عرض مشاركة واحدة
قديم 09-16-2018, 06:26 PM   #18
 
الصورة الرمزية هينااموري
رقـم العضويــة: 327074
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 5,926
نقـــاط الخبـرة: 1026

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ɢ ί η مشاهدة المشاركة


الانطباع كتب كرد على انطباع صديقي كيلوا لذا ستجدون فيه بعض الكلمات الموجه اليه

تجاهلوها فقط ~



" الانطباع فيه حرق وجب التنويه "



---


الجريمة و العقاب


لي مع هذه الرواية قصة طويلة ففي بداياتي كان اسم دوستفويسكي هو الاشهر و بالتالي اي قارئ جديد لابد ان يمر عليه . بداية قرات المقامر و كانت تجربة جميلة و اسلوب يليق فعلا بسمعة دوستفويسكي . و ثانيا الجريمة و العقاب . و لانها الاشهر لم ارضى ان اقراها pdf . لذا فقد اصريت على صاحب المكتبة ان يوفرها لي لمدة 6 اشهر و انا اتردد عليه و بالطبع اشتري روايت اخرى اثبتت له انني جدي في مسعاي لانه و كما تعلم تحصيل الكتب الورقية في ولايتي و بلدي صعب جدا لضعف دور النشر و اقتصار الموزعين على الاعمال التي يظنونها هم انها ستباع و ليس على حسب الطلب ...
المهم وفرها لي بشق الانفس من مكتبة اخرى في ولاية اخرى كانت تملك 5 نسخ فقط و لاني مصر اصر صاحب المكتبة على توفيرها لي جزاه الله خيرا ... و اخيرا نسخة ورقية للاسطورة الجريمة و العقاب بين يدي بعد طول انتظار
لم اصدق الامر لذا كنت اثناء قراتي لرواية الامير لواسيني الاعرج اتوقف برهة لانظر اليها و حتى احملها و اقلبها و اشم رائحة الورق ...مبالغة اعلم لكنها الحقيقة ~
في تلك الفترة كان امتحاناتي لذا اجلتها الى ما بعد الامتحان و لشدرة رغبتي فيها كنت افكر فيها و انا في منتصف الامتحان ~
بعد الامتحان بدات فيها حسنا لن اقول اني انهيتها في وقت قياسي لان هذا لم يحدث و السبب كما تعلم و قد اشرت اليه صديقك بقوله :

-رأيت كيف يقوم بتفصيل كثيف في سرد مشاعر الشخصيات، حتى شعرت وكأنه يضعها في ملعقة، ويطعمني إيّاها.

جديا كان التفصيل في الكلام طاغيا على الرواية و العجيب اني لم انتبه لهذا الامر اثناء قرائتي للمقامر و هذا جعلني محتارا ما القضية ؟؟ ~

المهم الان ساتحدث عما اثار انتباهي في هذه الرواية و التي ابهرتني ببضع حوارات للان لازال طعمها في فمي ~

و بداية ما ساشير اليه هو البطل راسكولينكوف شخصيته كانت كاللغز بالنسبة لي ففي البداية ظهر كشخص انعزالي لا يحب ان يختلط باحد و لا يريد ان يعمل بعد ان كان طالب جامعي يدرس الحقوق سيتاجر غرفة" حقيرة " وصف مختصر لها ...و لكن لقلة ماله توقف عن الدراسة رغم انه كان بامكانه ان يعمل مدرسا ليربح قليلا من المال يمكنه من اكمال دراسته ...

راسكولينكوف يتعامل مع مرابية عجوز يمكننا القول انها تربح و لا تخسر و مع هذا لا تفعل شيء بارباحها كانها تكتنز المال فقط لاكتنازه كاليهود و هي لا تتوانى عن بيع الرهن اذا تاخر صاحبه عن الدفع ...

راسكولينكوف و في الرواية يبدو انه قد قرر قتلها و لقائه الاول في الرواية بها كان كتجربة لدراسة العملية اي متى و كيف قرر هذا لا نعرف لهذا السبب شخصيته بقيت لغز بالنسبة لي طوال منتصف الجزء الاول ...

اثناء القتل و بعده لما كان يختبئ في بيتها بينما الراهنان يطرقان بابها تصرفاته كانت غير قابلة للفهم بالنسبة لي ...
كان يرغب ان يفتح الباب و يخرج لسانه في وجوههم ساخراً !!!

بعد القتل ماذا فعل ؟؟ اخفى المال تحت صخرة و لم يستخرجه حتى نهاية الرواية ليستفيد منه !!!

هذا يقودنا ربما الى اهم حدث في القصة او احدها و هو نوبة الحمى التي المت به بعد ان وقع مغمى عليه في مخفر الشرطة جراء سماعه لاسم المرابة و امر الجريمة

هنا يظهر افضل شخص في كامل الرواية المحقق بورفيري الذي بالنسبة لي كل حواراته في الرواية كانت عمل فاخر و كنت اشعر بالتوتر و الضغط الذي كان يشعر به راسكولينكوف جراء تلاعبه به ...

و رغم ان الرواية فلسفية الا ان دوستفويسكي قد ابدع في العمل البوليسي التحقيقي لابد ان يدرس في علم نفس الاجرام ...

لقد شك في راسكولينكوف منذ ان سمع باغمائه و رغم انه لم يملك اي دليل مادي او تصريح جازم الا انه بنى نظرية فلسفية مبنية على علم النفس لادانة راسكولينكوف و التي صرح بها في اخر حوار بينه و بين راسكولينكوف كان ذالك ربما افضل فصل في الرواية كان حوار او بالاحرى كلام بروفيري بسببه امسكتني رعشة غريبة اذا انه لا يقول لك انك القاتل لكن يتحدث اليك عن القاتل و يسمعك افعالك نفسها كانك لست مرتكبها و تلاعبه هذا يدخل الشخص في فزع و دوخة و ممكن اغماء لكنه في النهاية قال له انت هو القاتل بالطبع كانت هذه الكلمة كرصاصة الرحمة من قبله لي و لراسكولينكوف ...

المحقق بروفيري افضل شخصية و اذكاهم في كل الرواية و من ابرز افعاله ايضا انه اكتشف ان ذالك الدهان نيقولاي ليس القاتل رغم اعترافه و قد فسر كيف عرف ذالك بطريقة رهيبة اقشعر لها بدني ~

المهم نعود الى راسكولينيكوف شخصيته في بعض الاحيان اراه ذكيا و يعرف ما يفعل و ذو شخصية قوية و ابرز مثال على ذالك تعامله مع بيوتر بيتروفيتش الذي اراد الزواج بدونيا اخت رسكولينيكوف

ذالك الشخص البغيض الذي يريد ان يتزوج فقيرة ليشعر بامتنانها كل يوم ياله من تفكير مريض

و الاعتى من ذالك تصرفاته الوضيعة اولا محاولا تشويه سمعة راسكولينيكوف بارتباطه بصونيا و ثانيا بتلفيق سرقة صونيا لماله ...

في كلى الحالتين تعامل راسكولينيكوف بطريقة ذكية جدا معه اذ لم يفقد اعصابه بل هزمه ببرودة دم و فضحه امام امه و دونيا اولا ثم امام الجميع في بيت كاترينا إيفانوفنا ...

و هنا ظهر ذكاء راسكولينيكوف و لكن في تعامله مع المحقق فقد كان غبيا جداً لدرجة انني لم اصدق انه هو من يتخبط بذالك الشكل امام بروفيري ...

كذالك تناقض تصرفاته ظهر جليا في علاقته بسيميون زاخاروفيتش مارميلادوف وهو سكير قام بتبديد ثروة عائلته الصغيرة والد صونيا و زوج كاترينا ايفانوفنا

رغم انه سكير و فاشل الا انه تعاطف معه و ساعده في البداية ليصل الى بيته مخموراً و ترك مالا في بيته ثم عند اصابته اخذه بالقوة الى منزله ليموت بين عائلته علما ان راسكولينكوف شخصية منعزلة و لا يرتبط باي احد حتى التقى به ...

اعطى مال لزوجته من اجل الدفن و حظر الجنازة

ربما هذا الجانب الطيب منه هو ما ارادنا دوستفويسكي ان نظن من خلاله ان البطل لطيبته و شرفه

سيخول لنفسه ارتكاب جريمة قتل لكي يساعد بعد ان يبدا طريقه اكثر عدد من المحتاجين هذا المبدا الذي وصفه راسكولونيكوف ان الخارقون فقط من يسمح لهم ارتكابه امثال نابليون فلكي تفعل ثورة او شيء عظيم عليك ان تتجاوز عقبات صغيرة كالخروج عن القانون الاخلاقي المتمثل في القتل من اجل هدف اسمى ...و هذا ما ذكره في مقالته التي واجهه بها بروفيري و ربما تلك المقالة كانت تلخيص لحالته ...

فحسب كلامه ارتكاب الفعل الثوري يصنف الخارق و العادي فان تحمل الشخص فهو خارق و ان لم يتحمل فهو عادي و يبدو ان راسكولينيكوف عادي كونه استسلم للحمى و خسر ...

تفسيره لمقالته كان رائعا في حوار مع بروفيري .

رئيي في الموضوع ان القضية معقدة و شائكة لكن الجواب المثالي هو ان القتل امر لا يسمح به مهما كانت الظروف و لكن كلنا نعرف اننا لا نعيش في عالم مثالي .

....

ناتي الان الى الحصان الاسود في الرواية آندريه سيميونوفتش او سفدريجالوف ...
في الواقع هذا الشخص اطفى جو من المرح على القصة التي كانت كئيبة و ظلامية بافكاره الغريبة و التي هي انعكاس لسخرية دوستفويسكي من المجددين

لكن تصرفاته كانت غاية في الحساسية فكل مشاهده كانت رهيبة بالنسبة لي من يوم دخوله الى غرفة راسكولينكوف و ذالك الحوار الرهيب ... الى اكتشافه بالجريمة التي ارتكبها لمصادفة انه استاجر غرفة مقابلة لصونيا فبعد حوار راسكولينيكوف مع صونيا ظهر انه كان يتنصت بخبث لدرجة تخيلته يصنع وجه هيسوكا الخبيث ...



الخبيث تصرفاته كلها توحي انه مجرم سابق يفهم جيدا ما يشعر به راسكولونيكوف

لكن ما لا استطيع اخراجه من عقلي هو مشهداه الاخيرين و هما ليس مع راسكولينكوف بل مع دونيا ذالك المشهد الرهيب كان مشهدا نفسيا ذا ضغط رهيب جنونه يذكرني بهيسوكا قليلا

اذ لما اطلقت عليه النار و خدشته تخيلته يلعق دمه هكذا





لم اتوقع ان يفعل تلك الفعلة معها فقد اوصلها لحد الجنون و كانه لا يهتم في هذا العالم بشيء غيرها حبه كان مؤثرا رغم اني ظننت انه قد نسيها بعد حواره مع راسكولينكوف لهذا صدمت من المشهد ككل ...


و الثاني كان تركيز المؤلف عليه بعدها و كيف قضى ليلته و كنت اتسائل الى اين ياخذنا هذا كله
لما يصف لنا هذه الليلة و هذه الاحلام المفزعة التي لا تنتهي حتى اني و انا اقرا انه يحدث اليهودي و يقول له نعم هنا لم اتوقع ابدا ان يقتل نفسه و قتله لنفسه بقي لغز بالنسبة لي

ايعقل انه كان يحب دونيا الى تلك الدرجة ؟؟ لا شك انه كان يمر بحالة هيام اسكرته شهورا ...

لم يكن الامر واضحا بالنسبة لي كونه كان داعرا فاجرا اذ يصعب تصديق ان يحب الداعرون اي شخص محدد و اي حب هذا !!! حب ينتحر من اجله !!! اسمع دوستفويسكي يقول من هذا كله ان القلب لا سلطان عليه و انه يمكن ان يحب من هم اقذر القوم اقوى من غيرهم رغم كل شيء ...


لن اتحدث عن رازموخين لانه يمثل شخصية الصديق الساذج الوفي الموجود في كل رواية الا ان له مقولة اعجبتني كثيرا و هي :

من يخطئ يصل الى الحقيقة . انا انسان لانني اخطئ . ما وصل امرؤ الى حقيقة واحدة الا بعد ان اخطا اربع عشرة مرة و ربما مئة و اربع عشرة مرة ! و هذا في ذاته ليس فيه ما يعيب . لك ان تقول آراء جنونبة . ولكن لتكن هذه الآراء آراءك انت . فاغمرك بالقبل . لاْن يخطئ المرء بطريقته الشخصية . فذالك يكاد يكون خيرا من ترديد حقيقة لقنه اياها غيره .

قالها في حالة سكر لكنها كانت حقيقة مشاعره و افكاره ربما لهذا احبته دونيا و تزوجته في اخر المطاف ~

--------

الشخصيات البائسة كانت ثلاثة :

بلخريا الكسندروفنا راسكولينكوف – والدة روديون راسكولينكوف

صوفيا سيمونوفنا مارميلاردفا - صونيا

كاترينا إيفانوفنا - زوجة مارميلادوف

---------------------------------------------------------------------

بلخريا الكسندروفنا راسكولينكوف


اشعر بالشفقة تجاهها لحياتها الكئيبة ابنتها التي تعرضت للتحرش في عملها ...ابنها الذي يعاني امامها و الذي تغير عليها بعد ثلاث سنوات من الغياب ...و تعاملها مع بيوتر بيتروفيتش و الرغبة في التعلق بقشة لانقاذ اولادها ...و في النهاية بالطبع معانتها بعد ان زج براسكولينكوف في السجن

كانت بائسة حتى ماتت ...


لكن بالطبع ليس مثل كاترينا إيفانوفنا اراها المسكينة الاكبر في الرواية شخص مثلها كان من الطبقة الارستقراطية تتزوج سكيرا بدد اموالهم و اسكنها في غرفة قذرة مع ثلاثة اولاد لا تجد كيف تطعمهم و معهم ابنت زوجها من زوجته الاولى صونيا البائسة الثالثة ...


التراجيديا بين الاثنيتين كانت من اقسى ما قرات

دفع زوجة الاب للابنة الى العمل في الدعارة تجعلنا نظن انها زوجة اب شريرة لكن هذا مخالف تماما للواقع فهي من احن الشخصيات و هي اكثر شخص احب صونيا هذه العلاقة المعقدة بينهما كانت من الامور الرهيبة في القصة اذ لم تتوقف عن اذهالي طوال الوقت

لان كاترينا إيفانوفنا دفعت بصونيا للدعارة غير انها فعلت ذالك لان كل الطرق اغلقت في وجهها

ربما هذا لا يشفع لها لكن ما حدث قد حدث

صونيا بدورها تحبها اكثر مما تحب اي شخص فهي تعلم انها الاحن عليها حتى من والدها هذا امر اثر في كثيرا اثناء حديثها مع راسكولونيكوف عنها و حتى لما كان مارميلادوف يحكي لراسكولنيكوف عن الامر في بداية الرواية في اول لقاء بينهما

علاقة احببتها و اسيت لها قد اثرت في ايما تاثير حتى لا اجد عبارات مناسبة لوصف تاثيرها علي .

و الحدث الماساوي يوم جنازة مارميلادوف كان يبكي الصخر كاترينا إيفانوفنا رغم السل و تلفيق بيوتر بيتروفيتش لعملية السرقة و كيف دافعت عن صونيا ثم قتالها مع صاحبة البيت و خروجها في البرد مع اطفالها تغني و ترقص لتكسب المال بعد ان ردها ذالك المسؤول الحقير ...و الدم يخرج من فمها و بعدها وفاتها كل هذا كان قاسيا جداً و هنا اطناب دوستفويسكي في الوصف طوال الرواية لعب دورا في رسم هذا المشهد و لم يكن ليكون بتلك القوة لولا ذالك الوصف ...

...

علاقة صونيا براسكولنيكوف كان هي الاخرى مؤثرة اذا لم افهم مالذي شد راسكونيليكوف اليها بادئ الامر ربما الشفقة عليها

لكن مع تواصل حواراتهما بدى جليا ان الحب هو مال هذه العلاقة سذاجة صونيا و طيبتها و جنون راسكونيليكوف كان خليطا كالبارود و النار غير انها هي من اقنعته بتسليم نفسه في النهاية

"انهض الآن، في هذه الدقيقة، وقف عند تقاطع الطرق، وانحني، قبّل الأرض التي دنستها، ومن ثم انحني للعالم كله على أطرافك الأربعة، وقل بصوت عالٍ للجميع: لقد قتلت!".

أعطت سونيا روديا صليبا عندما اتجه ليسلم نفسه والذي يرمز إلى الحمل الذي على راسكولنكوف أن يتحمله. تخبره سونيا أنهما سيتحملان الصليب معا وأنها ستأخذ جزء من حمله لتشجعه ليعترف. تبادل كل من سونيا وليزافيتا الصليب لذا فإن الصليب في الأصل هو لليزافيتا التي لم ينوي راسكولنكوف أن يقتلها ما يشكل رمزا هاما للخلاص. يذكره وجه سونيا بوجه ليزافيتا وهو مثال آخر لضميره المذنب ويمثل الحزن المشترك. التضحية بالنفس والفقر يشكلان موضوعا هاما في الرواية حيث يشكل يأس الفقر موقفا حيث الطريقة الوحيدة للنجاة هي عن طريق التضحية بالنفس وهو ما يرفضه راسكلنكوف عدة مرات كجزء من منطقه الفلسفي. على سبيل المثال، راسكولنكوف رفض عرض رازوميخين للعمالة وفكرة زواج أخته المرتب. راسكولنكوف رفض أيضا في الأصل عرض سونيا أن تصطحبه وهو يعترف ولكنه في حالة من الحمى يراها تتبعه في السوق ويجد القوة في هذه المثالية.

...

كتبت كثيرا ههههه لا اعلم ان كنت قد ذكرت كل ما اريد ذكره
اذا اكتشفت نثصا سالحقه ~

جميل جدا
مافي داعي نقرأ الكتاب لخصته كله تقريبا

شكرا لك استمتعت كثيرا بقراءة نصك..
اعتقد ان الروايه من بدايتها لنهايتها تحرك العقل ومافي مجال للسرحان
.....
هينااموري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس