تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا)

  #1  
قديم 05-21-2015, 02:37 AM
الصورة الرمزية imel  
رقـم العضويــة: 149251
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الجنس:
العـــــــــــمــر: 31
المشـــاركـات: 1,736
نقـــاط الخبـرة: 909
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Google Plus : Google Plus
Youtube : Youtube
Icons33 سلسلة الشمل المفترق : جزء من الشمل




سلسلة الشمل المفترق
هذه عبارة عن سلسلة لرواية طويلة تتحدث عن حياة أسرة تتفرق بسبب ظروف الحياة القاسية التي سيواجهونها،
تصنيف الرواية : إجتماعي - تراجيدي

إذا أعجبتكم القصة لا تنسوا أن تشاركوها مع أصدقائكم.

السلسلة الأولى : جزء من الشمل (1)


شهر يونيو بداية الصيف.
يصعد بسلة النشير للأعلى بحركات متسارعة يقول : - سارة، سارة، ...
ترد عليه سارة : - نعم يا محمد،
يصل بقربها و ينزل السلة : - يجب أن ننشر هذا الغسيل أيضا.
ترد عليه وهي تأخذ الملابس المغتسلة لتنشرها : - هيا إذا ساعدني ولا تنظر إلي.
يرد مبتسما : - ها أنا.
ويساعدها في نشر الملابس على الحبال. فجأة يسمع صوت منادٍ يناديه : - محمد، محمد.
فيطل ليجد صديقه : - ماذا يا نوفل؟.
نوفل : - هيا أنزل، أنسيت أننا سنذهب إلى الجسر.
محمد : - سوف أنهي النشير وأنزل حالا.
يعود ليساعد أخته، فنظرت له سارة مبتسمة : - ماذا ستفعلان في الجسر؟.
إبتسم محمد : - شيء لا يجب تعرفه الفتيات.
ردت عليه تدفعه : - أيها المنحرف، هيا إذهب.
فنزل مسرعا الأدراج، لاقته أمه، ويديها بها العجين فقد كانت تعد الخبز، قالت له : - محمد، إنتبه لنفسك وعُد باكراً.
نظر إليها مبتسما وقال : - لا تخافي عليَّ يا أمي فأنا الآن رجل الأسرة، أنا من يجب عليه أن أقلق عليكم.
نزل عند صديقه نوفل وذهبا معا إلى الجسر المكان الذي يذهبان إليه عادةً، دائما ما كانا يجلسان تحت الجسر حيث بركة صغيرة هناك، تكون ممتلئة بالضفادع والأسماك وبعض الأنواع من الحشرات البرمائية.
جلسا معا وظلا يتحدثان طيلة الوقت فمحمد ليس له أي صديق غير نوفل ونفس الأمر مع نوفل، فهما أصدقاء البعض.
نوفل : - يا ليتني أسكن معكم في منزلكم.
محمد : - تعال لتعيش معنا يا أخي. فالبيت مفتوح في وجهك دائما وللأبد.
نوفل : - لن تتركني أمي أفعل ذلك، إنها إمرأة بغيضة، لا تحب أحداً وتمنعني من المعاشرة مع أي شخص، حتى أنت.
محمد مبتسم : - عليك طاعتها ففي النهاية هي والدتك وهي تخاف عليك.
نوفل ينظر إليه بغضب : - أتقصد أنك لا تريدني أن أبقى صديقك.
محمد : - أنت أخي ولست صديقي فقط، وربما أنت أفضل إخوتي. حتى ولو منعتك أمك من الحديث معي فأنا من سيحدثك عندها ورغما عنك وعنها.
نوفل يضحك : - ههه... أنت ذكي جدا.
محمد يمشي لإتجاه البركة : - يا ليثه لم يحدث شيئا، ربما كنت اليوم في المدرسة أدرس كما البقية.
نوفل يقترب منه : - المدرسة مملة، علينا الذهاب للبحث عن عمل، فالمدرسة لا تصنع المال بل تأخذ منّا المال فقط.
ينظر محمد لنوفل بوجه حزين وعيناه تبرقان : - إذا سألني شخص عن أمنيتي فسأجيب " أتمنى أن ألج المدرسة ".
رد نوفل عليه : أما أنا فسأتمنى الكثير من المال، فبه يمكنني فعل أي شيء حتى الدراسة الغبية التي تسعى ورائها.
نهض محمد ليغادر وقال له : - إنها أمنية بلا معنى.

....

