مَنْ لِقَلْبِي سِوَاكْ ؟

أشعر أن بمقدوري إنشاء مخطوطة بالغة الطول ثم نسفها بكل بساطة، أو ربما التخلي عنها منذ البداية ..
بالمناسبة هذه ضريبة كل مشكلة تحدث، مزيدا من الهذيان
لكن الفرق أني ما عدتُ أبعثه إلى المحرقة الآن

إليك وضعي الحالي ...
يصعب علي النوم رغم أني أريده
أود محادثتك مع يقيني التام أنك ستصغي طويلاً إلى صوتي الصامت
أرغب أن يسقط حطب العتب فيما بيننا ولا أدري كيف
أمارس الهذيان بالكتابة
والسماعات تصدح داخل أذني بأحد الأناشيد
أود تحريك شفتي بالاستغفار "لأضعف الإيمان" ويعجزني ذلك!

"أمّ"
حرفان يصنعان الكثير
كأن الأشياء تتغير في حضرتها
تتلون عوالم رمادية، وتزهر جنائن، وتغني الحياة
اخ من تعبيري القاصر يا أمي
..
خذني لها يا الله، فإني أشتاق إليها كثيرا
أفتقد ضمتها الحنون .. أحب سماع هدهدة ما قبل النوم بصوتها اللطيف
ومنادتها لي ب "أميرتي"
ولا أريد أن أكبر على ذلك يا أمي، برغم مشاكستي لكِ فيما يتعلق بعمري الحقيقي

هل سر طاقتي الكتابية مرتبط بعدد الدقات التي لا إجابة من ورائها؟
عموما .. بعيدا عن ما يقلقني
أشعر أني متحمسة للكتابة، خصوصا في هذا المكان
وقبل يومين ربما، ألّفتُ قصة لإحدى قريباتي مباشرة من عقلي دون تخطيط طويل أو تمحيص دقيق، وأنا في الواقع لا أفعل ذلك كثيرا
توقفت عند نقطة معينة لكنني كتبتُ ملخصا عاما لأحداث الرواية على هاتفي وأشعر أنها ستكون جميلة لكن ليتني "أتلحلح" وأكتب >~<

أجمل وألطف "حتوتة" سمعتها اليوم، كانت من ابنة أختي الظريفة الجميلة، رغم أنني لم أفهم منها سوى (كان) و (كلص حتوتة)
أسرتني بجد .. يا رب ارزقني رؤيتها بالسلامة في القريب العاجل
فتنة هؤلاء الصغار

_

لا أنسى ضحكتك العميقة عندما سألتني عن أمي، فأجبتك بثقة لا تقبل النقاش: لي أُميّن، إحداهما والدتي التي أنجبتني، والأخرى أُمّنا "حواء" !
..
ولا أنسى دكان "ياسين" الذي كنت تصحبني إليه لشراء الحلوى وكعك الشوكولا المثلج، كلما مررنا بتلك السوق الشعبية
..
ولا أنسى مرافقتك لي لواحدة من البسطات الصغيرة التي تنتشر في جوانب السوق، وكنت أقف أمامها بتفكير جاد ولهفة طفولية لانتقاء إحدى القصص التي تباع بسعر زهيد
..
و "حدوتة" ما قبل النوم التي تقصّها عليّ، وأنا بكامل نشاطي وحماستي لسماع النهاية
..
وجلوسنا لقراءة كتاب (ماما خديجة) - إن لم تخني الذاكرة - الذي يحكي عن الأمثال الحجازية الشعبية بطريقة فكاهية لطيفة
..
وأول زيارة معك لمنطقة "الطائف" والتقاطنا العديد من الصور هناك
...
وإيصالي للمدرسة ثم اصطحابي منها
..
والبحر !
البحر وخوفي، والزوارق المطاطية، ومحاولات تشجيعي من قِبلك
..
نعمةٌ من الله يا جديّ الحبيب
والذكرى لا تنضب.

الوضع الحالي = ركود + استعادة ذكريات
بسبب محاولة تجاهل طالت عن وقتها وأنستني ما كنت بصدد فعله
ويفترض أن أراجع سورتي الزخرف والشورى وما قبلهما، فامتحاني سيكون بالغد إن شاء الله، لكن بئسًا للهمود وتضييع الوقت ><

بعد الله، لا تعتمد على أحد سوى نفسك
الدعم المعنوي وحتى المادي لا بدّ أن يتوقف يوماً
مهما بلغت محبة من يمنحك إياه ...

خواء ...