تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا)

حُمّى الجنون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2014, 11:12 AM
الصورة الرمزية mohammed alsiabi  
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الجنس:
العـــــــــــمــر: 31
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail
افتراضي حُمّى الجنون



السلام عليكم

أقدم لكم نصاً مسرحياً بعنوان " حُمّى الجنون " , و يتألف من أربعة فصول , و سأطرح الفصول على حدى

الفصل الأول : الحُلُمْ
الفصل الثاني : الشك
الفصل الثالث : الطريق إلى الخلاص
الفصل الرابع : الخلاص الأبدي

أما عن الحبكة فهي مفعمة بالمعاني الإنسانية و الأخلاقية و الصراع فيما بينها ,,

* اعتذر إن مر عليكم , اي خطأ لغوي أو املائي ,,
لغتي تحتاج للمزيد من التطوير
قراءة ممتعة

**************************


نص مسرحي : حُمّى الجنون


الفصل الأول : الحُلُمْ

يعود محمد إلى بلده , في القرية جبلية , سنة 1968 م , في السادس و العشرين من محرم

محمد ( حوار داخلي ) : لم تتغير القرية منذ ان رحلت عنها ..
لا يزال الناس منكبين في عملهم , في الأسواق , اعتقد ان لا احد سيلحظ عودتي ..
كم انا مشتاق إلى ابي , و اخي , خطيبتي .. فاطمـ..

طفل في عمر السادسة يمسك يد محمد

الطفل : اخي ..
محمد : عذراً ؟
الطفل : اخي , هل يمكنك ان تشتري لي قطعة السكاكر تلك ؟!
فتاة : قاسم, عيب !

ينظر محمد للفتاة , يدنو محمد من الطفل

محمد : اسمك قاسم اذا , تريد قطعة سكاكر ؟!

يبتسم الطفل

قاسم : نعم ..
الفتاة : قاسم يكفي , هيا تعال إلى هنا !
محمد : لا عليك , اختي ..
الفتاة : كلا يجب عليه , ان يتعلم بعض الأخلاق .. لا التسول !
محمد : ما هذه القسوة !؟
لقد سألني ان اشتري له قطعة سكاكر لا اكثر , و هذا ما اريد فعله ..
فتاة : لست مجبــ..

يناول محمد قاسم قطعة سكاكر

محمد : فلتكن هدية اذا ..
قاسم : شكراً لك يا أخي

يبتسم محمد

فتاة : قاسم ؟!
قاسم : حسناً حسناً

يعود قاسم لأخته

فتاة , تتحدث و هي تبتعد

فتاة : اليس من العيب ان تطلـ..
قاسم : طعمها لذيذ
فتاة : انصت إلي , انت لا تعلم ما سيفعله بك اذا علـ..
محمد ( حوار داخلي ) : كم هي جميلة العودة ..

يدخل محمد منزله , تصرخ ام محمد

أم محمد ( ام محمد ) : يا إلهي !
محمد : امي !؟
أم محمد : لقد عدت أخيراً ؟!
محمد : نعم , اخيراً اشتقت اليكم
أم محمد : لقد اشتقنا اليك , كثيراً
محمد : لقد انهيت دراستي , و سأنفع بها مجتمعي ..
أم محمد : محمد , سأذهب لمنزل عمتك , لأزف خبر عودتك لخطيبتك فاطمة
محمد : امي .. اين اخي !؟
عبد الله ؟
أم محمد : ستسر كثيراً حين تعلم بخبر عودتك , انا متأكدة انها كانت تنتظر هذه اللحظة !
محمد : امي !
عبد الله اخي اين هو ؟!
أم محمد : هاه , عبد الله , اعتقد انه في الميناء عند ابيك , هناك سفينة قادمة محملة بتجارة ابيك , و هو يساعد ابوك في تجارته..
محمد : جيد , اذا انا ذاهب للميناء
أم محمد : إلا تريد ان ترتاح قليلاً , سأعد لك الشاي , و سأدعو عمتك و ابنت عمتك لمنزلنا ..
محمد : هاه , كلا , امي اريد ان أرى ابي و اخي ..
أم محمد : حسناً افعل ما تشاء ..
محمد : وداعاً امي ..

يخرج محمد

أم محمد ( بهمس ) : غريب امرك ؟!
لم يكترث مطلقاً بشأن خطيبته .. اخاك هذا يأسرك حقاً ..
انت تحب اخاك كثيراً يا محمد ..
هذا امر جيد

يتجول محمد في القرية , في الطريق إلى الميناء

محمد : عبد الله ؟!
ذلك الفتى المشاغب , ذلك الفتى المزعج , كم كان ابي يؤنبه لضرب الأطفال الأخرين , و لإزعاج الجيران ..
ولدٌ من عالم آخر ..
لم يكن يتجرأ أي شخص ان يلمسني , اخي كان يبث الرغب في قلوبهم ..

محمد يضحك , يصل إلى ميناء السفن , عبد الله يحمل كيساً مملوء بالأرز و الطحين على ظهره

عبد الله : أين اضعها يا ابي ؟!
سليمان ( الأب ) : هناك , ضعها بلطف كي لا يتمزق الكيس
عبد الله : حسناً ابي ..

يضع عبد الله كيس الأرز , و يجلس على صخرة , يمسح العرق من جبينه , يجلس محمد بالقرب منه

محمد : الحياة قاسية هاه ؟!
عبد الله : هاه ؟
محمد !!
لقد عدت !؟
محمد : نعم ..
عبد الله : تعال لأحضنك !
محمد : هاه , ربما في مرة قادمة , او بعد ان تستحم !
عبد الله : ماذا ؟!
كنت تتمرغ في الوحل في طفولتك , اما لأن حين كبرت أصبحت نظيفاً هكذا فجأة ؟!
محمد ( يضحك ) : يكفي
عبد الله : هيا اذهب لأبي , و سلم عليه
محمد : حسناً , انتظرني هنا سأعود

يذهب محمد لأبيه

محمد : ابي !؟
سليمان : محمد , ابني العزيز ؟!
لقد عدت اذا ؟!

يحضن سليمان محمد

محمد : نعم يا ابي ..
سليمان : كيف كانت الدراسة يا بني ؟!
محمد : لقد كانـ..
سليمان : عبد الله , اذهب و انهي العمل لم يتبقى سوى كيسين
عبد الله ( من بعيد ) : حسناً يا ابي ..

يذهب عبد الله لحمل الكيس , محمد يراقب عبد الله

سليمان : اخبرني , اخبرني , كيف كانت الدراسة يا بني !؟
محمد : لق , كانت , اعني , انتظر هنا قليلاً
سليمان : هاه ؟!

ذهب محمد لحمل الكيس الأخير

سليمان : لا عليك يا بني , عبد الله سيحمله ..
محمد : ليس ثقيلاً , اريد ان امرن عضلاتي قليلاً ..
سليمان : حسناً اذا , مرن عضلاتك

يبتسم محمد لأبيه , يحمل محمد الكيس و يضعه بالقرب من البقية

عبد الله : يا له من عذر
محمد : حقاً كنت اريد ان امرن عضـ
عبد الله : محمد , اتعلم انا الشخص الوحيد الذي لا تستطيع ان تكذب عليه

يبتسم محمد

عبد الله : ما رأيك الأن , هل كان الكيس ثقيلاً
محمد : نعم بعض الشيء ..
عبد الله : حسناً , اذهب و انهي حديثك مع ابي

يذهب محمد لأبيه

محمد : ابي , كانت الدراسة , جيدة , و صعبةً بعض الشيء , و لكنني انهيتها و الحمد لله
سليمان : جيد , جيد , انت ابن التاجر الكبير سليمان , فتعلو من شأن ابيك يا بني
محمد : حسناً يا بني , ابي , اعذرني سأّهب لأتحدث مع عبد الله
سليمان : حسناً يا بني , العمل انتهى الأن , بأماكنكما الذهاب معاً للمنزل
محمد : حسناً شكراً ابي

يذهب محمد إلى عبد الله

محمد : عبد الله , لقد اشتقت إليك كثيراً يا أخي ..
عبد الله : هيا تعال و عانقني !
محمد ( يضحك ) : إلا هذه !

يصمت محمد , قاطعاً ضحكته

عبد الله : ما بك ؟
محمد : لا شيء
عبد الله : هناك امراً دار بخلدك لثانية , اريد ان اعلم ما هو ؟
محمد : عبد الله , قد يكون امراً غريباً , و لكنني لم اضحك هكذا , منذ ان ذهبت !
عبد الله : و كيف ذلك ؟
محمد : لا اعلم و لكنني كنت اعني هذه الضحكة !
عندما ذهبت كنت فقط اضحك و لكن هذه الضحكة كانت صادقة ..
عبد الله : ليس امراً غريباً , الجميع هنا يدعي , الجميع يخفي ما بداخله , يضحكون يجاملون ينافقون , الجميع يرتدون اقنعة ..
الجميع ممثلون و الحياة مسرح كبير
محمد : صدقت في هذه ..
عبد الله : قل ذلك لشكسبير و ليس لي
محمد : هوه , شكسبير !
أصبحت تتثقف ؟
بعدما كنت تتدرب على الرماية بكتبك
عبد الله : الم كان رامٍ جيد !؟
محمد : نعم , كانت تصيب رأسي في كل مره
عبد الله ( يضحك ) : قلت لك اني رامٍ جيد
عبد الله : محمد الحياة , قد تغيرنا , قليلاً فقليلاً ..
محمد : نعـ..
عبد الله : و لكن لا تدع الحياة تغيرك !
لا تتغير لترضي لأخرين و لا تناقض نفسك ..
كنت أنت !
لا ترضخ, كن حراً , لقد ولدنا احراراً يا أخي ..
كافح لأجل معتقداتك , و لا تدع لأخرين يضروك لأنك مختلف عنهم ..
لا تكن سهل المساغ , لا تكن سهل المضغ , كن حجراً !
يصعب هضم !
محمد : ما هذا ؟!
عبد الله : هكذا , ستعيش كما ولدت و لن تكن نسخة معدلة لأصلك ..
و لكن يا أخي لا تؤذي من تحب ..
محمد : اتعني فاطمة !؟
عبد الله : محمد الفتاة تحبك !
محمد : و انا لم اقل اني لا احبها !؟
عبد الله : بادلها الاهتمام ذاته اذا ..
محمد : حسناً يا أخي ..

يحدق عبد الله بالبحر

محمد : الم يحن موعد عودتنا للمنزل ؟
عبد الله : انتظر , هناك شيء انتظره
محمد : ما هو ؟
عبد الله : انتظر قليلاً ..

بعد لحظة

عبد الله : انظر لمنظر غروب الشمس و القوارب الشراعية
محمد : جميل حقاً !
عبد الله : دوماً كنت بعد العمل اجلس هنا و انتظر الغروب
محمد : عبد الله , انت بالنسبة إلي لم تتغير
عبد الله : حقاً ؟
محمد : نعم , و اعجب من ذلك ؟
عبد الله : لا شيء سيغرني يا اخي .. سأبقى كما انا ..
محمد : هذا امر جيد , فأنا احبك كما انت هكذا ..
عبد الله : الا زلت مصراً على عدم العناق ؟!
محمد : كلا !
عبد الله ( يضحك ) : جيد
عبد الله : محمد , ماذا بشأنك قصصك ؟
محمد : قصصي ؟
عبد الله : نعم ؟
محمد : لم اتفرغ لها في لأونه الأخيرة ..
عبد الله : لماذا , كانت جيدة , احببتها حقاً !
محمد : سأعود لاستكمالها عما قريب
عبد الله : جيد , محمد لطالما كنت انت فتىً جباناً
محمد : لست جباناً و لكنني لا احب الخصام
عبد الله : كنت ضعيفاً
محمد : لا احب الخصام
عبد الله : كنت دائماً تطلب مني أوسع الأخرين ضرباً , و بسببك انت لم يعد لدي أي أصدقاء
محمد ( ضحك ) : انت تكذب
عبد الله : أصبحت انا لأن كاذباً ؟
محمد : نعم , تكذب
عبد الله : و لكن كنت انت الشخص الناجح , لا تستلم بسهولة.. احييك على ذلك
محمد : ماذا تعني ؟
دراستي ؟
عبد الله : كلا , خالد , عندما عددته انت صديقاً مقرباً لك , وفقت في ذلك , خالد فتىً جيد
محمد : هاه , خالد ..
عبد الله : نعم , في حين اني لم استطع أن افعل الأمر ذاته ..
محمد : كنت اطمح لأكون مثلك !
عبد الله : و من الجيد انك فشلت !
محمد : كلا لم استطع !
عبد الله : ما هذا الإطراء ؟!
انت كاذب فاشل , هيا لنعد للمنزل لأن
محمد : حسناً ..

يعود محمد و عبد لله , للمنزل , يدخل محمد و عبد لله المنزل , يرى حشد من الناس في منزلهم

محمد : هاه ؟
عبد لله : اعتقد انهم يريدون ان يهنؤوك على عودتك السالمة ..
محمد ( نبرة شاحبة ) : أرى ذلك

ينظر عبد لله لمحمد

عبد لله : محمد هل سلمت على امي ؟
محمد ( مبتسماً ) : نعم
عبد لله : جيد , ما رأيك لاحقا ان نذهـ..
سليمان : محمد ؟
لقد اتيت ما الذي اخرك ؟
محمد : لقد كنا نجلـ..
سليمان : تعال , تعال , و سلم على عمك
محمد : هاه , حسناً

ينظر محمد لعبد لله

عبد لله : انا سأذهب لشراء بعض الحاجيات و اعود
محمد : سأذهـ..
سليمان : لن تذهب لأي مكان , هيا تعال و سلم على عمك و عمتك
عبد لله : اذهب

ذهب محمد , دخل محمد المجلس

محمد ( حوار داخلي ) : أناس كثر , لا أعرف اكثرهم ..
ذلك أبو أحمد زوج عمتي أبو فاطمة , أبو راشد عدو ابي اللدود في التجارة , يال هذا النفاق !
همم , ذلك حمدان زير النساء , و هنا السكير الكبير سعيدان , لا اعلم كيف داخل مجلسنا لو لم يكن هنا الكثير من الضيوف لطرده ابي , على الأرجح حين يخرج الضيوف سيأتي و يطلب ابي بعض المال ليشتري زجاجة خمر ..
و هذا الشيخ مسعود , الفقيه و القاضي الشرعي , و هذا الشيخ الأعور هو خلفان ..
و البقية مجرد غرباء .. لم اتحدث سوى لسعيدان عندما ثمل و اوسعه اخي ضرباً عندما امسكني من يدي بقوة ..
كانت فضيحة كبرى , عبد لله يوسع رجل كبير ضرباً ..

بعد وهله , بعد ان انتهى خالد من التسليم و التحدث إلى الضيوف بعبارات مختصرة , خرج من المجلس

محمد : امي , هل رأيتِ عبد لله ؟
أم محمد : عبد لله , نعم رأيته , لقد كان هنا قبل قليل , لا اعلم إلى اين ذهب الأن..
محمد : أرى ذلك
أم محمد : محمد , هيا تعال و سلم على عمتك
محمد : الأن ؟
أم محمد : نعم !
خطيبتك و عمتك مشتاقتان لرؤيتك !
محمد : حسناً , حسناً

دخل محمد غرفة المعيشة

محمد : السلام عليكم
سلمى ( عمة محمد ) : و عليكم السلام , كيف حالك محمد ؟
محمد : بخير و الحمد لله
فاطمة : كيف حالك ابن عمتي ؟
محمد : انا , انا بخير و انتِ ؟
محمد ( حوار داخلي ) : عمري اثنان و عشرون و لا أزال اتلعثم عند مخاطبتها !
سحقاً !
فاطمة : بخير
سلمى : اجلس يا بني
محمد : حسناً

جلس محمد

سلمى : أم محمد , اكملي حديثك ..
أم محمد : لذلك قلنا انه من الجيد , ان نبيعها لنشتري افضل منها ..
سلمى : هكذا اذا ..
أم محمد : نعم , و سليمان حالياً يبحث في هذا الأمر

محمد شارد الذهن , تقدم فاطمة كوب شاي ممسكة به بكلتا يديها

محمد ( حوار داخلي ) : ما هذا الصخب , ما هذا الحديث الممل !
فاطمة : تفضل محمد !
محمد : هاه ؟
فاطمة : خذ , تناول كوب الشاي

أم محمد و سلمى , تتحدثان و ترقبانهما , تناول فاطمة محمد كوب الشاي

محمد : هاه .. حسنا , عذراً
فاطمة : إلى اين ذهبت ؟
محمد : آسف , كنت شارد الذهن
فاطمة : لا اعجب من ذلك
محمد : و لماذا ؟
فاطمة : قد يبدو لك الحديث النسائي هذا , مضجراً , صحيح ؟
محمد : كلا , كلا .. ولكن
فاطمة ( تبتسم ) : لا عليك

ينظر محمد لأسفل , يرفع رأسه , فاطمة تبتسم

سلمى : فاطمة حضري الشاي , لعمتك ..
فاطمة : حسنا امي ..

تقدم فاطمة الشاي , لأم محمد

محمد : امي , عمتي , انا سأخرج الأن ..
أم محمد : حسناً بني
فاطمة : خذ كوب الشاي معك
محمد : حسناً , شكراً , وداعاً

خرج محمد

محمد ( حوار داخلي ) : اين عساه ان يكون !؟

يتجول محمد في المنزل , حاملاً كوب الشاي

محمد ( حوار داخلي ) : ما هذا الصوت ؟
موسيقى ؟
تصدر من المزرعة ؟

يذهب محمد لمزرعتهم , تابعاً مصدر الصوت

محمد : ها انت ذا
عبد لله : اكنت تبحث عني ؟
محمد : نعم , ما هذا الشيء ؟
عبد لله : هذه ؟
محمد ( يبتسم ) : هذه , نعم , ما هذا الشيء ؟
عبد لله : هذه تدعى , قيثارة !
محمد : قياثرة ؟
عبد لله : قيثارة !
محمد : هاه , و ماذا تصنع بها ؟
عبد لله : اعزف بها , مثل العود , أترى ؟!
محمد : أرى ذلك , عجيبة !
علمني إياه !
عبد لله : انها صعبة بعض الشيء , تحتاج لبعض الوقت
محمد : من علمك إياها , و من اين احضرتها ؟
عبد لله : تعلمتها بنفسي ..
احضرتها , عندما ذهبت انت للدراسة ذهبت مع ابي ذات مره , للتجارة , و رأيت احد العامة يعزف بها و قايضته بكيس طحين ..
محمد : ماذا قلت ابي ؟
عبد لله : قلت له ان كيس الطحين , سقط في البحر

محمد يضحك

محمد : و هل صدق ذلك ؟
عبد لله : نعم
محمد : هل رآك تعزف بها ؟
عبد لله : نعم , آنبني كثيراً و قال انها عمل من اعمال الشيطان ..
محمد : حقاً ؟!
عبد لله : نعم , محمد لا اريد منك ان تتعلمها , كي لا يغضب ابي
محمد : لا اريد من الأخرين يغيروا ما اريد , انا حر , اليس كذلك ؟
عبد لله : خذ

ناول عبد لله محمد القيثارة

محمد : شكلها جميل !
كما قال ابي , انها حقاً عمل من اعمال الشيطان ..
و الأن ماذا ؟
عبد لله : انظر , انت تمسك بها خطأً , يجب ان تضعها على فخدك , أيها الأحمق , ثم هناك يدك اليمنى و اليسرى ..
اليمنى تقوم بصنع اللحن و اليسرى تصنع القالب , مثل السيارة , القدم اليمنى للوقود و المكابح و اليسرى لتغيير الغيار أي القالب ..
محمد : تشبيه جيد , لماذا لا تكون معلماً ؟!
عبد لله : كفاك , هيا

ظل محمد يمسك القيثارة , مركزاً عليها

محمد : عبد لله , ماذا افعل الأن ؟
كيف اغيـ..
الشاي ؟
لماذا شربته ؟
عبد لله : هل كان لك ؟
محمد : و لمن سيكون ؟
عبد لله : ظننته سقط من الشجرة ؟
محمد : هاها , مضحك جداً , لقد أحضرته عندما جلست مع أمي و عمتي و فاطمة ؟
عبد لله : فاطمة ؟
محمد : طلبت مني أن اخذ كوب الشـ..
عبد لله : هل هي من قدمت كوب الشاي لك ؟
محمد : هاه , نعم , اعني كلا , هي ناولتني إياه
عبد لله : خذه انا آسف , لم اكن
محمد : كلا كلا اكمله ليس إلا كوب شاي , لا يعني بالنسبة إلي أي شيء مطلقاً ..
عبد لله : هكذا اذا .

صب عبد لله ما تبقى من الشاي

عبد لله : لم يكن لذيذاً على ايه حال ..
محمد ( يضحك ) : هذا لأنك اخذت ما ليس لك !
عبد لله : هاه , حقاً
محمد : عبد لله خذ قيثارتك الشيطانية , جميلة و لكنها صعبة بعض الشيء ..