في اليوم التالي إستيقظ في الصباح، كانت أمه تقوم بطهو الكثير من الطعام وتضعه بالعلب، طلبت منه أن يوقظ أخاه سعيد وأخته سارة، لأنهما سيذهبان معه لزيارة والدهما في السجن، والأم تحضر المؤونة لكي يأخذونها له ويزورنه، ففي يوم الثلاثاء من كل أسبوع إما أن تذهب سارة وسعيد ومحمد أو الأم ورانية وكريم لزيارة الوالد المعتقل بالسجن المحلي في أقصى منطقة بالمدينة. كانت رانية الصغيرة ترغب في الذهاب أيضا لكنهم لم يكونوا قادرين على تحمل التكاليف، فمصاريف التنقل لن تكفيَهم بأربعتِهم فقرّر سعيد أن يبقى وتذهب رانية معهم بدله هذه المرة، وسيذهب بدلها في الأسبوع القادم، جمعوا الأغراض وإنطلقوا.
لما وصلوا بقرب باب السجن ذهب محمد ليدفع المؤونة بينما إنتظرتاه سارة ورانية، إنّ المؤونة تخضع لعملية تفتيش دقيق لمنع إدخال المخدرات والممنوعات إلى داخل السجن، وعادة يسترجعون المواد التي تكون مشبوهة أو خطيرة ولكن المجيء لأكثر من سنة إلى هذا المكان علمت أم محمد ما هي الأمور التي يمكن إدخالها والتي لا يمكن إدخالها، ولهذا فعادة لا يسترجع محمد أيّ شيء بيده، بعدها دفعوا أوراق الهوية ليدخلوا لزيارة والدهم. في غرفة الإنتظار خرج إليهم والدهم وهو سعيد، ركضت رانية مسرعة إليه تقول: - بابا لقد إشتقت إليك، فضمّها وحملها يقبِّلها على خذها يقول : - حبيبتي رانو، أنا أيضا إشتقت إليك. ثم ضمته سارة وبعدها محمد. تبادلوا الأحاديث مع بعضهم. إن هذه الجلسة التي يعيشها الوالد مع أبنائه لا تعوض بثمن بالنسبة له. فرغم ظروف السجن وقساوته. إلا أن رؤيته لأبنائه سعداء بقربه تجعله يتغاضى عن أي شيء مضى، الكبار ربما يفهمون كيف ينتقون كلماتهم لذلك لا يحاولون جرح والدهم، ولكن الصغار عادة ما تكون كلماتهم عفوية.
وهذا الحال كان مع رانية دائما، فقد قالت : - لقد إشتقنا إليك يا أبي، أمي دائما تنظر إلى صورتك في البيت وهي حزينة لأنك لست معنا، متى ستخرج من هذا المكان؟ وتعود إلينا.
رفت الأب على شعر إبنته الصغيرة وقال مبتسما في وجهها : - قريبا إن شاء الله، يا عزيزتي الصغيرة.
بينما كل من محمد وسارة أبعدا عيناهما عن وجه والدهما ونظرا لجهة جانبية لأنهما يعلمان أنّه لن يخرج إلا بعد مدة طويلة، رنّ جرس إنتهاء وقت الزيارة، فضمت سارة والدها بحرارة وحملت بيدها رانية، بينما بقي الأب يحدث محمد ويوصيه على إخوته وأمه : - محمد، إبني الغالي إنني أوصيك على إخوتك وأمك، إعتني بهم وحافظ عليهم في غيابي، أنت الآن رب البيت؛ رد عليه محمد : - بالتأكيد يا أبي، وأنا اعطيك وعدي بأن أساعد أمي وإخوتي، وأحميهم وأعتني بهم وسأبقيهم سعداء حتى ولو بعد خروجك يا أبي؛ ثم ضمّ والده وغادر. طلب محمد من سارة أن يحمل رانية لكنها لم تلتفت له وظلت تمشي حاملة أختها. فهمها وأدرك أنّها حزينة فطبيعة سارة أنها لا تظهر حزنها بالبكاء أو الدموع بل تتصرف بلا مبالات. عندما خرجوا من السجن نهائيا إقترح محمد أن تذهبا أختاه بسيارة الأجرة بينما يوفر ثمن حصته بقدومه للبيت على قدميه. أخبرته سارة أن الطريق طويلة وهو لم يتناول فطوره بعد، لكنه أجابها أنه يحب السير ورؤية المناظر ولن يجوع، في طريقه ظل يتأمل في كلمات والده وتوصياته على إخوته وأمه، أحسّ أنه مسؤول، عندما بلغ الحي الذي يسكنه إلتقاه صديقه نوفل وقال له أن ياتي معه إلى الجسر حيث مكانهما المعتاد، لكن محمد ردّ عليه، أنّه يرغب في أن يطمئن على إخوته أولا. وعندما دخل البيت وجد سارة تقوم بتبليل منشفة بالماء وتضعها على جبين كريم فسألها : - كيف حاله؟، ردت سارة عليه :- ما زالت حرارته مرتفعة، قالت أمي أنه منذ الصباح لم يتفوّه بأي كلمة، وبالكاد أقنعتها أن تذهب إلى عملها؛ فقال لها :- هل أساعدك في شيء ما؟؛ ردت عليه بغضب وبصوت عال :- إذهب مع صديقك حيث تقومان بتلك الأشياء التي لا يجب على الفتيات أن يعرفنها؛ أحسّ في تلك اللحظة أنها ما تزال حزينة فلم يجادلها بالموضوع، وغادر ينادي رانية التي كانت بالسطح، وعندما صعد عندها وجدها تلعب بالملاقط النشير فسألها عن سعيد، أخبرته أنه راح يلعب مع رفاقه الكرة بمكان ما. بعد أن إطمئنّ عليهم ذهب مع صديقه نوفل تحت الجسر، وبقيا هناك كعادتهما يتبادلان الأحاديث ويلعبان بالقرب من البركة...
في المساء أتت الأم من عملها، وجدت كريم ما تزال حرارته مرتفعة فطلبت من محمد أن يساعدها في حمله على ظهرها لتأخذه إلى الصيدلية كي يعاينه الطبيب. حمله محمد بنفسه وذهب مع أمه إلى الصيدلية، هناك عاينه الطبيب، أخبرها أنّ إرتفاع حرارته حالة فيروس فقط وستزول إذا تناول مضادات حيوية، وبعدها قدّم لها مضاد حيوي ثمنه مرتفع، لم يكن معها ذلك المبلغ لكنها أخبرت الصيدلي بأن تأتيه بالمبلغ من البيت، في الطريق أحس محمد بأنّ أمه منقبظة فسألها : - كيف ستدفعين مبلغ 120 درهماً يا أمي؟؛ قالت له :- سآخذ من المال الذي أدخره لأجرة كراء البيت؛ ظلّ صامتا حتى وصلوا إلى البيت. بعدها ذهبت الأم إلى غرفتها وأخرجت صندوقا بنيا من خزانة، ثم سحبت النقود منه وأعطتها لمحمد كي يحضر الدواء، بينما بقيت الأم تنظر لمجموعة من الصور كانت بذلك الصندوق، دخلت عليها رانية بهدوء فوجدتها تنظر بحزن في الصور، فقالت لها :- لقد أخبرني أبي أنه سيخرج قريبا وسيعود إلينا؛ نظرت إليها الأم، إبتسمت وقالت :- نعم يا حبيبتي سيخرج قريبا، تعالي إلي حضن ماما؛ إقتربت رانية إلى أمها وصعدت على السرير بجانبها تنظر للصور أيضا، ثم تساءلت :- أمي لم تضعين كل شيء في هذا الصندوق؟؛ فردت عليها الأم:- في هذا الصندوق أخبىء كل ما هو ضروري، هنا كل شيء مهم أكثر من أي شيء آخر، بلا هذا الصندوق أنتم بلا شيء؛ لم تفهم رانية شيئا لكنها أدركت أهمية ذلك الصندوق، ذلك الصندوق مخبىء فيه كل الأوراق الإدارية والقانونية التي تتعلق بهوية الأسرة وأبناءها، عقد الزواج، بعض أوراق والدها، وغيرها من الوثائق المهمة إضافة إلى الصور والنقود التي تذّخرها الأم للمعاش؛ دخلت عليهما سارة وأخبرتهما أنها أعدّت العشاء، إجتمعت الأسرة حاول المائدة لتناوله ...
في صباح اليوم التالي؛ عاد سعيد من عند البقال غاضبا وقال لأمه في حضرة الكل : - لم يرغب البقال في إعطائي السخرة، لقد قال لي أنه لن يعطينا أي شيء حتى تدفعين الدين الذي عليكِ؛ ذهبت الأم بنفسها عند البقال لتترجّاه أن يعطيها ما ترمق به جوع أبنائها ووعدته بأن تدفع له حينما يأتيها راتبها لكن البقال رفض بصورة قاطعة، فقد تجمعت عليها الكثير من الديون ما يقارب 600 درهم، عادت إلى البيت وذهبت للصندوق البني كي تخرج جزءا مما تدّخره لتسدد ديونها، نظر إليها محمد وتذكر وصية أبيه بأن يعتني بأسرته، خرج من البيت وذهب تحت الجسر، جلس وحيداً مهموماً هناك يفكر في أمر أسرته؛ أتى صديقه نوفل إليه :- أراك أتيت باكراً إلى هنا؛ لم يتلقى أي رد من محمد، جلس بقربه ويهزه يقول : - ماذا بك ؟
محمد : - لقد كنت أناني بتفكير في مصلحتي فقط.
نوفل :- لماذا، ماذا يحدث ؟
محمد :- أبي أوصاني أن أعتني بأمي وإخوتي، ولكنني عاجز عن مساعدتهم.
نوفل :- ما الذي ستفعله أنت من أجلهم؟ هذه هي الظروف يا صاح.
محمد :- ربما أنت على حق، علي أن أعمل، فالعمل سيجلب لي المال، والمال سيحقق لي كل ما أريده.
نوفل :- وأخيراً تعترف أنني على حق.
محمد :- نوفل! أريدك أن تساعدني في البحث عن عمل
نهض نوفل من مكانه ورفع محمد بيده وقال له :- إذا هيا بنا سنبحث كلانا عن عمل لنا.


العمل كله من تصميمي
رسمتي لشخصية محمد



التعديل الأخير تم بواسطة imel ; 05-21-2015 الساعة 05:15 AM سبب آخر: إضافة صورة محمد
رد مع اقتباس
قديم 05-21-2015, 08:37 PM   #2
عاشق فلتة
 
الصورة الرمزية imel
رقـم العضويــة: 149251
تاريخ التسجيل: Apr 2012
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 1,736
نقـــاط الخبـرة: 909
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Google Plus : Google Plus
Youtube : Youtube

Icons33 سلسلة الشمل المفترق : قطعة من الشمل (2)






" بن عمّار" هي كنية أسرة محمد، والده هو عبد العزيز بن عمّار من قبيلة ريفية، تزوج من فتاة يتيمة من عائلته في الريف إسمها فاطمة، وعاشا معا في المدينة حيث المكان متحضر والحياة متزنة، واليوم هو وراء قضبان السجن، بسبب جريمة إرتكبها، تاركا خمسة أبناء صغار على عاتق زوجته، التي خرجت تبحث عن عمل لكي تسد المصاريف التي تتطلبها المعيشة في المدينة، من أكل وكراء فواتير الماء والكهرباء وغيرها. وجدت لنفسها عملا في مصنع لتصبير الأسماك تعمل فيه من منتصف النهار حتى السادسة مساءا وتتقاضى مبلغ 1200 درهم في كل شهر، الكراء لوحده يأخذ 800 درهم شهريا والباقي لا يكفي حتى لتغطية فواتير الكهرباء والماء في الغالب، وهكذا تتراكم عليها الديون أكثر فأكثر، صمدت على هذه الحال لعام بكامله محاولة ترقيع الأمور بتغطية شيء بشيء، ولكن الديون تزداد تراكما. فالبقال يدين ب 600 درهم، وصاحب البيت لم تدفع له أجرة شهرين، وحتى الكهرباء لم تدفع فاتورة شهرين أيضا، أكبر أبنائها هو محمد وعمره ما زال لم يتجاوز سن الرابعة عشر وهو الوحيد في أسرته الذي لديه بشرة وشبه مختلف عن إخوته شعره أسود وبشرته سمراء وعيناه عسليتان، تأتي بعده سارة وعمرها 13 سنة التي تتحمل أعباء البيت لكونها البنت الكبرى جميلة جدا مثل والدتها لديها بشرة بيضاء وشعر أشقر وعينان خضرواتان، ثم سعيد الذي عمره عشر سنوات ويشبه كثيرا سارة في الملامح عدا أن شعره بني مثل شعر والده، كريم لا يشبههم أيضا فلديه شعر كستنائي يميل للحمرة ما يزال في عمره 8 سنوات ولديه مرض في صدره بسبب حادث وقع له في الماضي تكلفة علاجه باهضة جدا ولم يتمكن أبواه من تحملها ولكنه يعيش عادي بفضل دعواته والديه لله، وفي الأخير تأتي الإبنة الأصغر رانية في عمرها 6 سنوات هي الأكثر شبها بأمها. مسؤولية 5 أطفال ليست بالأمر السهل وللأسف جميهم لم يبقوا في المدرسة، بسبب التكاليف، محمد وسارة أكملا تعليمهما الإبتدائي ولكنها توقفا في التعليم الإعدادي، أما الصغار فقد أوقفوه في الإبتدائي لأن الأم لم يكن معها ما يمكنها به شراء حاجيات الدراسة المكلفة، ولم تساعدها أي جمعية في تحمل نفقات الكتب، ضاعت أحلامهم منذ الطفولة...
عاد محمد في المساء إلى البيت فسألته أمه أين غاب منذ الصباح دون يتناول أي لقمة،
قال لها :- لقد كنت أبحث عن عمل أشتغل به،
إلتفتث إليه أمه ومسكت يديه :- ماذا؟ لماذا ستبحث عن عمل ؟
رد عليها :- نحن بحاجة للمال، الكل يدين لنا.
ردت عليه تضمه وبقلق :- لا يا عزيزي، أنا أقوم بكل ما في جهدي لأوفر المال، أبعد هذه الفكرة عن رأسك.
قال لها وعيناه تبرقان :- لقد وعدته أنني سأعتني بكم، إذا لم أوفر لكم المال فعندها لن أفي بوعدي له، ولن أكون رجلاً، سأكون مجرد جبان فقط.
بدأت الأم تحاول أن تُصَوِّغ سبباً لتمنعه عن فكرة العمل لكنه لم يقتنع بها وصعد إلى السطح يجلس وحيدا فأتى بقربه سعيد وقال له :- إذا هل وجدت عملا لك؟
رد عليه :- لقد ذهبنا أنا ونوفل للكثير من الأماكن ولم نجد حتى الآن، غدا سنحاول البحث مجددا.
قال سعيد :- هل يمكنكم البحث لي عن عمل معكم؟، أريد أن أعمل أيضا.
رد عليه محمد :- أنت ما زلت صغيراً.
قال سعيد بغضب :- وأنت ما تزال صغيرا أيضا.
فقال محمد مبتسما :- حسنا، حسنا سأبحث لك أنت أيضا عن عمل. ولكن حتى أجد لنفسي عملا أولا.
في الأسفل دخلت رانية عند أمها ونامت بقربها وقالت :- أمي، لِم تمنعين محمد من العمل؟.
ردت الأم :- إنه صغير يا عزيزتي، لن يقدر على العمل.
فردت رانية : ولكنك أخبرتني ذات مرة أنك بعتِ الورود عندما كنت صغيرة.
فرد الأم مبتسمة تلمس أنفها : لديك ذاكرة لا تنسى أيتها المشاكسة. هل تحبين سماع قصتي مع بيع الورد؟
ردت تضحك : بالتأكيد سأحب سماعها.
فسردت الأم القصة : لقد كنا نعيش في الريف، كنّ نحن الفتيات نجتمع معا، كلنا بنات العائلة ونذهب إلى الحقول المليئة بالزهور والورود نبدأ بقطفها ونجمع أيضا أوراق نبتة العزّاف ونصنع منها سلة خضراء نزينها بالورود وننزل بها إلى السوق حيث يأتي السياح إلينا ويشترونها منّا بأثمنة مختلفة، والمال الذي نجمعه نشتري به الملابس والأشياء التي نرغب بها.
قالت رانية تضحك :- أريد أن أتعلم صنع سلة الورود كالتي كنت تفعلينها. هل تعلمينني إياها يا أمي ؟
ردت الأم :- سوف أعلمك إياها يا صغيرتي.
...
يوم الأحد، في هذا اليوم من الأسبوع تأخذ الأم راحة لتقوم فيه بتصبين ملابس أبنائها وتنظيف البيت والبقاء مع أبنائها ليوم كامل، وأيضا أصحاب العمل لا يشتغلون لذلك كان محمد تحت الجسر مع صديقه نوفل. كان غاضبا لأنهما لم يجدا اي عمل.
محمد يرمي بصخرة في البركة :- اللعنة، الكل ينعتنا بالأطفال ولا يرغبون في تشغيلنا.
نوفل :- لم أكن أعتقد أنّ البحث عن العمل بهذه الصعوبة.
محمد :- لن أستسلم حتى أجد عملا
نوفل :- أظن أنّ حظنا عاثر، نحن منحوسان فقط، إبن جارتنا الخالة زهراء يعمل في ميكانيك السيارات وأيضا محمد الذي يسكن بقرب الحمّام يعمل في النجارة نحن الوحيدان اللذان لن نجد عملا.
محمد :- سنجده، إن شاء الله.
بالبيت بينما كانت الأم تقوم بالأشغال، طرق عليها صاحب البيت، ولما خرجت عنده طالبها بإعطائه أجرة الكراء وأنها تراكمت عليها شهران والثالث في الطريق، حاولت أن تستعطفه لكي يمنحها حتى مطلع الشهر، فصرخ في وجهها وأهانها أمام الملأ وهددها بأن يطردها إذا لم تدفع المال الذي عليها في مطلع الشهر القادم...
الثلاثاء، في السجن المحلي، كانت مع زوجها برفقة سعيد وكريم. أخبرته عن وضعها الحالي والمصاريف التي تتكاثر عليها، كما أخبرته عن رغبة محمد في العمل ليساعدها في النفقة، فقال لها الأب :- إنها الوقت ليبدأ العمل، محمد لم يعد صغيراً، عليه أن يتعلم الإعتماد على نفسه. لكنها كانت تصوغ الأسباب :- الناس لا تعرف الرحمة يا حبيبي، سوف يعتدون ويفرضون عليه الأشغال الشاقة؛
أثناء هذا كان محمد مع نوفل يجوبون أنحاء المدينة عسى أن يجدا عملا، ما يزالا يتشبثان بالأمل في إيجاد شغل لهما أو على الأقل لأحد منهما. ولكن لا شيء حتى الآن.
الجمعة، بينما سارة تجدل شعر أختها رانية، حتى تسمع صوت إمراءة يتعالى بالقرب من البيت، ولم خرجت وجدت سيدة تحاول ضرب سعيد، فسألتها عن ما يحدث، كانت المرأة تشتكي من سعيد فقد ضرب إبنها، طلبت سارة من سعيد الدخول، لكن سعيد تزايد في الكلام وقلل من إحترام السيدة فما رأى سوى صفعة على وجهه من يد أخته ودفعته نحو الداخل تطلب منه أن يحترم الكبار، وإعتذرت من السيدة بشدة ووعدتها أنها ستتعامل مع أخيها وتخبر أمها بالأمر ولن يكرر الأمر مجددا. ثم صعدت عند أخيها، كان غاضبا ويضع يده على خذه الذي ضربته إليه. وسألته :- لماذا ضربت إبنها؛
بدأ ينفر منها ولا يرغب في محادثتها، فقالت :- كان عليك أن تحترم السيدة، لم أجد مصوغا لأسكتها غير صفعك، أنا آسفة.
فقال لها :- إبنها كان يسب أخي محمد ويقول عليه كلام خبيث. لم أستحمل سماع تلك الكلمات فضربته.
فقالت له :- ماذا يقولون عنه ؟
رد :- يقولون أنه يقوم بأشياء سيئة مع صديقه نوفل تحت الجسر، وهذا غير صحيح.
في تلك الأثناء كان ما يزال محمد وصديقه نوفل يبحثان بلا ملل عن العمل، من محل إلى آخر، يسأل ويترجى، لكن للأسف ولا شخص أراد أن يشغله، ولكن أحد الرجال أخبرهم أن يذهبو إلى سوق الخضر في الصباح الباكر فهناك يمكنهم حمل الصناديق والحصول على الأجرة في اليوم نفسه. فكان هذا بادرة خير.
في صباح يوم السبت إستيقظ محمد صباحا وذهب لينادي نوفل، ولكن أم نوفل خرجت وطردته وأخبرته ألا يأتي عند إبنها ولا يتحدث معه. كانت إمرأة بغيضة وإبنها بنفسه يشهد فيها بهذا. ولكن محمد لم يكن يأبه لأمرها فبدأ يرمي الحجارة الصغير على النافذة حيث ينام نوفل فلما أطل عليه أشار إليه أن يأتي عنده كي يذهبا لسوق الخضر، عندما وصلا إلى سوق الخضر وجداه مزدحما بالناس ففيه يشتري الخضارة الخضر بالجملة، ويعبؤونها في الصناديق وحملها للشاحنات كي يتم إرسالها إلى الأسواق المحلية. بدأوا يسألان الناس حتى تمكنا من إيجاد رجل يرغب في حمالة للصناديق، إتفق معهما أن يعطي لكل واحد منهما 30 درهما، وبعدها بدءا بحمل الصناديق، ولكنهم إنصدموا فقد كانت ثقيلة جدا، وكان من الصعب عليهما حمل الصناديق بمفردهما فكان يتعاونان معا على الصندوق الواحد لإيصاله للشاحنة، بعد عمل شاق دام لأكثر من ثلاث ساعات بدون راحة وعلى صخب المشغل حصلا أخيراً على المبلغ الذي وعدهما به. رغم كل ذلك التعب لأول عمل يقومان به، كانا سعيدان جدا. وكأنهما حققا إنجازا عظيما. عاد محمد إلى البيت سعيدا، أخبر سارة أنه عمل بالسوق وجنى 30 درهم، لكن سارة لاحظت تعبه وعندما رأت يديه وجدتهم محمرتان من شدة الضغط. فطلبت منه أن يتوقف عن ذلك العمل لأنه سيهلك صحته. لم يكترث لها وصعد إلى سطح حيث كانت رانية ترسم. فأخبرها مبتسمة :- كيف حال حلوتي الصغيرة؟، ردت عليه :- إنني ألون؛ نظر إلى الرسمة كانت مجرد خرابيش من الألوان فقط. فقال لها :- في المدرسة يعلموننا كيف نرسم دائرة ونزخرفها بشكل جميل؛ فبدأ يعلمها كيف ترسم الدائرة وكيف تلونها بأشكال مزخرفة؛ كانت ترسمها على شكل بيضة وتزخرفها بالشكل الذي علمها. فقال لها :- عندما سأعمل، سأقنع أمي بأن تدخلك المدرسة؛ قالت والفرحة على وجهها :- حقا! كم أحبك يا أخي العزيز.
يوم الثلاثاء، كانوا ثلاثتهم (محمد، سارة، رانية) مع والدهم، وأخبر محمد والده أنه يعمل بالسوق ويتقاضى أجراً من حمل الصناديق، لكن سارة حاولت أن تقنع والدها بأن تجعله يغير رأيه لأنه يأتي دائما متعب...
يوم الأربعاء، بينما الأم تعمل وتتحدث مع إحدى زميلاتها في العمل عن مشاكلها مع صاحب البيت الذي تكتريه؛ إقترحت عليها زميلتها أن تذهب عند سيدة معروفة تقوم بإيجاد أعمال للسيدات، وعندما إنتهت من العمل ذهبت عند هذه السيدة، وبالفعل السيدة وعدتها بأن تجد لها عمل ثان بحيث ستحافظ على عملها في المعمل وتعمل عمل إضافيا بالبيوت يتناسب مع وقت عملها. عادت للبيت سعيدة،
في يوم الأحد إتصلت بها هذه السيدة وأخبرتها أنها وجدت لها عمل مناسب ستعمل في الصباح مع سيدة لها أبناء ستكون وظيفتها أن تضع الفطور للأبناء بالصباح وتعد لهم حاجياتهم وتهيئهم للذهاب إلى المدرسة وبعض الأشغال بمقابل 800 درهم في الشهر، الحاجة جعلتها تقبل بهذا العرض، ففي النهاية هذا المبلغ سيغطي لها الكثير من المصاريف. عندما عادت أخبرتها إبنتها سارة أن صاحب البيت أتى وبدأ يصرخ عليها ويريد أن تأتيه بالمال، كما وصلتها ورقة لإشعار بقطع الكهرباء إن لم تسدد الديون التي عليها. كان مع محمد 200 درهم قد جمعها، فأعطاها لأمه كي تتعاون بها، لم يدخل الشهر بعد ومازالت لم تحصل على راتبها الشهري. والمشاكل قد إزدادت؛
يوم الثلاثاء، لم تكن قادرة على الذهاب مع أبنائها إلى السجن لزيارة زوجها لأنها لديها العمل الجديد؛ فذهب بدلها محمد مع إخوتيه. أخبر والده عن الأمر. ولم يكن له حق في الإعتراض، لأن الحالة التي وصلت لها الزوجة لا يمكنه التعليق عليها. فقط كان يوصي محمد أن يعتني بإخوته كما العادة وما يزال محمد عند وعده.



التعديل الأخير تم بواسطة imel ; 05-21-2015 الساعة 09:15 PM
imel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-23-2015, 04:57 AM   #3
عاشق فلتة
 
الصورة الرمزية imel
رقـم العضويــة: 149251
تاريخ التسجيل: Apr 2012
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 1,736
نقـــاط الخبـرة: 909
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Google Plus : Google Plus
Youtube : Youtube

افتراضي رد: سلسلة الشمل المفترق : جزء من الشمل






شهر يوليوز
الجمعة؛ لقد إشتد الصيف وفي المساحات الخضراء الممتدة تنتبت أزهار نوار الشمس البيضاء وأيضا أزهار القرنفل البنفسجية، كانت رانية تركض من مكان لآخر تقطف هذه الزهور ومعها كريم يساعدها؛
قالت له :- هيا يا كريم، إبحث عن أوراق العزاف سنحتاجها أيضا؛
قال لها :- هناك الكثير منها مع الوادي، عندما ننتهي من قطف الأزهار سنذهب معا لجمعها أيضا؛
في البيت بينما سارة تشاهد مسلسلها الذي تتابعه، دخل محمد وهو مرهق، ثم سألها إن كان هناك شيء للأكل، كانت ما زالت لم تطهو بعد.
فقالت له :- إبحث عن القبيلة أين ذهبوا فلا أحد منهم ظهر منذ الصباح لم أجد من يشتري لي الحاجيات للطبخ؛
فقال مستغربا :- أين كريم ورانية؟؛
ردت عليه متعصبة :- لقد أخبرتك لقد خرجوا منذ الصباح، لا أعلم أين هم؛
قال لها متعصب أيضا :- سارة أنت تعرفين أنّ كريم مريض، ورانية ما تزال فتاة صغيرة كيف تركتهم يخرجون من البيت؟
قالت بتعصب :- دائما يخرجون ويرجعون، ما المختلف في اليوم؟؛
رد :- أنت تعلمين أنّ الناس في حينا خبيثة، ألا تخشين عليهم من سوء؟
قالت له :- إذا لا تعقِّد الموضوع وابحث عنهم؛ ثم نهضت إلى المطبخ.
فخرج مسرعا يبحث عنهم، وجدهم في الوادي يقتلعون أوراق العزاف الصعبة فسألهم مستغربا :- ماذا تفعلان هنا؟
ردت رانية :- نجمع الزهور، لقد وعدتني أمي أن تعلمني كيف أصنع سلة الورد؛
ساعدهما في إقتلاع الأوراق ثم عاد بهما إلى البيت وطلب منهما عدم الخروج والغياب لوقت طويل والبقاء فقط بالقرب من البيت؛ وعندما كان سيخرج تحدثت إليه سارة :- أين أنت ذاهب، أنا أطهو الأكل؛
قال لها :- سأذهب تحت الجسر مع صديقي نوفل؛
قالت بغضب :- ماذا ستفعل في الجسر؟؛
وعندما كان سيتكلم قاطعته :- عليك التوقف عن الذهاب إلى الجسر والقيام بتلك الأمور القبيحة؛
فقال مستغربا :- ماذا تقصدين؟؛
ردت عليه :- الكل يعلم عمّا تفعلانه أنت ونوفل تحت الجسر؛
فقال :- ما الذي سنفعله ؟؛
قالت :- لا تتغابى، أتظنني غبية! إنني أعرف عن علاقتكما المحرمة، الشذوذ شيء ذميم يا محمد؛
إنصدم محمد مما سمعه من أخته، لشدة أنه بدون إدراك خرج مسرعا من البيت وذهب تحت الجسر عند صديقه نوفل، جلس أمام البركة وقال :- لن تصدق ما قالته لي أختي؛
نظر إليه نوفل مستغربا :- ماذا عساها تقول ؟؛
أدار محمد رأسه نحو جدار الجسر وقال :- أتتذكر أول مرة أتينا فيها إلى هذا الجسر؟؛
تحرك نوفل نحو الجدار ووضع يديه عليه وقال :- أنظر لقد إهترأت كلها تقريبا؛
كان على الجدار الكثير من الرسومات الملونة.
نهض محمد بقربه وتنهد قائلا :- إنها تعتقد أننا نأتي إلى هنا لكي نمارس الجنس مع بعضنا؛
مرت لحظة صمت عابرة وفجأة إنفجر نوفل من الضحك، ولم يتوقف عن الضحك وهو يقول :- إن أختك حقا أكثر إنحرافا منّا؛
فقال محمد ينظر إليه بتحسر :- إنّ ما قالته سمعته من الحي، أولاد الحي يطلقون علينا الإشاعات يا صاحبي؛
رد نوفل وهو يجلس :- الناس دائما تقول، لا أكثرث لهم أصلا، ما يهمني هو أنني أريد البقاء معك هنا تحت هذا الجسر؛
في المساء عندما أتت الأم من عملها، إستقبلتها رانية عند الباب :- أمي، أمي، لقد أحضرت الزهور والعزاف هيا علميني كيف أصنع سلة الزهور؛
بعد أن غيّر ت الأم ملابسها جلست بجانب أبنائها الخمسة وبدأت تعلمهم كيف يصنعون سلة من الزهور، كانت تقوم بتفرقة أوراق العزّاف وتقسمها، وتقوم بطيها على شكل ضفائر ثم تربط الزهور ببعض أطرافها وتربطها مع الأطراف الأخرى إلى أن تشكل منها سلة صغيرة مزينة بالزهور؛ في البداية كان صعبا عليهم جميعا إتقانها ولكن مع الوقت تمكنت رانية هي الأولى من صنع أول سلة مشابهة للتي تصنعهم الأم، أما سارة فلم تفلح في صنع ولا واحدة فنهضت لتعد العشاء، كان الجميع مستمتعا وكانت تغمرهم السعادة، حتى تمنى محمد في نفسه أن تدوم هذه السعادة إلى الأبد.
بعد أن تناولوا العشاء، جاء نوفل عندهم وصعد مع الأولاد إلى السطح فعادة يلعبون معا ألعاب الورق وخصوصا في أيام الصيف حيث تكون الليالي دافئة، في الأسفل وضعت الأم راتبها التي تقاضته في الصندوق وأخبرت سارة أن تعطيه لصاحب البيت عندما يأتي وأخبرتها أن تخبره أن يصبر عليها لتكمل له البقية الشهر القادم.
وبعدها سألتها :- ماذا بكما أنتِ ومحمد ؟ هل تشاجرتما؟؛
فقالت سارة نافية الموضوع :- لا مطلقا!؛
ردت الأم :- لم تتحدثا اليوم مع بعضكما كما هي العادة لقد كان كل واحد منكما لا ينظر حتى للأخر، ليس من عادتكما أن تفعلا هذا؛
فقالت سارة :- لقد قلت له كلام لم يعجبه، لذلك هو غاضب مني؛
فقالت لها :- هيا إذهبي وتصالحي مع أخاك؛
ردت متنهدة :- سأفعل، لقد ندمت لما قلته، سأعتذر منه عندما نكون لوحدنا.
في اليوم التالي، وبينما عاد محمد من سوق الخضار مرهقا إنبطح على السُدرة،
فأتت بقربه سارة وقالت له :- أنا آسفة على ما قلته البارحة.
إعتدل في جلوسه وظل صامتا بعض الوقت ثم قال :- من أين سمعت عن الأمر؟؛
ردت عليه :- منذ أيام أتت إمرأة تشتكي بسعيد، قالت أنه ضرب إبنها، وعندما سألت سعيد عن سبب فعلته أخبرني أن ذلك الطفل قال له أنكما أنت ونوفل تقومان بعمل ذميم تحت الجسر؛
فقال يضحك :- إذا هذا ما في الأمر؛
ردت :- أعلم أنك لست من ذلك النوع، وأساسا حتى ولو كنت من ذلك النوع فسأحترم رغبتك؛
فقال لها يضرب كتفها مبتسما :- لست من ذلك النوع؛
فقالت له وهي تنهض :- هيا نادي على الآخرين لتناول الغذاء، لقد ذهبوا لقطع الزهور من الوادي.
وعندما كان سيخرج أطلت من المطبخ وقالت له :- لا تذكر لأمي أي شيء عما فعله سعيد، لقد وعدني أنه لن يكرر ما فعله، وهو ما زال يفي بوعده؛
في المساء، عندما خرجت الأم من المعمل إتصلت بها تلك السيدة التي كانت قد أوجدت لها العمل وعزمتها لتقوم معها بأمسية شاي صغيرة، ذهبت الأم عندها، وهناك تبادلتا الأحاديث؛
السيدة :- إذا أردت أن تعملي بالليل لدي بعض الأعمال الليلية سوف تجنين منها الكثير من المال؛
فاطمة (الأم) :- لا أستطيع يا صديقتي فأنا أغيب طول النهار عن أولادي وأزيد بالليل أيضا؛
السيدة :- هذه الأعمال لا تأتي كل يوم؛ كما أنها مثمرة يمكنك أن تجنين في الليلة الواحد من 300 حتى 600 درهم وأكثر؛
فاطمة مستغربة :- كيف هي طبيعة هذا العمل؛
السيدة :- أنت إمرأة جميلة جدا، يمكنك أن تستغلين جمالك بطرق كثيرة.
فاطمة وقد تخللتها قشعريرة :- لا يا صديقتي لا أستطيع فعل المنكر، فأنا إمرأة متزوجة ولديها أولاد.
السيدة :- وهذا ما يميزك، فأنت لديك رداء الشرف ولا يمكن أن يكشفكِ أبدا؛
فاطمة :- آسفة، لست من ذلك النوع؛
السيدة :- أولادك جياع، وليس لديهم أي مستقبل حتى الملابس لا يرتدونها مثل باقي الأولاد، والديون تتفاقم عليك، والسنين تهوى بك وزوجك محكوم بالسجن لمدة طويلة؛
نهضت فاطمة لتغادر وهي منزعجة :- آسفة علي أن أغادر؛
فقالت لها السيدة :- عندما تحتاجين إلى العمل أنت تعرفين رقم هاتفي، ليلة واحدة ستغنيك عن عمل نصف شهر، أو أتركي الشرف ينقذ أطفالك من الجوع؛
خرجت الأم غاضبة وفي طريقها للبيت ظلت كلمات تلك السيدة الخبيثة، تدور في ذهنها لكنها كانت مقتنعة بإخلاصها لزوجها.

