كيف لك أن تعرف هذه الكلمة ؟

..[السلام عليكم و رحمه الله و بركاته ]..

كيف حالكم أعضاء منتديات العاشق ، اخوه و اخوات ، ان شاء الله الكل بصحه جيده و بعافيه دائمه ، اللهم آمين ،.. الحمد لله رب العالمين ، و الصلاه و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و سلم تسليم كثيراً ، نلتقي في هذا المنتدى بهدف الفائدة و الافاده ، اما الافاده فمنكم نستفيد دائماً و ابداً ، و أتمنى أن يكون وجودي للإفاده أيضاً و لو كان ذلك بمعلومه بسيطة بإذن الله ، أما أن أخطأت فأتمنى التوجيه و التنويه بارك الله فيكم ،..

الوقت ؟!
كلمةٌ عابرة نستعملها للتغبير عن فترة زمنية معينه ، و لكن ما هو المقصد الحقيقي الذي يجب أن تستعمل فيه هذه الكلمة بنظرك عزيزي القارئ .؟ ، على الأغلب فإن الاجابه ستكون : هو تعبير معنوي يعبر عن " الزمن " بمقايس مختلفة كالـ " الايام و الساعات و الثواني " ، قد تكون اجابتك صحيحه علمياً ، و لكن ليس هذا ما أرمي اليه في سؤالي ذاك ، بل المغزى من تلك الكلمة أعمق و أدق من ذلك بمراحل ، حيث أن المغزى الحقيقي من السؤال أخي | أختي (( القراء )) هو الوصول لهدف معين و هو : " ما هي أهميه الوقت بالنسبة لك كفرد ؟ "

الوقت بتعريف أدق هو " الحياة " ، و من هذا المنطلق نستنتج بأن قضاء الوقت فيما ينفع يعد عاملاً من عوامل النجاح في الدنيا و الآخره ، كما أنه سبيل لادراك المسؤولية التي تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع سواء أكانت دينيه أم دنيويه ، فلا يقتصر الأمر في أنجاز ما هو مطلوب منك انجازه على جانب من الجوانب و إهمال ما تبقى ، و نذكر في ذلك قصة أبو الدرداء -رضي الله عنه - ، حيث أنه اعتزل حاجات الدنيا طلباً للآخره ، فكانت نصيحه سلمان له -رضي الله عنهم - :" إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ "

فأكد رسول الله صلى الله عليه و سلم كلام سلمان قائلاً : " صَدَقَ سَلْمَانُ " ، فهنا نلاحظ بأن سلمان رضي الله عنه تكلم عن ثلاث أمور مهمة ، نذكرها مره أخرى :

- إن لربك عليك حقاً
- إن لنفسك عليك حقاً
- إن لأهلك عليك حقاً

فنلاحظ هنا أهميه المساواة بين الأمور و تنظيمها بين طلب الآخرة و لوازم الدنيا ،..

نعود لصلب الموضوع و هو الوقت ، فلم تقتصر أهميه الوقت في أنه منظم أساسي لحياتنا اليوميه ، بل أن أهميه أعمق من ذلك بمراحل ، حيث أن الوقت هو مسؤوليه عظمى تقع على عاتق الانسان ، و ذلك ما يؤكده تكرر القسم باجزاء الوقت في كتاب الله ، و رب البريّة لا يقسم سوى بعظيم ، في قوله تعالى :

وَالْفَجْرِ " ..{ سورة الفجر }..
" وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) " ..{ سورة الليل }..
" وَالضُّحَى ( 1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) " ..{ سورة الضحى }..
" وَالْعَصْرِ " (1) ..{ سورة العصر }..

فما هو سبب تكرر القسم في هذه الأوقات .؟ و مصدر تلك الأهمية يكمن في أن هذه الاوقات هي أوقات عبادة ، و هذا ما يوصلنا أيضاً لنقطة البداية و هي " أهمية الوقت " ..

إن ضياع الوقت هو أحد الأسباب في ضياع الحياة في لهو و تسليه ، و لسوء الحظ فإن كثير منا يضيع وقته هبئاً و ذلك لعدم وضوح الغاية و الرؤية ، فمن اراد نجاحاً ليضع امامه هدفاً واضح الملامح ، و ذلك منعاً للتخبط في فشل مستقبلي ، فالطالب الذي يريد التفوق لا يكثر من اللهو ، و التاجر الذي يريد نجاحاً يسعى لتحصيله ، فإياً كان هدفك .. || إن لم يتعارض مع ضوابط الشريعة || فإنه لن يضيع وقتك ، بل على عكس ذلك ، سيجعل لحياتك معنى ، فمن حدد هدفاً سامياً يسعى إليه و ذلك بإخلاص النية لله دليل على أنه مراعي لأهمية الوقت و كيفية إدارته ..

أما التحسر على ما فات فهي صفه يحمد من يمتلك هذه الصفة ربه عليها ، إذ أن محاسبة النفس على ما اقترفت و قدمت دليل على الرشد و الحكمة ، فحاسب نفسك في الدنيا قبل أن تستلم صحيفتك في الآخرة فيطبق عليك قوله تعالى " يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) ..{ سورة الفجر }.. ، و لا يقتصر الأمر أيضاً على الأمور الدينيه ، بل راجع ما قدمته في أمورك كلها دينية و دنيوية ..

و نصل الآن إلى استغلال الوقت ، كيف لنا ان نستغل أوقاتنا فيما ينفع ؟ ، ينبغي علينا كمسلمين أن لا نترك أوقاتنا فارغة دون عمل ، بل علينا ملؤها بما يشغلنا عن المعصية ، فالفراغ داعٍ للمعصية ، فها أنا الآن معكم في المنتدى أهدف للإفاده و الاستفاده ، و ذلك لا يعني بأن يقضي الانسان اوقاته كلها فيما قد يضجره ، فإن علينا أن نرفه عن أنفسنا و أن نساوي بين التسلية و التعلم و التعبد حتى نحقق بذلك التوازن في حياتنا ..

و إن الالتزام بالعبادة لا يغني عن التسلية أيضاً ، حيث أن الاسلام صرح لنا الترويح عن النفس ، فالتسليه و اللهو ليس أمر محرماً || إذا لم يتعارض مع أوامر الله و نواهيه || ، و لن ندخل في التسلية الممنوعة شرعاً و ذلك لأن هدف الموضوع عام ممزوج بأدلة الشريعة على ذلك ، و لكن بإمكانك أخي | أختي مراجعة كتاب " فقه اللهو و الترويح " للعلامه يوسف القرظاوي .
إن التسلية و اللهو في حدود المعقول هو عامل من عوامل التحكم بالاوقات ، فإن الانسان بحاجة للتسلية في أمور يحبها و ذلك حتى لا يشعر بالضجر من كثرة تلقي العلوم ، و في تلك ادلة من السنة النبوية :

فقد روى الإمام أحمد بإسنادٍ حسن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ:
((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُفُّ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَكَثِيرًا مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ ـ أي يصف الصبيان على نَسق ـ ثُمَّ يَقُولُ مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْزَمُهُمْ))

حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أنأبا بكر ـ رضى الله عنه ـ دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان،والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال ‏"‏ دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد ‏"‏‏.‏ وتلك الأيام أيام (( صحيح بخاري * كتاب العيدين * باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين ))

و فيما ذكر في ذلك كثير ،..

إذاً ، إن أدارك أهمية الوقت هو عامل أساسي لإدارك أساس الحياة ، فعلينا أن نتعلم اجاده التحكم في أوقاتنا ، و محاسبة أنفسنا على ما بدر منها ، و المساواه بين " اللهو و الجِد " ، و التوكل على الله .. إنه بنا راحم ، و إلى هنا أصل ختام مقالتي المبسطة لمفهوم " الوقت " ، آمل أن أكون قد قدمت ما يفيد ، و منكم نتعلم و نستفيد ..

أخيراً ، إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، فمنكم العذر و الصفح ، و اتمنى التنويه و التوجيه ، و أعرض الآن سؤالي الأخير لك أيها القارئ ، " كيف لك أن تعرف الوقت ؟ " ، و اختم مقالتي هذه ببعض الابيات للشاعر العباسي " ابوتمام " و التي تؤكد بذلك القول الشهير للامام " الشافعي - رحمه الله - " : ..[ الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ]..

مرت سنين بالــوصال وبــالــهنا ** فـــكانها لسرورها ايامُ
ثم انـثـنـت ايــام هـجـر بــعدها ** فــكانـها لـبؤسها اعوامُ
ثم انقضت تلك السنين واهلها ** فكانهـا وكانـهـــم احلامُ

السلام عليكم
الموضوع مخالف لأحد قوانين المنتدى
- يمنع المنقول منعا باتا و عقوبته
أن ينقل للارشيف
سلام