تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق

نهرٌ في غابة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-25-2018, 10:11 AM
الصورة الرمزية нaruĸo  
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114
افتراضي نهرٌ في غابة

بسم الله الرحمن الرحيم


أخيرًا بعد تردد، قررتُ فتح مدونة في المنتدى
ليست هناك ثيمة خاصة تدور في رأسي، لذا قد تشمل المدونة: يوميات، كتابات عن الأنمي، اهتماماتي، وأشياء أخرى ربما..



11:11



التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 06-30-2020 الساعة 08:32 PM
رد مع اقتباس
قديم 08-27-2018, 04:40 AM   #2
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة





الصورة: محاولة في التصوير الليلي من نوفمبر العام السالف.




في ليلة تساقط شهب البرشاويات التي أخبرتني عنها صديقتي قبل سنتين لأول مرة، حملتُ كاميرتي وحاملها ثلاثي القوائم لَعَلّي أحظى بفرصة في التقاط صورةٍ للشهب.
لكن يا للحماقة يا أنا، فهذا الأمر بحدّ ذاته يحتاج إلى خبرة طويلة في عالم التصوير. التقطتُ صورة لسماء الليل لكن لم تكن كما تصوّرتها في مخيّلتي. فعواميد الإنارة التي سكنت شارع البيت، أثّرت بشكلٍ سلبي على التصوير الليلي.

لهذا، تركتُ شأن التصوير مؤجّلةً إياه إلى أملٍ مستقبليٍّ كاذب.

واصلتُ صعودي على السلالم المؤدية إلى السطح الأعلى من المنزل لأمكث ساعة وتقر عيني بالتقاط شهاب يعبر سماءَ الليل.
ليلتها، استطعتُ رؤية شهابين لا غير. تصاعدت دقات قلبي عندما لمحتُ الأول. اجتاحني شعورٌ غريب؛ تلك الشهب تعبر السماء بطرفة عين، ولا تصدر أي صوت.

خلال الساعة التي مكثتُ فيها على سطح المنزل، بدأتُ أبني أحلام يقظتي.
أتخيّلني في منطقة هادئة وبعيدة تحيطها الغابات حيث أسمع في منتصف ليلها عواء الذئاب من كل صوب.
هناك، حيث سماء الليل كسجّادة متلألأة تضيؤها النجوم.
حينها، سأراقب عددًا لا يُحصى من الشهب، وعند رؤية كل شهاب سأتمنى أمنية من الأمنيات التي لم تتحقق...







нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-30-2019, 03:47 PM   #3
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




هلوسات منطقة الراحة
_________________











عندما أقول إجازة الصيف، أتخيل مشهد فتى أنمي في شوارع طوكيو يتناول المثلجات بينما تذوب تحت حر الشمس وهو عائد من السوبرماركت بيده كيسة أغراض المنزل. أحيانًا أخرى أتخيلها كمشهد أنمي (أيضًا) حيث تستلقي فتاة تحت حرارة الشمس بملابسها الصيفية الخفيفة تضع ذراعها على جبهتها مُقاوِمةً الحر بينما يرنو صوت الصراصير في الخلفية.

لسبب ما، ترتبط إجازة الصيف في دماغي بهذه المشاهد. لكنها في الواقع، أبعد كل البعد عن ما هي عليه في مخيلتي. ففي الواقع هي مرتبطة بالخمول وصداع الرأس ودُواره ومشاهدة الكثير من مسلسلات الأنمي… مرتبطة بالسعي خلف الأهداف التي لا تتحقق، بالمكوث أسابيع في المنزل ببرده الصناعي. مرتبطةٌ بالهدوء وانعدام القلق، والكثير من أوقات الفراغ التي يمكن استغلالها بفُرصٍ لا تُعوّض. مرتبطةٌ بالتركيز على نفسي وتطويرها، التركيز على الرسم الكلاسيكي، الذي لا أتفرّغ له حقًا أثناء الفصول الدراسية، والعودة إلى السكتشات اليومية.

أحب إجازة الصيف، لا أمقتها. بل وأني لا أعرف كيف سأسمتر دونها بعد تخرجي حيث تعوّدنا على إجازةٍ صيفية سنوية مذ وطأت أقدامنا أراضي التعليم في المدرسة، والآن الجامعة!


لا أعلم كيف تبدو حياة ما بعد التخرج،لكن أتخيَّلُها تشبه إجازة الصيف. أتنقلُ ما بين يومٍ وآخر دوم همٍّ وقلقٍ يأكلاني ويهمّشاني. أبتعدُ عن الأجواء الأكاديمية التي أعيشها طيلة السنة، وعن أجواء الفتيات في الجامعة.

أخشى التمنّي، لكن جزءٌ منّي يتمنى أن تكون حياة ما بعد التخرج مشابهة لإجازة الصيف.
آسفة لأناي السابقة التي حاولت جاهدة للخروج من منطقة الراحة ونجحت في النهاية، وها أنذا أرى نفسي ألِجُها مجدّدًا دون مقاومة واحتساب للعواقب الوخيمة التي تتبعُ دخول هذه المنطقة.
في الحقيقة، بكل مثالب منطقة الراحة، أرى فيها استرجاعًا للذات. وأحيانًا يكون هذا الاسترجاع بمثابة غرقٍ عميق في بحر ذاتك لدرجة يصعبُ على نفسك انتشال ذاتك من ذاتك!







أحيانًا أتأمّل الحياة؛ لماذا يجب عليها أن تكون شاقة مُتعبة، ملأى بعلامات الاستفهام الثقيلة، مدسوسة بالمخاطر دون زر توقّف. لكن مآل هذه التساؤلات في النهاية هو أن هذه هي طبيعة الحياة، لا يمكننا سوى الاستمرار في فعل المقاومة...!








التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 07-30-2019 الساعة 08:11 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2019, 12:32 PM   #4
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




إجازة الصيف، وأشياء أخرى
______________________







حقوق الرسمة محفوظة للرسامة Mienar. حسابها عبر تمبلر: هنا



قاربت شمسُ إجازة الصيف على الغروب، وغدًا تشرُقُ شمسٌ جديدة في صفحة حياتي حيث سأبدأ يومي الأول كطالبة خريجة.
على نقيض إجازة صيف 2018 الملأى بالكسل، كانت إجازة صيف 2019 ممزوجة بعملٍ دؤوب وكسلٍ في آن. تدرّبتُ على الرسم، ركّزتُ على الرسم الكلاسيكي بالذات (ولو أنني لم أصل بعدُ إلى المستوى الذي أطمحُ إليه). كما أنني اقتنيتُ لوح رسم رقمي -تابلت- بعد بحثٍ عن ألواح الرسم الرقمية دام قُرابة الأسبوع.
بدأتُ الانخراط قليلًا في الرسم الرقمي، حتى أنني كنتُ أفكّر بجدية عن إمكانية إكمال دراستي في هذا المجال! لم أرسم سوى رسمتين رقميّتين، كما أن مهاراتي أقل من مبتدأة. لكن الرسم الرقمي أو الـ illustration سحَرَني سِحرًا!
لا أعلم، هل رغبات إجازة الصيف رغباتٌ حقيقة أم مجرّد رغبات نابعة من الملل؟




حقوق الرسمة محفوظة للرسامة Heikala. حسابها عبر تمبلر: هنا


حديثي عن الرسم لا ينتهي. لكن قبل الانتقال إلى أحاديث أخرى، أحبُّ التعبير عن مدى حبي للرسم.
الرسم هوايتي. هوايتي المفضّلة. ورغم حبي لها إلّا إنني لا أكرّس وقتي الكافي لها إلا في الإجازات. وكلما عُدتُ إليها، اكتشفتُ أنني لستُ في المستوى المطلوب. وهنا تبدأ هوّة تحطيم الذات بابتلاعي، لكني أقاومها وأرسم. أرسم وأرسم وأرسم. أرسم الشيء ذاته إلى أن أرضى عن الرسمة. وأعتقد أنني أحبُّ هذا الأمر فيني. مشكلي الانقطاع، وعدم المعرفة علامَ التركيز: أَعَلى الرسم الكلاسيكي أم الألوان المائية؟ رسم الأنمي أم الرسم الرقمي؟







مُعتادةٌ أنا الكتابة في دفتر يوميات. لكن حالما يحلّ الصيف، أهجر الكتابة فيه تمامًا فلا أجد تسجيلات لأيامي لأتساءل لاحقًا عن وجودي خلال الفترة التي لا أكتب فيها. لهذا أنا أكتب هنا، لأثبت لأناي المستقبلة أنني وُجدتُ!

ما فعلته خلال إجازة الصيف:
1. انضممتُ لنادٍ قرائي حيث قرأتُ كتابًا، وبدأتُ بآخر ولم أُنهه بعد.
2. رسمت.
3. جرّبتُ شيئًا جديدًا: اشتريت لوحَ رسم رقمي.
4. شاهدتُ عدة أنميات وقرأتُ مانغتين.
5. سافرتُ وأعادت السّفرة الروحانية إلى قلبي.
6. قابلتُ صديقتي مرّتين.
7. رتّبتُ غُرفتي!
8. لعبتُ مرتين بلوح التزلج.

أعتقدُ أن هذا كل ما فعلته.
قد تبدو إجازتي مملة، ولكني اسمتعتُ بها
أستمتعُ غالبًا بالمكوث في المنزل والقراءة ومشاهدة الأنمي أو الأفلام، والرسم، والكتابة لأصدقائي عبر البريد، إلخ... هناك الكثير مما يمكنني فعله بالمكوث في المنزل







إجازتكم سعيدة يا رفاق



التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 08-24-2019 الساعة 08:21 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-30-2019, 02:13 AM   #5
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




تدوينةٌ قبل فواتِ الأوان
__________________



انقضى الأسبوع الأول لي كطالبة "خَرّيجة."
كان هادئًا، ودون أصدقاء، لأن جميع أصدقائي المقرّبين قد تخرّجوا الفصل السالف.
الجامعة مُقفرة دون أصدقاء.
كان الأصدقاء بمثابة الماء للنبتة، كلما رأيتهن عادت روحي لمكانها وأثمرت حُبًّا للحياة. كُنّ ضوئي في وحشتي وأيامي حالكة السواد. كُنّ بيتًا مُنفصلًا عن بيتي، يمنحنني الأمان والسلوى. على أني -ربما- قليلة الحديث حتى مع صديقاتي -كما يَقُلن عنّي- لكن مجرد رؤيتهن كانت تُسقط عن ظهري ثقل كل تذمراتي وغضبي.
أن أتفرغ من محاضراتي في وقتٍ مُتأخر من اليوم لأرى صديقتي تجلس بانتظاري برزانة على كراسي مخرج الطالبات، كان هذا كفيلًا بإضفاء ابتسامة على يومي المُرهِق.
الآن، لا شيء سوى العودة للبيت يُعطيني الشعور بالأمان والاستقرار.


لكن على الجانب الآخر لهذا الفصل، سُررت، بل دُهِشت، عندما رأيت أستاذي المفضل منذ سنتين يدخل القاعة ليقول ساخرًا: أوه، يبدو أنني أدرّس هذا الفصل.
يا لسعادتي القصوى حينها بمنظري الخارجي الهادئ واللامبالي! لم أتوقّع قط أن تلتقي دروبُنا مُجدّدًا بعد ذلك المساق الذي لا يُنسى في ربيع عام 2017! لم أتوقّع قط.
هذه نعمةٌ من نِعم الله التي لا تُحصى.


سُرعان ما انهالت عليّ الفروض الأكاديمية والواجبات والتساليم منذ الأسبوع الأول. لم نحظَ حتى بفرصة لاستيعاب وضعنا كطلاب سنة أخيرة!
لكن الآن، رغم أنف كل الفروض، أكتب هذه التدوينة التي قررتُ عدم تأجيلها لوقتٍ لاحق.

لم أعُد أكتب كما كنتُ سابقًا في دفتر اليوميات، وهذا أشعرني أنني أفقِدُ لُغتي شيئًا فشيئًا. لا أنا أكتب، ولا أنا أقرأ. لهذا قد تساعد الكتابة هنا على تنشيط ذهني.









Shimada Kai, 3-gatsu no Lion


صورة قريبة إليّ. اعتمدتها لقرابة السنة كخلفية في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي وأأبى تغييرها.

كتبتُ ذات مرة في دفتر يومياتي:


أشعرُ أنني، وكل ما حولي، يجري بسرعة.
لا أستطيع حتى التوقف لوهلة كي أستوعب هذا الجريان الهائل لكل ما حولي!


لا أعلم خلف ماذا أركض ولماذا أركض، لكنني أركض. سواءً توقفتُ أم استمرّيتُ في الركض سيداهماني التوتر والقلق لا محالة. حتى في لحظات هدوئي، أشعر أن شيئًا ما يدفعني للركض في اللااتجاه. يصعبُ عليَّ تذكر لحظة هادئة بكل ما فيها: لا أفكار ولا قلق، ولا توتر، لا تفكير في المستقبل ولا هم...




الهُدوءَ يا الله، نسألُكَ الهدوءَ...




нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-2020, 12:21 PM   #6
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




لحظةُ الاستنَارة
ـــــ


لإجازة الصيف معانٍ عدة، أحدها العودة إلى ارتياد منتدى العاشق؛ فلسببٍ ما، أصبح العاشق مرتبطًا بإجازات الصيف.
تغيبي عنه للأشهر الماضية لا يعني أنني لن أرتاده مجددًا، فقد أصبح محطّةً صيفيّةً لا بُد منها!

في أيام الجامعة، بالكاد ألقى وقتًا لنفسي كي أمارس فيه هواياتي. لا أقول أنني أقضي جُلّ وقتي بالإنتاجية والعمل، فمعظمه يضيع بين صفحات التواصل الاجتماعي. ومع ذلك لا أجد نفسي أمارس هواياتي بدلًا من إهدار الوقت في مواقع التواصل. لذا فالإجازات هي الوقت الوحيد الملائم للهوايات، وبالفعل قد عُدتُ لهواياتي مع بداية الإجازة!

لديَّ الكثير لأثرثر عنه في هذه التدوينة.
عندما أعود للتدوينة السابقة والوقت الذي كتبته فيها، يا إلهي، أدرك كمّ الأشياء التي تغيّرت بحق في حياتي! فنحن لا نلاحظ التغييرات إلا بعد العودة إلى الوراء، وفي حالتي، العودة إلى مدونة مهجورة منذ أغسطس 2019.
لاحظتُ أنني أهوى هجر تدويناتي. لهذا لا أفكّر بفتح تدوينة للكتابة الجادة لعلمي أنني سوف أهجرها في نهاية المطاف.

ما الذي تغيَّر يا تُرى؟
في الحقيقة، الأستاذ المفضل الذي تحدّثتُ عنه في التدوينة السابقة وحقيقة أنه درّسني مجددًا، قد غيَّرا كل شيء... كُلّ شيء! لا أزال أنذهل حينما أعود للخلف وأتذكر الصدفة التي جعلتنا نتقابل مجدّدًا بعد سنتين ونصف.
هناك اقتباسٌ قريب لقلبي من رواية "لا قدّيسون ولا ملائكة"
"لأنك في لحظة استنارة واحدة قد تكتشفين ما كنتِ تبحثين عنه طيلة سنين بلا جدوى. المهم أن لا ندمّر أنفسنا قبل أن تحين تلك اللحظة"
أشعر أنّ لقائي مجددًا بالأستاذ والأمور التي ساعدني على اكتشافها في نفسي، هي تلك اللحظة المستنيرة في حياتي!
أتعلمون، إنه أحد أولئك الأساتذة الذين لا يكتفون بمهمّة التدريس، بل يذهبون لأبعد من ذلك. أساتذة ينبضون بالشغف، ويكتشفون الحجر الذي يحتاجُ صقلًا كي يصبح بلورةً مشعة... هكذا فضل هذا الأستاذ لديَّ، لقد اكتشفَ منذ سنوات الحَجَر الذي يحتاجُ صقلًا في نفسي، لكني كنتُ أكثر جهلًا من أن أتبع ما قاله لي. بعد سنوات أدركتُ أنه كان محقًا في ذلك اليوم من أبريل عام 2017!
وحده الوقت ما يمكّننا من كشف الحقيقة.
عندما صرّحتُ له أنه كان محقًا، وأنه كان من الأجدر بي أستمع إليه عوضًا عن العناد الذي قادني للجحيم، قال لي أننا أحيانًا نحتاج معرفة ما يراه الآخرون فينا، لأننا لا نستطيع رؤية كل شيء في أنفسنا.
أبدًا لن أنسى ذلك الحديث معه... أبدًا...
"كنتُ عمياء، لكنَّك رأيتَ كلَّ شيء في تلك اللحظة"


صحيح أنني كثيرًا ما أندم على قراراتي السابقة التي اتَّخذَتْها أناي المراهقة ولم أكتشف أنها كانت كلها أحلام وهمية إلا مؤخرًا، إلا أنني أذكّر نفسي دائمًا بأن الله وحده من يعلم خبايا الأقدار. لأننا في النهاية بشر قصيرو النظر، ولا نكاد نرى إلا ما بين أيدينا، فيكون من السهل علينا تمنّي ما نظن أنه الأخْيَر لنا. لكن عندما تمر بنا السنون، نكتشف أن لماذا الله اختار لنا ما اختار، ونكتشف الخير الذي يخبّئه لطف الله لنا، فقط بعد مرور السنوات...!
لذا، لستُ نادمة على قراراتي السابقة إذا كانت تلك القرارات وحدها ما ستوصلني للعمل كمساعدة تدريس مع أستاذي المفضل، وإذا كانت تلك القرارات التي ندمتُ عليها وحدها ما جعلتني أكتشف شغفي الحقيقي. بل إني ربما كنتُ سأندم على عدم اتخاذي ذلك القرار.
أنا الآن على أعتاب التخرج، ولم يبقَ لي سوى فصلٌ دراسي واحد، لكني أستطيع القول أنَّ جوهر رحلتي الجامعية كطالبة بكالوريوس تكمن في المنعطفات الصغيرة التي عبرت بها، مثلًا كمادة حُرة لم يعلم سوى الله أنها وأستاذها سوف يغيّران كل شيء! بل إني اكتشفتُ أن الوجهة لم تكن سواى سرابٍ آمنتُ بوجوده، وأن المحطات التي عبرتها أثناء سعيي خلف السراب هي الحقيقة بعينها!
وهكذا، كان جين والد غون محقًا عندما قال: "عليك أن تستمتع بالمنعطفات الصغيرة على أكمل وجه، لأنك ستجد فيها ما هو أهم من وجهتك."








يا إلهي، أخذتني الكتابة ولم أبدأ بالعمل على مهامي بعد!
رغم أنها إجازة الصيف إلا أنني أيضًا أعمل عملًا جزئيًا كمساعدة أبحاث لدى مشرفة البحث التخرج الكثير لأنجزه لكني هنا أتهرّب بالكتابة (:



إجازة سعيدة لكل من يقرأ هذه التدوينة!



التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 08-26-2020 الساعة 09:08 AM سبب آخر: تغيير لون
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-28-2020, 04:11 PM   #7
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




البحث عن الهُدوء المَفقود


ـــــ








"أنا عجوزٌ، رأسي في ألمٍ دائم؛ ظهري يوجعني؛ بطني يوجعني" أفصحتُ بها مازحةً لأحد أفراد المنزل.
اليوم فورما رفعتُ رأسي من الوسادة، هاجَ رأسي ألمًا خلته سيهدأ بعد احتساءِ كوبٍ من شاي كرك. لكنه لم يهدأ.
أنا عجوزٌ عشرينية أريدُ استعادة عشريناتي!


هذه الأيام هادئة ظاهريًا، ومُضطربة داخليًا. أساسًا، متى عمَّ الهدوءُ رأسي؟ أحاول بيأس التحكّم في أفكاري لكن دون فائدة.
قبل سنتين، كتبتُ لصديقتاي في إحدى مجموعات الواتس-أب:
"لكن لوضعي الرّاهن وبحثي الدائم عن هدوءٍ لا وجود له، سأقول أني أريد العَيْشَ في الريف."
ويا للمُصادفة! كل ما أفكّر به هذه الأيام قريةٌ سويسريّةٌ نائيةٌ واقعةٌ في وادٍ جبليٍّ بجبال الألب. هناك حيث لا شيء سوى أيامٍ بسيطةٍ، أسترجعُ فيها فكرة تفاهة نفسي وكل شيء أمام عَظَمة الجبال. أستيقظُ كل يومٍ صباحًا مع أمي حيث نتاولُ فطورًا ريفيًّا مُكوَّنًا من المربى والخبز الطازجَيْن. ثم أتجوّل أنحاء القرية أتنفّسُ رائحةَ نقاءٍ. دون هاتف، دون مواقع تواصل اجتماعي، دون وجوهٍ مألوفةٍ وأعرفها، دون ثرثرةٍ، فقط أنا وكاميراتي، وصمتٌ وهدوءٌ مطلقَين؛ وربما حتى دون كاميرا...
أكادُ أستشعرُ الصمت والهدوء في مخيّلتي وأنا أكتب...
لكن أحيانًا أتساءل، حتى لو بلغتُ مبتغاي في تلك القرية السويسرية النائية، هل سأضمن هدوء البال وراحةً من الأفكار؟ ربما، وربما لا..
حسب الفلسفة الرواقية -والتي أصبحتُ مهوسةً بها مؤخّرًا- فإننا نحن فقط من نستطيع إنقاذ أنفسنا من أفكارنا لأننا نحن من نملك قدرة التحكّم بها، المكان والزمان لا يهمان.
حسنًا، تطبيق أفكار الرواقية والعمل بفلسفاتها ليسا سهلَين كما هي القراءة عنها. لكن لنا شرف المحاولة في نهاية المطاف.


كتابة هذه التدوينة جعلني أدرك كيف أن الكتابة تخفف ثقل أفكاري، فأنا لم أكتب في دفتر يومياتي منذ التّاسع من يونيو أو ما حوله!





تلقّيتُ اليوم رسالة رفض من جهةٍ قدّمتُ فيها عملًا تصميميًا لعرضه. لم أغضب، لم أحزن، لم أندم، ولم أُطِل التفكير في الأمر، إنما سُرِرتُ لأنني حاولتُ ولم أُفوّت فرصة التّقديم! فنحنُ لنا شرف المُحاولة في نهاية المطاف!


التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 06-29-2020 الساعة 02:54 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-14-2020, 02:19 PM   #8
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة





مُـبَـعـثـرات


ـــــ





"جميعنا طلبة في جامعة الوجود. [...] آخرون منخرطون في الحصول على ماجستير ودكتوراة في تخصص "مجرّد إنسان يسعى للخير". أقترحُ بتواضع مصاحبة هؤلاء." [ الفيديو الأصلي ]




بدأتُ التعلق بهذه المدونة.
لي تاريخٌ فاشل في المدوّنات، أظنُّ أن أول مدونة لي كانت في المنتدى السابق الذي، وللأسف الشديد، لا وجود له بعد الآن. ذهب، وذهبت معه الكتابات.
في 2015 أو 2014، فتحتُ مدونة سرية في تمبلر لا أحد يعرف عنها. لم تدُم سوى عدة أشهر إلى أن أغلقتها. لا أذكر حتى ما الذي كنتُ أكتب فيها.
أما في 2016 افتتحتُ مدونة سرية أخرى في تمبلر لهذيانات أفكاري، لا أزال أدخلها بين الفينة والأخرى لكن لا أكتب فيها كما كنتُ قبل ثلاث وأربع سنوات.
وأخيرًا في 2018 وُلِدت مدونة العاشق. أما في نهايات 2018 فتحتُ مدونة في ووردبريس خصّصتها للعمارة لم أكتب سوى تدوينتين حتى هجرتها واكتشفتُ لاحقًا أن ميولي الحقيقة ليست في العمارة. أفكر أحيانًا بافتتاح مدونة جادّة للكتابة، بالأخص بعدما أغلقتُ حساب تويتر الأسبوع الماضي. لكن، أفكّر أن مدوّنة العاشق تغنيني عن ذلك.


الآن، وبعد هذه المقدمة عن التدوينات، منذ أيام أرغبُ بالكتابة هنا لكن لم أجد موضوعًا مناسبًا.
قبل يومين انتظم نومي أخيرًا بعد أسبوعين الدمار الشامل. في الحقيقة، أشعر أنني أفضل حالًا نفسيًا عندما ينتظم نومي. على الرغم أن الأفكار المضطربة تجتاحني في كلا الحالتين، إلا أن نظام النوم الطبيعي والمنضبط يشعرني بشعورٍ أفضل تجاه نفسي. أرجو الحفاظ عليه لمدة أكثر من أسبوع. فمن خلال تجاربي السابقة هذه الإجازة، لاحظتُ أن نظام النوم المنتظم لا يدوم سوى أسبوعٍ ثم يبدأ تدريجيًا بالانهيار. فأرى أن الأيام تتداخل في بعضها، أستيقظ في وقتٍ متأخرٍ من المساء وأتناول فطوري مهما تأخّر الوقت. أشعر بضيق الوقت، والليل يحلّ بسرعة ولا مزاج لي للعمل على أي شيء ليلًا حتى لو نلتُ كفايتي من النوم... يا للدمار!
تعريفي الشخصي لنظام النوم المنتظم هو الاستيقاظ مع زقزقة العصافير قُبَيْل الشروق، والنوم بعد صمت العصافير بعد الغروب. لديَّ هذه الفكرة لأن صوت العصافير في الأسفل يصلني يوميًا، بل وحتى وأنا أكتب الآن أصواتهم تزقزق في الخلفية (:
إذن من هذا أستنتج أن من الأمور التي تُشعرني بشعورٍ أفضل تجاه نفسي هو انتظام النوم. وفي الحقيقة، الحفاظ على نومٍ منتظم ليس سهلًا على الإطلاق، بالأخص وأننا معتادون منذ الصغر على متعة السهر.



حذفتُ حساب تويتر الأسبوع الماضي عن بُكرة أبيه، ولا نيّة لي في العودة إليه مجدّدًا، على الأقل الآن. قبل حذفه نهائيًا، فكّرتُ بجدية عن ما جَنَيْته طيلة سنوات استخدامي لتويتر؟ أعني صحيح أنني تعرّفتُ على أصدقاء لا مثيل لهم، وممتنة بعمق لصداقتنا، كما أن تويتر ساعدني في الانخراط في مجتمع القرّاء في الوطن العربي (كان هذا في 2014-2016) والتعرُّف على أحدث الكتب المنشورة؛ أكثر من هذا، تويتر لم يجلب سوى مشاعر البؤس والتوتُّر من الدراما الزائدة، والأخبار السياسية والاجتماعية والمريضة كل يوم! يا للقرف.
بل وإني أتساءل، ما الذي استفدته من الميمز والساعات الطوال التي قضَيْتُها في تصفّح الحسابات المضحكة؟ لم تكن سوى ملهيات لحظية، سريعًا ما اختفى أثرها.
حتى عندما أحذف تويتر لفترة وأعود إليه، أرى أنني لا أشتاق إلى الميمز الذي طالما ظننتُ أنني أجدُ مُتنفّسًا فيه. لا أجدني أشتاق إلى بيئة تويتر الشنيعة، ورغم ذلك استمرّيتُ في استخدامه بدافع الملل.
في أيام الأسبوع الماضي عندما حسمتُ قراري حول حذف حساب تويتر نهائيًا، كنتُ أفكّر: "ماذا لو ندِمتُ على الذكريات واليوميات التي ستضيع؟" لكن هذا التساؤل لا يراودني إلا وأنا أتجول في تغريداتي.
حذفتُ سابقًا كل تغريداتي ولم أندم قط، حُذِف حساب پاث ولم أندم على ضياع ما فيه. في الحقيقة أن ضياع الذكريات في مواقع التواصل ما هو إلا وهم، لأن لديَّ دفتر يوميات أكتب فيه باستمرار، فكل شيء مدوّنٌ فيه بل وأكثر مما في تويتر.

الابتعاد عن مواقع التواصل ليس سهلًا، لأننا معتادون على مشاركة كل صغيرة وكبيرة في حياتنا لأشخاص لا يعرفون عنّا سوى سطحنا -أتحدّث عن نفسي أيضًا-. فحتى الآن بنيّتي الصارمة بالابتعاد عن تويتر أجدني لا أزال أرغب في المشاركة، لكن بعدها أحاورُ نفسي: بربّكِ يا هاروكو، أمُهمّةٌ المشاركة لهذه الدرجة؟!
كما أن ذلك التَّوق الشديد للمشاركة ليس سوى شعورًا لحظيًا هو الآخر؛ سرعان ما يزول حتى أكتب ما يجول بخاطري في دفترٍ صغير.
وأنا في أفكاري هذه عن المشاركة ومواقع التواصل، تذّكّرتُ شيئًا كتبته في 2017 ليس مختلفًا جدًا عما أفكّر به الآن...





بعد حذف تويتر، شعرت أخيرًا بانزياح ثقلٍ فكريٍّ عن كاهل أفكاري. لا أقول أنّ وقتي لا يضيع في أشياء غير مهمة، لكن أضمن أنه لن يضيع فيما يجلب مشاعر الانحطاط.
ازداد تعلُّقي بيوتيوب، فاكتشفتُ قنوات ومقاطع فيديو فتحت عيني أكثر على الحياة! وبل ويمكنني القول أنها تدريجيًا تغيّرني... منها قناة EINZELGANGER. اكتشفتها عن طريق صدفةٍ محضة قبل عدة شهور وهي الآن قناتي المفضلة الأولى! لا يمكنني اختيار مقطع فيديو واحد مُفضّل، فقناته كلها مذهلة! لكن لمقاطعه عن الفلسفة الرواقية أثرٌ خاص في نفسي.

هنا بعض المقاطع التي وجدتُ فيها شيئًا يستحق التدوين:

[ ديفيد فوستر والاس – مخاطر الإنترنت وإدمان الإعلام ]

شاهدتُ الفيديو ليلة البارحة، وبقدر قسوة الحقيقة التي يتحدّث عنها المقطع، إلا أننا لا يمكن نكرانها.
لم أعرف من يكون ديفيد فوستر والاس إلا من هذا المقطع، وصباح اليوم بعدما قرأتُ عنه القليل، تبيّن أنه روائي وبروفيسور أمريكي، لديه عدة نظريات حول استهلاك الإعلام ووسائل الترفيه. والمقطع أعلاه يتحدّث عن أفكار والاس.
فنحن، بدل مواجهة القلق والتفكير في حل المشاكل والتحدُّث والتعبير عنها، نهرب منها ومن مشاكلنا بوسائل ترفيهية لحظية وسهلة الوصول إليها، لا تحتاج إلى تفكير ومعاناة أكثر من المعاناة التي نواجهها.
"لعلّ الدّرس الذي يمكن الاستفادة منه من والاس هو مواجهة الواقع والعمل على تطويره بدلًا من المحاولة الدائمة للفرار منه."
بعد مشاهدة الفيديو والتعرف على شخصية والاس، وجدتُ من المؤسف أن رواياته ومقالاته لم تُترجم للعربية لم أجد سوى خطاب التخرج هذا بعنوان [ إنه ماء ] مترجمًا والذي أبعد ما يُقال عنه أنه خطاب تخرج لأنه ليس كعادة خطابات التخرج الملأى بالمشاعر الجيّاشة والفخر والدموع والدراما.


في دائرة القلق وبعيدًا عن والاس واستهلاك الإعلام ووسائل الترفيه، وقعتُ أيضًا على هذا الفيديو الذي وجدته ملهمًا بطريقةٍ ساخرة [ دليل القلق ]. شبيهٌ بفيديو ديفيد فوستر والاس من ناحية تحدثه عن حقيقةٍ صعبةَ الابتلاع.


مشاهدة ممتعة إن قررتم مشاهدة هذه المقاطع (:


بالمناسبة، كلمة أخير قبل ختام التدوينة؛ أقرأ تعليقاتكم وتقييماتكم للتدوينات ولا يسعني التعبير عن مدى امتناني لقراءتكم، شكرًا من الأعماق




التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 07-14-2020 الساعة 04:51 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-25-2020, 04:27 PM   #9
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




مُـحَـاوَلات


ـــــ







الأيام الماضية كانت باردة، ورتيبة، ومُظلمة. محاولاتي في إخراج نفسي من دائرة الرتابة باءت بالفشل، ربما لأنني لا أحاول من الأساس. أو بالأحرى، أشعر أن لا شيء يساعد في إخراج نفسي من ظُلمة أيامي؛ لا العوامل الخارجية، لا محاولاتي الفاشلة في حبّ الذات، لا الخروج من المنزل، لا التأمُّل. أو ربما، أنا قليلة صبر، وهذا ما أنا مُتيقّنة منه.
أعود لنفسي كي أتساءل "ما الذي يجري على نحوٍ خاطئٍ بالتحديد؟ أصلِحيه!" لكن تكمن المعضلة أن لا شيء يجري على نحوٍ خاطئ! لا أزال أذكر يوم الأحد الماضي، السادس عشر من أغسطس، الذي قضيته طولًا وعرضًا في التفكير بـ "لماذا أشعر بشعورٍ سيِّئٍ مجهول بينما لا شيء خاطئٌ على نحو التحديد؟"
أيُعقل أن السبب هو أنني منحتُ نفسي إجازةً من العمل الجزئي الذي قضيتُ فيه معظم إجازتي، وبالتالي أشعر أنني لا أفعل كل ما بوسعي فتنتابني مشاعر مجهولة بالسوء؟ أم أنني ربما لم ألمس شيئًا من مشروع التخرج الذي من المفترض العمل على تطوير بعض مفاهيمه في الصيف؟!
وحده الله يعلم.

على السرير بعدما شرقت الشمس أتأمَّل سقف غرفتي. أشاهد فيديو من قناتي المفضلة علّه يرشدني إلى الصواب؛ أستمع إلى المناجاة المنظومة "لكَ الحمدُ يا ذا الجود والمجدِ والعُلا، تبارَكتَ تُعطي من تشاءُ وتمنعُ." أتناول الفطور مع أمي وأخبرها عمّا حدث اليوم السابق. ثم بعد الفطور أعود مُجدّدًا إلى المشاعر الغريبة التي تركتها على سرير غرفة نومي.

الأمر الذي أخرجني نوعًا ما من تلك الدوامة هو فتحي لبرنامج "أدوبي إلستريتور" والبدء بتصميم مُلصقٍ سبيستونيٍّ. رغم أني في البداية استثقلتُ العمل على إلستريتور لأن مهمة عملي الجزئي تتطلّبُ العمل فيه، ورغم ذلك فتحتُ البرنامج وصمّمتُ. نقطةٌ لصالحي.
بدأتُ مباشرة بالتصميم دون مخطّط رسمات أوّلية لأن الفكرة ببالي أساسًا. لكن مع التقدُّم في التصميم لم تُعجبني نتيجة التصميم الذي رسمته في ذهني، بعدها من خلال أدوات البرنامج والعبث بها توصّلتُ إلى فكرة (:



كنتُ أنتظر بشدة بدء الفصل الدراسي الجديد لعله يضيفُ شيئًا إلى أيامي. فورما انتهينا من أولٍ لقاءٍ يوم أمس، أول ما شعرتُ به كان "لا أريد من هذا الفصل سوى أن ينتهي." أشعرني ذلك ببعض السوء، لأنه رغم كونه آخر فصلٍ دراسيٍّ لي كطالبة بكالوريوس، أشعر أنني أريد الانتهاء منه قبل بدئه، وأعلم أنني في وقتٍ من مُستقبلٍ لاحق سأشتاق إليه وسأتمنى قضاء كل دقيقة فيه مجدّدًا.
ومع ذلك، بعد اللقاء، اتّصلتُ أخيرًا بجهةٍ أجّلتُ الاتصال بها منذ أسبوعَيْن! لعلها نقطةٌ أخرى في صالحي؟
في النهاية أعرف طبيعة نفسي -مهما كان القَولُ أيْسَرَ من الفِعْل- كل ما يمكنني فعله هو أن أقوم بفعل الشيء الذي يُثقلني مهما استثقلتُه. أن أتصل بتلك الجهة، أن أبدأ برسم المباني للعمل الجزئي، أن أبحثَ وأقرأ الأبحاث لمشروع التخرج.
سنرى لاحقًا كيف سأتجاوز هذا الفصل الأخير بكل المتاعب والأشغال المحفوفة فيه.
أسألُ الله أن يرزقني الصبر لأنني أفتقر إليه لا محالة.


خُضنا اليوم لقاءً يخص التدريب الجامعي لطلاب السنة الأخيرة. بعدما فتحتُ الميكروفون كي أسأل سؤالًا، وقبل أن أسأل، تكلّم الأستاذ بما كان يجول في ذهني طوال الإجازة: سُندُس!! اشتقتُ أن تكوني مساعدتي في التدريس!!
فورما سمعتُ تلك الكلمات انهال عليَّ الدفء والحبور... تذكّرتُ فجأة دوافع وأسباب سيري في الحياة التي أضعتُها في الإجازة. تذكّرتُ لماذا أمكنني الاستمرار حتى الآن، وما جعلني أصمُد حتى اللحظة...

أنا أيضًا اشتقتُ إلى كَوني مساعدته في التدريس...




التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 08-25-2020 الساعة 07:15 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-2020, 08:21 PM   #10
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة





أردتُ ذكريات عن عدم هروبي


ـــــ





10 سبتمبر 2019 | صورةٌ دفعتني لكتابة التدوينة بكل ما أعادت من ذكريات جميلة. كنتُ وقتها أعمل على مادتي المفضلة آنذاك :-)


لا رغبة تراودني هذه الأيام في الكتابة في دفتر اليوميات بالحبر على الورق. فإما أني أكتب يوميات التدريب في ملف "وورد" خصّصته ليوميات التدريب -كتبتُ فيه يوميًا حتى الآن منذ بداية الأسبوع الماضي وأرجو الاستمرار بالكتابة حتى نهاية برنامج التدريب في ديسمبر-، أو أنني أكتب في مذكرات هاتفي، أو أخيرًا هنا...

عجبًا! أظنني كنتُ كذلك أيضًا العام الماضي كهذه الفترة من سبتمبر، أرى أن اليوميات منذ بداية سبتمبر وحتى منتصفه مفقودة، أظنني كنتُ أكتبها في الهاتف آنذاك.
كنتُ أمُرُّ بمعركة داخلية شرسة، صُوّبت الأسلحة كلها نحوي، من سيوف ندمٍ تهشّمُني على قراراتٍ مضت اتَّخذتُها مِلءَ إرادتي، إلى رماحٍ من الأسئلة حول رغبتي الحقيقية فيما أريد دراسته، ولو أنني اتخذتُ الطريق الصحيح منذ البداية؟ وماذا لو أنَّ أستاذي كان مُحقًا قبل سنتين في 2017 عندما نصحني ورأى فيني ما لم أرهُ في نفسي، لكن بسبب عنادي وحماقتي لم أعمل بنصيحته التي ظلّت تلاحقني حتى سنتي الأخيرة؟
كانت مادتي المُفضّلة درعي آنذاك، أحتمي بها من موادي الأخرى ومن الأزمة التي مررتُ بها.

أجلس كل يومٍ هذه الأيام وأسترجع ذكرياتي الهنيئة مع تلك المادة والصور التي التقطتها آنذاك. لم أغِب فيها طوال الفصل، وكنتُ أتوق إلى أيام الأحد والأربعاء لأن تلك المادة تحتل مكانًا فيهما. ورغم أنها كانت مادةً حُرّة -أي ليست من تخصصي- إلا أنني كرّستُ طاقتي وكل ما امتلكته من جهد لها فقط، كأني بذلك أكفّر عن ندمي.
أتذكرُ موقفًا ظريفًا الفصل الماضي عندما راح الأستاذ يقول عني أمام تلميذاته: إنها فتاةٌ تائبة :-)

أحاول أن لا أحزن عندما أسترجع تلك الذكريات الجميلة الماضية، لكن لا مناص من ذلك أحيانًا. وأحيانًا أخرى، يداهمني شعورٌ بالحزن من اللا مكان ولا أجد له مبرّرًا حتى، بالأخص أيام الخميس بعد المغرب لسببٍ ما.
أستعيذ بالله وأتذكر الأحاديث المروية عن الصبر والرضا. أنا لو كنتُ صبورة لما جزعتُ ولما قلّت حيلتي العام الماضي وما قبله حينما استلمت تمامًا بينما خيار المُقاومة كان لا يزال بين يديّ. لما أطلتُ تذمُّري وسخطي. وعوضًا عن ذلك، لالتجأتُ إلى الله ولحاولتُ على الأقل... مشكلتي أنني فقط عندما يفوت الأوان أدرك ما كان عليّ فعله..
أحيانًا أجد أنه من الصعب مسامحة نفسي على ما اقترفتُ في حق نفسي. وأحيانًا أتساءل لو أنني سأسامح نفسي قط على تقصيري ويأسي وسقوطي؟
أتذكر مشهدًا من سانغاتسو نو ليون حيث يقول كيرياما لتاكاهاشي: "أردتُ ذكريات عن عدم هروبي"
لكني وللأسف تهاونتُ يومًا فأصبحتُ أملك تلك الذكريات.. ومُجدّدًا أتساءل لو أنني سأتجاوزها وأتخطّاها يومًا..

لا أظن أن هناك كلمة أستطيع بها وصف الأيام الأخيرة، لا لشيء إلا أن الصورة لم تكتمل بعد. فصُوَر الحاضر لا تكتمل إلا عندما يُصبح الحاضرُ ماضيًا في الذاكرة.
أعمل على مهام التدريب كل يوم، وهو تقريبًا الأولوية بين مهامي الأخرى. مشروع التخرُّج عالقٌ في الزاوية أنتظر الوقت الذي أبدأ العمل عليه، رغم أن الانتظار ليس الخيار الأنسب إلا أنني لا أجد وقتًا مناسبًا للتركيز على البحث والقراءة وذهني منشغل بمهام التدريب. يقلقني أنني لا آخذ الموضوع على محمل الجد حتى الآن، أعني ليس كما آخذ التدريب على محمل الجد.. أو أنني لا أبذل الجهد المطلوب للعمل على مشروع التخرج؟
فكرة أنني ربما لا أبذل جهدي تُرهقني إرهاقًا -لعل السبب يعود إلى تجاربي السابقة في السقوط والاستسلام-
في خلفية عقلي تدور أسئلة أتجاهلها حول المستقبل ومصيري. الحاضر الأولوية الآن، لو أنني تهاونتُ مع نفسي لندمتُ مستقبلًا والندم هو آخر ما أريده... لهذا أحاول بذل قصارى جهدي، لئلا أندم لاحقًا، مهما أثقلتني تساؤلاتي.
إحدى صديقاتي كانت تقول: "كل شيء في وقته حلو". أجدني أحيانًا دون وعيٍ مني أردّد كلماتها عندما يأخذني التفكير في المستقبل المجهول.
في النهاية مهما كان الأمر، أجدُ أن وجود إلهٍ أعلم مني بنفسي، يسيّر عباده نحو الخير الذي يخبئه المجهول الذي حجبه عن أبصارهم القصيرة، أمرٌ مريحٌ للغاية، مريحٌ للغاية...


|


"يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"




التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 09-11-2020 الساعة 04:39 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع نهرٌ في غابة:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا غابت الشمس لعب دورها القمر .... العضيم القسم الأدبي 6 09-19-2011 02:40 AM
انت في غابة /ختبار من سبيستون/ رائع بريق الأمل القسم العام 3 12-22-2010 07:43 PM
حول سطح مكتبك الى غابة مثلجة و رائعة العاشق 2005 أرشيف قسم البرامج 0 02-15-2010 02:00 AM
غابت شمسى soma elgabry قسم الأدب العربي و العالمي 3 12-11-2009 01:54 AM
خربشات من وحي قلم عابث .!! دمعه قهر القسم العام 3 08-20-2008 12:38 AM

الساعة الآن 07:01 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity