متلى نهاجر؟؟؟!!

متى نهاجر؟؟!! متى نستيقظ؟؟!!



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطاهرين وعلى صحابته الكرام الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

أما بعد :

أحبتي بالله ها نحن نودع عامنا هذا ونستقبل عام جديدا

وليت شعري كيف ودعناه ؟وكيف انطوى علينا ؟وماذا سجل الملكين فيه علينا ؟!! وما حال الذين فيه فارقونا؟!!

وليت شعري كيف سنستقبل عامنا الجديد؟! وكيف سينطوي علينا؟!وماذا نوينا وخططنا له؟!!

وها هي ذكرى الهجرة المباركة تمر علينا تذكرنا بهجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق رضي الله عنه الذي امتزج

حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلبه ولحمه وفكره وهمه حتى قال حبب لي من دنياكم ثلاث: النظر إلى حبيبي محمد وصرف مالي عليه وأن تكون بنتي تحته وهو الذي دمعت عينه من الفرح عندما أخبره صلى الله عليه وسلم أنه سيكون رفيقه في الهجرة وهو الذي كان عندما يخطب على منبره بعده يبكي وينتحب وقد يسقط مغميا عليه عندما يذكره وهو الذي كانت تمر عليه الليالي بعد وفاة حبيبه صلى الله عليه وسلم جالسا واضعا يديه على ركبتيه يردد "واشوقاه إلى رسول الله.." حتى تحن عليه زوجته وتهدئه...

ونحن وإياكم كم مرة تذكرنا نبينا صلى الله عليه وسلم فدمعة عيننا شوقا إليه ؟؟ وكم مرة دعونا أن يرزقنا الله رؤيته في المنام كما شوقنا لذلك صلى الله عليه وسلم بنفسه فقال:" مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ "رواه البخاري، وروى البخاري ومسلم "أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي "، فما الذي أغفلنا عن هذه المعاني وعن حقيقة المحبة للحبيب صلى الله عليه وسلم وعن عدم الاهتمام بالتخلق بأخلاقه والعمل بآدابه والحرص على سنته ...

إنها الدنيا الدنية وأنفسنا الأمارة بالسوء والانبهار بما يزعم بأنه حضارة وتقدم وكثرة التمتع بزخرفة الدنيا الزائلة ....أسأل الله عز وجل أن يحي في قلوبنا محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يصرف عنا كل ما يقطعنا عن التحقق بذلك..آمين اللهم آمين..



ومن الأمور التي يجب التنبه إليها بمناسبة الهجرة:

أن نحاسب أنفسنا بما ارتكبناه من المنهيات وما تساهلنا به من المحرمات

ونتوب إلى الله توبة صادقة ونهجر هذه الذنوب والمعاصي فهذه هي الهجرة الحقيقية إلى الله كما قال مصطفاه صلى الله عليه وسلم" الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ" وقال في الحديث الآخر" أفضل المؤمنين إسلامًا من سلم المسلمون من لسانه و يده و أفضل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقا و أفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله تعالى عنه و أفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز و جل"

فمتى نهاجر ؟؟!!

كم مرة مرت علينا ذكرى الهجرة المباركة ومازال الواحد فينا مصرا على بعض الأمور المحرمة أو متساهلا بها أو بأمور فيها شبهة..

فهذه فرصة لنا أن نتوب إلى الله ونهاجر إليه هجرة حقيقية بل ونفر إليه كما قال تعالى:" فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ " وعلينا أن نحمد الله أن أطال في أعمارنا وأعطانا فرصة لنتوب ونرجع إليه وهذه نعمة عظيمة فكم من أحبابنا فارقناهم في السنة المنصرمة ولم ينفع أحدهم شيئا إلى تقواه وطاعته لله ...

كما علينا أن نستيقظ من غفلتنا ونحمي بيوتنا من ضربات أعداء الإسلام التي كل يوم تتوجه إلينا بواسطة الفضائيات وغيرها وبواسطة نشر أخلاقهم وأزيائهم وجعل المسلمين ينبهرون بثقافتهم التي يحاربوننا بها إلى غير ذلك مما نجحوا فيه أكثر بكثير من نجاحهم بالحروب والقتال

ومن المؤسف والمؤلم أن إخواننا في غزة تسلطت عليهم ضربات العدو الصهيوني في خاتمة هذه السنة "وبلغ عدد المقتولين خلال يومين أكثر من 350 شخص "ومازال كثير من المسلمين وللأسف الشديد يفتحون بيوتهم باختيارهم لضربات أعداء الله الصهاينة وغيرهم بمشاهدة الأفلام ونحوها وتقليد عاداتهم وأزيائهم... بل قد يشاهدون الأخبار ويتأثر الواحد فيهم ويبكي ثم بعد قليل لا يبالي بما يشاهد ويسمع ولا يفكر أن يقوم بالليل ويتوجه إلى الله بالدعاء لإخوانه .... فما أدري ألهذا الحد مات الإحساس فينا ؟!!!

إن من الواجب علينا جميعا أن نستيقظ من هذه الغفلة وأن نحارب أعداء الله في بيوتنا وننهي عليهم نهائيا ولا نترك لهم منفذ للتسلط علينا وعلى أهلينا وأن نعتقد أننا سبب بما يحصل لإخواننا بما نرتكبه من مخالفات وقطع للأرحام وعدم تحمل بعضنا لبعض ونحو ذلك يقول تعالى في ذلك" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

كما يجب علينا أن نتراحم ونتحابب فيما بيننا البين ونحسن الظن فيما بيننا ونتعاون ونتناصح لإنشاء بيئة مصطفوية إيمانية لكي نستطيع أن نكون يدا واحدة ضد أعدائنا ...

وهذا كله هو الذي يفيدنا ويفيد إخواننا في غزة وغيرها أكثر بكثير جدا من المظاهرات والانكارات والتحزبات وغيرها مما تكون ردة فعل مؤقة لا فائدة حقيقية منها وذلك لأن الرجوع إلى الله والعودة إلى تطبيق شرعه هو النصر الحقيقي كما قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"

وأسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذلك وأن ينصرنا على أنفسنا وعلى القوم الكافرين وأن يفرج على إخواننا في غزة وينصرهم على عدوهم ويجعلنا وإياكم سببا لنصرتهم ويجعلنا مفاتيح للخير ومغاليق للشر إنه ولي ذلك والقادر عليه ...وعفوا على الإطالة ولا تنسوني من دعواتكم