تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم)

  #1  
قديم 07-31-2017, 08:30 PM
الصورة الرمزية H.Ren  
رقـم العضويــة: 277076
تاريخ التسجيل: Sep 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 138
نقـــاط الخبـرة: 33
Icons29 •| تأملات في الخطب النبوية |•







الحمد لله الَّذي أرسل رسولـہ بالـﮭدى ودين الحقِّ ليظـﮭرَه علـﮯ الدِّين ڪلِّـہ، ولو ڪـره المشرڪون من الخَلْقِ.

والصَّلاة والسَّلام علـﮯ خطيب الأنبياء وقدوة الأئمَّـۃ والخطباء، والأمَّـۃ جمعاء، بعثـہ الله رحمـۃ للعالمين، وجعلـہ هدًى للنَّاس أجمعين

فجعل سِيرَتَـہ مصدرًا لِمَن أراد حسن السِّيرة من البشر، ومرجعًا عند الاختلاف في الفِڪـر والنَّظر في الدَّعوة والخَطابـۃ والذِّڪـر والأثر، أمَّا بعد:



فإنَّ سيرة رسول الله ﷺ عامرةٌ بالدُّروس والعبر، ووافرة بالغرر والدُّرر، وظاهرة مع تقادم الزَّمان والعصر

وفاخرة بمسيرة من جعلـہ الله أسوة للبشر، قال تعالـﮯ :
﴿ لَقَدْ كانَ لَكمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكرَ الله كثِيرًا ﴾[الأحزاب:21].

فلابدَّ ـ إذن ـ مِنْ حُسْنِ التَّأمُّل والتَّدبُّر في فصولـﮭا، والفـﮭم عند استقرائـﮭا واستجلاء عِظاتـﮭا، وعدم التَّقدُّم والتَّأخُّر عن أصولـﮭا.




لقد بعث الله تعالـﮯ رسولـہ ﷺ علـﮯ حين فترة من الرُّسل وقلَّـۃ العلم وفشوِّ الجهل والضَّلال، وفضَّلـہ الله بحَمْلِ رسالـۃ الإسلام

وجعلـہ تاليًا لخير الڪـلام، ومزڪـيًا للأنام، ومعلِّمًا إيَّاهم الڪـتاب والحڪـمـۃ بإحڪـام، وإن ڪـانوا من قبلُ لفي ضلال مبين

ڪـيف لا؟! وهو ﷺ الَّذي قال فيـہ ربُّه سبحانـہ وتعالـﮯ:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾[الأحزاب:45-46]

وقال تعالـﮯ: ﴿ لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ

وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين ﴾
[آل عمران:164]،

فلقد أدَّاها أڪـمل الأداء وبلَّغها في أوضح صور البيان والإبداء، وذلك من الابتداء إلـﮯ الانتهاء، هذا ما شهد لـہ بـہ أصحابـہ الأمناء

وجاء مِصداقًا لشهادة الله في السَّماء، قال تعالـﮯ: ﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُوم ﴾[الذاريات:54].



ولقد ڪـانت سيرتـہ الدَّعويـۃ ومسيرتـہ التَّعليميَّـۃ حافلـۃ بأنفع المقالات، ووافيـۃ لأجمل المناسبات

وذلك لما بذلـہ ﷺ في وعظ النَّاس وإرشادهم،
وتزڪـيتهم وإصلاحهم من جهد، من غير أن يشقَّ عليهم

بل إنَّـہ ڪـان حريصًا عليهم ـ رحمـۃ ولطفًا ورأفـۃ ورفقًا ـ
قال تعالـﮯ:

﴿لَقَدْ جَاءڪـمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِڪـمْ عَزِيزٌ عَلَيْـہ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْڪـم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم﴾[التوبـۃ:128].

وتمثَّل أصحابـہ ـ الدُّعاة ـ من بعده هذا الخلق الڪـريم، والتزموه في دعوتهم، فعن أبي وائل رحمـہ الله قال:

«ڪـان عبد الله ـ ابن مسعود ـ رضي الله عنـہ يذڪـر النَّاس في ڪـلِّ خميس، فقال لـہ رجلٌ: يا أبا عبد الرَّحمن!

وَدِدْتُ أنَّك ذڪـرتنا ڪـلَّ يوم،
قال: أمَا إنَّـہ يمنعني من ذلك أنِّي أڪـره أن أُمِلَّڪـمْ، وإنِّي أتخوَّلڪـم بموعظتي

ڪـما ڪـان النَّبيُّ ﷺ يتخوَّلنا بالموعظـۃ مخافـۃ السَّآمـۃ علينا»(1)، فڪـانت دعوتُـہ حافلـۃ بالوسائل والطُّرق الشَّرعيَّـۃ الهديَّـۃ

وحاويـۃ للحاجات والمقاصد السَّنيَّـۃ، علـﮯ اختلاف العوامل الزَّمانيَّـۃ والمڪـانيَّـۃ، وهذا ما يدعو إلـﮯ الوقوف علـﮯ هديـہ ﷺ

في دعوتـہ بغيـۃ التَّأمُّل في طريقتـہ الخطابيَّـۃ وخطبـہ الرِّساليَّـۃ الَّتي التزمها في سيرتـہ ومسيرتـہ الدَّعويـۃ

تعتبر الخطبـۃ من أنفع وأنجح وسائل البيان والإعلام والاجتماع والاتِّصال بالجماهير، وهي في الإسلام لها خصائصها

ومقوِّماتها وضوابطها ومقاصدها(2)، فهي ليست فقط وسيلـۃ دعويَّـۃ، بل هي شعيرة تعبديَّـۃ، قد أولاها الشَّارع عنايـۃ ورعايـۃ

ڪـخطبـۃ الجمعـۃ والعيدين وغيرهما، ڪـما دلَّت علـﮯ ذلك النُّصوص روايـۃ ودرايـۃ.



وڪـان ﷺ يبذل في خطبتـہ جهده ليتعلَّمَ منـہ ڪـلُّ من يراه ويسمعـہ، إذ ڪـان ناطقًا فيها بلسان القال والحال.

فقد ڪـان ﷺ إذا خطب احمرَّت عيناه،
وعلا صوتُـہ، واشتدَّ غضبـہ، حتَّـﮯ ڪـأنَّـہ مُنْذِرُ جيش، يقول: «صَبَّحَڪـمْ وَمَسَّاڪـمْ».

ويقول: «أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ ڪـتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَڪـلَّ بِدْعَـۃ ضَلاَلَـۃ»(3).

وڪـان يعلِّم النَّاس فيها دينَهم، ويبيِّن لهم ما ينفعهم علمـہ ولا يسعهم جهلـہ، وما لا ينبغي أن يفوتهم ذڪـره

فعن عائشـۃ رضي الله عنها قالت: «ڪـان ڪـلام رسول الله ﷺ ڪـلامًا فصلاً يفهمـہ ڪـلُّ مَنْ سمعـہ»(4).

وعنها رضي الله عنها قالت: «ما ڪـان رسول الله ﷺ يَسْرُدُ سَرْدَڪـم هذا، ولڪـنَّـہ ڪـان يتڪـلَّم بڪـلام بَيْنَـہ فَصْلٌ يحفظُـہ مَنْ جلَس إليـہ»(5).

وڪـانت ﷺ خطبـہ حقًّا خطبًا جامعـۃ مانعـۃ ونافعـۃ ماتعـۃ، حيث ڪـانت في بيانها تامَّـۃ، وفي أثرها هامَّـۃ، وفي مقصدها عامَّـۃ

قال ابن القيِّم رحمـہ الله:
«وڪـان يُعَلِّمُ أصحابَـہ في خُطبتـہ قواعِدَ الإِسلام، وشرائعَـہ، ويأمرهم، وينهاهم في خطبتـہ

إذا عَرَض لـہ أمر، أو نهي، ڪـما أمر الدَّاخلَ
وهو يخطبُ أن يُصليَ رڪـعتين.

ونهـﮯ المتخطِّي رِقابَ النَّاس عن ذلك، وأمره بالجلوس، وڪـان يقطعُ خطبتـہ للحاجـۃ تعْرِضُ

أو السُّؤالِ مِنْ أَحَدٍ من أصحابـہ،
فيُجيبـہ، ثمَّ يعود إلـﮯ خُطبتـہ، فيتمُّها»(6).



عن أبي رفاعـۃ تميم بن أسيد رضي الله عنـہ قال: «انْتَهَيْتُ إِلَـﮯ النَّبيِّ ﷺ وَهُوَ يخْطُبُ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!

رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِـہ لا يَدْرِي مَا دِينُـہ؛ قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَتَرَكَ خُطْبَتَـہ حَتَّـﮯ انْتَهَـﮯ إِلَيَّ

فَأُتِيَ بڪـرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَـہ حَدِيدًا، قَالَ: فَقَعَدَ عَلَيْـہ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَـہ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَـﮯ خُطْبَتَـہ فَأَتَمَّ آخِرَهَا»(7).


«وڪـان مدار خطبـہ علـﮯ حَمْدِ الله، والثَّناء عليـہ بآلائـہ، وأوصاف ڪـمالـہ، ومحامده، وتعليم قواعد الإسلام

وذڪـر الجنَّـۃ والنَّار والمعاد، والأمر بالتَّقوى، وتبيين موارد غضبـہ، ومواقع رضاه، فعلـﮯ هذا ڪـان مدار خطبـہ

وڪـان يخطب في ڪـلِّ وقت بما تقتضيـہ حاجـۃ المخاطبين ومصلحتـہم»(8).


«وڪـان يقصر خطبتـہ ويطيلـہا أحيانًا بحسب حاجـۃ النَّاس، وڪـانت خطبتـہ العارضـۃ أطول من خطبتـہ الرَّاتبـۃ

وڪـان يخطب النِّساء علـﮯ حدة في الأعياد ويحرِّضهنَّ علـﮯ الصَّدقـۃ(9).



فتلڪـم هي الخطبـۃ الشَّرعيَّـۃ الَّتي دلَّت عليها وجرت السِّيرة النَّبويَّـۃ بصورة قوليَّـۃ وفعليَّـۃ ومبدئيَّـۃ ومقصديَّـۃ.

قال صدِّيق حسن خان رحمـہ الله: «...ثمَّ اعلم أنَّ الخطبـۃ المشروعـۃ، هي ما ڪـان يعتاده النَّبيُّ ﷺ من ترغيب النَّاس وترهيبـہ

فهذا في الحقيقـۃ روح الخطبـۃ الَّذي لأجلها شُرعت»(10).

فڪـانت خطبـہ ﷺ قائمـۃ ولا تزال دائمـۃ ـ علـﮯ مدار الأيَّام والأعوام ـ ڪـالجمع والأعياد والحجِّ

وڪـذا منها ما هو منوط بالأحوال والأهوال الَّتي تعتري الأنام؛ ڪـالاستسقاء والڪـسوف.




فأمَّا خطبـۃ الجمعـۃ الَّتي يتجدَّد إلقاؤها ڪـلَّ أسبوع، وتسعـﮯ لحضورها الجموع، ويتأڪـد لزوم الإنصات إليها

وعدم الاشتغال عنها، حتَّـﮯ لا يفوت ما فيها من الخير والذِّڪـر المجموع،
فقد ڪـان النَّبيُّ ﷺ يأمرهم بالدُّنوِّ منـہ

ويأمرهم بالإنصات، ويخبرهم أنَّ الرَّجل إذا قال لصاحبـہ: «أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا»(11).

وڪـان من هدي النَّبيِّ ﷺ في الجمعـۃ قصر الخطبـۃ
وإطالـۃ الصَّلاـۃ وإڪـثار الذِّڪـر والقصد في الڪـلمات الجوامع

فڪـانت خطبـہ جامعـۃ مانعـۃ يراعي فيها أحوال النَّاس وحاجات الخلق ونحو ذلك من الحقِّ.


فقد ڪـان يقطعها للحاجـۃ تعرض أو السُّؤال من أحدٍ من أصحابـہ يسْردُ، أو يرـﮯ منهم ذا فاقـۃ أو حاجـۃ فيأمرهم بالصَّدقـۃ.




وفي العيدين أمر النَّبيُّ ﷺ أن يخرج النَّاس بڪـثرة؛ ليشهدوا الخير ويحضروا الذِّڪـر، يرجون البرڪــۃ والبرَّ

فعن أمِّ عطيَّـۃ رضي الله عنها قالت:
«أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ نُخْرِجَ في العِيدَيْنِ العَوَاتِق وذواتِ الخُدُور

وأَمَرَ الحُيَّضَ أن يَعْتَزِلْنَ مُصلَّـﮯ المسلمين، فيڪـبِّرْنَ بتڪـبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون برڪــۃ ذلك اليوم وطُهْرَتَـہ»(12).


