و اعتبر الإقدام على التفاوض مع العدو بمثابة الخيانة العظمى كما رفض بشدة نصيحة بعض الضباط بترك دار المستشارية و الفرار إلى منطقة جبال الألب في بافاريا لإدارة القتال و المقاومة من هناك , لقد بدا هتلر مصمما على البقاء في برلين من اجل القتال حتى النهاية كما انه عبر بجلاء عن رغبته في الانتحار و وضع حد لحياته و استشار لاحقا طبيبه فارنر هاسه حول أفضل الطرق لتنفيذ ذلك فأقترح عليه تناول سم السيانيد ثم إطلاق رصاصة على الرأس.

الرواية الرسمية للأيام الاخيرة في حياة هتلر


مبنى دار المستشارية قبل ان يهدمه الروس و في القبو تحته امضى هتلر اخر ايام حياته

في اليوم التالي أعطى هتلر الأذن لجميع الموجودين في دار المستشارية بالمغادرة إذا رغبوا في ذلك و قد غادر معظمهم بالفعل و لم يبق مع هتلر سوى مجموعة من الأشخاص المقربين مثل عشيقته ايفا براون (Eva Braun ) و وزير إعلامه جوزيف غوبلز مع زوجته و أطفاله الستة و من العسكريين بقي عدد من كبار الضباط مثل مارتن بورمن و كذلك عدد من أفراد حماية هتلر و مرافقيه الشخصيين و بعض ضباط و جنود وحدات النخبة النازية (SS ) إضافة إلى بعض الموظفين المدنيين مثل السكرتيرات و الطباخ.

في يوم 26 نيسان / ابريل وصل مدى نيران المدفعية الروسية إلى قلب برلين و تعرض مبنى دار المستشارية للقصف للمرة الأولى.

في يوم 28 نيسان / ابريل جن جنون هتلر عندما علم عن طرق غوبلز بأن هاينريش هيملر يفاوض الانكليز سرا من اجل الاستسلام , لقد كان هيملر رفيق نضال هتلر منذ السنوات الأولى لتأسيس الحزب النازي و كان لسنوات طويلة ذراع هتلر الضارب الذي طالما استعمله لقمع أعدائه و خصومه بدون رحمة فهو رئيس وحدات النخبة و تخضع لسلطته جميع المؤسسات الأمنية النازية.

لقد اتفق جميع المتواجدين في قبو دار المستشارية على ان هتلر أصيب بحالة من الغضب لم يسبق لهم أن شاهدوا لها مثيلا عليه في السابق إذ اخذ يصرخ بصورة هستيرية مطالبا بإنزال اشد العقاب بهيملر , و كنوع من الانتقام الارتجالي أمر حرسه الشخصي بأن يقبضوا على احد الضباط الذي كان ممثلا لهيملر في المبنى و أمر بأن يعدم فورا فأخذوه إلى الأعلى و أعدموه رميا بالرصاص في الحديقة الخلفية لدار المستشارية.

بعد خيانة هيملر بدأ هتلر يصاب بحالة من جنون الارتياب , كما انه بدأ يفكر جديا في الانتحار لكي لا يلاقي نفس مصير حليفه بينتو موسوليني في ايطاليا حيث اعدم و تم التمثيل بجثته التي سحلت و علقت رأسا على عقب في إحدى ساحات ميلانو.

كان لدى هتلر عدة كبسولات من سم السيانيد القاتل التي حصل عليها عن طريق بعض ضباط وحدات النخبة النازية و لكن لأن أفراد هذه الوحدات كانوا تحت إمرة هيملر فقد بدأ الشك يخامر هتلر في أن تكون الكبسولات التي بحوزته مزيفة لذلك أمر بتجربتها على كلبته المدللة بلوندي و قد ماتت الكلبة المسكينة في الحال ما أن تم وضع إحدى الكبسولات في فمها.

عند منتصف ليلة 28 نيسان / ابريل 1945 تزوج هتلر من عشيقته ايفا براون في قبو دار المستشارية , كانت ايفا ترتدي ثوبا من الحرير الأسود أما هتلر فقد كان مرتديا بدلته العسكرية , و قد قام احد الضباط بإتمام مراسم الزواج المدني حيث سأل العروسين إذا كان كلاهما من العرق الآري النقي و لا يحملان أي عيوب وراثية! و عندما ردا بالإيجاب أعلنهما زوجا و زوجة أما شهود الزواج فقد كانا كل من غوبلز و بورمن , و يقال أن ايفا أخبرت الحضور تلك الليلة بأنها حامل بطفل هتلر إلا أنه لا يوجد أي دليل يدعم صحة ذلك الادعاء , و بعد حفلة صغيرة و مختصرة شاركت فيها الحلقة المقربة من هتلر توجه الجميع إلى غرفة الجلوس و تناولوا إفطارا مختصرا مع الشمبانيا و بعدها غادر هتلر مع سكرتيرته ترادول يونغه إلى مكتبه ليملي عليها وصيته الأخيرة التي تضمنت قسمين أحداهما وصية شخصية ابتدئها بمدح إخلاص ايفا براون , رغم انه لم يذكرها بالاسم , و قال إن زواجهما كان ليتم منذ مدة طويلة لولا انه حرم نفسه من جميع المتع الشخصية و ضحى بها من اجل خدمة الشعب الألماني كما ذكر أنهما قررا الانتحار و أوصى بتسليم لوحاته الفنية إلى مدينة لينتز التي قضى ردحا من حياته فيها كما أوصى بأي شيء ذي قيمة يملكه بأن يوزع بين أقاربه و سكرتيرته و جعل مارتن نورمن مسؤولا على تنفيذ وصيته , أما الوصية السياسية فقام فيها بطرد كل من هيرمان غورنغ و هاينريش هيملر من الحزب و عين كابينة جديدة للحكومة كما تضمنت الوصية نفس مبادئه و شعاراته التي رددها طوال السنوات السابقة و تنصل فيها من المسؤولية عن نشوب الحرب و هاجم اليهود مجددا و اعتبرهم السبب في كل مصائب العالم.

وبعد أن وقع الوصية و شهد عليها كل من غوبلز و مارتن و فون بيلوف توجه هتلر إلى غرفة نومه مع ايفا , و يبدو إن الليلة الأخيرة في حياة الفوهرر لم تكن مريحة إذ انه لم يستطع النوم حتى الصباح.

في ساعة متأخرة من صباح اليوم التالي اجتمع هتلر مع هيلموت فيدلنغ قائد عمليات الدفاع عن مدينة برلين و الذي اخبره بأن قوات الجيش الأحمر السوفيتية لا تبعد سوى مسافة 500 متر عن دار المستشارية و أن المدينة ستسقط على الأرجح قبل حلول الظلام ثم طلب منه الإذن بوقف القتال و على عكس من المرة السابقة التي رد بها هتلر على طلب مماثل لفيدلنغ بعصبية و خشونة فأنه هذه المرة اكتفى بالصمت ثم أنهى الاجتماع , و يبدو إن هتلر كان عازما على الانتحار قبل حلول مساء ذلك اليوم لذلك أرسل عند الساعة الواحدة أوامره لفيدلنغ يأذن له بموجبها بوقف القتال في تلك الليلة , ثم تناول وجبة الغداء عند الواحدة ظهرا مع سكرتيراته و الطباخ و كان الطعام يتكون من القليل من المعكرونة مع الصلصة , و بعد أن انهوا تناول طعامهم قام كل من هتلر و ايفا بتوديع العسكريين و الموظفين الموجودين في قبو دار المستشارية ثم انسحبوا إلى مكتب هتلر الخاص و أغلقوا الباب دونهم و كان ذلك عند الساعة الثانية و النصف ظهرا.

