سر خميسة : الحلقة 18

كتابة : imel
تنسيق : imel
صور وخلفيات من تصميم : جمعية العاشق الحرة والأخت " ساواكو "
ولها خالص الشكر والإمتنان
وأيضا شكر خاص للأخت ساحرة القلوب


مقدمـــــــــة
------


أعلم أنه طال الغياب أكثر مما يجب
ولا أحبد قول الأسباب فقد توقفت عن نشر القصة
*وتكرتكم*متشوقون لمعرفة الأحداث

و أعتذرجدا جدا عن هذا

قبل كل شيء أود أن أشكر صاحبة هذا التصميم والذي جاء من أناملها المبدعة الأخت " ساواكو "

وبالتأكيد لن أنسى جمعية العاشق الحرة لدعمها مواضيعي والوقوف لجانبي

لذا أوجه من هذا المنبر شكرا و إمتنان خاص لهم

لكنني اليوم عدت لأتممها في هذا المنتدى الذي ما أزال أحس أنه جزءا من حياتي
لا أعرف كيف أبدأ المقدمة في وقت الحرج
كل ما سأقوله أنني آسف على الغياب الطويل

وستجد الحلقات في التوقيع أسفله لمن يريد إعادة قراءتها من جديد




الفتنـة العظمــى

إن أولئك الذين يسعون وراء رغباتهم يسعون ورائها لأنهم يريدونها
فقط من أجل شعور سحري يسمى

"السعادة"

ولو سألناهم ما معنى السعادة في تحقيق رغباتهم ستجدهم لا يدركون الأمر

لأنه بالنسبة لهم شعور آني يأتي ليفترهم في نفوسهم ويحلي من قيمة عيشهم

ولكن أولئك الذين فُرضت عليهم حياتهم

أين هم من السعادة وما قيمة الحياة بالنسبة لهم ؟




الفردوس الضائع

لقب لقبه المسلمون على أرض الأندلس التي فقدوها وخسروها بعدما كانت لهم قبل 500 سنة
فتيلة قديمة تم إحراقها لإغراق ملوك الطوائف

في العتمة . . في الظلمة. . ثم في الحضيض

في العتمة : حيث تزينت لهم الحياة و باءت لهم عن شهواتهم فغظوا النظر عن الله وأفسدوا في البلاد فسادا

في الظلمة : كل خاف من الأخر و أصبح يضرب لأخاه المسلم حساب الحرب و عداد النصر
فتحالفوا مع العدو خفية وصاروا على بعضهم أعداء الظهر أحباء الوجه
فنهبوا في بعضهم وأكلوا بعضهم بعضا

في الحضيض : أبقى العدو قوته للنهاية وصار يأكل الضعاف كما يأكل الغنم النبات
حتى خسروا ممالكهم وتساقطت المدن واحدة تلو الأخرى

وفي الأخير مدينة غرناطة أخر المدن الباقية صمدت حتى الأخير ثم قُدِّمت كطبق من ذهب لهم وبهذا إنتهى المجد العظيم

وهكذا كانت نهاية الفردوس الضائع

كنهاية الوردة الخلابة التي أبهرت العالم فقصفت لتموت وتصبح من الذبال
وكأنها لم تكن يوما موجودة



ها هي إسبانيا تلقى الغزو من قبل المخلوقات الغريبة فمن كان وراء هذا الأمر؟

كي نعرف ذلك سنعود قليلا بالزمن إلى الوراء بساعتين عن الحادثة

بالمدينة التي لقبت بجوهرة العالم مدينة قرطبة

هناك في ذلك المنزل الفخم والكبير و كأنه قصر من قصور الملوك
وفي تلك الغرفة حيث جالس على كرسي ويتأمل في منظر القمر من نافذته،

فتحت باب غرفته سيدة نحيلة بعيون كبيرة سوداء وبقفطان مزركش
وهي تضع حجابا أبيض يغطي شعرها ولكن ملامح وجهها تظهر بكل حروفه

قالت : بني إيميل العشاء جاهز

رد عليها وهو ينظر للنافذة : لا أريد الأكل

فقالت له : لا تشغل بالك عزيزي أنت تعرف أنه لن يستطيع عليك أحد إذا حصلت على قوتك

نظر إليها وقال : أمي أخشى أن يكون في عودة تلك القوة إلي أمرا خطيرا
أنا لا أريد أن أتحمل مسؤولية ليست بمقدوري
أنا لا أريد معرفة تلك الأسرار أنا لا أريد قوتي لا أريدها

نظرت الأم إليه بحزن وقالت : عزيزي إيميل يفصلنا عن قرارك ساعتين،
أنت من سيقرر إن كنت تريد حماية هذا العالم أم لا حماية أسرار عائلتك أم لا،
أنا آسفة بني لكن ليس بيدي شيء فالقرار لك

ثم أغلقت الباب من الخارج ومسحت دموعها
وقالت في نفسها وهي تمضي : يا ليتك لو لم تولد من الأصل

إيميل هذا الشاب الصغير لا يريد قوته ولا يريد سوى أن يكون طبيعيا

ولكن كل من يولد في هذا القصر عليهم أن يعيشوا تعساء

ومن يخالف هذا القانون ويريد البحث عن السعادة حكم عليه بالموت والرحيل من عالم الأحياء.

لتضمن بقاءك في هذا القصر

سجينا : فأنت مفروض عليك البقاء فيه وإن خرجت منه حكم عليك بالموت

تعيسا : فأنت مفروض عليك ألا تسعد وإن فرحت حكم عليك بالموت

في هذا القصر محرم عليك قول كلمتين : الحرية والسعادة

لماذا؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!

هكذا ينظر إيميل إلى أسرته

ولكن لماذا بهذا المنظور ؟

(الإسم : الغرناطي إيميل ، العمر : 19 سنة , الدين : الإسلام،

الصفة : شعر رطب منسدل أسود وقصير بشربة سمراء إلى بيضاء وعينان سوداوتان كبيرتان، نحيف وطويل القامة، القوة : مجهولة )

القلب التائه بعيون مغرغرة بالدموع ونفس لا تطيب إلا مرارة الحياة

الشؤم يزيد في كيانه وقد فقد الأمل فلأي شيء سيعيش

إن أسوء ما في الدنيا أن يفقد المرء كيانه ولا يجد هدفا لنفسه
والأسوء أن لا تريد ما هو مُقدّر عليك
فما قُدر عليك , قُدر عليك

لكن ما العمل ؟

هل أهرب ؟

هل أبقى ؟

لابد من أمر ؟

ما ذنبي لأتحمل ما لم أكن سببا فيه؟

لم أنا من عليه أن يتحمل أخطاء الأخرين؟

لم أنا من عليه أن يتحمل عواقب الأخرين؟

لم أنا من عليه أن يتكفل بشؤون الأخرين؟

لم أنا من عليه أن يتحمل مسؤولية حماية الجميع؟

لم أنا ... لم أنا ؟

ما أصعب أن تتخذ القرار الذي تكرهه لأنك مرغم على إتخاذه
لأنه وفقط لأنه الصواب

وما أصعب أن تحيا حياة الأموات الأحياء

وأد الروح وقهر النفس وقتل القلب ونبذ العقل

جهل المصير وقيد الفعل وكسر العهد وصرف الأمل

...

لقد قررت ما أريده إنه الحل الوحيد لمأساتي و معاناتي

...

الإنتحار

لكن صوتا ما عذب يأتي من وراء الباب

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ
وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا
( النساء : 29)

إهتزالقلب و دموع تنهمر بلا إرادة

وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا
( النساء : 30)

فتحت الباب لتظهر أمه والدموع على خذيها

إقتربت منه صامتة وفجأة

صفعة قاسية تأتي على وجهه : كيف تجرأت على هذا الإقدام؟

في الصميم شيء ما قوي ينير

إنها البصيرة

بصيرتي التي غفلت عنها

كم أنا غبي! كم أنا مغفل!

كيف لي لم أدرك ذلك؟

أنني أنا لست لنفسي

حياتي ليست لأمري

وروحي أمانة من خلقني

إبتسم إيميل إبتسامة عريضة

و قال بصوته الجهش : شكرا أمي
وذهب بقرب النافذة وقال بعينيْه البريقة : يفصلنا الزمن عن القدر و ا هروب من قدر الله

وأيضا الله أعلم بمقاديره ولا أحد غيره يحدد قدري

أمي أريد أن أتناول العشاء فأنا جائع

...

الوقت يمر كالبرق عندما لاتريده أن يمضي

لكن بصيرة إيميل أدركت الحقيقة ببضع آيات تَذكر مَن يكون

أدرك نفسه لِم هو موجود

وماهدفه من الوجود

تفصل بِضع دقائق عنِ مُنتصف الليلِ

عنِ المَوْعِدِ المنتظر

وعليه أن يستعدَّ ليواجه قَدَرَه الذي تَحَتَّمَ عليه

وهو الحُصُول على أسرار الأسرة العريقة* "الغرناطي"

العائلة كلها تنظر إليه بتحسر لأن القرار الذي سيتخذه إيميل سيكون أصعب قرار سيتخذه أي مخلوق

ولا زالت تَتَذَكّر ذلك اليوم المشؤِوم قبل خمس سنوات :

( يأتي والد إيميل و هو بالكاد يتحرك
ويجمع الأسرة كلها ليخبرهم بأمر مهم :

إسمعوا إن المحكمة العليا عرفت أسرارا عنّا لذلك سأختم بقية أسرار الأسرة لخمس سنوات

سأختمها في قلب إيميل لن يتمكن أحد من معرفة الحقيقة أو الوصول إليكم لكن

في المقابل علي أن أطبق شرطا على كل الأسرة

"يمنع منعا باتا أن يخرج أحدكم من هذا القصر ومن يخرج يحكم عليه بالموت"

وبهذا ختم والد إيميل على إبنه كل أسرار عائلته بحيث لا يمكن لأحد أن يعرف تلك الأسرار

إلا بعد أن يتم فسخ الختم بعد خمس سنوات

وفي المقابل على كل أفراد الأسرة أن تضل سجينة في هذا القصر لتلك المدة
الأسباب وراء هذا القرار كانت ولاتزال مجهولة!

وبعد شهرين إندلعت حرب الثورة
وصعقت العائلة بمقتل الوالد فيها ... )

لكن هناك شخص في هذه العائلة يعلم بالحقيقة ولكنه لم يتجرأ على قولها حفاظا على الهدوء
إنها أم إيميل فهي لديها القدرة على قراءة الأفكار التي تجول في عقول الناس

تفصلنا الثواني عن الموعد المنتظر

10 ... 9 ...8 ...7 ...6 ...5

القلوب تشتد وتتحسر أكثر

4.. 3 ...2

دموع تنهمر

...

1

إيميل-في نفسه-: لا أريد ولكن ليس هناك ما أفعله...

في الخارج تتلبد السماء في جزء من الثانية ...

في رمشة عين ضوء يظهر في السماء ساطع وسط الظلمة التي عتمت الأجواء

يفقد إيميل الإحساس بجسده

ماذا بي؟

لِم لا أستطيع أن أحرك جسدي؟

...

ما هذا ؟

أشعر بالبرد

برودة قاتلة يشعر بها إيميل وقد فقد السيطرة على التحكم بجسده

كما أنه بدأ يرى الظلمة فحسب

ظلام حالك لا شيء غيره

ماهذا؟ ما هذه الأشياء؟

لَم أكن يوما في هذا المكان ؟

أسئلة كثيرة يطرحها لكن لا جواب لها

ذكريات قديمة تتسرب إلى عقله،

أحداث قديمة يراها نعم إنها أسرار عائلته

لقد عادت لتدخل إلى عقله لقد حدث كل هذا الأمر في زمن يقل عن الجزء من الثانية

لقد عاش إيميل في ذكريات عائلته من بداية تأسيسها

عاش هذا الجزيء من الثانية وكأنه مئات من السنين من تاريخ عائلته

أدرك الحقيقة وعرف كل أسرار عائلته من البداية حتى مقتل والده

وأول شيء قاله هو: يا ليتني لم أولد من الأصل

ثم قال للأسرة : إحذروا لقد طبق أبي شروطا أخرى قبل أن يموت

"يمنع على أفراد الأسرة إدلاء أي معلومات لأي شخص و من يخالف ذلك يموت"

"على إيميل أن يكتشف أسرار الخميسة"

"عندما سيتحرر الختم سيتحرر مليار وحش من عالم الوحوش سيقتلون كل من ليس مسلما في
أرض الأندلس"

الأسرة كلها في دهشة : كيف ختم على هذا الأمر ؟!

وفجأة شيئا من السقف ينزل

وفي لحظة خاطفة شيء ما ثقب السقف ونزل منه بقرب إيميل

ليس شيئا عاديا إنه مخلوق غريب الشكل والهيئة
يشبه الذئاب ولكن لديه قرنان مثل الخروف ويقف على قدمان تشبه أقدام النسور وطوله بطول إيميل

قال: يبدو أنها قد مرت خمس سنوات على تلك اللعنة

ونظر للجميع بنظرة الغادر الذي ينوي القتل فتأهبوا لحماية أنفسهم _ كل الأسرة _ أخرجت أسلحتها مستعدة للقتال

عدا إيميل الذي كان ينظر إليه بلا خوف

قال إيميل : علي تصفية شيء في الأعلى

فقالت الأم بصوت عال : لاااا إنه يريد ذلك إنه يريد أن ترفع قوتك لكي يعثروا عليك

فقال إيميل : لن أستخدم حتى 1% من قوتي لذى لا تقلقي علي
لن يستطيعوا الإحساس بي

ردت الأم : إنه ينوي مقاتلتك،
هذا وحش من المستوى الثاني

في لمح البصر وضع إيميل يده على كتف الوحش وقال هامسا : وداعا

وفجأة ذلك الوحش بدأ يتلاشى فقال في دهشة : أهذه 1% من قوتك ... مـ...مستـ...مستحيل

ثم قال إيميل ولا يزال الوحش يتلاشى : سأترك الوحوش لكم لتتعاملوا معها
علي أن أذهب فهناك أمر علي الإهتمام به

فقالت الأم : هل هناك شيء بشأنه

فقال: لا أريد أن أتأكد من أمر فحسب
أظن أنني وجدت مكان الخميسة الأصلية

فإختفى في لمح البصر عن أنظارهم ولا أحد يعلم أين ذهب

حتى الأم لم تستطع بالرغم من قراءتها لأفكاره


ولم يمض الكثير من الوقت حتى إنتشرت الوحوش في كل بقاع إسبانيا
قاتلة كل من ليس مسلما إنه

الجحيم المحصود




شكرا على القراءة وأنتظرك أرائكم حول هذه الحلقة

---

التعديل الأخير تم بواسطة imel ; 06-10-2014 الساعة 11:23 AM