وَطن ‏☂ | Motherland

أيُّها الساهرُ ليلًا
بينَ ذِكرى الآفلين
هل أفادَ الليلُ يومًا
في رُجوعِ الغائِبين؟

وآلمني وآلمَ كلَ حرٍ
سؤالُ الدهرِ: أين المسلمونَ؟

‏لو لم تكن هذي جهنّمُ يا أبي
فلمَ الجميعُ على الجميعِ زبانية؟
‎

هل تعشقُ الوردَ؟ قلتُ: الوردُ ذائقتي
يا مُهملَ الوردِ إنّ الناسَ أذواقُ
لا يعشقُ الوردَ إلّا من يشابهُهُ
فارفِق بنا إنّنا للوردِ عشاقُ
مالي إذا أنتَ لم تُرزق محبّتَهُ
محبّةُ الوردِ يا مسكين أرزاقُ

عيناك، قُل لي ما أُسمِّيها؟
والسِر يُبديها ويُخفيها

تَستَل مني نبضَ قافِيَتي
وتُميتُ نفسي ثُمَّ تُحيِيها

فيها التَّناقُضُ دونما عدَدٍ
فيها مِن الإسرارِ ما فيها

شعثاءُ تُفصِحُ عَن تَخاذُلِنا
غبراءُ تُلهِمُني مآقيها

تغفو الحكايا في محاجِرِها
ألَماً تُصَبِّحُها تُمَسِّيها

عيناك .. قُل لي كيفَ أشرَحُها
أيُّ المعاني كنتَ تَنويها؟

عَتَبٌ؟ غِنًى عَنا؟ وملحَمَةٌ؟
عجزَت حروفي أن تُجارِيها

كيفَ استعَرتَ قصائِدَ الشُّعَرا
وَجَعَلتَها تَزهو بها تِيها

كيفَ اختَزَلتَ معاجِمَ الفُصَحا
لِتَصوغَ بالإِصماتِ تَنبِيها

عَيناك؟ أم أفُقٌ يُحاصِرُني
يزدادُ تَحيِيرًا وَتَمويها

عَيناك؟ أم سفُنٌ مُهاجِرَةٌ
والحُزنُ مجرِيها ومُرسِيها

عَيناكَ تَأبى في الدُّنا شبهًا
إِلَّا بِعَينِك أنتَ تَشبيها

عَمَدتْ بدمعك نحو قافِيَتي
أَخَذَتْ تُمَوسِقُها تُسَوِّيها

إِيقاعُها أَصداءُ أُغنِيَةٍ
رَقَصَتْ لِرُوحي كي تُحَيِّيها

مَلَكَتْ عَلَيَّ قَصائِدي شجَنًا
وَلَها أَوائِلُها وَتالِيها

فاخرجوا من أرضِنا
من برِنا . . من بَحرنا
من قمحِنا . . من مِلحنا . . من جُرحنا
من كل شيء، واخرجوا
من مفرداتِ الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة!

إذا تَرَحّلتَ عن قَومٍ وَقَد قَدَرُوا
أن لا تُفارِقَهُم فالرّاحِلونَ هُمُ

«والله يُريدُ أن يتوبَ عليكم»

كأني إذ أكَفكِف دمعَ عيني
وأنهاها أقولُ لها هَريقي