إذن بعد أن أقعدني المطر الغزير بين حوائط المنزل رأيت أن أحذو حذو من سبقني وأشارك بقراءاتي السنوية.
شمّروا عن سواعدكم وجهّزوا دفاتركم وأقلامكم.
باسمك اللهمَّ أبدأ..

«كانت أفغانستان تاريخيًّا بؤرةَ استقطاب لصُنَّاع الحضارات ومقوِّضيها منذ الإسكندر الأكبر، والأكاسرة، وجحافل جنكيزخان. وظلت تلك البقعة -دومًا- ممرًّا أبديًّا للغزاة والتجار، والفرسان والشعراء، والأولياء والعبيد. لكن ولع الغزاة بهذه البلاد يقابله عنادٌ ملحمي من أبنائها؛ فقد ظل الإنسان الأفغاني صخرة من صخور الهندوكوش صعبة الاقتلاع، راسخة راسية».

• تسكع في أمريكا اللاتينية



«اقرأ هذا النص سرًا. كلما أنهيت صفحةً احرقها وانثر رمادها في المحيط. ستعلق رائحةُ النص في يديك؛ اغتسل بمسك أرضك، تيمّم بكافور بلادك، لا تترك أثرًا لقرائتك وإلا فقدت جلالك وهيبتك بين القبيلة. والآن تلفتّ حولك، تأكد ألا عين تُراقبك، تمتم: سبحان الذي سخر لنا هذا...»


• ليلة سقوط بغداد



«لم يكن مُجرد ماء، لقد كان ماءً ملأته في القنينة قبل الحرب، إنه ماءٌ نادر، ماء سيظل يتناقص ولن يعود بإمكاننا أن نستعيده مهما كان. لا تصدقوا تلك الدورة الغبية التي لقنوننا إيّاها في المدرسة، دورة الماء في الطبيعة، هذا الماء لن يدور، لن يعود، لقد خرج ولن يعود، كنقطةٍ تجري في نهر يجري، كنقطة ماء في محض سراب. إنه ماء يفنى، ولا يستحدث -بغضِّ النظر عن كل النظريات- إنه ماء ما قبل الاحتلال».


• حياة الرافعي



«إن كنت لست معي فالذكر منك معي...»

«إذ كان الإيمان في قلبِ الرافعي دمًا يجرى في دمه، ونورًا يضيء له في مجاهل الفكر والعاطفة ويسنّى له ما أعسر إذا تعاندت الآراء واختلفت وتعارضت وأكذب بعضها بعضًا»

«فلم أدع الكتاب حتى استظهرت القصيدة، وحبّب إلي هذا الشعر الساحر أن أعود إلى الكتاب فأقرأه على مهل وروية؛ لعلني أستدرك ما فاتني من معانيه وأذخر لنفسي قوة من سحر بيانه وصدق عاطفته.
وعدت إليه أقرؤه قراءة الشعر: أفهمه بفكري ووجداني، وأنظر فيه بعيني وقلبي؛ فإذا الكتاب يكشف لي عن معناه...»

«إنى لأحس حين أذكره الساعة كأنني لست وحدي، وكأن روحًا حبيبة تطيف بي وترف حولي بجناحين من نور، وكأن صوتًا نديّا رفيع النبرات يتحدث إلى من وراء الغيب حديثًا أعرف جرسه ونغمته؛ ولكني لا أرى، ولكنني لا أسمع، ولكني هنا وحدي، تتغشاني الذكرى فتخيل إلي ما ليس في دنياي»


• معنى الحياة في العالم الحديث




«فهذا العالم المنظور لا يُشبع النفس، ولا تكفي لذّاته لإطفاء التوق الباطن إلى ما هو فوق، فكل نفس لا بد لها أن تؤله إلهًا هو غاية مقصودها»


«حينها لا يعود السؤال؛ هل ما أفعله صواب أم خطأ؟ هل ما أريد فعله حلال أم حرام؟ هل أنا خيّر أم سيئ؟ بل يصبح: هل أنا حر في فعل ما أريد أم خاضع لسلطة ما؟ وهكذا يصبح سؤال الحرية بديلًا عن أي تساؤل أخلاقي أو قيمي أو معرفي»



• البلاء الشديد والميلاد الجديد




«هاهي عصارة غوانتنامو بين يديك؛ فإما أن تنير بها مصباح قلبك، أو عرِّفها حتى يجدها صاحبها فإنما هي ضالة»

«بعد رجوعي من غوانتانامو كنت ألحظ من البعض نظرات الشفقة والرثاء على عمر طويل ضاع خلف القضبان، مساكين . . ظنوا أني خسرت أربعة عشر عامًا من حياتي، لم يعلموا أن العمر لا قيمة له إلا حين نجد أنفسنا، وأنا لم أجد نفسي إلا في غوانتانامو»



• حتى الطيور تذهب إلى عزائه



«قالها أبي وأخذ يبكي وهو جالس على الكرسي المتحرك، كنت أمسك الكرسي من الخلف فلم أرَ وجه أبي، بينما كنت أرى دموعه المنهمرة تتساقط في ثنايا قلبي، كلما وقعت دمعة من هذه الدموع في داخلي كانت كأنها مطرقة تقع على رأسي، وتمحقني»



• نهر في الظلام



«إني لم أولد مرة واحدة فحسب؛ بل خمس مرات»

«أذهب للمحيط وألقي ببقيّة الطعام للنوارس، أريد أن أمنحه لأسرتي لكن لا يمكنني، لذا أعهد بهذه المهمةِ للنوارس، وأنتحب»





The Ocean at the End of the Lane •



«I do not miss childhood, but I miss the way I took pleasure in small things, even as greater things crumbled. I could not control the world I was in, could not walk away from things or people or moments that hurt, but I took joy in the things that made me happy.»



I Hid My Voice •



«I became sensitive to the word 'dumb' from the day I realized I actually was dumb.»


.
.


ثانيًا: لأنني من الذين لا يقودون لمسافات طويلة (ولا يقودون ابتداءً)، ولأنني لا أحب الاستماع للكتب الصوتيّة ولا للمسرحيات (لا سيّما مسرحيات شكسبير التي قتلناها دراسة وتحليلًا على مقاعد الدرس) فدونكم بعضًا من حلقات (البودكاست) التي استمعت إليها العام الذي صار الآن جزءًا من الماضي:



• كيف تنجح العلاقات؟




• زيجمونت باومان، هل نحن أحرار في اختياراتنا؟





• تولستوي مواطن العالم وإنسان الإنسانية




• الإنسان في علم النفس الإسلامي




• برنامج الحرب الباردة على الكينونة العربية




• النسوية دينٌ بلا إله




• الصوفي الأول وقلق الهوية؛ المورسكيين أنموذجًا





• اللذة في زمن الصورة





.
.

إلى هُنا ينتهي حديثنا، فهاقد توقف المطر وأدبرت الغيوم إدبار المُنكفئ وأقبلت الشمس إقبال المشتاق وشعشع ضوؤها وفشا دفؤها وخرجت الكائنات الحية تلتمس لها جذوةً من هذا الدفء، وسأخرج أنا أيضًا...