الموضوع: نهرٌ في غابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2019, 02:13 AM   #5
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




تدوينةٌ قبل فواتِ الأوان
__________________



انقضى الأسبوع الأول لي كطالبة "خَرّيجة."
كان هادئًا، ودون أصدقاء، لأن جميع أصدقائي المقرّبين قد تخرّجوا الفصل السالف.
الجامعة مُقفرة دون أصدقاء.
كان الأصدقاء بمثابة الماء للنبتة، كلما رأيتهن عادت روحي لمكانها وأثمرت حُبًّا للحياة. كُنّ ضوئي في وحشتي وأيامي حالكة السواد. كُنّ بيتًا مُنفصلًا عن بيتي، يمنحنني الأمان والسلوى. على أني -ربما- قليلة الحديث حتى مع صديقاتي -كما يَقُلن عنّي- لكن مجرد رؤيتهن كانت تُسقط عن ظهري ثقل كل تذمراتي وغضبي.
أن أتفرغ من محاضراتي في وقتٍ مُتأخر من اليوم لأرى صديقتي تجلس بانتظاري برزانة على كراسي مخرج الطالبات، كان هذا كفيلًا بإضفاء ابتسامة على يومي المُرهِق.
الآن، لا شيء سوى العودة للبيت يُعطيني الشعور بالأمان والاستقرار.


لكن على الجانب الآخر لهذا الفصل، سُررت، بل دُهِشت، عندما رأيت أستاذي المفضل منذ سنتين يدخل القاعة ليقول ساخرًا: أوه، يبدو أنني أدرّس هذا الفصل.
يا لسعادتي القصوى حينها بمنظري الخارجي الهادئ واللامبالي! لم أتوقّع قط أن تلتقي دروبُنا مُجدّدًا بعد ذلك المساق الذي لا يُنسى في ربيع عام 2017! لم أتوقّع قط.
هذه نعمةٌ من نِعم الله التي لا تُحصى.


سُرعان ما انهالت عليّ الفروض الأكاديمية والواجبات والتساليم منذ الأسبوع الأول. لم نحظَ حتى بفرصة لاستيعاب وضعنا كطلاب سنة أخيرة!
لكن الآن، رغم أنف كل الفروض، أكتب هذه التدوينة التي قررتُ عدم تأجيلها لوقتٍ لاحق.

لم أعُد أكتب كما كنتُ سابقًا في دفتر اليوميات، وهذا أشعرني أنني أفقِدُ لُغتي شيئًا فشيئًا. لا أنا أكتب، ولا أنا أقرأ. لهذا قد تساعد الكتابة هنا على تنشيط ذهني.









Shimada Kai, 3-gatsu no Lion


صورة قريبة إليّ. اعتمدتها لقرابة السنة كخلفية في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي وأأبى تغييرها.

كتبتُ ذات مرة في دفتر يومياتي:


أشعرُ أنني، وكل ما حولي، يجري بسرعة.
لا أستطيع حتى التوقف لوهلة كي أستوعب هذا الجريان الهائل لكل ما حولي!


لا أعلم خلف ماذا أركض ولماذا أركض، لكنني أركض. سواءً توقفتُ أم استمرّيتُ في الركض سيداهماني التوتر والقلق لا محالة. حتى في لحظات هدوئي، أشعر أن شيئًا ما يدفعني للركض في اللااتجاه. يصعبُ عليَّ تذكر لحظة هادئة بكل ما فيها: لا أفكار ولا قلق، ولا توتر، لا تفكير في المستقبل ولا هم...




الهُدوءَ يا الله، نسألُكَ الهدوءَ...




нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس