عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-29-2019, 02:03 PM
الصورة الرمزية عبدالحليم الطيطي  
رقـم العضويــة: 373536
تاريخ التسجيل: Jan 2017
الجنس:
المشـــاركـات: 59
نقـــاط الخبـرة: 13
افتراضي دخلتُ ورأيتُ أفراحها



دخلْتُ ورأيتُ أفراحها





**قال: ،،دخلْتُ ورأيتُ أفراحها التي يفرحها الناس ولم أفرحها أنا ،،وخرجْتُ وأنا أذكُرُ بيوتهم الجميلة ولا بيت لي ،!،وأذكرُ عزَّهم ولا عِزَّ لي بينهم ،،وها أنا أعود من حيث جئتُ ، لا تحملُ يداي منها شيئا،،أدقُّ على باب قبري ،،يقول لي قبري : أنت جئتَ من قبرٍ مجاور،!
.
،،وتوقَّفَ عن الكلام ساعة وقال :ولكن لا أدري ما يزيدون علينا ،،أكلْتُ كما يأكلون ونمتُ كما ينامون ،،وجوعي هو الذي أسعدني بالطعام وشقائي أسعدني بالنوم وبالحلم،،!وأويْتُ إلى سقف كانت الريح لا تنسى أن تطوف حوله كلّ ليلة ،،كما تطوف الوحوش حول فرائسها،،فإن لم تأكلها أحزنتها ،،
.
،،ولكن بماذا يختلف الأغنياء !! وكلّنا نموت !! وتُلقي أيديهم ما أخَذَتْ ويصيرون مثلنا ،،لا شيء معهم !
.
،،ونظرَ إلى السماء وقال: كنتُ مليئا بالإنفعال طيلة حياتي ،،أرى البحر والنهر والشجر والعصفور ،فأَنفعلُ وتصير نفسي كأنها قارب في موج عرم ،،والأغنياء لا ينفعلون ،ومَن غلُظَ احساسه هو ميّت وجسمُه قبرٌ يمشي !
.
،،وقال بعد ساعة : فأنا كنتُ حيّا وأنا أرقبُ الحياة حولي ،،أهتزَّ لصوت الحياة ،،وحين مرضْتُ وطلبوا مني آلاف الدنانير ،،لإصلاح ما تعطَّل من جسمي ،،نظرْتُ إلى السماء أشكر الله الذي اعطاني كلَّ نعَمه ولم يأخذ منّي قرشا،،!
.
،،فأحببْتُ الله بعدما عرفتُ كرمه ،،وصرتُ أراه أينما نظرْتُ ،،وهكذا يعيش الفقراء ،،مع الله ،،يشعرون بحمايته فلا يحتاجون للصراع ،،فيحبّون كلّ شيء ،،والناس الآخرون مع أنفسهم ،، يُعادون كلّ شيء غير أنفسهم ،،لأنهم يريدون حمايتها ،،في صراع الحياة ، و يكذبون إذا اتصلوا بأيّ حيّ ،،
.
.
.
.
.
الكاتب / عبدالحليم الطيطي

رد مع اقتباس