عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-2020, 05:17 PM   #335
مشرف قسم نقاشات الأنمي
 
الصورة الرمزية ɢ ί η
رقـم العضويــة: 156461
تاريخ التسجيل: Jun 2012
العـــــــــــمــر: 28
الجنس:
المشـــاركـات: 10,965
نقـــاط الخبـرة: 1841

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوا الذي يكتب مشاهدة المشاركة
رغم أني أميل إلى أنها رواية رقيعة مبتذلة، ورغم العبارة الأخيرة الرخيصة
-وربما بلغت من السخرية منها ما بلغت- فإنني لا أقول أنها سيئة
ولا أجزم بذلك حتى أقرأها بنفسي وأعلم يقينا، فلا أضع رأيي عنها من العنوان والغلاف،
إذ أرى ذلك من السطحية.


من يدري؟ قد يكون مؤلفها عبقريا مثل دستويفسكي الذي يُقال
أنه أتمّ تأليف رواية "المقامر" في أقل من ثلاثين يوما.

هل نمضي هنا على قول القائلين: لا تحكم على الكتاب من عنوانه،
أم نوافق الذين قالوا: الكتاب "باين" من عنوانه؟

،


ليتك قرأت كتابه وعّاظ السلاطين أولا، قبل مهزلة العقل، فالذي قرأته أنت
هو أقرب إلى أن يكون توسعا واستفاضة في ما تطرّق إليه الأول.

وعلي الوردي من الكتّاب الذين أختلف معهم كثيرا، ولكنه من الذين استفدت منهم كثيرا.
وكان من أول وأهم ما اكتسبته من كتبه، هو عدم التسليم بما
بات الناس يعدونه أمرا راسخا صحيحا لا يجوز البحث فيه.


وإنهم ليعدونه راسخا، ليس لأنهم أشبعوه بحثا وتمحيصا، ولكن
"وجدنا آباءنا كذلك يفعلون"، "وإنّا على آثارهم مهتدون".


وبسبب هذا، لا تُطل الاستغراب بعد أن قرأتَ في مهزلة العقل البشري،
أن بعضا من المساجد كانوا يدعون على علي الوردي، كأنما يدعون
على عدو من أعداء الأمة بالزوال، وكل ذلك لماذا؟

لـرأيه فقط.


وبما أنك قرأت المهزلة، فأنت مررت بماذا يحل بأصحاب الآراء الجديدة في
البيئات المتعصبة التي لا تقبل الاختلاف، ولا أقول أني أحب الاختلاف الحب كلّه،
بيد أني أقول أنني أحب الذين يجيدون الاختلاف.

وأرى أن ثقافة الإقصاء هي السائدة إلى اليوم،
وما إن تقول شيئا يخالف السائد وما اعتاد عليه الناس حتى تتعرض للإقصاء
في صورةٍ من الصور، ولا أحسب إلا أن كثيرا من مشاكلنا تدور حول هذه النقطة.

وأتذكر الساعة قول المفكر زكي نجيب محمود:
"دعونا نتفق أولا على كيف نختلف."

وقول الرافعي:
"أضيعُ الأمم، أمّة يختلف أبناؤها. فكيف بمن يختلفون حتى في كيف يختلفون؟"

وكلمة نقلها الوردي نفسه:
"يقال إن المقياس الذي نقيس به ثقافة الشخص، هو مبلغ ما يحتمل
هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه..."
.
.
.



الادب في ايامنا هذه يختلف اختلافا شديدا عنه في الازمنة السابقة
سابقا كان الاديب يكتب و يطبع كتبه من ماله الخاص معظم الوقت لايمانه بعمله
و وجوب وصوله الي القارء و كان الادب لا يدر على صاحبه المال الكثير
و منهم دوستويفسكي الذي بالكاد كان ياكل من اعماله
اما في وقتنا مع تطور التسويق اختلف الوضع فصار اي منتج يسوق ليدر على صاحبه اموالا
و الادب ليس مسثنى من هذه المعادلة و منها خرج علينا مجموعة من التجار لا الكتاب
يسلكون كل مسلك يدر عليهم الربح مسغلين الاوضاع الراهنة لزمنهم لجذب الزبائن
و ما احسب صاحبنا الا منهم و الله اعلم فقد يكون قد مزج بين الاثنين الادب الجيد و التسويق الذكي و هذا حتى لا نظلمه .
+
مع الاسف لم اعثر على وعاظ السلاطين و مهزلة العقل البشري وجدته صدفة عند صديق.
+
علي الوردي من المجددين و من الثوار كما يقول اكثر ما جذبني فيه هو طريقة تفكيره
يدعو الى التجديد و ترك البكاء على الاطلال و هذا ما كنت ادعو اليه انا نفسي منذ زمن طويل
و باكتشافي له وجدة مدرسة تتبنى افكاري و تزودها بالحجج و البراهين
فعلي الوردي عالم اجتماع بحث في التاريخ و محصه تمحيصا و اوقفه امام محكمة العقل
و هو بشر قد يصيب كما قد يخطئ هذا مما لا شك فيه ...

هو عكس كثير من الباحثين لم يتبنى افكار القدماء على انها كتاب منزل و والله لم نتخلف الا بسببهم فنحن نعيش وقتنا الحاضر و نشهد على تزوير التاريخ امام اعيننا فما بالك بالقرون السابقة .

احببت افكاره كثيرا و اعطتني جرعة من الامل لكن مع صفعة من الواقع ايضا

و من افكاره التي اعجبت بها جدا هي وجوب دراسة المجتمع كما هو و ايجاد حلول له منه
و ليس كما يقول الافلاطونيون الطوبائيون اذ يعزلون انفسهم في بروجهم العاجية و يتخيلون مجتمعا ملائكيا و يتفرغون لوضع القيم لذالك المجتمع و غالبا تلك القيم مستحيلة التطبيق على المجتمع الارضي فتراهم عند فشلهم يلومون المجتمع لانه منحط لا يستمع الى نصائحهم القيمة ...


و ايضا

ومن غرائب ما ارتآه الواعظون في هذا الأمر أن قالوا: خذوا من الغرب محاسنه واتركوا مساوئه. كأن المسألة أصبحت انتقاءً طوع الإرادة كمن يشتري البطيخ.
إن الحضارة جهاز مترابط لا يمكن تجزئته أو فصل أعضائه بعضها عن بعض. فالحضارة حين ترد تأتي بحسناتها وسيّئاتها.”

هذه فكرة خطيرة و نحن نعيشها اليوم واقعا

+

“إننا ندرس التاريخ لكي نستفيد لحاضرنا ومستقبلنا. هذا هو مقصد الشعوب الحية من دراسة التاريخ. ومن السخرية آن نتجادل على أمر مضى عليه ثلاثة عشر قرنا من غير آن ننتفع منه لحاضرنا أو مستقبلنا شيئا”

و ياللاسف نحن الان لا ندرس التاريخ لنستشف مستقبلنا و نستفيد منه بل فقط لنواسي انفسنا من واقعنا الاليم هذا ...

افكاره ثورية و احسب اني مثله في كثير من افكاره و قلة هي تلك الافكار التي اخالفه فيها
على الاقل في هذا الكتاب ...

و قد حدث نقاش بيني و بين شخص في مواقع التواصل الاجتماعي حول علي الوردي
و كان هذا الشخص يهاجم علي الوردي بقوله :

علي الوردي و غيره من العلمانيين و الشيوعيين لا يتركون فرصة لينتقصوا من الاسلام و اهله
و يمتدحون اليهود و النصارى ...


و عندما سئله ما ان كان قد قرا له اي شيء اجابني : قرات ما قاله الباحثون و المتخصصون عنه و بعضهم قال انه ليس مختصا في علم الاجتماع و كتبه ليست علمية و لا يحتج بها .

عندها اجبته بان نصحته بالاحتكام الى عقله الخاص و ليس بما يقوله الاخرون

فاجده يجيبني : اولا اهل الاختصاص هم الاقدر على الحكم في الامور العلمية
ثانيا العقل يقول ان اهل العلم يهتدون بهدي النبي صلى الله عليه و سلم في مثل هذه الحالات.


فان سالته كيف حكم بعقله الذي هو يراه اقل مكانة من اهل العلم انهم اهل علم و انهم على حق... لكن توقفت خوفا من ان يجيبني بنفس قصة من كتاب علي الوردي :

- رأيت ذات يوم رجلاً من العامة يستمع إلى خطيب وهو معجب به أشد الإعجاب. فسألته: ( ماذا فهمت ؟ ) أجابني وهو حانق : ( وهل أستطيع أن أفهم ما يقوله هذا العالم العظيم! ).
يظن هذا المسكين أن من شروط العظمة في المفكر أن يكون غامضاً غير مفهوم، فإذا اتضح كلامه وأدرك المستمعون معناه بسهولة، انحط من مكانته العالية التي كان عليها.

و احسب ان معظم من سمع عن علي الوردي من (العلماء) يملك صورة سلبية عنه

فلا يتجشمون عناء الحكم على الرجل من كتاباته بل فقط ياخذون الرئي من (العالم العظيم!)
و هل يستطيعون ان يحكموا افضل منه !!!

و هذا سبب تخلفنا ...لا اقول ان رئي العلماء لا يهم و لا انتقص من علمائنا الافاضل فلولاهم بالطبع لكان يتكلم في الدين كل من هب و دب دون رقيب او حسيب ...

بل ما اعيبه هو من يستمع كصاحبنا في المثال السابق و العياذ بالله ...





ɢ ί η غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس