●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m a r i a m

هلا تشرفت بيك حبيبتي
ليش ماكملتيه انت مانتي انطوائية ؟ صح
الكتاب تعريفي اكثر على الانطوائين ومميزاتهم

هذه المؤلفة احترمها مرة مكافحة

ما اشتريتُ الكتاب لو لم أكن انطوائية
الكتاب ثريٌّ بالمعلومات ويحتاج مزاجًا خاصًا لقراءته

للاسف احس ان كتب التنمية البشرية مجرد سلعة ما تفقيد احد وانها تضييع للوقت
واحس انها مجرد تجارة

اعجبني ما نشر من سيره للكاتب
مكسيم غوركي اعجبت بها وترتبيها
واعجبني وجودها في موضوع النقاش
فهي توسع من معلومات القارى اضافه الى مناقشته

السلام عليكم يا قُرّاء


أحببتُ مشاركتكم آخر ما قرأت (لا أزال لم أنهِ الكتب التي تحدّثتُ عنها سابقًا)

كنت في الثلاثة الأيام الماضية أبحثُ عن أعمال قصيرةٍ في مكتبتي تناسب مزاجي المُتقلّب خلال الثواني.
فوجدتُ أن أقرأ "آلة الزمن" بما أنها كلاسيكية ودستوبية.





لا أُخفي عليكم من رُعبٍ تسلل إليَّ بينما أقرأ،
بالأخص وأنني كنتُ أقرأها ليلًا على ضوء مصباح السرير.

جعلتني أتأمل مستقبل البشرية والمآل الذي سوف نؤول إليه.
كما أنها كانت ملأى بإيحاءات سياسية واجتماعية لا أودُّ الخوض بها لأنها قد تكون خاطئة..

ولا أنكر أنها أشعرتني بشعورٍ مريب بعد قراءتها فتمّنيتُ كتابًا أخفّ وذو مزاجٍ حسن بعدهها.


-


ثم في اليوم التالي سحبتُ رواية ترتيلة من الرف وتخطّيتُ قراءة المقدّمة،
وهي رواية قصيرة جدًا عن مجتمعٍ دستوبي.
لم تكن الرواية التي تمنّيتها لكنها كانت جيدة جدًا!
لسببٍ ما اعتقدتُ أنها رواية رعب. قد يعود هذا إلى الغلاف.




أتعمّدُ قراءة الروايات القصيرة لا كسلًا، بل لأن الجامعة بدأت
وبالكاد أجد وقتًا للقراءة الأدبية أثناء الدراسة.
وإذا ما بدأتُ برواية طويلة، أعلمُ أنني سأتوقف في منتصفها نظرًا لقلة الوقت ولن أعود إليها مجدّدًا لأسباب مزاجية لا تفسير لها.
لذا أتجّه نحو الروايات القصيرة غالبًا في أوقات كهذه.

كُتب قيّمة قرأتُها مُؤخراً:
• الانسان يبحث عن المَعنى




• هُروبي إلى الحريّة




• رحلتي الفِكريّة




• الانسانويّة المُستحيلة




• عبادةُ المَشاعر




• مآلات الخِطاب المدني

موت الذي يكتب

هذه حكاية تسرد ما كان من حادثة موت كيلوا الذي يكتب فدونكم أخبارها لتقرؤوها غير مأمورين، ولتعلموا كيف مات هذا المسن الذي سلخ ستة وعشرين عاما من عمره، فوخط شعره الشيب وابيضّ بياضا لا يرتد السواد إليه من بعد أبدا، ونحن نحسب أن البياض قد لحق عقله أيضا فأصابه الخرف فحينما سألناه ما أكبر إنجاز أنجزته في حياتك الطويلة؟
قال: درت حول الشمس ستا وعشرين دورة وأنا فوق الأرض، وحسبي بذلك.

الحكاية

قال الراوي العليم: قال كيلوا الذي يكتب:

كنت أعالج هموم نفسي بالسير الطويل على الشاطئ، وكان يحلو لي أن أتأمل الأمواج الهادرة والناس الغادين والرائحين، وإني لكذلك، إذ رأيت رجلين، أحدهما يمشي محني الظهر والآخر أمامه كأنما يقوده، فهو طوع أمره، ورهين كلمته، فإذا أشاح بيده اليسار انقلب ذاك إلى اليسار، وإذا أشاح باليمين لزم ذاك اليمين، وما يزالان على سيرهما حتى حاذا موقفي على رمال الشاطئ،

فقلت:من الرجلين؟

قال الذي يقود: أنا كافكا.

قلت متفاجئا: فرانتز كافكا الكاتب السوداوي!


قال: كلا، بل كافكا على الشاطئ.

قلت: لا حياك الله. ومن هذا الذي تسوقه؟

قال كافكا: هذا النابغة...

قلت متفاجئا من جديد: النابغة الذبياني الشاعر!

قال كافكا: كلا، بل نابغة القرن الواحد والعشرين من قصص وحي القلم.

قلت: إذن، لا حيّاه الله معك.

قال كافكا على الشاطئ: وأنت؟

قلت: كيلوا...

قال: كيلوا القاتل وريث القتلة؟

قلت كلا، بل الذي يكتب.

قال كافكا على الشاطئ: إذن لا حياك الله معنا.

قلت: بل يرحمنا الله، بل يرحمنا الله.

ثم طفقت أعاين النابغة منتظرا أن يقول كلاما بليغا معجزا لا يفهمه من هو مثلي،
مثلما يليق به أن يقول، بيد أنه ظل صامتا كما لو أنه يحتاج إذنا من صاحبه قبل أن يتكلم.

قال كافكا على الشاطئ: أما هذا النابغة فقد كان يبحث عنك طويلا...

فاستعجبت واستفهمت وما كدت أتكلم كلامي، حتى رفع كافكا على الشاطئ سبابته مشيرا إلى الشمس،
فغشيني ضياء ملأ علي دنياي، فلم أر شيئا لهنيهات، وحينما ارتد بصري إلي،
رأيت النابغة قد انقلب شخصا آخر، وقد كان ظهره محنيا فاستقام، وكانت عليه مخايل البلاهة
فأمسى مختالا بابتسامة سوداء تجتلب القلق والخوف.

قال كافكا على الشاطئ: هذا نظيرك، بل هو شيطانك!

فارتعدت فرائصي وأنا أنظر صورته وكيف انقلب من حال إلى حال.

قلت: يا لربي مما فعلت! أقول الحق والخير والجمال، فيقول الباطل والشر والدمامة.
كيلوا الذي يكذب! يا لربي!

وضحك كافكا على الشاطئ وترددت ضحكته في كل مكان
فحملتها الأمواج والنسائم وطارت بها النوارس.

ثم ما لبث كيلوا الذي يكذب أن استل قلمه الأسود وكتب كلاما قاتلا كثيرا كأنه جيوش من الظلام جاءت تغزو العالم ، فانتضيت قلمي الأزرق وجاهدت في صده فتصدع وتشقق وأوشك حبري أن ينفد، وكان نفاده هو الفارق بين حياتي وموتي، وحينئذ...

***


قال الراوي العليم: انقطع كلام كيلوا الذي يكتب هنا، وهذا آخر ما وصلنا منه وهو يناجز كيلوا الذي يكذب، وقد بقي حاله مجهولا إلى أن جاء أحد المقربين منه، فأوضح وأبان وزوّدنا ببقية الخبر، فإليكم ما قاله.

قال الراوي العليم: قال كيلوا الذي يقرأ صاحب القصاصات:

بينا أنا على الشاطئ أقرأ الحياة في الغيوم والرمال والأمواج وهي تعمل عملها، أظلمت السماء فجأة ونزلت كلمات سوداء لها هزيم الرعد وزئير الأسد، أصدعت الدنيا وضاقت على الناس بها،
فإذا من يصرخ، ومن يشد شعره خَبَالاً، ومن يصيح ويبكي، ومن راح يتقاتل...

ولاح لي على الشاطئ من بعيد شاب أبيض الشعر عرفته منذ وهلتي الأولى،
فأقبلت مسرعا وأنا أراه يهوي شيئا فشيئا كأنه يوشك أن يموت، وما هو إلا أنا وصلت حتى كتب قلمه كلمته الأخيرة وانكسر من يده، فسقط وسقط هو معه، ثم ارتج المكان واهتلع الناس.

قال كيلوا الذي يكذب: هلك صاحبك وانتهى، فدسّه في التراب،
وعد إلى كتابة قصاصاتك التي هي كلامٌ فارغ كما قال أحدهم هنا قبل زمن بعيد.

قلت وكنت أن حملت جثت كيلوا الذي يكتب: لئن مات الذي يكتب، فالذي يقرأ ما يزال حيا...

فضحك الذي يكذب وضحك كافكا على الشاطئ، ثم تسربلا سِربالاً، ومضيا معا.

قال الراوي العليم: عاد كيلوا الذي يقرأ حاملا كيلوا الذي يكتب بعد أن خسر معركته الأخيرة أمام كيلوا الذي يكذب، وبكاه قبل أن يودعه التراب. وحضر العزاء الخيميائي، والبؤساء، وثمانون عاما بحثا عن مخرج، أمّا وحي القلم فتغيّب لأسباب مجهولة.

وهكذا انتصر الباطل على الحق، وكسر الشر قلم الخير، وغلبت الدمامة الجمال،
ولم يعد للأدب في العالم معنى.

أجل، هذه حكاية ينتصر فيها الشر، وإن الشر لينتصر على الخير في غالب الأوقات،
فليت شعري لماذا يصر أصحابنا الكُتّاب على جعل الخير هو المنتصر في حكاياتهم؟

سكت الراوي العليم، ونظر إلى الكلمة الأخيرة التي خطها قلم كيلوا الذي يكتب قبل أن يموت:

"ليس المهم أن يحقق الإنسان فكرته النبيلة ولكن المهم أن يجد فكرةً نبيلة قبل أن يموت."

قهقه الراوي العليم، فهذه الكلمات ليست من تأليف كيلوا الذي يكتب،
ولكنما مقتبسة من غسان كنفاني، الذي لم يحضر العزاء أيضا.

تمّت
***

لماذا كتبت كل هذا؟
لا لشيء إلا لأنني قررت اعتزال المنتدى اعتزالا نهائيا،
فأردت أن أزعجكم بهذيان أخير قبل أن أرحل.

إنني أنقم على الأعضاء الذين يرحلون دون كلمة وداع، فتنقطع أخبارهم عنا،
ولا نعلم هل انقطعوا لأن الموت باغتهم أم اعتزلوا فقط أم ماذا؟

لذلك قلت لنفسي حينما أقرر ترك المنتديات فإنني سأكتب ردا أخيرا أقول فيه الوداع.

وها قد تبرّمت بالكتابة مثل عوائدي السالفة، وكنت قد فكرت أن أجعل هذا ردا أسرد فيه شيئا عن نفسي؛
من أنا، وما أعمل، ومن أين، ولماذا أولعت بالكتب، ولكنكم في غنى عن معرفة كل هذا وكفاكم الله شر سردي وتشدّقي بالكلمات. والحق أن لا أحد هنا ولست أدري الطائل من كتابة كل ما كتبت وما نويت كتابته، ولكنها النهايات تدفعنا لهذا كأنما وفاءً للمكان، وأملًا في أحدهم يمر هنا، فتصادفه كلماتنا الأخيرة.

شكرا لكل من حاول تنشيط النقاش هنا، وعذرا ممن وضع ردا فوقع موقع التجاهل منا.

الوداع

قصتك كانها القيامة يا رجل ...هون عليك او اكمل القصاصة ~
+
رغم اسفي على رحيلك و تحسري على ايامنا معا و نقاشاتنا الجميلة
و اعتيادي على قراءة ردودك الجميلة و المبهرة الا اني اعلم كما يعلم غيري ان الحياة مشاغل
ولابد ان لك مشاغلك التي كما يبدو قررت الانصراف اليها و التركيز عليها بجد لا يلين و هذا واضح من كلماتك ~

بالنسبة لي لا احب الوداع لانه في النهاية مجرد موقع على الشبكة العنكبوتية قد نعتزله و لكن كذالك قد نجد بضع دقائق للمرور عليه فهو ليس مكانا نقصده بالطائرة و لا بالقطار و لا بالباخرة بل بكبسة زر تجد نفسك فيه ~

لذا ابقي الامل و اربيه في عودة الاعضاء الذين عرفناهم و عشنا معهم اجمل اللحظات

و انا نفسي قد اعتزل المنتدى بدوري لكن بدون وداع لاني اعلم انه مهما مر من زمن و مهما شغلتني مشاغل
استطيع سرقة دقائق لامر على مكاني القديم هذا الذي كبرت فيه ~

و قد تسرقني الحياة فلا افعل من يدري فربما كتابتك لوداع امر حميد. محزن بالطبع لكنه يضع خاتمة
و يتيح لنا بان نودع بعضنا البعض اخر وداع ~

شكرا كيلوا على كل شيء الفترة التي قضيتها معك في الشونين و هنا في العاشق من اجمل ما
يكون
و انتظاري لردودك الجميلة كانت و ستضل من اجمل ذكرياتي ~

اتمنى لك التوفيق و النجاح في حياتك بل و الابداع ايضا فربما امر بالمكتبة يوما فاجد كتابا يحمل اسمك
رغم اني لا اعرف اسمك لكني بالطبع ساعرف انه انت ~

لك مني كل الحب و الود و الاخوة ~

لله درّ ليلةٍ ليلاء أبت فيها سحائِب الأرقُ أن تنجلي.
النظرات مُرسلة نحو مربعٍ أسود حالك يسمّى في عرف قاطني المنزل نافذة، وصفحة السماء تؤذن بليل طويل يدوم ما دامت السماء والأرض، والكرى الهانئ دونه خرط القتاد، واليد اليمنى تُقلب كتاباً أحاله الدهر وكثرة التقليب طلولاً صفراء خربِة.
تحولت النظرات إلى الكتاب الأصفر، وإذ بالتقليب ينقطع عند صفحةٍ ملأى بالحروف والكلمات يقرأها الرائي بِلا عناء: أرِقَ يَأرَق أَرَقًا، فهو آرِق. وقال المتنبي:
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ.


ترى ماذا كان يطوف في بال الآرِقة كاتبة السطور في ليلةٍ غاب فيها القمر ورُقادها؟
ما من بُد من إقصاءِ السؤال، فقد حجبت وريقةٌ صفحة الكتاب المُهترئة. لقد جاءت من مربع الفراغ الأسود، لا ريب أن نسائم الليل حملتها من بقعةٍ نائية.
(موت الذي يكتب . . )
إنها الكلمات التي استُهلت بها الوريقة المُحلقة.

