مَنْ لِقَلْبِي سِوَاكْ ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لأنني أتمنى لكم الخير جميعًا
كما أتمناه لنفسي - بغض النظر عن كوني لا أعرفكم حق المعرفة - قررت فتح هذه المدونة
فلا أجمل من أن يفيد المرء غيره ويستفيد منه ..
هذه المدونة أود أن أطرح فيها بعض العبر، وشيئا من كتاباتي، ما أحبه وما لا أحبه
اقتباسات أعجبتني، مواقف أثرت بي، فضفضة قلبية في بعض الأحيان
والأهم من ذلك ( نقاط التحول في حياتي ) سأذكرها بإذن الله وعسى أن ينفع الله بها
وختامًا أقول " إن أصبت فمن الله وإن أخطئت فمن نفسي والشيطان "

* لا تنسوا سورة الكهف، والدعاء، والإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم

كنتُ أفكر بذكر إحدى النقاط الفاصلة التي غيرت مجرى حياتي تمامًا
لكن ارتأيت التمهل قليلا
الحكاية ستطول بعض الشيء .. وذهني تشغله بعض الأمور حاليًا
فقط عندما أُرتب أفكاري سأعود لأذكر لكم ما في جعبتي بإذن الله

* جزاكم الله خيرًا على التقييم والتباريك
في أمان الله جميعًا ..

مجددًا .. شكرًا لكم جميعًا


* نقطة تحول *

كنتُ أُرتب حجرة شقيقي في أحد الأيام، وبالمصادفة وقعتْ عيناي على علبة لدواء الصداع المعروف
" بندول " التقطتها ولفت نظري عبارات مكتوبة على بعض أجزائها ( دواء فعّال يزيل صداعك من التجربة الأولى
بل يزيل جميع آلامك وكأنها لم تكن .. كالسحر تماما .. ) لا أذكر النص تمامًا لكنها عبارات من هذا القبيل ..
تلقائيا فتحت الغطاء وأخرجت نشرة الدواء المرفقة لأستزيد من التفاصيل، ما الذي يميز هذا البندول عن غيره ؟
وكيف يشفي جميع الآلام كالسحر ؟
وإذا بي أفاجئ بمعلومات عن شيء آخر غير الدواء، كانت النشرة عبارة عن قصص وأحاديث عن (الاستغفار )
وبيان فضله مُدعّمًا بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام
كانت المرة الأولى التي أكتشف فيها عظم فضل الاستغفار .. وأعجبتني الطريقة المبتكرة التي نُشرت بها
المعلومات لذا احتفظت بعلبة البندول .. بعدها قلت لنفسي سأجرب أن أستغفر
وكنت أفعل ذلك لفترات متباعدة ولمدة زمنية قصيرة جدًا .. ثم مع مرور الأيام نسيت كل شيء عن الاستغفار
وانقطعت عنه ولم أعد اهتم بذلك ..

المهم حتى داهمني مرض من حيث لا أعلم .. سبحان الله كما يقول الشاعر :
" ما بين غمضة عين وانتباهتها يُبدّل الله من حالٍ إلى حالِ "
لم أكن أشكو من أي شيء وفجأة أُصبتُ بهذا الداء الخطير .. ومن هنا كانت نقطة التحول في حياتي
والله عانيت كثيرًا .. قاومت كثيرًا .. تغيرت لم أعد قادرة على العيش بشكل طبيعي
تعبت نفسيتي وما وجدت دواءً
والأدهى حين تبينت من أعراض هذا المرض وتثبت منها لم أُعلم أيًا من أفراد أسرتي .. بصراحة لم أجرؤ أبدًا
على إخبارهم .. كنتُ حين أتألم أقاوم بمفردي وأبكي في الخفاء بدل الدموع دمًا .. وحين أقابل الآخرين
أبين لهم أن كل شيء بخير .. أبتسم لهم .. وأنا في الحقيقة معدومة من الداخل، مطحونة في الدرك الأسفل من الوجع
كنتُ أفكر .. يا رب كيف الخلاص ؟ وكيف أعود لسابق عهدي ؟ والله ما عدتُ أستمتع بفعل أي شيء
وتمنيت من أعمق أعماقي أن يتوفاني الله إليه عاجلاً غير آجل لأن هذا الألم أكبر من قدرتي على التحمل
المهم استمر الحال على ما هو عليه ربما لسنة حتى دخلت لأحد المنتديات وبالصدفة قرأت قصصا
عن ( الاستغفار ) وكيف أن بعضًا من الناس حين داوموا عليه بنية أن يشفيهم الله أو يحقق لهم ما يبتغونه
تحققت مطالبهم فعلاً .. تذكرت علبة البندول التي كانت تتكلم عن الاستغفار
وقررت أن أجرب ذات الأمر أيضا
وفعلا صرتُ أداوم على الاستغفار كثيرا بنية أن يشفيني الله .. لم أكن أضيع أي لحظة فراغ وكنت أملئها
بالاستغفار .. بل وصل الأمر أني كنتُ أستغفر أثناء استماعي لشرح المعلمات في الحصص الدراسية
ثم بعد مضي فترة .. وللمرة الثالثة قرأت بالمصادفة قصة عن شخص زوجته كانت عقيم
وكيف أنه كان يبتهل إلى الله بالدعاء ويحرص على الاستغفار وقراءة سورة البقرة بنية
أن يشفي الله زوجته من عقهما حتى شفاها الله بقدرته سبحانه وتعالى
قلت لنفسي " زيادة الخير خيران " وصرت أداوم كل يوم على قراءة سورة البقرة وأكثر من الاستغفار
بنية أن يعجل الله بشفائي

وبعد صراع مرير .. بفضل من الله وحده تعافيت وكأني لم أُصب بأي داء قط ..
سبحان الله كل ما أتذكر الأمر أقول : ما أعظم رحمة الله كيف دلني على هذا العلاج ؟
والله إنه دواء ناجع وفعّال كما كُتب في تلك النشرة ..
صرت أستغفر الله ليعينني على أداء ما أريد
ووالله العلي العظيم .. والله شهيد على ما أكتب ما استغفرت ربي قط بنية أن يساعدني لفعل أي شيء وردني إليه خائبة

أعتذر على الإطالة الغير مقصودة .. العبرة من هذه القصة " بالاستغفار تُفتح جميع الأبواب المغلقة "
كونوا متيقنين من ذلك وداوموا عليه .. ولن يردكم الله خائبين أبدًا

في أمان الله جميعا .. وفعلا أرجو أن تسامحوني على الإطالة

السلام عليكم ..

صباحكم معطر بذكر الله ^^

حديث قدسي عن رب العزة والجلال :
( إنَّ مِنْ عبادي مَنْ لا يُصلح إيمانه إلا الغنى، ولو أفقرته؛ لأفسده ذلك، إنَّ مِن عبادي
من لا يُصلح إيمانه إلا الفقر، وإن بسطت له؛ لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يُصلح إيمانه
إلا الصحة، ولو أسقمته؛ لأفسده ذلك، وإنَّ مِنْ عبادي مَن لا يُصلح إيمانه إلا السقم، ولو
أصْحَحْتُهُ؛ لأفسده ذلك، إني أُدبر عبادي بِعِلْمي بما في قلوبهم، إني عليمٌ خبير )

سبحانك يا رب ما أعظمك
ما أعطيتنا شيئًا ولا منعتنا من شيء إلا لحكمة تعلمها

_______

شيء أتضايق منه كثيرا .. عندما يرى أحدهم شخصا ليس مسلما فينعته بـ " روح يا كافر "
أو يقول " أجل هذه حركات الكفار " وما إلى ذلك .. يعني يرجع ويدور عند نفس النقطة .. وهي ( استحقار
الطرف الآخر لمجرد كونه ليس مسلما ! ) حتى وإن لم يؤذه هذا الشخص الغير مسلم بأي شكل من الأشكال
بدلا من الاستهزاء به وذمه قل " الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق .. الحمد لله الذي جعلني مسلما "
ربما هذا الرجل أو المرأة التي تعيرها بكفرها تكون أرفع أخلاقا منك مع أنك إنسان مؤمن
وما يدريك ربما يكتب له \ لها الله الهداية يوما ما ويجعلك في مكانهم والعياذ بالله
.. فما الذي ستجنيه من دعائك عليهم وشتمهم والسخرية منهم ؟
لو كانت هذه معاملة الحبيب عليه الصلاة والسلام مع الكفار .. لما دخل أحدهم في الدين الأسلامي

( يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك )

لا ترتفع بمستوى آمالك فوق الحد المعقول لأنك ستتأذى كثيرا
إذا أسقطتك من علو شاهق

كلام جميل سمعته أو قرأته عن أحد الأئمة

" حاول أن تكون مُلمًا بجميع سنن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، واحرص على العمل بها
وإن كان ذلك لمرة واحدة في حياتك " .. مع أن الزيادة خير طبعا
من سنن الحبيب التي اطلعت عليها في كتاب ( رياض الصالحين ) أنه كان عليه الصلاة والسلام
يخفف سنة الفجر وبعد الفراغ منها، كان يضطجع في نفس مصلاه الذي صلى فيه لفترة يسيرة
قبل أن ينهض ويؤدي صلاة الفجر ..
حاولت العمل بهذه السنة .. ومرة من المرات كنت سأنام فعلا دون أداء صلاة الفجر
لكن الحمد لله ربي سلم ومر الأمر على خير ..
ربما ترى تطبيق هذه السنة صعبا في بداية الأمر ، لكن كل ما تحتاجه هو سؤال الله أن يعينك
وتوطين نفسك على العمل بهذه السنة ..
أيضا من السنن ما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام :
" .. لتكن اليمنى أولهما تُنعل وأُخراهما تُنزع " وهذا الشاهد على البدء بارتداء الحذاء - أكرمكم الله -
الأيمن ثم الأيسر ، وعندما تخلعه تفعل العكس ، أي تخلع الحذاء الأيسر أولا ثم الأيمن بعده
صراحة كنت أخلط في هذا الأمر كثيرا .. ولا أُحصي عدد المرات التي قمت فيها بنزع الحذاء الأيمن أولا
لكني فيما بعد تجاوزت هذا الخطأ .. الحمد لله هذا بفضل من الله وحده

* اللهم صلِّ وسلم على محمد عليه الصلاة والسلام

أعلم أن سعادتي في القرب منك يا ربي
فزدني منك قربًا
وخذ بيدي .. ولا تتركني على وجهي أهيم
فوضت أمري إليك يا رب المستضعفين
اجبر كسري وكسر جميع القلوب المستضعفة الحزينة

* لا حول ولا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون
استغفر الله العظيم من كل ذنب وأتوب إليه ..