عند الساعة الثالثة و النصف من يوم 30 نيسان / ابريل سمع بعض الموجودين في قبو دار المستشارية صوت إطلاق نار قادم من داخل مكتب هتلر , مع إن اوتو غانيش معاون هتلر الشخصي الواقف عند باب المكتب لم يسمع شيئا؟!! , و بعد أن انتظروا لعدة دقائق قام كل من مارتن بورمن و رئيس التشريفات هاينز لينغه بفتح باب المكتب الصغير و على الفور شما رائحة تشبه رائحة اللوز المحروق تعبق هواء الغرفة و هي رائحة غاز السيانيد. ثم دخل اوتو غانيش إلى الغرفة و شاهد جثة هتلر مستلقية على أريكة صغيرة و هي منحنية إلى الأمام و الدم يتدفق منها بغزارة و عند أقدام هتلر كان يقبع مسدسه الشخصي ملقيا على الأرض , و رغم ان جميع المتواجدين في غرفة هتلر آنذاك اتفقوا على انه مات منتحرا إلا ان أقوالهم تناقضت حول الطريقة التي انتحر بها , البعض قال بأنه قضم كبسولة السيانيد ثم وضع المسدس في فمه و أطلق النار إلى الأعلى مما أدى إلى تطاير جزء من مقدمة جمجمته , فيما قال آخرون بأنه أطلق النار على جبهته بعد أن ابتلع السيانيد و أن الطلقة اخترقت عنقه. وإلى اليسار من جثة هتلر على نفس الأريكة استلقت جثة ايفا بروان لكن جسمها كان منحنيا بعيدا عن هتلر و لم يكن هناك أي اثر لجروح أو دماء على جثتها و بدا جليا بأنها انتحرت بواسطة قضم كبسولة السيانيد فقط , و المفارقة أنها انتحرت بعد اقل من أربعين ساعة على زواجها و كانت في سن الثالثة و الثلاثين عندما فارقت الحياة اما هتلر فكان عمره عند موته 56 عاما و عشرة أيام.

كان هتلر قد اوصى بحرق جثته لكي لا يمثل بها إذا وقعت بيد الروس و أوكل هذه المهمة إلى معاونه الشخصي اوتو غانيش الذي قام بمساعدة هاينز لينغه و ارتر اكسمن بلف الجثة بسجادة رمادية اللون ثم حملوهما إلى الأعلى عبر ممر الطوارئ إلى الحديقة الخلفية الصغيرة لدار المستشارية و قاموا بوضعها داخل إحدى الحفر التي سببتها قذيفة سوفيتية ثم عادوا و جلبوا جثة ايفا و ممدوها إلى جانب جثة هتلر و قاموا بسكب حوالي مئة لتر من الغازولين على الجثتين ثم أضرموا النار فيهما و وقفوا لبرهة لمشاهدة المنظر بعد ان رفعوا أيديهم لإلقاء التحية الأخيرة على الفوهرر , و قد شهد عملية الحرق كل من غوبلز و بورمن و غانيش و لينغه إضافة إلى ضابطين و بعض الحرس , و سرعان ما عاد الجميع الى داخل المبنى بسبب شدة القصف الروسي لكن حارس بوابة الممر المؤدي الى الحديقة قال فيما بعد انه استمر بمراقبة الجثث و هي تحترق حتى تفحمت تماما و إن القذائف الروسية أنجزت بقية المهمة إذ مزقت بقايا الجثث و بعثرتها بحيث لم يبق لها أي اثر.

بعد انتحار هتلر و حرق جثته بدأ جميع من في دار المستشارية بالتسلل من المبنى من اجل الفرار من قبضة الروس باستثناء غوبلز الذي انتحر مع زوجته و أطفاله في اليوم التالي لانتحار هتلر , و في 2 أيار / مايو , أي بعد يومين على انتحار هتلر , دخلت وحدة خاصة من استخبارات الجيش الروسي إلى دار المستشارية كانت مهمتها الرئيسية هي معرفة مصير هتلر فرغم أن السوفيت كانوا يعلمون بأنه انتحر لكن ستالين في موسكو كان يريد دليلا حيا يثبت إن عدوه اللدود قد أصبح حقا في عداد الموتى. في البدء عثر أفراد الوحدة السوفيتية على جثث أطفال غوبلز الستة الذين قتلتهم أمهم عن طريق حقنتهم بالسيانيد ثم عثروا على جثتي غوبلز و زوجته ماغدا محروقتين جزئيا في حديقة مبنى المستشارية. و في نفس اليوم شاهد احد الجنود الروس عن طريق الصدفة بقايا سجادة محروقة في إحدى الحفر التي خلفتها القذائف المنهمرة على الحديقة الخلفية لدار المستشارية و تحت السجادة عثر الروس على بقايا جثة هتلر و ايفا براون إضافة إلى رفات محروقة لجثتي كلبيهما و زعم الروس بأنهم استطاعوا التعرف عن جثة هتلر عن طريق عظام فكيه و أسنانه التي أكد أطباء أسنان هتلر بأنها تعود له.


صورة تزعم المخابرات الروسية انها لجثة هتلر بعد ان انتحر

قام السوفيت بنقل جثة هتلر بسرية تامة من اجل فحصها و تشريحها ثم رفعوا تقريرا مفصلا لستالين يؤكد ان الجثة المكتشفة في الحديقة الخلفية لدار المستشارية تعود لهتلر , و خلال تنقل الوحدات السوفيتية داخل الأرض الألمانية قاموا بدفن و نبش جثث هتلر و ايفا عدة مرات ثم أخيرا استقر بها المطاف في قبر مجهول بالقرب من احد المقرات الأمنية السوفيتية في ألمانيا الشرقية السابقة , لكن في عام 1970 كان على السوفيت تسليم المبنى للسلطات الألمانية بموجب اتفاقية ثنائية و قد خشي المسؤولين السوفيت من ان يتم العثور على بقايا جثة هتلر فتتحول الى رمز و مزار للنازيين الجدد و القوميين الألمان , لذلك قامت وحدة خاصة من المخابرات السوفيتية (KGB ) بنبش قبر هتلر و إخراج ما تبقى من رفاته ثم احرقوها و نثروا رمادها بواسطة المروحية فوق جبال الألب الألمانية , و يبدو ان السوفيت استثنوا من الحرق قطعة صغيرة من جمجمة هتلر فيها ثقب يعتقد انه ناتج عن الرصاصة التي انتحر بها و كذلك احتفظوا بجزء صغير من طقم الأسنان الكاذبة في فكه إضافة إلى الأريكة التي يعتقد أن هتلر انتحر و هو جالس عليها و كانت آثار الدم لازالت تغطيها.

اين اللغز في كل هذا؟

رغم كل ما ذكرناه أعلاه لكن في الحقيقة لا احد يعلم ماذا جرى بالضبط داخل قبو دار المستشارية خلال الأيام و الساعات الأخيرة التي سبقت انتحار هتلر و حرق جثته , فكل المعلومات حول تلك الأحداث جاءت عن طريق الأشخاص المقربين من هتلر الذين رافقوه حتى أخر لحظة و استطاعوا النجاة من الموت خلال معركة برلين , كما أن لا احد سوى الله وحده يعلم ماذا جرى داخل الغرفة التي انتحر فيها هتلر مع ايفا , هل كانت الجثة المكتشفة داخل الغرفة تعود لهتلر حقا ؟ لا تنس عزيزي القارئ ان هتلر و ايفا قبعا لوحدهما داخل الغرفة لقرابة الساعة قبل أن يدخل غانيش و يشاهد جثثهم و لا احد يعلم بالضبط ماذا فعلا خلال تلك الساعة الأخيرة. غانيش و لينغه و اكسمن قالوا ان الجثة التي كانت في الغرفة كانت تعود لهتلر لكن يجب ان لا ننسى ان هؤلاء الأشخاص كانوا من اقرب المقربين للفوهرر و أكثرهم إخلاصا و لا يوجد ما يمنع أن يكونوا قد كذبوا بهذا الشأن أو أن يكونوا جزءا من مؤامرة دبرت بعناية عن طريق قتل شخص شبيه بهتلر فمخابرات الحلفاء كانت على علم تام بأن هتلر كان يملك ستة أشباه , ثم تم إيهام الجميع بأن الجثة تعود لهتلر خاصة و ان وجهها كان مشوها جزئيا و مغطى بالدم , و مما يدعم هذا الرأي هو التناقض الواضح في أقوال هؤلاء الأشخاص فبعضهم سمع صوت الرصاصة التي انتحر بها هتلر فيما لم يسمع الآخرون ذلك و بعضهم قال أن هتلر أطلق النار داخل فمه في حين قال الآخرون انه أطلق النار على جبهته و بعضهم قال ان هتلر و ايفا كانا جالسين على أريكة واحدة فيما قال البعض الأخر إن هتلر كان يجلس على كرسي منفصل. أما الأكثر طرافة فهو زعمهم بأن هتلر و ايفا انتحرا عن طريق قضم كبسولات السيانيد أولا ثم قام هتلر بإطلاق النار على رأسه! و هذا الأمر مستحيل فتأثير سم السيانيد فوري و عند تناوله أو استنشاقه سرعان ما يدخل الإنسان في غيبوبة قد تؤدي إلى الموت خلال لحظات و من المحال أن يستطيع شخص تناول سم السيانيد من أن يرفع مسدسا إلى رأسه و يطلق النار على نفسه!.

أما بالنسبة لحرق الجثة فقد قال الحرس في الحديقة بأنهم شاهدوا جثة هتلر وهي تحترق لكن هل كانت جثة هتلر هي التي تحترق أم جثة شخص أخر ؟ لا ننسى أنها كانت ملفوفة جزئيا ببساط. أما بالنسبة إلى جثة ايفا فإذا صدقنا بأنه ليس هناك خدعة و إن الشهود كانوا صادقين في روايتهم حول انتحار هتلر و ايفا فما الذي يمنع من أن يكون هتلر قد أوهم ايفا بأنه تناول كبسولة السم مما دفعها إلى أن تحذوا حذوه ثم قام هو و أعوانه بتدبير مسرحية محكمة انطلت على الجميع , بل ان هناك من يذهب ابعد من ذلك و يزعم ان جثث هتلر و ايفا التي أخرجت من الغرفة كانت مجرد دمى مصنوعة بدقة في حين ان هتلر و ايفا الحقيقيين فرا خلسة من المبنى بطريقة أو بأخرى , لا تنس عزيزي القارئ أن الألمان كانوا امة متطورة بل إنهم سبقوا الكثير من أمم العالم آنذاك في مجال العلم و التكنولوجيا و إن معظم الاكتشافات العظيمة التي حققتها الدول الكبرى بعد الحرب كانت بمساعدة العلماء الألمان الذين تم أسرهم و نقلوا سرا إلى مختبرات سرية أمريكية و سوفيتية للاستفادة من خبراتهم (ساهموا في اختراع و تطوير القنابل الذكية , القنبلة النووية , الطائرة النفاثة , علم الوراثة .. الخ).

ثم نأتي إلى مزاعم السوفيت , ففي بداية سقوط برلين زعموا بأن هتلر حي و أنهم القوا القبض عليه ثم بعد ذلك عادوا و قالوا انه هارب و أخيرا زعموا أنهم وجدوا جثته في حديقة دار المستشارية


الجمجمة التي يزعم السوفييت انها تعود لهتلر

و قصة العثور على الجثة هي نكتة بحد ذاتها إذ إن وحدة الاستخبارات السوفيتية العتيدة المكلفة بمعرفة مصير هتلر لم تستطع العثور على جثته رغم أنها فتشت دار المستشارية شبرا شبرا و لكن احد الجنود السوفيت شاهد عن طريق الصدفة بقايا سجادة محروقة في احد الحفر لذلك احضر معولا و بدأ بالحفر طمعا في العثور على كنز!! و لكنه بدل أن يعثر على الذهب عثر على بقايا كلب محروق ثم حفر أكثر و عثر على جثة كلب أخر! و يبدو أن الجندي المعتوه لم يكتف بالعثور على كلبين محروقين فاستمر بالحفر ليعثر أخيرا على جثث هتلر و ايفا و استطاع التعرف عليها رغم أن حراس هتلر قالوا ان جثته قد تحولت بعد حرقها إلى قطعة فحم و إن القذائف الروسية المنهمرة على مبنى دار المستشارية بعثرتها و مزقتها كل ممزق حتى لم يبقى لها اثر , فكيف تمكن إذن الجندي السوفيتي العبقري من التعرف إلى الجثة ؟ و لماذا هذه الجثة المزعومة لم تصور باستثناء صورة واحدة يتيمة هي بحد ذاتها فضيحة و دليل على كذب الروس , فبعد خمسين سنة على موته المزعوم خرج علينا الروس بصورة وحيدة ملتقطة ضمن فيلم قصير و قد اجمع كل من رآها بأنها لا تعود لهتلر و أنها على الأرجح تعود لشبيهه أو أنها مفبركة , ثم على افتراض إن الصورة حقيقية و ليست من اختراعات المخابرات السوفيتية فمن التقط هذه الصورة ؟ إذ إن جميع من كانوا في قبو دار المستشارية لم يذكروا شيئا عن التقاط صورة لهتلر بعد انتحاره فهل كان ملتقط الصورة هو جندي روسي و متى التقطها ؟ هل لبس طاقية الإخفاء و تسلل إلى الغرفة التي انتحر بها هتلر و التقط الصورة بدون أن يراه احد من حرس هتلر أم انه التقط الصورة بعد إحراق الجثث و تفحمها؟!! ثم لماذا لم يحتفظ السوفيت بأي شيء من جثة هتلر؟ فكل أدلتهم على موته تنحصر بقطعة من أسنانه الكاذبة و قطعة أخرى من جمجمته و قد أصبح هذان الدليلان اللذان كشف عنهما الروس بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 الإثبات الوحيد على موت هتلر. لكن في عام 2009 جاءت المفاجأة الكبرى و الضربة القاصمة التي هدمت أكاذيب السوفيت من الأساس , فبعد اخذ و رد طويل حصل بعض الباحثين الأمريكان على موافقة السلطات الروسية في الحصول على عينة صغيرة من قطعة الجمجمة المزعومة لهتلر و بعد إجراء الفحوص الدقيقة و اختبار الحمض النووي بأحدث التقنيات الموجودة في العالم تبين ان قطعة الجمجمة التي شكلت لعقود الدليل الرئيسي على موت هتلر هي في الحقيقة تعود إلى جمجمة أنثى يتراوح عمرها بين 20 – 40 عام !!. أنها فضيحة تاريخية بكل المقاييس و المعايير فهي تعيدنا إلى نقطة الصفر و إلى السؤال الذي طرحه ستالين على ضباطه قبل سبعين عاما : هل حقا انتحر هتلر؟ فعلى الرغم من ان الاطباء الروس قدموا له تقريرا مفصلا آنذاك حول تشريح جثة هتلر المزعومة إلا ان الرجل لم يقتنع أبدا بأن الجثة حقيقية , و قد يقول البعض ان قطعة الجمجمة ربما تعود لأيفا براون التي كان عمرها عندما انتحرت 33 عاما و لكن جميع الأشخاص الذين تواجدوا داخل دار المستشارية أثناء انتحار هتلر لم يذكروا ان ايفا كانت مصابة بطلق ناري في رأسها لا عندما عثر على جثتها داخل مكتب هتلر و لا عندما أحرقت هذه الجثة في حديقة دار المستشارية.

قد لا يكون مصير هتلر مهما اليوم فهو الآن ميت بكل الأحوال لأنه لو كان حيا فعمره الآن يتجاوز المائة و العشرون عاما , لكن المفارقة انه نجا من المحاكمة على جرائمه و لم يستطع أي شخص إذلاله و القبض عليه إذ في جميع الأحوال , سواء كان انتحر أو تمكن من الفرار , فهو لم يحاكم و لا وقف وجها لوجه أمام ضحاياه و لا وصلت أيدي أعداءه إليه , بل إن جل ما استطاع الحلفاء فعله هو تلفيق مجموعة كبيرة من الأكاذيب أما الحقيقة الواضحة كالشمس في رابعة النهار فهي ان أحدا لا يعلم على وجه الدقة ماذا حدث لهتلر , ربما يكون انتحر حقا لكن كل المزاعم حول العثور على جثته هي محض كذب , و هناك من يزعم انه فر إلى أمريكا الجنوبية و عاش سعيدا لما تبقى من عمره بل إن هناك العديد من الأشخاص خلال العقود المنصرمة ممن ادعوا أنهم شاهدوا هتلر في أماكن مختلفة من العالم و هذا موضوع آخر قد يطول الخوض فيه.

الخلاصة عزيزي القارئ هي ان هناك الكثير من الأشخاص حول العالم يعتقدون إن هتلر كان شخصا مجنونا حملته الفرص و الصدف و ظروف ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى إلى أن يتسلق سلم السلطة لاعبا على أوتار القومية الألمانية و على الجرح النازف الذي خلفته معاهدة فرساي في كرامة الوجدان الألماني , لكن الحق يقال , و بغض النظر عن كون الرجل معتوها أو مجنونا , فأنه دوخ العالم في حياته و في مماته.

الهوامش :

1- هذه المقالة تتناول الأيام و اللحظات الأخيرة في حياة هتلر أما حياته الكاملة فأعتقد أن أحداثها تحتاج إلى مجلدات لتغطية تفاصيلها لما كان لها من اثر كبير في تاريخ العالم الحديث فيكفي أن نعرف إن الحرب العالمية الثانية خلفت 70 مليون قتيل لنعلم حجم هذا التأثير. لكن بالنسبة لمن لا يعلمون شيئا عن هتلر فباختصار هو أدولف ألويس هتلر ولد في النمسا عام 1889 و كان أبوه موظفا في الجمارك النمساوية أما أمه فهي كلارا هتلر , و هناك لغط كبير حول نسب والد هتلر فقد سجل في الكنيسة التي تم تعميده فيها على انه طفل غير شرعي و ذلك قبل خمسة أعوام من زواج أمه (جدة هتلر) و هي مزارعة بسيطة اسمها ماريا شكلجروبر من جوهان هيدلر (هتلر) , و هناك عدة أشخاص مرشحين كأجداد لهتلر من ضمنهم احد اليهود الأغنياء الذين عملت جدة هتلر كخادمة في بيته لفترة من الزمن (مصيبة لو كان جد هتلر الحقيقي هو يهودي!) و لغز أصل هتلر و من هو جده الحقيقي هو موضوع طويل قد يحتاج إلى مقالة بحد ذاته لكن أنصار هتلر و مريديه يقولون بأن جوهان هو جده الحقيقي و أن اللغط حول نسبه مفتعل من قبل أعداءه , و في النهاية قد لا يعلم سوى الله من هو الرجل الذي أودع نطفته الحقيرة في رحم جدة هتلر .. تلك النطفة التي حصدت ملايين الأرواح!. كانت طفولة هتلر تعيسة فوالده كان قاسيا و غالبا ما كان يضربه مع أمه , و لهتلر شقيقة واحدة اسمها باولا و لديه أخ و أخت غير شقيقين هم أطفال والده من زواجه الأول , مات والده مبكرا فسافر إلى فيينا لاحتراف الرسم و عاش ردحا من حياته كرسام "فاشل" ثم خدم كجندي في الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الأولى جرح خلالها و حصل على وسام الشجاعة مرتين و خلال هذه الفترة تبلورت لديه ألأفكار القومية فانضم بعد الحرب الى حزب العمال الاشتراكي الوطني الألماني (اختصارا الحزب النازي) و كانت هذه هي الخطوة الأولى التي أدخلته إلى عالم السياسة ثم حملته الظروف و الصدف ليصبح الرجل الأول في ألمانيا (للمزيد يمكنك مراجعة كتاب كفاحي الذي كتبه هتلر عن حياته).

2 – في الحقيقة برلين لم تسقط بسهولة إذ إن الألمان قاتلوا بشراسة للدفاع عن عاصمتهم و في بعض أجزاء المدينة كانت وحدات النخبة النازية تقاتل من بيت إلى بيت وكانت هناك مقاومة عنيفة من قبل الآلاف من قوات الجيش و الشرطة و المتطوعين من شبيبة هتلر (أطفال و مراهقين) و بلغت خسائر السوفييت أثناء معركة برلين قرابة النصف مليون بين قتيل و مفقود و جريح و قد انتقم الجنود الروس (ربما بسبب الجرائم التي اقترفها النازيين في روسيا) بعد انتهاء المعركة إذ تعرضت المدينة للنهب و الغارة و اغتصبت قرابة المائة ألف امرأة ألمانية و عانى السكان من الجوع و المرض.

3 – رغم ان الكثير من الكتب دارت حول حياة هتلر الجنسية و علاقاته بالنساء و اتهامه من قبل البعض بالشذوذ الجنسي إلا انه لا يوجد أي دليل يثبت انه كان شاذا فالرجل ارتبط بعدة علاقات مع النساء قد تكون أشهرها هي علاقته مع ايفا براون و هي الوحيدة التي تزوجها (لمدة 40 ساعة!) , أما أشهر علاقاته التي دار حولها اللغط و الإشاعات فهي مع ابنة أخته "غير الشقيقة" جلي رابول و رغم انه لا يوجد أي دليل يؤكد إن العلاقة بين الاثنين كانت جنسية إلا ان هتلر كان يبدي شغفا غير طبيعي بجلي و قد عثر عليها ميتة اثر إصابتها بعيار ناري في بيت هتلر و قيل حينها أنها انتحرت إلا ان المؤرخين يعتقدون انها قتلت و يتهم بعضهم هتلر أو احد معاونيه بقتلها لأنها أرادت ترك هتلر و السفر إلى فيينا , و جميع المؤرخين يتفقون على ان موت جلي كان بمثابة تحول جوهري كبير في حياة هتلر إذ ان شيئا ما مات داخله منذ ذلك الحين و استل معه أي شعور إنساني كان يحمله و يقال ان هتلر كان يحتفظ بصورة لجلي في جميع غرف نومه و انه كان يتأملها بحزن قبل أن يخلد إلى النوم كما كان يحظر على الأشخاص المحيطين به ذكر اسمها لما يسببه ذلك من أذى نفسي له .


جلي رابول

4 – يبدو ان سم السيانيد كان وسيلة الانتحار المفضلة لدى النازيين فمعظمهم كانوا يحملون كبسولات صغيرة تحتوي على هذا السم استعملوها لاحقا لقتل أنفسهم فمثلا هيملر انتحر بالسيانيد بعد ان قبض الانكليز عليه فباغتهم و ابتلع كبسولة السم و مات في الحال أما غورنغ فقد حكم عليه بالإعدام في محاكمات النازيين في كوتنبرغ إلا ان حراس زنزانته وجدوه ميتا في فراشه و تبين انه انتحر عن طريق ابتلاع كبسولة سيانيد لا يعلم على وجه الدقة كيف وصلت إليه رغم الحراسة المشددة , أما مارتن بورمن الذي كان أخر من غادر دار المستشارية بعد انتحار هتلر فلا يعلم مصيره على وجه التحديد و لكن الرواية الرسمية تقول بأنه انتحر هو و احد الضباط بعد ان حوصروا من قبل قوات الجيش الأحمر. و من المنتحرين بالسيانيد أيضا هو جوزيف غوبلز حيث قام هو و زوجته ماغدا بقتل اطفالهم الستة أولا عن طريق السم ثم انتحرا بعد ذلك و ذلك بعد يوم واحد فقط من انتحار هتلر. و لمعلوماتك عزيزي القارئ فأن السيانيد (Cyanide ) سم قاتل يجعل خلايا الكائن الحي غير قادرة على استخدام الأوكسجين و كمية صغيرة منه (1.5 ملغم لكل 1 كيلو غرام) كافية لقتل أي كائن حي خلال دقائق قليلة و أول الأعراض تكون في العادة صعوبة في التنفس تتبعها غيبوبة ثم سرعان ما يموت الإنسان مختنقا. و بسبب طبيعة السيانيد القاتلة فقد استعمله النازيين في قتل ملايين البشر في عنابر الغاز و كذلك تمتلك الدول العظمى اليوم صواريخ كيميائية مجهزة بغاز السيانيد و هناك أيضا بعض الجماعات الإرهابية التي حاولت استعماله لتنفيذ هجماتها القاتلة مثل طائفة أوم في اليابان


غوبلز مع زوجته و اطفاله و اسفلها صورة غورنغ بعد انتحاره في زنزانته و تحتها صورة هيملر بعد انتحاره و جميعهم انتحروا بالسيانيد
Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013, 05:58 PM   #68
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي سفاحات "ماخور الجحيم"

سفاحات "ماخور الجحيم"



ليس من الغريب أن تتشابه أخلاق و سلوكيات أفراد بعض العائلات , و لا شك أن للوراثة دور كبير في ذلك , و ‏لهذا نجد بعض العائلات تشتهر بالجود و الكرم و أخرى بميلها للعنف و سرعة الغضب , وهناك أيضا عائلات ‏يجمع بين أفرادها خصلة سوء الأخلاق و رداءة الطبع فترى الناس تتحاشى الاختلاط بها و تتجنب جيرتها. و في ‏مقالنا هذا سنتناول ثلاث قصص مختلفة لنساء ينتمين إلى هذه الطينة و العينة , فهن شقيقات جمعهن رابط الدم و ‏تشابهت أخلاقهن الرديئة فأصبحن قاتلات محترفات وجدن لذتهن في سفك الدماء و استلال الأرواح البشرية ‏لأجل غاياتهن المريضة والدنيئة.‏

في صباح احد الأيام في ستينيات القرن المنصرم , استيقظت المكسيك على أخبار جريمة مروعة هزت الرأي العام و وجهت الأنظار مجددا إلى حرفة قديمة , وصفها البعض بأنها أقدم مهنة في تاريخ البشر , انطوت خلال تاريخها على أبشع أنواع الاستغلال و اتصفت غالبا بالقسوة وعدم الإنسانية , و اعني هنا مهنة الدعارة حيث تقدم النساء أجسادهن على مذبح الرغبة , اضطرارا و مكرهات في معظم الأحيان , مقابل المال , لا بل أحيانا كما في المجاعات و الحروب تضحي المرأة بعفتها من اجل كسرة خبز صغيرة لعائلاتها و أطفالها. وهناك دائما أشخاص من ضعاف النفوس يبحثون عن هذه الطرائد البشرية الفقيرة و المشردة من اجل الاحتيال عليهن و استغلالهن بأبشع صورة , لا بل إن بعض العاهرات أنفسهن يتحولن أحيانا , عندما يتقدمن في السن و يذوي جمالهن , إلى قوادات محترفات يقمن باستغلال الفتيات الشابات بأبشع صورة للحصول على المال , و الشقيقات الشريرات اللائي سنتناول قصتهن في هذا المقال هن من هذه الطينة القذرة.

دلفينا و ماريا غونزالز (Delfina and María de Jesús González ) شقيقتان عاشتا في مدينة كوانجيتو الواقعة على مسافة 200 ميل إلى الشمال من مكسيكوستي العاصمة , كانتا قوادتين تديران بيت دعارة و ناديا ليليا أطلقتا عليه اسم "ماخور الجحيم" , و هو اسم على مسمى حقا إذ حولته الشقيقتان إلى جحيم حقيقي. وقد شملت نشاطات الشقيقتان غونزالز , إضافة إلى الدعارة , المخدرات و كان لديهن أيضا ارتباطات مع رؤوس الجريمة المنظمة في المكسيك.

الشقيقتان بدأن عملهن في مجال تجارة الجنس منذ أربعينيات القرن المنصرم حين كانتا غانيتان شابتان تديران شققا صغيرة لاستضافة الباحثين عن المتعة الجنسية , و قد القي القبض عليهن عدة مرات خلال فترة عملهن الطويلة بسبب استغلالهن للأطفال و المراهقين في مجال عملهن , كما عرف عنهن قسوتهن و تجردهن من أي رأفة أو رحمة في تعاملهن مع الفتيات العاملات في ماخورهن الجهنمي , إذ طالما عمدن إلى توبيخ و ضرب الفتيات المسكينات وقمن أحيانا باحتجاز بعضهن قسرا وإجبارهن على العمل بدون مقابل.

منذ بداية عملهن في مجال الدعارة اتبعت الشقيقتان أسلوبا ذكيا مكنهن من الاستمرار في ممارسة جرائمهن السادية بحق الآخرين لفترة طويلة من الزمن. كان أول عمل تقومان به عند فتح شقة أو ماخور جديد هو محاول التعرف على الشخصيات النافذة و المهمة في المنطقة المحيطة بمكان عملهن الجديد , وهؤلاء الشخصيات كانوا في العادة من رجال الشرطة الفاسدين و كذلك من رؤساء عصابات المخدرات و الجريمة المنظمة , كانتا تبدأن بالتودد إلى تلك الشخصيات عن طريق تقديم خدماتهن الجنسية مجانا و في المقابل كان هؤلاء الأشخاص النافذين يقومون بتقديم الحماية لهن من الشرطة و من رجال العصابات الآخرين.

كان لدى الشقيقتان وسائلهن الدنيئة في الإيقاع بضحاياهن , كانتا تدفعان المال لبعض الرجال و الشبان و النساء مقابل الحصول على فتيات جديدات , وكان هؤلاء لديهم أساليبهم الخاصة في خداع الفتيات الفقيرات و المشردات , فتارة يستدرجوهن بحجة تشغيلهن في وظائف محترمة وبأجور مغرية و حينا يخدعونهن بذريعة الإحسان إليهن وبحجة مساعدتهن , كما أن الدنيا لم تخلوا من شبان و رجال أنذال كانوا يقومون ببيع حبيباتهم و عشيقاتهم و حتى بناتهم مقابل القليل من المال و المخدرات. و ما أن يقبض البائع المال و تستلم الشقيقتان الفتاة حتى تتبخر جميع الأحلام الوردية و الأكاذيب العسلية و تكتشف الفتاة المسكينة حجم الرعب و المستقبل القاتم الذي ينتظرها في "ماخور الجحيم" , كان يطلب منها أن تتعلم فنون مهنة الدعارة و أن تقوم بإرضاء الزبائن الذين كانوا يدفعون بسخاء من اجل الوجوه و الأجساد الجديدة , و لم يكن لدى الفتاة خيار سوى الموافقة , أما إذا رفضت فكانت تتعرض للضرب العنيف ثم تسجن في غرفة صغيرة و يمنع الطعام عنها و يتم اغتصابها مرارا من قبل زبانية الماخور حتى ترضخ أخيرا , حينها تبدأ الشقيقتان بتعليمها طرق إغواء الزبائن و إرضائهم و كيفية ارتداء الملابس المغرية و وضع الماكياج الملائم و طريقة التحدث إلى الرجال و جذبهم , و ما أن تتقن الفتاة فنون المهنة حتى تأخذ مكانها داخل النادي الليلي و تبدأ بإغواء و إغراء الزبائن و در الأموال إلى جيب الشقيقتان غونزالز.

في الغالب كانت الفتاة تعمل بدون مقابل , و كان يجري تذكيرها باستمرار بعدم التكلم مع الزبائن أو مع زميلاتها في النادي الليلي حول ظروف عملها و حياتها داخل الماخور , كانت الفتاة التي تخالف هذه التعليمات الصارمة تتعرض للضرب و التعنيف , كما كان يتم تحذير الفتيات من محاولة الهرب , كانت الشقيقتان تخبران الفتيات بأن سطوتهما و نفوذهما ستطالان من تحاول الهرب أينما ذهبت و سيتم أيضا إيذاء أفراد عائلتها.

كانت الشقيقتان تبتكران طرقا مخيفة في كيفية معاقبة الفتيات المخالفات للأوامر , إحدى هذه الطرق هي استغلال بقية فتيات الماخور في إنزال العقوبة حيث كان يتم جمعهن خارج الماخور ثم تأمرهن الشقيقتان بتعرية الفتاة المخالفة وضربها ضربا مبرحا بالعصي أو رجمها بالحجارة و ذلك لكي تكون عبرة للأخريات فلا تجرؤ إحداهن مستقبلا على مخالفة الأوامر لأنها تعلم جيدا طبيعة العقوبة القاسية التي تنتظرها.

كانت الفتاة تستمر بالعمل في ماخور الجحيم مادامت بصحة جيدة و تتمتع بمظهر جذاب , أما إذا مرضت إحداهن أو حملت سفاحا أو تقدمت في السن فذوى جمالها , فأن ذلك كان يعني غالبا نهاية حياتها , إذ كانت تجبر على أعمال السخرة الشاقة و تتعرض للضرب و التوبيخ بصورة مستمرة و تعطى القليل من الطعام أو يمنع عنها تماما , و غالبا ما كانت تفارق الحياة خلال مدة قصيرة , أما بسبب الجوع و المرض أو بسبب الضرب المبرح والرجم بالحجارة الذي تتعرض له من زميلاتها الأخريات , وعندما تفارق الفتاة الحياة , كانت الشقيقتان تأمران فتيات الماخور بحفر قبر لها و دفنها في الحديقة المحيطة بالمبنى , كانت الغاية من ذلك هو جعلهن شريكات في الجريمة فلا تجرؤ إحداهن على الهرب و إبلاغ الشرطة , و من اجل إدخال المزيد من الرعب و الهلع إلى قلوبهن كانت الشقيقتان تأمران الفتيات أحيانا بنبش القبر بعد ثلاثة أو أربعة أشهر على الدفن و استخراج جثة الفتاة التي تكون حينها متفسخة و متعفنة ثم إحراقها لتختفي معها آثار الجريمة تماما.

لسنوات طويلة ارتكبت الشقيقتان غونزالز أبشع الجرائم من دون أن تطالهن يد العدالة , لكن دوام الحال من المحال , و تشاء الأقدار أن تكون الصدفة وحدها هي التي قادت الشقيقتان إلى نهايتهما , ففي عام 1964 اقتحمت الشرطة شقة دعارة في مدينة كوانجيتو واكتشفت داخلها مجموعة من الفتيات القاصرات المحتجزات قسرا فألقت الشرطة القبض على صاحبة الشقة و هي قوادة معروفة اسمها جوزيفينا , و قد اعترفت أثناء التحقيق معها بأن الفتيات اللواتي عثرت الشرطة عليهن في شقتها هن مختطفات و أنها كانت تنوي بيعهن إلى الشقيقات غونزالز مثلما سبق لها أن باعت العشرات مثلهن طوال السنوات المنصرمة.

