عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2018, 11:03 PM   #104
عاشق جديد
 
الصورة الرمزية zinova
رقـم العضويــة: 481391
تاريخ التسجيل: Oct 2018
العـــــــــــمــر: 30
الجنس:
المشـــاركـات: 15
نقـــاط الخبـرة: 12

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوا الذي يكتب مشاهدة المشاركة



لعلك على صواب، فاسم مدام بوفاري أشهر من ماجدولين،
ولكني كنت أتكلم عما يطرأ على بالي أنا حينما أفكر في
أدب أمم العالم، ولسببٍ ما، ماجدولين تكون أولًا!
ربما لارتباطها بالمنفلوطي.

،

الآباء والبنون، أثارت انتبهاهي من ردك، وقد أضعها
في قائمتي لمعرض الكتاب القادم، ولكن أكان لا بد لك أن تحرق
علينا نتيجة المبارزة؟! من الجيد أنك أبقيت لنا النهاية على الأقل.


أريد سؤالك عن رأيك في رواية "رودين" لتورجنيف، إن كنت قرأتها؟
(أظن أنك تكلمت عنها في شونين في السابق، وقد أكون مخطئا

والتبس علي الأمر.)
ههه اعتذر عن الحرق , لم انتبه له صراحة .

بالطبع انت محق فقد وضعت ردا عنها وها هو ساعيد طرحه هنا






رودين


يقولون ان نموذج البطل في هذه الرواية يمثل طبقة من المثقفين الروس يمكن ان تنطبق عليهم الى حد ما مقولة "يقولون ما لا يفعلون" . كذلك هو رودين فعندما يحاور اي شخص تقريبا يأسر لبه ويشعل حماسته لما اوتي من براعة في الحديث وقوة في الحجة . الا انه هو نفسه يفتقد الى حرارة العاطفة ولهيبها ... وهذا ما يجعله يتردد ويتراجع خائبا عند اول حاجز يقابله في طريق تحقيق اهدافه .
اسلوب تورجنيف في هذه الرواية جعلني في حيرة من امري فلم اعرف ما هو الانطباع الذي ينبغي ان اشكله عن رودين , وايضا لم اعرف بالظبط موقف تورجنيف من بطله . ففي البداية لم ترق لي شخصية رودين , خاصة بعدما افحم العجوز ((بيجاسوف )) في جدال دار بينهما ... صراحة هذا العجوز اضفى على الرواية نكهة مرحة فهو شخص بغيض (بالنسبة للاخرين) ولا يعجبه العجب , كما انه لا يدخر جهدا في السخرية من اي شيء ومن المرأة بصفة خاصة , ولعل ذلك يعود الى حياته البائسة ... لكنه ايضا ينطوي على فهم عميق للحياة . كانت شخصيات الرواية تجتمع في بيت الارملة الغنية((لاسونسكايا)) حيث كان بيجاسوف عضوا محوريا فيها , لكن بعد مجيئ رودين التفت الجميع اليه ولم يعيروا العجوز اي اهتمام .....
ان تعامل تروجنيف مع بطله رودين في هذه الرواية وخاصة في النصف الاول لا بد وانه سيجعل القارئ ينفر منه ويجده شخصية غير محببة , خاصة بعدما نعرف جزءا عن ماضيه من خلال صديقه السابق ((ليزنيف)) وهو احد ملاك الارض ايضا والذي لا يروقه رودين بناء على ما حدث بينهما في الماضي , لكنك كلما تعرف عن رودين اكثر و عن طبيعة شخصيته لا بد وان تتعاطف معه , بل شعرت ان تورجنيف كان قاسيا معه على الرغم من انه في النهاية سيرد لرودين اعتباره في نظرة القارئ .ففكرة تورجنيف المحورية بالرواية : هي ان الانسان يحتاج الى قلب حي لا فقط الى العقل كي ينجح في تحقيق اهدافه ومشاريعه , وبهذا يرجع فشل اولئك المثقفين السابقين له في احداث اي تغيير او تقدم حقيقي , الا انه ايضا يرجع الفضل اليهم في زرع المثل العليا في قلوب الاجيال اللاحقة ...

لكن بغض النظر عن صحة او اخطأ فكرة تورجنيف هذه ... الا ان المرئ ليس مسؤولا عن كونه باردا خالي من العاطفة في النهاية . انك عندما تنظر الى الامر ستجد امثال رودين اشقياء حقا ، وهذا الامر يدركه هو نفسه . فرودين امضى حياته محاولا ان يبني مشاريع تنموية لاجل تقدم البلاد وازدهارها ، لكن الفشل كان حليفها جميعا . ورغم شخصيته المرموقة التي تكفل له علاقات مع كبار المجتمع الراقي ... الا انه ظل فقيرا حتى النهاية ولم يستغل سلطانه هذا لتحقيق مصالح شخصية ...


وكان رودين اول من تكلم وقال : أجل يا صديقي . أستطيع الان ان اردد قول كولتسوف : " ايه يا شبابي ؛ لقد أترعت قلبي بالألم حت ضاقت بي سبل الخلاص جميعا "
.و لكن اتراني حقا لا أصلح لشيء . ولا استطيع ان انهض بشيء في هذا العالم ؟ ألا ما أكثر ما سئلت نفسي هذا السؤال ! ومهما بلغ تحقيري لنفسي في نظر نفسي فاني لا أملك الا الشعور بان في اعماقي قوى لم توهب للناس جميعا . فلماذا تظل هذه المواهب اذن عقيما لا تثمر ؟ ثم اني لأذكر الايام التي قضيتها انا وانت في خارج البلاد . لقد كنت حينئذ مناففا ممتلئ النفس بالغرور . والحق اني لم اكن ادرك وقتئذ ما اريد حق الادراك .... ولكني الان والله على ما اقول شهيد . أستطيع ان أجاهر اي انسان بما أريد ، وليس لدي قط ما أخفيه ، بل اني الان رجل حسن النية بأدق ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، و انا على استعداد لاذلال نفسي والموائمة بينها وبين الظروف ، ولست أبتغي الا القليل . ابتغي ان أبلغ أقرب هدف الي ، ابتغي ان انفع الناس بعض النفع مهما كان حظه من التفاهة . ولكن ذلك يتأبى علي فلا أستطيعه . فما السر في ذلك ؟ وما الذي يحول بيني وبين الحياة و العمل كغيري من الناس ... ؟


zinova غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس