عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2018, 02:18 PM   #102
عاشق جديد
 
الصورة الرمزية zinova
رقـم العضويــة: 481391
تاريخ التسجيل: Oct 2018
العـــــــــــمــر: 30
الجنس:
المشـــاركـات: 15
نقـــاط الخبـرة: 12

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●


حكاية مملة

هي مذكرات لعجوز بلغ عامه الثاني بعد الستين , فبعدما عاش حياة لم تخلو من مجد وشهرة كبيرين (لا على مستوى روسيا وحدها بل تخطتها الى اوروبا ) , ها هو اليوم وفي اخر ايامه تضيق به الدنيا بما رحبت . ليس مرضه الذي سيحيله الى القبر قريبا هو ما نغص عيشه , ولا هو الفقر الذي اصاب عائلته . انما افكاره الجديدة , افكار شريرة (كما وصفها بنفسه ) زادها الأرق الذي كابده قوة وسلطانا .

الاغتراب هو افضل وصف لحالة نيكولاي ستيبانوفتش , فحياته الماضية وألقابه ونجاحاته كلها اصبحت غريبة عن هذا العجوز الذي صار اليه , بل حتى اسرته , فقد تولد لديه شعور قوي بالانفصال عنها ولم يعد يربطه بها الا الشكليات المعتادة... "أنظر الى زوجتي وأدهش كالطفل . وأسأل نفسي في حيرة : أصحيح أن هذه المرأة العجوز, البدينة جدا,الخرقاء الهيئة, والتي يلوح على وجهها تعبير الهموم الصغيرة والخوف على لقمة الخبز ,والنظرة الغائمة من التفكير في الديون والحاجة ... أصحيح أنها كانت في وقت ما هي فاريا الدقيقة القوام , تلك التي احببتها بهيام لعقلها الطيب , وروحها الطاهرة وجمالها ..."

كاتيا , هي ابنة صديق نيكولاي الذي عهد قبيل وفاته بكفالة وتربية ابنته له . عندما اشتد عودها واصبح المسرح هو غاية وجودها وولعها الاكبر ,تجولت هذه الفتاة المسكينة لاربع سنوات لتحقيق احلامها في ان تنشئ مسرحا (بأموال والدها) ولما لا في ان تصبح ممثلة . لكن رحلتها انتهت بعودتها خائبة لتستقر بمسقط رأسها . كانت هذه الشابة الوحيدة هي الملاذ الذي يتوجه اليه الطبيب العجوز عندما يشتد شعوره بالوحدة في بيته , فبينما كانت تزوره صباحا , كان يقصد اليها مساءا , لينضم اليهم احد اصدقائه الاساتذة بقسم الفنون . في البداية كان ينزعج ويعيب على رفيقية الخوض باعراض الاخرين واغتيابهم ... لكنه سرعان ما تحول هو الاخر طرفا في فذا الفعل الشائن مستمتعا به اشد الاستمتاع . ولعل تشاركهما (كاتيا والعجوز) في المعاناة والوحدة , هو ما قربهما الى بعضهما .
"...أتطلع اليها وأشعر بالخجل من أنني أسعد منها.اذ لم ألاحظ في نفسي غياب ما يسميه الرفاق الفلاسفة بالفكرة العامة الا قبيل الموت بقليل , في مغيب اخر أيامي , أما روح هذه الفتاة المسكينة فلم تجد مستقرا ولن تجده طوال الحياة , طوال الحياة! "


يقول الاديب الالماني توماس مان عن هذه الرواية : (( انها شيء غير عادي تماما , شيء ساحر , لن تجد له مثيلا في الادب كله . فقوة تاثيرها وميزتها في نبرتها الخافتة الحزينة . انها حكاية تثير الدهشة على الاقل لتسميتها بالمملة في حين انها تهزك هزا . وعلاوة على ذلك فقد كتبها شاب لم يبلغ التلاثين من عمره . ورويت باقصى نفاذ , على لسان عالم عجوز , ذي شهرة عالية ))

"...لماذا أجلس أنا الرجل الشهير .المستشار السري.في هذه الغرفة الصغيرة.علي هذا السرير ذي البطانية الرمادية الغريبة؟أهذا كله جدير بصيتي ومركزي الرفيع بين الناس؟ وأجيب نفسي عن هذه الأسئلة بضحكة سخرية.اذ تبدو لي مضحكة سذاجتي التي كانت تجعلني في وقت ما من شبابي.أبالغ في أهمية الشهرة والوضع الفريد الذي بدا لي أن المشاهير يتمتعون به..............ففيم اذن تفرد وضعي.؟ فلنفترض أنني أكثر شهرة ألف مرة .وأنني بطل يفخر به وطني.وتنشر جميع الصحف النشرات الطبية عن مرضي.ويحمل لي البريد رسائل المواساة من زملائي وتلاميذي وجمهوري.ولكن كل هذا لن يحول بيني وبين الموت علي فراش غريب.في وحدة ووحشة مطلقة.بالطبع ليس هناك أحد مذنب في ذلك.ولكن وليغفر الله لي .لا أحب اسمي الذائع الصيت.يخيل الي وكأنه قد خدعني!! "



zinova غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس