السنة ثأروا للإمام الحسين واستنكروا إيذاء أهل البيت

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

************


في حوار أدبي ثقافي أكد أهمية تعاون المسلمين ونبذ الخلافات المذهبية
صالون سيف الله القتال: السنة ثأروا للإمام الحسين واستنكروا إيذاء أهل البيت




كتب عباس دشتي:

اكد المشاركون في فعاليات الصالون الادبي لديوانية السادة القتال الرفاعية في ضاحية السلام ان اهل البيت عليهم السلام تعرضوا للظلومية والمعاناة والاساءة وتم الاعتداء عليهم بالقتل اما بالسيف أو بالسم من اول الائمة الامام علي عليه السلام حتى الامام الحادي عشر الامام حسن العسكري عليه السلام.

واشاروا خلال الحوار الذي نظم تحت عنوان تراث الامام علي بن الحسين عليهما السلام بحضور عدد من خطباء المساجد والاكاديميين والاشراف وغيرهم.

الى سيرة القمم الشاهقة المتميزين بالعلم والثقافة والمعرفة والفقه وغيرها من الصفات الاجتماعية والاخلاقية.

واكد السيد يوسف الرفاعي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الاسبق ان السنة هم الذين ثأروا للامام الحسين عليه السلام بعد واقعة كربلاء وانهم استنكروا ذلك العمل الاجرامي في حق اهل البيت عليهم السلام.

وطالب د.محمد عبدالغفار الشريف الامين العام للامانة العامة للاوقاف بالاستفادة من سير السادة المباركين من اهل البيت عليهم السلام والصالحين، والا نخالف اعمالهم.



نقطة سوداء



وفي بداية الحوار تحدث السيد الرفاعي عن فضائل الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام مؤكدا ان البحث والكلام في سيرة الامام الجليل يحتاج الى الكثير من الجهد والوقت، وان ترجمة حياة الامام معروفة لدى الجميع من حيث نسبه ونشأته، فهو علي بن الحسين بن ابي طالب عليهم السلام وجدته السيدة الزهراء عليها السلام بضعة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

واشار الى ان الامام زين العابدين شهد المعركة الشهيرة التي كانت بمثابة نقطة سوداء في تاريخ المسلمين وهي معركة كربلاء وكانت نجاته لبقاء ذرية الامام الحسين فإرادة الباري عز وجل كانت اقوى من ذلك الجيش لكي يكون هذا العبد الصالح من ذرية الشهيد الامام الحسين حيث ان معظم ذرية الامام الحسن قتلوا في معركة الفخ قرب مكة المكرمة.

واستطاع الامام زين العابدين حفظ تراث ابيه الامام الحسين وكذلك اهل البيت الذين سبقوه.

ثم تطرق السيد الرفاعي الى اخلاقه وتواضعه وحكمته وورعه ومروءته وخشوعه وحلمه، وانه كان كثير العطاء ولفت الى ان كبار الصحابة وامهات المؤمنين اكدوا انه كان آية في العلم والحكمة والفقاهة، والصحيفة السماوية احدى تراث الامام عليه السلام وهي صحيح حسب رواية اهل البيت والعلماء ومثله كحديث الغدير والائمة الاثني عشر ولكن هناك اختلاف بين الاخوة المسلمين سنة وشيعة.

وفي رده حول سبب قتل الامام والائمة الآخرين قال الرفاعي انه ورد في كتاب مقاتل الطالبين اكثر رموز اهل البيت ماتوا مقتولين اما بالسيف او السم ولكنه لم يتأكد من مقتل الامام زين العابدين حيث انه لم تكن لديه اطماع سياسية وأضاف: ترك مقتل والده الامام الحسين عليه السلام واهل بيته والاصحاب ترك جرحا غائرا في قلبه وخرجت الدنيا من حياته.



السنة ونصرة الحسين



ولفت السيد يوسف الرفاعي الى ان المسلمين في عهد السابقين لم يكونوا سنة وشيعة ولم يكن هناك انقسام واضح بين الطائفتين مؤكداً ان الفئة التي ثأرت للامام الحسين عليه السلام هي السنة وان السنة لم يخذلوا الحسين وانه لم يكن هناك في جيش يزيد شامي او حجازي بل كان جميع الجيش من العراق الذين دعوا الامام الحسين ثم خذلوه مضيفاً ان السنة بعد هذه الجريمة النكراء والعمل الاجرامي البغيض استنكروا ذلك وايدوا العباسيين ضد الأمويين.

واضاف: الجميع يدرك حجم تلك الواقعة اي واقعة الطف والتي لاتزال في ضمير الامة، وانها كانت ظلماً واعتداء وعدم احترام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته واكد وجود بعض الجفاء بين الفريقين السنة والشيعة مع ان الاغلبية لديهم نقاط تلاق تصل الى اكثر من %90.

واختتم حديثه مناشدا الامة الاسلامية نسيان ذلك العمل المنكر تجسيدا للاية الشريفة ?تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم? داعيا المراجع الشيعية الى اصدار فتاوى بعدم المساس بالصحابة وامهات المؤمنين.



