الموضوع
:
●● |نقاش الكتب الادبية || ●●
عرض مشاركة واحدة
12-30-2022, 03:38 PM
#
438
كيلوا الذي يكتب
كيلوا الذي يكتب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى كيلوا الذي يكتب
البحث عن المشاركات التي كتبها كيلوا الذي يكتب
موعدنا بعد ألف عام
معلومات
الجوائز
الإتصال
رقـم العضويــة:
477232
تاريخ التسجيل:
Feb 2018
العـــــــــــمــر:
30
الجنس:
المشـــاركـات:
139
نقـــاط الخبـرة:
41
الأوسمة
رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●
حان وقت مشاركتنا السنوية:
أفضل 10 كتب قرأتها في 2022
~حياتي
"رأتني شاباً في السابعة والعشرين أتحرك حركة الشيوخ، وأمشي في جلال ووقار، وأتزمت في حياتي، فلا موسيقى ولا تمثيل ولا شيئا حتى من اللهو البريء. ورأتني مكتئب النفس، منقبض الصدر، ينطوي قلبي على حزن عميق. ورأتني لا أبتهج بالحياة، ولا ينفتح صدري للسرور، فوضعت لي مبدأً هو: تذكر أنك شاب."
كذلك قالت معلمة أحمد أمين، لأحمد أمين.
وكذلك فكرت أننا في حاجة إلى مثل هذه المعلمة حتى تذكرنا بأننا ما نزال شبابا حيث الآمال ما تزال فتيّـة، وللأشياء حلاوة لا تماثلها حلاوة، والأيام مبهجة رائقة، والبال مرتاح، والقلب متهيئ للحب والسرور، والزمن مؤاتٍ لتجارب، وصداقات، ونجاحات، وخيبات... وفي النفس توقٌ إلى المغامرة.
وأحسب أن الأشياء التي كنا نريد أن نجربها ونحن شباب، لن تعود علينا بنفس السعادة إذا ما جرّبناها وقد فرغنا من الشباب، بل ربما لا نجد الرغبة في تجربتها حين ذاك.
وماذا قالت معلمة أحمد أمين، لأحمد أمين كذلك؟
"رأت لي عيًنا مغمضة لا تلتفت إلى جمال زهرة، ولا جمال صورة، ولا جمال طبيعة، ولا جمال انسجام وترتيب، فوضعت لي المبدأ الآخر: يجب أن تكون لك عين فنية."
وكذلك فكرت، ورحت أنظر إلى الحياة بهذه العين.
~كيف نقرأ الأدب
"المشكلة هي أنه لو كانت الشخصيات الاعتيادية تتمتع بكل الفضائل، فإن الشخوص غريبي الأطوار يتمتعون بالحياة كلها."
الناظر في ما بين سطور هذه الجملة، يفهم لماذا كانت الشخصيات الشريرة التي هي في الأصل لونٌ من غرباء الأطوار، تروق للقراء وتحظى بإعجابهم، في حين كان البطل المغوار النبيل الشهم الذي سيجعل الخير يعم، شخصا مملا إلى أبعد حدود الملل.
إننا نريد للخير أن يعم، ولكنا أيضا نحب الشخصيات الشريرة!
هل يجوز أن نقول هذا؟
إنني أحب المثالية، ولكني أجد في الميل عنها أحيانا جمالًا فائقا!
هل يصح أن أقول هذا؟
~فنون الأدب أو فن الدراسة الأدبية
*"الكلمة عند الشاعر لا تُفسّر بالعقل وحده، لكنها تُفسّر بالقلب والخيال... الشعر مفعم بالمعاني على نحو لا يدنو منه ضرب آخر من ضروب الإنشاء، لأن الشاعر يريد بالكلمة أكبر قسط من معانيها الدفينة ومشاعرها المخزونة."
الغريب أن كتب الدراسات الأدبية خفيفة على نفسي، ولا أشعر بالإرهاق عندها رغم أن فيها من الثقل مثل ما كنا نعالجه ونحن طلاب، ونكرهه الكره كله، من نظريات وقواعد غير واضحة، لا ندري تحديدا كيف يتم تطبيقها.
ولا أجد سببا لهذه الخفّة، إلا لأنني الآن أقرؤها عن رغبة وحب، في حين كنا سابقا نقرؤها -وسائر الكتب الدراسية- مرغمين كارهين، من أجل الدرجات الدراسية أو خوفا من عقاب المعلم الذي تحمل يده عصا غليظة هائلة مشدودة بشريط أحمر مخيف، تليق بـحرّاس السجون أو رجال الأمن المأمورين بالقمع.
ولا بد أن أشير هنا إلى أن هذا الكتاب ليس عن رجال الأمن المتنكرين في صورة معلمين، ولكنه عن تكوين مبدأ أولي لنقد الأدب وفهم السبب الذي جعل هذا النص جميلا، وذاك أقل جمالا، وذلك متكلّف سيّئ. وهو من ترجمة زكي نجيب محمود، ولغته بارعة الجمال، وكفانا بذلك.
~قصة موت معلن
"إن القدر يجعلنا غير مرئيين."
لماذا لم يخبرني أحد أن جابرييل جارسيا ماركيز يكتب بهذا الإتقان؟
الجو في هذه الرواية سوداوي غريب، وأشخاصها كأنما يساقون بفعل فاعل خفي.
كلامنا الآتي ليس حرقا لأنه يُذكر من الصفحة الأولى من الرواية.
إنه موتٌ بُذِلت من أجل إيقاف حدوثه محاولات عديدة، هي في ظروف أخرى كافية لذلك، غير أنها في قصتنا هذه تبوء كلها بالفشل. محاولات جادة صريحة من أفراد مخلصين، يصعب على المرء أن يتصور فشلهم، بل لا يعقل أن يفشلوا، ولكنه القدر الذي تتوافق ظروفه توافقا عجيبا يجعل الجهود كلها تروح في غير جدوى.
يا لهذه الدنيا! كيف لم يستجب القدر للذين أرادوا الحياة!
وربما سمع القدر ذلك، فأجاب: ومن نزلت بساحته المنايا، فلا أرضٌ تقيه ولا سماء.
أكرر: هذا ليس حرقا.
~تأملات في الإنسان
"كان يتمنى أن يكون قادرا على إسعاد أحد. على أن يحس في داخله شوقا لإنسان ما. كان يتمنى من أعماقه أن يفعل شيئا يجعل إنسانا في هذه الدنيا يحتاج إليه."
هذا في رأيي هو الإنسان الجميل!
أجل، هذا هو!
ومن أجمل ما قرأت في معاني السعادة، أن الإنسان من فرط سعادته أحيانا، يود لو يسكب قلبه في قلب الآخر حتى يسعد مثله.
ولكن أتعرفون من هو الإنسان الأجمل؟
هو الذي جمع فوق هذا، إحساسا عاليا بجمال تفاصيل الحياة، وتقديرا كبيرا لأشيائها الصغيرة، فيسعد حيث لا يجد الناس داعيا إلى السعادة، ويكون ذا ذوق في تعاملاته حيث يغفلون عن الذوق، لأنهم لا يحسون ولكنه يحس، ولأنهم لا يرون ولكنه يرى. وكثيرا ما يكون هذا الإحساس وهذا التقدير وهذا الذوق، نتاجا من تأثير الأدب في نفسه.
الجميل يسعد الآخرين، غير أن الأجمل يضاعف السعادة بأناقة ورقي وذوق رفيع، فإذا كان الجميل يلمس نفوس الآخرين مرة، فإن الأجمل يلمسها مرتين: بأنه أسعدها، وبأنه أيقظ معنى الجمال فيها.
وأتذكر في ذلك ذكرى ضبابية، لقصة عن الأديب علي الطنطاوي، حينما جاء بيته رجل جائع وطلبه الطعام، فذهبت ابنته وحضّرت المواعين لأجله، ثم حينما همّت بالذهاب بها إلى الرجل، استوقفها الأديب ونظر إليها، فرأى الطعام موضوعا في غير نظام وتهذيب، فطلب منها أن تضع الخضراوات وحدها في صحن خاص مثلا، والتمر وحده في صحن مثلا وهكذا... حتى يظهر الذوق والنظام في تقديم الطعام.
في طريقة التقديم الأولى، كان الرجل الجائع ليشعر أنه مجرد سائل، يمد يده لطلب الطعام، فـيُلقى إليه كيفما اتفق، أما في الثانية، فكأنه ضيف، حقّه حق الضيوف من الضيافة والإكرام. ذلك هو الفرق بين الجميل والأجمل.
وبعبارة وجيزة: الإنسان الأجمل عندي هو الذي جمعت نفسه حب إسعاد الآخرين، وحب الأدب، وذلك لأن الأدب يعلمه الإحساس.
هو ذا الإنسان الأجمل!
أجل، هو ذا!
~فن الأدب
"ليس الابتكار في الأدب والفن أن تطرق موضوعا لم يسبقك إليه سابق، ولا أن تعثر على فكرة لم تخطر على بال غيرك... إنما الابتكار الأدبي والفني هو أن تتناول الفكرة التي قد تكون مألوفة للناس، فتسكب عليها من أدبك وفنك ما يجعلها تنقلب خلقا جديدا، يبهر العين ويدهش القلب..."
ما نزال مع الأدب في عمل آخر، غير أن هذا الكتاب ليس عن الأدب وحده كما يوحي عنوانه، ولكنه مقالات وذكريات وآراء توفيق الحكيم وتجاربه مع أهل الفن.
إن كان لي أن أوصي بمقالة واحدة من هذا الكتاب، فهي مقالة فن الطفولة، فإنني إذا تذكرت هذا الكتاب، تذكرت هذه المقالة، وإذا تذكرتها، جدّ بي الفكر إلى المقولة:
من استطاع أن يبقى طفلا، فقد استطاع أن يبقى فنانا.
~ميتتان لرجل واحد
"على كل امرئ أن يعتني بدفن نفسه، فلا وجود لمستحيل."
كانت هذه الكلمات الأخيرة من الرجل الذي مات مرتين.
الحق أنني لم أتوقعها رواية بهذه الخفة والجمال، ولقد ازداد تقديري لها كثيرا بعد قراءة النقد الملحق بآخر الكتاب، فمن أراد قراءتها، فلا يزهد في قراءة النقد بعد الخاتمة.
~البلاغة الواضحة
"أما البلاغة فهي تأدية المعنى الجليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة لها في النفس أثر خلاب، مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه، والأشخاص الذين يُخاطبون."
ما لكم وهذا الكتاب؟
وهل في النفس مقدرة على احتمال مزيد من الثرثرة عن الأدب وكتبه؟
إنه كتاب عن البلاغة، وكفى.
~تاريخ الأدب العربي
*"إذا حرمت شعبا لغته وآدابه وعلومه الجليلة الموروثة، حرمته قوام خصائصه ونظام وحدته، وقدته إلى العبودية العقلية وهي شر من العبودية السياسية..."
ليت قومي يعلمون...
سأكفيكم هنا أيضا شر الثرثرة عن الأدب، ولكن سأذكر أمرا واحدا: مؤلف هذا الكتاب هو نفسه صاحب مجلة الرسالة التي كتب فيها الرافعي كثيرا من مقالاته الأخيرة، ومنها خرج لنا الكتاب الأسطوري: وحي القلم!
~مانديل بائع الكتب القديمة
"صديقنا الحميم مانديل سيكون سعيدا لأن واحدة على الأقل من بين آلاف البشر الذين عثر لهم على كتاب، لا تزال تتذكره."
وضعت هذا الكتاب ضمن أفضل ما قرأت، لا من أجل خاطر مانديل الرجل الفذ الذي يبيع الكتب القديمة والذي أتمنى لو أتناول الغداء معه على طاولة واحدة،
ولكن من أجل خاطر القصة الموضوعة في آخر الكتاب بعد قصة مانديل،
وعنوانها: المجموعة الخفيّة.
أشعر بأني لم أستمتع بقصة جميلة إلى هذا الحد منذ زمن طويل. المفارقة في هذه القصة مؤثرة جدا، وتركتني في شعور هو خليط من الفرح والحزن.
ما أعجب الحياة، وما أغرب مفارقاتها!
.
.
.
وهنا تنتهي مشاركتنا هذا العام، على أمل أن نعود العــ...
كلا!
عندي كلام آخر:
لأنني من الذين يقودون مسافات طويلة بشكل متواصل، وينفقون من حياتهم ساعات كثيرة وهم على الشوارع الممتدة إلى ما لا نهاية، فقد بدا لي أن أجرب الاستماع إلى شيء من الكتب الصوتية. على أني لا أحب هذا النوع من الكتب، عدا نوع واحد وهو الذي استمعت منه عديدا من الأعمال هذه السنة: المسرحيات الإذاعية من الأدب العالمي.
الشارع واسع وطويل، يمتد ويلتوي بين الجبال كأفعى عظيمة، في أرض شبه صحراوية تبعث في النفس معنى العزلة. ولأنني في الغالب أقطع هذا الطريق ليلا، ولأنه من غير أنوار، فإن الظلام مقيم وحالك، غير أن ذلك يزيد من شاعرية الجو، فتبدو السيارات القليلة المتناثرة في الشارع بأضوائها المشتعلة كأنها تشق الظلام في رحلة إلى عالم آخر جديد. وحينما يكون القمر بدرا، يصير الطريق قطعة فنيّة من الشعر، ويتحول إلى درب سحري يقود إلى ذلك المكان الغامض حيث تحيك كائنات بديعة للقمر ثوبه الفضي القادم... فأي جمال! وأي فتنة!
وتمنيت ألا تصنع الحكومة أنوارا لهذا الشارع أبدا، وتمنيت لو أستطيع أن أزيد من سحر الطريق، وقلت: إن جواب هذا سهل وبسيط. فلا أحلى الآن من أن أستمع إلى شيء من الأدب، وكنت قد اكتشفت هذه القناة من الزمن الجميل الذي برعت فيه مصر وفنانوها في تمثيل الروائع العالمية تمثيلا مسرحيا إذاعيا.
وهكذا استمعت وأنا في ذلك الظلام وسط ذلك الطريق، إلى عديد من روائع المسرح العالمي، وأعجبت بها أشد الإعجاب حتى إنني أحيانا أتوق إلى القيادة في هذا الطريق وقطع مسافته الطويلة من أجل المسرحيات. وأشيد بأداء الممثلين الرائع الذي خلق في ذهني صور الشخصيات ومشاعرها وعالمها، وكذلك الترجمة واللغة الفصيحة الجميلة.
وهنا أضع خمسا من أجمل المسرحيات التي استمعت إليها هذا العام من ضمن عديد المسرحيات، فمن أراد أن يجرب منها فليتفضل، والحقيقة أنني أفضل المسرحيات التي من فصل واحد أي التي تدور في مكان واحد معيّن، ولا أحب التي تتنقل بأحداثها كثيرا من مكان إلى مكان، إذ أرى أن ذلك مشتت ولا يناسب هذا النوع من الأعمال لأننا نتلقّاها من طريق الصوت، ولسنا نطالعاها على مسرح أو نقرؤها على ورق.
~من الأدب البولندي: النافذة
رجل أصبح همّه الوحيد أن يجلس عند النافذة، يراقب نافذة آخر في المبنى المقابل، فلا يستجيب لشيء من رجاءات زوجته بالانقطاع عن ذلك والعودة إلى الحياة الطبيعية، فمن أجل ماذا يراقب؟ وما ذلك الذي فتنه؟
قصة رمزية رائعة.
~من الأدب الألماني: القائل نعم والقائل لا
ألا نفكر أحيانا كيف ستكون حياتنا لو أننا اخترنا مسارا لأنفسنا غير الذي اخترناه؟ ما الذي سيحدث لو أنني درست ذلك التخصص لا ذاك؟ ما الذي سيحدث لو أنني لم أصادق هذا الصديق وصادقت غيره؟ ما الذي سيحدث لو أنني بحت بالحقيقة ولم أخفها؟
ما أثر الذي ينقاد بأن يقول نعم، وما أثر الذي يتحدّى بأن يقول لا؟
~من الأدب المجري: شاي بعد الظهر
أمّا تقديم هذه، فأكتفي بالقول: إن الأسلوب الذي يمر به الزمن في أحداث هذه المسرحية من أبدع ما رأيت... أقصد ما سمعت!
~من الأدب العربي: صانع الحقائب
صانع الحقائب النسائية ذلك الرجل اللبق في ألفاظه، المتأنق في حرفته، الذي إذا ما تكلم بتلك الكلمات المنمّقة الرشيقة، وقعت العذوبة على أسماعك، وتمنيت المزيد، ثم علمت أن كل كلمة من فم هذا الرجل هي مصوغة ومنتقاة بعناية مثل حقائبه، ليست تخرج عبثا.
من يحب الأعمال التي تدور عن شخصية غريبة الأطوار ذات فلسفة في الحياة، فهذه مسرحيته.
~من الأدب الفرنسي: سوء تفاهم
يا للتمثيل، ويا للترجمة، ويا للأحداث، ويا للمأساة!
أجمل مسرحية عندي حتى الآن. أحسب الذي يقرؤها -أو يستمع إليها-، سيتعلم أن يتكلم بما في داخله، قبل أن يفوت الأوان. ربما ذلك ما أراد ألبير كامو قوله من هذه المسرحية الحزينة.
ـ
وهنا تنتهي مشاركتنا هذا العام، على أمل أن نعود العام القادم، أو بعد ألف عام، أو حينما يعود مؤلف القناص، أو عندما تقرؤون وحي القلم،
أو إذا وصلتنا رسالة من أحدهم في ظرف أبيض قديم... أو ربما يندثر هذا المكان فلا نعود إليه أبدا... والسلام.
.
.
.
التعديل الأخير تم بواسطة كيلوا الذي يكتب ; 12-30-2022 الساعة
11:11 PM
الأوسمة والجوائز لـ
كيلوا الذي يكتب
لا توجد أوسمـة لـ
كيلوا الذي يكتب