الإثنين؛ بينما سارة تقوم بتصبين الملابس حتى أتى عامل الكهرباء وطلب منها أن تنادي أمها لكي تدفع فواتير الكهرباء والماء؛ لم تعرف سارة ما تفعله فقد كان معها مبلغ الكراء وأمها طلبت منها أن تعطيه لصاحب البيت؛ فأخبرته أنه ليس معها مال وأمها ليست بالبيت الآن؛ فقام العامل بقطع أسلاك التوصيل الكهربائي وأغلق منبع الماء الرئيسي عن البيت، عندما جاءت الأم في المساء وجدت أبناءها في ظلمة جالسين، وأخبرتها سارة بما حدث، لم يكن للأم شيء كي تفعله، أصبحت حائرة فيما ستفعله، وبعد برهة أتى محمد بالشمع وأناروا البيت به؛ جلسوا ينظرون جميعا إلى تلك الشمعة وهي تذوب في صمت، إلى أن طرق صاحب البيت عليهم الباب وبدأ يصرخ عليها يطالبها بإحضار إيجاره، أخرجت له ما لديها من مال 1200 درهم أجرة راتبها كلها وأعطتها إليه، ومع ذلك ظل يصارخها فقد تراكمت عليها ثلاث أشهر، وما أعطته سوى نصف المبلغ، وبعد صراخ وشتم غادر غير مبالٍٍ للوضع والظرف الذي تعيشه في الوقت الراهن، بلا إضاءة وبلا ماء، كان على محمد أن يأخذ سطل الماء ويملؤه من السقاية لكي يقضون حاجاتهم ...
في اليوم التالي ذهب مع سارة ورانية عند والدهم إلى السجن؛ كما العادة الوالد ليس بيده ما يفعله وينحسر على سماع الأخبار السيئة؛ مرت أيام على هذا الوضع بدون كهرباء وبدون ماء، الحياة أصبحت صعبة عليهم على هذا الوضع، ولكن عليهم أن يتعودوا على هذا الأمر، فالأم ليس لديها أي شيء، وثلاثون درهما التي يجنيها محمد لا تكفي حتى لشراء قسطا من لوازم البيت...
بعد منتصف الليل من دخول يوم الجمعة؛ بينما محمد متكئا بمكانه كان الكل حينها نائما، سمع قرقبة في غرفة أمه؛ وبعدها خرجت أمه وهي تلبس الجلباب وتعزم على الخروج، فنهض وسألها :- أمي؛
نظرت إليه أمه :- محمد، أأنت مستيقظ؛
وقف بقربها ومسك يدها :- أمي إلى أين أنت ذاهبة ؟؛
فقالت له :- لقد إتصلت بي سيدة وترغب بي أن أخدمها في حفلة سأذهب لأعمل معها؛
فرد عليها :- أنت متعبة يا أمي، لا تشقي على نفسك أكثر؛
فقالت له :- حبيبي، إعتني بأخوتك في غيابي وراقب حرارة كريم؛ ثم فتحت الباب لتغادر.
فقال لها محمد :- دعيني على الأقل أوصلك حتى تجدي تاكسي إنه منتصف الليل؛
فقالت له :- لا يا حبيبي، إبق هنا مع إخوتك.
ثم غادرت الأم، أحس محمد بالخوف على أمه فتبعها خفية، كان يرغب في أن يطمئن عليها حتى تأخذ تاكسي، لكنه بعد مراقبته لها وجدها تسير بعيدا عن موقف التاكسي، ثم حملت هاتفها وإتصلت. بعد برهة أتت سيارة رفيعة يسوقها رجل، ركبت داخلها أمه وذهبت مع ذلك الرجل بعيدا...
بقي محمد يشاهد السيارة وهي تغادر بعيدا ...
والدموع تنهمر من عينيه في صمت وفي عتمة الليل الساكن...


imel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-26-2015, 04:29 AM   #4
عاشق فلتة
 
الصورة الرمزية imel
رقـم العضويــة: 149251
تاريخ التسجيل: Apr 2012
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 1,736
نقـــاط الخبـرة: 909
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Google Plus : Google Plus
Youtube : Youtube

افتراضي رد: سلسلة الشمل المفترق : جزء من الشمل






الجمعة، ظل تحت الجسر جالسا يضم ركبتيه، يشعر بألم شديد بسبب ما شاهده بالليل، خيبة أمل أم شك لم يتيقن منه؟ لكن إحساسه لم يكن ليخيب، مقهور وغير قادر على البوح بما في قلبه...
أتى صديقه نوفل حاملا بيده كسرة خبزوقال له :- محمد!، خذ تناول هذه يا صاحبي؛
أومأ محمد برأسه معبرا عن الرفض، وإنكمش على نفسه أكثر مغمضا عيناه.
نوفل مكتئب :- ماذا بك ؟ هيا أخبرني ماذا بك؟، ألست أنا صديقك الوحيد؟، هيا أفرغ ما في قلبك لي يا صاحبي؛
لم يتلقى أي جواب. فقال :- لم ترغب للذهاب للعمل، ولم تتناول أي شيء؟ ماذا بك؟ هل حدث شيء بالمنزل؟ هل عاتبتك أمك على الإشاعات التي يطلقونها علينا ؟ هيا أخبرني يا صديقي؛
ظل محمد صامتا، لأن ما به لا يمكنه أن يقوله حتى لنفسه؛
في تلك اللحظات كانت أخته سارة تبحث عن سعيد ليساعدها في ملىء القوارير بالماء لكنها لم تجده، فذهبت بنفسها إلى السقاية لتملأها، كان يزعجها المرور من تلك الأحياء فالشبان يضايقونها، وبينما هي تملأ القارورة حتى أتى بقربها شاب يبتسم في وجهها :- يا حلوة! هل أستطيع أن أشرب؛
رمقته بنظرات حادة ثم أبعدت القارورة عن الصنبور وقالت له بجمود :- تفضل؛
فرد عليها يبتسم في وجهها : هل تسمحين لي بالشرب من القارورة؟؛
قدّمت له القارورة :- خذ؛
بعد أن شرب، قامت بسكب كل الماء المتبقي بالقارورة وأعادت ملأها، وعندما أكملت كل القوارير أتى الشاب إليها وقال لها :- دعيني أساعدك؛
فردت عليه مبتسمة :- هل تستطيع حملهم جميعا؟
رد بكل ثقة :- بالأكيد؛
فأنزلت القوارير من يدها وتركته يحملها وبدأ يسير بقربها، كان شبان الحي ينظرون لهما ويتكلمون بصوت صاخب، أزعجها الأمر لكنها عمدت إلى عدم الإكتراث لهم.
سألها الشاب :- إسمك سارة صحيح؟
ردت :- لا؛
قال :- ما إسمك ؟؛
ردت :- لم يسمياني والدايَ بعد.
ضحك وقال لها :- لا تكون عدائية معي، أرغب في نكون أصدقاء؛
ردت عليه :- هل تستطيع مساعدتي في شيء أخر؟
رد عليها :- نعم، أي أمر ترغبين في أن أساعدك فيه إعتمدي علي؛
قالت له :- إذا ساعدني بإغلاق فمك عن الحديث؛
ثم سارت بخطوات متسارعة تسبقه.
لما وصلا إلى البيت أخذت منه القوارير وعندما حاول أن يحدثها كانت قد دخلت البيت وأغلقت الباب في وجهه، بقي مستغربا فيها لم تعطيه حتى فرصة لكي يقول شيء،
وبينما يغادر أطلت من النافذة وقالت له :- شكرا يا حمزة؛
ومن فورها أغلقت النافذة، تفاجىء منها وإعتلت على وجهه إبتسامة واضحة وهو يغادر...
مرّ الكثير من الوقت وما يزال محمد على تلك الحال، حاول نوفل بكل الطرق أن يحدثه لكن بلا جدوى، وأخيرا بعد كل ذلك الوقت قرر الكلام فقال بصوت رقيق :- لن أستطيع حمايتهم كما وعدت أبي؛
نوفل :- لا تقل هذا أنت تتحمل مسؤولية لا يجب أن تتحملها يا صديقي؛
محمد :- إذا لم أتحملها أنا فمن سيفعل؟
ظل نوفل صامتا؛
فأكمل محمد :- أحس أنني أخسر أسرتي.
نوفل :- لا تقل هذا يا صاحبي أنا واثق أنك ستجتاز هذه الصعاب.
محمد بحزن شديد على وجهه والدموع تسيل على خذه :- لا أستطيع تخيل حياتي بدونهم، إنهم كل شيء بالنسبة لي، لا معنى لحياتي بدونهم.
ضمّه نوفل وقال له :- وأنا أيضا لا معنى لحياتي بدونك، فأنت من أعطى المعنى لها.
في المساء عندما عادت الأم من العمل وجدت محمد نائما، وأخبرتها سارة بأنه ليس على ما يرام وعندما إقتربت منه لتوقظه أبعد يدها عنه، أحست بأن هناك شيء ما ليس عاديا، لكنها تركته، لم تكن تعلم أنه شاهدها وهي تركب مع الرجل في السيارة، محمد تصور الأمر بكامله فهو ليس ولد صغير لدرجة ألاّ يفهم مثل تلك الأمور، يشعر بخيبة الأمل وبالعار ولا يستطيع أن يتفوّه بأي كلمة.
في اليوم التالي؛ كان قد تحسن قليلا فذهب مع صديقه نوفل إلى السوق، هناك المشغل الذي كان دائما ينادي عليهما أحضر شبان أخرين، لذلك إستغنى عنهما ظلا يبحثان في السوق عن من يشغلهما، إلى أن صادفا مجموعة من الأولاد السيئين قاموا بضربهم وطردهم من السوق، عادا تحت الجسر وعظامهم كلها تؤلم كان أسوأ يوم لهما في السوق. عندما كان عائدا إلى البيت إلتقاه أخوه سعيد في الطريق وأخبره أن الشبان في الحي ينشرون إشاعة عن سارة بأنّ أحدهم قبّلها أمام البيت، تفاجأت سارة عندما سمعت الإشاعة وأخبرتهم أن الأمر برمته كان يساعدها في نقل القوارير لا أكثر.
في المساء عندما شاهدت أمه الجروح التي أصيب بها منعته من الذهاب إلى السوق للعمل كما حذرت سارة من التحدث أو التعامل مع شبان الحي، أيضا وعدتهم أنهم سيذهبون غدا إلى الشاطىء، فرح الجميع بهذا.
وفي الصباح ذهبوا جميعا وبرفقتهم حتى نوفل، عندما وصلوا إلى الشاطىء كان مزدحما بالبشر ومع ذلك وجدوا لأنفسهم مكانا، دخل محمد ونوفل إلى الداخل يسبحان بينما سعيد تجاوزهما في السباحة، فهو الأمهر بين إخوته في السباحة.
أما سارة فتارة تسبح وتارة تراقب كريم ورانية اللذان كان في غالب الوقت يجمعان صدف البحر. مر وقت جميل جعلهم ينسون المآسي التي مروا بها. ولكن في المساء عندما عادوا بدأت مجددا مأسيهم، فالإستحمام ضروري بعد السباحة ولكن الماء غير موجود فما كان على سارة ومحمد إلا أن يذهبان ويأتيان بالماء من السقاية لعدد من المرات. وبينما تغسل سارة لأختها رانية وكان رقد كل من كريم وسعيد في النوم من عياء السباحة. بقي محمد مواجها لأمه فقال لها وهو ينظر إليها بتحسر :- من أين أتيت بالمال لنقوم بهذه الخرجة؟
نظرت إليه أمه مستغربة :- ماذا بك يا محمد؟ لم تسأل هذا السؤال الغريب؟
فقال وعيناه تبرق :- سألت فحسب نحن نواجه أزمة مالية.
ردت عليه :- محمد. أتساومني بكلامك؟ أنا لم أطلب منك أن تذهب لتعمل كان ذلك قرارك كما أن إخوتك يحتاجون للترفيه عن أنفسهم.
بعد لحظة صمت تحدث وهو يتعثر في كلامه :- لقد رأيت... رأيتك...في تلك الليلة.
نظرت له بغرابة :- ماذا بك ؟
فقال لها بشجاعة :- رأيتك ذلك اليوم تركب في سيارة سوداء مع رجل.
تمالكت القشعريرة جسد الأم وصُدمت في نفس الوقت، فإذا بها تسرع نحو محمد وضمته إلى حضنها وبدأت تبكي، أحسّ محمد أنه أخطأ بحديثه فهو أراد أن يسمع منها ما يريح باله وما يصوِّغ له أن أمه ليست بعاهرة.
قالت وهي تبكي :- حبيبي بني لا أريدك أن تسيء الظن بأمك، لم يحدث شيئا مما في بالك، أنا إمرأة شريفة ومخلصة لأبيك، وأنتم أبنائي، أنا أمكم؛
فقام محمد بضمها أيضا وقال يبكي :- أمي أنا آسف، آسف جدا، لم أقصد التشكيك بك أو مساومتك؛
ردت عليه :- أبعد هذه وساوس الشيطانية عن رأسك يا بني؛
فقال لها :- لا أريد أن أفقدك يا أمي، أنت أغلى ما لدي في هذه الدنيا.
هذا الحديث جعل محمد يقتل شكوكه نحو شرف أمه، ونام وهو يشعر بإرتياح تام.
...
في الصباح، ذهب نوفل ومحمد مجددا إلى السوق ولكنهم مجددا تعرضا للمطاردة من طرف المتنمرين، بالكاد تمكنا من الهروب، وفي الطريق...
نوفل :- اللعنة عليهم، لم نفعل لهم شيئا.
محمد :- علينا البحث في مكان ما عن عمل لنا.
نوفل :- لو كنت قويا لأبرحتهم ضربا.
محمد :- للأسف نحن ضعفاء وجبناء.
وقف نوفل وبدأ ينظر لمحمد مبتسما وقال :- يجب علينا أن نتدرب لكي نصبح أقوى، حتى لا يعتدي علينا أحد...



التعديل الأخير تم بواسطة imel ; 05-26-2015 الساعة 04:44 AM
imel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2015, 07:13 PM   #5
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية the source
رقـم العضويــة: 48843
تاريخ التسجيل: May 2010
المشـــاركـات: 9,858
نقـــاط الخبـرة: 1586

افتراضي رد: سلسلة الشمل المفترق : جزء من الشمل

اهلا بك اخي
اتوقع بان القصة جميلة من العنوان
دعنا نتابع


ما شاء الله
إبداع تميز تألق
وانا أقرا القصة اندمجت بها...!!!
واستمتعت بها...!!
عن جد عمل جميل ورائع
شخصيات عدة
حبكة جميلة


الجزء الأول:
فيا ترى هل سوف يجد محمد عملاً...؟!
وهل سوف نشهد أحداث قد تنتشل الاسرة من وضعها الحالي..؟!
انتهى

الجزء الثاني:
هنا تم شرح الاحدث التي جعلت حال الأسرة يصل الى ما وصل إليه الآن
شرح للأحداث التي حدثت بصورة واضحة وسلسة
حصول محمد على عمل، ولكن كان صعباً عليه...!!!
زيادة الام أعمال فوق أعمالها....!!
فلنتابع الجزء القادم
انتهى

الجزء الثالث:
كريم ورانية شمرا عن ساعد الجد
وهما يحاولان تقديم المساعدة للأسرة
وضوح اللبس الذي كان حاصل بين محمد وأخته
وكيف ان بعض الناس لا تحسن الظن، وتقول الاقاويل الغير صحيحة..!!
بداية قصة الأم...!!!
فيا ترى هل سوف تمضي في طريق الظلام....!!!
انتهى

الجزء الرابع:
أحداث جداً جميلة
وقدر محمد ان يصارح أمه، وبددت امه مخاوفه
وبانها لم تسلك ذلك الطريق
وتتصاعد الأحداث عند نوفل ومحمد
فها هما يطردان، فيقرران بأن يصبحا أقوى
راق لي
أنتهى


محتوى جيد
وطقم جداً جميل
اعحبت به
وتنسيق رائع، تحتاج الى بعض التنظيم
وتصميم جميل لشخصية محمد

هناك بعض الاخطاء الاملائية واللغوية الي ينبغى العمل عليها

واصل تميزك
وبانتظار الجزء القادم ان شاء الله

تستحق التقييم بجدارة

تحياتي:
اخوك:
the source
the source غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-22-2015, 11:56 AM   #6
عاشق فلتة
 
الصورة الرمزية imel
رقـم العضويــة: 149251
تاريخ التسجيل: Apr 2012
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 1,736
نقـــاط الخبـرة: 909
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Google Plus : Google Plus
Youtube : Youtube

افتراضي رد: سلسلة الشمل المفترق : جزء من الشمل

الصورة الملونة لمحمد

التعديل الأخير تم بواسطة imel ; 07-22-2015 الساعة 12:06 PM
imel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-22-2015, 11:56 AM   #7
عاشق فلتة
 
الصورة الرمزية imel
رقـم العضويــة: 149251
تاريخ التسجيل: Apr 2012
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 1,736
نقـــاط الخبـرة: 909
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Google Plus : Google Plus
Youtube : Youtube

افتراضي رد: سلسلة الشمل المفترق : جزء من الشمل






مرت بضعة أيام، في أواخر يوليوز.
عاد محمد وصديقه نوفل ليبحثا عن العمل في أي مكان وهما منذ أيام على هذه الحال، فالمتنمرون منعاهما من القدوم إلى السوق.
أمّا الأم فقد تراكمت الديون عليها من جديد، البقال رفض أن يعطيها أن أي شيء حتى تدفع ما عليها من ديون، والشهر يكاد ينتهي، وأبناءها بدأ يصيبهم المرض بسبب الجوع. شدة التفكير في هذا الأمر يصيبها بإنهيار عصبي... والحياة تستمر.
السيدة التي كانت تعمل معها بدوام جزئي، سافرت في هذا الصباح ولم تعد، وقد أخبرتها أنها عندما ستعود ستعطيها راتبها والذي كانت تأمل أن تسد به جوع أبنائها. فمنذ يومين لم يتناولا أي شيء تقريبا.
الأب في السجن، لا يعرف ما في حال أبنائه، يتحسر من الألم وليس بيده ما يفعله لإنقاذ أسرته. في المرة الأخيرة لم يأتوا ليزوروه فبات قلقا عليهم، يترجى من الله أن يعينهم، ويثبتهم على المحن.
في المساء قبل أن تعود الأم، أتى سعيد وبيده كيس وقال لأخته سارة:- أطبخي لنا هذا، إنه خبز يابس جمعته؛
سارة تمسكه:- من أين أحضرته؟
رد :- من أبواب البيوت البعيدة.
فتحت الكيس وأخذت ذلك الخبز ثم بللته بالماء حتى يرطب وقامت بإضافة التوابل والملح عليه ثم بدأت تطبخه في إناء على الجمر إلى أن صار نيئا، أتى محمد وتساءل عن ما تطبخه، فأخبرته بالأمر. قال :- سعيد المسكين؛ ثم نظر إلى ملامح سارة فرأى في عينها السعادة وقد كانت تطبخ وهي تدندن بأغانيها التي تقولها، ثم صعد إلى السطح حيث كانت رانية تقوم بصنع سلة ورد كبيرة، كانت الشمس حينها تغيب والشفق الأحمر بات يظهر في الأفق، جلس بقربها وظل صامتا ينظر إليها، فقالت له:- أخي!؛ إبتسم وقال :- يبدوا أنك تحبين هذه الهواية. قالت له :- أمي تحبها!... ثم بعد لحظات صعدت سارة وكريم وسعيد عندهما وبدأت تفرش رقعة كبيرة. وأنزلت الأكل عليها، فقال محمد :- ماذا تفعلون؟
ردت سارة :- لقد ذابت الشمعة الأخيرة، في الأسفل الظلام فقط، لن نرى شيئا، من الأفضل أن نأكل هنا.
إجتمعو حول الرقعة وبدأ يأكلون ذلك الخبز المتبّل وقد كان لذيذا في أفواههم. ثم أتت الأم، ووجدتهم يتناولون فشاركتهم الأكل، الجوع جعل ذلك الأكل لذيذاً، فلم يبقوا منه شيئا. قالت الأم:- من أين أتيت بالخبز؟ ردت سارة مبتسمة:- لقد أتى بها سعيد المسكين، قال أنه جمعها من أبواب البيوت البعيدة؛ إنقرصت الأم بما سمعته، فقالت:- لا تفعل ذلك يا سعيد؛ فقال سعيد يجيبها على السريع :- وهل ترغبين أن نموت بالجوع يا أمي. فقال محمد:- إن شاء الله سيزول هذا الشيء؛ فقالت رانية :- يبدوا أن حياتنا تزداد سوءا منذ غادر أبي؛ لحظة صمت وألم مروا بها لفترة ثم قال محمد :- هل تعرفون نكتة السيدتان في الثلاجة؟ إنها نكتة جديدة حكاها لي نوفل؛ فسرد لهم النكتة التي أضحكتهم...
حلّ الظلام وهم ما يزالون جالسين بالسطح يتبادلون الأحاديث ويحكون النكت، كانوا يواسون بعضهم البعض حتى لا يشعرون بقسوة الحياة التي يعيشونها. وبعد أحاديث طويلة ساقتهم إلى الحديث عن الأحلام. تحدثت رانية وقالت :- إنني أحلم أن أصبح فتاة متعلمة تعرف في كل شيء؛ ثم تحدث كريم وقال :- وأنا أحلم أن أصبح طبيب وأعالج نفسي من المرض الذي يصيبني وأي مرض قد يصيبكم؛ وقال سعيد :- أما أنا فأريد أن أصبح ملاكما يخافني كل أبناء الحي؛ ضحك الكل وقالت الأم :- أهذا ما تريده؟ إفتعال القتال يا سعيد؛ ثم قالت سارة تضحك :- أنا أحلم بأنني مشهورة، مغنية مشهورة تظهر على التلفاز؛ ثم بدأت تغني وكان صوتها مزعجا، فبدؤا يضحكون على صوتها، فغضبت وسكتت، ثم بدأو ينظرون إلى محمد، الذي لم يتحدث عن حلمه فسألته رانية :- ما هو حلمك يا محمد؟؛ سؤال لم يستطع أن يدركه محمد لأنهم في البداية منذ أن كانوا يتحدثون عن أحلامهم، كان هو عاجزا عن إيجاد حلم لنفسه، لأول مرة يدرك أنه ليست لديه أحلام، فقال بما يشعر به فقط :- أن أبقى بجانبكم وأحميكم وأساعدكم على تحقيق أحلامكم هذا هو أكثر ما أريده؛ فبدأو يضمونه كله، وقالت له رانية:- هذا ليس حلم؛ لم تكن هذه رغبته وحده بل كانت رغبة الأم وإخوته أيضا؛ فبقي صامتا كأنه لا يدري الإجابة. لكنه ظل يبتسم وينظر إلى ملامحهم السعيدة التي كانت تبدوا عليهم، وظل يتفكّر في هذه الأمنيات التي تحدثوا عنها تحت نجوم الليل الصافي وهذه الجمعة التي جمعتهم على السطح كانت الأكثر تأثيرا بهم على غيرها وربما سيتذكرونها طول حياتهم...

أغسطس؛ يوم الأربعاء، عادت الأم غاضبة من العمل، لم تتقاضى أجرتها، فصاحب العمل لديه ضيق مادي وأخبرهم أنه سيؤخر الإيجار عليهم. لقد كانت في أمس الحاجة إلى الأجرة لأن البقال لا يعطيها بالدين، والجوع يهلك أبناءها، والأسوء قد أتى، فصاحب البيت طرق عليها يطالبها بالأجرة، أخبرته أنها لم تقبض أجرتها بعد، لكنه ليس مهتما لهذا الأمر، يصرخ في وجهها بأن تعطيعه ماله وإلا سوف يطردها، ترجته مرارا وتكرارا، لكن قلبه كان متحجرا، ظل ينابيها بكلمات سيئة وغادر متوعدا إياها أنه يوم الأحد هو أخر أجل لديها ولديها فقط حلان :- إما أن تغادر بيته أو أن تدفع له أجرته. ظلت تلك الليلة تبكي محتارة فيما ستفعله. في اليوم التالي ذهبت عند مدير المصنع وطلبت منه إعطائها الأجرة لأنها بحاجة إليها أكثر من أي عاملة أخرى بالمصنع لكنه لم يلبي لها طلبها، أما السيدة التي تعمل معها فقد ذهبت في عطلة طويلة ولا تعلم متى ستأتي، حاولت التحدث مع صديقاتها لكي يعطونها سلفة، ولكن ولا واحدة كانت قادرة على مساعدتها. أصبحت لا تدري ما ستفعله وأتى يوم الأحد.
الأحد 6 أغسطس، يوم لن ينسى من ذاكرة هذه الأسرة، ففيه ستتغير حياتهم في إتجاه لم يكونو يوما يتوقعونه.
في السجن المحلي حيث الأب، كان في الساحة يتحدث مع صديقه، حتى ناده أحد حراس السجن، أخبره أن المدير ينادي عليه، ولما أخذه عنده، ودخل مكتب المدير، طلب منه أن يجلس ثم قال له :- لقد ناديت عليك يا عبد العزيز لأخبرك بأمر سار وأردت أن أخبرك به بنفسي لذلك وجدتني أتيت في يوم راحتي إلى هنا. بدأت أحاسيس الأب ترتاح وإبتسم له الأمل الذي كان قد فقده، وبدأ يسمع للمدير بلهفة ينتظر الخبر منه. أكمل المدير :- لقد كنت تدفع لنا الكثير من الطلبات لإلغاء العقوبة عنك، ولكنك أنت تعلم أن جرائم القتل من الصعب العفو عنها. ومع ذلك فعلت كل ما في جهدي كي نخفف على الأقل العقوبة عنك. والبارحة مساءا أتاني طلب ملكي بأن أدفع سير ذاتية لبعض من أحسن السجناء فضلا. جلالته لديه نوايا للقيام ببعض الإعفاءات من إجتياز مدة الحبس. فما رأيك؛ إعتلت بسمة وفرج قلبه وأحس بسعادة لسماعه هذا الخبر المذهل، فقط مرّ وقت طويل جدا لم يسمع فيه خبراً ساراً؛ ثم أكمل المدير :- ولكنك أنت تعلم سياسة السجون، لذلك سنتعامل معك سنطلب منك أن تدفع لنا فقط 30000 درهم وسوف نضمن لك الخروج؛ تحولت السعادة بعد هذا الخطاب إلى فقصة وسكنت ملامحه الذي أبداها. لقد رغب مدير السجن أن يتاجر به بشيء هو أصلا من حقه، فقال عبد العزيز:- حسنا سوف أرى! إن كان بإمكاني دفع هذا المبلغ. فقال له المدير:- لأنك فقط ترغب في الخروج لأبنائك لهذا سأتركها لك بهذا المبلغ هناك من يمكنه الدفع أكثر من هذا المبلغ للحصول على مثل تلك الفرصة، خرج من مكتبه وبدل أن يكون سعيدا كان مغتضا لوقاحتهم...
في الجسر وبينما محمد ونوفل يجلسان تحت الجسر يتحدثان معا،
محمد :- هل لديك حلم يا نوفل ترغب في أن تحققه؛
نوفل :- ما هذا السؤال؟ أنت تعلم دائما أنني أحلم بأن أصبح ثريا؛
محمد :- إنني أتكلم بجد يا نوفل!
نوفل :- ماذا بك، وأنا أيضا أتكلم بجد. هذا هو حلمي. لماذا تسأل فجأة مثل هذه الأسئلة؟؛
محمد :- قبل أيام، سألوني في البيت عن حلمي، لكنني عجزت عن فهم ما أحلم به.
نظر إليه نوفل مستغربا :- هههه، ولكنك سبق أن قلت لي أنك تريد أن تكمل دراستك!؛
محمد :- ذلك ليس حلم إنه مجرد وسلية فقط، ولقد تخليت عن تلك الإرادة في التعلم.
نوفل :- إذا أحلم مثلي بالمال والثراء هذه الوسيلة هي من ستحقق أي رغبة تريدها.
محمد :- هل أنت مقتنع أن المال هو ما يحقق الأهداف؟.
نوفل وهو يرمي بحجرة صغيرة نحو البركة :- بسبب أنكم لا تملكون المال، حياتك أنت وأسرتك تعاني.
محمد يغمض عينيه :- إنني بالفعل أحتاج إلى هدف في حياتي غير حماية اسرتي الكل لديه أحلام لنفسه.
نوفل :- أنت إنكمشت على مسوؤلية حماية أسرتك، لعل هذا ما يعيقك عن إتخاذ أهدافك وأحلامك الخاصة.
محمد :- وهل أنت تملك حلم خاص بنفسك وترغب أن يتحقق لك.
نوفل :- في الحقيقة لدي شيء أحلم به، ولكنني عاجز عن قوله لأحد.
محمد :- حتى أنا؟
نوفل :- أنت بالخصوص ربما قد لا أخبرك به أبدا، لأنك ستكرهني.
محمد يضرب كتفه :- إقتلني هنا ولن أكرهك، لا تقل مثل هذا الكلام، هيا أخبرني ماذا بك؟؛
تنهد نوفل قليل وقال :- بصراحة؛ ... وفجأة أتى عندهما سعيد مفزوعا :- محمد!، محمد! تعال! صاحب البيت يطردنا من المنزل.
بدون وعي ركض محمد إلى البيت بأقصى جهده، كان قلقا جدا لدرجة أنه سبقاهما بمسافة، وعندما إقترب توقف يتأمل المشهد الذي يراه بعينيه والدموع تنتظر الخروج. رأى رجلان يقومان بالدخول إلى البيت ويخرجان الأثاث منه يرمونه خارجاً، كانت سارة تبكي وهي تمسك كل من رانية وكريم، أما الأم فقد كانت راكعة على ركبتيها أمام صاحب البيت تترجاه باكية أن يبقيها وأولاد في البيت، مأواهم الوحيد. لكنه كان يسبها فقط بكلمات نابية، نعتها بالعاهرة والسارقة وكل الذموم، والناس إحتشدت أمامهم تشاهد المهزلة التي يعيشونها، أصبح محمد تائها يرى أسرته على شفير الإنهيار، وبدأ يثور وقلبه يزداد خفقان. بدأ يتصور مصير أسرته الضائعة. تألم من الداخل كثيرا ولو كان بيده ما يفعله لما تردد أبدا، ولكن ليس بيده أية حيل.
في لحظة مسكت الأم أقدام صاحب البيت وطلبت منه أن يرحم أبنائها ويتركهم يبقون في البيت، لكن قام بتصرف حقير لقد قام بركلها إلى وجهه وأسقطها على الأرض بعيدا منه حتى نزفت من أنفها. أسرع محمد مفزوع إليها وسارة أيضا، أمسكاها وتحسسو حالتها كانت ما تزال واعية. تكاثر الغضب داخل محمد وبدأ يتحسس المكان من حوله لقد كانم يعيل على أن يقتل صاحب البيت لما فعله بأمه. أما سعيد فلم يحتمل رؤية ما فعله لأمه فحزّته نفسيته، أخذ صخرة من الأرض ورماها على صاحب البيت بكل قوته، أتت في ظهره، فغضب كثير وركض من وراء سعيد ليضربه، لكن الأم بحرارة حبها لأبنائها حاولت إيقافه تترجاه أن يعفوا عنه لكنه من جديد ضربها بيده فأسقطها أرضا. إتسخت بالكامل بالتربة. إنبعث الغضب في داخل محمد فصرخ في وجهه بكل غضب :- لا تضرب أمي أيها الوضيع؛ ووقف متحسراً يرمقه بغضب، والدمع على عينه مقهور. كانوا جميعا مقهورون الدموع تنتظر متى ستسيل بغزارة. لقد أذلهم جميعا. نظر إليه الرجل وقال له :- ما الذي تقوله يا ابن العاهرة؟ ثم ضربه إلى رأسه وأسقطه على الأرض، إرتطم رأسه بصخرة كبيرة، أحس محمد في آنه بوجع كبير في رأسه وبدأ جسده يرتعد، عندما شاهدت سارة والأم ذلك صرختا معا وأسرعتا إليه، في ذلك الحين دخلت رانية الصغيرة البيت وهي تبكي خوفا، بينما كمال يرتعد من الخوف وحرارته إرتفعت بشدة، أما سعيد فاق غضبه الحد وظل يرمق صخرة أما عينيه ينوي على شر بها، محمد كان يرتعد ورأسه كان ينزف، الأم تصرخ وتبكي على إبنها لحالته الخطرة :- محمد عزيزي! ... إبني الحبيب! اللهم إحفظ إبني...؛ صرخ نوفل صديقه يطالب الناس أن تتصل بسيارة الإسعاف.
في تلك اللحظات بدأ محمد يفقد وعيه، يسمع صرخات أمه تتباعد عن مسامعه وهو ينظر إليها تبكي وتضمه، والرؤية تزداد إسوداداً حتى لم يعد يرى أي شيء، في نفسه داخلا كان يتمنى فقط أن يحمي عائلته من الشتات، وأن يعيش معهم في سعادة، لقد خاب أمله، فقد تخلى عنهم في بداية الطريق... وهكذا غاب عن الوعي ولا يعلم ما المصير الذي ستلقاه أسرته.


imel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2015, 05:24 PM   #8
Writer
 
الصورة الرمزية خلد أديب
رقـم العضويــة: 344509
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الجنس:
المشـــاركـات: 950
نقـــاط الخبـرة: 35

افتراضي رد: سلسلة الشمل المفترق : جزء من الشمل




تروقني الروايه الطويله الممتعه
ما أجمل ان تعيش الكلمه
تتأثر بشجونها وترحها
واصل أخي


التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 08-06-2015 الساعة 04:40 PM
خلد أديب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
قصص، تراجيديا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع سلسلة الشمل المفترق : جزء من الشمل:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحرب على الكسل و السلم مع القراءة خربشات قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 1 03-23-2014 09:26 AM
حالة الشلل النومي - " تابع سلسلة موسوعة الاساطير و الرعب و امور ما وراء الطبيعة Sherlock Holmes حول العالم من هنا وهناك 1 02-24-2014 10:13 PM
سمعتوا عن الشلل النومي قيصر الظلام قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 25 09-07-2011 03:41 PM
لم الشمل الغافل القسم العام 9 09-26-2009 05:08 PM

الساعة الآن 09:40 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity