الموضوع: آلام ....
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-29-2019, 02:20 PM
الصورة الرمزية عبدالحليم الطيطي  
رقـم العضويــة: 373536
تاريخ التسجيل: Jan 2017
الجنس:
المشـــاركـات: 59
نقـــاط الخبـرة: 13
Icons44 آلام ....

*****

.،،قبل مرضه وهو في أوج أحلامه أصيب،وكما يُثْقَب مركبٌ عنيد يصارع الأمواج ،،،فيُثقله الماء ،،،فلا يعود لعراك الأمواج ،،،!

.

...وبعد مرضه ،،،تعجبّتُ من صبره ،،،وإصراره على الحياة وكِفاح كلّ ألم ،،،،،،وتعجبْتُ من إصراره على إيمانه ومثاليّته ،،

،،قد ظلّ في أحسن صفاته ،،لم يتحوّل إلى النقمة ،،ظلّ يفهم أنَّ موته الحقيقيُّ هو أن يتغيّر إلى السوء ،،بسبب غياب بعض حظّه في الحياة

.

فبعضهم حين يُصاب ،،تأتي اليه فإذا هو مُتَغيّر المحبة والصفاء والإيمان ،،فتزداد خسارته ،،،تقول في نفسك :أنت لم يضرّك المرض ،،بل انهيار بنائك الجميل من الأخلاق والأفكار والإيمان ،،،في لحظة واحدة ،،،فمات معناك وأنت ما تزال في الحياة ،،!وانقطع حبلك مع الله ونفسك الجميلة

.

ليس لهذه الحياة حقيقة واضحة لأنها ذاهبة ،،كيف تحكم على دولاب يجري إلى الحفرة العميقة ،،،وليس لنفسك حقيقة ثابتة تعرفها ،، إلاّ ساعة الموت ،،لأنّك في ساعة الموت تُعرَفُ من أنت ،،وترى كلّ حصادك ،،وما كتبْتَ في دفاترك

.

كم أحبّ أن ألقاك في الجنّة أبا شادي ،،،،حتى ذلك المكان الذي ننتظره ونحبّه ،،نحسّه أجمل حين نَلقى فيه أناسا أحببناهم هنا ،،مثلك ،، يرحمك ويرحمنا الله

.



3

** ،،هنا في المشافي ،،تفرح أنّك لست هنا ,,,إلى الآن ......ولكننا نخرج من المشفى ونحن نسأل " متى دَوْرنا " ! .. فنحن نعلم أننا لن نسلَم إلى الأبد ،،! هنا يريدون انتزاع بعض زيادة من الحياة ،،ولكنّا مثل قلم يكتب ،،وينتهي حبره في يوم ما ...
.
إننا ونحن نمشي فرحين ذاهبين في بستان جميل ،،،نحزن فجأة ،،ونحن نفكّر في الخروج والإياب ...لا نعيش فرحين بإحساسنا المرهف ،،إلاّ أن يختلط الحزن في افراحنا ،،كما العنادل الشجيّة ،،!،كي نظلّ مستعدّين لضعفنا القادم وموتنا ،،...!"...
.
..أحبُّ أن أنتبِهُ لكلّ تلك التفاصيل الدقيقة في حياة مريض لا يدري ،،أعمره ساعات أم يعود إلى شوارع الحياة ،،مبتهجا بأيام أخرى ،،! لن تطول هي ايضا ،،،!! فرحنا بالحياة كفَرح طفل بُلعبة ،، لا يدري متى ستنكسر !!!
.
.،،ولأنّ حظّنا في هذه الدنيا شديد الإختلاف ،،فعدْل الله العظيم ،،أنّه جعل للإنسان حياة أخرى أبدية،، يدخلها الراضون عنه ..الرضى عن الله هو معنى الصلاح ...



الكاتب / عبدالحليم الطيطي

https://www.blogger.com/blogger.g?ta...osts/postNum=1

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالحليم الطيطي ; 02-13-2021 الساعة 09:06 PM
رد مع اقتباس