♦ يوميـآت مُسلم » (2) ♦

الحمد لله أمر بالصلاة ، ورتب على أدائها أعظم الثواب ، وتوعد من فرط فيها أليم العذاب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده

لا شريك له الرحيم التواب ، شديد العقاب ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأواب ، شدد أمر الصلاة بالخطاب ،

وبين ذلڪ لأولي الألباب ، فمن صلى فتحت له الأبواب ، ومن هجر وامتنع عانى الشدائد الصلاب ، وتوالت عليه

أصناف العتاب ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أهل بيته الأحباب ، وأصحابه خير الأصحاب ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب.

آلسسلآم عليڪم ورحمة الله وبرڪآته أعزائي الرآم روـآد القسسم الـآسـلآمي

آخبـآركم.؟ علـومكـم..؟ إن شـآء الله دووآم الصـحة والعـآفيه

آليـوم سـوف نتحـدث عـن صلاة الفجر آو بالـآحر, الفريضة الغائبة,

نتمـى منڪـم قـراءه مُفيــده ڪمـآ نرجـوـآ من الله سبحـآنه وتعـآلى الـآجـر والحسنـآت



الحمد لله عظيم القدر نافذ الأمر،أعلى من شأن صلاة الفجر وأعظم لها المثوبة والأجر،أحمده سبحانــہ

على ما تفضل بــہ علينا من النعمــہ ووعد عليها بالمزيد مع الشڪـر،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك

له،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسولــہ صلى الله عليــہ وعلى آله وصحبــہ وسلم تسليماً ڪـثيراً.أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وتمسڪـوا بما أنزل إليڪـم ربڪـم وابذلوا جهدڪـم على أن تطبقوه في حياتڪـم واستمعوا لربڪـم إذ يقول:

{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا(8)

فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا(9)أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا}(الطلاق :10).




« ✥ »

أيها الأحبة في الله عرفنا في السلسلة الماضية ما يفعله المؤمن من لحظة الاستيقاظ وحتى الوضوء

وصلاة الرڪـعتين، والسؤال أحبتي من منَّا طبق ما سمع؟. الرڪـعتان بعد الوضوء إن ڪـانت بعد الأذان

فهي سنة الفجر؛والسنة فيها صلاتها في المنزل قبل الخروج للمسجد لحديث عائشة رضي الله

عنها قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ وَيُخَفِّفُهُمَا)(مسلم،صلاة المسافرين )؛

تلك الرڪـعتان ڪـان نبيڪـ وحبيبڪـ أخي المسلم يتعاهدهما ويقول فيهما ڪـما في الصحيح:

((رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا))(مسلم،صلاة المسافرين )؛

« ✥ »


وقد حمله أهل العلم على سنة الفجر لأنها هي المشهورة بهذا الاسم،ودل على أهميتها أنه صلى

الله عليه وسلم ماترڪـها في سفر ولا حضر،فإن ڪـان استيقاظڪـ على الإقامة في يوم من الأيام

لطارئ فاقضها بعد الشروق،فإن خشيت فواتها اقضها بعد الانتهاء من صلاة الفجر ولا يمنع من قضائها

أنه وقت نهي عن الصلاة لأنها من ذوات الأسباب؛ولايحل لمسلم أن يصلها بعد أن يدخل الإمام في

صلاة الفجر لقوله صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ))(مسلم،صلاة
المسافرين وقصرها،)،


« ✥ »


ثم قبل الخروج للصلاة يلزمڪـ أخي المسلم أن توقظ أولادڪـ ممن جاوزوا التاسعة للصلاة فلا يڪـف أن

تخرج أنت وحدڪـ فأنت مسؤول عنهم أخبرڪـ بذلڪـ نبيڪـ وحبيبك صلى الله عليه وسلم بقوله:

((..وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))(البخاري،الجمعة،).وستسأل والله عنهم يوم القيامة،

والأشد من هذا والأعظم أنهم سيڪـونون لك خصماء في يوم يجعل الولدان شيباً يقولون ياربنا..ياربنا

خذ لنا بحقنا منه فقد رآنا لا نصلي الفجر فلم يأمرنا بها،وإن من الآباء والأمهات من يترڪـون أولادهم

نياماً لا يوقظونهم لصلاة الفجر من باب الشفقة عليهم، فأقول لهم لو أن ناراً اشتعلت في البيت-لا

قدر الله- فهل تترڪـ الأولاد نياماً أم تسارع لإيقاظهم، أي تصرف تقتضيه الشفقة؟.لا شك أنه المسارعة لإيقاظهم،

فنار جهنم أشد والله اسمع لربك يصفها لڪـ بقوله:{..قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}( التوبة :81).

عجباً لڪـ أيها الأب المشفق لو جاء وقت المدرسة أو الامتحانات لم تشفق عليهم وتدعهم نياماً،

فهل موعد المدرسة والامتحانات أهم في نظرڪـ من موعد مع قيوم الأرض والسموات ؟.ومن الآباء

من لا يوقظ أولاده تجنباً لما يعانيه مع الأولاد من مشقة وتعب؛ فمنهم من يستجيب ببطء شديد،

ومنهم من لا يستجيب،ومنهم من يتحايل،وأحياناً تدخل المرأة معه حين أيقاظها للصلاة في جدال

وخصام، فيتجنب ذلك ڪـله، ويتعلل فيقول:لايكلف الله نفساً إلا وسعها؛ فنقول لمثل هذا الأخ الحبيب

تڪـاد تڪـون الصلاة العبادة الوحيدة التي بيَّن الله أن في أمر الأهل والأولاد بها مشقة فأوصاڪـ ربك

بوصية فاستمع إليها:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }( طه :132).


« ✥ »


فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على الصلوات عامة في جماعة المسجد و خصوا بمزيد من الحرص صلاة الفجر تسعدوا ،واعلموا

رحمني الله وإياڪـم أن مما يعين الأولاد والزوجة على الاستيقاظ لصلاة الفجر حثهم على أن يجعلوا آخر عهدهم بالدنيا قبل

النوم طاعة ڪـصلاة الوتر وأذڪـار النوم أو قرءاه شيء من القرآن ومحاسبة النفس وأن يناموا على طهارة،وأن يقرأوا أية الڪـرسي

حين يضجعون على فرشهم،ثم حثهم على التخفف من الطعام والشراب ليلاً وإشعارهم بأهمية صلاة الفجر في حياة المسلم

وأنها أساس البرڪـة في اليوم والنجاة يوم القيامة، حثهم على الاهتمام بوضع وسائل للتنبيه من النوم،ڪـضبط ساعة للتنبيه،أو

التواصي مع أصدقاء وزملاء لهم ليوقظوهم للصلاة،وبإمكان الأباء أن ينشئوا شبڪـة من الأولاد والبنات المتواصين على ذلك،

إثارة جانب التنافس بين الأبناء في ذلك ورصد جائزة أسبوعية على سبيل المثال لمن لم تفته صلاة الفجر ولو يوماً واحداً خلال

الأسبوع،أن يتواصى أهل الحي ويڪـون هناك تڪـريم في المسجد مثلاً للولد والبنت الذين يحافظون على صلاة الفجر،ونحو ذلك

من المحفزات، واحذِّر الأب من إيقاظ الأبناء بأسلوب الزجر والشدة والسباب والعصى لأن ذلك مما ينفر الأولاد من صلاة الفجر

وترتتبط في أذهانهم بذلڪـ الأسلوب الخاطئ وإنما لابد من استخدام الأسلوب المحبب والڪـلمات اللطيفة والصبر على

ذلك،ولتعلم أخي الحبيب أن ڪـل من أيقظ مسلماً سواء ڪـان من أهل بيته أو من جيرانه لصلاة الفجر فإن له مثل أجره،

ڪـما أحب التنبيه على الأباء بأن تعويدهم أبناءهم على صلاة الفجر من الصغر سوف يدفعهم للمحافظة عليها وتسهل عليهم في الڪـبر.




افترض الله - عزَّ وجلَّ - على عبادِه الفرائض كان من رحمته - سبحانه - وعدله أن يفترض عليْهم ما

يطيقون ويستطيعون؛ فقد قال - سبحانه وتعالى -: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، فإنِ

استقرَّ الإسلام والإيمان في قلبِك واستشعرْت لذَّة الإيمان، ومحبَّة أن تأتمِر بأوامر الله وتنتهي بنواهيه،

فيكون ردّ الكريم - سبحانه وتعالى - أن يجعل هذا الذي هو واجب عليك إتيانه ويحرم عليْك تركه تقرُّبًا

إليه، فقال في حديثه القدسي: ((وما تقرَّب عبدي إلي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضته عليه، وما يزال

يتقرَّب إليَّ بالنَّوافل حتَّى أحبَّه)).

ومع رحمته وعفوه وكرمه، هُناك مَن يهين نفسه ويُلقي بها في المهالك في أوَّل ما يحاسب عليه

العبد يوم القيامة، ألا وهي الصَّلاة؛ فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أوَّل ما يُحاسب عليه العبد

يوم القيامة: الصَّلاة؛ فإن صلحتْ صلحَ سائر عمله، وإن فسدتْ فسَدَ سائرُ عمله))، فهي يسيرة

على مَن يسَّرها الله عليه، ولكنَّه - سبحانه - جعل فيها اختبارًا ليفرِّق بين المؤمِن والمنافق، وهذا

الاختِبار لا يَجتازه إلاَّ مَن وقر الإيمان في قلبه وثبتتْ محبَّة الله - عزَّ وجلَّ - بين جوانحه، هذا الاختِبار

هو (صلاة الفجر). رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا تقبل منا إنك أنت

السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم"

---

التعديل الأخير تم بواسطة sυzαηღ ; 08-26-2014 الساعة 03:04 PM سبب آخر: مميز ..)