تلقتها كاتبة السطور بِفكرٍ مُتقد وفؤادٍ مُقبل غير مُدبر، ثم وضعتها على رفّ من رفوف المكتبة قُرب كتاب خصصته لليالي الأرق.
لقد استفردت ليالي الأرق بكتاب لها لا تُشاركها الليالي الأخرى فيه، بل إن الرفّ الثالث الذي أنزل الوريقة الشريدة منزله هو رفٌ استثنائي، لا يحمل إلا ما علِق بذاكرة كاتبة السطور من أوراق وكتب، كما قال شاعرهم:
لَقَد عَلِقَت بِالنَفسِ مِنها عَلائِق
أَبَت طولَ هَذا الدَهرِ أَن تَتَصَرَّما
هذه الليلة الدهماء ليست ليلةُ كشفِ حجب هذا الرف وإماطة اللثام الأغبر عنه، إنها ليلة الوريقة الطارئِة.
.
.
عمدت صاحبتنا بعد أن أنهت القراءة إلى منضدة خشبية فامتشقت منها قلماً وورقة وأنشأت تنظم ردها: اعلم رعاك الله . .
فما هي إلا لحظة حتى هتف في دخيلة نفسها هاتفٌ يقول مُعاتباً:
ويحكِ! مالكِ ومالكاتب وريقة العزاءِ تلك؟
أما فطنتِ إلى حاله؟ أما ترينه يرصفُ كلماته كأنه مسافر عجِل، سائر في طريقٍ لا يحيد عنه ولا يميل ولا يلتفت ببصره إلى ما سوى وجهته؟ ألا يُرضيكِ -دلالةً وبيّنةً- أنه لا ينتظر جواباً على وريقته إلا كما يُنتظر النبتُ من الأرضِ البور؟ ألا يكفيكِ -آيةً وبرهاناً- أنه أحجم عن الرد على رسالتك الأخيرة؟
ففيمَ إرهاق القلم وإعمال الفكر في جوابٍ لن يُقرأ؟
وهل تُنبئكِ الوريقة إلا أن طائفه أخذ يعتريه وأن به مسّاً لا نعرف كُنهه؟ أما حيّركِ ما اختلقه خياله من عجبٍ عجاب؟ فهناك كيلوا الذي يكتب وكيلوا الذي يقرأ وكيلوا الذي يكذب وذلك الراوي العليم الذي لا ندري له اسماً ولا نعلم له وجوداً على ظاهر الارض أو باطنها! أهذه (قصةُ نفس) القرن الحادي والعشرين؟ لعمري إن قريحته فاضت على نحو لا عهد لنا بها!
أرأيتِ أنكِ من أين تدبرتِ رسالته التي حبّرها وحملتها الرياح إلى مُربعكِ لعلمتِ سرها ولفقهتِ ما فيها من تخليط كثير ولتثبتِ من حاله البائس.
ولو سئل عن شيء ما زاد عن ذكر أخباره مع كيلوا الذي يقرأ والذي يكتب والذي يكذب كأنه من أولئك المدخولين في عقولهم.
فإن قلتِ مُجادلةً أن ما دوّنه هنا ليس تخليطاً ولا علامة على لوثةٍ ألمّت بعقله إنما ابتدعه ابتداعاً شأنه شأن أمثاله من الكتاب والأدباء الذين يكاد يتعثر بهم السمع والبصر، لأجبتكِ مفنداً أنكِ لا مراء عدلتِ عن الصواب، ألم تلحظي -وأنتِ المتشبهة بالقراء المقلدة لهم- أن حديثه ليس مما يخطه الأدباء عادةً ولا قريب منه؟ وما يدريك عن مقصده وغايته وما يخفي في طويته وأنتِ لا تُبصرين منه إلا كلمات من ورائها كلمات؟
فإن عدتِ للمحاجّة والمعارضة وسقت لي ما تشهدين له من جمال في الأسلوب وبلاغةِ في اللفظ وحسن في النظم وذكاء في الفؤاد، فدونكِ جواباً موجزاً؛ إنه وإن كان على ما ذكرتِ ووصفتِ لا ينقص منه شيئاً، فهاقد رأيت ما كان آخر أوّله، وما شُبه لك إلا مظاهر عزّ غابر، وحجتكِ عليكِ رد.
فمالكِ حريصة على الأمر لجوجة فيه؟ الجمي لسانك ومزقي ورقتكِ ودعيه، فسيُصلح الزمان ما أفسد.
وإن شئت نصحي -وأنا لك ناصح أمين- آوي إلى مرقدك فقد انقشعت غلالةُ الأرق، ولا تزال في حياة الليل سويعات وضوءُ الفجر لم يستتب له الامر بعد، فإذا كان من الغد فأقيمي الحداد على الميت، ولا يضيقنّ صدرك فإن الذي أحيا العظام وهي رميم قادر على أن يبعث هذا الكاتب الميّت من لحده.
. .
لم تملك كاتبة السطور إلا أن تطيع هاتفها طاعة التابع لمتبوعه فأخذت بما محضها من نصيحة، على أنها جعلت تُفتش عنه بين جنبات نفسها، فوجدته تبخر كما يتبخر الماء في حمّارة القيظ، فلا أثر ولا بقية من أثر.
.
.

