عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-15-2018, 11:58 PM
الصورة الرمزية حلم القمر
رئيسة الأقسام الأدبية
جمعية العاشق الحرة
 
رقـم العضويــة: 95329
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الجنس:
العـــــــــــمــر: 31
المشـــاركـات: 39,098
نقـــاط الخبـرة: 9772
افتراضي ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●






"إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني،

ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحرك
ة.

والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة
في مدى عمر الإنسان الواحد، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق،
وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب."
.
.
كانت هذه كلمات أحد أكبر المولعين بالقراءة، عبّاس محمود العقّاد،
وقد جرى بها الزمن مجراه، وصنع فيها صنيعه، حتى أحالها كلماتًا،
هي إلى حِكمة الأوّلين أقرب، ومضت بها الألسن،

تسوقها كما تسوق الأقوال والأمثال السائرة عبر التاريخ،

فتصدع بها من حين إلى حين: حياةٌ واحدة لا تكفي!

"حياة واحدة لا تكفي"، أي، يا أنت... لا تقتصر على فكرةٍ صنعتها في نفسك،

ولكن اعمل على اللقاء بأفكار المجربين، فتتضاعف فكرتك إلى فكرة وفكرة وفكرة...

دونما نهاية.


"حياة واحدة لا تكفي"، أي، كن في الوعي ولا تكن في الجهل،
فإن من يجهل ويتمادى في شرِّ جهله، فإنما لقلة وعيه أولًا.


"حياة واحدة لا تكفي"، أي، لا تنسَ نصيب حياتك، من حيوات الآخرين،

وليكن لك طبعٌ شاعر، ينتقي ويتخيّر، وآخرَ مغامر، يكتشف ويتزوّد.

وعلى مثل هذا تجري القراءة، وكذلكم يكون القارئ،

فهو أبدًا في الرقي والصعود والارتفاع ما دام يقرأ، ولا يسقط ويتهاوى

إلا عندما يظن أنه قد قرأ وعرف كل شيء.


ولسنا ندري كيف نصف الذي حدث لنا، فبينما كان الأجداد
في سالف الأوان، يرون وجود الكتب في بيوتهم، ضرورةً
، كضرورة وجود المقاعد، والأسِرّة والطاولات، في المنازل،

لا يستغنون عنها ولا يعيشون دونها...
نرانا الآن نستثقل القراءة، ونعدها نشاطا مملًا، وإن وجدنا من يقرأ من
شبابنا، فإنه لا يعد القراءة إلا من ضمن الهوايات، وما لفَّ لفّها.
هذا خطأ على جيلنا أن يدركه تمام الإدراك!


إن القراءة ليست هواية، فالهوايات هي ما ينضوي تحت الثانويات
، مما يقبل الاستغناء والاستبدال،
فالمرء قادر على الدوام أن يترك هواية ويأتي أخرى،
فهل يمكن أن تُرمى القراءة وتعوّض بشيء؟

كيف لشيء يعطيك قيمًا رفيعة ويهذبك ويرفع أخلاقك
ومستوى علمك، ويسير بك لتكون إنسانا أفضل في هذه الدنيا،
يحتسب جزاءً أكبر في الآخرة...
كيف لشيء يمدك بكل هذا أن يكون في مقام الهوايات القابلة للاستغناء والاستبدال؟
إن القراءة ضرورة، لا غِنى عنها، كالطعام والشراب والهواء،


وإلا لما قيل فيها ما يقُال في ازدهار الأمم ونموها بها،
وليت شِعري، كيف يكون ازدهار الأمم عن طريق (مجرّد) هواية من الهوايات؟
"حياة واحدة لا تكفي" أي... جَعَلَ القراءة حياة،


فهل لنا أن نقول بعد هذا، أننا نعيش عيشنا ونعمل عملنا في الحياة
كما ينبغي، ونحن لا نقرأ؟
ويجد المرء نفسه، يهز رأسه موافقًا على كلمات عبد الكريم بكّار،
في كتابه، "القراءة المثمرة"، ومستغربًا في الوقت نفسه:

"سيكون من المؤسف أن تحتاج أمة، أول كلمة نزلت في كتابها
ودستورها الثقافي كلمة اقرأ، إلى من يحثها على القراءة،
ويكشف لها عن أهميتها في استعادة ذاتها وكيانها!"

ونواصل هزّ رؤوسنا، ونقول: إنه لأمر مؤسفٌ بحق! غير
أنّ عبد الكريم بكّار، يعطينا الأمل في كلام جميل، فيُرْدِف قائلًا:
"إن عادة القراءة لن تتكون لدى الإنسان إلا عندما يشعر بشيء
من المتعة واللذة عندما يقرأ، وهذا لن يكون إلا حين تكون القراءة
عبارة عن نوع من الاكتشاف، ونوع من تنمية العقل..."

وإلى مثل هذا النوع من الكتب التي تجعل القراءة متعةً وتنميةً،
يكون السعي، وإن من أسهل الطرق إليها،
الأدب الرفيع وروائعه، فالجميع يحب

ما يكون في قالب القصص والروايات،

وكاتب الكلمات التي تقرؤونها الآن، رُزِقَ حبَّ القراءة،
من كتبٍ قصصية. ثم إنّه، بعد أن قرأ عددًا من تلكم الكتب،

ورسخ في قلبه حب القراءة، وجد نفسه يزهد فيها بعض الزهد،
وبات يبحث عما يزيده في العلم وتنمية العقل
، فإذا به يقرأ كتبا في أصناف أُخرى، لم يفكر أنه سيقرؤها في حياته يومًا.


وكان أن وجد المتعة التي تحدث عنها أحد أعظم
كتّاب القصص القصيرة، يوسف إدريس في كلماته هذه:
"لا شك أن المتع كثيرة، ولكن يبدو أن أمتعها جميعا وأحلاها،
هي متعة أن تعرف. متعة أن تعلم ما تجهله وتزداد علمًا بما تعرفه..."

وقد صحّ لدينا، أن ما يدمغ المعرفة بختمٍ أبدي في الذاكرة،
هو مشاركة الآخرين، وتبادل الآراء، والحديث المفتوح الودِّي،

في كل ما يتعلق بالكتب، فكان نشوء هذا الموضوع،
والمرء عندما يشارك برأي أو انطباع أو اقتباس أو أي شيء آخر،
فأنه يستخدم كلماته الخاصة في التعبير عن ذلك،

أي أنه يضع في المشاركة شيئا من صُنع نفسه،
فإذا وضع شيئا من صُنع نفسه،
كان ذلك هو الختم الأبدي الذي لا يدع المعلومات التي اكتسبها

من الكتب تُنسى وتختفي لأنها اختلطت بكلماته، .
حيث أن أكثر ما يتذكره المرء ولا ينساه هو: كلماته ،
وهذه إحدى أكبر فوائد المشاركة.


وبعد تراكم هذه المعلومات مع مرور الوقت،
تغيض ثم تفيض، فتُكوِّن للقارئ آراءه الشخصية
ووجهات نظره الخاصة في الأشياء، ويصير مستقلًا بقوة شخصيته

، لا متقلقلًا بين كلام فلان وعلّان، ويصبح راسخًا بسعةِ وعيهِ،
لا منجرفًا بما يستجد على الدنيا مما هبّ ودبّ،
ويغدو يقظًا وقَّافًا، لا يعطي الأشياء في حياته إلا قيمتها الحقّه، وذلك أمدُ الحياة.




ختاما فكرة موضوعنا هو

ان تضع لمستك هنا لنقرا مااعجبك

هنا حيث تضع بصمتك من ماعرفت وقرات

لنطلع على عالم جديد

اشكر من ساهم في فكرة الموضوع

الاخɢ ί η


واشكر جمعية العاشق الحرة الاخ н α ѕ ĸ o

لاستلامه الطقم الرائع واشكر من قدم لي

هذه المقدمة الرائعه كيلوا الذي يكتب التي ابدعت

في كلماتها


وهذا بنر موضوعنا



__________________

كل الشكر للمبدعة Ochako Uraraka
رد مع اقتباس