مَنْ لِقَلْبِي سِوَاكْ ؟

الله أكبر
ما أعدلك يا الله
أَظْهرت الحقيقة على لسان ذاك الشخص
الحمد لله
عند الله لا يضيع أي شيء

* نقطة تحول *

نادتني والدتي الحبيبة في إحدى المساءات، وعندما ذهبت إليها، كانت تتابع التلفزيون في الصالة
أشارت لي بيدها وقالت : تعالي وتابعي البرنامج، جدا جميل وسيفيدكِ بإذن الله
جلست بجوارها، وكان البرنامج المعروض ( كيف تتلذذ بالصلاة ) للشيخ مشاري الخراز
أظن الغالبية العظمى تعرفه ، مع أني جئت على منتصف الحلقة إلا أني سرعان ما اندمجت مع ما يقوله الشيخ، كان يتكلم عن التكبير، وكيف أن العبادات العظيمة تبدأ به كالحج والصلاة،
انتهت الحلقة وودت صدقًا أن لا تنتهي .. جلست جلسة مراجعة مع نفسي، أحاول التذكر كيف
تكون مشاعري عندما أدخل لعالم الصلاة ؟ هل عندما أرفع يداي وأقول " الله أكبر " أستشعر فعلاً
أنه أكبر من كل شيء ؟

كانت هذه البداية، وبعدها صرت أحرص على متابعة حلقات البرنامج بانتظام، وبعد انتهاء كل حلقة
كنت عندما أصلي، أحاول العمل بما سمعته ووعيته من تلك الحلقة
وكنتُ لمّا أفعل ذلك، أحس بشعور غريب جميل لا يُحكى،
صرت أشعر بلذة وأنس وأنا أُؤدي صلواتي الحبيبة، والله لأول مرة ذُقت الشعور الذي كان يحكي عنه الشيخ
عندما قال : " إذا سجدت، اجعل قلبك يسجد معك "
كنتُ بادئ ذي بدء أقول لنفسي :
كيف أجعل قلبي يسجد معي ؟
وبعدها امتن علي ربي وأعانني لتذوق حلاوة الصلاة
ما أعظم لُطف الله ورحمته ، إذا رأى من العبد إقبالاً عليه، يعينه ليُقبل عليه ويتقرب منه أكثر
مع أنه سبحانه مستغنٍ عنا وعن عبادتنا

أسلوب الشيخ بسم الله ما شاء الله جميل وبسيط ويدخل القلب من أوسع أبوابه
ووالله إنه وُفق عندما قرر أن يطرح موضوعا مهما كهذا .. وهل يوجد أهم من الصلاة ؟ هي عماد الدين
إذا صلحت صلح العمل كله، وإذا فسدت فسد العمل كله والعياذ بالله، وهي أول ما يُسأل عنه العبد
يوم القيامة، إذا ضيّعها المرء ضيّعه الله والعياذ بالله

والله أتمنى من أعمق أعماق قلبي أن يتذوق جميع عباد الله هذه الحلاوة واللذة عندما يؤدون فرائضهم
والله بدون مبالغة من بعد متابعتي الحلقات وحالي لم يعد كالسابق .. هل جربتم شعور من يكون
جسده في الأرض وروحه تحلق في الأعالي ؟
لو تركت العنان لنفسي لأصف لكم بدقة جمال المشاعر، والراحة التي تعتريني أثناء وقوفي
بين يدي رب العباد لما انتهيت أبدًا
صرتُ أفكر .. ماذا لو لم يمتن الله علي ويكتب لي مشاهدة هذا البرنامج، هل كانت صلاتي ستظل
بنفس الطريقة الجوفاء الفارغة ! أصليها كيفما اتفق .. المهم هو أني أبرأت ذمتي فقط، وأي إبراء هذا ؟!
كم أتحسر على جميع صلاواتي السابقة والاحقة التي لم أخشع فيها .. ولم أستشعر وقوفي
بين يدي الله العلي العظيم الجليل

تريدون تذوق هذا السمو الروحي ؟
ماذا تنتظرون إذا ؟
تابعوا الحلقات وصدقوني لن تندموا أبدًا .. ثقوا أن الله إذا رأى منكم صدقًا وإقبالاً عليه
سيأخذ بأيديكم ولن يردكم خائبين ..

أُي لطمة تلقيتها على خد صبرك اليوم
أسقطتْ دموعك أمامهم ومرَّغتْ وجه كبريائك في الوحل ؟!

أحيانًا يكون الضحك نافذة لتمرير أشياء لا علاقة لها بالمرح والدعابات:
الألم
والصدمة
والحرج
والدهشة
والانبهار
والسخرية السوداء
والحقائق التي تأتي متأخرة على الدوام .

* أعجبتني

أُمي إنسانةٌ عظيمة
أحبها كثيرا .. وأنا سعيدة لأني ابنتها
يا رب احفظها وبارك لها في وقتها وعمرها ومالها وصحتها
يا رب اجعل لها من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا وارزقها
من حيث لا تحتسب
يا رب عوض صبرها الجنة وكل من قال آمين
يا رب آمين آمين آمين


**

شاهدت إحدى اللقاءات التلفزيونية لأحد المنشدين المتألقين مع طفليه الصغيرين
المهم قبل أن يُنهي المقدم اللقاء .. نظر للفتى الصغير وقال له : ما رأيك أن توجه رسالة لمن
يشاهدونك ويستمعون إليك الآن
فقال الصغير : أنا أُقبّل يدا وقدما أمي وأبي كل يوم قبل أن أنام
ما شاء الله عليه .. بارك الله به ، وجعله قرة عين لوالديه، وجزاهما خيرًا على تربيتهما الصالحة
اللهم ارزقنا برًا بوالدينا مثله وأكثر

من كان له والدين أو أحدهما فليحرص على إرضائه وبره والإحسان إليه
فهما نعمة عظيمة من الله، وبابان من أبواب الجنة


* لا تنسوا الدعاء ، وسورة الكهف، والإكثار من الصلاة على الحبيب المصطفى
عليه أفضل الصلاة والتسليم

لا يفيد معي التضييق التام ولا الحرية التامة
الأفضل أن أكون وسطًا بينهما
+
لدي كم هائل من التكاليف التي لم أُنجز منها شيئًا
وأشعر بخمول غير طبيعي يمنعني من فعل أي شيء حاليًا

ربما لأنني نمت بعد صلاة الفجر مباشرة
يا إلهي لا أحب النوم في هذا الوقت تحديدًا
أشعر أن بركة الصباح تفوتني هكذا

+

أصبحنا وأصبح الملك لله
لا تنسوا أذكاركم

* لا إله إلا الله .. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

إلهي أنت تعلم كيف حالي فهل يا سيدي فرج قريب
ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
إليك المشتكى يا الله
ساعدني يا ربي .. من لي سواك يا الله يا رب المستضعفين ؟

*ﻻ حول ولا قوة إﻻ بالله ..

" صاحب النفس اللوامّة على خير عظيم "
لا أنسى هذه العبارة التي كثيرًا ما كنت تكررها علينا معلمة صفي
جزاها الله خيرًا وحرّم وجهها عن النار

يقول سبحانه وتعالى : (( ولا أقسم بالنفس اللوامة ))

ماهي النفس اللوامة ؟
التي يفعل صاحبها المنكر والشر ويؤنبه ضميره على ذلك .. يشعر أنه يريد أن يكف عن الذنب
وفي نفس الوقت لا يريد أو لا يقدر على ذلك .. أي هناك صراع بين عقله وقلبه
بين نفسه الأمارة بالخير .. ونفسه الأمّارة بالشر
يفكر قبل أن يفعل الذنب " هل أُقدم أو أُحجم ؟ " وبعد أن يفعله يلوم نفسه لم قمت بذلك ؟

كنتُ هكذا في فترة من فترات حياتي .. وبعد سماع كلام تلك المعلمة كنتُ أتساءل
هل أنا بخير فعلاً وأنا أرتكب هذه المعاصي ؟ أين هذا الخير بالضبط ؟
إن استمريت بلوم نفسك هذا .. هذا سيدفعك لمحاسبتها .. وحين تُحاسبها
ستحاول قدر المستطاع أن تُمسكها عن فعل الذنوب .. قد تفشل مرة .. مرتين .. عشرين مرة
لكن ما دمتُ تلوم نفسك الأمّارة بالسوء ستنتصر عليها في النهاية بإذن الله
فقط وطّن نفسك على ذلك .. واسأل الله بصدق أن يكفيك شر نفسك وذنوبك وشر كل ذي شر
وأبشر بعدها بالخير .. فالله سبحانه لا يردُّ من يسأله بصدق ويقين

وهذه بالمناسبة * إحدى نقاط التحول في حياتي * .. الشكر للخالق المولى أولاً
ثم لكلمات تلك المعلمة الرائعة .. بفضل من الله تخليت عن كثير من الأوزار التي كنتُ اقترفها سابقا
وأسأل الله أن يثبتني .. آمين يا رب

لك الحمد والشكر يا ربي كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سُلطانك ..