بعد الحصول على اعترافات جوزيفينا قامت الشرطة بمداهمة و تفتيش ماخور الجحيم فحرروا عشرات الفتيات المحتجزات قسرا و الرازحات تحت ظروف لا إنسانية , وأثناء التفتيش عثرت الشرطة على بقايا جثة بشرية بالقرب من مبنى الماخور مما جعلهم يشكون بوجود المزيد من الجثث , وبالفعل تمكن رجال الشرطة بعد قيامهم بالحفر في الحديقة المحيطة بمبنى الماخور من العثور على إحدى و تسعون جثة إضافة إلى بقايا بعض الأجنة البشرية , و الغريب ان الجثث لم تكن جميعها لنساء بل كانت هناك احد عشر جثة لرجال و قد تبين لاحقا أثناء التحقيق مع الشقيقتان بأنهما كانتا تقومان بقتل و سلب بعض الزبائن من الرجال ممن كانوا يحملون معهم مبالغا كبيرة من المال أثناء تواجدهم في الماخور.

مع استمرار التحقيقات بدأت تتكشف بالتدريج الجرائم المريعة التي اقترفتها الشقيقتان وأخذت الصحافة تتناولها بإسهاب مما سبب صدمة كبيرة للرأي العام المكسيكي , و سرعان ما تم تقديم الشقيقتان للمحاكمة بتهمة الاختطاف و القتل العمد في ثمان و عشرين فقرة قتل عمد , و هو عدد الجثث التي استطاع محققو الشرطة التعرف على أصحابها من بين العدد الكلي للجثث , و لأن عقوبة الإعدام ملغاة من القانون المكسيكي , لذلك حصلت الشقيقتان على الحد الأقصى من العقوبة المسموح بها و هي السجن لأربعين عاما.

دلفينا غونزالز ماتت خلف القضبان في زنزانتها عام 1968 عن عمر يناهز السادسة و الخمسين , أما شقيقتها ماريا فقد أطلق سراحها بعد أن أكملت جزء كبيرا من عقوبتها و توارت عن الأنظار منذ ذلك الحين.
Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013, 06:44 PM   #69
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي تشاكي

تشاكي الدمية القاتلة .. القصة الحقيقية

ليس من العجيب أن نسمع طفلا يتحدث مع دميته كأنها تعي وتفهم ما يقول، فمعظم الصغار يفعلون ذلك، لكن العجيب والمريب هو أن نسمع الدمية تبادل الطفل الحديث !!. قد يقول البعض بأن هذا ممكن لو كانت الدمية من النوع الناطق الذي يعمل بالبطارية. لكن ماذا لو كانت دمية عادية مصنوعة من القماش والقطن، هل يمكنها أن تتحدث وتلعب ؟ هل يمكنها أن تشعر وتحس بما يجري حولها ؟ ..طبعا معظم الناس سيقولون بأن هذا هو المحال بعينه. لكن مهلا .. فمقالنا هذا سيحدثك بإسهاب عن دمى من نوع آخر يختلف عن ذاك الذي عرفته في طفولتك، دمى جميلة ترصدك بعيونها الفاتنة وتنصت أليك بصمت بانتظار اللحظة المناسبة لتفاجئك بما لا يخطر لك على بال، دمى عجيبة لو رأيتها وسمعت بقصتها فستفكر مرتين قبل أن تتجرأ على وضع دمية بالقرب من سرير نومك!!.

أظن بأن معظم عشاق سينما الرعب شاهدوا فلم لعبة طفل (Child's Play ) بأجزائه المتعددة، فهو فلم يشد المشاهد بفكرته المبتكرة التي تتحدث عن دمية للأطفال تدب فيها الحياة بطريقة سحرية فتتحول إلى قاتل رهيب يستل الأرواح بغتة وبقسوة مفرطة. الفكرة مخيفة وصادمة، فالدمية اللطيفة ذات الملامح البريئة سرعان ما تبدي للمشاهد وجها شيطانيا كريها يبث الرعب في النفوس بقسماته الخبيثة وصوته الشرير الذي يعلق في الأذهان بعبارته الشهيرة : "أنا تشاكي .. هل تريد اللعب ؟".

تفاصيل الفلم - الجزء الأول 1988 -


جارلز لي ينقل روحه الى الدمية

أحداث الفلم تبدأ بمطاردة وتبادل لإطلاق النار داخل متجر كبير بين رجال الشرطة بقيادة المحقق ميكي نورس ومجرم قاتل أسمه جارلز لي راي، تلك المطاردة تنتهي في القسم الخاص بلعب الأطفال حيث يصاب جارلز برصاصة قاتلة فيسقط أرضا محتضرا، وفيما هو يلفظ أنفاسه الأخيرة يتمكن بواسطة تعاويذ سحرية معينة من نقل روحه الشريرة إلى دمية للأطفال تعرف بأسم دمية "الرجل الصالح". وبصورة غامضة يتعرض المتجر لاحقا إلى صاعقة تحرقه عن بكرة أبيه.

لاحقا في الفلم تنقلنا الكاميرا إلى شقة متواضعة حيث نشاهد طفل صغير يدعى أندي يرجو من أمه كارين أن تشتري له دمية "الرجل الصالح" كهدية لعيد ميلاده، فتعتذر الأم عن تحقيق أمنيته لعدم امتلاكها ثمن الدمية. لكن في وقت لاحق من ذلك النهار تشاهد كارين بائعا متجولا يبيع دمية كتلك التي طلبها أبنها بسعر بخس جدا فتنتهز الفرصة وتشتري الدمية لتقدمها لأندي الذي يطير بها فرحا من دون أن يدرك بأن دميته الجديدة ليست في الحقيقة سوى تلك الدمية التي حلت فيها روح جارلز لي راي، وبأن الشخص الذي باعها لأمه كان قد سرقها من المتجر بعد احتراقه.


أندي .. سعيد بدميته الجديدة

الدمية تبدأ في التحدث إلى أندي وتخبره بأن أسمها هو تشاكي. وفي مساء ذلك اليوم تقترف أول جرائمها، حيث يقوم تشاكي بقتل ماغي صديقة كارين وجليسة أندي في المنزل بواسطة مطرقة حديدية ثم يرمي بجثتها من نافذة المطبخ. أندي يعلم جيدا بأن دميته هي التي قتلت ماغي، لكن أحدا لا يصدقه. وفي اليوم التالي يجبره تشاكي على التغيب من المدرسة ويأمره بأخذه إلى بيت أيدي، وهو شريك جارلز لي راي في جرائمه والشخص الذي وشى به إلى الشرطة، هناك ينتقم تشاكي من ايدي فيقتله ويحرق منزله.

الشرطة تكتشف جثة أيدي وتعثر على اندي بالقرب من مكان الجريمة، ومرة أخرى يخبرهم بأن تشاكي الدمية هو القاتل لكنهم لا يصدقونه ويقومون باحتجازه في مركز للرعاية النفسية. وفي نفس اليوم تعود أمه الحزينة بمفردها إلى شقتها مع الدمية لتكتشف لاحقا بأن أندي كان يقول الحقيقة حين تلاحظ عدم وجود بطاريات داخل الدمية ومع ذلك فهي تتكلم!. كارين تمسك بالدمية وتهدد برميها في نار الموقد فينتفض تشاكي، يهاجمها ثم يفر من الشقة. كارين تتصل بالمحقق ميكي نورس لتخبره عن حقيقة الدمية، لكنه لا يصدقها إلا بعد تعرضه هو نفسه لهجوم شرس أثناء قيادته لسيارته، تشاكي أراد قتل المحقق والانتقام منه، لكن نورس ينجو من الهجوم بإطلاق النار على الدمية.

تشاكي المصاب يذهب إلى جون سيمونسي، وهو كاهن الفودو الذي علمه السحر، يسأله عن سبب النزف الذي أصابه جراء رصاصة المحقق نورس، فهو دمية ومن المفروض أن لا ينزف. فيخبره جون بأن بدن الدمية البلاستيكي سيتحول تدريجيا إلى طبيعة بشرية، سيصبح جسدا حقيقيا من لحم ودم لكنه لن يكبر وسيبقى دوما بهيئة الدمى؛ تشاكي يطلب من جون أن يدله على طريقة تجعله يتفادى البقاء في جسد الدمية إلى الأبد، لكن جون يرفض ذلك، فيقوم تشاكي بتعذيبه، وتحت التعذيب يخبره جون بأن الطريقة الوحيدة للخروج من جسد الدمية هي بنقل روحه إلى جسد أول شخص عرف بحقيقته كدمية حية، وهذا الشخص لم يكن سوى الطفل أندي.


تشاكي يستعد لنقل روحه لجسد اندي

كارين والمحقق نورس يتبعان تشاكي إلى منزل الكاهن، هناك يعثران على جون سيمونسي وهو يحتضر فيرشدهما قبل موته إلى طريقة للتخلص من تشاكي، يخبرهما بأن جسد الدمية محصن من الأذى لأنه من البلاستك، لكن قلبها بشري تماما، ولكي يقتلا تشاكي عليهما إصابته في القلب مباشرة.

في هذه الأثناء يقوم تشاكي بملاحقة اندي إلى المركز النفسي، هناك يقوم بقتل الطبيب المسؤول عنه بواسطة الصعقات الكهربائية، لكن أندي ينجح في الهروب منه ويعود إلى منزله، وفي نفس الوقت يهرع كل من كارين والمحقق نورس إلى المنزل أيضا، لكن تشاكي يسبقهما إلى هناك فيهاجم أندي بواسطة مضرب بيسبول فيفقده وعيه ثم يبدأ بتلاوة تعاويذه السحرية للاستيلاء على جسده، لكن قبل أن يتمكن من تحقيق غايته بلحظات فقط يصل كل من المحقق نورس وكارين إلى الشقة ويشتبكان معه، تشاكي يتمكن من إصابة المحقق نورس، لكن كارين تنجح بمساعدة ابنها من وضع تشاكي في الموقد وإضرام النار في جسده. ثم تهرع كارين لمساعدة المحقق المصاب من دون أن تدرك بأن تشاكي مازال حيا، ومرة أخرى يقوم تشاكي المشوه والمحروق بمطاردة كارين وأبنها، ولا تنتهي هذه المواجهة المرعبة إلا حين يتمكن المحقق نورس من إطلاق النار على قلب تشاكي مباشرة فيقضي عليه.


الدمية تلاحق اندي حتى بعد تعرضها للحرق

نجاح باهر .. أجزاء جديدة


ملصق الجزء الثاني من الفلم

تم عرض فلم (Child's Play ) في صالات السينما الأمريكية عام 1988 ولم يلبث أن تربع على صدارة أفلام ذلك الموسم محققا أرباحا طائلة بملايين الدولارات. كان نجاح الفلم باهرا لكنه لم ينجو من الانتقادات، كانت هناك مطالبات بمنعه من العرض بسبب تأثيره السيئ على نفسية الأطفال، وهي ذريعة لا تخلو من حقيقة، فالفلم كان مخيفا بحق، بث الهلع في قلوب الملايين آنذاك.

ويقال بأن الفلم كان دافعا لواحدة من أبشع الجرائم في تاريخ بريطانيا حين أقدم صبيان في العاشرة من العمر على اختطاف طفل في الثانية من عمره وقاما بتعذيبه وقتله بأفظع صورة، وتلك قصة أخرى قد نعود لها لاحقا. لكن على الرغم من كل الانتقادات فأن نجاح الفلم دفع المنتجين لصناعة أجزاء أخرى هي :
1990 - Child's Play 2
1991 - Child's Play 3
1998 - Bride of Chucky
2004 - Seed of Chucky
وهناك جزء آخر تحت الإنتاج لكن لا اعلم موعد عرضه.

هل هناك حقا دمى مسكونة ؟


هل هناك دمى مسكونة حقا ؟

سؤال قد يبدو ساذجا لوهلة .. دمى مسكونة !! .. يالها من فكرة سخيفة ! .. هل هناك إنسان عاقل يظن بوجود شيء كهذا ؟!. والجواب هو نعم .. فلآلاف السنين عبد البشر الأصنام وزعموا بأنها تعي وتسمع وتفعل .. والأصنام ما هي في الحقيقة إلا دمى من صنع البشر، ولآلاف السنين أيضا أحتضن ما لا يحصى عدده من الأطفال دماهم وعرائسهم وراحوا يلاعبونها ويحدثونها كأنها كائنات وموجودات حية. وهناك بالفعل أناس حول العالم يؤمنون بأن الدمى تحس بآلام الأطفال وتشعر بحرقة دموعهم ولوعة أحزانهم.

مؤلف الفلم دون مانسيني زعم بأن تشاكي الدمية هو شخصية خيالية مائة في المائة، لكن بغض النظر عما يقوله مانسيني، هناك بالفعل العديد من قصص الدمى المسكونة حول العالم، بعضها أقدم بكثير من الفلم موضوع بحثنا في هذا المقال، وقد يكون مانسيني نفسه قد سمع ببعض تلك القصص فأستلهم منها شخصية تشاكي، بل يجزم البعض بأن الفلم مقتبس تماما عن قصة دمية مسكونة أسمها روبرت، وقصة روبرت الدمية في رأيي أكثر إرعابا وإثارة للخوف من قصة تشاكي لأنها حقيقية وليست مجرد خيال.

روبرت .. الدمية المسكونة


في هذا المنزل بدأت القصة .. وفي حجرة العلية عاش روبرت

قصة الدمية روبرت تبدأ في جزيرة كي ويست في فلوريدا عام 1904، في منزل فخم يعود لعائلة فنان ومؤلف يدعى روبرت يوجيني أوتو، أو جين كما اعتادوا على مناداته في صغره، والذي كان طفلا وحيدا لوالدين ثريين أعتادا الترفيه عن نفسهما بالسفر، وخلال سفراتهما الطويلة والمتكررة تلك كانا يتركان أبنهما جين وحيدا برعاية مربية عجوز تعود أصولها إلى جزر الباهاما، ويقال بأن تلك العجوز كانت متمرسة بسحر الفودو القائم على استغلال الأرواح الشريرة وتسخير الجن والعفاريت لغرض إنزال اللعنات السوداء على الأعداء والخصوم.

والدة جين كانت معروفة بطبعها العصبي وبسوء معاملتهما للخدم، وفي أحدى نوبات غضبها قامت بطرد المربية العجوز لسبب تافه، لكن تعلق أبنها الشديد بمربيته أجبرها على التمهل في طردها حتى نهاية الشهر.

المربية العجوز أمضت أيامها الأخيرة في المنزل حبيسة غرفتها لا تغادرها إلا لماما، لا يعلم أحد ماذا كانت تفعل في خلوتها تلك، لكن زملائها في العمل كانوا موقنين بأنها تدبر أمرا ما للانتقام من مخدوميها الذين بالغت في رعاية أبنهم فكان جزائها الطرد والاهانة.


صعدت الى حجرة جين وقدمت له الدمية روبرت

أخيرا تركت المربية حجرتها حين حان موعد رحيلها في نهاية الشهر، لكن قبل أن تغادر المنزل نهائيا، صعدت العجوز السوداء ببطء نحو غرفة جين وقدمت له دمية مصنوعة من القماش والقطن، أخبرته بأنها صنعتها خصيصا له وأسمتها روبرت تيمنا بأسمه الأول، وطلبت منه أن يحتفظ بها كذكرى منها، ثم ودعته ورحلت.

سرعان ما أصبح جين متعلقا بدميته الجديدة، ألبسها ثياب البحارة وصارت لا تفارقه حتى خلال نومه، أخذ يمضي معظم وقته باللعب معها وصار يحادثها ويتكلم معها، وقد بدا الأمر عاديا بالنسبة لطفل في عمره، لكن والديه وخدم المنزل بدؤوا يسمعون صوتا آخر معه في الغرفة، ظنوا في البداية بأن جين يقوم بتغيير صوته لكي يتحدث بالنيابة عن الدمية روبرت، وهو أمر طبيعي يقوم به الأطفال حين يتكلمون مع أنفسهم، لكن الصوت الآخر كان أخشن من أن يكون صوت طفل، أحيانا كان يعلو ليتحول إلى صراخ فيهرع الوالدين إلى غرفة جين ليجداه مكوما في زاوية الغرفة بينما الدمية روبرت جالس على الكرسي وهو يحدق إليه، كانوا يسألون جين عن سبب صراخه فيشير إلى الدمية ويقول بغضب : "أنه روبرت .. هو من بدء العراك أولا!".


