درب الغرام

درب الغرام



معاً مهدنا درب الغرام للعاشقين

وكنا نحن أول السائرين فيه

حرصنا على أن يكون أجمل طريق ليسعد من بعدنا العابرين

أضفنا عليه أروع ألوان الود

و أبدع صور الهيام

فرشنا أرضه بالعشب الأخضر الناعم

و حففناه بالورود والزهر و الريحان

تدفقت على جوانبه أنهار الحنان

وتفجرت منه ينابيع السعادة و الأمان

فارتوت الأشجار و حملت ألذّ و أشهى الثمار

تعهدناه برعاية فائقة وعناية كاملة

حتى غدا جنةً خلابة الجمال

تذهل عقول المارين و تسحرهم

تثبت منهم البصر وتوقف السمع

فلا يفكرون إلا في هذا الحسن

ولا ينظرون إلى غيره

حتى آذانهم ؛ لم تعد تلتقط سوى هدير الماء

وحفيف الشجر

وتغريد البلابل و زقزقة العصافير .

أما أنفاسهم فتشبعت بعبير الفل و الياسمين ..

كنا سعيدَين به و بنجاحنا الباهر في تشييده .

أقمنا فيه أياماً وشهوراً

تفيأنا بالوارفة ظلاله

تغذينا على الحب وفاكهته

شربنا من ينابيعه و سبحنا في أنهاره

توسدنا عشبه والتحفنا بسمائه

كان هو شمسي و كنت أنا قمره

أهداني نوراً أضاء به عتمة قلبي

ودفئاً أذاب المتجمد همي

وحياة ملأت جوارحي و دمي

غمرني بفرحٍ أزال حزني

و أمانٍ محا معالم خوفي

و حنانٍ شتت آثار القسوة عن عالمي .



معه يختفي الكون من حولي

و يبرز بأبهى حلة في عينيه

كم تأملت فيهما و أنا صامتة مبتسمة

أقرأ وحي رسائلهما

وعليها بعيني أجيب

نعم .. كنا نتقن لغة الحديث بالعيون .

بينما أرواحنا تتجاذب الأشواق بجنون .

غفوة على صدره تنسيني الدنيا بأسرها

طفلة أغدو في أحضانه

يداعب برقة خصلات شعري

وينثر الورود فوق رأسي

يلاطفني القول فتحمر الوجنتان خجلاً

يمازحني فتنفرج الشفاه عن ابتسامة تشع حباً

وتتهلهل أسارير وجهه بالرضا و السرور

به ابتدأت العمر السعيد

فأصبح عندي الأمل الجديد

وكان ليومي الفرح الوليد .

و في النائبات السند العتيد.



ألا أزال أحبه ؟

قلبي في كل نبضة ينادي قلبه

ويصرخ طالباً حنانه و قربه

لكنه عن دربنا ولّى

و عن حبنا تخلّى

فبتّ وحيدة فيهما

غريبة عنهما

ألملم شتاتي المتبقي

لأرحل و أهاجر

بعيداً بعيداً .

واليوم لحني صار للحزن عنواناً

بالجرح أشدو و بالبكاء أترنم



بقلمي

* نشرت في مجلة زهرة الخليج