--





أحببت الموضوع كثيرًا، ما قريت كل الآراء والنقاشات، بس كل اللي قريتها استمتعت فيها،
وحبيت أشارك برأيي في الكتب التي قرأتها هذه السنة -مع أنني لم أقرأ الكثير-
-
رواية: المخوزق لـ أشرف الفقيه
تعرفت على الرواية في البداية من رأي لوحدة في تويتر،
بس ما أهتميت فيها كثير إلى أن شفت مقطع يتكلم عن (دراكولا) وأنه شخصية حقيقية،
فتحمست أقراها، وما ندمت أبدًا..
مع إني طولت في قراءت الرواية، بس ما كانت المشكلة في الرواية، وإنما المشكلة مني لأني ما كنت أقرأ، وكانت هذه الرواية هي أول رواية و أول كتاب حتى أقرأه بالكامل، بعيدًا عن كتب الجامعة ومتطلباتها
الرواية تتحدث عن العصر العثماني، فأسماء الشخصيات راح تكون شخصيات تعيش في تلك الفترة،
الرواية ممتعة،الغموض اللي فيها، والشخصيات والأحداث تشدك إلى النهاية، والنهاية صادمة بالنسبة لي ما توقعتها أبدًا.
حبيتها مرة، وحتى نصحت أكثر من شخص لقراءتها.

-
رواية: ليالي السهاد لـ أفنان الحلو
الرواية تتكلم عن بنت اسمها (سهاد)، كانت تعيش في بيئة سيئة ومفككة، وتحاول إنها تصلح حال عائلتها وبيئتها.
بالنسبة لي ما أحب البطل الذكي مرة، والأفضل، وهو الخير دائمًا والباقين سيئين...
الرواية فيها تناقضات، واستغرب إن الكاتبة ما انتبهت لها!
الحدث الأول اللي في بداية القصة إن كان في مدرسة سهاد استاذة متفتحة، واعتذر عالهشي - تحب البنات- فكانت تحاول تشبك سهاد معها، وسهاد كانت تميل لها، بس دخلت سهاد عليها في غرفتها ولقتها مع بنت ثانية، فتحولت سهاد هنا إلى ضحية، وإن الأستاذة هي الشخص السيء ووو، بس ما تكلمت أبدًا عن مشاعر سهاد قبل وحبها للمعلمة!
والشيء الثاني اللي ما حبيته في الرواية إنها ما تخليك تفكر أبدًا، وتحاول إنها توصل الشيء اللي هي تبيه من خلال الكتابة، يعني في أيام الجامعة واحد حب سهاد وتقرب منها وقرر يتزوجها، بس أهله قاموا يماطلون، فهو صار يبتعد عن سهاد ولا يقترب منها عشان ما تتضرر سهاد من الإشاعات وغيرها، إلى هنا حلو، طيب الشخصية هذه بالنسبة لي كانت حلوة، ومو سيئة بالعكس كانت تفكر بمصلحة الشخص اللي تحبه، بس بالنسبة للكاتبة لا، هي قررت من البداية إن هذه الشخصية سيئة يعني لازم تشوفها يالقارئ إنها سيئة، فتحاول بكل مرة تذكر هالشخصية تذكر إنها لعابة وإن ربي عوض سهاد خيرًا منها!
طيب أنا ليش ما وصلني هالشعور! ليش كنت أشوفه شاب محترم!
وطبعًا زي ما قلت سهاد هي البطل، وهي الإنسان الخير والذكي، وهي اللي تحاول تصلح عائلتها ومجتمعها، وووو ، والباقين أقل منها، فهالشي كان مزعج مرة.
فانتهيت من الرواية وأنا ما حبيتها أبد، ومستحيل أقول لشخص إقراها.

-
رواية: ثمانون عامًا في انتظار الموت لـ عبدالمجيد الفياض
القصة عن شخص ما يكبر في العمر، ويحاول يلقى حل لهالشيء،
فمره جاء بيزور شهادة ميلادة واكتشفوه منظمه ويحاولون يمسكونه عشان يجرون عليه تجارب.
أنا هنا وقفت ولا كملته، ما حبيت القصة وحسيت فيها تمطيط زيادة عاللزوم، فوقفتها
وفيها تفاصيل بأشياء أحسها مالها داعي، وكان ممكن يتعداها ولا يذكرها.

-
رواية: القط الأشقر لـ وائل هنيدي
القصة تتكلم عن لوحة أنسرقت في أحد المعارض، من 3 لصوص
فاستعانت الحكومة بالقط الأشقر عشان يحقق في القضية ويلقى الحل.
القصة ممتعة وشيقة، وقصيرة.
حلوة لتقضية الوقت، كنت أقراها وأنا أمشي بدل ما أسمع موسيقى.

-
كتاب: المطاردة الرهيبة لـ وائل الأمير
القصة عن عالم يقتل من قبل منظمة، فترسل الحكومة محقق عشان يتابع القضية ويلقى الأشياء اللي صرقتها المنظمة.
الكتاب يعتبر من كتب الجيب، قصيرة وممتعة،
بس ما دخلت جو في القصة، ما أعرف ليش!

-
ديوان: الأعمال الكاملة لـ أمل دنقل
أمل دنقل تعرفت عليه في أيام دراستي، وحبيته من النماذج اللي تذكرها الأستاذة لنا،
فقررت أشتري ديوانه، وهو الديوان الوحيد اللي شريته
بداية قصائدة كانت جميلة، بس آخر القصائد بعضها ما حبيتها.
الديوان كان على طريقة الشعر الحر وقصيدة النثر، فاللي يحب الشعر العمودي ما راح يعجبه،وما راح يستسيغة -واجهت هالمشكلة مع أخوي-
كنت دائمًا أسمع عن قصيدة (لا تصالح) وعن قصتها، بس ولا مرة فكرت أقراها، بس بعد ما قريتها حبيتها مرة
أكثر شي أحبه من قصائدة، هي: مقتل القمر، والخيول، وبكائية على زرقاء اليمامة.
قصائدة تحتاج إلى معرفة وثقافة، لأنه يذكر شخصيات تاريخية، وأحداث في الماضي، ويورد الأساطير وغيرها...
فالقصائد في البداية كانت مبهمة وغير واضحة عندي، فكنت أبحث عن الشخصيات اللي يذكرها في قصائدة عشان أفهم وش يتكلم عنه.
وكان يكثر من التناص في قصائده، يعني قصيدة بكائية زرقاء اليمامة كان فيها أساطير وشخصيات تاريخية متنوعة، وما كان يذكر اسمائها بس يذكر مقولة قالتها الشخصية أو المكان اللي تعيش فيه الشخصية، وهذا الشيء كان يفتح معاني وأفكار متنوعة، يعني القصيدة الوحدة ممكن الفكرة اللي تجي في بالي عنها غير عن الفكرة اللي تجي لما أقراها للمرة الثانية، وكذا..

-
ديوان عمر أبو ريشة لـ عمر أبو ريشة.
هالديوان أكثر ديوان قرأته هالترم، لأن بحثين سويتهم عليه، وكل بحث يختلف موضوعه عن الثاني
عمر أبو ريشة كان يعيش في وقت أزمة فلسطين، ودخول الإسرائليين لها، وهالشي أثر في كتاباته وشعره،فكانت أغلب أشعاره تتكلم عن الأزمة، وتتكلم عن حال المسلمين والذل اللي يعيشون فيه.
حبيت أشعاره الحربية، والغزلية، وأكثر شي حبيته في الديوان أشعاره القصصية، مثل: جان دارك، وكأس.
اسلوبه سهل وسلس، والعبارات والكلمات سهله وواضحه ما فيها صعوبة، وحتى لما يذكر شخصية أو اسطورة يكون واضح وسهل مو زي أمل تحتاج تبحث وتفهم عشان يوصل المعنى.

-
-
سيرة: قلب من بنقلان لـ سيف الإسلام بن سعود.
في الغلاف مكتوب إنها (رواية) بس بالنسبة لي، وبالنسبة للكاتب كان الكتاب سيرة لوالدته،
الكاتب هو الأمير سيف الإسلام ولد الملك سعود، ويقص في الكتاب قصة والدته اللي كانت بنت شيخ لقبيلة بلوشستانية، اللي هربت من اخوانها بعد وفاة أبوها، فاسرت وبيعت كأمة في الجزيرة العربية.
القصة ممتعة ومشوقة، قص فيها ايش صار لأمه بعد وفاة أبوها، وكيف وقعت في الأس وكيف بيعت لحاكم، وبعدها أعطيت هدية لحاكم آخر، وفي الأخير عاشت مع الملك سعود ...
التحولات اللي صارت في حياتها كانت تحمسني أكملها.
كانت الشخصية الرئيسية -الأم- تتحدث عن آرائها وأفكارها ومشاعرها وما أخفتها أبدًا، أو حاولت أنها تغيرها عشان ولدها.
اللي استغربته في الكتاب إن الكاتب ذكر كل شيء قالته أمه، ولا حول يغير شي من أقوالها،
يعني أبدًا ما توقعت إنه يذكر كيف أمه كانت عاشت مع أبوه، وكيف الحياة اللي عاشتها، أو كيف نظرة أمه لأبوه، وحتى إنه ذكر رأي أمه في الأمير فيصل، وآرائها في أبناء الملك سعود بعد وفاة أبوهم، وغيرها.
حبيت إنه ركز على حياة أمه أكثر من التطرق لحياة أبوه، أو إنه يحاول أن يعدل ويغير في التاريخ والوقائع والأحداث.

-
سيرة: على الجسر بين الحياة والموت لـ عائشة عبدالرحمن
القصة تتكلم عن عائشة وحياتها من كانت صغيرة إلى إن تزوجت ومات زوجها،
عائشة كانت تعيش في قرية في مصر، وأبوها كان من مشائخ المتصوفة، فكان يشوف إن البنت تتعلم في البيت فقط وما تروح تدرس، بس عائشة كانت تحاول بقد ما تقدر تدرس وتكمل دراستها، وتدخل في هذا الأمر جدها وأمها وغيرهم عشان يكملون دراستها.
في البداية كنت أشوف أبوها شخص رائع، ويهتم بعائلته، بس في النهاية كرهته، كيف إنه يحاول بكل الأساليب إنه يوقف دراسة بنته حتى إنه كان بينفصل عن أمها عشان توقف.
تكلمت عن زوجها وكيف تعرفت عليه، بس ما تكلمت عن حياتهم مع بعض إلا في صفحات بسيطة وقليلة، والبقية كانت أشعار كتبتها بعد وفاته.
عشان كذا استغربت بعض الآراء اللي تكلمت عن الكتاب قالت إنها تتكلم عن قصة حبها، بس اللي قريت كان قصة تعليمها!

-
سيرة : سيدة من مصر لـ جيهان السادات
القصة عن جيهان السادات وزوجها أنور السادات حاكم مصر،
بدأت القصة من تعرفها على أنور وزواجها منه قبل يكون حاكم مصر، وتكلمت عن الأحداث والوقائع اللي صارت في حياتهم إلى أن اغتيل زوجها.
في السيرة تكلمت عن زوجها أكثر من كلامها عن نفسها، وأحسها ركزت على الأحداث اللي شاركت فيها مع زوجها.

-
سيرة:أيام من حياتي لـ زينب الغزالي
زينب الغزالي كانت من جماعة الأخوات المسلمات، واعتقلت لهذا السبب في عهد عبدالناصر، وفي الكتاب كانت تتكلم عن الأحداث والتعذيب اللي صار في السجن لها وللي معها مع جماعة الإخوان.
القصة ما تنفع للقلوب الضعيفة.
-


وبس.
هذي الكتب اللي قرأتها في هذه الفترة.
-
شكرًا لكم عالموضوع وعلى الآراء، حطيت بعض الكتب اللي تكلمتوا عنها في قائمة القراءة لهذه السنة

أسعدت مساءا وعام سعيد ان شاء الله â‌¤
هناك مسابقه المناقش الافضل اتمنى من الجميع المشاركة فيها من اجل طرح موضوعنا الاول ونتمنى أن تستمتعوا