الاستفادة من سيرتهم



وبدوره ناشد د. محمد عبدالغفار الشريف الامة الاسلامية الاستفادة من سيرة هؤلاء السادة المباركين من آل البيت وغيرهم من الصالحين والاقتداء بهم والعمل بما قاموا عليه والا نكون مخالفين لهم كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام «رب تال للقرآن والقرآن يلعنه» وقال كيف نقول ان اهل البيت هم في قمة الورع والتعبد والزهد والكرم والشجاعة واظهار كلمة الحق ثم نأتي باعمال عكس ذلك عندها من المؤكد ان هؤلاء السادة الاشراف الكرماء يبترأون منا.

واضاف ان الامام علي بن الحسين من رجال اهل البيت الذين يحملون افضل واعلى الصفات وانه لا يمكن لاي شخص يحمل صفة البخل او الجبن في اظهار كلمة الحق ان ينتسب لاهل البيت.

وتابع ان صدق الانسان لاهل البيت انما هو امتثال اخلاق هذا البيت الطاهر ومن هنا فانه لا نرضى الا ان نتمثل باخلاق وصفات وسيرة آل البيت ونسير على طريقهم فالامام السجاد هو احد كوكبة اهل البيت وكان من قبله اباؤه واجداده الذين قاموا باعمال كثيرة واخرجوا اموالهم في سبيل الله فعمه الامام الحسن بن علي عليهما السلام اخرج من ماله لله تعالى اربع مرات وشاطر ربه ثماني مرات.



الظروف السياسية



واشار د. الشريف الى ان تراث الائمة خصوصا الامام السجاد موجود في امهات الكتب وكتب الاثار وان الجميع يأخذ بها فهناك حديث عن الامام محمد الباقر عن ابائه اكده الامام احمد بن حنبل بانه لو قرأ الحديث على مجنون لافاق وشفى وانه لم تؤكد صحة سند الصحيفة السجادية المنسوبة للامام السجاد وكذلك نهج البلاغة المنسوب للامام علي اضافة الى العديد من الكتب الاخرى المنسوبة لائمة المذاهب.

واوضح ان الظروف السياسية حالت دون تدوين تراث الامام السجاد وكذلك احاديث الامام الحسين مع انه صحابي والسبب ان الامام الحسين كان في ظرف سياسي متين وكان المحدثون يخشون نقل او رواية اي حديث عنه.

موضحا ان لأهل البيت شرفين الاول الصحبة والثاني انتماؤهم لبيت الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام ولا يمكن ان نوازي اية صفة اخرى او شرف اكبر من ذلك خاصة ان خصلة الكرم والشرف تركها الرسول عليه الصلاة والسلام لأهل بيته.



الاستفادة من الطف



وأكد د. الشريف أن واقعة الطف واقعة مأساوية وليس هناك أي إنسان ليس له رد فعل على هذا العمل، مع إيماننا جميعا بأنها كانت جريمة، لافتا إلى أن الشيعة اتخذوا ذلك ضمن شعائرهم، وعليه نقول بأن واقعة الطف عبرة وعلينا الاستفادة منها للتاريخ لبناء انطلاقة جديدة في إقرار الحق.

مضيفا انه لذا علينا إبعاد القضايا التي تثير نوعا من البغض والكراهية والفتن وإبعاد التمايز الطائفي والتفرقة، ولنرى أن أمريكا لم تقف مع شيعة العراق إلا من أجل الفتنة والتفرقة.

وفي رده حول استمرار المشاكل بين السنة والشيعة حتى اليوم قال د.الشريف إنه علينا ترك أمر هذه الشخصيات إلى الباري عز وجل ومع ذلك هناك إصرار من بعض الشيعة على لعنهم، فما هي الفائدة. داعيا إلى التعاون والمساهمة في تخفيف المعاناة عن جميع المسلمين بغض النظر عن مذاهبهم وطوائفهم.

وبعد انتهاء الحوار أثنى عبدالعزيز القطان الذي أدار الحوار على المشاركين والأطروحات مؤكدا أن الأسلوب الراقي والأطروحات التي تعتمد على المبادئ العلمية والأدلة القاطعة سواء من السنة أو الشيعة هو أحد أهداف «الصالون الأدبي» منوها أن من أهداف الصالون إحياء تراث آل البيت عليهم السلام والبحث عن القواسم المشتركة بين المذاهب الإسلامية دون المساس بعقائد الآخرين، والسعي نحو فكر إصلاحي تجديدي وتنويري والبعد عن التطرف والغلو ونشر الوسطية إضافة إلى دعم روح المحبة والوحدة الوطنية خاصة والإسلامية بشكل عام ومناقشة الآراء العلمية بروح المحبة والتسامح دون إقصاء الطرف الآخر ثم نشر الثقافة الإسلامية والفنية والأدبية والسياسية.


تاريخ النشر 02/11/2008


http://www.alwatan.com.kw/Default.as...icle_id=459041