الموضوع: نهرٌ في غابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2021, 10:13 AM   #13
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة





تـأمُّـلات


ـــــ





الأيام منذ بداية 2021 مرت سريعة كعدائي الأولومبيات، كل شهرٍ في هذه السنة يتنافس في سرعة مروره درجة يبدو لي غير واقعي أننا الآن في منتصف "السنة الجديدة."

حتى الآن، كانت 2021 ملأى بالأحداث؛ ليست أحداثًا شيّقةً بالضرورة.
في البداية، شهر يناير بعد تخرُّجي، لم أستطع المكوث في المنزل بلا عملٍ يشغلُني. فحالما وصلتني رسالة معهد الفنون تعلن عن دورة فصل الشتاء بادرتُ بالتسجيل. على الرغم أن جميع مقاعد مساقات الرّسم حُجِزت، إلا أنني وبدون مراجعة في قراري سجّلتُ في مساق النّحت. لماذا النّحت؟ لا جواب حتى الآن. لكنه كان فنًّا جديدًا عليَّ ولم أجرّبه مسبقًا. وطالما تراءى لي كلغةٍ غريبة أيام ارتيادي معهد الفنون قبل سنوات، ولم يخطر ببالي قط حينها أنني يومًا سأُقدِمُ على تعلُّمه. تلقّيتُ في مساق النحت أكثر شيءٍ كنت أودُّ دراسته في الفن الأكاديمي: جسم الإنسان. على أنه لم يكُن بالتفصيل ولا أزال أجهل الكثير عن التشريح الفنّي إلا أنه موضوعٌ مفضّل!

بعد شهرٍ من ارتياد معهد الفنون، حُوِّلت الدورات إلى دوراتٍ عن بُعد بسبب تفاقم عدد الحالات. فكان الأستاذ يشرح على برنامج زووم وأنا أتّبع تعليماته في غرفة نومي. واتضح أنَّ غرفتي ليست مكانًا ملائمًا لجميع الفنون، ففن النحت تحتاج بيئة خاصة لأدواته.

وأثناء ارتيادي لمعهد الفنون، تواصلتُ مع أستاذ التصميم في الجامعة أسأله إن كانت هناك فرصة للعودة للعمل معه كمُساعِدة تدريس. لكن تبيّن وجود مشكلة في إدارة الجامعة لا تقبل بالخريجين كمساعدين. لذلك أدّيتُ مهامي كمُتطوّعة. لم يكن أمامي خيارٌ آخر وكنت أتوق للعودة للعمل مع الأستاذ! وأنا ممتنةٌ لهذه الفرصة.
انتهى الفصل الدراسي في أبريل، وكنا نرتاد الجامعة في الأسبوعين الأخيرين لطباعة مشاريع الفتيات. كانت الازدواجية في هذه الأيام ممتعة بحق. الأستاذ يتابع الفتيات على زووم، وأنا أتابع من حضر فيزيائيًّا وفي الوقت ذاته مُوكّلة بمهام الطباعة. بعض الأيام كانت مزدحمة ومتوترة وهنا تكمن المتعة.

بعد عيد الفطر مباشرةً، بدأ معرض الخريجات. وهو معرضٌ سنوي يُقامُ لمشاريع تخرج طالبات كلية الفنون والتصميم في جامعتنا. وبما أنني لم أعرض مشروع تخرجي في المعرض الفائت، عرضتهُ ضمن معرض هذه السنة، وقد كانت تجربة غنيّة في نهاية الرحلة الجامعية. اعتدتُ الذهاب يوميًا طيلة الأسبوعين إلى حيّ التصميم حيثُ مشاريعنا معروضة. وهناك التقيتُ بأصدقاء مرت فترة طويلة منذ آخر لقاءٍ بيننا، تعرفتُ على فتيات كنتُ أراهن فقط في أزقة الكلية ولم تسنح لنا الفرصة بالحديث، والتقيتُ بأناسٍ جُدُد، وسُعدتُ بكل من أبدى اهتمامًا بمشروعي دُهشتُ بمستوى الأعمال الفنية المعروضة من قِبل الزميلات حتى مع كوني طالبة في كليتي. فخورةٌ من أعماقي أنني جزءٌ من هذه الكلية
كانت مشاعري وأفكاري متقلبة أيام المعرض، إلا أنه انتهى بمسرّة وذكريات مبهجة
في الحقيقة، في اليوم الأخير من المعرض، سُرِق كتابي الذي كان جزءًا من مشروعي. تركته مكانه كما العادة لكني بعدما عُدتُ من المصلى تفاجأت باختفائه. رحت أذرف القاعة جيئة وذهابًا، وكان أكثر ما أخشاه هو أن يُنسب البحث الذي كُتب في الكتاب إلى غيري، وعندما أعربتُ عن قلقي لإحدى الأستاذات طمأنتني قائلةً "لا تدعي لهذا الحدث أن يُذهب متعة الأيام التي قضيتها هنا، وانظري للأمر من منظور آخر: لعل من أخذ الكتاب أُعجب بالبحث واعتقد أنه لا بأس بأخذ الكتاب. عقلنا يضخّم الأحداث وسريعًا ما يذهب لأسوأ الاحتمالات." وهناك تقلص ذعري وقلقي.

حسبتُ أنَّ أيام ما بعد المعرض ستُثقل بالفراغ، لكن حدث العكس تمامًا. شعرتُ أنني أخيرًا منذ تخرجي قبل ستة أشهر، أحظى بوقتٍ هادئ ولا مسؤوليات تركض خلفي سوى المهام التي أضعُها لنفسي كالتصميم غيره.
بعد تخرجي مررتُ بفترة طويلة من التردد وغياب الدافع والمعنى. فلم أعرف ماذا أريد من حياتي ولا من نفسي ولا أتخيّلُ نفسي في أيّ مكانٍ في هذا العالم. كنتُ أقول لنفسي أنها مجرّد فترة، وأن إجابات جميع الأسئلة ستتضح مع مرور الوقت. وقد شغلتُ نفسي بعدة أشياء وأنا أنتظر وصول الإجابة، لذلك لا أعتقد أن فترة الخمسة الأشهر الماضية ضائعة.
اليوم، بخطىً وئيدة، أتخذُ قرارًا جديدًا طالما تجنّبتُ التفكير فيه بجدية طيلة الخمسة الأشهر الماضية. لا أعلم أين سينتهي بي المطاف لكنى مطمئنة لكل ما يكتبه الله تعالى.




جئتُ هنا أشكو من أخطائي التي لا أكتشفها إلا بعد فوات الأوان لكني أجدُ نفسي كتبتُ تدوينةً عن مجرى أحداث 2021..



التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 06-08-2021 الساعة 04:22 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس