رجل الثلوج - " تابع سلسلة موسوعة الاساطير و الرعب و امور ما وراء الطبيعة "

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيفكم ان شاء الله بخير

اعود اليكم مع لغز اخر لكن هذه المرة من بلاد التبت التي تقع في شرق اسيا هناك حيث الصحراء الجليدية حيث الثلوج الرهيبة التي تقهر كل شيء والتي لا يمكن أن ينمو بوجودها أي شكل من أشكال الحياة.. عدا القليل.. والقليل جدا من الكائنات التي وهبها الله القدرة على تحمل هذا الزمهرير.. فقط أهالي التبت الذين يعيشون في تلك البقعة من العالم يعرفون قسوة هذا الشعور.. الحاجة لأن تشرب النار.. لأن تشمها.. لأن تحتضنها غير عابئ بشيء سوى الدفء الذي ستبعثه في أوصالك.

ولكن لماذا اخترنا هذه البقعة من العالم للحديث عنها في هذا الموضوع؟.. السبب هو أنه في تلك المنطقة يكمن لغز آخر من ألغاز العالم.. لغز كان وما زال جدلا واسعا في الأوساط العلمية.

كانت البداية عندما سمع الكثير من الرحالة ما يتناقله أهالي التبت عن وجود كائن خرافي ذي هيئة غريبة تجمع بين صفات الإنسان و القرد ولا يعني هذا صحة نظرية ( داروين ) التي أعلن فيها أن الإنسان أصله قرد.. إلا أن أحدا لم يهتم لأقاويل أهالي التبت البسطاء.. فالكل كان يعتقد أنها مجرد أسطورة من أساطير الشعوب التي لا وجود للحقيقة فيها.. إلى أن جاءت حادثة الكولونيل البريطاني ( وادل ) الذي كان يعمل في وزارة الدفاع الهندية.. فقد ادعى هذا الكولونيل أنه شاهد ذلك المخلوق الذي يتحدث عنه أهالي التبت.. وأنه تماما كما وصفوه.. عملاق يشبه القرد.. مكسو بالشعر.. يسير على قدمين.. وطوله أكثر من ثلاثة أمتار ونصف.. وبعد ذلك.. شاهده آخرون.. وآخرون من رحالة وعلماء.. كعالم النباتات المعروف ( هنريك ألواسي ).. والبعض من أهالي التبت.. واستطاع الكثيرون أن يلتقطوا صورا فوتوغرافية لذلك المخلوق.. وقد جاءت صور ذلك المخلوق تماما كما وصفه كل من شاهده.. وقد أطلق عليه الناس اسم ( رجل الثلوج ) أو ( القدم الكبيرة ).. وفي التبت يطلق عليه الناس اسم ( الياتي ) أو ( المي جي ).

ولم تكن أقوال الشهود والصور التي التقطت هي الدلائل الوحيدة على وجود هذا المخلوق.. فقد وجدت الكثير من آثار الأقدام العملاقة في الجليد مع بعض الفضلات التي أكد العلماء أنها تنتمي إلى كائن غير معروف.

وقد تمكن علماء الحيوان- بناء على وصف الشهود- من صنع نموذج لهذا المخلوق كمحاولة منهم لمعرفة بعض المعلومات الإضافية عنه.

لقد حاول علماء ( الأنثروبولوجي ) في العالم كله البحث عن حقيقة ذلك المخلوق.. في عام 1954م حاول البريطانيون البحث عنه.. وحتى السوفييت حاولوا ذلك عام 1962م.. لكن الجميع لم يجدوا سوى آثار الأقدام التي تؤكد أن هناك شيئا ما.. كما أنهم سمعوا أصواتا غريبة لا يمكن أن تصدر عن أي حيوان معروف.. إلا أن أحدا لم يستطع تحديد مصدرها.. ويجب أن نذكر أن رجل الثلوج هذا ليس مقصورا على التبت.. ففي الولايات المتحدة الأمريكية وبالقرب من الحدود الكندية.. يوجد رجل ثلوج آخر شاهده الكثيرون عن بعد والتقطوا له صورا فوتوغرافية عديدة.. ويعتقد العلماء أن هناك أعداد كبيرة من هذا المخلوق تعيش في جبال التبت وفي الجبال التي تقع بين الحدود الكندية الأمريكية.. وجميع ما ذكر لا يعني أن وجود هذا الكائن أمر واقع مسلم به.. فهناك الكثير من العلماء الذين لا يصدقون كل هذا.. ويدعون أن آثار الأقدام التي ظنها الناس لرجل الثلوج ليست سوى آثار أقدام بعض الحيوانات الأخرى ( كالدببة على سبيل المثال ).. وقد شوهتها الثلوج وأشعة الشمس.. والبعض من علماء الغرب قد جاء بتفسير آخر.. وهو أن نقص الأكسيجين في هذه الجبال والمرتفعات.. يعتبر مشكلة المشاكل.. الأمر الذي يسبب اختلال توازن المرء.. ويجعله يتصرف كالسكارى.. ويتسبب كل ذلك في هلاوس بصرية.. أما العلماء الذين يؤمنون بوجود رجل الثلوج.. فقد افترضوا أن هذا المخلوق هو سليل ( غوغو نتباتي ).. وهي سلالة من القرود الضخمة التي كانت تعيش في عصور ما قبل التاريخ.. وقد ظن العلماء أنها انقرضت منذ ملايين السنين.. وهناك فئة أخرى من العلماء تعتنق نظرية أن هذا المخلوق قد جاء من الفضاء.. وبالتحديد من كوكب ( بلوتو ) أو ( أورانوس ).. حيث المناخ وضغط الأكسجين يماثل تماما مناخ التبت وضغط هوائه المنخفض.. وهذه النظرية على الرغم من غرابتها.. إلا أن لها من يدعمها.. ويتحمس لها.

وأول سؤال طرح على تلك الفئة من العلماء الذين يؤمنون بهذه النظرية الغريبة هو كيف؟.. كيف وصل ( رجل الثلوج ) المزعوم هذا إلى الأرض إن كان بالفعل من أحد تلك الكواكب؟.. ودائما ما تكون إجابة هؤلاء العلماء واحدة وهي: لا أحد يعلم.. إذ أن حجتهم هي أن التاريخ حديث الولادة.. فهو لا يسجل شيئا عن شعوب كاملة عاشت دهورا وبادت.. فماذا يعرف التاريخ عن الظروف التي نشأ فيها ( رجل الثلوج ) .. هذا اللغز الحي الذي يجول في الجبال تاركا آلافا من علامات الاستفهام خلفه.. والذي قد يكون موجودا على كوكبنا منذ ملايين السنين.. وسط الثلوج والجبال الرهيبة.. وفي الجانب المظلم من العالم.