أسطورة أوراشيما تارو ورحلته في الزمان إلى قصر الأحلام

السلام عليكم
هذه هي إحدى الأساطير أو القصص القصيرة اليابانية التي طالما استهوتني لذا أحببت أن أرويها لكم بطريقتي
القصة وما فيها هي كالتالي


- مجريات القصة الأساسية هي ذاتها من الأسطورة الأصلية والباقي حشو وتأليف مني، أتمنى لكم الاستمتاع بالقراءة

كان هناك صيادٌ في مدينةٍ تطلّ على بحرٍ جميل
اسمه أوراشيما تارو وكان حسِن الأخلاق بارعٌ في حرفته
ذات يوم حينما كان يمارس مهنته رأى أطفالا يلعبون بسلحفاةٍ وكان الأمر أشبه بتعذيبها
فلم يلبث إلا وهرع لنجدتها بحافزٍ من نفسه السويّة
وبعد ذلك أعادها إلى مطرحها في البحر سالمة
وعاد ليمارس يومه حاله كحال بقية الناس
وجاء اليوم التالي فإذ به يرى سلحفاةٍ كبيرة الحجم تقترب منه
فهمست له بعدّة كلمات
"السلحفاة التي أنقذتها أميرةٌ لنّا
هي ممتنةٌ لك وتودّ شكرك
وأنا رسولةٌ منها إليك بهذا الخصوص فتعال معي"
ركب أوراشيما على ظهرها وبأحساسٍ غريب وحرقةٍ في رقبته نمت له خياشيم
غطّا في البحر كليهما
لم تفارق ملامح التعجب محياه وذاك الشعور بالتردد والخوف يصاحبه حماسٌ وتوق وفضول
وهو يرى العجب من حوله في عمق البحر
وانتهت هذه الرحلة القصيرة بوصوله إلى قصر ريوغوجو قصر الأحلام
وقليلٌ وصف "جنّة في الأرض" بحقه
فيه كل ما يشتهي المرء من مأكلٍ ومشربٍ وملبس ونساءٍ ومتعة
التقى أوراشيما بالأميرة التي سبق وأنقذها وهي بهيئةٍ بشرية ساحرة بارعة الجمال تخطف الأبصار
رحّبت به شكرته وهي ممتنةٌ له
أقام تارو بطلبٍ منها في ريوغوجو لعددٍ من الأيام وربما نسي نفسه وطالت به الإقامة أسبوعا ونيّف
تُيّم تارو بأميرة البحر ووقعت في حبّه
تبادلا الكلام والغزل والمحبّة وطالت بهم الأمسيات
وبعدما لا يزيد عن العشرة أيام
طلب تارو من أميرة البحر العودة للديار
فإذ به اشتاق لأهله وصحبته
بهتت أميرة البحر وبدا عليها القليل من الحزن
وترجته محاولةً ارضاؤه بعدم الذهاب
أبى تارو البقاء فشوق الديار يحرقه
ولما عزم الذهاب وقبل الوداع اعطته الأميرة صندوقا أحمر مرصّع بالذهب
وقالت له إياك ثم إياك وفتحه
أقلّته ذات السلحفاة التي أتت به أول الأمر ويا ليتها لم تجلبه إلى أرض النعيم
عاد لذات المكان الذي بدأ فيه الأمر
في بادئ الأمر بدا وكأنّ كل شيءٍ على حاله
فرح تارو بما رأته عيناه
وذهب فرحا مسرعا لملاقاه أمه
وهو يتوغل بين الأشجار التي تفصل البحر عن مدينته
رأى منظرا مفزعا
رأى مدينةً غير التي ألفها والناس غير الناس
سأل عجوزا مارة
"يا جدّة ما الذي حلّ في المدينة؟"
فردته عليه "وما بالك أنت يا فتى، المدينة حالها كما أراها كل يوم"
وسألها صارخا ومرتعب "أتعرفين شخصا اسمه أوراشيما تارو؟ أتدليني على منزله؟"
تعجبت العجوز عجبا وردت عليه باستغراب
"أنّى تعرف أوراشيما تارو؟
سمعت عن هذا الشاب في صغري وهو شاب من هذه القرية
ابتلعه البحر ذات يومٍ قبل ما لا يقلّ عن 300 عام ولم يعد من بعدها
بحث عنه أهل القرية في ذاك الزمان ولم يجدوه
بحثت عنه أمّه إلى أن وافاها الأجل"
صُعق تارو بما سمع ولم يستطع بعدها حتى نظم الكلام
فتجلّى له الأمر وفهم الذي جرى
أيامٌ معدودات في قصر اللهو والمتعة
تساوي سنينا فوق سطح البحر
لم يكن بيد تارو شيء من شدّة الحيرة والحزن
إلا فتح الصندوق الذي اعطته إياه أميرة البحر
ومع فتح غطائه بُثّ دخانٌ أبيض في المكان وما إن لامس جسد تارو المسكين
تجعّد جلده وتقوّس ظهره واشتعل رأسه شيبا وسمع صوت الأميرة أتيا منه
"ألم أحذرك من فتحه؟! إن في هذا الصندوق عمرك الضائع"


ها قد وصلنا لختام هذه القصة
أتمنى أنكم استمتعتم بها
مغزى القصة بنظري وما أراد مؤلفها ايصاله بمعاناة أوراشيما المسكين
هو كون الأيام التي نقضيها باللهو تهلك أعمارنا وتتلف حياتنا دونما نقدم أي فائدة أو نفع


لا تنسوا زيارة مدونتي والتعليق فيها فهذا أكثر ما قد يشجعني على الاستمرار
My Silky Way