سماء بلا قمر.

السلام عليكم و رحمة الله و بركااته

كيفكم؟

ان شاء الله بخير؟

المهم انا كتبت قصة و حبيت اخد رأيكم بصراحة فيها
كتبت القصة لمسابقة للتعبير في المدرسة
يا رب أفوز


سماء بلا قمر


كيف هو طعم الألم؟ الألم الذي يجعل الرمال و الجبال تنزف دما ممزوجا بالقهر و الكراهية , الألم الذي يجعلك تريد قتل من هم بلا أرواح , فكيف هو طعمه؟!
تنحدر الشمس إلى غروبها , و ما زال صفوان و أهله خارجين من المنزل , صفوان ما زال طفلًا بريئًا دائمَ الابتسامة يبلغ السابعة من عمره , كانوا قرب متجر للألعاب , "أمي , أبي أريد تلك اللعبة , تبدو مسلية" فنظرت أمه إلى أبيه , فكأن براءة طفلهما قد أنستهما همومهما و ديونهما الثقيلة ثُقل المحيط , فقال أبوه له "يا بني , اصبر قليلا و سوف اشتري لك أحدث الألعاب" تنهد صفوان ثم سكت , لم يعلم أن أهله يواجهون أزمة مادية أدت إلى الفقر.
قد عادت الطيور إلى أعشاشها سالمة , و كان الوقت متأخرًا و يجب على صفوان أن يأوي إلى الفراش, و إذ بصوت يطرق بابهما بجنون و سرعة , أدرك والداه من يمكن أن يكون فأسرعا و خبآه في الخزانة , و هو لا يدري ما على وشك الحدوث , كُسر باب بيتهم الهش وراءه رجل ثمل يحمل سكين تحصد أرواح الأبرياء , يقول بصوت عالٍ خشن: " أين مالي الذي وعدتني بأن تعطيني إياه الأمس؟!" و بدون حتى أن ينتظر جوابه , قام بطعن زوجته في رأسها , حتى ظهرت طرف السكين من شق رأسها الآخر, فبردت يدها الدافئة و توقف صدرها الحنون عن النبض و انهارت على الأرض, الزوج كان قد غاص في غضب شديد فما كان يعيش لأجله قد سُلب منه, كان في قمة التوتر , فأخذ يرمي بأي شيء يجده على ذلك الرجل , و ذلك الرجل يحاول طعنه , كان من أقسى القتالات التي قد عرفها منزله , و أثناء وجود صفوان بالخزانة قد سمع أصوات , و قرر أن يختلس النظر من شقٍ مدى رؤيته قصير , و إذ به ينظر إلى أمه منهارة على الأرض غارقة في بحر دمائها , أصبحت دقات قلبه تتسارع و نفسه أصبح ثقيل و عندما أراد أن يصرخ بأعلى صوته, طُعن أباه و خرج ذلك الرجل كأن شيئًا لم يكن.
"أمي , يا أمــــــــــــــي , أجيبيني لمَ عيناك مقفلتان؟ يا أبي هل تلعبان أنت و أمي لعبة جديدة؟" من شدة الدهشة, أصبحت الحقيقة مشوشة لدى صفوان, فأخذ يتحسس جسدا أبويه , " أحـــــ ... مر, يدي حـ..مرا..ء جســـ ..د أمي أحـــ ..مر و جســـ ..د أبي أحمـــــ ...ر."
يضحك ضحكة خالية من طعم الفرح, متقطعة, غريبة, بؤبؤاه متسعان , يبكي, دموعه مترقرقة كالماس , يضرب الحائط , صفوان مضطرب بالكامل! لا يفرق اليمين عن اليسار.
في ذلك الوقت مر أحد الجيران على باب المنزل, وجده مكسورًا فأصابه الفضول ليرى ما كان في الداخل, عندما شاهد منظر صفوان و أهله, أول ما فكر به هو الاتصال على الشرطة.
و بعد مرور شهرٍ على ما حدث, أخيرا وجدت الشرطة الرجل المذنب, و اعتقلوه , لكن اعتقاله لن يؤثر إيجابيًا أو حتى سلبيًا على صفوان, فأصبح يعيش عند جديه, و قد واجه مشاكل كثيرة في المدرسة, فقد انتقل إلى مدرسة جديدة تكون أقرب إلى بيت جديه, أصبح منعزلا تمامًا, دائمَ التشاؤم, و حتى ظل ابتسامته قد أخذها الزمان, أصبح كلامه متقطعًا و قليلًا كأن لسانه قد ابتلعته النيران, يعيش بلا هدف يحققه.
سئم جده من رؤيته هكذا, فقرر الذهاب إلى الحديقة و أخذه معه , فوافق صفوان و عندما وصلا إلى هناك كان يحاول الجد إبهاجه بكل ما يملك, و أثناء جلوسهم على مقعد الحديقة أصبح جده يقول له بصوته الهرم:
"أي بني, لا تتأثر كثيرًا بما يحدث من حولك, قد يكون مقتل والديك خيرٌ لهما, فالله دائما يقدر الأفضل للفرد و إن الأعمار بيد الله سبحانه و تعالى وحده, الموت نازل على أي شخص سواء كان قصيرًا أو طويلًا, نحيلًا أو سمينًا, كبيرًا أو صغيرًا, فلا توجد رقية سحرية تجعل شريانك يتسابق مع وردك مدى العمر, أو حتى لا يوجد شيء يسمى إكسير الحياة يجعلك خالدًا, و احضن أحزانك, و امضٍ قدمًا, فالحياة بلا هدف كالبحر بلا ماء, فعش لتحقيق هدفك حتى لو كنت تعلم أنه مستحيل, لكن لا تستسلم. "
ثم ساد السكوت, كان صفوان يفكر بما قاله جده و أنه على حق ثم بدأ بالبكاء, فضمه جده و قال له:
"أنت أحمق إن كنت تظن أن أبويك قد تركاك و انصرفا."
تعجب صفوان ثم قال جده:
"أبواك الآن أحياء في قلبك."
"قلبي؟"
"نعم قلبك, فسيكونان حزينان إن علما حالتك."

فعندما عاد صفوان إلى المدرسة في اليوم الثاني, كان شخصًا متغيرًا جذريًا! فقط بعض كلمات تشجيع سمعها من جده جعلته سعيدًا جدًا, فحربه النفسية انتهت لأن جده واقف معه حنى نهاية الطريق.







النهاية

تحياتي~