"أنه روبرت! .. هو من فعل ذلك ولست أنا"

بمرور الأيام بدأت تحدث أمور غريبة في المنزل، أخذت الصحون تتطاير من فوق الموائد وتتحطم من تلقاء نفسها، الأبواب تقفل من الداخل من دون سبب، الكتب تقع عن الرفوف وتتناثر على الأرضية كأن يدا غامضة امتدت إليها وعبثت بها. ثم أخذت ألعاب جين تتحطم وتتكسر وصارت دماه وعرائسه تتعرض للتمزيق وتتبعثر أوصالها حول المنزل. والدا جين كانا يظنان بأن أبنهما هو من يقوم بهذه الأمور، كانا يلومانه ويعنفانه فيشير بأصبعه نحو الدمية ويجيبهما مستنكرا : "أنه روبرت! .. هو من فعل ذلك ولست أنا".

والدا جين لم يصدقا بأن الدمية هي من تفعل ذلك، لكن العديد من الخدم فعلوا، أمنوا بأن المربية العجوز قد صبت فعلا أحدى لعناتها السوداء على الدمية للانتقام من العائلة، وأقسم بعضهم بأنهم شاهدوا الدمية روبرت وهو يركض ليلا بين الغرف، وحين حاولوا الإمساك به بدأ يتسلق الجدران ويسير بالمقلوب على السقف وهو يضحك ويسخر منهم، صاروا يرتعبون منه ويتحاشون قدر الإمكان الدخول إلى غرفة العاب جين، خصوصا في الليل.

المشاهدات الغريبة لم تقتصر على خدم المنزل، فالجيران أيضا صاروا يتحدثون عن مشاهدتهم للدمية روبرت وهو يتمشى داخل المنزل ويتنقل من شباك إلى آخر حين تكون العائلة في الخارج.


جين مع زوجته آني .. في حديقة منزلهما

الأمور وصلت ذروتها في أحدى الليالي حين هرع والدا جين إلى غرفته بعدما سمعاه يصرخ وينتحب، عثروا عليه غارقا تحت أثاث الغرفة الذي بطريقة ما تكوم جميعه فوق السرير، جين كان يصرخ مرعوبا : "أنه روبرت .. يريد إيذائي". عند هذا طفح كيل والدي جين، حاولا تمزيق وحرق الدمية، لكن الخدم حذروهم من فعل ذلك لئلا تعم اللعنة المنزل كله، لذلك قام والد جين بحبس الدمية في حجرة صغيرة في علية المنزل، أقفل الباب عليها ومنع الجميع من الاقتراب من تلك الحجرة.

ومرت الأيام والسنوات مسرعة، فمات والدا جين وأصبح هو رساما ومؤلفا يشار إليه بالبنان، تزوج من فتاة جميلة تدعى آني، وخلال العقود الطويلة التي قضياها معا في المنزل ظل باب حجرة العلية مقفلا ونسي الجميع أمر الدمية روبرت، لم تقع أي حوادث غريبة باستثناء شكوى بعض الجيران من وجود شخص يحدق أليهم من خلف زجاج العلية القديم والمغبر، كانا يسألان الزوجين حول ما أذا كان هناك شخص ما في العلية، لكن الزوجان اعتادا النفي، كانا يعلمان بأنه روبرت .. لكنهما تجاهلا الأمر.

في عام 1972 مات جين أخيرا فقامت زوجته ببيع المنزل، وقد قرر الملاك الجدد فتح باب حجرة العلية، لم يكونوا يعلمون شيئا عن قصة الدمية روبرت، عثروا عليه جالسا فوق كرسي هزاز قبالة النافذة كأنه يحدق إلى الداخلين والخارجين من المنزل، تعجبوا لأنه بدا نظيفا رغم أن كل شيء في الحجرة كان يعلوه الغبار، ولسوء حظهم كانت لديهم ابنة في العاشرة من العمر سرعان ما تعلقت بالدمية ما أن رأتها أول مرة فقررت الاحتفاظ بها. ومرة أخرى عادت الأحداث والأمور الغريبة تطل برأسها من جديد في أرجاء المنزل، أخذت الفتاة تصرخ وتنتحب ليلا، كان أهلها يهرعون إليها فتخبرهم بأنها رأت الدمية تتحرك وتتجول في أرجاء الغرفة وتقفز فوق الأثاث، وفي أحدى المرات أقسمت الفتاة بأن الدمية هاجمتها وحاولت إيذائها.

في النهاية، انتهى المطاف بالدمية روبرت إلى احد المتاحف الأمريكية (Fort East Martello Museum )، وأغلب الظن بأن عائلة الفتاة تبرعت به إلى ذلك المتحف ليتخلصوا من شره، لكن مشاكسات الدمية لم تنتهي، فسرعان ما بدأ عمال وموظفو المتحف يتحدثون عن أمور غريبة تحدث خلال الليل، بعض الحراس أقسموا بأنهم شاهدوا الدمية تتجول في أرجاء المتحف ليلا، وأيقن بعضهم بوجود شيء ما غريب بشأن هذه الدمية، راحوا يفتشون وينقبون في تاريخها الذي يربو على قرن من الزمان، فتكشفت لهم جوانب قصته الغريبة، وهكذا انتشرت القصة في أنحاء البلاد حتى وصلت شهرتها إلى مواقع الانترنيت والفضائيات.

وتلافيا لمشاكله ومشاكساته، قررت إدارة المتحف وضع روبرت داخل قفص من الزجاج، حيث لا يزال قابعا هناك حتى يومنا هذا، يزوره العديد من السياح ليطلعوا على قصته العجيبة، وليلتقطوا له الصور بحذر، فالأسطورة تزعم بأنه يجب أولا أخذ الأذن من روبرت بأدب قبل التقاط أي صورة له، وفي حال رفض ذلك عن طريق إمالة رأسه قليلا إلى الخلف، فعلى السائح أو الزائر تجنب التقاط الصورة لكي لا تصيبه لعنة شريرة لا فكاك منها.

ماندي .. الدمية الباكية


ماندي .. الدمية الباكية

هناك دمية أخرى مسكونة لكنها أقل شهرة من روبرت، هذه الدمية تدعى ماندي، تبرعت بها أحدى السيدات إلى متحف كويسنل في كندا عام 1991، وعلى العكس من روبرت، لا توجد معلومات كثيرة عن تاريخ ماندي وحياتها السابقة، لكنها كانت في حالة يرثى لها عندما وصلت إلى المتحف أول مرة، كانت ملابسها ممزقة ووجهها وجسدها مشوهان بشقوق كبيرة، السيدة التي تبرعت بها شرحت للموظفين في المتحف كيفية عثورها على الدمية، قالت بأنها انتقلت مؤخرا للسكن في منزل قديم، وفي بعض الليالي كانت تسمع صوت بكاء طفلة يتردد في أرجاء المنزل، تكرر ذلك عدة مرات فقررت السيدة أخيرا أن تبحث عن مصدر الصوت، وقد قادها بحثها إلى صندوق قديم في القبو كانت ماندي تقبع داخله، ولسبب غامض شعرت السيدة بالضيق وعدم الراحة لدى رؤيتها ماندي للمرة الأولى، لذلك قررت التخلص منها وتبرعت بها للمتحف، ومنذ ذلك الحين اختفى صوت بكاء الطفلة القادم من القبو.

وتماما مثلما حدث مع السيدة التي عثرت على ماندي، فأن الكثير من زوار المتحف يقولون بأن شعورا طاغيا بالكآبة وعدم الراحة يراودهم عند النظر إلى الدمية، وزعم بعضهم بأنهم شاهدوا دموعا في عينها، فيما أقسم آخرون بأنها كانت تحدق أليهم بطريقة غريبة وكانت عيناها تلاحقهم لدى مرورهم بها.
Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع اضخم موضوع على الاطلاق عن الأساطير الرعب و السحر و امور ما وراء الطبيعة:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اضخم مكتبة انمي على الاطلاق على المديافير و غيره в ε и я о в ε я т قسم الأنمي المترجم 75 05-11-2013 05:51 PM
شوف اضخم رجل في العالم على الاطلاق نونو1977 قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 1 11-10-2010 05:35 PM
إلى جميع محبي الأساطير وعالم ما وراء الطبيعة >> مكتبة الأساطير << عاشق ون بيس موووت القسم العام 13 09-19-2010 10:06 PM
ثيم بساطة الطبيعة الافضل على الاطلاق نونو1977 قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 3 04-21-2010 04:40 PM
حصرياً مع قمة الرعب ورعشة الأبدان! تبقى افلام السبعينات هى الصداره! لكم من وراء القبر العاشق 2005 قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 0 01-13-2010 06:00 AM

الساعة الآن 12:06 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity