تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق

نهرٌ في غابة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2020, 04:49 PM   #11
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة






يوميات


ـــــ


الخميس | 1 أكتوبر 2020

في بداية الأسابيع، لا أنتظر منها إلا أن تنتهي بسلام. تنتهي الأسابيع بسلام، وتحل نهاية الأسبوع ولا أشعر أن عبئًا قد انزاح عن كاهلي. بل مع مرور الأسابيع أشعر أكثر بثقلها.
أضع مخططات لنهاية الأسبوع: سأكتب رسائل لأصدقائي كي أرسلها عبر البريد. هذه الخطة الصغيرة التافهة وحدها تحمّسني لنهاية الأسبوع! أو أحيانًا خلال أيام الأسبوع، أشجّعُ نفسي: سأكتب في دفتر اليوميات إذا ما انتهيت من مهامي! واليوم كان تشجيعي لنفسي هو أن أكتب تدوينةً بعد إنهائي لمهامي، وها أنذا أكتب بلذة ما استشعرتُها وتلك المهام لا تزال على كاهلي.
هناك بالفعل متعةً في صدّ المهام لاحتضان ما تودُّ فعله من أمور صغيرة لا أهمية لها إلا أنها تبقي على ضوء شمعتك الباهت. فتلك الأمور الصغيرة، كتزيين رسالة بريد، الكتابة، قص الملصقات، التصميم، القراءة، لا أتوق إليها إلا عند وجود مهام على حافة المكتب. مضحك. ولو أنني في إجازة فارغة طوال الوقت، لبقيتُ هامدة على السرير.


سلبني النوم، فاستيقظتُ صباح اليوم على رنين هاتفي تسألُني زميلتي هل سأحضر الاجتماع الذي سيبدأ بعد دقيقتين. أجبتُها بصوتٍ رجَوْتُ أن لا يكشف أنني استيقظتُ لتوّي من النوم: "لا أظنني سأتمكن، أذلك ممكن؟" بدا أنَّ جوابها "لا"، لذلك اضطررتُ للحضور رغم أني لم أنبس ببنت شفة. حضرتُ الاجتماع من السرير.
سامحتُ نفسي، ما كنتُ لأفعل ذلك عادة.. لأطلتُ التفكير ووبّختُ نفسي على إهمالها وعدم انضباطها. لكن هل سيكون أيًّا من هذا مهمًا بعد سنة؟ لا.
المضحك في الأمر أن الاجتماع الثالث اليوم والذي كان في الخامسة مساءً، حضر أستاذٌ تختلف تواقيت مدننا حيث كان يفتح نوافذ يوميه بينما نحنُ على وشكِ إغلاقها، تأخر عن اللقاء قرابة العشر دقائق وعندما حضر يقول أنه استيقظ للتو من نومه بسخرية.
أدركتُ حينها أنني يجب أن أنظر إلى مواقفي الجادة كنكات أضحك عليها.


أمشي في طريق لا أعرف وجهته. لكن أساسًا، أيعرف أحدنا وجهته في هذه الحياة؟ لا أنتظر شيئًا من النهاية، أمشي محاولةً التركيز على الحاضر واكتشاف نفسي من خلال ما أفعل سواء أحببتُ ما أفعله أم لا. مهامي الثقيلة تدريبٌ جيّدٌ على الصبر. هكذا أرى المهام كي تخف وطأتها. أصبِّرُ نفسي بالصبر. لربما لا أنجح لأني لا أزال أمطّطُها وأأجل عمل اليوم إلى الغد. أقرأ في معنى الصبر: "هو الحلم، والثبات، وتحمل المشاق، وعدم التذمر..." أول خطوة عليَّ تجاوزها هي عدم التذمر. لعلني بحاجة إلى وضع جدول يومي لتعقّب تذمراتي.
هل تُعتبر الكتابة تذمُّرًا؟





الاثنين | 5 أكتوبر 2020

أشعر برغبات حارقة للكتابة لكن أمتنع عن ذلك لأن لديَّ مهامٌ لن تنتهي حتى نُبعث من قبورنا. يا له من عذرٍ سفيه. مهام!
عليَّ التعلم أن لا أأجل رغبات الكتابة.
هناك أفكار تتجول في عقلي كأنه شارع كورنيش بهواءٍ عليل.
البارحة كنتُ أفكر وأقول في نفسي: أظنني أميل نحو العمل الذي يتطلّب مني تشغيل عقلي (التفكير) وجسدي في آن، لذلك أهوى الرسمَ والتصميم. فالرسم يُعمل يدي وقلي وعيني كلهم في آن، والتصميم يحتاجُ عصرًا للأفكار كي نخرج بفكره نطبقها باستخدام أحد برامج/أدوات التصميم. وحتى عندما أعمل في برامج التصميم، لا أزال في ساحة التجارب والاكتشافات. أو أنني أميلُ نحو مهامٍ تتطلب مني اللجوء إلى قدراتي وشغفي. أجدُ ثقلًا في إتمام المهام الحالية التي لا تتطلب سوى جمعَ المعلومات وترتيبها في ملف إكسل. لا تحليل ولا قراءة تمعُّنية تحليلية ولا اكتشاف. مجرّد بحثٍ لجمع المعلومات. بل كلما جئتُ إليها، بادر النعاس عيناي حتى عندما أكون قد أخذتُ كفايتي من النوم!
زميلة التدريب تقول “سوف تتعلمين الكثير من المهمة الحالية” وهي بحث عن آلية النشر وما إلى آخره في الدوريات. أجيبها “بالتأكيد!” وفي داخلي صوتٌ يقول أيُّ علمٍ هذا لن يعودَ عليَّ بالنفع!
لكن، أحاول بعدها النظر للجانب الممتلئ من الكأس، في الحقيقة لعله سيعود عليَّ بالنفع حقًا، لكن لا أعلم فيمَ. ربما اكتشاف مقالات مثيرة للقراءة، أو اكتشاف دوريات تُغذّي اهتمامي بالتصميم، أو طبيعة المهمة الثقيلة ذاتها هي ما ستُعلّمني وتصقل مدى صبري. من يعلم..





الأربعاء | 7 أكتوبر 2020

العمل وبانتظام هذه الفترة أصعب من أي وقتٍ مضى. لا أعلم لو كتبتُ الكلام ذاته عن فترةٍ سابقة. أعلم هذه فترةٌ ستمرُّ كباقي الفترات، مثلما مرَّ العام الماضي كهذه الأشهر. كل ألمٍ وثقلٍ الآن لن يعود له أي أهمية بعد سنة، ورغم ذلك أفشل في إقناع نفسي أن ترى للأمام كي تُحسنَ التصرُّف في اللحظة الراهنة. المهام مكدّسة على جانب الطاولة، أتجاهلها تجاهل طفلٍ لما حوله مع ألعابه. أبدأ العمل على تصميم تايبوغرافيٍّ غرافيكي بتهوُّر، التصميم الغرافيكي لُعبتي. لكن البارحة بعدما طفح الكيل، أغلقتُ برنامج إلستريتور، وضعتُ الرسمات الأولية جانبًا بعيدًا عن ناظري حتى لا تلهيني عن مهامي الأساسية.
بتجاهلي الثقيل، كأني أرمي جهد كل ما مضى وجهد غيري كورقة لم يعُد لها أهمية بعد الآن.





الخميس | 8 أكتوبر 2020

أعود للعمل على ملف الإكسل الذي يتطلبُ جمعًا لمعلوماتٍ عن الدوريات البحثية. عندما أُتمم نصف ساعة، أكافئ نفسي بالعمل على التصميم الذي بدأته هذا الأسبوع. سأنتهي من التصميم قريبًا والمهام لم تنتهِ بعد :-)

هناك مصطلح تعلّمته من آينزلغينغر: Amour Fati. اقترحه نيتشه وعرّفه بـ"حُبّ القَدَر." أي أن تحبّ قدرك في الحياة بكل ما أتى به عليك جميلًا كان أو قبيحًا، درجة لو أُحيينا مُجدّدًا تختار القدر ذاته.
وهذا ما أحاول، أو أدرب نفسي، فعله. أن أحب ضيق وقتي، وثقل مهامي، وضياعي في مشروع تخرجي، وفقدي الاهتمام في بحثي. كل ذلك. أكاد أجزم أن هناك شيئًا خفيًا خلفهم. وبناءً على تجاربي السابقة، لو أني يئِستُ وألقيتُ درع محاولاتي أرضًا، للازمني ندمٌ لن يبارحني ولو قطعتُ الأرضَ مشيًا من شرقها إلى غربها.
قرأتُ منشورًا قبل أيام في إنستغرام يقول "إذا حاولت وفشلت، مبروك. أغلب الناس ما تحاول حتى." أعترفُ أنني في مرات عدة حاولتُ وفشلتُ فشلًا ذريعًا، ولكن في مراتٍ أخرى لم أحاول إطلاقًا، إطلاقًا! فما ندمي إلا من المرات التي لم أُحاول فيها!





التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 10-10-2020 الساعة 08:35 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع نهرٌ في غابة:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا غابت الشمس لعب دورها القمر .... العضيم القسم الأدبي 6 09-19-2011 02:40 AM
انت في غابة /ختبار من سبيستون/ رائع بريق الأمل القسم العام 3 12-22-2010 07:43 PM
حول سطح مكتبك الى غابة مثلجة و رائعة العاشق 2005 أرشيف قسم البرامج 0 02-15-2010 02:00 AM
غابت شمسى soma elgabry قسم الأدب العربي و العالمي 3 12-11-2009 01:54 AM
خربشات من وحي قلم عابث .!! دمعه قهر القسم العام 3 08-20-2008 12:38 AM

الساعة الآن 05:12 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity