تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم)

البيت المسلم الجزء الثاني

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2008, 04:53 PM
الصورة الرمزية الامير  
رقـم العضويــة: 7
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشـــاركـات: 79
نقـــاط الخبـرة: 11
البيت المسلم الجزء الثاني


بيت السعادة
قال تعالى: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا} [النحل: 80] . نعم، صدقت يا ربنا، فالبيت سكن واستقرار، وراحة واطمئنان، وأمان وسكينة؛ فيه نعيش، وبه نحتمي من حر الصيف وبرد الشتاء، وهو مأوانا بعد دأب النهار وتعبه.
وإذا كان عش العصفور الصغير هو مأواه وسكنه ومقر طمأنينته، فأولى بالإنسان أن يكون بيته مقر سعادته ومصدر سروره. والبيت ليس مجرد جدران وأثاث ومفروشات، بل هو المحراب والمعهد، ومكان الأنس والراحة، يعمره الزوجان بالمحبة والمودة، وتظلله السكينة والهدوء والاستقرار.
وفي البيت المسلم يتعانق السكن المادي الحسي بالسكن الروحي النفسي، فتتكامل صورته وتتوازن أركانه، فكما جعل اللَّه البيوت سكنًا لكل زوجين، فقد جعل الزوج سكنًا لزوجته، والزوجة سكنًا لزوجها، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم : 21]. وهكذا يكون الزواج سكنًا، وتكون البيوت سكنًا، نعمةً من اللَّه، وجب شكرها وصونها والحفاظ عليها.
وقد يتساءل بعضنا: لماذا البيت المسلم؟ وهل هناك فرق بين بيت مسلم وبيت غير مسلم؟
لا شك في أن البيت المسلم يختلف عن غيره، فأهله يحملون في صدورهم عقيدة جليلة، تملأ قلوبهم بنور الإيمان، وتَظْهَرُ ظلالُها في كل جوانب حياتهم، فالمسلم يجب أن يكون قرآنًا يمشي بين الناس، كما كان خلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لذا فإن بيته يجب أن تنطق أركانه وأثاثاته وطريقة تنظيمه
بإسلام صاحبه.
وقد يكون البيت المسلم كوخًا متواضعًا، وقد يكون قصرًا مشيدًا، وفي هذا وذاك تجد الرضا والشكر والقناعة، والعيش في ظلال القرآن الكريم والسنة الشريفة، فسعادة أهل أي بيت ليست بكثرة الأثاث ولا بغلاء المفروشات، وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة ونفوسهم المطمئنة ، ذلك لأنهم رضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.
وقد كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا للبيت الإسلامي، وعلى الرغم من صغر حجمها، وتواضع بنائها، فإنها امتلأت بالسعادة والهناء، وظلت المثل الأعلى لبيوت الصحابة -رضوان الله عليهم- ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك.
ولقد قامت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على طاعة الله ورضاه، فكانت الصورة المثلى للبيت الإسلامي الحقيقي، قال تعالى: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين}_[التوبة: 109].
وكانت بيوته صلى الله عليه وسلم متواضعة على قدر حاجته، بسيطة على قدر معيشته، إلا أنها ملئت سعادة، وتمثل فيها رضا أهلها بقَدر الله ورزقه، وإيمانهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) [الترمذي وابن ماجه].
وارتبطت بيوته صلى الله عليه وسلم بالعبادة والطاعة لله، وتمثل فيها التواضع والبساطة والزهد في متاع الحياة الدنيا، فقد كانت بيوته صلى الله عليه وسلم كلها حول المسجد، بعضها من جريد مُغَطى بالطين، وبعضها من حجارة مرصوصة بعضها فوق بعض، مُسقَّفة بجريد النخل.
وكان بيت أم المؤمنين عائشة -أحب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة- حجرة واحدة من اللَّبِن (الطوب النيِّئ) والطين، مُلحَقًا بها حجرة من جريد مستورة بمسوح الشعر (جمع مسح: وهو كساء من الشعر)، وكان بمصراع واحد من خشب، وسقفه منخفض كسائر بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أثاثه بسيطًا: سرير من خشبات مشدودة بحبال من ليف، عليه وسادة من جلد حشوها ليف، وقربة للماء، وآنية من فخار لطعامه ووضوئه صلى الله عليه وسلم.
وارتسمت البساطة والقناعة -أيضًا- في بيوت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان جهاز ابنته فاطمة وهي تزف إلى علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- خميلة (ثوب من قطيفة)، ووسادة من أدم (جلد) حشوها ليف، ورحا، وسقاء، وجرتين.. ذلك هو جهاز سيدة نساء أهل الجنة وكريمة سيد الأنبياء، ومن هذا نعلم أن بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانت نموذجًا للبيت الإسلامي.
وإن كانت حال بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما ذكرنا، فلا يعني هذا أن الإسلام يحول بين أن ينعم الإنسان ببيت رحب جميل، بل يرى الإسلام أن هذا رزق من الله للإنسان ونعمة منه وفضل، فالله تعالى يقول: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} [الأعراف: 32].
ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء)_[الحاكم]. وعلى الإنسان أن يحسن استغلال هذا النعيم؛ لأنه سيُسأل عنه يوم القيامة، قال تعالى: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} _[التكاثر: 8].
والأسرة المسلمة شأنها شأن غيرها من البشر، تميل إلى أن يكون بيتها من خير البيوت سعة وجمالاً، ومملوءًا بالنعم والخيرات، قال تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}.
[آل عمران: 14].
والأسرة المسلمة تعلم أن السعادة الحقيقية في أن تجعل من بيتها -صغر أو كبر- جنة عامرة بالإيمان، هانئة بالقناعة، ترفرف عليها الطمأنينة والسكينة، ويتنسَّم أفرادها الأدب الرفيع والسلوك القويم، وهي في كل أحوالها تدرك أن ما هي فيه نعمة من نعم الله التي تستوجب الشكر، فشكر النعمة ينميها ويزكيها ويزيدها، قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 7].
والأسرة المسلمة لا تتخذ من نعم الله عليها مجالا للكبر والتعالي على الآخرين، بل تُظْهر فضل الله عليها ونعمه؛ استجابة لقوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: 11]، وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (ن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) _[الترمذي والحاكم].
وعلى الأسرة المسلمة ألا تنشغل بنعيم الدنيا عن طاعة الله، وألا يكون بيتها في الدنيا هو همها الأكبر، الذي يحول بينها وبين العمل لبيتها في الجنة -إن شاء الله-، وفي ذلك يقول الشاعر :
لا دارَ للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كـان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخـير طاب مسكنه
وإن بنـاها بشر خـــاب بانيهــا
ولقد مر الإمام علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- على رجل يبني بيتًا، فقال له:
قد كنت ميتًا فصرت حيـًّا وعن قليل تصير ميـــتا
تبني لدار الفناء بيتــــًا فابنِ لدار البقاء بـــيتا
فهنيئًا للأسرة المسلمة إذا جعلت الدنيا في يدها لا في قلبها، وهنيئًا لها إذا وظَّفت كل ما حولها توظيفًا صحيحًا، وجعلته مُعينًا لها على طاعة الله -عز وجل- فهي تعمل بالحكمة القائلة: (عمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا)_[ابن المبارك].
والحديث عن البيت المسلم ومكوناته وأثاثه، وغير ذلك، لا يعنى -بالضرورة- أن تجتمع هذه الصفات في كل بيت مسلم، ولكنها صورة مُثْلَى نسأل
الله -سبحانه- أن يحققها لكل مسلم على ظهر هذه الأرض.
وجوهر الأمر ليس في جدران البيت وأثاثه بقدر ما هو فيمن يسكنون هذا البيت، وعلى هذا، فكل فرد من أفراد الأسرة يستطيع أن يحقق السعادة والهناء لأهل بيته بأقل شيء عنده، والمؤمن كيِّس فَطِنٌ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني)._[أحمد والترمذي وابن ماجه].



مع تحياتي


الامير
قديم 06-05-2008, 04:58 PM   #2
إدارة المنتدى
 
الصورة الرمزية Al3asq
رقـم العضويــة: 2
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الجنس:
المشـــاركـات: 29,710
نقـــاط الخبـرة: 6777
Facebook : Facebook
Twitter : Twitter
Linkedin : Linkedin
Youtube : Youtube

افتراضي

ماشاء الله تبارك الله على الإبداع المتواصل تسلم اخوي امير على الموضوع الحلو ذا وننتظر جديدك


اخوك

العاشق
Al3asq غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-2008, 11:47 PM   #3
عاشق محترف
 
الصورة الرمزية العاشقة
رقـم العضويــة: 9
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشـــاركـات: 276
نقـــاط الخبـرة: 11

افتراضي

مشـ,,كـ,,ور اخـــ,,وي على الموضوع الرائع


تحياتي

العـاشـ,,قة
العاشقة غير متواجد حالياً  
قديم 06-09-2008, 03:37 PM   #4
عاشق مبدع
 
الصورة الرمزية القناص
رقـم العضويــة: 14
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشـــاركـات: 211
نقـــاط الخبـرة: 10

افتراضي

مشكوور اخوي على الموضوع الرائع

تقبل مروري....

أخوكم
القناص
القناص غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
109, لماذا, لتسألن, ليست, أصبح, معافى, منه, منكم, لكل, الأماني, الأمر, المبارك, المسلمين, الله, الموت, الموضوع, الامير, الذي, الذهب, الثاني, التي, التوبة, الحاكم, الحياة, الجنة, الدنيا, الحقيقية, الرزق, الرغم, الرفيع, الروحي, الصيف, الشعر, الزواج, الصورة, الإبداع, النبي, النحل, النساء, القرآن, الكريم, center, اخوي, تموت, بالله, تحياتي, بسيطة, تعلم, تعالى, بعد, تعيش, بها, خلق, جهاز, يهدي, جهنم, يومئذ, يكون, رجل, رضي, شاء, صاحبه, شيء, سيدة, صورته, على, عليهم, عليها, عبده, عنه, عقيدة, فلا, فيه, فيها, فوق, إلا, إلى, هذا, هذه, هناك, ولا, والله, والحفاظ, واحدة, نار, وبيت, ورحمة, وعلى, وهل, وهي, وهو, طالب, قلوبهم, قبل, قدر, كلها, كان, كانت, كبر, كنت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع البيت المسلم الجزء الثاني:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البيت المسلم الجزء الاول الامير القسم الإسلامي العام 5 11-26-2010 01:43 AM
البيت المسلم الجزء السابع (اثاث البيت) الامير القسم الإسلامي العام 3 06-09-2008 03:37 PM
البيت المسلم الجزء الخامس الامير القسم الإسلامي العام 3 06-09-2008 03:37 PM
البيت المسلم الجزء الرابع الامير القسم الإسلامي العام 3 06-09-2008 03:37 PM
البيت المسلم الجزء الثالث الامير القسم الإسلامي العام 3 06-09-2008 03:37 PM

الساعة الآن 11:08 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity