~~{السلام عليكم ورحمة الله وبركاته }~~
قــالــوا فــي الــحــب
إننا جميعاً نحتاج لشخص يحبنا ونحبه ، يفتقدك عندما ترحل
ويبقي على مشاعرك دافئة خلال الليل البارد ، كلنا نحتاج إلى
شخص نحبه ، إنك في حياتك تجري وتختبئ وتتألم في داخلك من
تلك الذكريات التي لا تستطيع الهروب منها ومن الألم الساكن في
قلبك ، وتتقلب وتتمزق وترى كل أحلامك تحترق كحلم من أحلام
الطفولة ولا تستطيع التماسك بينما ينهار عالمك من حولك ،
والإنسان بفطرته كائن اجتماعي وطوال عمره في رحلة بحث
دائمة ودؤوبة عن السلام الداخلي ، والعثور على إنسان حنون
يشعره بالأمان متى ما انكشفت ستائر أسراره عن فمه ، يحتاج
دائماً إلى من يهدهد الطفل في أعماقه ، ويقتسم معه رغيف
الحزن وماء الحلم ، نحن جميعاُ نحتاج إلى شخص واحد يهتم
على الأقل بنا ، شخص نراه ونسمعه بصدق ، نلتصق به كالتصاق
الورقة بالغصن ، ونلتقي به كالتـقاء الوردة بحبات المطر ،
شخص واحد على الأقل بشرط أن يرعى بإخلاص وحب وعمق
أحياناًً قد تكفي إصبع واحدة لتحول دون انهيار السد الكبير
وقد تأتي شمعة واحدة لتـنـير كل الظلام المخيف ، وقد تؤدي لمسة
واحد حانية إلى تجفيف منابع الحزن ، وقد تغير ابتسامة حب
صادقة الواقع المؤلم إلى أمل مشرق ؛ فتقرأ لـ " تشكيوف " في
مسرحية النورس: " إني وحيد في هذا العالم .. وحيد ليس هناك
عاطفة تشرقني بدفئها .. أشعر بصقيع الغربة .. ببرد الوحشة ..
كما لو كنت أحيا في قبو معتم " . وهذه العبارة يشعر بها المرء
تماماً حينما تخلو حياته من حبيب أو صديق يبدد عنه سحابة
الحزن التي تغشاه ، وبشاعة الحياة التي يعيشها ، فالحياة بدون
شخص نحبه باهته تصفر فيها الريح ، لا طعم لها ولا لون ، " كم
هو مخيف ظل العصفور وهو وحده بلا أليف .. حينما يرحل قبل
أن تغيب الشمس أو تجيء الريح " ، فالوحدة شديدة المرارة ،
والغربة موجعة ، ليس في طاقة المرء أن يتحملها ، وكيف للمرء
أن يتحمل آلام الوحدة ومعاناة الغربة وهو يدرك جيداً أن الحب
بإمكانه أن يبلل جفاف حياته ، وأن يمنح لحظاته ضحكة الحلم
ورقصة الربيع ، ويتسرب إلى فصول الروح من شقوق الجروح ،
فالإنسان عندما يجد شخصاً يحبه صدقاً ويقيناً ، فإن هذا الحب
يحميه من الخوف ومن الشعور بالوحدة ومن الحزن
ســلامي لكم
ملوكـ :1 (67):