يضحك عبد لله , تناول عبد لله القيثارة , وضعها جنباً

عبد لله : محمد هل لي ان أسئلك امراً ما ؟
محمد : ما هو ؟
عبد لله : عندما دخلت إلى المنزل , و رأيت الناس .. كنت شاحباً , ما سر ذلك ؟
محمد : لا شيء , كنت متفاجئاً و فرحاً ..
عبد لله : لست كاذباً بارعاً يا أخي , اخبرتك مسبقاً ..
محمد : هاه .. في الواقع لا اعلم ..
عبد لله : محمد , هل انت تكره الأخرين ؟
محمد : كلا !
عبد لله : و لكنك تحمل الأخرين , آثماً ؟!
محمد : هاه , ليس الأمر كما تقول .. و لكن كنت اسأل نفسي ..
عبد لله : ماذا ؟
محمد : هؤلاء لم يأتوا لأجلي انا .. بل لأجل ابي .. فكما قلت الكل هنا يدعي , يجامل , ينافق
منهم من آتى ليهنأني و هو لا يعلم ما اسمي حتى !
عبد لله : و ماذا كنت انت تنتظر ؟!
محمد : لا شيء .. و لكن
عبد لله : ماذا ؟
محمد : لم يكن الأخرون يكترثون بشأني .. كنت نكرة .. انت من صنع لي موطئ القدم , كنت اتبع ظلك فقط ..
عبد لله : انا لم افعل لك شيئاً .. !
محمد : وجودك كان كافياً .. و لكن الناس هنا يهنؤوني و انت لم يذكر اسمك حتى !
عبد لله : انا لا اريد أي من هذا ..
محمد : ما الذي انت تريده ؟
عبد لله : ان تكون انت سعيداً !
محمد : انا كذلك
عبد لله : جيد .. و انت لا تتبع ظلي , انا من اصبح يفعل ذلك !
محمد : ماذا تقول ؟
عبد لله : لقد علمتني يا أخي ما معنى الصداقة , بخالد , لقد علمتني ما معنى الاكتفاء , ما معنى الحب و الاخلاص و التفاني , ما معنى الغاية و الهدف .. ما معنى النجاح !
محمد : و ما هو النجاح ؟
عبد لله : انت اخبرني ؟
محمد : الدراسة و الزواج ؟
عبد لله : مخطئ تماماً !
محمد : ماذا اذا ..
عبد لله : الكفاح لتحقيق اهدافك هو النجاح , الإخلاص و الوفاء و النضال لتحصل على من تحب ..
و ليس العمل أو الوظيفة او الزواج من امرأة جميلة .. هو النجاح ..
ان تكون ناجحاً هو انت تكون انساناً .. لا يزال انساناً حياً , و ليس جثة تضرب بالأرض مدعية الإنسانية حتى تصل للقبر..
انت تكون نقياً جداً ..
يوماً ما , ستدرك ما هو نجاحك الحقيقي !
محمد : أوافقك في هذا ..
عبد لله : هل تريد ان تسمع لحناً أنا ألفته ؟
محمد : نعم ..

عبد لله يعزف بالقيثارة , يخرج محمد من جيبه جوالاً

عبد لله : ماذا تفعل ؟!
ما هذا ؟
محمد : اسجل عزفك
عبد لله : تسجل ماذا ؟
محمد : عزفك !
عبد لله : هل يمكنك فعل ذلك بهذا الشيء ؟
محمد : نعم !
عبد لله : اهو مسجل او ماذا ؟
محمد : هذا هاتف
عبد لله : هاتف ؟
محمد : نعم
عبد لله : انه صغير جداً , و ليس كهاتف ابي الكبير
محمد : هذا التقنية لم تصل بعد إلى هنا
عبد لله : غريبة !؟
محمد : احضرت لك واحداً !
عبد لله : ماذا افعل به ؟!
محمد : تستطيع ان تحادثني
عبد لله : حقاً !؟
محمد : نعم , انها مرتبطة بشبكة خارجية
عبد لله : شبكة !؟
محمد : نعم , كجهاز لأرسال الذي لدى ابي ..
عبد لله : أرى ذلك !؟
محمد : لا عليك ستعتاد عليه , سأعطيك إياه بشرط , ان تعلمني على العزف !
عبد لله : هاه ؟!
بدأت ترث صفات ابيك ؟!
محمد ( يضحك ) : أليست مقايضة عادلة ؟!
عبد لله : تريد ان تتعبني معك , هاه ؟
لا شيء يأتي بالمجان !
محمد ( يضحك ) : كلا , كلا
عبد لله : قبلتها , اعطيني جهاز ارسالي الصغير
محمد : خذه
عبد لله : قلت استطيع محادثتك اذا ؟!
محمد : نعم ..
عبد لله : أي وقت اريده !؟
محمد : نعم ..
عبد لله : و هل هذا بالمجان !؟
محمد : لا تسأل , حتى لا تتعقد عليك الأمور اكثر من هذا !
عبد لله : اذا كل ما يجب علي ان اعلمه انا هذا هاتفي !
محمد : نعم ..
عبد لله : و لكن لماذا لا تهديه لفاطمة ؟!
لتتحدثا معاً ؟!
محمد : هوه ؟!
لا , لا , عندما اتزوجها سأحدثها وقت ما اشاء
عبد لله : هاه .. لست مستعجلاً اذا ..
محمد : ليس إلى تلك الدرجة ..
عبد لله : أرى ذلك
محمد : عبد لله , هل انت صادق مع نفسك ؟!
عبد لله : لا اعلم , و لكنني احب ان اصدق ذلك , و انت ؟
محمد : لا اعلم !؟
عبد لله : هل انت الأن امرٌ لا تريده ؟!
محمد : لا اعلم , ما اريد حتى ؟
عبد لله : ستأتي اللحظة التي تعلم فيها ما تريد , قد يكون امراً واحداً و لكنه كفيل ان يكون كل شيء بالنسبة اليك ..
محمد : اعتقد انك محق
عبد لله : انا دائماً محق !
محمد ( يضحك ) : هاه , حقاً ؟!
عبد لله : الا ترى ؟!
كنت في طفولتي أدعى , المحق دوماً .. !
محمد : كفاك هراءً !
عبد لله : انت لم تكن مولوداً , لذلك انت لا تتذكر !
محمد : ماذا , هل عمرك سنتين , كنت تتحدث و تلقب بالمحق ؟
دوماً !؟
عبد لله : هذه لم احسب حسابها .. ؟!
محمد ( يضحك ) : كم انت سخيف حقاً !
عبد لله : انت السخيف , محمد هيا لنعد للمنزل الأن ..
محمد : هيا , لم اشعر بالوقت حتى

عبد لله و محمد , يعودان للمنزل , من الباب الخلفي , يدخلان المنزل , فاطمة تخرج من غرفة المعيشة مع أمها

أم محمد : و داعاً , سلمى

تنظر فاطمة لعبد لله و محمد , الذي يضع يده اليمنى خلف رأس عبد لله و يحاول خنقه , عبد لله يضحك و من ثم يلحظ فاطمة و أمها , فيعتدل و يضع القيثارة خلفه , فاطمة تحدق عليهما , محمد ينظر لفاطمة

أم محمد : وداعاً ابنت اختي
فاطمة ( و هي تنظر لمحمد و عبد لله ) : وداعاً عمتي

تنظر أم محمد لمحمد و عبد لله

أم محمد : هما انتما هنا ؟!
سلمى : عبد لله ؟!
اين انت لم ارك منذ زمن !؟
عبد لله : عذراً عمتي , كنت منشغلاً في الآونة الأخيرة..
أم محمد : محمد هيا اذهب و أوصل عمتك منزلها , تأخر الليل
محمد : حسناً امي , عبد لله هيا لتأتي معي
عبد لله : انا , ربما ..
محمد : هيا اريد ان آتنس بك في الطريق العودة
عبد لله : كما تشاء ..
سلمى : هيا اذا أيها الشابان

خرج محمد و عبد لله , يسران في المقدمة و خلفهما سلمى و فاطمة

محمد ( بصوت منخفض ) : عندما نعود للمنزل ستعلمني العزف , و الا اخذت جهازي
عبد لله : حسنا , حسنا ..
او من افضل خذ جهازك الملعون , ازعجتني به انا لم ابدأ بتعلميك حتى ؟!
محمد : لا يمكنك ان تتراجع عن المقايضة ..
عبد لله : ماذا ؟!
محمد : نعم , الم اخبرك بذلك قبلاً ؟!
عبد لله : كلا لم تخبرني .. !
فاطمة : عبد لله ؟
عبد لله : نعم , فاطمة ؟
فاطمة : كنت تحمل شيئاً ما هو ؟
عبد لله : لا شيء مهم ..
فاطمة : ما هو بالتحديد ؟
عبد لله : انها ألة تصدر انغام ..
فاطمة : أنغام ؟
عبد لله : نعم
فاطمة : امر عجيب ؟!
كيف تفعلها بالضبط ؟
عبد لله : تحرك كلتا يديك بنسق معين ..
فاطمة : هل لك ان ترينا في يوم من الأيام الأنغام ؟!
عبد لله : اعتقد اني لا استطيع فعل ذلك , اعتذر ..
فاطمة : لماذا ؟!

ينظر محمد لفاطمة

محمد : لا عليك يا فاطمة , سأتعلمها , و سأريك الأنغام
فاطمة : حقاً ؟!
محمد : نعم ..
فاطمة : و لكنك مبتدئ , عبد لله قد يكون افضل منك ؟
عبد لله : و قد يستغرق منه دهراً حتى يتعلمه !
محمد : لماذا ؟!
و كأنكما خططتما معاً لقول هذا ؟!

فاطمة تضحك

سلمى : لقد وصلنا , شكراً لكما
عبد لله : لا عليك , يا عمتي ..
محمد : وداعاً عمتي
سلمى : وداعاً
فاطمة : مع السلامة محمد , و مع السلامة عبد لله
عبد لله : مع السلامة
محمد : مع السلامة

يعود محمد و عبد لله للمنزل , في اليوم التالي , يخرج محمد , بعد لحظة

محمد ( حوار داخلي ) : لقد اشتقت إليك , انا اعلم جيد اين انت , لست بحاجة لأبحث عنك حتى !
فأنت .. هنا !

يشير محمد لمنزل قديم , يدخل محمد المنزل , امامه غلام

محمد : خالد ؟
خالد : محمد ؟!
ما هذا ؟!
سحقاً !
محمد ( يبتسم ) : نعم , لقد عدت , بالأمس ..
خالد : لقد عدت اذا ؟!
اخيراً !
محمد : لم يتغير هنا أي شيء ؟!
خالد : كلا , لا يزال كل شيء كما تركناه ..
كيف عثرت علي ؟!
محمد : و اين ستكون الم تكن هنا ؟!
خالد : اظنك محقاً , هيا تعال اجلس
محمد : حسناً

يجلس محمد

خالد : كيف هو حال عبد لله ؟
محمد : بخير , هل رأيت ألته الجديدة ؟
خالد : بدعة الشيطان ؟
محمد ( يضحك ) : نعم , هي !
خالد ( يضحك ) : نعم , لقد رأيتها !
لا تفارقه مطلقاً ..
محمد : اظنه مهووس بها ..
خالد : نعم , كما كنت انت مهووساً بنثرك ..
محمد ( نبرة هادئة ) : نعم , نلك الفوضى ..
خالد : فوضى !؟
محمد : اعتقد انها ليست سوى ترهات , هذياني الاعتيادي ..
خالد : ليست كذلك , بالنسبة إلي ..
محمد : حقاً ؟!
خالد : نعم !

محمد يقلب حجراً في يده

محمد : و لكنني كنت مخطئاً
خالد : في ماذا , بالتحديد ؟!
محمد : ربما , في كل شيء ..
خالد : ماذا تعني ؟
محمد : لا عليك ..

يطرق خالد رأس محمد

خالد : امرك غريب , هي انت الذي بداخل هيا اخرج و دع صديقي و شأنه !

محمد يضحك

محمد : حقاً انك صديق جيد !
خالد : نعم , انا كذلك , افضل منك حتى !
محمد : ليس إلى تلك الدرجة .. انا افضل منك بقليل .. !
خالد : ها حقاً ؟!
محمد : خالد , هيا لنتمشى في القرية قليلاً ..

يخرج محمد و خالد , في الطريق

محمد : لقد تغير الكثير هنا !
خالد : و لكن لا يزال الناس هم , لم يتغيروا , اتعلم ماذا فعل سعيدان مؤخراً ؟!
محمد : ماذا ؟!
خالد : قام , بوضع الكثير من الشوك امام منزل السيخ مسعود ؟!
محمد : محال ؟!
خالد : نعم , فعل ذلك , اتعلم لماذا ؟!
محمد : لماذا ؟!
خالد : لأنه قال في خطبة الجمعة , ان الله حرم الخمر و الزنا , سعيدان لم يتفق في ذلك مع الشيخ مسعود

محمد يضحك , " ذلك المعتوه ! " , صوت صراخ

محمد : ما هذا ؟
خالد : انه عبد الرحيم , ابن التاجر راشد !
محمد : الا يركل كيساً !؟
خالد : ذلك ليس كيساً , انه مسلم المجنون !
محمد : ماذا ؟!

تقدم محمد فأمسك عبد الرحيم من يده اليسرى

محمد : توقف !
عبد الرحيم : و من انت ؟!
هيا اذهب من هنا , لا شأن لك !
محمد : دعه !؟
عبد الرحيم : قلت لك لا شأن لك !
هيا اذهب , و إلا سأصنع بك المثل

يمسك مسلم - شاب مجنون يناهز عمر محمد و عبد الرحيم - قدم محمد

مسلم : لقد ضربني , لا تدعه يضربني !
عبد الرحيم : لقد سب ابي !
محمد : اذاً احمل شكواك للشيخ مسعود !
عبد الرحيم : انصت , ليس بالأمر الكبير , فقط اذهب و كأنك لم ترى شيئاً ..
محمد : انصت إلي انت , هل تريد ان اركل وجهك ؟
عبد الرحيم : ماذا ؟!
خالد : محمد ؟
عبد الرحيم : خالد , هيا اذهب و انت و هذا المعتوه !
خالد : كلا , انا من سيركل وجهه !
عبد الرحيم : لن انسى هذا .. سأدعكما هذه المرة فقط

يذهب عبد الرحيم , يمسك محمد يد مسلم

محمد : هيا قف ..
مسلم : اتريد من انظف نعلك ؟
محمد : كلا اريد منك فقط ان تقف , اذهب للمنزل و لا تعد لشتم الأخرين
مسلم : ان شاء الله , عمي
محمد : لست عمك
مسلم : ان شاء الله , عمي
محمد : هيا اذهب و إلا ركلت وجهك انت ايضاً !
مسلم : ان شاء الله , عمي
محمد : تباً !

يمسك خالد محمد

خالد : دعه , دعه , الم تكن تدافعه عنه قبل قليل !
مسلم هيا اذهب من هنا

يذهب مسلم

خالد ( يضحك ) : كم انت سخيف , يا محمد
محمد ( يضحك ) : لم اكن اعني ضربه
خالد : أرى ذلك , و لذلك انت متشمر ؟!
محمد : هيا اخرس
خالد : حسنا , حسناً , هيا لنذهب

يكلمان مسيرهما

محمد : هيا لنذهب إلى الشاطئ , هناك امر اريد رؤيته
خالد : حسناً

بعد لحظة

خالد : ها قد وصلنا , ماذا تريد ان ترى ؟

يشير محمد لعبد لله

محمد : ذاك !
خالد : عبد لله ؟
محمد : نعم !
هيا لنذهب إليه

اتجه محمد و خالد لعبد لله

محمد : عبد لله ؟
عبد لله ( نبرة جافة ) : هاه , محمد , خالد ؟
محمد : نعم .. عبد لله , ما به صوتك ؟
عبد لله : لا شيء
محمد : لا شيء ؟!
هناك امراً , قل لي , ما هو !

ينظر عبد لله لمحمد , و من ثم لخالد , ينظر خالد لعبد لله

عبد لله : قلت لك لا شيء !
تباً ..
محمد : حسناً
عبد لله : اراكما اجتمعتما , معاً
محمد : نعم , و كيف لا !
عبد لله : محمد , هيا عد للمنزل
محمد : سنعود معاً !
عبد لله : كلا , اريد ان ابقى وحيداً بعض الشيء
محمد : أرى ذلك , حسناً , خالد هيا لنذهب

في الطريق العودة

خالد : محمد بماذا تفكر ؟
محمد : عبد لله ؟
خالد : انا اعلم ما به عبد لله ..
محمد : ماذا ؟!
خالد : محمد , هل نسيت امر اخي هيثم ؟
محمد : كلا !
خالد : عبد لله , لم يسامح نفسه منذ ذلك اليوم !
محمد : محال !؟
مضى على موته ست سنين !
خالد : هيثم , كان صديقه الحميم , مثلما نحن ايضاً
محمد : انا مغفل , و كيف اريد منه ان ينساه !؟
خالد : نعم , هيثم , هو من انقذه من الغرق .. تماماً في المكان الذي يجلس فيه الأن عبد لله , ارجح انه ينتظره هناك ..
محمد : يا إلهي ..
خالد : عبد لله , لم ينسه ..
محمد : لم يخطر على بالي ذلك
خالد : انت تحب شخصاً ما , يجب ان تتحمل عواقب ذلك , ايضاَ
محمد : و لكن , يجب على الأنسان , ان يحاول ان يغير الذكريات الحزينة و يخلق لنفسه , ذكريات جميلة , الحياة لن تتوقف !
خالد : بالنسبة إليه , هي متوقفة !
محمد : أتمنى ان ينسى ما حصل .. و لكن لا اظن انه سيفعل ذلك ..
خالد : عندما غرق اخي , حمله عبد لله , و حام به ارجاء القرية باكياً , صارخاً , طالباً العون , حتى وصل لباب منزلنا , حينها سمعت بكائه و خرجت, لأرى اخي , جثةً قد فارقتها الحياة ..
محمد : يا إلهي
خالد : و لكنني لم اكن الحقد لأخيك .. ما حصل كان مقدراً ..
محمد : نعم
خالد : الحياة لن تتوقف , لا تفعل ذلك
محمد : نعم ..
خالد : ان تخسر شخصاً غالياً , شعور مؤلم ..

تسقط دموع خالد

محمد : هون على نفسك
خالد : اعذرني .. لكن عندما أتذكر وجه عبد لله في ذلك اليوم .. كان تعيساً .. و لكننا نسير على الأمر مقدمين , نحاول ان ننسى .. و سيفعل ذلك عبد لله , يوماً ما ..
محمد : أتمنى ذلك
خالد : ها قد وصلنا
محمد : و داعاً خالد
خالد : إلى الوداع

يدخل محمد المنزل , ينظر للشمس

محمد ( حوار داخلي ) : من كان يظن , عبد لله , ذلك الشخص المغفل الضاحك , يحمل في صدره هذا الحزن ؟!
لم يبح لي مطلقاً عن هذا ؟!
كيف نسيت امر هيثم !؟
ربما , ظننت انه نسى ما حصل , كما فعلت انا !
سحقاً !
الحياة امرٌ قاسٍ !



التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 08-10-2014 الساعة 04:55 AM
رد مع اقتباس
قديم 08-07-2014, 05:14 PM   #2
انتفاضة
 
الصورة الرمزية لستُ بخير
رقـم العضويــة: 318222
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 1,016
نقـــاط الخبـرة: 427

افتراضي رد: حُمّى الجنون

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله تبارك الله

كم هي جميلة العلاقة الأخوية التي جمعت الاخوين محمد وعبد الله
الحلم .. ربما كان حلم محمد بالعودة لقريته ورؤية أسرته وخطيبته فاطمة
وإن بدا لي أنه لا يميل لخطيبته كثيرا أو ربما خجله وتردده يظهران عليه عكس
ما يشعر به في داخله
قد يكون الحلم أيضا متعلقا بعبد الله في عودة هيثم أو بقاؤه على قيد الحياة
كما قال شقيقه محمد من كان ليظن أن يحمل عبد الله في نفسه هذا الحزن الدفين
وهو المحب للدعابة وصاحب الشخصية المرحة المشاكسة
وقطعا لا ألومه على حزنه فقدان الأحبة أمر مؤلم كثيرا .. مع أن عبد الله
يحمل نفسه هما يفوق طاقتها في كل مرة يلومها على موت هيثم
على أمل أن يكف عن ذلك مستقبلا ويوقن أكثر بأن ذلك قضاء الله ولا دخل له فيما حدث

بصراحة لدي أكثر من تحليل حول العنوان * الحلم * ربطته بالشخصيات التي ظهرت بطريقة ما


فقط ما يحضرني ذكره أن المشهد كله نال اهتمامي
من عودة محمد ولقاء عائلته
وبدعة الشيطان التي ساءني وجودها بين يدي عبد الله وعزفه عليها و لم أملك نفسي
من التعجب على الطريقة التي حصل بها على القيثارة
وايضا حوار الشقيقين واستعادتهما لذكريات الطفولة عند الغروب أمام شاطيء البحر
وتصنع اهالي القرية رؤية محمد وهو لا يعرف أكثرهم وهم كذلك بالمقابل .. وكيف ساءه ذلك
التصنع بعض الشيء
ومسلم المجنون الذي أنقذه محمد من براثن عبد الرحيم .. وكيفية ترديده لعبارة
إن شاء الله عمي
وفي النهاية كما قال محمد
الحياة مملوئة بالكثير من الامور القاسية التي يواجهها بني البشر
ولا مفر لهم من ذلك كما يقول الله في محكم التنزيل (( لقد خلقنا الإنسان في كبد ))
أي مشقة وعناء وابتلاء دائمين .. ليس بيد المرء سوى أن يوازن الأمور
ويتصرف بحكمة وروية عدما تنزل به المصائب .. ويذكر نفسه بمصائب غيره..
ولا يكن لينا فيُعصر ولا صلبا فيُكسر ..
وهذا طبعا لن يحدث مالم يصبّر الإنسان نفسه ويمرنها
لتحمل أقسى الحوادث .. وقبل ذلك كله لا ينسى التوكل على الرحمن الرحيم
وكفى به وكيلا ومعينا

عموما هذه الخيوط التي نسجتها لصنع هذا الفصل متقنة ما شاء الله
وإن كان يشوبها القليل من الاخطاء الاملائية

بانتظار بقية الفصول والشخصيات الأخرى التي سيسلط عليها الضوء

في رعاية المولى ~

التعديل الأخير تم بواسطة لستُ بخير ; 06-03-2015 الساعة 10:06 AM
لستُ بخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2014, 05:35 PM   #3

 
الصورة الرمزية hataki7
رقـم العضويــة: 316207
تاريخ التسجيل: May 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 17,823
نقـــاط الخبـرة: 3970
Skype :
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook

افتراضي رد: حُمّى الجنون

السلام عليگم ۋرحـمٺ اللـﮧ ۋبرگاٺـﮧ

گيفگ اخ‘ـي ان شاء اللـﮧ بخير

ماشاء اللـﮧ فصۋال اگثر من رائعـﮧ

ماشاء اللـﮧ اخي مبدع

بس لوگان هناگ شويـﮧ ٺنسيق بصير احـلا

ماشاء اللـﮧ مبدع اخ‘ـي

بنٺظار ج‘ـديدگ ٺقبل مرۋري المٺۋاضع

ٺم الٺقييم+شگر+5نج‘ـۋم
ۋ4
hataki7 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 11:16 AM   #4
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: حُمّى الجنون

لستُ بخير :

في البداية شكراً لك أخي على هذا المرور المتألق , و شكراً لهذه القراءة المتفحصة و العميقة , اسعد كثيراً بذلك .. فـــ شكراً لك أخي ,,
لا يمكنني التعليق أكثر على ما قلت , فكل موضع سقط في موضعه ,, و بخصوص محمد و فاطمة , ليس الأمر و كأن محمد لا يبدي اهتماماً لها , سيتضح الأمر اكثر في الفصل القادم ..
و اما علاقة محمد و عبد لله ,,
حقاً هي علاقة قوية , سأقول عنها عظيمة !
لسبب ما .. و لكن إن كنت تحب شخصاً ما بشدة كن مستعداً لتحمل خسارته , و ما يقع عليك من ألم ..
كـــ عبد لله و هيثم على سبيل المثال ..
الفصل الأول كان يحمل اسم الحلم ,,
و هذا الفصل كالمقدمة و المدخل لتعرف على الشخصيات ,, لنقل جولة في معالم و ابرز شخصيات ذلك العالم الأفتراضي , و من منظور آخر ففي هذا الفصل محمد كان سعيداً بعودته كان كثير الضحك ايضاً , و حصلت بعض المشاهد المضحكة , لسبب ما ..
الحلم جميل .. و العالم كابوس قاسٍ !
سأطرح الفصل القادم في هذا الموضوع ,,

أعدك :
في الفصل الثالث حين تتأزم العقدة , سترى ما يدهشك حتماً !

شكراً على مرورك أخي ..
لا أزال مبتدأ في هذا المجال , اتمنى ان استفيد منكم ,,
كل الود



التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 08-08-2014 الساعة 12:41 PM
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 11:25 AM   #5
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: حُمّى الجنون

hataki7 :

الحمد لله , بصحة و عافية ,,
أنا سعيد لأن الفصل الأول قد راق لك أخي الكريم ,,
اعذرني يا اخي , احاول أن اصل للمشاركة 25 , حتى يمكنني ادراج خلفية في الموضوع ( باترن ) , هذا و قد قمت بتغيير الخط , و لكن ! , تغير في جهازي فقط و حين لججت بحاسب آخر , تغير الخط و عاد للخط الأصلي ( Arial ) , ما هذا الهراء ! , جعلني ذلك أصرخ !
لا أعلم اخي , هل تعلم خطاً من الممكن ادراجه من الحاسب في الموضوع و لا يتغير !؟
و من ثم انا لا أجيد استخدام الفوتوشوب ..
و لكن سأحاول الدخول في دورات و ورشات لريادته و ريادة التنسيق ايضاً ..
اعذرني مجدداً ,,

اتمنى أن تجد الجميل و المفيد في الأعمال القادمه
شكراً على التقييم , انا من عليه شكرك اخي ,,
احترامي و ودي ,,


التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 08-08-2014 الساعة 12:41 PM
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 12:29 PM   #6
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: حُمّى الجنون



الفصل الثاني : الشك

بعد وهلة , يدخل عبد لله المنزل , محمد ينظر لعبد لله , عبد لله يبتسم , يأخذ عبد لله قيثارته , يذهب للمزرعة , بعد لحظة , يذهب محمد للمزرعة

محمد : ها أنت هنا ؟
عبد لله : نعم , اعتذر , لم يكن يجب علي ان اطلب منك ان تعود للمنزل اليوم
محمد : لا عليك , يحق لك ان تطالب ببعض الخصوصية ..
عبد لله : هاه .. أنت محق
محمد : هل لي ان اسأل , ما الذي يأسرك ؟
عبد لله : الشعور بالخيبة , الحزن , الغضب ..
محمد : لقد اخبرني خالد ..
عبد لله : خالد ؟!
محمد : نعم ..
عبد لله : سحقاً , لم اكن اريد ان يتذكر أخيه الراحل ..
محمد : لا يزال يتذكره ..
عبد لله : هيثم .. رمى بنفسه إلى الموت لينقذني , لماذا فعل ذلك !!
محمد : لأنك صديقه ..
عبد لله : كم كرهت نفسي .. اعتقد انني انا من قتله ..
محمد : كلا !
عبد لله : كم كنت احمقاً ..تباً !
محمد : و لكنك لم تنسه ؟!
عبد لله : لا استطيع فعل ذلك ..
محمد : لا تعذب نفسك !
عبد لله : اعذب نفسي ؟!
محمد : نعم
عبد لله : محمد , انت لا تعلم بماذا اشعر !
محمد : فكر بعقلك , و حكم الأمر .. ذلك قدر الله
عبد لله : إن كنت انت في مكاني , ماذا كنت ستصنع !؟
محمد : لو مات خالد ؟
عبد لله : نعم , لو مات خالد
محمد : سأحزن , هذا امر اكيد , و لكني في نهاية سأرضى بقسم الله
عبد لله : حقاً ؟
محمد : نعم , هذا هو عين الصوب , لن ارمي بروحي , و لن اركل عامود قيام العقل
عبد لله : ربما ..محمد الحياة لا تطلب منا أن نفعل الكثير , و لكن نحن نطلب منها أن تفعل لنا الكثير ..
محمد : نعم
عبد لله : نظن اننا مميزون , و لكن عندما تسيء لنا يد القدر , نبدأ بكره نفسنا .. !
محمد : لقد كنت كذلك
عبد لله : ماذا تعني ؟
محمد : لقد كنت اكره الجميع , احمل الضغينة على الجميع , أحاول ان انقم منهم و من نفسي .. حتى تعرفت على خالد
عبد لله : سامحني يا محمد
محمد : على ماذا ؟
عبد لله : لم اعيرك الاهتمام الكافي
محمد : كلا !
عبد لله : لا تحاول الكذب , كنت اكترث بشأن هيثم , هذا الشخص الذي ظهر فجأة , و لم اطلب منك حتى ان تأتي و تخرج معي !
لقد تخليت عنك !
محمد : انت حر , مع من تريد ان تخرج ؟!
عبد لله : انت اخي الصغير , اردت اسعادك , فكنتُ الشخص الوحيد الذي آذاك !
محمد : كلا , كلا
عبد لله : انا ادرك ذلك , محمد
محمد : و لكني شاركت في هذا ايضاً , كنت آذي نفسي ايضاً , و انت ايضاً كنت تدافع عني ..
محمد ( نبرة جافة ) : انت الشيء الوحيد الذي من يجعل حياة قيمة , لولا وجودك لكنت أعيش في جحيم لا يطاق !

ينظر عبد لله , لسماء الصافية , البدر مضيء

عبد لله : ماذا ستصنع منا الحياة ؟
محمد : ماذا تعني ؟
عبد لله : بعدما كنت تمقتني , حاولت ان اغير من نفسي , حاولت ان افهم ما تريد ..
محمد : لقد كنت منافسي الوحيد !
عبد لله : أنا فقط لا اريد ان أكون امراً يؤذيك , ليس بعد الأن ..
محمد ( يبتسم ) : انت الأمر الوحيد , الذي يسعدني , ليس فاطمة , ليس ابي او امي .. انت !
عبد لله : انا سعيد لأجلك , لأنك تحب فاطمة ..
محمد : انا لا احبها !
عبد لله : اذا ماذا ؟
محمد : اردت فقط إرضاء امي ..
عبد لله ( نبرة جافة ) : هل لهذا السبب فقط ؟
محمد ( يبتسم ) : نعم
عبد لله : كنت اظن انك تحبها ؟
محمد : لا اعلم , و لكنني لا اشعر بهذا الانجذاب نحوها ..
عبد لله : هل تحب فتاة , أخرى ؟
محمد : كلا , كلا , فاطمة فتاة جيدة , سأتزوجها , و لكن ما اريد قوله هو انني فقط لست مغرماً بها ..
عبد لله : أرى ذلك ..
محمد : هذا كل ما في الأمر , عبد لله انا سأعود للمنزل ..
عبد لله : حسناً

يهلم محمد للذهاب

عبد لله : انتظر .. محمد
محمد : ماذا ؟
عبد لله : هل لي ان اسألك سؤال ؟
محمد : قل ؟
عبد لله : هل انت مسرور لكوني اخاك ؟

يحدق محمد على عبد لله , محمد يتذكر , قبل سبع سنوات , في ارجاء القرية , منتصف الليل , محمد يركض

محمد ( حوار داخلي ) : سحقاُ لقد تأخرت على المنزل كثيراً , حتماُ ستغضب أمي , لا اعلم ماذا سأقول لــ..

يتعثر محمد بأحدهم

محمد : ما هذا ؟

يقف شخص ما

محمد : أنا آسف , لم ألحظـ..

يمسك الشخص محمد من قميصه و يرفعه للأعلى

الشخص : هل اصابك العمى !؟
انظر إلى اين تمشي !!
محمد : أنا آسف !
الشخص : هاه , انت ابن التاجر سليمان , لا تنظر للأرض !
لم يحسن اباك تأديبك !
انا من سيفعل ذلك !
محمد : عمي , انا آسف .. لن اكررها
الشخص : اخرس !

يمسك الشخص محمد من يده بقوة

محمد : عمي , انت تؤلمني !
الشخص : لم ترى شيئاً بعد !

يلتقط الشخص عصى

محمد : افلتني !

يصفع الشخص محمد في وجهه , يسقط محمد

الشخص : قلت لك اخرس !!
سأدبك

يرفع الشخص يده عالياً

محمد ( حوار داخلي ) : سحقاً !
شخص آخر : توقف !
محمد : هاه ؟
الشخص : من انت ؟
الشخص الأخر : سعيدان , هذا آخي ..
سعيدان : سأدبك مع اخيك !
انا اكبر منك !!
عبد لله : يمكنك ان تؤذيني كيف ما تشاء .. و لكن لا احد يتعرض لأخي , مطلقاً !
محمد : عبد لله , لقد صدمته على خطأ .. لم اكن اعني ذلك
عبد لله : لا اكترث ان كنت انت المخطئ او لا .. لا تسوغ لي شيئاً , هيا عد للمنزل امي تبحث عنك !
محمد : هاه ؟
سعيدان : لن يتزحزح من هنا ؟
عبد لله : الأمر ليس منوطاً بك حتى !
سعيدان : اريد ان آدب هذا الفتى !
عبد لله : لن تحصل على ذلك ..

يخرج عبد لله , سكيناً من جيبه

عبد لله : سعيدان .. انظر للأمر من هذا الاتجاه , انا لا أخاف استعمال هذا السكين , و انت يعرف عنك شرب الخمر , يمكنني قتلك هنا , و أقول انك تهجمت علي ؟!
لا تخف سأتأكد من قطع حنجرتك جيداً ..
سعيدان : هاه ؟
عبد لله : انا , لست طفلاً خيراً , كما تظنني !
احذر مني سعيدان !!
سعيدان : هاه ؟
عبد لله : و ماذا تقول في هذا ؟

ينظر سعيدان لمحمد

سعيدان : سأتركه هذه المرة , لست لأنني أخاف منك , و لكن لأنه طفل صغير , هيا اهرب لأمك !

يقف محمد , يختبئ خلف عبد لله

محمد : هيا لنعد للمنزل
عبد لله : عد انت .. سآتي بعد قليل
محمد : ماذا ؟
عبد لله : هيا عد و لا تناقشني , و ان سألت امي عني , قل لها اني لم ارك و انت لم ترى سعيدان ..
هيا اذهب
محمد : لماذا ؟
عبد لله : لا تعتقد ان الأمر قد انتهى لهذا الحد !
عبد لله ( بهمس ) : يجب ان اتأكد من امراً ما ..
محمد : عبد لله ؟
عبد لله : هيا عد..

يبتعد محمد بضع امتار

سعيدان : عبد لله , ماذا تريد ان تفعل ؟

يتقدم عبد لله من سعيدان , رافعاً كلتا يداه

سعيدان : عبد لله , لا تجعلني اؤذيك لن ارحمك ..
عبد لله : لا تخف لن افعل امراً غبياً .. فقط اريد

يركل عبد لله سعيدان في بطنه , يسقط سعيدان , يحاول ان يقف يلكم عبد لله سعيدان في وجهه , يتعثر سعيدان يحاول الوقف مجدداً , يركل عبد لله سعيدان مرة ثانية و ثالثة

سعيدان : توقف !
سأقتلك !

يواصل عبد لله ضرب سعيدان من لكم و ركل , رأى عبد لله قارورة خمر , فكسرها على رأس سعيدان , فتناثر الدم , ومن ثم خنق عبد لله سعيدان من رقبته , يبده اليمنى , و وضع السكين على رقبته بيده اليسرى

عبد لله : اريد فقط ان أتأكد انك لن تتعرض لأخي مره أخرى !
و ان كان الأمر يكلفني ان اقتلك , فانا لا اكترث !
عبد لله ( صارخاً – نبرة غاضبة ) : سعيدان .. أتصفع اخي ؟!
سعيدان : تتتوقف .. توقف !
لم اكن اعلم ؟!
عبد لله ( نبرة غاضبة ) : ماذا تكون ؟
من انت !؟
من تكون انت لتصفع محمد ؟!
سعيدان : عببببد لله , عععبد لله !!

يجثو محمد على الأرض

محمد ( يبكي – صارخاً ) : ارجوك توقف !
هذا يكفي !
عبد لله : سعيدان .. سأدعك هذه المرة , أصبحت الأن تعلم من هو اخي .. اريد منك ان لا تنسى هذا !

محمد : عبد لله , ما هذا السؤال ؟
عبد لله : فقط اريد ان اعلم ..

يقبض محمد يده

محمد ( نبرة جافة ) : كيف و أكون لا !؟
عبد لله ( يبتسم ) : جيد
عبد لله : يمكنك , ان تتقدمني للمنزل ..
محمد : هاه , حسناً

ذهب محمد للمنزل

محمد ( حوار داخلي ) : نحن لا نولد ملائكة على هذه الأرض و لكن علينا ان لا نكون شياطيناً عليها , بعدما ضرب اخي سعيدان , لم يتعرض مطلقاً , كان يسير تماماً في الطريق آخر , اذا ما رآني اسير في الطريق نفسه ..
حقاً لقد بث الرعب في قلبه !
الجميع يكترث بشأن حياته , لا أحد يريد خسارتها و لكنه راضٍ ان يعث فيها السواد ..
لا احد يريد ان يضحي بحياته لشخص آخر .. لا احد يعني ذلك حقاً ..
و لكن هيثم ؟
فعل ذلك .. هل كان خياراً صحيحاً , لأن عبد لله لا يمضي قدماً بعد ذلك !

وصل محمد للمنزل , في اليوم التالي , يخرج من المنزل , يضع يديه في جيبيه

محمد ( حوار داخلي ) : لا اعلم , اين ذهب عبد لله , منذ ان استيقظت لم اره ..
منذ البارحة ..

يسير محمد في الطرقات , و يراقب الناس و يبتسم

محمد ( حوار داخلي ) : كم هم سعداء ..
كم هي جميلة الحياة !

يسمع محمد صراخ

سعيدان : يا شيخ انت متأكد ان الخمر حرام ؟
محمد : سعيدان ؟
الشيخ مسعود : حرام , يا رجل !
سعيدان : لا يزال حرام !؟
الشيخ مسعود : افلت يدي !
نعم , حرام !
محمد ( يضحك ) : سعيدان ؟
كم انت احمق
الشيخ مسعود : افلتني و إلا استدعيت رجال الأمن !
سعيدان : حسناً , حسناً .. ارجوك حين يصبح الخمر حلالاً وافني بالخبر !
الشيخ مسعود : حسناً

يقترب محمد من سعيدان و الشيخ مسعود , يفلت سعيدان الشيخ مسعود , يذهب الشيخ مسعود , يمر من جنب محمد

الشيخ مسعود : السلام عليكم
محمد : و عليكم السلام , شيخ

يذهب الشيخ مسعود

محمد ( حوار داخلي ) : على الأرجح هو لا يتذكرني , و كأنه لم يرني بالأمس ..
شيخ و لكنه منافق جيد !
تباً
محمد : سعيدان
سعيدان : محمد !؟
محمد : مرحباً
سعيدان : اين عبد لله ؟
محمد : لا اعلم ..
سعيدان : ذلك الفتى المجنون !
هل تعلم ذلك
محمد : نعم , نعم
سعيدان : هل يخنقك في البيت و يضرب رأسك بالقوارير !؟
محمد : كلا , كلا , لا يفعل ذلك
سعيدان : اذا لماذا يضربني انا !؟
تبا له !
محمد ( حوار داخلي ) : على الأرجح انه نسى ما حصل في تلك لليلة .. و كأنه لم يحاول ضربي ؟!
محمد : سعيدان , ما هو موضوعك مع الشيخ ؟
سعيدان : الخمر !
حرمه علينا .. !
محمد : حقاً ؟
سعيدان : نعم , انا سمعت بعض الإشاعات ..

يقترب سعيدان من محمد

سعيدان : تعال سأهمس لك !
محمد : ها حقاً ؟!
سعيدان : تعال تعال , صدقني انت تريد ان تسمع هذا , لن تصدق حتى !
محمد : حسناً

يهمس سعيدان في اذن محمد

سعيدان : لقد سمعت ان الشيخ مسعود , لديه في بيته العديد من قوارير الخمر , هذا السكير !
محمد : حقاً ؟!
سعيدان : حرمه عليناً الملعون , ليحلله لنفسه !
محمد : ها ؟
نعم , نعم !

ينظر سعيدان للأعلى

سعيدان : يجب ان اراها ؟!
محمد : تراها ؟
سعيدان : لا تزال صغيراً , هيا اذهب من هنا .. !
محمد : حسناً , حسناً

يذهب محمد

محمد ( حوار داخلي ) : و ما خطبه الأن ؟!
هاااا , اين هو عبد لله .. ؟
لماذا لا اتصل به ..

يخرج محمد هاتفه يتصل بعبد لله , في مكان آخر , عبد لله

عبد لله : ما هذا ؟
أبو احمد ( اب فاطمة ) : ما هذا الصوت ؟!
عبد لله : ما هذا ؟
أبو احمد : انه من اعمال الشيطان !

يخرج عبد لله , الهاتف

أبو احمد : عبد لله ؟!
ما هذا ؟!
عبد لله : اعطاني إياه اخي , محمد
أبو احمد : و ماذا يكون ؟
عبد لله : انه ناقل للصوت
أبو احمد : ناقل ؟ ماذا تقول ؟!
عبد لله : انتظر قليلاً , سأضغط هذ الزر

عبد لله , يضغط جميع الأزرار

محمد ( من الهاتف ) : مرحباً
أبو احمد : لقد تحدث الناقل !!
عبد لله : محمد ؟
محمد : اين انت ؟
عبد لله : اين انت !
كيف تفعل هذا ؟
محمد : افعل ماذا ؟
عبد لله : تتحدث من الناقل ؟!
محمد : الناقل ؟
كفاك تهريجاً , اين انت !
أبو احمد : اخرج يا محمد !
انه من اعمال الشيطان !!
محمد : عمي ؟
عبد لله : محمد , لا تدعه يسيطر عليك !
محمد : فقط , انصت إلي و اصمت !
اين انت ؟
عبد لله : انا مع عمي أبو احمد , اساعده في اعمال المنزل , ننوي زراعة نخلة
محمد : أرى ذلك , سآتي إليك الأن .. وداعاً
عبد لله : انتظر سؤال أخير !
محمد : ما هو ؟
عبد لله : هل تستطيع ان ترانا ؟!
كم اصبعاً أنا اشير الأن !؟

يقفل محمد الاتصال

أبو احمد : ماذا حصل ؟
عبد لله : لا اعلم , و لكنني لا اسمع صوت اخي ؟
أبو احمد : يبدو ان الناقل تعب من نقل الصوت

بعد وهلة , يدخل محمد منزل عمه أبو احمد

محمد : السلام عليكم
أبو احمد : كيف خرجت ؟
محمد : ارجوك فقط انسى ..
محمد : حسناً , عبد لله
عبد لله : لقد انتهينا من الحفر , هيا لنغرسها معاً
محمد : حسناً

يشمر محمد عن ساعديه , و يساعد عبد لله في غرس النخلة , بعد لحظة

عبد لله : عمي لقد انتهينا , لا تنسى ان تسقها الماء
أبو احمد : شكراً لكما ..
محمد : لا عليك يا عمي
أبو احمد : هناك في المطبخ , ماء محمد هلا احضرته ؟
محمد : حسناً عمي
أبو احمد : اعتقد ان فاطمة اعدت شاي , اسألها هل انتهت منه
محمد : حسناً عمي

يدخل محمد المطبخ , يطرق الباب

محمد : السلام عليكم
فاطمة : و عليكم السلام
محمد : هل استطيع ان ادخل
فاطمة : تفضل
محمد : لقد سألني ابوك ان عن الماء و الشاي
فاطمة : هذا هو , تفضل ..
محمد : شكراً ..

تناول فاطمة محمد الأناء , و تنظر للخارج , افلتت فاطمة الأناء فوقع و انسكب بعض الشاي في لباس محمد

محمد : تباً
فاطمة : انا آسفة !
حقاً انا كذلك , هل تأذيت ؟
محمد : كلا , كلا

ينظف محمد نفسه , و ينظر للخارج

محمد ( حوار داخلي ) : ما كان هذا ؟

ينظر محمد لفاطمة , فاطمة تحدق للخارج , ينظر محمد للخارج

محمد ( حوار داخلي ) : محال ؟
سأجرب امراً ما !
محمد : فاطمة ؟
فاطمة : هاه ؟
محمد ( حوار داخلي ) : انها شاردة الذهن !؟
ما خطب هذه الفتاة ؟
محمد : هلا ساعدتني لرفع هذا ؟

تدنو فاطمة لمساعدة محمد

محمد ( حوار داخلي ) : عيناها تلمعان ..
محمد : فاطمة , ما الخطب ؟
فاطمة : ماذا تعني ؟
محمد : انت متوترة , و شاردة الذهن , ما الخطب ؟
فاطمة : لا شيء .. انه فقط
محمد : ماذا ؟!
عبد لله ؟

تنظر فاطمة لمحمد , تحاول ان ترفع الكوب و لا تستطيع و يسقط

محمد : هكذا اذا ؟!
انا لم اقل سوى اسمه حتى !
فاطمة : ليس الأمر كما تفهمه ..
محمد : و ما الذي افهمه ؟
فاطمة : اعني
أبو احمد ( صارخاً ) : محمد ؟!

عبد لله , يحدق على المطبخ

محمد : ما الذي افهمه ؟
فاطمة : ابي يناديك !
محمد : لن اتزحزح من هنا !
فاطمة : محمد ؟
محمد : هيا تحدثي !
فاطمة : ابي !
محمد : انا لا اكترث حتى !
ماذا ستفعلين الأن ؟
هل ستتحدثين ام ماذا ؟
فاطمة : ممحممد , انا .. عبببد للله ..
محمد : ماذا ؟
أبو احمد : محمد , نحن عطشى !
عبد لله : و كأني سمعت صوت شيء سقط , سأذهب و تأكد

عبد لله يتقدم نحو المطبخ

فاطمة : محمد , عبد لله , آتٍ !!
محمد : ربما يجب ان اسأله انا !
فاطمة : كلا , كلا , سأخبرك بكل شيء
محمد : اذا يستحسن منك ان تفعلي ذلك سريعاً !
فاطمة : كلا , سأخبرك بكل شيء , تعال إلى منزلنا عند منتصف و طرق نافذتي ثلاث مرات , و سأفصح لك عن كل شيء
محمد : جيد بما فيه الكفاية
عبد لله : محمد ؟

تقف فاطمة و تغسل الصحون , ينظر عبد لله لفاطمة

عبد لله : محمد , و كأني سمعت شيء يسقط , هل انت بخير ؟
محمد : من انا ؟
انا ..

يقف محمد و ينظر لعبد لله

محمد : انا بخير , لقد كان فقط كوب شاي .. ساخن !
عبد لله : أرى ذلك , ما الذي اخرك ؟
عمي ينتظر الماء
محمد : انا اعتذر .. ها هو
عبد لله : هيا اذا ..
محمد : هيا

يذهب محمد مع عبد لله , عبد لله ينظر لمحمد , يقبض عبد لله يده , محمد ينظر ليد عبد لله

محمد ( حوار داخلي ) : هناك امرٌ ما .. حتماً
تباً .. تريد اسعادي , هاه ؟!
هل تخونني يا هذا ؟!
تباً .. تباً !!
سأنبش الحقيقة بنفسي !

وصل محمد لعمه

محمد : اعتذر عمي عن تأخري
أبو احمد : ما الذي اخرك ؟
عبد لله : يقول ان كوب من الشاي سقط و انسكب عليه
محمد ( حوار داخلي ) : يقول ؟
محمد : نعم عمي
أبو احمد : هل تأذيت ؟
محمد : كلا , لم اتأذى .. و لكن كوب الشاي كان ساخناً جداً !
أبو احمد : عسى ما شر ؟
محمد : كله خير بإذن الله
أبو احمد : ان شاء الله , تعالا اجلسا اريد ان احدثكما بأمر ما
عبد لله : حسناً

جلسا الشابان و عمهم , يحتسون الشاي

أبو احمد : هل سمعتم عن الداء المنتشر ؟
محمد : داء ؟
أبو احمد : نعم , عدوى تضرب الكل , و لا يقوى عليها الأطفال , فيموتون
محمد : يا إلهي ؟!
أبو احمد : نعم , عبد لله هل سمعت عن ابن خلفان ؟
عبد لله : من منهم الكبير ام الصغير
أبو احمد : الصغير , يدعى قاسم , اعتقد
محمد : قاسم ؟
أبو احمد : نعم , اصابته هذه العدوى منذ يومين تقريباً , و هم الأن متجهون نحو مسكت *
عبد لله : مسكت ؟
أبو احمد : يشاع انه هناك شيخ يدعى الشيخ سليم , عثر على الشفاء و هو يبيعه هناك
عبد لله : أرى ذلك
أبو احمد : عبد لله , ما اريده منك هو تذهب إلى هناك سيستغرق منك الأمر مسير يوم بسيارة ابيك و اشتري هذا الدواء , سأعطيك الف روبية و اشتري هذا الدواء
محمد : ألف روبية ؟!
أبو احمد : نعم , عبد لله , اشتري اكبر قدر ممكن , سأشرع بتجارة , سأفتتح محلاً و ابيع هذا الدواء هنا
محمد ( حوار داخلي ) : أتتاجر بحياة البشر , أتستغل ضعف الناس و قلة حيلتهم ؟
أبو احمد : عبد لله و لك من الربح , لقاء تعبك
عبد لله : لا داع لذلك
أبو احمد : هيا كفاك , اخرج من بعض المال و تزوج به ..
عبد لله : لا افكر بهذا الشأن في الوقت الحالي
محمد : لماذا لا تفكر بهذا الشأن ؟
هل هناك امر يجعلك لا تفكر حول هذا ؟

عبد لله ينظر لمحمد

عبد لله : هاه ؟
محمد : نعم , من الغريب ان لا تفعل ذلك ؟
عبد لله : و لماذا ؟
محمد : الست شاباً الا تفكر بالزواج ؟
عبد لله : ليس إلا تلك الدرجة ..
محمد : غريب ؟
عبد لله : غريب ؟!
محمد : نعم
أبو احمد : لا يهم , عبد لله , لا تتزوج كن مثل سعيدان , احب بنت عمه و عندما توفيت لم يتزوج .. كن مثله , لا يهم , ماذا بشأن هذه التجارة ؟

يتذكر محمد وجه سعيدان " يجب ان اراها ؟! "

محمد ( حوار داخلي ) : تباً !
عبد لله : لا عليك , يا عمي , سأخرج اليوم
أبو احمد : عافية عليك , يا ولدي , هاه , عبد لله , لا تضيع المال فهو كل ثروتي !
عبد لله : لا تخف , انها في ايدٍ امينة !
أبو احمد : حسناً انا أثق بك
محمد : عمي سأذهب , هل تأمرني بشيء
أبو احمد : سلامتك يا بني
عبد لله : إلى اين انت ذاهب ؟
محمد : لأتمشى قليلاً
عبد لله : حسناً

يخرج محمد , ذهب إلى البحر , يجلس على صخرة , بعد لحظة

محمد ( حوار داخلي ) : ما شأن كل هذا ؟!
متى ينقضي هذا النهار !
يجب ان اعلم الحقيقة .. و ان كانت مره !
تريد اسعادي !؟
تريد اسعادي ؟ تباً لك !
كلا , كلا , دعنا نتريث يجب أن اسمع الأمر برمته منها .. آمل إلا تكون !
سحقاً !

عبد لله ( صارخاً ) : محمد ؟
محمد ( حوار داخلي ) : لقد اتيت اذا .. جيد !

يتقدم محمد نحو عبد لله

محمد ( حوار داخلي ) : سأكتشف كل شيء الأن !

يتقدم خالد من عبد لله

خالد : عبد لله ؟
محمد ( حوار داخلي ) : كلا !
لماذا اتيت ؟!
عبد لله : خالد ؟
ها ذاك محمد
خالد : هاه , نعم انت محق , هيا لنجلس معه
محمد ( حوار داخلي ) : تباً !

يجلس خالد و عبد لله , بالقرب من محمد

محمد ( حوار داخلي ) : أخاف فقط , ان تجعل انت من حياتي جحيماً لا يطاق و انت حي !
و ليس الأمر و كأنني احبها , و لكن اياك و خيانتي !
عبد لله : محمد ؟
محمد : هاه ؟
عبد لله : ما بك شارد الذهن اليوم ؟
هل هو كوب الشاي ؟!
محمد : هاه , كلا .. اعني نعم !
خالد : كوب شاي ؟
هل هذا نص جديد كتبته ام ماذا ؟
محمد : كلا , ليس نصاً جديداً ..
عبد لله : كوب شاي انسكب عليه و نحن نساعد عمي أبو احمد
خالد ( يضحك ) : حقاً !؟
محمد : نعم , حقاً !
خالد : هي .. ؟
ما خطبك !؟
محمد : لا شيء !
خالد : انظر إلي انا لست كوب الشاي هذا !
انا خالد !
محمد : مضحك جداً ..
خالد : عبد لله , ما خطب أخيك اليوم
عبد لله : لا اعلم ..
خالد : اين بدعتك الشيطانية ؟
عبد لله ( يبتسم ) : في المنزل
محمد ( حوار داخلي ) : و كأنك بهذه الابتسامة تضحك ازدراء بي !
سأمسحها من وجهك !
و لكن سأتريث حتى اسمع الحقيقية برمتها , ما الذي يجعلني اصدق انه لن يكذب , فهو بارع في ذلك !
فالصدق اصبح محرم هنا , و الأكاذيب لن تنكث !
و لكنني سأكتشف الحقيقية !
و سأقلبها عليك ..
عبد لله : حسناً خالد , محمد .. وداعاً
خالد : إلى اين انت ذاهب ؟
لم تغرب الشمس بعد ؟
عبد لله : استمتعا انتما بمنظر غروب الشمس , سأذهب للمنزل و من ثم سأخرج إلى مسكت
خالد : مسكت ؟
ماذا لديك هناك ؟
عبد لله : حديث طويل , سأخبرك عندما اعود
خالد : حسناً , عد إلينا سالماً ..

ينظر عبد لله لمحمد

عبد لله : و داعاً محمد .. ؟
محمد : إلى اللقاء اخي ..
عبد لله : وداعاً ..

يذهب عبد لله

خالد : ما خطبك ؟!
محمد : لا شأن لك !
خالد : لا ششان , لا شأن لي ؟!
هل بك مس او ماذا ؟
محمد : وداعاً خالد

يذهب محمد , في طرقات الحي

محمد ( حوار داخلي ) : لا اطيق الانتظار , متى يحل منتصف الليل ؟!
سحقاً لك يا فاطمة , لماذا لم تختصري الحديث في كلمتين , و ارحتني ..
و لكن ان تحققت شكوكي !؟
ماذا سأفعل ؟!
لن تصلح لي فاطمة حينها .. هل سأدعه يأخذها هكذا ..
لماذا فقط لم يأتي و يتحدث إلي !؟
اكان يرغب بها ؟
كلا , كلا , سأكون عائقاً !
لن يحصل عليها هكذا .. فليتحملا عواقب افعالهم !
ربما هو اخي , و لكن ذاك عرضي , تلك خطيبتي !
و تلك الخائنة الساقطة !!
آآآآآه .. اريد ان امسك رأسها و اجرها .. حتى انتزع خصل شعرها كله ..
و لكن ؟
ان كان يحبا بعضهما , حتى يخوناني .. هل يجب اتنحى ؟
و لكن ماذا سيقول الناس ؟
سنكون في محل ريبة !
كلا , كلا .. لن اتراجع ..
متى ستحل يا ليل !؟

عاد محمد للمنزل

محمد : مرحباً امي
الأم : مرحبا ..
محمد ( نبرة جافة ) : اين عبد لله ؟
الأم : خرج لمنزل عمك أبو احمد , و من ثم سيذهب لمسكت ..
محمد : هكذا اذا
الأم : لماذا لا تذهب معهم , و اسهر معهم و اشرب الشاي مع خطيبتك و عمتك !؟
محمد ( بغضب ) : هاه ؟
ماذا ؟
الأم : ماذا ؟
محمد : لا شيء , لا اريد فعل ذلك لأن ..
الأم : أرى ذلك , و لكن

محمد يلوح بيده

محمد : و داعاً
الأم : إلى اين انت ذاهب ؟
محمد : إلى الخارج
الأم ( بهمس ) : انت لم تجلس في البيت دقيقة واحدة حتى

في الخارج

محمد ( حوار داخلي ) : عبد لله , هذا اللعين الا يستطيع كبح مشاعره !؟
اليس من الأفضل , ان ينام هناك معهم ؟
تباً ..

بعد وهلة , في تمام الساعة العاشرة , يودع عبد لله عمه أبو احمد , في الطريق إلى مسكت , بعد نصف ساعة
عبد لله : ما هذا ؟

يرى عبد لله , طفل على حمار و رجل كبير في السن يسير على عصى , و ولد في عمر العشرينات يحمل الطعام و الماء و يسير اماهم

عبد لله : ما هذا ؟

يتوقف عبد لله جنبهم

عبد لله : السلام عليكم
الرجل : و عليكم السلام ..
عبد لله : عمي خلفان ؟
خلفان : أي نعم ..
عبد لله : هل انت ذاهب إلى مسكت ؟
خلفان : نعم !
عبد لله : هيا اصعد معي اذا , انا في الطريق إلى هناك
الولد : الحمد لله , هل سمعت ذلك يا قاسم ؟!
خلفان : اشكرك يا ولدي !
عبد لله : لا عليك , الا يفترض ان تكون قد قاربت الوصول ؟
خلفان : ماذا أقول لك , سأخبرك في الطريق ..
الولد : ابي و الحمار ؟
خلفان : سرحه
الولد : حسناً ابي ..

سرح الولد الحمار , ركب الولد في الخلف و قاسم كذلك , و العم خلفان في الأمام

خلفان : انت عبد لله , ولد التاجر سليمان ؟
عبد لله : نعم , عمي
خلفان : الله يجزيك الف خير و لدي , لقد انقذت ابني , يا ولدي ماذا أقول لك , انا اشعر بالخزي حتى ..
عبد لله : لماذا ؟
خلفان : كان يجب ان اخرج قبل يومين .. و لكن ان تعلم تكلفة الدواء باهظة , ولزمني الوقت حتى اجمع المبلغ و اشد الرحال ..
عبد لله : لم اكن اعلم بذلك , لماذا لم تتدين؟
خلفان : لقد بعت بعض من املاكي .. و الحمد لله حصلت على المال ..
عبد لله : كم كلفك ؟
خلفان : خمسة آلاف روبية !
عبد لله : هاه ؟
خلفان : نعم !
عبد لله ( بهمس ) : سحقاً
خلفان : نعم بني , قلت شيء ؟
عبد لله : لم اكن اظن انه باهض لهذه الدرجة , انا اريد ايضاً شراء الدواء , و لكن املك فقط الف روبية
خلفان : لا حول و لا قوة إلا بالله ..
الولد : و لكن ذاهب لمسكت على ايه حال ؟
عبد لله : نعم ؟!
الولد : جيد

في القرية , في الساعة الحادي عشر , الكل نيام , و انطفئت انوار القرية , و حل الظلام , محمد في الخارج يتجول

محمد ( حوار داخلي ) : تباً , لا استطيع ان الانتظار اكثر من هذا !
لا اكترث سأذهب إليها الأن ..

فوق تل مرتفع , مفترق طرق الأول يؤدي لمنزل أبو احمد و الأخر لمنزل العم خلفان , محمد في مفترق الطرق

محمد ( حوار داخلي ) : هل اعود الأن ؟!
كلا , كلا ..

محمد يسمع أصوات

محمد : ما هذا ؟

يتقرب محمد منهم

محمد ( حوار داخلي ) : قُبل !؟
هل يمكن !

يتراجع محمد للخلف , يختبئ خلف شجرة , يراقبهم

محمد ( حوار داخلي ) : هل هو عبد لله و فاطمة ؟
هل كانت فاطمة تريد مني أن أرى هذا ؟

يتقرب محمد اكثر فأكثر

محمد ( حوار داخلي ) : هذا ليس عبد لله , عبد الرحيم ؟!
و من هذه ؟
انا على وشك ان اكشف فضيحة !
ما هذا ؟!
انها الفتاة , التي كانت مع الطفل , الذي كان يدعى قاسم ؟!
و لكن اخوها , يجب ان يكون مريضاً ؟
الا تملك أي نوع من الأخلاق هذه الساقطة !؟

تتحدث الفتاة إلى عبد الرحيم

محمد ( حوار داخلي ) : لا اسمعهم ؟!

تدخل الفتاة المنزل , عبد الرحيم يشير إلى احدهم ان ينتظر و من ثم يدخل

محمد : هاه ؟

ينظر محمد للخلف

محمد ( حوار داخلي ) : من هؤلاء !؟
لأن فهمت كل شيء ..
ماذا علي ان افعل , ماذا , ماذا ..
هل اترك الأمر كما هو ؟
ام ؟
و لكن لا طاقة لي في قتالهم اجمع , سيغلبونني حتماً ..
انا اعلم ما يجب علي ان افعل , ستكون عذراً , بما ان فاطمة طلبت لقائي ستحصل على ذلك , سأجعلها تتحدث بالحقيقة امام عبد لله نفسه !

يتصل محمد في عبد لله

محمد : مرحباً ..
عبد لله : مرحباً اخي !
محمد : اين انت ؟
عبد لله : في الطريق إلى مسكت
محمد : عد للقرية فوراً !
عبد لله : ماذا تقول ؟
محمد : عد الأن !
عبد لله : لا استطيع .. انا ..
محمد : تعال لمفترق منزل العم أبو احمد , حالاً قد تكون حياتي في خطر !
عبد لله : هاه ؟
محمد : يجب ان اقفل الأن .. وداعاً

يقفل محمد الهاتف

عبد لله : انتظر !
عبد لله ( حوار داخلي ) : كيف اعاود النقل الصوتي ؟!
تباً
خلفان : خير يا ولدي ؟
عبد لله : عمي ..

تلمع عيني عبد لله

عبد لله : أنا اسف ..
خلفان : على ماذا ؟
عبد لله : يجب ان اترككما هنا ..
الولد : نعم !؟
عبد لله : انا آسف حقاً .. حياة اخي في خطر !
خلفان : لا حول و لا قوة إلا بالله
الولد : عبد لله , هل تعلم ماذا تقول ؟
لقد سرحنا حمارنا , اخي مريض !
خلفان : فهد .. يكفي !
عبد لله : سأنهي الأمر سريعاً و سأعود لكم
فهد : ابي .. قاسم ؟!
خلفان : لا تنسى انه لم يجبرنا على الركوب معه , فليكن الأمر كما يريد
عبد لله : عمي خلفان , اقسم لك انني سأعود
فهد : و ماذا يجعلنا نصدق انك لن تهرب ؟
عبد لله : انا لست بهذه الدنائة ..
خلفان : عبد لله يمكنك ان تتوقف هنا

توقف عبد لله , خرج العم خلفان و ابنائه

عبد لله : عمي خلفان امهلني ساعتين فقط و سأكون هنا

لا يدير العم خلفان وجهه لعبد لله

عبد لله ( بهمس ) : سحقاً

عبد لله في الطريق إلى القرية , في تلك الأثناء , محمد يراقب عبد الرحيم يدخل المنزل

محمد ( حوار داخلي ) : اريد ان اعلم ماذا يحصل هناك ..

يتقدم محمد لمنزل العم خلفان , و يدخله , و يختبئ خلف جدار صغير , يرى عبد الرحيم و الفتاة يتغازلان بالكلام

محمد ( حوار داخلي ) : هل هذا كل ما ستفعلونه ؟
اين الأثارة ؟!

بعد وهلة , بدأ عبد الرحيم بتقبيل الفتاة

محمد ( حوار داخلي ) : على الأقل بدأت بهذا ..

بعد وهلة , بدأ عبد الرحيم بنزع بعض ملابسها

عبد الرحيم : ندى , هيا لداخل المنزل , الجو هنا بارد
ندى : هيا
محمد ( حوار داخلي ) : كلا !

يدخل ندى و عبد الرحيم , داخل المنزل , بعد وهلة , يقفز من الجدار ثلاث شبان , واحدهم يتعثر و يرتطم بالأرض

محمد ( حوار داخلي ) : حمقى ..
اذا هم يريدون فعلها حقاً !!

صوت صراخ يخرج من الغرفة

محمد ( حوار داخلي ) : بدأت ندى هذه تدرك الأمر .. حمقاء !
ماذا يجب علي ان افعل ؟

تخرج ندى من الغرفة , و ترى الشبان

محمد ( حوار داخلي ) : هه ..
ندى : عبد الرحيم ؟

يخرج عبد الرحيم من الغرفة

عبد الرحيم : هيا ندى .. ماذا ستفعلين ؟
ندى : قلت انك ستتزوجني ؟
محمد ( حوار داخلي ) : هه .. حقاً ؟!
عبد الرحيم : نعم ؟!
ماذا ؟
اتزوجك ؟!
كلا .. كلنا سنتزوجك الليلة !
محمد ( حوار داخلي ) : عبد الرحيم انت لم ترق لي منذ البداية .. أسلوبك في الحديث فضيع جداً ..
ندى : كلا , كلا ..
احد الشباب : ندى , لن ينقذك احد , و سنأخذ نحن من نريد عنوة ان شئتِ !
فهد , ليس هنا !
أبوك ليس هنا !
محمد ( حوار داخلي ) : فهد ليس هنا ؟
ندى : تباً لك !

ترمي ندى بعصى بقوة فتصيب رأسه

احد الشباب : ما هذا دمك يسيل ؟!
محمد ( حوار داخلي ) : رمية قوية !
ماذا افعل انا ؟
احد الشباب : لقد جرحتني ايتها الساقطة .. انتظري , سترين ما سأفعل بك !
عبد الرحيم : ندى لن يفيدك الصراخ ان تعلمين ان منزلكم في اعلى الجبل , لن يسمعك احد , و سأتأكد انك لن تصرخي كثيراً .. حتى و ان خنقتك !
محمد ( حوار داخلي ) : لقد اخترت موقفي ..

تسقط دموع ندى

ندى : تباً !

محمد خلف الشبان مختبئ خلف جدار صغير , يضيء هاتفه , تنظر ندى لنور , يشير محمد لها بلزوم الصمت

عبد الرحيم : ماذا قلتي يا ندى ؟

تنظر ندى لعبد الرحيم و تبكي

عبد الرحيم : و فري بكائك لوقت آخر , هيا اخلعي ملابسك , سنحاول ان نختصر الوقت !

يتقدم عبد الرحيم من ندى وهو يقول " لننهي ما بدأناه " , يتقدم محمد خلف الشابين حاملاً حجراً في يده , يبدأ عبد الرحيم بتقبيل ندى , فتخنق ندى عبد الرحيم بكلتا يديها , و يضرب محمد احد الشباب على رأسه من خلف بحجر , فيسقط

احد الشباب : ما هذا ؟
عبد الرحيم : أفلتيني !
ندى : ستموت على يدي !
أحد الشباب : من انت ؟

محمد يضحك بصوتٍ عالٍ

محمد ( نبرة جافة ) : ندى فقط ابقي ممسكة بعبد الرحيم , حتى انتهي من هذا ..
لا تقتليه !
محمد ( حوار داخلي ) : انها لا تنصت إلي حتى !

يبدأ محمد بالعراك الفتى و غلبه , ممسكاً به من قمصيه و يلكمه , عبد الرحيم يصرخ " سأموت "

محمد ( حوار داخلي ) : ستقتله هذه الحمقاء !

ينظر محمد لندى , فجأة شخص آخر يقفز من الجدار

ناصر : هل فاتني شيء ؟
محمد : هاه , شخص ثالث ؟
عبد الرحيم : ناصر , انقذني !
ناصر : هاه , ما هذا ؟

تفلت ندى عبد الرحيم , يقفز عبد الرحيم فوق ندى قائلاً " انتِ ستموتين هنا حتماً " , يهب محمد لعراك ناصر , ناصر يغلب محمد و يتدخل الشخص الذي غلبه محمد , و يبدأن بتوسيع محمد ضرباً

محمد ( حوار داخلي ) : تباً , اين انت يا عبد لله ؟
ناصر : ماذا نفعل به ؟
عبد الرحيم : نقلتهما معاً و نرميها من اقرب جرف .. و ندع الشكوك تدور حولهما , و لكن هذه الفتاة ستعطيني حتماً ما اريد !
ندى : تباً

ينظر محمد لندى قائلاً بشفتيه " انا آسف "

محمد ( حوار داخلي ) : انا آسف , لا اريد ان أكون سبب موتك !
محمد : عبد الرحيــ..

يلكم ناصر محمد

ناصر : اصمت !
محمد ( بهمس ) : تباً .. اين انت عبد لله ؟
ناصر : بمن تناجي الأن ؟

تسقط دموع محمد

ناصر : عبد الرحيم , انظر لهذا انه يبكي !
عبد الرحيم : محمد , لا تظن اني نسيت حادثة قبل أمس !
قلت لك ان ذلك لم ينتهي !
محمد ( بهمس ) : تباً ..
ناصر : هيا قل لي بمن تناجي ؟!

من خلف ناصر و ذلك الشاب , عبد لله " بي انا ! "

ناصر : هاه ؟

يرفس عبد لله ناصر , فيترطم وجهه بالجدار , و يسقط محمد

عبد الرحيم : و من انت !؟
احد الشباب : مازن هيا استيقظ !

يمسك عبد لله ذلك الشاب , من مؤخرة قمصيه , و يرمي به , و يتجه لناصر و يركله مجدداً , يصرخ ناصر

محمد ( يبتسم ) : لقد أتى الشر عينه !
ذلك الشاب : مازن !

يعود عبد لله , لذلك الشاب , ممسكاً حجارة و يلكمه في وجهه تماماً فيتناثر الدم

ناصر : عبد الرحيم اترك هذه الساقطة , هذا الفتى المجنون سيقتل سالم , يفلت عبد الرحيم ندى و يهلع لعبد لله , فيقز عليه محمد

محمد : انت لي !
ناصر : تباً

يهلع ناصر لينقذ سالم , فيمسك عبد لله من الخلف , يلتف عبد لله حوله , و يخنق ناصر

ناصر : كلا , كيف حصل هذا ؟

ينظر ناصر لعبد لله

ناصر : ما هذا المجنون !؟

يلكم عبد لله ناصر

يستيقظ مازن , و يهب لمساعدة ناصر , يحاول ان يفصل بينهما , يخنق عبد لله مازن , ناصر يكح

ناصر : مجنون !
عبد لله : هل تريد انت ايضاً شيئاً من هذا ؟
مازن : ناصر !
عبد لله : كان خياراً خاطئاً ان تستيقظ !
مازن : هاه ؟

يبدأ عبد لله بتوسع مازن ضرباً , يفلت عبد الرحيم من محمد و يهب لمساعدة مازن

عبد الرحيم : توقف .. توقف !

يلكم عبد لله عبد الرحيم في بطنه , يسقط عبد الرحيم

عبد الرحيم : توقف !

يركل عبد لله , عبد الرحيم في وجهه , يضرب ناصر عبد لله , بمضرب في رأسه , عبد الرحيم يشهق و يزفر

عبد الرحيم : من اين اتى هذا ؟!

عبد لله في الأرض ملقى , محمد يصرخ "عبد لله " و يهب له

ناصر : عبد لله !
أيها المجنون !
سأقتلك ..

يركل ناصر محمد , و يبدأ بضربه بالمضرب , يمسك عبد لله المضرب

عبد لله : لقد ضربته بما فيه الكفاية

يحدق ناصر بعبد لله , يرمي عبد لله بالمضرب بعيداً

عبد لله : لقد ضربته بما فيه الكافية !

يحاول ناصر ان يهجم على عبد لله , يركل عبد لله قدم ناصر , يسقط ناصر , يقفز فوقه , و تبدأ ملحمة اللكمات , محمد يبتسم قائلاً " انه الشر ! " , عبد الرحيم يبكي قائلاً " فلينقذنا أحد ! " , يقف محمد ينفض التراب عن ثيابه , يحدق على عبد لله , الذي لا يتوقف من لكم ناصر حتى امتلأت يداه بالدماء

محمد : عبد لله .. هذا يكفي
عبد لله ؟!
هي انت !

يمسك محمد عبد لله من يده

محمد : انت لا تريد ان تقتل هذه القمامة !
هيا عودوا لمنازلكم و دعـ..
محمد ( حوار داخلي ) : هذا الفتى بالفعل مغمىٍ عليه !؟

ينظر محمد لعبد لله

محمد ( حوار داخلي ) : هل كان حقاً يوسعه ضرباً و هو مغمىٍ عليه ؟!
بالفعل انه لمجنون !
عبد الرحيم : محمد أوقف هذا المجنون

ينظر عبد لله لعبد الرحيم

عبد الرحيم : ارجوك دعني !
محمد : عبد لله , انت بالفعل مصاب , هيا لنذهب

تتقدم ندى نحو عبد الرحيم و تبصق في وجهه , تتقدم نحو محمد و عبد لله

ندى : لا اعلم كيف يجب علي ان اشكركما ؟
محمد : لا عليـ..
عبد لله : انا لم افعل ذلك لأجلك !
محمد : هاه ؟
عبد لله : انا ذاهب , لدي امر مهم يجب ان انجزه , ندى او أي كان اسمك
ندى : أنـــ..
عبد لله : لا اكترث لما ستقولين , كلا , لست انا من سيكترث لما ستقولين , محمد هيا لنذهب ..
ندى : هل لي ان اطلب طلباً اخيراً ؟
محمد : ما هو ؟
ندى : لا تتحدثا بشأن هذا , و كأنه لم يحصل
عبد لله : هه
ندى : ارجوكما , هذا عرضي
عبد لله : اصبح الأن يهمك ؟
عبد الرحيم , ستفر بهذا اذا
عبد الرحيم : هاه ؟
عبد لله : ستخرج حراً من هنا ..

يهلع عبد الرحيم لأيقاظ ناصر و رفاقه

عبد لله : محمد اذهب من هنا , ندى اذهبي لمنزل عمك او عمتك او أي من أقاربك و انتظري عودة اخيك , و من ثم قرري ان كنت ستتحدثين بما حصل اما لا , انا يجب علي ان اذهب ..
محمد : محق

يخرج عبد لله و محمد و ندى , يشير عبد لله لندى

عبد لله : ان كنت ستختارين هذا الطريق , فتحملي عواقبه !
ندى : انـ..
عبد لله : انا فقط أقول هذا , محمد هل تأذيت ؟
محمد : انا كلا , انت جرح رأسك ينزف
عبد لله : لا عليك ..
محمد : على ايه حال , كيف علمت انني بالداخل و اقتحمت المنزل ؟
عبد لله : سمعت بعض الصراخ فقط , انا ذاهب تباً لقد تأخرت كثيراً !
محمد : و داعاً اخي , انتظر عبد عبد لله !
عبد لله : ماذا ؟
محمد : هل انت مستعجل لهذه الدرجة ؟
عبد لله : نعم , يجب ان اذهب حالاً
محمد : هناك شيء اريد ان أريك إياه
عبد لله : عندما اعود محمد
محمد : هاه ؟!
عبد لله : هناك امر هام اريد ان اطلعك عليه على ايه حال !
محمد : امر هام ؟
عبد لله : نعم , سأخبرك إياه في عودتي , وداعاً اخي
محمد : وداعاً

يذهب عبد لله , محمد يحدق على عبد لله

محمد ( حوار داخلي ) : ما الذي يدور في جعبتك ؟
انا لا افهم ذلك ؟
هذا الشخص الذي فعل ما فعله قبل قليل لأجل أخيه الصغير , يفقد عقله حقاً !
هل حقاً يخونني ؟
عبد لله !؟
لا استطيع ان اصدق ذلك , هل هل . .اذهب إليه الأن ؟
كلا , سأنتظر لأسمع ما لديه غداً ..
ندى : محمد ارجوك تأكد ان عبد لله , لن يفشي هذا !
محمد : هاه ؟!
ندى هيا اذهبي من هنا ..
ندى : ارجوك هذا هو طلبي منك !
محمد : لست بحاجة ان تطلبي مني ذلك , عبد لله لن يفشي هذا الأمر ..
ندى : كيف لك ان تكون متأكد من ذلك ؟
محمد : لأنه اخي !
ندى : هل تثق به إلى تلك الدرجة !؟
محمد ( حوار داخلي ) : اثق به ؟
الثقة ؟!

محمد يتذكر , محمد في اعلى شجرة , و عبد لله في نهاية الغضن , عبد لله يمد يده " محمد هيا تعال معنا .. لا تخف ! "

محمد : سأسقط !

الشباب ( هيثم , خالد , عبد الرحيم , مسلم ) يتأرجحون بالغصن و هم يصرخون " هيا .. هيا ! "

عبد لله : لن تسقط ثق بي , هيا ناولني يدك ..

يمد محمد يد , ينكسر الغصن , يغمض محمد عينيه , محمد يشعر و كأنه يده ستنخلع , يفتح محمد عيناه , يرى عبد لله مسمكاً به بيده اليسرى و يتشبث بالغصن باليد اليمنى

محمد ( صارخاً ) : عبدددد لله ؟!
عبد لله : لن ادعك تقع !

عبد لله يصرخ من الألم , ينظر محمد لأسفل , هيثم يساعد خالد و عبد الرحيم ينفض من على ثيابه الغبار و الأغصان المتكسرة , و مسلم الذي ارتطم رأسه بصخره

خالد ( يصرخ ) : هيثم !
مسلم !
هيثم : ما به ؟!
خالد : انظر إليه !
عبد لله : محمد سأفلتك .. لا تغمض عيناك و انظر للأسفل , لن تصاب بأي اذى
محمد : كلا
عبد لله : سأفلتك الأن .. و إلا انكسر الغصن و سقطنا معاً , و مسلم مصاب
هيثم : عبد لله , مسلم مصاب !
عبد لله : سأعد للثلاثة و سأفلتك
محمد : عببــ.
عبد لله : واحد .. اثنان .. ثلاثة !

افلت عبد لله , محمد , سقط محمد و لم يتأذى , سقط عبد لله , هلع لمسلم

عبد لله : مسلم !
مسلممم !

يفتح مسلم عيناه ببطئ

محمد ( حوار داخلي ) : و عندما استيقظ مسلم , لم نعرفه إلا مجنوناً !
ندى : محمد ؟
محمد : هاه ؟!
ندى : إلى اين ذهبت ؟
هيا لنذهب من هنا !
محمد : انت محقة هناك امر يجب علي ان افعل على ايه حال , وداعاً

يذهب محمد , تذهب ندى , يصل محمد إلى مفترق الطرق

محمد ( حوار داخلي ) : هل يجب علي ان انتظر عودته , ام اذهب لفاطمة ؟!
ماذا افعل ؟
لا اطيق الانتظار , سأذهب إليها الأن !
و لماذا أتذكر لأن هذه الذكرى القديمة ؟!

يذهب محمد لمنزل فاطمة , خلف منزل أبو احمد , يطرق محمد ثلاث طرقات على نافذة فاطمة

محمد ( يهمس ) : فاطمة !
فاطمة !
تباً !

بعد لحظة

محمد : فااااطمة !!
اين ذهبت هذه الحمقاء , سحقاً لها , تعرضت للضرب اليوم !

يهلم محمد للذهاب , يسمع صوت النافذة تفتح , يقترب محمد من فاطمة

فاطمة : محمد ؟
لقد اتيت ؟!
ما به وجهك مملوء بالكدمات ؟
محمد : لا يهم , و اما الأن هيا تحدثي !
فاطمة : محمد .. ماذا تعلم انت عن اخاك عبد لله ؟
محمد : كفاك هراء , و اختصري الحديث !
فاطمة : محمد , و انا و عبد لله , نحب بعضنا !
محمد : هاه ؟
و تقولينها هكذا بكل جرأة !؟
انت خطيبتي !
هل نسيتِ ذلك !؟
فاطمة : لم اشئ ذلك .. لقد أجبرت !
محمد : أجبرتِ !؟
فاطمة : نعم
محمد : منذ متى و هذا الحب المزعوم !؟
فاطمة : منذ البداية !
محمد : ما معنى هذا ؟
فاطمة : منذ الطفولة , يا محمد , منذ البداية !
محمد ( حوار داخلي ) : منذ البداية !؟
فاطمة : الا تتذكر ؟!

يتذكر محمد , عبد لله قد أوسع ( عبد الرحيم , هيثم , خالد ) و صعد على شجرة عالية و صرخ " لن يؤذي احد فاطمة بعد الأن.. لأنها زوجتي ! "

محمد ( حوار داخلي ) : كنت انظر إليه و أقول انني سأفعل الأمر ذاته مع زوجتي !
فاطمة : هل تتذكر ؟!
فقط لأنهم قاموا بسحب جديلة شعري , كنت ابكي تحت الشجرة , كنت اريد ان العب معكم تحت تلك الشجرة , و عندما بكيت اوسعهم ضرباً وصعد على تلك الشجرة بالذات , و قال " فاطمة ستكون زوجتي ! "
محمد : هاه ؟
فاطمة : محمد لقد أحببت عبد لله , و انا طفله , فما بالك و انا بالغة !؟
محمد ( نبرة جافة ) : و عععبد لله ؟
فاطمة : هنا المشكلة ..
محمد ( نبرة جافة ) : ما هي المشكلة ؟!
فاطمة : عندما خطبتني امك و وافقت امي .. تغيير عبد لله , لم يعد حتى ينظر في عيني..
محمد : و انت !؟
فاطمة : انا لن اتزوج إلا عبد لله ؟
محمد : و كوب الشاي ؟
فاطمة : عبد لله ..
محمد : ما به ؟
فاطمة : بعدما خطبت منك , ألتقيت بعبد لله في منزلنا سألته ما خطبه فقال لي " فاطمة نحن لم نعد نصلح لبعض , فحبنا محرم و لن يبصر النور مطلقاً " , لم ارد لهذا ان يحصل حاولت ان اغيره .. و كل محاولتي بائت بالفشل حتى قال لي ..
محمد : ماذا ؟
فاطمة : " فاطمة , عديني بأمر واحد "
محمد : ممما هو ؟!
فاطمة : " ان تحبي اخي , كما احببتني , انا لا استحقك هو من يفعل ذلك "
محمد ( نبرة جافة ) : انا ؟
فاطمة : و هكذا اتخذ عبد لله قراره , بأنه سيتنازل عن حبه من الفتاة اقسم بحبه لها , اخوك لم يقدم على خيانة , بل على تضحية , فقط أراد لك الأفضل , لا احد يمكنه تصور قيمة هذه التضحية التي تقدم لها عبد لله ..

فاطمة تبكي

فاطمة : محمد ارجوك اخلع خطبتك مني .. و دعني التقي بنصيبي !
محمد : انننا ..

تمسك فاطمة يد محمد

فاطمة ( تبكي ) : ارجوك !
محمد : أنا ؟!
فاطمة : نحن نحب بعضنا , إلا يمكنك ان تحاول ان تخلق السعادة لأخيك ؟!
محمد : السعادة ؟
فاطمة : الم تؤذيه بما فيه الكفاية !؟
محمد : اؤذيه ؟
فاطمة : عبد لله و ان اظهر خلاف ذلك , فهو حتماً يحبني !

يتراجع محمد للخلف

فاطمة : محمد ؟
محمد : انا .. فقط .. انا .. سأعود للمنزل
فاطمة : و بشأن خلع خطبتنا ؟
محمد : سأسأل عبد لله ..
فاطمة : و هل تظنه حقاً سيوافق !؟
محمد : هاه ؟
فاطمة : إلا تفهم ذلك , فقط اخلع خطبتك مني , حلني منك !
محمد : انا اقيدك ؟
فاطمة : نعم , و عبد لله كذلك !

محمد يتذكر عبد لله في الشاطئ يقول " يا أخي لا تؤذي من تحب " , يتذكره عندما صب كوب الشاي في المزرعة , عبد لله يقول " : لم يكن لذيذاً على ايه حال "

محمد ( حوار داخلي ) : نعم , لم يكن لذيذاً , لقد كان مراً !

محمد يتذكر عندما كانت فاطمة تحدق بعبد لله و محمد عندما خرجا من المزرعة

محمد ( حوار داخلي ) : لم تكن تحدق بي , بل بعبد لله !؟

محمد يتذكر عندما كان يسير امام فاطمة و أمها " لا عليك يا فاطمة , سأتعلمها , و سأريك الأنغام " , فاطمة " و لكنك مبتدئ , عبد لله قد يكون افضل منك ؟ "

محمد ( حوار داخلي ) : عبد لله افضل مني !؟

يتذكر محمد كلام عبد لله " : و قد يستغرق منه دهراً حتى يتعلمه ! " , محمد " و كأنكما خططتما معاً لقول هذا ؟! "

محمد ( حوار داخلي ) : هما حقاً خططتا , و احسنا ذلك , كيف لم اشعر بذلك !؟

يتذكر محمد كلام عبد لله في المزرعة " : انا سعيد لأجلك , لأنك تحب فاطمة " , و انا قلت " اردت فقط إرضاء امي " , و عبد لله " هل لهذا السبب فقط ؟ "

محمد ( حوار داخلي ) : كيف لم استشعر تلك النبرة !؟

محمد يتذكر " فاطمة فتاة جيدة , سأتزوجها , و لكن ما اريد قوله هو انني فقط لست مغرماً بها "

فاطمة : محمد ؟!
محمد ( يتمتم ) : انا لن اتزوجك !
فاطمة : هاه ؟

ينظر محمد لفاطمة

محمد : فاطمة , غداً , سأخلع خطبتي بك .. انت لم تكوني ملكي على ايه حال , انا لن أكون سبباً يؤذي عبد لله ..
فاطمة : حقاً , ستفعل ذلك ؟
محمد : لأجل عبد لله

تمسك فاطمة يد محمد , من النافذة

محمد : ما هذا ؟

تقبل فاطمة يد محمد

فاطمة : شكراً لك , حقاً !
محمد : تحبينه ؟
فاطمة : محمد , عبد لله يجري في شراييني و انت في وريدي .. و ذلك يخنقني بشدة !

يسحب محمد يده

محمد : ليس بعد الأن.. وداعاً

يذهب محمد , فاطمة تحدق بمحمد , و تغلق نافذتها , يتجه محمد للبيت

التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 08-10-2014 الساعة 04:56 AM
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 03:14 PM   #7
انتفاضة
 
الصورة الرمزية لستُ بخير
رقـم العضويــة: 318222
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 1,016
نقـــاط الخبـرة: 427

افتراضي رد: حُمّى الجنون

هذا الفصل ملغم !
أنا مصدومة فعلا !
عبد الله .. ما هذه التضحية الكبيرة
ومحمد وشكه و ... احم لحظة فقط استعيد أنفاسي
حتى أتمكن من التعبير بروية

طيب .. أولا السلام عليكم ورحمة الله
ثانيا لأصدقك القول .. عندما رأيت طول الفصل
أحسست أنه سيكون ثقيلا .. لا لشيء ولكني غالبا
لا أحبذ قراءة النصوص الطويلة .. وعلى أية حال
قررت القراءة وبصراحة سرقتني الأحداث ولم أشعر
إلا وقد بلغت النهاية لأهتف بغيظ في داخلي " لم توقفت عند هذه النقطة بالذات ؟ "
اييه حقا أدخلتنا في متاهة شك عظيمة
الجميع مشكوك في أمره .. الشيخ مسعود وندى وفاطمة وعبد الله
لكنك وضحت لنا الأمور
كنت أخشى أن فاطمة وعبد الله يحبان بعضهما وكان خوفي في محله
فعلا لم أتوقع ذلك .. كم هي تضحية إنسانية عظيمة
لم أتخيل أبدا أن يؤثر عبد الله نفسه على أخيه
لدرجة التفريط بحبه لفاطمة !
حبه لأخيه كبير متغلغل في أعماقه .. لو كان شخصا غيره
لأحس انه تم الاعتداء على ممتلكاته الخاصة الثمينة ولأقام الدنيا ولم يقعدها !
لكنه عبد الله !
ومحمد آلمني ظنه السيء بأخيه كثيرا .. لقد تعاون مع شيطانه الخبيث
وسمح لدائرة الشك أن تتوسع أكثر فأكثر لدرجة ظننت أنه سيقتل شقيقه وفاطمة معا
بعد أن عرف الحقيقة أتساءل كيف ستكون نظرته لأخيه عبد الله
حبل المودة المتين هل سيتماسك أم ستقطعه رياح الشك والغضب
التي سينفثها الشيطان الخبيث في نفوس الشقيقين

أما ندى فقد أصابتني بصدمة كبيرة ! أبدا أبدا ولا بأحلامي حتى
لم أتوقع تصرفها الشائن .. لقد بقيت أضع لها الأعذار .. ربما عبد الرحيم خطيبها
ربما .. ربما .. حتى صفعتني الحقيقة المرة .. لم تراعِ ذهاب والدها وأخويها لإحضار العلاج
وكأنها لم تصدق خلو المنزل من الرجال حتى تفعل ما يحلو لها
ربما خدعتها كلمات عبد الرحيم المعسولة ووعده الكاذب لها بالزواج
ااااه تذكرت واقعنا وحال كثير من الشباب والفتيات الذين غرر بهم الشيطان
حتى وقعوا في شباك الحرام وتدنست الكثير من الأعراض
يا حسرة علينا وعليهم .. عندما ينزع الخوف والحياء من قلب المرء
فلا غرابة من صنيعه .. كان الله في عوننا جميعا

مسلم المسكين من بعد الحادثة الأليمة فقد عقله
وسعيدان السكير .. امم اتساءل هل أدمن شرب الخمر
بعد وفاة من كان يحبها .. أم له سوابق وارتباط قديم بشرب الخمر

عذرا يا أخي ما أنا إلا مبتدئة لكني ارغب بمساعدتك
وتقويم بعض اخطائك التي لمحتها .. سأشير إلى خطئين فقط
فالكتابة من غير " الابتوب " تصعب علي الأمور

عندما رأى عبد الله العم خلفان وابناه وهم في طريقهم إلى قرية مسكت
أنت كتبت ( رأى عبد الله شيخ مسن يسير على عصاه .. )
يسير على عصاه امم ربما الأجدر أن تقول يسير بمساعدة عصاه
أو يتوكأ على عصاه .. أنا شعرت بذلك فقط ولا أعلم ربما تكون عبارتك أصوب

والشيء الثاني أكثرت في هذا الفصل من كلمة ( يهلع )
وبدت لي غير متماشية مع الأحداث التي ذُكرت فيها .. أعتقد أنك تعني " أسرع أو فزع "
فهي تبدو ملائمة أكثر لكن ربما اختلط الأمر عليك

في الأخير أحببت أنوه لى كوني ( فتاة ) لا فتى
وبانتظار الابداع القادم الذي ستخطه لنا أناملك ..
لستُ بخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 04:29 PM   #8
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: حُمّى الجنون

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لستُ بخير مشاهدة المشاركة
هذا الفصل ملغم !
أنا مصدومة فعلا !
عبد الله .. ما هذه التضحية الكبيرة
ومحمد وشكه و ... احم لحظة فقط استعيد أنفاسي
حتى أتمكن من التعبير بروية

طيب .. أولا السلام عليكم ورحمة الله
ثانيا لأصدقك القول .. عندما رأيت طول الفصل
أحسست أنه سيكون ثقيلا .. لا لشيء ولكني غالبا
لا أحبذ قراءة النصوص الطويلة .. وعلى أية حال
قررت القراءة وبصراحة سرقتني الأحداث ولم أشعر
إلا وقد بلغت النهاية لأهتف بغيظ في داخلي " لم توقفت عند هذه النقطة بالذات ؟ "
اييه حقا أدخلتنا في متاهة شك عظيمة
الجميع مشكوك في أمره .. الشيخ مسعود وندى وفاطمة وعبد الله
لكنك وضحت لنا الأمور
كنت أخشى أن فاطمة وعبد الله يحبان بعضهما وكان خوفي في محله
فعلا لم أتوقع ذلك .. كم هي تضحية إنسانية عظيمة
لم أتخيل أبدا أن يؤثر عبد الله نفسه على أخيه
لدرجة التفريط بحبه لفاطمة !
حبه لأخيه كبير متغلغل في أعماقه .. لو كان شخصا غيره
لأحس انه تم الاعتداء على ممتلكاته الخاصة الثمينة ولأقام الدنيا ولم يقعدها !
لكنه عبد الله !
ومحمد آلمني ظنه السيء بأخيه كثيرا .. لقد تعاون مع شيطانه الخبيث
وسمح لدائرة الشك أن تتوسع أكثر فأكثر لدرجة ظننت أنه سيقتل شقيقه وفاطمة معا
بعد أن عرف الحقيقة أتساءل كيف ستكون نظرته لأخيه عبد الله
حبل المودة المتين هل سيتماسك أم ستقطعه رياح الشك والغضب
التي سينفثها الشيطان الخبيث في نفوس الشقيقين

أما ندى فقد أصابتني بصدمة كبيرة ! أبدا أبدا ولا بأحلامي حتى
لم أتوقع تصرفها الشائن .. لقد بقيت أضع لها الأعذار .. ربما عبد الرحيم خطيبها
ربما .. ربما .. حتى صفعتني الحقيقة المرة .. لم تراعِ ذهاب والدها وأخويها لإحضار العلاج
وكأنها لم تصدق خلو المنزل من الرجال حتى تفعل ما يحلو لها
ربما خدعتها كلمات عبد الرحيم المعسولة ووعده الكاذب لها بالزواج
ااااه تذكرت واقعنا وحال كثير من الشباب والفتيات الذين غرر بهم الشيطان
حتى وقعوا في شباك الحرام وتدنست الكثير من الأعراض
يا حسرة علينا وعليهم .. عندما ينزع الخوف والحياء من قلب المرء
فلا غرابة من صنيعه .. كان الله في عوننا جميعا

مسلم المسكين من بعد الحادثة الأليمة فقد عقله
وسعيدان السكير .. امم اتساءل هل أدمن شرب الخمر
بعد وفاة من كان يحبها .. أم له سوابق وارتباط قديم بشرب الخمر

عذرا يا أخي ما أنا إلا مبتدئة لكني ارغب بمساعدتك
وتقويم بعض اخطائك التي لمحتها .. سأشير إلى خطئين فقط
فالكتابة من غير " الابتوب " تصعب علي الأمور

عندما رأى عبد الله العم خلفان وابناه وهم في طريقهم إلى قرية مسكت
أنت كتبت ( رأى عبد الله شيخ مسن يسير على عصاه .. )
يسير على عصاه امم ربما الأجدر أن تقول يسير بمساعدة عصاه
أو يتوكأ على عصاه .. أنا شعرت بذلك فقط ولا أعلم ربما تكون عبارتك أصوب

والشيء الثاني أكثرت في هذا الفصل من كلمة ( يهلع )
وبدت لي غير متماشية مع الأحداث التي ذُكرت فيها .. أعتقد أنك تعني " أسرع أو فزع "
فهي تبدو ملائمة أكثر لكن ربما اختلط الأمر عليك

في الأخير أحببت أنوه لى كوني ( فتاة ) لا فتى
وبانتظار الابداع القادم الذي ستخطه لنا أناملك ..

و عليكم السلام , اختي الكريمة
في البداية , احييك على هذه المتابعة الراقية , شكر خالص لي مني إليك , و فالحقيقة من الجميل أن تجد من يهتم لما تكتبه و لما تحاول قوله ..
شكراً لك

نعود للعمل :
فعلاً كان هذا الفصل ملغماً بعض الشيء ولكن الفصل الثالث , لنقل عنه قنبلة نووية !!
نعم في هذا الفصل ,, و من السطر الأول تبدأ الحبكة الحقيقة ,,
و بالفعل قد تكون الفصول طويلةً بعض الشيء و مغلب اعمالي تكون كذلك , لأنني احب ان اتعمق , احب ان اغور في تلك العوالم ..
بل احياناً لا اشعر بمن يقعد حولي أو لمن يتحدث إلي حتى !
و لكن عندما تخلق لنفسك معانٍ , او ترسم الشخصيات في ذهنك , فأنك ستحب أن تتوغل شخصياتهم و تتجرأ في تبرير افعالهم و التكهن بأفعالهم و بمستقبلهم ( مصيرهم ) , و من الجميل ان نتخيل المشاهد في ذهننا ,,
و اما عن السكير سعيدان ,,
انظري إلى هذا ..
عندما تكتب الشخصيات فأنك تراعي تحريك مشاعر القارئ على حسب المثاليات ..
هذا جيد و هذا سيء , صحيح , و لكن هناك سيء لحد ما و جيد لحد ما ..
سعيدان هذا سأجعلك تحبيه او تعللين أفعاله و تبررينها و تكرهينه ايضاً !
من الفصل الأول سعيدان كان سيء , الفصل الثاني , سيء لحد ما , الفصل الثالث .... ؟ ....
و الشخصيات قد تناقض نفسها في القصة نفسها أو تناقض شخصيات اخرى في القصة نفسها , سأدرج تحليلاً لهذا في نهاية القصة ,,
في الفترة التي غاب فيها محمد عن وطنه , توطد حب عبد لله و فاطمة , في الفترة التي تعمق فيها ألم عبد لله بموت هيثم ( سيطرح هذا في الفصل الرابع , قبيل النهاية , لا أود حرق الأحداث )
و لكن هناك امر مهم حول محمد , محمد من المحال عليه أن يؤذي عبد لله , حتى و إن اراد ذلك , فقط لا يستطيع !
حب عبد لله لمحمد عظيم , و لكن حب محمد لعبد لله أعظم بكثير , سأوضح هذا في الفصل الثالث ..
اما بخصوص ندى .. ندى مثل سعيدان بالضبط لي حاجةٌ بها , في نهاية الفصل الرابع
و بالفعل هي تحاكي قضية اجتماعية سائدة ..
الخداع !
لنضع هذا في ذهنا , انظري لمفهوم الحب لدى عبد الرحيم و عبد لله !
كلاهما ابناء اسياد القوم , و كلاهما نقيضٌ للأخر في افعاله !
اما بخصوص مسلم , هو المظلوم !
بالأمس صديق الجميع و اليوم نكره !
نحن نحب عقول لأخرين لا أرواحهم !

بخصوص الأخطاء الأملائية , لا أعلم و لكنني فقط اكتب أول ما يتبادر في ذهني مثل يسير على عصاه و افهم كلمة هلع بمعنى فزع , لربما تكون الأمور قد اختلطت علي في معانيها ..
سأحاول اصلاحها , عذراً آمل أن لا تكون قد افسدت عليك متعة القراءة ,,
آسف لم أنتبه لكونك فتاة ,, المعذرة ,,

كل الود و الأحترام ,,
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-2014, 04:19 AM   #9
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: حُمّى الجنون



الفصل الثالث : الطريق إلى الخلاص

بعد منتصف الليل , محمد في طريقه للمنزل

محمد ( حوار داخلي ) : كم كنت احمقاً , كيف نسيت ذلك !؟
كيف لم ادرك ذلك ؟!

محمد يتذكر وجه فاطمة , " حبنا محرم و لن يبصر النور مطلقاً "

محمد ( حوار داخلي ) : كلا , بل حبي لها هو الأمر المحرم , سأجعله يا أخي يبصر النور ..
تباً , كيف كنت بهذه السذاجة طول الوقت ؟!
ألم اؤذيه بما في الكفاية ؟!

يفتح محمد باب المنزل

محمد : مرحباً , امي , لماذا لم تنامي بعد ؟!

ام محمد تنتفض , تتحدث و لا تنظر إليه

محمد : امي ؟!
ام محمد ( تبكي ) : محمد ؟
محمد ( نبرة جادة ) : نعم امي ؟
ام محمد : أنه .. عبد لله
محمد : عبد لله ؟
ما به عبد لله ؟!

ام محمد تنفجر بكاءً

محمد : امي !
ما به عبد لله ؟!

تقف ام محمد , تحدق بمحمد , و تتحرك من مكانها , ينظر محمد لخلف امه , عبد لله ملقى خلفها

محمد : امي ما هذا ؟!
ام محمد : محمد .. عبد لله , وافته المنية !
محمد : هاه ؟
امي ؟

يتقدم محمد نحو عبد لله , و يوكز بأصبعه جبهة عبد لله

محمد : هيا , هيا استيقظ , كفاك هزلاً , الم تترك هذه العادة القديمة بعد ؟!

محمد , يتذكر في طفولته , يجري لأمه باكياً " أمي ! , أمي ! " , ام محمد " ماذا ؟! " , محمد يبكي " عبد لله , مات " , تفزع ام محمد لعبد لله , النائم في فراشه و لسانه خارج فمه , محمد " امي .. انظري إلى لسانه " , تركل ام محمد عبد لله , يصرخ عبد لله " بوووووم ! " , ينفجر محمد بكاءً , ام محمد " عبد لله , متى تنوي ان تقلع عن هذه العادة , انظر لمحمد ! " , ينظر عبد لله لمحمد , عبد لله يبتسم " محمد لن اكررها مره أخرى "

محمد : عبد لله , هيا استيقظ !
عبد لله ؟
ام محمد : محمد !!

ينظر محمد لأمه

محمد : عبد لله ؟
انظر إلى امي انها تأخذ الأمر بجديه !

يةكز محمد جبهة عبد لله

محمد : عبد لله !
عااا ببب دد للله !!!
هيا استيقظ , قبل قليل كنت توسع الجميع ضرباً ؟!

ام محمد تنفجر بكاءً , يحضن محمد عبد لله

محمد : استيقظ أيها المغفل !
لا تعذب امي !
لا تعذبني !
هذا يكفي !

يدخل التاجر سليمان قائلاً " لا حول و لا قوة إلا بالله " , يضرب محمد جبهة عبد لله

محمد : الم تقل لأمي انك لن تفعلها مرة أخرى !؟
انظر إلى امي !
سليمان : محمد !
ام محمد : لا استطيع ان اتحمل اكثر

تدخل ام محمد غرفة المعيشة , يحاول سليمان أن يبعد محمد عن عبد لله

محمد : كلا !
كلا , لن اتركه !
سليمان : هذا يكفي !
محمد : اخي لم يمت , انتظر قليلاً و سأثبت لك !
سليمان : يكفي !

يضرب محمد جبهة عبد لله

محمد : ارجوك هيا استيقظ !
سليمان : محمد !

تدخل سلمى

سلمى : عبد لله ؟

تنظر سلمى لمحمد الذي يضرب جبهة عبد لله , و يقول " هيا استيقظ "

سلمى : يا إلهي ؟!

ينظر سليمان لسلمى , و من ثم يمسك محمد من معصه و يصفعه على وجهه

سليمان ( صارخاً ) : عبد لله .. مات !
محمد : هاه ؟
ماذا تقول ؟!
سليمان : اخوك مات !
محمد !

تبكي سلمى , ينظر محمد لعبد لله , و يمد يديه نحو عبد لله و يتقدم نحوه ببطئ

محمد ( يبكي ) : عبد لله , مات ؟
سليمان : ما خطبك ؟

يحضن محمد عبد لله , و يهز بجسديهما معاُ , و من ثم يمزق حنجرته بصرخه , و من ثم يبدأ بالصراخ

سليمان : محمد ؟

صراخ محمد يعلو فيعلو

سليمان ( نبرة يخالطها البكاء ) : يا ولد !

يختنق محمد , يمسك صدره , يسقط محمد على الأرض

سلمى : سليمان , خذ محمد من هنا لمكانٍ آخر بسرعة !
سليمان : هاه ؟
سلمى : هيا بسرعه !

يحمل سليمان محمد , لغرفة النوم و يضعه على الفراش , تتقرب سلمى من محمد

سليمان : ماذا أصابه ؟
سلمى : لا عليك , سيكون على ما يرام , انا من سيعتني به

يخرج سليمان , تربت سلمى على صدر محمد , تتساقط دموعها

سلمى : محمد .. هيا تنفس بهدوء

بدن محمد يرتعش و كأنه يتجمد من البرد

سلمى ( بهمس ) : انه في حالة صدمة !
هل حقاُ لا تستطيع تقبل فكرة موت عبد لله ؟
إلى هذا الحد !؟

تحضن سلمى محمد , و تهمس في اذنه

سلمى : فقط نم , كل شيء سيكون على ما يرام في الغد , فقط نم

يلقي محمد برأسه في المخدة و يقلب رأسه يميناً و شمالاً

سلمى : فقط استرح , ازح كل هذا الغضب , و نم

تقف سلمى , و تتقدم نحو القنديل و تطفئه , و تخرج , صوت من الخارج

ام محمد : ابني , محمد اين هو ؟!
سلمى : كل شيء على ما يرام , هو الأن فقط يسترح ..
ام محمد : لا اريد خسارتهما معاً في يوم واحد !
سلمى : كلا لن يحصل ذلك ..
ام محمد : لا اعلم ماذا حصل له فجأةً !؟
سلمى : منى , محمد يحب أخيه لدرجة انت حتى لا تتخيلنها , فقط فكرة رحيله , لا يتقبلها عقله !
لا يستطيع ان يصدق ذلك !
منى : انا اعلم
سلمى : كلا انت لا تعلمين .. محمد مهووس بأخيه , يمجده يعده قدوة , يعده الخير المطلق و الشر المطلق ايضاً ..
منى : هل هذا مرض ؟
سلمى : أليس الحب مرضاً ؟!
منى : و لكن , محمد فجأة ؟!
سلمى : كلا , كنت أتوقع ذلك ..
منى : ماذا يعني هذا ؟
سلمى : حب محمد لعبد لله , لم يخلق من عدم , لاحظت محمد في خصاله منذ نعومة اظافره , منذ ان بكى محمد و بكى عبد لله شعر حمد بالأرتياح و سكت , و كأن صوته ربت على صدره ليهدء من روعه ..
منى : قلتِ لي , أن هذا امر طبيعي ان يميز الطفل صوتاً يحبه , و أتذكر محمد في فترة ما من نضجه كان يكره عبد لله , لا اعلم متى اصبح يحبه حتى يكاد ان يفقد نفسه !
سلمى : عبد لله , كان ذلك الصوت , لا اعلم ما جرى بينهما و لكن هذا الحب لم يعظم إلا حجماً , دعيني اخبرك امراً , محمد و ان كره عبد لله , ان كان يصدق بأن عبد لله كائن شرير في عقله الواعي فعقله الاواعي سيمحو ذلك
منى : هاه ؟
سلمى : اتذكرين ما قلت لكِ عندما ابصرت محمد عيناه للمرة الأولى ؟
ام محمد : " هذا الطفل سيكون امراً ما , شيئاً ما , اما عالماً او ظالماً , اما ظالماً يحمل قضية عادلة او مظلوماً يحمل قضية فاسدة , و سيأتي اما بمعجزة او يخرج ببدعة "
منى : قلتِ ان بعيناه عالم آخر ؟

تخفت الأصوات من عالم محمد الواقعي و صوت بداخل يقول " عبد لله لم يمت ! " , ينام محمد , في اليوم التالي , يستيقظ محمد , يخرج من الغرفة , يفرك عينيه الناعستين , يبتسم , يخرج من الغرفة , يرى في غرفة المعيشة نساء يلبسن الأسود

منى : محمد ؟
محمد ( حوار داخلي ) : ما الخطب ؟
لماذا النساء مجتمعات في غرفة معيشتنا ؟
محمد : امي ؟
منى : نعم
محمد : أين عبد لله ؟

الجميع ينظر لمحمد

محمد ( حوار داخلي ) : هاه ؟
ما الخطب ؟
منى : عبد لله ؟

سلمى تنظر لمحمد

محمد : ماذا ؟! .. عبد لله , اخي .. اين ؟
لقد رادوني حلم غريب باللأمس
منى : محمد ..
محمد : ماذا ؟
منى : لم يكن حلماً , اخوك مات بالفعل !
محمد : هاه ؟

تضع فاطمة يدها على فمها , و تبكي , تنظر فاطمة لأمها , سلمى تحدق بمحمد

محمد ( بغضب ) : ما معنى هذا يا أمي ؟

تتساقط دموع منى

منى : محمد اخوك مات !

يضع محمد يده على رأسه , و يسحب شعره , و يخرج من غرفة المعيشة

محمد ( حوار داخلي ) : كيف لم يكن حلماً ؟!
كلا .. هو حلم , انا لا أزال احلم !

تخرج فاطمة , تنظر لمحمد , يترنح محمد و يجلس على الأرض , و يضع يديه على رأسه

محمد ( حوار داخلي ) : هو حلم !
انه كابوس !
انني حتماً في الجحيم !
يجب ان استيقظ .. يجب ان أرى عبد لله .. !

يقف محمد , و يدخل المطبخ , تنظر فاطمة لمحمد , تذهب فاطمة خلف محمد , تدخل فاطمة المطبخ , ترى محمد يمسك سكيناً و يحاول ان يطعن نفسه , تصرخ فاطمة " أمي , عمتي ! " , تمسك فاطمة محمد من يده , تفزع منى و سلمى للمطبخ و تمسكان بمحمد , تسحب منى من يد محمد السكين , تمسك سلمى محمد من كتفه

سلمى : محمد ماذا تحاول انت تفعل بنفسك ؟!
هل انت مجنون !؟
محمد : انني في الجحيم !
و هذا كابوس !
يجب ان استيقظ !

تصفع سلمى محمد

سلمى : تماسك !
انت لست في الجحيم و لست في حلم !
محمد : هاه ؟
ما تقولينه هو الجنون عينه !
سلمى : عبد لله , مات بالأمس .. و انت في صدمة منذ الأمس ..
محمد : كلا !
عبد لله لم يمت !
سلمى : لقد دفناه صبح اليوم , الا ترى ما تفعله في امك ؟!

ينظر محمد لأمه

محمد : لا اعلم ما يبكيها ؟
فعبد لله لم يمت لتحزن هكذا !؟
فاطمة : محمد هذا يكفي !
سلميان ( نبرة جافة ) : محمد , لقد سئمت من هذا الهراء !
فاطمة : عمي ؟

يتقدم سليمان و يمسك محمد من قميصه و يرفعه للأعلى , و يرطمه بالأرض

سليمان : الست رجلاً ؟!
لماذا تبكي ؟

يرتطم رأس محمد بالأرض

محمد ( حوار داخلي ) : الست رجلاً ؟
لماذا تبكي ؟

يتذكر محمد في طفولته , يرتطم رأسه بالأرض

عبد لله : محمد هل تأذيت ؟

ينظر محمد لعبد لله , يدفع محمد عبد لله

محمد : هيا اذهب , اذهب من امامي !
عبد لله : هاه ؟
محمد ( يبكي ) : اذهب .. اذهب

يدفع محمد عبد لله

عبد لله : هل تأذيت ؟

ينظر محمد لعبد لله

محمد ( يبكي ) : نعم , و لكنني لا اريد البكاء !
عبد لله : لماذا لا تريد ان تبكي ؟!
محمد : الرجال لا يبكون !
عبد لله : لا عيب ان تبكي !

تترنم هذه الكلمة داخل رأس محمد " لا عيب ان تبكي " , يجثو محمد , تمسك منى سليمان صارخةً " هل تريد قتل ابني ؟! "

سلميان : لقد طفح الكيل منه !

ينظر محمد لأبيه

محمد : عبد لله , لم يمت !

يركل سليمان محمد في وجهه , تهلع فاطمة لمحمد

فاطمة : محمد , دعني انظف جرحك
سلميان : دعيه !
محمد كن رجلاً !

ينظر محمد لسليمان

محمد : عبد لله , لم يمت !
سليمان : سحقاً !

تدفع منى سليمان

منى : فقط امهله بعض الوقت ..
سيدرك في وقتٍ ما أن اخاه قد رحل

سلمى تنظر لمحمد , بهمس " و لربما لا ! " , تتقدم سلمى نحو محمد

سلمى : لماذا انت تقول أن عبد لله لم يمت , لماذا تصدق هذا ؟!
محمد : لأن .. لأن بالأمس , في حلمي كنت اعلم ان عبد لله لم يمت ..
سلمى : حلم ؟!
محمد اريد ان اصدق ما تصدقه .. و لكنك مخطئ يا عزيزي
محمد : كلا , عمــ..
سلمى : ماذا ؟
محمد : لا شيء .. انت لن تصدقيني على ايه حال , أريد ان أرى هذه الجثة ..
سلمى : اخوك قد دفناه يا محمد !
فاطمة ( بغضب - تبكي ) : محمد لا تلوث شرف اخوك اكثر من هذا !

تنظر منى لمحمد

منى ( تصرخ ) : محمد !!
كيف مكنتك نفسك من قول هذا !
محمد : سأثبت لكم ان ما دفنتموه ليس اخي !
منى ( تبكي – صارخة ) : سحقاً لك !
أيها اللعين !

يمسك سليمان منى

سلميان : هذا ليس جيد لصحتك يا منى !
منى : محمد !
هذا يكفي .. هذا يكفي !
ههههذا ذذذا .. فقط يكفي !!

يغمى على منى , يمسك سليمان منى

سلميان : سلمى احضري بعض الماء

تفزع سلمى و فاطمة لمنى , محمد يحدق عليهم , تنفخ فاطمة على وجه منى , سلمى تسكب بعض قطرات الماء على وجهها , يتقرب محمد منهم

محمد ( حوار داخلي ) : لماذا هم لا يصدقون ما أقول ؟!
ما خطبهم ؟!

يقف سليمان , ينظر لمحمد , تمسك سلمى يد سليمان

سلمى : سليمان تعوذ من ابليس

ينظر سليمان بغضب لسلمى , يسحب يده بعنوة , محمد يتقدم نحو امه , يتقدم سليمان من محمد , ينظر محمد لعيني ابوه , يصفع سليمان محمد , يترنح محمد يمسك سليمان محمد من مؤخرة قميصه و يرميه على درج المطبخ , و من ثم يمسكه و يرميه مره أخرى , يخرج الكل من في المجلس و غرفة المعيشة , ينظرون لسليمان عندما يبرح محمد ضرباً , يمسك سليمان محمد من قمصيه

سليمان : انا لم انتهي بعد !

يبتسم محمد و ينظر لأعين الأخرين , ينظر سلميان للخلف و يفلته , يسقط محمد , يتراجع سليمان و يحمل منى , ينظف محمد وجهه المملوء بالدماء , و ينظر لفاطمة

محمد ( حوار داخلي ) : هل حقاً انت تصدقين ذلك ؟

يدخل الجميع غرفة المعيشة , و يدخل الرجال المجلس , ينظر محمد للشمس

محمد ( بهمس ) : ليت الحقيقة مثلك هكذا , مضيئة و ظاهره للعيان , و غير قابلة للنكران

بعد لحظة , يقف محمد بتثاقل , يذهب للمزرعة , يغتسل بماء الفلج , يجلس في المكان الذي اعتاد ان يجلس فيه مع عبد لله

محمد : عبد لله , لماذا تفعل هذا بي ؟!
اين انت ؟ّ!
لقد برحني ابي , ضرباً و كنت اناجي باسمك طوال الوقت , على أمل ان تحضر , و لم تفعل ذلك ؟
محمد ( يبكي – صوت شاحب ) : لماذا تفعل هذا بي ؟!
عبد لله ؟
اين انت الأن ؟!

يضرب محمد رأسه بيديه و هو يصرخ " تباً .. تباً " , من بعيد فاطمة خلف نخلة تراقب محمد , تضع يدها على فمها

فاطمة ( بهمس – تبكي ) : يا إلهي !

يتوقف محمد فجأةً

محمد ( حوار داخلي ) : الحلم ؟
هناك خطب ما .. هناك امر خاطئ ؟!

محمد يتذكر عبد لله , خارج منزل خلفان , محمد لعبد لله " انت جرح رأسك ينزف "

محمد ( حوار داخلي ) : كان ينزف , و لكنني لم أرى الجرح في رأسه بالأمس ..
كيف يمكن لهذا ان يحصل ؟!
لم أرى و لا كدمة واحدة على وجهه !؟
ما هذا الهراء !؟
لا استطيع العيش هكذا ؟!
يجب ان اقطع الشك باليقين !

يتذكر محمد , وجه فاطمة " محمد لا تلوث شرف اخوك اكثر من هذا ! "

محمد ( حوار داخلي ) : سحقاً .. !
و لكنني سأجد الطريق للخلاص من هذا الجحيم ..
و إن كان مراً أو شاقاً و ان كلفني ذلك الجنون !
ان كان شائكاً , سأٍسير حافياً ..
ان كان مظلماً و بارداً و خطراً !
سأنبش قبور المجانين , و سأوكز عامود قيام العقل , حتى احيى من يجب !
ان كنت سأخسر روحي , فسأرمي بها ..
ان كنت سأخسر عقلي , فسأرتاد الجنون ..
حتى اجد الطريق إلى الخلاص من هذا الجحيم ..

يقف محمد , يتقدم نحو المنزل , تمد فاطمة يدها لتتحدث إلى محمد , ينظر محمد إليها

فاطمة : مممحمد ؟
محمد ( يبتسم ) : انتظري فقط , سأعثر على عبد لله !
فاطمة ( تبكي ) : يا إلهي !

يذهب محمد

فاطمة ( بهمس – تبكي ) : لقد جُنّ الفتى !

يخرج محمد من منزلهم , يرى أبو احمد و سليمان

أبو احمد ( صارخاً ) : الا ترى ذلك !؟
انظر إلي لقد افلست !
محمد ( بهمس ) : هه
أبو احمد : كل املاكي سرقت !
سليمان : لم نجد المال في أي مكان في هندامه أو في السيارة
أبو احمد : أي هي !؟
سليمان : خارج قريتنا بقليل , ربما اصطدم بشيء , و لكننا لم نعثر على المال
أبو احمد : يا إلهي قد سرقوني , سرقوني !
سليمان : أي كان من فعلها , لقد سرق مني ابني , يا حمد
حمد : و ابني !؟
سليمان : طلال ؟
حمد : مات في حضني !؟
لماذا ؟
فقط لأنه لا مشفى لدينا , يداوي الأطفال !
أصيب بالكساح حتى مات !
اردته ان اراه يجري إلى حضني فرأيته يموت في حضني يا سليمان !
يا إلهي .. قد فقدت ابني و الأن افلست !؟
سليمان : صبرك الله على فقيدك
حمد : و انت كذلك
محمد ( حوار داخلي ) : انت مخطئ يا عمي ليس فقيده , ليس بعد حتى اصل إلى اليقين

يذهب محمد , يدخل غرفته , ينام , يستيقظ محمد بعد 6 ساعات من النوم , يصرخ محمد , و وجهه يتصبب عرقاً , ينظر محمد إلى يده المنتفضة , ينظر محمد للأعلى

محمد ( حوار داخلي ) : عبد لله لم يمت ؟!
هذه الجملة لا تزال تتكرر على مسامعي !؟
ما هذا ؟!

يشهق محمد و يزفر

محمد ( حوار داخلي ) : ما هذا الجحيم !؟

تتساقط دموع محمد

محمد ( بهمس ) : عبد لله ؟!

بعد لحظة , يقف محمد , يذهب للمزرعة , بعد منتصف الليل , يجلس حيث جلس عبد لله , محمد يتذكر عبد لله " لو كنت انت في مكاني , ماذا كنت ستصنع !؟ "

محمد ( حوار داخلي ) : لا اعتقد انني استطيع فعل ذلك !

يتذكر محمد قوله " سأحزن , هذا امر اكيد , و لكني في نهاية سأرضى بقسم الله "

محمد : هاه ؟!
انا .. فقط .. كنت ..

يتذكر محمد سؤال عبد لله " هل انت مسرور لكوني اخاك ؟ " , ينزل محمد رأسه , يقبض محمد يده

محمد : سحقاً !

يقف محمد و يعود للمنزل و يجلس امام المطبخ , يقلب حجراً في يده , منتصف الظهيرة , الأطفال يراقبون محمد , الذي تنقع الشمس رأسه , بعد وهلة , يخرج أبو سليمان من المجلس

منى : أبو عبد لله , إلى اين انت ذاهب ؟
سليمان : لمنزل أبو فهد , سأعزيه على فقيده
منى : لا حول و لا قوة إلا بالله
سليمان : لقد توفى ابن له , في نفس اليوم الذي توفى فيه عبد لله

يحدق محمد على ابيه

محمد ( حوار داخلي ) : ما هذا ؟!
سليمان : طفل صغير , يدعى قاسم
محمد ( حوار داخلي ) : قاسم ؟

يتذكر محمد كلام عبد لله لندى " لا تنسي ان لك اخاً مريضاً يشارف على الموت ! "

محمد ( حوار داخلي ) : ما هذا ؟!
سليمان : أصيب بالعدوى الشائعة
منى : صبر الله اهله
سليمان : انا ذاهب الأن
محمد ( حوار داخلي ) : هناك امر ما , انا متأكد من ذلك

يقف محمد , ينفض الغبار من شعره و ملبسه

محمد : ابي , سأذهب معك
سليمان : هاه ؟
محمد : سأذهب
سليمان : هكذا ؟

تمسك منى كتف سليمان

منى : سليمان , دعه يذهب
سليمان : حسناً , و لكن لا تقم بأي فعل احمق
محمد : لن انطق و لا بحرف واحد
سلميان : جيد , هيا اذاً

يذهب محمد , مع أبوه , لمنزل العم خلفان , يدخل محمد المنزل , ينظر للبقعة التي اختبئ فيها , تنظر ندى لمحمد و تختبئ بين النساء , يخرج العم خلفان

خلفان : سليمان ؟
سليمان : نعم , خلفان اود ان اعزيـ..
خلفان : كلا , انا من يجب عليه ان يعزيك , و هناك امر اود ان اطلعك عليه
محمد ( حوار داخلي ) : هاه ؟
سليمان : تفضل
خلفان : كلا , كلا , هيا ادخل لداخل و سأخبرك كل شيء

ينظر سليمان لمحمد

سليمان : خلفان هذا ابني
خلفان : ابنك الأصغر ؟
سليمان : نعم

يحدق محمد على خلفان

خلفان : حسناً تفضلا إلى الداخل

يدخل محمد و سليمان إلى غرفة المعيشة , يراقب محمد الغرفة جيداً

محمد ( حوار داخلي ) : منزل تقليدي , نافذة مفتوحة , رفوف كتب معلقة , صورة للبراق

ينظر محمد للخارج

محمد ( حوار داخلي ) : ندى .. انها تراقبني جيداً , لماذا ؟

خلفان : سليمان , هل امر ما يجب ان تعلمه بشأن اليوم الذي مات فيه ابنك

ينظر محمد لخلفان , ينظر خلفان لمحمد

خلفان : سليمان , ابنك الأكبر فتى شهم , ان تعلم بشأن ما حصل لقاسم
سليمان : نعم ؟
خلفان : ارتحلنا لمسكت انا وابني فهد لنجد الشفاء لقاسم
محمد ( حوار داخلي ) : فهد ؟
من يكون هذا ؟
خلفان : في الطريق ألتقينا بعبد لله , طلب منا ان نركب معه و تركنا راحلتنا حيث توقفنا , و من ثم حصل له أمر ما , و قرر فجأة العودة , لقد قال لنا انه سيعود في غضون ساعتين
سلميان : نعم ؟

يحدق محمد على خلفان , يتذكر محمد كلام عبد لله " انا ذاهب , لدي امر مهم يجب ان انجزه "

محمد ( حوار داخلي ) : هكذا إذا

تقترب ندى من غرفة المعيشة , لتتنصت لما يقال

خلفان : و لكننا انتظرناه , و لم يعد .. حتى سقط قاسم و مات , كنت اظنه تهرب منا و لكن عندما وصلت إلى القرية , علمت بما حصل , صبرك الله
سليمان : هكذا إذا
خلفان : قاسم مات , و هو في حضن فهد

ينظر محمد للخارج , يرى فتى يمسك بعصى و يقلب الرمل

محمد ( حوار داخلي ) فهد لن يكون إلا هذا ..
سليمان : محمد هل تعلم بشأن هذا ؟

ندى تحدق بمحمد , يحرك محمد رأسه نافياً

سليمان : يمكنك ان تتحدث !

يقف محمد و يهلم للخروج

سليمان : آ , عد .. توقف !

يمسك خلفان يد سليمان

خلفان : دعه يذهب

يمر محمد من جنب ندى , ينظر لفهد , فهد شارد الذهن , يخرج محمد , يعود للمنزل , يذهب للمزرعة , يجلس في مكانه المعتاد

محمد ( حوار داخلي ) : هذا ما حصل إذا , في طريق عودته حصل له أمر ما
حين .. حين ..

سقط دموع محمد

محمد ( حوار داخلي ) : حين كنت أنا , ادرك قيمة التضحية التي قام بها من اجلي !
سامحني يا أخي , كنت احمقاً , كنت متعجرفاً ..
و لكن لا تكترث , سأجعلك تصل إلي , و ان لم تصل إلي سأصل لك ..
لا اكترث إلى ماذا ستصنع مني و بي الحياة !
انت , انت تعيش في هذا الرمل الناعم و هذا الماء النقي

يضرب محمد رأسه

محمد ( صوت شاحب ) : و هذا الرأس المتخلف !
محمد : أنت .. انت , هنا و هناك

تراقب فاطمة محمد , يقف محمد , و يشير إلى السماء و من ثم إلى الأرض

محمد ( يبكي ) : انت هنا و هناك !

فاطمة تبكي , تعود فاطمة للداخل , يجلس محمد

محمد ( نبرة شاحبة – بغضب ) : سأعثر عليك !
سـأجدك و حتى و ان كنت في أعماق الجحيم !
محمد ( يبكي ) : سأجدك !

يقف محمد يتجه لغرفة المعيشة , فاطمة تحدق بمحمد , و تمسك بيد أمها , سلمى تنظر لمحمد , يمر محمد متجهاً لغرفته

سلمى : محمد ؟
محمد : ماذا ؟
سلمى : إلى اين ذاهب ؟
محمد : إلى الغرفة

يدخل محمد غرفة نومه , يستلقي على الفراش , صوت من الخارج

فاطمة : اقسم لك , كان يتحدث إلى نفسه و يشير إلى الشمس و الأرض
سلمى : منى , ابنك سيفقد رشده حتماً
منى : و ماذا افعل ؟
سلمى : حاول ان تخففي عنه
منى : عنه ؟
و انا ؟
سلمى : و لكن محمد
منى : أنا لا اكترث لمشاعره , كلنا احببنا عبد لله , و لكن ما يفعله .. فقط امر غريب
سلمى : منى ؟
منى : ماذا افعل !؟
سلمى : ابحثي عن صديقه
محمد ( حوار داخلي ) : صديق ؟!

ينام محمد , يستيقظ بعد 6 ساعات , يمسك محمد رأسه , تنتفض يد محمد , ينظر محمد ليده , يعد منتصف الليل

محمد ( بخوف ) : مره أخرى , ذلك الصوت .. " عبد لله لم يمت , ليس بعد ! "
محمد ( حوار داخلي ) : ما هذا !؟

يذهب محمد إلى المزرعة , بعد وهلة تستيقظ منى , تبحث عن محمد في غرفته فلا تجده , تواصل البحث , محمد في المزرعة يمسك بالقيثارة

محمد : عبد لله , انت في كل شيء .. انت في هذه القيثارة .. بدعة الشيطان !

يحدق محمد على القيثارة , يسمع أصوات خطى , ينظر فلا يجد احد , يقف , ينظر للخلف الظلام حائك , ينظر للأمام , منى تبحث عن محمد , يختبئ محمد خلف نخلة

منى : محمد أين انت ؟!
لماذا تفعل هذا بنفسك !؟
منى ( تبكي ) : اين انت ؟!
يا إلهي

تعود منى للمنزل , محمد ينظر لأمه

محمد : هه .. أمي ان الطريق للخلاص من الجحيم , شاق و مر !

بعد شروق الشمس , يدخل محمد المنزل , يقف سليمان

سليمان : اين كنت ؟
محمد : لا مكان بالتحديد
سليمان : لماذا تفعل هذا بنا .. انظر لما تفعله في أمك !
محمد : لماذا افعل هذا ؟
و كأنك لا تعلم !؟
سليمان : يا بني !
لا تذهب بعقلك !
محمد : عقلي ؟
سليمان : لديك وظيفة لديك خطيبة .. فقط انسى اخاك
محمد : انسى !؟
محال !
عبد لله .. حي !
في مكان ما
سليمان : ما هذا الهراء ؟!
محمد : انتظر فقط سأثبت لك هذا .. يوماَ ما
سليمان : ان لم تتوقف عن قول هذا الهراء ..
محمد : ماذا ستضرب برأسي على البلاط ؟
ماذا سترميني على الدرج ؟!
سبق لك و فعلت هذا .. فكر بعقاب آخر !
سليمان : حتى و ان كلفني الأمر ربطك في نخلة , و لكن ابني لن يكون مجنوناً !
محمد : افعل ما تشاء !
سليمان ( بغضب ) : ماذا ؟!

يجثو محمد و يقدم يداه

محمد : افعل ما تشاء !
سليمان : لا تمتحني أيها الفتى ؟!
محمد : افعل ما تشاء , و سأثبت لك ان عبد لله على قيد الحياة !
سليمان : تباً لك !

يمسك سليمان محمد , من يده و يجره إلى المزرعة بالقرب من مكان محمد المعتاد , محمد مبتسم , يربط سليمان محمد من يده و رجله بالسلاسل

سليمان : لن تسقى جرعة واحدة !
لا يهمني ان مت من العطش او الجوع !

محمد يضحك , يصفع سليمان محمد

سليمان : حتماً لقد جننت !

يذهب سليمان

محمد ( بهمس ) : نعم .. ان الخلاص جنون

محمد يتمتم " ان الطريق للخلاص مر و شاق " , بعد مرور 4 ساعات التم أطفال القرية حول محمد و اخذوا يسخرون منه , بعد انقضاء فترة ما بعد الظهيرة , تعب محمد من الوقوف و سقط في النوم , استيقظ في منتصف الليل , على صوت في عقله كان اقوى و اقوى " عبد لله لم يمت .. ليس بعد ! " , ينظر محمد للمزرعة بتمعن

محمد ( حوار داخلي ) : الم تستطع الوصول إلي , فسأصل إليك !

يشعر محمد بالنعاس و ينام , يستيقظ محمد على شروق الشمس , يرى قيثارة عبد لله جنبه , جره بها ماء

محمد ( حوار داخلي ) : هاه ؟
ما هذا ؟

تتقدم منى نحو محمد , تنظر منى لمحمد

منى : محمد لماذا تفعل هذا ؟

يتجنب محمد النظر لأمه

منى : لا حول و لا قوة إلا بالله

تفك منى القيد عن محمد

محمد : لماذا تفعلين هذا ؟
منى : لأنك ابني !

ينظر محمد لعينه امه

محمد : لأنه اخي !

تنظر منى لمحمد , تفك منى قيد محمد

محمد : و الأن ماذا ؟
منى : حاول ان تخرج , حاول ان تنفس عن هذا الغضب الذي يسكنك , التقي بصديقك خالد و تحدث إليه
محمد ( حوار داخلي ) : خالد ؟!

يخرج محمد يذهب للمكان الذي اعتاد ان يجلس فيه مع خالد , يصل محمد

محمد ( حوار داخلي ) : لا أحد هنا

يجلس محمد , يتذكر كلام عبد لله " خالد , عندما عددته انت صديقاً مقرباً لك , وفقت في ذلك , خالد فتىً جيد " , يتذكر محمد كلام خالد " عندما غرق اخي , حمله عبد لله , و حام به ارجاء القرية باكياً , صارخاً , طالباً العون , حتى وصل لباب منزلنا , حينها سمعت بكائه و خرجت, لأرى اخي , جثةً قد فارقتها الحياة "

محمد ( حوار داخلي ) : ما الذي تحمله عبد لله !؟
الحياة قاسية بل قاسية جداً !
تباً
خالد : محمد ؟
محمد : هاه ؟
خالد : اين انت يا رجل !؟
محمد : اين انا ؟!
خالد : ما الذي حصل لك ؟
محمد : ما الذي حصل لي !؟
خالد : أطفال القرية يقولون بأنك جننت ؟!
محمد : خالد .. انت تعلم ان عبد لله , مات ؟
خالد : نعم , صبرك الله
محمد : إذا , ما هذه الأسئلة الغبية !؟
خالد : اعذرني , فقط كنت مندهشاً
محمد : حول ماذا , انني سأجن ؟!
خالد : كلا , نعم , امر غريب اليس كذلك ؟
محمد : انه حقاً غريب

يجلس خالد , جنب محمد , محمد ينظر للأسفل , يضع محمد رأسه بين رجليه , بعد لحظة صمت

خالد : محمد .. هدأ من روعك

محمد يبكي

خالد : أنا اعلم ان الأمر قد يكون صعباً عليك ..
انا اعلم كم كنت تحب أخاك , و لكن كل ما حدث قضاء و قدر !

يعلو صوت بكاء محمد

خالد : يمكنك البكاء .. لا عيب في البكاء , يوما ماً ستتعايش مع هذا الألم

ينظر محمد لخالد

محمد : و لكن خالد !
خالد : هاه ؟!
محمد ( صارخاً - يبكي ) : عبد لله .. مات !

محمد يبكي , خالد يحدق بمحمد , محمد يبكي , بعد لحظة , يضع خالد يده على كتف محمد

خالد : محمد .. هون عليك , يوماً ما , ستنسى كل هذا , انا أعلم جيداً ما تشعر به

محمد ينظر لخالد , يمسح دموعه

محمد : هاه ؟
انسى ؟!
ما الذي تعلمه انت بشأني !؟
خالد : محمد ؟
محمد : هل حقاً انت تطلب مني انسى , هل هذا ما تريده !؟
خالد : محمد هون على نفسك !
محمد : هاه , لقد فهمت الأمر
خالد : ماذا تعني ؟
محمد : انت تماماً كالأخرين !
خالد : الأخرين !؟
محمد : انتم فقط ترقصون على المآسي بأطراف اصابعكم , انتم لا تنظرون حتى لسافل أقدامكم
خالد : يا رجل ماذا تعني !؟
محمد ( صارخاً – يبكي ) : انا لا اريد ان أنسى ما حصل لعبد لله , لا اريد ان انسى عبد لله !
خالد : انا لا أقول لك ان تمحو عبد لله , من ذكرياتك , و لكنك لن تستطيع العيش بهذا الألم هكذا !
يجب ان تتخذ قراراً مع نفسك
محمد : مثلما فعلت أنت ؟!
خالد : ماذا ؟!
محمد : ان كنت اتخذت قراراً بأن تنسى عبد لله , فأنا لن افعل ذلك مطلقاً !
خالد : محمد , عبد لله مات !

يقف محمد و ينظر لخالد , بغضب

محمد ( نبرة غاضبة ) : و تجرأ !؟
خالد : ماذا ؟!
محمد : الشخص الذي كان يعيش بيننا و يضحك معنا سوية !؟
فجأة قررت ان تنساه !؟
بعد كل ذلك الوقت ؟!
هل فقط اكتفيت برؤية شاهد قبره لتتخذ مثل هكذا قرار ؟!
هل حقاً هكذا تظن بأخي ؟!

محمد يحدق بخالد

محمد ( نبرة شاحبة ) : تحدث !
خالد : محمد هذا يكفي ..
محمد : الحديث لم ينتهي بعد يا هذا !

ينظر خالد لمحمد

خالد : اذا متى ستقرر انت انا اخاك مات ؟!
الا تدرك ذلك ؟!
ليس لديك سوى ان تتعايش مع هذا !
محمد ( نبرة شاحبة – بغضب ) : لا بأس بالنسبة الي , سأبقى احيى مع هذا للأبد !
انت كنت قررت ان تترك كل ذكريات اخي , فأنا لم افعل , و لن افعل مطلقاً !
الشخص الذي كنت اذكره لم يكن هكذا مطلقاً !

يمسك محمد قميص خالد

محمد : من تكون يا هذا ؟!
ان كنت صديقاً جيداً , فقد اسأت تقديرك حقاً !
خالد : اصمت !
ما الذي تعلمه انت بشأني ؟!
محمد ( صارخاً ) : و أنت كذلك !

يهجم خالد على محمد , يسقط محمد , يرفع خالد يده , محمد يبتسم

خالد : ان كنت تقول بأنني صديق سيء لأنني كنت احاول مساعدتك ؟!
فانت مجرد معتل !
انا اعلم بمشاعرك و لكن !
يجب عليك أن تتخلى عن اخـ..

يحدق محمد على خالد , يملئ وجه علامات التعجب

محمد ( نبرة شاحبة ) : هاه ؟!
اتخلى !؟
محمد ( صارخاً – بغضب ) : هل هذا حقاً ما تريده !
انت كنت قررت ان تتخلى عن عبد لله , فأنت تفعل ذات الأمر معي !
خالد : محمد ؟

يقف محمد , يسير محمد

خالد : محمد ؟
توقف !
إلى اين انت ذاهب ؟
توقف !

يذهب محمد

خالد ( بغضب ) : تباً !

في وقت العصر , محمد يسير في القرية , أطفال القرية يشيرون عليه قائلين " انه ذلك المعتوه ! " , " أمي قالت أن ابوه قد برحه ضرباً " , يصل محمد لشاطئ , يحدق بالبحر , يتذكر محمد وجه عبد لله مبتسماً في المزرعة " ان تكون انت سعيداً ! "

محمد ( حوار داخلي ) : انا لست كذلك !
تباً !

بعد مغيب الشمس , قبل منتصف الليل بساعتين , محمد يسير في ارجاء القرية عائداً للمنزل , صوت شخص

محمد : هاه , ما هذا ؟

يقترب شخص من الظلام

محمد : هاه ؟

يقترب محمد منه , ينظر لظلام جيداً , و لكنه لا يبصر شيئاً , فجأة لكمه تأتيه في وجهه تماماً , يسقط محمد

محمد : ما هذا ؟

ضحكات من الظلام

محمد : من هناك ؟!

يخرج سعيدان من الظلام , حاملاً قارورة خمر , يقف محمد

محمد : سعيدان اذهب للمنزل

يهلم محمد للذهاب , فجأة تأتيه ضربه في رأسه من الخلف , يسقط محمد و يتناثر الدم

سعيدان ( يضحك ) : أيها الأحمق , لماذا لم تعد للمنزل بعد !؟
عبد لله ليس أنا ؟!

يحاول محمد ان يفتح عينه

سعيدان : هل تريد ان تراه !؟
اذا اشرب !

محمد ملقى , سعيدان يرغم محمد لشرب الخمر , محمد يحاول منعه فلا يستطيع

محمد : تتتووووقف !
سعيدان : ستراه بعد قليل , سنراه جيمعاً
محمد : تتتوقفف !
خالد : سعيدان !؟
ماذا تفعل ؟!
محمد !!

يقف سعيدان , خالد يذهب لمحمد , سعيدان يبتعد

خالد : محمد !؟
محمد !

يقف محمد الثمل , متثاقلاً

خالد : محمد ؟
محمد !
محمد : اصمت ..
خالد : هيا سآخذك للمنزل
محمد : ابتعد عني !
ابتعد !
خالد : محمد , توقف !
محمد : انت لست صديقاً جيداً , انت لست صديقاً جيداً , انا احب عبد لله , انت لا تحب عبد لله , نحن لا نحبك !
خالد : توقف هيا سآخذك للمنزل
محمد ( صارخاً ) : ابتعد !!
خالد : محمد ؟!

يترنح محمد يميناً و يساراً , خالد يحدق بمحمد , محمد يبتعد

خالد : يا إلهي ..

عند منتصف الليل , محمد ينظر و لا يستطيع ان يبصر الطريق جيداً

محمد : من هذا ؟!

يسقط محمد امام عبد الرحيم و سالم و ناصر

عبد الرحيم : انظروا ؟!
من هذا ..
ناصر : محمد بمن ستسغيث الأن ؟!
محمد ( يتمتم ) : عبببد لله !؟

ينظر محمد لعبد الرحيم , يرى قدمه حين تدوس وجهه , و بعدها لم يبصر شيئاً , يستفيق محمد للحظة , يرى شخص اسود كالظل القاتم يحدق به

الشخص : في ماذا اقحمت نفسك هذه المرة !؟

يغفو محمد , يستفيق للحظة يجد نفسه محمولاً , فيحاول ان يميز وجهه حامله

محمد ( حوار داخلي ) : من هذا ؟!
من يكون هذا !؟

يمد محمد يده ليتلمس وجهه

محمد : من انت ؟!
محمد ( حوار داخلي ) : من هذا ؟!

يمد محمد يده إلى جبهة رأس الشخص , و يحركه فجأة تتوقف يده عن الحراك

محمد : ما هذا ؟!
مممن انت ؟!

يضع ذلك الشخص يده على عيني محمد

الشخص : فقط .. نم بهدوء ..

يستلقي محمد في نوم عميق , يستيقظ يجد نفسه في غرفته , وجهه و جسده مملوء بالكدمات , يخرج محمد

محمد : امي ؟
منى : محمد !؟
ماذا فعلت بنفسك ؟!
رائحة الخمر و جسدك مملوء بالكدمات ؟!
محمد : امي من احضرني للمنزل امس ؟!
منى : لقد وجدناك ملقى امام المنزل !
محمد : انا متأكد ان رايت شخص ما احضرني !
منى : انا وجدتك هكذا في الصباح ؟!
محمد ( بهمس ) : ما هذا ؟!
منى : محمد تحدث ما شأن رائحة الخمر في ملبسك !
محمد ( حوار داخلي ) : من يكون ؟!
منى : محمد ؟!

يخرج محمد

منى : محمد انا اتحدث إليك !

يذهب محمد للمزرعة

محمد ( حوار داخلي ) : هناك خطب ما ؟!
من يكون هذا ؟!
لطالما , كنت اشعر و كأنه احدهم يراقبني !
من يكون ؟!
و ماذا يريد ؟!
هذه المرة الثالثة الذي استشعر فيها وجوده !
اولاً في المزرعة , و ثانياً عندما ربطني ابي , و الأن هذه !
و لكن , عندما وضعت يدي على رأسه .. تلك الندبة !
و لكن هذا محال !؟
محال ؟!
هل حقاً انا جننت ؟!
و لكن !؟

بعد وهلة , تقترب فاطمة من محمد

فاطمة : محمد ؟
محمد : هاه !!
فاطمة : آآ .. محمد .. ككيف حالك ؟
محمد : و كأنك لا تعلمين !؟
فاطمة : آآآم .. محمد
محمد : ماذا ؟
فاطمة : لا اخفي عليك سراً , و لكن ابي قد افلس
محمد : قضاء و قدر !
فاطمة : كلا , لا اعني هذا
محمد : اذا ماذا ؟
فاطمة ( تبكي ) : محمد أبي سيزوجني من اول يتقدم ليدي
محمد ( يبتسم ) : ذلك كتاب و نصيب !
فاطمة : محمد ؟
انا لا اريد ذلك !
محمد : ما الذي تريدينه إذا ؟!
فاطمة : اريدك انت !
اعدك بأنني سأغير حياتك هذه ..
محمد : و هل قلت لك انني اريد تغييرها ؟!

تمسك فاطمة يد محمد

فاطمة : انظر لنفسك .. عيشٌ مر , و جسد ناحلٌ !
خليل مع الحزن , و همٌ يكتسحك !
محمد : رضيت بهذه العيشة المرة , و رضيت بهذا الجسد الناحل , و رضيت ان اعد الحزن خليلاً لي , و رضيت ان يكتسحني الهم , و لكنني حتماً لا ارضى حتماً ان املك ما ليس لي !
فاطمة : هاه ؟
انظر .. انظر لنفسك !
ترتدي قناع الجنون و الهزل ..
تحيا وحيداً في لمتنا و تحقد على امك و اهلك !
محمد : فاطمة , من انتِ لتفسري حياتي !؟
ماذا تعلمين انت بشأني !
و لكن اعلم بشأنك !
فاطمة : ماذا تعني !؟
محمد ( نبرة غاضبة ) : أتذكر فتاة , قالت انها تحبي اخي , و هو نصيبها
فاطمة : محمد , عبد لله مات
محمد : هاه ؟
و ماذا في ذلك ؟
تحبين اخاه , فجأة , ذلك الأخ الذي قلتِ انك لا ترغبين به ..
و لكن يا فاطمة انا لا افعل هذا لأجلي , بل لأجل عبد لله !
فاطمة ( تبكي ) : محمد ؟
فقط توقف !
محمد : هه !

تمسك فاطمة يد محمد , ينظر محمد ليده

محمد : هل ستقبلينها , مثل ذلك اليوم الذي قلتِ فيه انك تحبين عبد لله ؟!
فاطمة : هاه ؟

تسحب فاطمة يدها

فاطمة : محمد .. انت ماذا عليه الأن !؟
لقد فقدت نفسك ..
لقد بعت روحك !
اصبح الغضب تجارتك .. اصبح الغضب يقودك لأعماق الجحيم !
تهمهم دوماً كلام مبهم !
و البكاء لا يفارقك عينيك !
محمد : ان كنت قد انتهيتِ يمكنك الذهاب

تحدق فاطمة على محمد , يحدق محمد على فاطمة , ينظر محمد للاتجاه الأخر , تذهب فاطمة , يحدق محمد بفاطمة

محمد ( الحوار داخلي ) : اعتقد الأن , في هذه اللحظة , خسرت كل شيء !
و لكن !

محمد يتذكر كلام عبد لله , " ان تكون ناجحاً هو انت تكون انساناً لا يزال انساناً حياً , و ليس جثة تضرب بالأرض مدعية الإنسانية حتى تصل للقبر انت تكون نقياً جداً "

محمد ( حوار داخلي ) : فماذا أنا ؟!
حتماً لست انساناً ناجحاً .. لقد خسرت كل شيء !

التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 08-10-2014 الساعة 04:57 AM
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2014, 04:55 PM   #10
انتفاضة
 
الصورة الرمزية لستُ بخير
رقـم العضويــة: 318222
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 1,016
نقـــاط الخبـرة: 427

افتراضي رد: حُمّى الجنون

الطريق الوعر الشائك ذو الانحناءات الزلقة
هل يمكن أن يكون سبيلا للخلاص وإن أقحم المرء نفسه فيه ؟

اممممم عندما علمت بنبأ وفاة عبد الله ملح المسرحية كما يقولون
باديء ذي بدء لم تخالجني أية مشاعر إنما واصلت القراءة على نفس الوتيرة
ثم زارني انزعاج طفيف عكسه انعقاد حاجباي .. بعدها صدقا شعرت بالغضب الشديد
والكثير من الأسئلة الصاخبة ترجم عقلي بانفعال " متى توفي عبد الله ، وأين ، وكيف ، ولماذا هكذا فجأة ؟! "
كنت أقف على طرفي نقيض ما بين مشاعر محمد ومشاعر أهله
لقد فاق حزنه حزن أهله بأضعاف مضاعفة .. وقطعا لست متعجبة من ذلك
فالعلاقة بينه وبين اخيه كانت عميقة جدا
كانت صدمة كبيرة أن يرحل عبد الله فجأة دون مقدمات .. أمر غير متوقع بتاتا
عموما لا يزال لدي أمل ضئيل أن ثمة خطأ قد حدث وأن عبد الله ما يزال على قيد الحياة
فعلا هذا الفصل أكثر من مأساوي

احم مبارك على الطقم .. يبدو بسيطا بأناقة
والشيء الآخر .. اعتذر وبشدة فهذا الرد الثاني مختصر جدا
كان لدي الكثير لكتابته من تعليقات وتصحيح لبعض المواطن
وإسهاب في وصف ما اعتراني بدقة اثناء قراءة هذا الفصل ..
لكني متأسفة لضياع ردي الأول .. والنت لا يساعدني أبدا ففي أي لحظة
قد يغدر بي وينقطع اتصاله ..

بانتظار الفصل الأخير ..

في أمان الله ~
لستُ بخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع حُمّى الجنون:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصديق الحنون ملك الاحزان قسم الأدب العربي و العالمي 13 07-13-2011 01:47 PM
تح‘ـذيرٌ خ‘ـطير ! إلى كل من يصلّي ع‘ـلى الهادي البشير !! hass القسم الإسلامي العام 15 06-13-2011 01:22 PM
بحر الجنون...كما قال هو.. همس المطر...لولو قسم الأدب العربي و العالمي 7 03-15-2010 11:46 AM
همس الجنون ؟؟؟ عاشق الدموع قسم الأدب العربي و العالمي 12 11-09-2009 08:27 PM
قصة الحب مع الجنون $وردة الصباح$ قسم الأدب العربي و العالمي 0 09-07-2009 10:01 AM

الساعة الآن 10:25 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity