الموضوع: نهرٌ في غابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2022, 02:14 PM   #14
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة





تـدوينة عن مدونة


ـــــ


يا له من صباح كسول كان من المفترض أن يكون مفعمًا بالنشاط.
شمّرتُ أكمام بيجامتي الزرقاء مستعدةً لكتابة التقرير الذي يجب أن أثبت نفسي وأهليّتي ودوافعي فيه إلا أنَّ موجةً من التوقعات الثقيلة داهمتي فرحتُ أتهرَّب منه بين الدقيقة والأخرى.
رغم أن الكلمات لعبتي، لكن لماذا إثبات نفسك ودوافعك في تقريرٍ سببي إلى جهةٍ ما أمرٌ شاق لدرجة لا أستطيع التركيز عليه لأكثر من عشرين دقيقة؟!
المشكلة في كتابة التقارير التي يجب أن تثبت فيها ذاتك ودوافعك أنها يجب أن تكون مرتبة منمقة، ذات أفكار واضحة، وفقراتها متصلة ببعضها اتصالًا وثيقًا من أول جملة إلى آخرها. وأنا ذهني وأفكاري، بل حتى كتاباتي، أبعد ما يكونوا عن التناسق والترابط والوضوح. فأفكاري بحد ذاتها مبهمة لنفسي، ومتشابكة تشابك العقد الرابطة، لنفسي فكيف أوضحها وأفككها لغيري؟!


على كل حال… وبسبب ذلك التقرير، وبسبب التوقعات الثقيلة، وبسبب برودة الشتاء التي تدفع المرء للكسل، تدثّرتُ تحت البطانية أسترق الوقت لقراءة تدوينات أشخاصٍ لا أعرفهم، وهذا أروع من في الأمر.
وقعتُ قبل يومين على مدونة عجيبة غريبة، وهي عجيبة لدرجة قررتُ وقتها قراءة تدوينة واحدة يوميًّا قبل النوم كي لا أقضي على الكنز المُكتَشَف دفعةً واحدة. لكني وجدتُ نفسي في هذا الصباح الكسول أقطف شيئًا من ثمار التدوينة وأتناولها بتلذذ وأنا مستلقية بخمول على السرير.
كاتب التدوينات الذي يكتب بضمير الأنا أشبه بشخصية روائية، فأحداث تدويناته تبدو واقعية غرائبية. فأيُّ مورّد غلايين أرجنتيني لن يقابل المحاضر صاحب الغليون إلا في أحد فروع مطعم كودو؟ وأيُّ زميل عملٍ هذا سيسأل زميله في استراحة الغداء على مائدة الطعام “هتلر أم ستالين؟”؟
يبدو أن زميل العمل يسأل هذا السؤال لا لشيء إلا كي يستفيض صديقنا المدوّن بالحديث عما يجول في ذهنه. مما يذكرني بأسلوب بعض الروائيين في استخدام أحد شخصيات الرواية لسرد ما يجري من الأحداث. وهنا تحضرني تحديدًا رواية جين إير حين أصرَّ روتشستر على جين لحضور حفلةٍ أرستقراطية ستجلس فيها جين طوال الوقت في الزاوية تراقب الناس وتروي عنهم. وهكذا المدوّن وبعض الشخصيات المُختلقة في المدونة السالف ذكرها.

القراءة لسعودويفسكي -كاتب المدونة- تذكرني بالقراءة للكاتب التركي عزيز نيسين، وقدرته على تحويل الألم والغيظ ومواقف الحياة اليومية العبثية إلى مواقف هزلية وكوميدية.





كلمة أخيرة: حلمتُ أن منتخب المغرب فاز على منتخب المُستعمِر الفرنسي البربري ثلاثة أهداف مقابل هدف، لذلك سأعتبر أن المغرب هي الفائزة في مباراة ليلة البارحة!




التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 12-25-2022 الساعة 10:42 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس