الموضوع: نهرٌ في غابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2020, 04:27 PM   #9
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




مُـحَـاوَلات


ـــــ







الأيام الماضية كانت باردة، ورتيبة، ومُظلمة. محاولاتي في إخراج نفسي من دائرة الرتابة باءت بالفشل، ربما لأنني لا أحاول من الأساس. أو بالأحرى، أشعر أن لا شيء يساعد في إخراج نفسي من ظُلمة أيامي؛ لا العوامل الخارجية، لا محاولاتي الفاشلة في حبّ الذات، لا الخروج من المنزل، لا التأمُّل. أو ربما، أنا قليلة صبر، وهذا ما أنا مُتيقّنة منه.
أعود لنفسي كي أتساءل "ما الذي يجري على نحوٍ خاطئٍ بالتحديد؟ أصلِحيه!" لكن تكمن المعضلة أن لا شيء يجري على نحوٍ خاطئ! لا أزال أذكر يوم الأحد الماضي، السادس عشر من أغسطس، الذي قضيته طولًا وعرضًا في التفكير بـ "لماذا أشعر بشعورٍ سيِّئٍ مجهول بينما لا شيء خاطئٌ على نحو التحديد؟"
أيُعقل أن السبب هو أنني منحتُ نفسي إجازةً من العمل الجزئي الذي قضيتُ فيه معظم إجازتي، وبالتالي أشعر أنني لا أفعل كل ما بوسعي فتنتابني مشاعر مجهولة بالسوء؟ أم أنني ربما لم ألمس شيئًا من مشروع التخرج الذي من المفترض العمل على تطوير بعض مفاهيمه في الصيف؟!
وحده الله يعلم.

على السرير بعدما شرقت الشمس أتأمَّل سقف غرفتي. أشاهد فيديو من قناتي المفضلة علّه يرشدني إلى الصواب؛ أستمع إلى المناجاة المنظومة "لكَ الحمدُ يا ذا الجود والمجدِ والعُلا، تبارَكتَ تُعطي من تشاءُ وتمنعُ." أتناول الفطور مع أمي وأخبرها عمّا حدث اليوم السابق. ثم بعد الفطور أعود مُجدّدًا إلى المشاعر الغريبة التي تركتها على سرير غرفة نومي.

الأمر الذي أخرجني نوعًا ما من تلك الدوامة هو فتحي لبرنامج "أدوبي إلستريتور" والبدء بتصميم مُلصقٍ سبيستونيٍّ. رغم أني في البداية استثقلتُ العمل على إلستريتور لأن مهمة عملي الجزئي تتطلّبُ العمل فيه، ورغم ذلك فتحتُ البرنامج وصمّمتُ. نقطةٌ لصالحي.
بدأتُ مباشرة بالتصميم دون مخطّط رسمات أوّلية لأن الفكرة ببالي أساسًا. لكن مع التقدُّم في التصميم لم تُعجبني نتيجة التصميم الذي رسمته في ذهني، بعدها من خلال أدوات البرنامج والعبث بها توصّلتُ إلى فكرة (:



كنتُ أنتظر بشدة بدء الفصل الدراسي الجديد لعله يضيفُ شيئًا إلى أيامي. فورما انتهينا من أولٍ لقاءٍ يوم أمس، أول ما شعرتُ به كان "لا أريد من هذا الفصل سوى أن ينتهي." أشعرني ذلك ببعض السوء، لأنه رغم كونه آخر فصلٍ دراسيٍّ لي كطالبة بكالوريوس، أشعر أنني أريد الانتهاء منه قبل بدئه، وأعلم أنني في وقتٍ من مُستقبلٍ لاحق سأشتاق إليه وسأتمنى قضاء كل دقيقة فيه مجدّدًا.
ومع ذلك، بعد اللقاء، اتّصلتُ أخيرًا بجهةٍ أجّلتُ الاتصال بها منذ أسبوعَيْن! لعلها نقطةٌ أخرى في صالحي؟
في النهاية أعرف طبيعة نفسي -مهما كان القَولُ أيْسَرَ من الفِعْل- كل ما يمكنني فعله هو أن أقوم بفعل الشيء الذي يُثقلني مهما استثقلتُه. أن أتصل بتلك الجهة، أن أبدأ برسم المباني للعمل الجزئي، أن أبحثَ وأقرأ الأبحاث لمشروع التخرج.
سنرى لاحقًا كيف سأتجاوز هذا الفصل الأخير بكل المتاعب والأشغال المحفوفة فيه.
أسألُ الله أن يرزقني الصبر لأنني أفتقر إليه لا محالة.


خُضنا اليوم لقاءً يخص التدريب الجامعي لطلاب السنة الأخيرة. بعدما فتحتُ الميكروفون كي أسأل سؤالًا، وقبل أن أسأل، تكلّم الأستاذ بما كان يجول في ذهني طوال الإجازة: سُندُس!! اشتقتُ أن تكوني مساعدتي في التدريس!!
فورما سمعتُ تلك الكلمات انهال عليَّ الدفء والحبور... تذكّرتُ فجأة دوافع وأسباب سيري في الحياة التي أضعتُها في الإجازة. تذكّرتُ لماذا أمكنني الاستمرار حتى الآن، وما جعلني أصمُد حتى اللحظة...

أنا أيضًا اشتقتُ إلى كَوني مساعدته في التدريس...




التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 08-25-2020 الساعة 07:15 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس