وداعاً سأحن لك قصة بين الحاضر و المستقبل

عندما كنت صغيراً

كنت لا ألعب كثيراً

طنت أبكي طويلاً

كنت خائف من أن حبيبتي تكرهني لأني ما دافعتُ عنها

لأني ما حميتُ أرضها من مغتصب

لكني ...

حينما أكبر سوف أجعلها حتظنني

المكان: فلسطين ... الضفة الغربية جبال القدس

يوم الاثنين الساعة الآن الثامنة صباحاً

شاب في العشرينات مستلقي على ذلك الجبل,, هو ينظر الآن للقدس بسمة تعلوا وجهه

و ضحكة بريئة ,, تشبة ضحكة الأطفال .. عيناه تحكي قصة .. فيها عبرة ... ثم فجأة

تذرف تلك العينان الدموع يخاطب هذا الشاب القدس فيقول : آه يا قدي اليوم أقدر أن أصلي فيك

الصلوات الخمس,, دون ما أقلق من أن تقترب أيادي الغدر لتشعل نيرانها فيك ,,

اليوم أقدر أن أصلي التراويح فيك دون ما القلق من أصوات المدافع التي قد تستهدف قبة الصخرة ,,

اليوم إني سعيد إن الرياح قد أرسالت لي رسالة من غزة ليس مضمونها صرخات

,,بل ضحكات أطفال و أمنيات,,

ثم يقف و بصوت عالي" يا فلسطين إني إبنك و إسمي صلاح الدين أنا الآن لا أعلم في أي سنة أنا و لكن

أعلم أنها السنة التي استعدنا فيها جزء من أرضنا المسلوبة هي السنة التي عادة فيها الضفة الغربية "

ثم أخذ يمشي و توقف و بدأ يقول : هنا استشهد محمد .. و هنا زرع قنبلة قد نسفة العدو

..أما هنا فقد دفن عز الدين.. و في ذلك السفح كان بداية مهمتنا ..

أما هنا فتواعد إخواننا المسلمين أنهم إما أن ننتطر ..أو أن نموت, أتسمع يا عادل؟؟؟ هو النصر الضفة الغيربية حرة الآن

لم نخسر و يبدو أنكم الرابحون الأكبر,, الجنة و الحيرة ... و هنا أصيب حمزة في ذراعه "

يعاود الابتسام و يشرد مرة أخرى و إذ بصوت يتعالى هو لصديقه إنه عبد الله يقول: اليوم الضفة الغربية و غداً فلسطين كلها ,,,

"هيا انهض وقت العمل انهض عبد الرحمـ‘ـن بالغت في النوم" يستيقض الشاب و ما كان ما رآه إلا حلما جميلاً

يبدو أن النعاس قد هزه فنام و هو يحتظن بندقيته متشوق للغد

ثم يقول " عبد الله لقد راودني حلم هو النصر و كان اسمي صلاح الدين وقتها ههه "

عبد الله " صلاح الدين , !! هيا يا عبد الرحمن انتهى وقتُ الراحة أقصد .....هيا يا صلاح الدين هيا فلسطين تنتظر عودتك

لا نعلم متى سوف تأتي الهدية القادمة "

يشرد بطلنا مجدداً و يخوص في أحلامه يقاطعها عبد الله و قد علم فيما كان يفكر هل سوف تكون النهاية كما في الحلم ؟

ثم سأله :أين ذهبت ؟ فأجابه لا شيء كنتُ أفكر فقط إن كنت سوف أموت فأي ذخيرة ستقتلني

عبد الله ههه هكذا !! يالك من شاب مجنون ههه

ما آمله حقاً أن لا يكون وقودها عربياً ....فإن الخيانة شيء مؤلم جداً أكثر من شوكة نخز قلبك

بخاطبه عبد الرحمن في ثقة و هو ينظر للأفق ألم أخبرك؟ رأيتُ في حلمي

شهداء من الوطن العربي و قبل أن توقضني خاطبني أحدهم بكلمات رائعة أعجبتني

قال : أخي في الله , هذه أول مرة أشعر بالسعادة تغذو قلبي , هذه أول مرة أشعر بأني مسلم

في الماضي قيدو أهلي أسكتوا جدي لأنه كان يدم القضية الفلسطينية

و منعو أبي من التواجد هنا أما أنا فإني سعيد لأنني بينكم و حملة البندقية

دفاع عن أرض مسلم , دفاع عن بسمة طفل "

ينظر إليه عبد الله , و هو حائر سائل : ما الذي تقصده ؟ ما مغزى كلامك ؟

في بسمة أمل و في أعين تُشع إرادة و عزيمة و شغف قال : إن هناك من يود مساعدتنا فلا تقلق

أتعلم إن ربي يبشرنا بالنصر إذاما قررنا الجهاد ,, يقبل شخص آخر غيب و هو قلق

و بكلماته يفتح حديثه قائلاً : إن فلسطين أرضي و لن أتخلى هنا و لو تخلى عني الجميع

فإني باقي هنا و إن مت سوف أنبت ...هذه الأرض لخفها جدي و جد جدي , ما سلمتها لغريب

فما بالك بعدو الله كافر ,

عبد الله قلت ستناديه فبت تحاكيه ؟

ثم هي صفارة الخطر و بدأ القصف ,,يركض كل من شبابنا مبتعين

لا زال لديهم أمل بأن ترى أعينهم فلسطين حرة ,,يركضون و أمل أن يحققو جزء من أحلامهم الكبيرة

و ذ بها تستهدفهم يطير عبد الرحمن لا بل يطير صلاح الدين عالياً

و الدموع في عينيه و الحزن و الألم يعصر قلبه و مع هذا البسمة تملئ وجهه

و كلمات يتمتم بها وداعاً سوف أحن لك أيها الحلم الجميل تمنيتُ أن أعيشك

ثم شهادة يختم بها حياته

أشهد أن لا لله إلا الله و أن محمد رسول الله

و يغمض عينية مع ابتسامة للأبد


و داعاً لك يا عالم سكنته

واعاً لك يا كوكب عشقته

و داعاً لم يا بيت أحببته

لسوف ينثر التراب فوق ثنايا جسمي

ترابك يا وطني

و إني سوف أودع حلمي فإني ما عسته إلا في عالمي

---

التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 09-21-2014 الساعة 05:19 PM