وڪـان ﷺ يخطب فيها النَّاس ويأمرهم بتقوى الله
ويحثُّهم علـﮯ طاعتـہ ويَعِظُهم بما يدفعهم إلـﮯ الجنَّـۃ ويمنعهم من النَّار.


عن جابر رضي الله عنـہ قال:
«شهدت مع النَّبيِّ ﷺ يوم العيد، فبدأ بالصَّلاة قبل الخطبـۃ، بلا أذان ولا إقامـۃ

ثمَّ قام مُتَوَڪـئًا علـﮯ بلال، فأمر بتقوى الله تعالـﮯ،
وحثَّ علـﮯ طاعتـہ، ووعظ النَّاس، وذڪـرَّهم، ثمَّ مضـﮯ

حتَّـﮯ أتـﮯ النِّساء فوعظهنَّ وذڪـرهنَّ، وقال: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ؛ فَإِنََّ أَڪـثَرڪـنَّ حَطَب جَهَنَّمَ»

فقامت امرأة من سِطَـۃ النِّساء سَفْعَاء الخَدَّيْنِ، فقالت: لِمَ يا رسول الله؟! فقال: لأَنَّڪـنَّ تُڪـثِرْنَ الشَّڪـاةَ وَتَڪـفُرْنَ العَشِيرَ»

قال: فجعلن يتصدَّقن من حُلِيِّهنَّ يلقين في ثوب بلال من أقرطتهنَّ وخواتمهنَّ»





وفي موسم الحجِّ الَّذي يأتيـہ النَّاس من ڪـلِّ حدبٍ وَصَوْبٍ يَأْتونَ مِنْ ڪـلِّ فجٍّ عميقٍ ليشهدوا منافع لهم

ومن منافعـہ ما يشهدونـہ يوم عرفـۃ
الَّذي يجب علـﮯ ڪـلِّ حاجٍّ وجوده فيـہ، أين ڪـان للرَّسول ﷺ مناسبـۃ لإمتاع الحاضرين

وإسماع الشَّاهدين،
ڪـلمات نيِّرات وتوجيهات بيِّنات لا تزال قائمـۃ وقائدةً، وشاهدةً وإليها الأمَّـۃ عائدة مذاڪـرة ومراجعـۃ

ڪـما فيها من توجيهات جامعـۃ للقلوب والأذهان ولو تباعد الزَّمان والمڪـان، وڪـان ممَّا جاء في خطبتـہ المشهورة والمأثورة

حيث خطب النَّاس فقال: «إِنَّ دِمَاءَڪـمْ وَأَمْوَالَڪـم حَرَامٌٌ عَلَيْڪـمْ ڪـحُرْمَـۃ يَوْمِڪـمْ هَذَا في شَهْرِڪـمْ هَذَا

في بَلَدِڪـمْ هَذَا أَلاَ ڪـلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّـۃ تَحْتَ قَدَمَيْ مَوْضٌوعٌ، وَدِمَاء الجَاهِلِيَّـۃ مَوْضُوعَـۃ وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا

دَمُ ابْنِ رَبيعَـۃ بْنِ الحَارِثِ ڪـانَ مُسْتَرْضعًا في بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْـہ هُذَيْل، وَرِبَا الجَاهِلِيَّـۃ مَوْضُوعٌ وَأَوَّل رِبًا أَضَعُ رِبَانَا

رِبَا عَبَّاس ابْنِ عَبْدِالمُطَّلِبِ فَإِنَّـہ مَوْضُوعٌ ڪـلُّـہ فَاتَّقُوا اللهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّڪـمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ

بڪـلِمَـۃ اللهِ وَلَڪـمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرشَڪـمْ أَحَدًا تَڪـرَهُونَـہ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّحٍ

وَلَهُنَّ عَلَيْڪـمْ رِزْقُهُنَّ وَڪـسْوَتُهُنَّ بالمَعْرُوفِ،
وَقَدْ تَرَڪـتُ فِيڪـمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بـہ ڪـتَابَ اللهِ

وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟
قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ بإِصبعِـہ السَّبَّابَـۃ يَرْفَعُهَا إلـﮯ السَّمَاءِ

وَينڪـتها إلـﮯ النَّاس: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثلاث مرَّات»(14).


فما أروعها من ڪـلمات! وما أجمعها من توجيهات! وما أنفعها من إرشادات! وما أدفعها للضَّلالات!




وڪـذلك خطب النَّبيُّ ﷺ أصحابـہ يوم النَّحر، يعلِّم النَّاس فيها مناسڪـهم من النَّحر والإفاضـۃ والرَّمي

فأسمعهم ما ينفعهم من الذِّڪـر، وممَّا جاء من قولـہ ووعظـہ، قال جابر رضي الله عنـہ: خطبنا ﷺ يوم النَّحر، فقال:

«أَيُّ يَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَـۃ؟ فقالوا: يومنا هذا، قال: فَأَيُّ شَهْرٍ أَعْظَم حُرْمَـۃ؟ قالوا: شهرنا هذا، قال: فأيُّ بَلَدٍ أَعْظَم حُرْمَـۃ؟

قالوا: بلدنا هذا؟ قال:
فإِنَّ دِمَاءَڪـمْ وَأَمْوَالَڪـمْ عَلَيْڪـمْ حَرَامٌ ڪـحُرْمَـۃ يَوْمِڪـمْ هَذَا في بَلَدِڪـمْ هَذَا في شَهْرِڪـمْ هَذَا

هَلْ بَلَّغْتُ؟
قالوا: نعم، قال: اللَّهُمَّ اشْهَدْ»(15).


فيا لـہ من بيانٍ جامع بين حُرمـۃ الزَّمان والمڪـان النَّافع للإنسان في العرفان الدَّافع إلـﮯ إخلاص العبادة للواحد الدَّيَّان.




وڪـذلك خطب النَّبيُّ ﷺ بعد صلاة الاستسقاء، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «خَرَجَ النَّبيُّ ﷺ مُتَوَاضِعًا، مُتَبَذِّلاً

مُتَخَشِّعًا، مُتَرَسِّلاً، مُتَضَرِّعًا،
فَصَلَّـﮯ رَڪـعَتَيْنِ، ڪـمَا يُصَلِّي في العِيدِ، لَمْ يَخْطُبْ خُطْبَتَڪـمْ هَذِهِ»(16)،

«أَيْ بَلْ ڪـانَ جُلّ خُطْبَتـہ الدُّعَاء وَالاسْتِغْفَار وَالتَّضَرُّع» ڪـما قال السِّندي في «حاشيتـہ علـﮯ ابن ماجـہ».



وڪـذلك خطب النَّبيُّ ﷺ بعد ما صلَّـﮯ صلاة الڪـسوف، وذلك لَمَّا خسفت الشَّمس في عصره فبعدما توضَّأ وأمر فنودي:

إنَّ الصَّلاة جامعـۃ وقام فأطال القيام في صلاتـہ، وبعد انصرافـہ منها قام فخطب النَّاس فوعظهم ورهَّبهم من المعاصي وزجرهم عنها

وڪـان ممَّا جاء في خطبتـہ بعدما حمد الله وأثنـﮯ عليـہ قولـہ ﷺ:
«إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ

وَإِنَّهُمَا لاَ يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِـہ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَڪـبِّرُوا وَادْعُوا اللهَ، وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا، يَا أُمَّـۃ مُحَمَّدٍ

إِنْ مِن أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِي أَمَتُـہ، يَا أُمَّـۃ مُحَمَّدٍ! وَاللهِ!

لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمْ لَبَڪـيْتُمْ ڪـثِيرًا وَلَضَحِڪـتُمْ قَلِيلاً، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ»(17).


ڪـانت خطبتـہ ﷺ دعوةً وأسوةً، وينبغي التَّمسُّك بها بصدقٍ وقوَّةٍ؛ لِمَا في ذلڪـ من اقتداءٍ بالسُّنَّـۃ واهتداء للأمَّـۃ

فالخير ڪـلُّـہ في اتِّباع هديـہ، والشَّرُّ ڪـلُّـہ في ابتداعِ مَنْ بعده، قال الشافعي رحمـہ الله: «أخبرنا عبد المجيد عن ابن جُريج قال:

قلت لعطاء: ما الَّذي أرى النَّاس يدعون بـہ في الخطبـۃ يومئذ؛
أَبَلَغَك عن النَّبيِّ ﷺ أو عمَّن بعد النَّبيِّ ﷺ؟


فقال: لا إنَّما أُحْدِثَ، إنَّما ڪـانت الخطبـۃ تذڪـيرًا»(18).





وسبحانك اللَّهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إلـہ إلاَّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.



كـآآن معكم ب الكتآبةة و الجلب و التصميم :. مسيو محمد

علما ان مصدر الموضوع من " راية الاصلاح " ,. و في

التنسيق و الأدراج :. أتيشرين ,.


أعلان الموضوع












التعديل الأخير تم بواسطة αвɒєєʟнαĸ ; 08-01-2017 الساعة 02:34 PM
رد مع اقتباس
قديم 07-31-2017, 09:21 PM   #2
رئيس القسم الإسلامي
مسؤول فريق العاشق للرفع
عضو فريق تلبية الأنمي والمانجا
 
الصورة الرمزية αвɒєʟнαĸ
رقـم العضويــة: 183400
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 20,920
نقـــاط الخبـرة: 5831
Google Plus : Google Plus

افتراضي رد: تأملات في الخطب النبوية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك H.Ren؟ عساك بخير وصحة ان شاء الله

ما شاء الله عليك موضوع رائع ومفيد .. تسلم يديك على هذا العمل الرائع

شكرا لك وشكرا ل محمد على التصميم الرائع

جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

تم التثبيت + وسام المميز +

في امان الله









ــــــــ سبحـان اللـﮧ وبحـمده, سبح‘ـان اللـﮧ العظيم ـــــــــ



αвɒєʟнαĸ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-31-2017, 09:46 PM   #3
مشرف القسم العام
 
الصورة الرمزية مـــسي,’ــو محــ.,ـمد
رقـم العضويــة: 373323
تاريخ التسجيل: Jan 2017
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:
المشـــاركـات: 2,316
نقـــاط الخبـرة: 582
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Google Plus : Google Plus
Youtube : Youtube

Icons65 رد: تأملات في الخطب النبوية




,.

الســ’,ـلآلآم عليكم و رحمة الله و بركاتهه

اللهم صلي و سلم و بآرك على سيدنا محمد و على آله و صحبهه و سلم تسليما كثيرا

مرحبا اإأتشرين ,. كيف حالكك و اأحوآلكك .؟ أإتمنى اأن تكون بأفضل صحةة و اتمها بأذن الله

النبي صلى الله عليه و سلم عندما كآن يخطب ب الناآس كان الكل يصغي و يسمع

ليينقل و يحفظ و يشرح ,. خاصةة من كآن صاحبهه او على قرب منهه ,.

معنى كلمة التأمل :.

أمَّلَ: (فعل) تأمَّلَ / تأمَّلَ في يتأمَّل ، تأمُّلاً ، فهو متأمِّل ، والمفعول متأمَّل تَأَمَّلَ

: تلَّبث في الأمر والنظر تَأَمَّلَ الشيءَ ، وفيه : تدبره وأَعاد النظر فيه مرة بعد أخرى لِيَسْتَيْقِنَه .

أمل في لسان العرب الأَمَل والأَمْل والإِمْل الرَّجاء الأَخيرة عن ابن جني والجمع

آمال وأَمَلْتُه آمُله وقد أَمَلَه يأْمُله أَمْلاً المصدر عن ابن جني وأَمَّله تَأْميلاً ويقال

أَمَل خَيْرَه يأْمُله أَمْلاً وما أَطول .

أما معنى كلمة خُطبة :.

قطعة من الكلام توجَّه إلى جمهور النَّاس ، كلامٌ يخاطب به المتكلِّم

جمعًا من النَّاس لإعلامهم وإقناعهم ألقى خُطبة الافتتاح .

فعلا في بدايةة الاسلآم كان الجهل منتشر و كآن هنالك أمور عدة يجب على النبي

صلى الله عليه و سلم أخبار و شرح و تفهيم النآس بها ,. و امور جمةة ,. كانت

الخطبة هي الوسيلةة المتاحةة ,. ليس ك وقتنا الحاليةة هنالك وسائل

عدة لنشر الاسلام و الأفكار الاسلاميةة عبر الوسائل الاعلاميةة

ووسائل الانترنت المتحظرة ,. لاكن ما وجااهه النبي صلى

الله عليه و سلم ., في زمانه كان صعب فعلا

و الصعوبةة في المكان و الزماآن

و الحر الشديد ..

تعريف خطبة الجمعة :.

خطبة الجمعة هي الاسم العرفي عند المسلمين للخطبتين اللتين

يلقيهما الإمام قبل صلاة الجمعة. هي إحدى الشعائر الدينية لدى المسلمين

في شتى بقاع العالم. على مذهب أهل السنة والجماعة. هي

خطبتان ولها شروط عدّة. وللخطيب فيها شروط أيضًا تكون خطبة الجمعة

قبل إقامة صلاة الجمعة في نفس اليوم المسماة به (الجمعة) ووقتها هو وقت

صلاة الظهر في بقية أيام الأسبوع.

المصلين يستمعون إلى خطبة الإمام

عادة ما تكون خطبة الجمعة المنبر الإعلامي الإسلامي للطرح والتوجيه.. وعادةً ما

تكون الخطبة مناسبة لأمر اجتماعي أو ديني كرمضان أو الحج أو أي أحداث

أخرى. والمسجد الذي تقام فيه صلاة الجمعة هو مسجد كبير عادةً ويسمى "الجامع".


وقد يكون الإمام غير خطيب لنفس الجامع الذي هو إمامٌ فيه. تختتم عادة الخطبة

بالدعاء والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتقام بعدها

الصلاة جهرية وعدد ركعاتها اثنان.

أول خطبةة للنبي صلى الله عليه و سلم

أوّل خطبة جمعة خطبها رسول الإسلام في المدينة المنورة في بداية هجرته إليها، ولم

يخطب الجمعة في مكة قبل الهجرة.





خطبةة العيد كما تحدثت ب الموضوع ,. لاكن هنالك مثـآل عن الشيخ محمد العريفي



و هنا وقفاآت لخطبة يوم عرفة ., للدكتور عمر المقبل



كم اشتآق لك يا نبي الله ,. محمد صلى الله عليهه و سلم

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع و جعلهه في ميزآن حسناتكك

ب التوفيق







التعديل الأخير تم بواسطة αвɒєєʟнαĸ ; 08-01-2017 الساعة 02:37 PM
مـــسي,’ــو محــ.,ـمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-31-2017, 10:08 PM   #4
مشرف القسم الإسلامي
 
الصورة الرمزية المنتقم 12
رقـم العضويــة: 299237
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 12,112
نقـــاط الخبـرة: 1354

افتراضي رد: تأملات في الخطب النبوية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أخى ان شاء الله فى تمام الصحة والعافية
جزاك الله خيرا على الطرح وجعله فى ميزان حسناتك وبارك فيكم
موضوع رائع جاء فى وقته فى الوقت الذى بعدنا فيه عن ديننا وسيرة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
فقليل من يتدبر القران وسيرة المصطفى ويعمل بما علم
لو فقط نفذنا ما قاله الله ( ما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) لسعدنا فى الدنيا والاخرة
بل معظم الناس يفعل عكس ما أمر به الحبيب صلى الله عليه وسلم مثل ضرب النساء واهانتهن والقتل والدماء
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ؛ كتاب الله وسنتي )
جزاكم الله خيرا على الطرح والتصميم والتنسيق
فى انتظار جديدكم
فى أمان الله




التعديل الأخير تم بواسطة αвɒєєʟнαĸ ; 08-01-2017 الساعة 02:38 PM سبب آخر: مميز ♥
المنتقم 12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع •| تأملات في الخطب النبوية |•:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاضرة (تأملات فى سورة ص) للشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي I.Baien قسم الصوتيات والمرئيات 2 12-21-2015 08:43 AM
تأملات في مرثية أحمد بن محمد الفيفي قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 1 12-15-2013 12:45 PM
طاح الحطب ! nice Moon قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 1 11-22-2011 06:07 PM
تأملات في سورة الحج : رائحة المطر قسم الصوتيات والمرئيات 1 11-10-2010 09:21 PM
تأملات حورية العشق قسم الأدب العربي و العالمي 3 02-09-2009 12:44 AM

الساعة الآن 01:54 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity