عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2018, 11:39 PM   #106
موعدنا بعد ألف عام
 
الصورة الرمزية كيلوا الذي يكتب
رقـم العضويــة: 477232
تاريخ التسجيل: Feb 2018
العـــــــــــمــر: 30
الجنس:
المشـــاركـات: 139
نقـــاط الخبـرة: 41

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

في ما مضى كتبت مشاركة متواضعة عن مكتبة الجامعة التي درست فيها (هنا)، وكان الغرض منها تشجيع زيارة المكتبات العامة، وفي نهايتها، أشرت إلى أن مكتبات الجوامع والمساجد، تستحق الزيارة أيضا فهي ليست مرتعا لمبتغي الكتب الدينية فحسب، بل شأنها شأن كل المكتبات العامة، مُترعةٌ بما لذ وطاب من كتب الأدب والفلسفة والدين والتاريخ، وكل شيء.

وكنت أنوي أن أُتْبِعَ تلكم المشاركة بهذه، فتكون تتمة لما انتهت عنده أختها، غير أن الأيام مضت يجرّ بعضها بعضا،
فمضى اليومُ شهرًا، وراح الشهرُ سنةً، والآن فقط أجمعت النية على كتابتها، فما أسرع ما تجري أمور الدنيا!

أما زيارتي للمكتبة هذه المرة، فقد كانت من غير تدبير مسبق وغريبةً حقا، وهذه المكتبة التي سأكتب عنها لم يسبق لي دخولها من قبل وهي بعيدة في مدينة غير مدينتي، فقد كنت على سفر.

،

كان الوقت قبل أذان الظهر عندما وجدتني أقف أمام جامع كبير، ولا شيء لدي لأفعله حتى وقت الصلاة.
قلت: ها هي ذي مكتبة الجامع، فلأذهب أتصفّح وأقرأ، ثم تذكرت أمر كتابة المشاركة.

وعندما دخلت المبنى الخاص بها، وصعدت عدّة درجات إلى أعلى، وفتحت بابا خشبيًا عريضا حديثً التركيب، تمثّل أمامي هذا المنظر:


وقد كنت وحدي هناك، وكان الجو خانقا، ورائحة الغبار هي كل ما يصل الأنف،
فأنشات أضرب مفاتيح التهوية إلا أن الكهرباء كانت مقطوعة،
فبرحت أعالج نافذة قريبة ثَمّة، ففتحتها حتى يدخل شيء من روح الحياة.

ورغم أن عددا كبيرا من الرفوف كان خاليًا، فإن عددا معتبرا منها كان يحوي كتبًا، وهذا شيء مما مررت عليه:





لم أكن لألتفت لهذه الرواية لولا تذكري لرفيق قديم في شونين اسمه "الببر"، فقد أشاد بها،
وحفل بتعريفها إلينا هناك، وكانت من الأعمال الأثيرة عنده، بيد أن خبره انقطع عن المنتدى
منذ سنوات وعسى أن يكون بخير.


،


وهذه الكتب تخص واحدا من جيران جين في الجزائر، ولا بدّ أن جين هو من وضعها هنا:






،





الزهرة الزرقاء... الزهرة الزرقاء؟
لم أرَ هذا العنوان منذ مدة طويلة! هل قرأها أحدكم؟


،



ومن ركن بعيد، ترامت إلى مسامعي أصوات تضاحكٍ وتداعبٍ وطربٍ بالحديث، ثم علّا صليل سيوفٍ، وهدير أمواج،
وارتسمت صَحَارٍ في ليلٍ يعلوه بدرٌ بديع، وقصورٌ منيفة مفننة الأفاريز، ووحوشٌ وغيلانٌ وأبطالٌ وبطلات،
فأقبلت مسرعًا لأرى، غير أنّ كل شيء اختفى فجأة، فقد أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح:






،




وبعد أن طال انتقالي من رف إلى رف، كنت أسأل نفسي متى سألتقي بذلك الرجل الفذ؟ هل هو هنا؟
هل سأعثر على أثر له، أم أنه لم يخلّف واحدًا؟ إنه مشهور جدًا ومن الذكاء
بحيث يدرك أن عليه التخفي، وقد أنال من التعب والإرهاق مما لا طائل تحته،
ولكن لقاءنا كان مقدرًا يا هيركويل بوارو:




لقد قرأت لكريستي من مكتبة جرير مرة واحدة، ثم أعلنت توبتي من القراءة لهم مرة أخرى، فقد كانت الترجمة ضعيفة التركيب بحيث لا لم أستطع فهم ما كان يحدث من أحداث.

رغم أن إصدارات دار أجيال الذي يصدر أفضل ترجمة لكريستي، نادرة هذه الأيام، فإني سأظل أقرأ لهم رواياتها حتى ولو كانت نسخ PDF، التي تعشي العيون.
إني أفضل خوض هذه المعاناة على أن أقرأ مرة أخرى من مكتبة جرير.


،


كنت على علم بأن هناك من يراقبني منذ مدة وأنا أتصفح الكتب في المكتبة، بيد أنه كان صامتا ولم يكشف عن نفسه،
ولمّا طفح كيلي من تطفله، التفت خلفا بسرعة، وقلت في انزعاج:
يا أخي، ألا تخجل من فعلتك هذه؟ ألا تترك الناس وشأنهم؟


فأبصرتُ وجها ما رأيت أسمج منه قط، وظل يراقبني بصمت، ولم يفه بكلمة، ثم في حركة بطيئة، راح يمزّق قميصه بدءًا من أعلى مرفقه الأيمن،
وانساب منه أنينٌ مريع كأنه كان يمزق نفسه، فقلت بصوت مرتجف:
حسنا حسنا يا أخي، ألمعذرة منك... أفعل ما شئت.


ثم تركته.

لست أعلم كيف أصف لكم هذا الشخص، إذ أجد أن كل الكلمات قاصرة على أن تعطيه الوصف الذي يليق به عدا كلمة واحدة،
بدت تناسبه بغرابة وكأنها اختُرعت في مفردات الوصف وجاء بها علماء اللغة،
لا لشيءٍ إلا لأجله، حتى يصفوه هو فقط. لقد كان يبدو كالـ... كالأبله:






،


هذا كتابٌ جميل، قرأته العام الفائت وقد فتح عيني على أشياء كنت غافلا عنها:




وكانت فرصة سعيدة، اني وجدته هناك. إنه يحكي عن حياة مؤلفه و وكيف دخل الإسلام، بعد أن كان كاثوليكيا، ثم ملحدًا،
ووجهة نظره في الدين الجديد وتجربته فيه ومواقفه وآراءه في عدد من القضايا المرتبطة بالدين.

إنه بروفيسور الرياضيات الأمريكي: جيفري لانغ. وكنت قد تعرفت عليه أول مرة من محاضرته المؤثرة هذه: (هنا)

أمّا طريقة دخوله الإسلام، فقد كانت قصة عجيبة!


،


كثر ما سمعت ذكر المدينة الفاضلة، إلا أن هذه هي أول مرة أرى فيها الكتاب الذي بدأها:




وأذكر أني سمعت عن كتاب آخر يتناولها أيضا وهو: آراء المدينة الفاضلة، للفارابي، ولكني لست مهتما بكليهما البتّة في الوقت الراهن، وحينما كنت أراجع الصور التي التقطتها في المكتبة لأجل هذه المشاركة، أصابتني الحسرة بمقدار، لأني لم أتصفح الكتاب الذي كان يلي كتاب أفلاطون هذا، وهو كما ترونه في الصورة: أهم عشرة اكتشافات علمية غيرت وجه العالم، فهذا عندي أكثر أهمية وأحق بالاطلاع، ولكن كان ما كان.


،



هذه الراوية مشهورة جدًا لهمنجواي، وسآتي عليها العام القادم إن شاء الله، فهل من احدٍ هنا قرأها وله رأي فيها؟


،


ثم نادى المنادي أن: حي على الصلاة، حي على الفلاح...
فقلت إنه وقت الرحيل. ولمّا أوشكت على الذهاب، إذا بذلك الشخص يبرز من جديد، غير أن وجهه هذه المرة بدا مختلفا جدًا كأنه ليس هو،
وكان متوشحا بالسواد، يثقبني بنظرة حادة، كما لو كان بيننا ثأر قديم،
فران الصمت لبرهة، ثم حثثت الخُطى وأسرعت الخروج.





----------------------------------------------


هذا ما وسعني تغطيته في وقتي القصير ذاك، ولكني أراه كفيلا بأن يعيد المرء الاعتبار في رأيه عن مكتبات الجوامع، إذ يبدو لي دائما أن
فكرة واحدة لدى أقراني عنها وهي أنها للكتب الدينية وحسب، وهذا غير صحيح،
بل فيها من مختلف الأصناف والألوان الكثير الكثير.

حتى أن هناك كتبا لستيفن كِنج... ستيفن كنج أقول لكم!






ولقد نصحتُ إذ ألفيتُ سامعًا، وتلكم هي المكتبات، ألا فزوروها... ولكن ... فقط احذروا من الأبله!
.
.
.

التعديل الأخير تم بواسطة كيلوا الذي يكتب ; 10-17-2018 الساعة 12:15 AM
كيلوا الذي يكتب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس