عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-29-2016, 02:11 PM
الصورة الرمزية ساكورا ناتسو  
رقـم العضويــة: 163543
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 5,581
نقـــاط الخبـرة: 1180
Icons28 الشَّاعِرُ الْعُرْبِيُّ "إيليا أَبُو مَاضِي"






كَيَّفَكُمْ يا أَعْضَاءٍ و زُوَّار الْعَاشِقِ ؟؟؟
عُسَّاكُمْ بِخَيْرِ يارب
تَعْرُفُونَ مَهْمَا قَرَّرْتِ أَهَرِبَ مِنَ الْأدَبِ
مَشَّ بِلاقِي نَفْسي غيرغرقانه فِيهِ
أَكُتُبٌ أو أَقَرَأَ أَوََ حَتَّى أَسَمْعٍ عَنْ أدَبٍ, شَعْرٌ, رِوَايَاتٌ, شُعرَاء
بَسْ إِنّي أَدِرْسَ دَهْ كَانَ مفجأه صادِمَةَ
بَسْ مَشَّ هنكر هو الْوَضْعُ مَشَّ سئ
مَوْضُوعِيُّ الْيَوْمِ يَتَحَدَّثُ عَنْ شَاعِرِ عُرْبِي مُمَيِّزِ
قَدْ يَعْرُفَهُ الْبَعْضُ وَقَدْ لَا يَعْرُفَهُ الْبَعْضُ الْآخَر
إذاً لَمَّا لَا نَسْلَطُ الضَّوْءَ عَلَيهِ لِيَعْرُفَهُ الْجَمِيعُ





كَلِمَاتُ مُنَمَّقَةٍ, مَوْزُونَةٌ و مُقَفَّاةَ
أَشعَارٌ عَلَى مَرِّ الْأَزْمَانِ اِخْتَلَفَتْ مِنْ مَكَان لِمَكَانِ
وَمَنْ شَخْص لِآخِرِ شَاعَرَ كَتَبَ عَنِ التَّفَاؤُلِ وَالْإقْبَالِ
عَلَى الْحَيَاةِ بِإِسْبَاغِ الْجِمَالِ عَلَى الْبُشْرِ وَالطَّبِيعَةِ
ذَلِكَ الشاعر الَّذِي لَمْ يَسْلَمْ مِنْ مُطَارِدَة السُّلْطَاتِ
أَجَلْ أَيّهَا السَّادَةَ إِنّهُ إيليا أَبُو مَاضِي




الْاِسْمُ الْحَقِيقِيُّ: إيليا ضاهِرٌ أَبُو مَاضِي
الْمِيلَاَدُ: ١٨٨٩، جُبِلَ لُبْنَانٌ، لُبْنَانَ
الْوفَاةُ: ١٩٥٧، نِيُويُورْكٌ، الْوِلَاَيَاتُ الْمُتَّحِدَةُ
الزَّوْجَةَ: دُورُوَتُي دِيابِ إبنة نَجِيب دِيابٍ
الَّذِي أَصُدِرَ مَجَلَّةُ " مِرْآة الْغَرْبِ " فِي الْوِلَاَيَاتِ الْمُتَّحِدَةَ ( مُتَزَوِّجَ ١٩١٨ – ١٩٥٧)
الابناء: رُوبِرْتُ إيليا أَبُو مَاضِي، إدوارد إيليا أَبُو مَاضِي، رِيتْشارْدَ إيليا أَبُو مَاضِي
سُبِّبَ الشّهرةُ: يَأْتِي ثَالِثًا فِي شهرتِهِ بَيْنَ شُعرَاءِ الْمُهَجَّرِ، بَعْدَ جُبْرانِ وَنَعِيمَةٍ..
يَزْخَرُ شَعْرُ أَبِي مَاضِي بِالتَّفَاؤُلِ وَالْإقْبَالِ عَلَى الْحَيَاةِ
بِإِسْبَاغِ الْجِمَالِ عَلَى الْبُشْرِ وَالطَّبِيعَةِ
وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ دَرَتْهُ الشَّهِيرَةُ " الطَّلَاَسِمَ"..
وَكَمُعَظَّمِ الْمَهْجَرِيِّينَ يَتَّصِفُ بِالْجُرْأَةِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ اللُّغَةِ
وَمَعَ الْقَالِبِ الْعَمُودِيِّ الْمَوْرُوثِ.




نَشَأٌ أَبُو مَاضِي فِي عَائِلَةٍ بَسيطَةٍ الْحَالَ لِذَلِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَدْرُسَ فِي قَرِيَّتِهِ
سِوَى الدُّرُوسِ الْاِبْتِدَائِيَّةِ الْبَسيطَةِ ؛ فَدَخِلَ مَدْرَسَةُ المحيدثة الْقَائِمَةَ فِي جِوَارِ الْكَنِيسَةِ.
عَنْدَمَا اِشْتَدَّ بِهِ الْفُقَرُ فِي لِبَنَانٍ، رُحَّل إيليا إِلَى مُصِرّ عَامّ 1902 بِهَدَفِ التِّجَارَةِ مَعَ عَمَه
الَّذِي كَانَ يَمُتَّهُنَّ تِجَارَةُ التَّبَغِ، وَهُنَاكَ اِلْتَقَى بأنطون الْجَمِيلَ
الَّذِي كَانَ قَدْ أَنْشَأَ مَعَ أُمَّيْنِ تَقِيّ الدِّينِ مَجَلَّة " الزُّهورَ "
فاُعجب بِذُكَائِهِ وَعِصَامِيَّتِهِ إِعْجَابَا شَدِيدًا وَدَعَاهُ إِلَى الْكِتَابَةِ بِالْمَجَلَّةِ
فنشرأولى قصَائدهُ بِالْمَجَلَّةِ، وَتُوَالَى نُشَرُ أَعْمَالِهِ، إِلَى أَنَّ جُمْع بَوَاكِير شَعْرِهِ فِي دِيوَان
أَطُلَّقِ عَلَيهِ إسم " تَذْكَار الْمَاضِي " وَقَدْ صَدْر فِي عَامّ 1911م عَنِ الْمِطْبَعَةِ الْمُصِرِّيَّةِ
وَكَانَ أَبُو مَاضِي إِذْ ذَاكَ يَبْلُغَ مِنَ الْعُمَرِ اثنان وَعِشْرِينَ عَامًّا.
اِتَّجَهَ أَبُو مَاضِي إِلَى نُظُم الشَّعْرِ فِي الْمَوْضُوعَاتِ الْوَطَنِيَّةَ وَالسِّيَاسِيَّةَ
فَلَمْ يَسْلَمْ مِنْ مُطَارِدَة السُّلْطَاتِ، فَاِضْطَرَّ لِلْهجرةِ إِلَى الْوِلَاَيَاتِ الْمُتَّحِدَةَ عَامّ 1912
حَيْثُ اِسْتَقَرَّ أَوََلَا فِي سينسيناتي بِوَلَاَيَةِ أوهايو حَيْثُ أَقَامَ فِيهَا مُدَّة أَرْبَع سنوَات
عَمَل فِيهَا بِالتِّجَارَةِ مَعَ أَخِيهُ الْبِكْرَ مرَادٌ، ثُمَّ رُحَّلٌ إِلَى نِيُويُورْك
هُنَاكَ عُمِلَ نَائِبَا لِتَحْرِيرِ جَرِيدَةِ مِرْآة الْغَرْبِ وَتُزَوِّجُ مِنَ اِبْنَة مَالِكَهَا
السَّيِّدَةِ دَوْرَا نَجِيب دِيابٍ وَأَنْجَبْتِ لَهُ ثلاثة أَوْلَاَدٌ.
وَفِي بروكلين، شَارَّكَ فِي تَأْسِيس الرَّابِطَةِ الْقَلَمِيَّةِ فِي الْوِلَاَيَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ
مَعَ جُبْران خَلِيل جُبْران وميخائيل نَعِيمَةٌ.
أَصُدِرَ مَجَلَّةُ " السَّمِيرَ " عَامَّ 1929م، الَّتِي تَعُدَّ مُصْدِرَا أَوليَا لِأدَبِ إيليا أَبِي مَاضِي
كَمَا تَعُدَّ مُصْدِرَا أَسَاسِيَّا مِنْ مُصَادِرِ الْأدَبِ الْمُهَجَّرِيِّ، حَيْثُ نُشَرِ فِيهَا مُعَظَّم أدبَاءِ الْمُهَجَّرِ
وَبِخَاصَّةِ أدبَاءِ الْمُهَجَّرِ الشّمَالِيِّ كَثِيرَا مِنْ إِنْتَاجِهِمْ الْأدَبِيِّ شَعْرًا وَنَثَرَا.
وَاِسْتَمَرَّتْ فِي الصُّدُورِ حَتَّى وفَاة الشَّاعِرِ عَامّ 1957م.
يَعْتَبِرُ إيليا مِنَ الشُّعرَاءِ الْمَهْجَرِيِّينَ الَّذِينَ تَفْرَغُوا لِلْأدَبِ وَالصِّحَافَةِ
وَيُلَاحِظَ غَلَبَةُ الْاِتِّجَاهِ الْإِنْسَانِيِّ عَلَى سَائِرِ أَشْعَارِهِ
وَلاسِيَّمَا الشَّعْرَ الَّذِي قَالَهُ فِي ظَلَّ الرَّابِطَةُ الْقَلَمِيَّةُ وَتَأَثُّرٌ فِيهِ بِمَدْرَسَةِ جُبْرانٍ.




تَفْرَغُ إيليا أَبُو مَاضِي لِلْأدَبِ وَالصِّحَافَةِ
وَأُصْدِرَ عُدَّةُ دَوَاوينِ رُسِمَتْ اِتِّجَاهُهُ الْفَلْسَفِيِّ وَالْفِكَرِيِّ أُهِمُّهَا:
" تَذْكَار الْمَاضِي"( الإسكندرية 1911): تُنَاوِلَ مَوْضُوعَاتُ مُخْتَلِفَةُ أبرزِهَا الظُّلَمِ
عُرْضٌ فِيهَا بِالشَّعْرِ الظَّلِمِ الَّذِي يُمَارِسَهُ الْحَاكِمُ عَلَى الْمَحْكُومِ
مُهَاجِمَا الطُّغْيَانِ الْعُثْمانِيِّ ضُدَّ بِلَادُهُ.
" إيليا أَبُو مُسْتَقْبِلِ"( نِيُويُورْكَ 1918): كُتِبَ مُقَدِّمَتُهُ جُبْرانِ خَلِيلِ جُبْرانٍ
جُمْعٌ فِيهِ إيليا الْكُرَةَ، وَالتَّأَمُّلَ وَالْفَلْسَفَةَ، وَمَوْضُوعَاتُ اِجْتِمَاعِيَّةُ وَقَضَايَا وَطَنِيَّةُ
كُلُّ ذَلِكَ فِي إِطَارِ الْحَبِّ حالِمٌ أَحَيَّانَا وَثَائِرُ عَنِيفٍ أَحَيَّانَا أُخْرَى
يُكَرِّرَ شَاعِرُنَا فِيهِ تَغَنِّيهُ بِجِمَالِ الطَّبِيعَةِ.
" الْجَدَاوِلَ"( نِيُويُورْكَ 1927): كُتِبَ مُقَدِّمَتُهُ ميخائيل نَعِيمَةٌ.
" الْخَمَائِلَ"( نِيُويُورْكَ 1940): مِنْ أَكْثَرِ دَوَاوين أَبِي مَاضِي شهرة وَنجَاحًا
فِيهِ اِكْتِمَال نُضُوجِ ايليا أَدُبّيا، جَعَلَهُ شَعْرُ التَّنَاقُضَاتِ، فَفِيهُ الْجَسَدَ وَالرّوحَ
وَالثَّوَرَةَ وَطِلَبَ السّلَامِ، وَالْاِعْتِرَافَ بِالْوَاقِعِ وَرَسْمِ الْخَيَالِ.
" تُبِّرَ وَتُرَابُ "
" الْغَابَةَ الْمَفْقُودَةَ "
" قُصَصَ الأغرش وَمَرَأَتْهُ الْهبلةُ "
" مُغَامِرَاتُ خَالِدُ حَزِينٍ مَعَ اِلْحِيَاهُ": وَكَانَ مَنُّ أَهُمْ الْكُتُبُ وَاِشْهَرْهَا
لانَهَا تُنَاقِشَ مَوَاضِيعُ مُهِمُّهُ وَمُفِيدُهُ.




لَهُ الْكَثِيرُ مِنَ الْأَشْعَارِ حَيْثُ لَهُ ثَلَاثَةُ دَوَاوين وَهِي:
الْجَدَاوِلُ
تَذْكَارُ الْمَاضِي
الْخَمَائِلُ
و إِلَيكُمْ بَعْضُ الْمُقْتَطِفَاتِ مِنْ شَعْرِهِ:
أَبْدَأُهَا بِقَصِيدَةِ درستِهَا و أَحَبَّبْتِهَا لِلْغَايَةِ
وَهِيَ سَبَبُ كتابتي و بَحَثَِيٌّ عَنْ هَذَا الشَّاعِرَ
وَبِمَا أَنّهَا قَصِيرَةَ سَأَسْرُدُهَا كَامِلَةَ

قَصِيدَةُ " أَنَا "



حُرٌّ وَمَذهَبُ كُلِّ حُرٍّ مَذهَبي . . . . . . ما كُنتُ بِالغاوي وَلا المُتَعَصِّبِ
إِنّي لَأَغضَبُ لِلكَريمِ يَنوشُهُ . . . . . . مَن دونَهُ وَأَلومُ مَن لَم يَغضَبِ
وَأُحِبُّ كُلَّ مُهَذَّبٍ وَلَو اَنَّهُ . . . . . . خَصمي وَأَرحَمُ كُلَّ غَيرِ مُهَذَّبِ
يَأبى فُؤادي أَن يَميلَ إِلى الأَذى . . . . . . حُبُّ الأَذِيَّةِ مِن طِباعِ العَقرَبِ
لي أَن أَرُدَّ مَساءَةً بِمَساءَةٍ . . . . . . لَو أَنَّني أَرضى بِبَرقٍ خُلَّبِ
حَسبُ المُسيءِ شُعورُهُ وَمَقالُهُ . . . . . . في سِرِّهِ يا لَيتَني لَم أُذنِبِ
أَنا لا تَغُشُّنِيَ الطَيالِسُ وَالحُلى . . . . . . كَم في الطَيالِسِ مِن سَقيمٍ أَجرَبِ
عَيناكَ مِن أَثوابِهِ في جَنَّةٍ . . . . . . وَيَداكَ مِن أَخلاقِهِ في سَبسَبِ
وَإِذا بَصَرتَ بِهِ بَصَرتَ بِأَشمَطٍ . . . . . . وَإِذا تُحَدِّثُهُ تَكَشَّفَ عَن صَبي
إِنّي إِذا نَزَلَ البَلاءُ بِصاحِبي . . . . . . دافَعتُ عَنهُ بِناجِذي وَبِمِخلَبي
وَشَدَدتُ ساعِدَهُ الضَعيفُ بِساعِدي . . . . . . وَسَتَرتُ مَنكِبَهُ العَرِيَّ بِمَنكِبي
وَأَرى مَساوِءَهُ كَأَنِّيَ لا أَر . . . . . . وَأَرى مَحاسِنَهُ وَإِن لَم تُكتَبِ
وَأَلومُ نَفسي قَبلَهُ إِن أَخطَأَت . . . . . . وَإِذا أَساءَ إِلَيَّ لَم أَتَعَتَّبِ
مُتَقَرِّبٌ مِن صاحِبي فَإِذا مَشَت في عَطفِهِ الغَلواءُ لَم أَتَقَرَّبِ
أَنا مِن ضَميري ساكِنٌ في مَعقِلٍ . . . . . . أَنا مِن خِلالي سائِرٌ في مَوكِبِ
فَإِذا رَآني ذو الغَباوَةِ دونَهُ . . . . . . فَكَما تَرى في المَاءِ ظِلَّ الكَوكَبِ


قَصِيدَةُ " الطَّلَاَسِم "

جِئْتِ لَا أَعَلْمُ مَنْ أَيْنَ وَلَكِني أَتَيْتِ
وَلِقَدْ أَبَصِرْتُ قدَامَيْ طَرِيقًا فَمَشَّيْتِ
وَسَأَبْقَى مَاشِيًا إِنْ شِئْتُ هَذَا أُمَّ أَبَيْتُ
كَيْفَ جِئْتِ ؟ كَيْفَ أَبَصِرَتْ طَرِيقِيٌّ ؟
لَسْتَ أَدُرُّي

وَطَرِيقِيُّ مَا طَرِيقِيٌّ ؟ أَطَوِيل أَمْ قَصِيرٌ ؟
هَلْ أَنَا أَصَعِدَ أَمْ أَهبط فِيهِ وَأَغُورُ ؟
أَأَنَا السَّائِرُ فِي الدَّرْبِ ؟ أَمْ الدَّرْب يُسَيِّرُ ؟
أَمْ كُلَانَا وَاقَفَ وَالدَّهْرُ يُجَرِّي ؟
لَسْتَ أَدَرِّيٌّ ؟

أَجَديدٌ أَمْ قَدِيمٌ أَنَا فِي هَذَا الْوُجُود ؟
هَلْ أَنَا حُرٌّ طَلِيقٌ أَمْ أَسِيَر فِي قُيُود ؟
هَلْ أَنَا قَائِدُ نَفْسي فِي حَيَّاتَيْ أَمْ مَقُود ؟
أَتَمَنَّى أنني أَدُرِيَ وَلَكُنَّ
لَسْتَ أَدُرُّي


قَصِيدَةُ " اِبْتَسَمَ "


قَالٌ: السَّمَاءُ كَئِيبَةٌ، وَتَجَهُّمًا
قَلَّتْ: اِبْتَسَمَ يَكْفِيَ التَّجَهُّمُ فِي السَّما

قَالٌ: الصَّبَا وَلَّى فَقَلَّتْ لَهُ اِبْتَسَمَ
لَنْ يَرْجِعَ الْأَسَفُ الصَّبَا المتصرما

قَالٌ: الَّتِي كَانَتْ سَمَائِيٌّ فِي الْهَوَى
صَارَّتْ لِنَفْسي فِي الْغِرَامِ جَهَنَّمًا

خَانَتْ عُهُودِيُّ بعدما مَلِكَتَهَا
قُلَّبِيٌّ فَكَيْفَ أُطِيقُ أُنَّ أَتَبَسُّمَا ؟

قَلَّتْ: اِبْتَسَمَ وَاِطْرَبْ فَلَوْ قَارَنْتِهَا
قُضِّيَتْ عُمَرُكَ كُلّهُ متألما

قَالٌ: التِّجَارَةُ فِي صِراعِ هَائِلِ
مِثْلُ الْمُسَافِرِ كَادَ يَقْتُلُهُ الظما

أَوْ غَادَة مَسْلُولَةٍ مُحْتَاجَةٍ لِدَمَّ
وَتَنْفُثَ كَلَمَّا لَهِثَتْ دَمَا

قَلَّتْ: اِبْتَسَمَ مَا أُنَّتْ جالِبُ دَائِهَا
وَشِفَائِهَا فَإِذَا اِبْتَسَمَتْ فَرُبَّما..


قَصِيدَةُ " كُنَّ بَلْسَمَا "



كُنَّ بَلْسَمًا إِنْ صَارَ دَهْرُكَ أَرَقْمًا
وَحَلَاَوَةٌ إِنْ صَارَ غَيْرُكَ عَلْقَمَا

إِنْ الْحَيَاةُ حَبَّتكَ كُلَّ كُنُوزَهَا
لَا تَبْخَلِنَّ عَلَى الْحَيَاةِ بِبَعْضُ مَا..

أُحَسِّنْ وَإِنْ لَمْ تُجْزَ حَتَّى بالثنا
أَيَّ الْجِزَاءِ الْغَيِّثِ يُبْغِي إِنْ هَمَى ؟

مَنْ ذَا يُكَافِئَ زَهْرَةُ فَوَاحَةٌ ؟
أَوْ مَنْ يُثَيِّبَ الْبُلْبُلُ المترنما ؟

عُدَّ الْكرَامُ الْمُحْسِنِينَ وَقِسْهُمْ
بِهُمَا تَجَدُّ هَذَيْنِ مِنهُمْ أَكَرْمًا

يا صَاحَ خُذَّ عِلْم الْمُحِبَّةِ عَنهُمَا
إِنّي وَجُدْتُ الْحَبَّ عِلْمَا قَيِّمَا

لَوْ لَمْ تَفُح هَذِي، وَهَذَا مَا شَدَا
عَاشَتْ مُذَمَّمَةٌ وَعَاشَ مُذَمَّمَا

فَأَعْمَلُ لِإِسْعَادِ السِّوَى وَهنَائِهِمْ
إِنْ شِئْتَ تَسْعَدُ فِي الْحَيَاةِ وَتَنَعُّمًا

أَيَقِظَ شُعُوركَ بِالْمُحِبَّةِ إِنْ غَفَا
لَوْ لَا الشُّعُورُ النَّاسَ كَانُوا كالدُمى


قَصِيدَةُ " الْمَسَاءَ "


ألسحبُ تَرْكُضُ فِي الْفَضَاءِ الرّحبِ رَكْضَ الخائفينْ
وَالشَّمْسُ تَبْدُو خَلْفهَا صَفْرَاءَ عَاصِبَةَ الْجَبِين
وَالْبَحْرُ ساجٍ صَامِت فِيهِ خُشُوع الزاهدينْ
لَكِنَّمَا عَيْنَاكِ بَاهِتَتَانِِ فِي الْأُفُقِ الْبَعيد
سَلْمَى … بِمَاذَا تفكرينْ ؟
سَلْمَى … بِمَاذَا تحلمينْ ؟

أَرَأَيْتِ أحْلَاَم الطُّفُولَةِ تَخْتَفِي خَلْفَ التُّخومْ ؟
أَمْ أَبَصِرَتْ عَيْنَاكِ أشْبَاح الْكُهُولَةِ فِي الْغُيُوم ؟
أَمْ خِفْتِ أَنْ يَأْتِيَ الدُّجَى الْجَانِّيُّ وَلَا تَأَتِّي النُّجُوم ؟
أَنَا لَا أَرَى مَا تَلْمَحِينَ مِنَ الْمُشَاهِد إِنَّمَا

أَظِلَالُهَا فِي نَاظِرِيكِ
تَنِمُّ، يا سَلْمَى، عَلَيكِ

إِنّي أَرَاك كَسَائِحٍ فِي الْقَفْرِ ضَلَّ عَنِ الطَّرِيق
يَرْجُو صَدِيقَا فِي الْفَلَاَةِ، وَأَيْنَ فِي الْقَفْرِ الصَّدِيق
يَهْوَى الْبُروقَ وَضَوْءَهَا، وَيَخَافُ تَخْدَعُهُ الْبُروق
بَلْ أَنْتِ أَعَظْمُ حَيْرَة مَنْ فَارِس تَحْتَ الْقَتَام

لَا يَسْتَطِيعُ الْاِنْتِصَار
وَلَا يَطيقُ الْاِنْكِسَار


قَصِيدَةُ " السَّجِينَةَ "

رآها يُحَلُّ الْفَجْرُ عُقِدَ جُفُونُهَا
وَيُلَقِّي عَلَيهَا تِبْرَهُ فَيُذَوِّبُ

وَيَنْفُضُ عَنْ أَعطَافِهَا النَّوَرَ لُؤْلُؤًا
مِنَ الطَّلِّ مَا ضُمَّتْ عَلَيهِ جُيُوب

فَعَالَجَهَا حَتَّى اِسْتَوَتْ فِي يَمِينهُ
وَعَادَ إِلَى مغناه وَهُوَ طَرُوبُ

وِشَاءٌ فَأَمَسَّتْ فِي الْإِنَاءِ سَجِينَةً
لِتَشْبَعُ مِنهَا أَعَيْنٌ وَقُلُوبُ

فَلَيْسَتْ تَحِيَِّيُّ الشَّمْسِ عِنْدَ شُرُوقِهَا
وَلَيْسَتْ تَحِيَِّيُّ الشَّمْسِ حِينَ تَغَيُّب

وَمِنْ عُصِبَتْ عَيْنَاهُ فَالْوَقْتُ كَلَهُ
لَدَيهُ وَإِنْ لَاحَ الصَّبَاحُ غُرُوبُ

لَهَا الْحُجْرَةُ الْحَسْنَاء فِي الْقَصَرِ إِنَّمَا
أُحِبَّ إِلَيهَا رَوْضَةٌ وَكَثِيبُ

وَأُجْمِلَ مِنْ نَوَر الْمَصَابِيحِ عِنْدهَا
حُبَاحِبُ تَمَضِّي فِي الدُّجَى وَتُؤَوِّبُ

وَأَحْلَى مِنَ السَّقْفِ الْمُزَخْرَفِ بِالدَّمَّى
فَضَاءٌ تَشُعَّ الشُّهُبُ فِيهِ رَحِيب

تَحِنُّ إِلَى مَرْأَى الْغَدِيرِ وَصَوْتِهِ
وَتُحَرِّمُ مِنهُ، وَالْغَدِيرَ قَرِيب


قَصِيدَةُ " فِلَسْطِينَ "

دِيَارُ السّلَامِ، وَأَرْض الْهُنا
وَمَا كَانَ رُزْءُ العُلى هَيِّنًا

يشقُّ عَلَى الْكَلِّ أَنْ تَحُزَّنَا
فَخَطْبُ فِلَسْطِينَ خُطَب الْعَلَى

سَهِرنْا لَهُ فَكَأَنَّ السُّيوفَ
تَخُزُّ بِأَكْبَادِنَا هَهُنا

وَكَيْفَ يَزْوَرُ الْكَرَى أَعَيُّنَا
وَكَيْفَ تُطَيَّبُ الْحَيَاةُ لِقُوَّمٍ

تُرى حَوْلهَا لِلرَّدَى أَعَيْنًا ؟
بلادهمُ عرضة لِلضَّيَاعِ

تُسَدَّ عَلَيهُمْ دُرُوب الْمُنَى ؟
وَأَمَّتْهُمْ عرضةٌ لِلِفْنَا

يُرِيدُ الْيَهُودُ بِأَنْ يَصْلُبُوهَا
وَتَأْبَى السُّيوفُ، وَتَأْبَى اِلْقَنَا

وَتَأْبَى المرؤةُ فِي أهْلِهَا
وَتَأْبَى فِلَسْطِينُ أَنْ تَذْعَنَا

أَأَرْضُ الْخَيَالِ وآياتِهِ
وَذَاتُ الْجَلَاَل، وَذَاتُ اِلْسَنَا

تُصَيِّرُ لِغَوْغَائِهِمْ مُسَرَّحًا
بِنَفْسي( أُردنُّها) السَّلْسَبِيل

وَتَغْدُو لِشُذَّاذِهِمْ مَكْمَنًا ؟
لِقَدْ دَافَعُوا أَمْسِ دُونَ الْحُمَى

وَمَنْ جَاوَرُوا ذَلِكَ الأُردنا
فَكَانَتْ حروبهمُ حَرْبَنَا

وَجَادُوا لِكَلِّ الَّذِي عِنْدهُمْ
وَنَحْنُ سَنَبْذُلُ مَا عِنْدنَا

فَقُلّ لِلْيَهُودِ وَأَشْيَاعِهِمْ
لَقَدْ خَدَعْتُكُمْ بُروقُ المَنَى





إِذَا أَرَدِّنَا أَنْ نَتَتَبَّعَ خصائص شُعِرَ أَبِي مَاضِي مُنْذُ اِرْتَبَطَ بِالرَّابِطَةِ الْقَلَمِيَّةِ
فَإِنّنَا سَنَجِدُ الْكَثِيرَ مِنْ مُمَيِّزَاتِهَا عِنْدهُ, فَهُنَاكَ الشَّعْرَ التَّأَمُّلِيَّ الرَّوْحَِيَّ
الَّذِي يَغْلِبُ عَلَى مَقْطُوعَاتِهِ فِي دِيوَانهُ الْجَدَاوِلِ مِنْ مِثْلُ:
النَّاسِكَةُ, نَارَ الْقُرَى, الزَّمَانَ. وَغَيْرهَا.
وَأَصْبَحَتْ الْمَادَّةُ لَا تَعَنِّي شَاعِرُنَا بِكَثِيرٍ أَوْ قَلِيلٌ, فَهُوَ شَاعَرَ يُعَيِّشُ بِالرّوحِ وَيَهْتَمُ بِالنَّفْسِ.
تَقْسِمُ مَسِيرَةُ أَبِي مَاضِي الشَّعْرِيَّةِ الى قِسَمَيْنِ:

القسم الأول :مَا قَبْلَ الْهجرةِ
وَفِيهُ لَمْ يَكِنْ لِشَعَرَهُ خصائص مُمَيِّزَةٌ

وَالْقِسَمَ الثَّانِي: مَا بَعْدَ الْهجرةِ
وَفِيهُ أَظَهِرَ شَاعِريَّتُهُ النَّاضِجَةِ فَكَرِيًّاوَالْمُتَحَرِّرَةَ أُسْلوبًا.
وَأَهُمُّ مَا نُلَاحِظُهُ فِي شَعْرِهِ هَذَا, الْأُسْلوبَ الْحَوَارِيَّ
إِذْ نراه يُخَاطِبُ أَنَاسَا يَعْرُفُهُمْ وَيَأْخُذَ مِنهُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنهُ
كُلُّ ذَلِكَ فِي شَعْر مُتَمَاسِك مُوسِيقِيّ عَذْب ذِي هَدَفٍ.

فبالتالى نُلَخِّصُ خصائص وَمُمَيِّزَاتُ شَعْرِهِ فِي النِّقَاطِ التَّالِيَةِ:


- أُسْلوبهُ غَيْرِ مُبَاشِرِ يَعْتَمِدَ الطَّبِيعَةُ. كَأسَاسِ لِتَشْخِيصِ أَفَكَارِهِ وَمَعَانِيِهِ.
- الْعِنَايَةَ بِالْمُعَنَّى وَالْاِهْتِمَامِ بِالْفِكْرَةِ عُمْقَا وَوُضُوحًا.
- الْاِتِّجَاهَ إِلَى الرَّمْزِ كَوَسِيلَةِ فَنِيَّةٍ.
- التَّنَوُّعَ فِي الْبِنَاءِ الشَّعْرِيِّ. وَعُدِمَ الْاِلْتِزَامُ
بِنظَامِ الْقَصِيدَةِ الْعَمُودِيَّةِ. مِنْ حَيْثُ الْوَزْنِ وَالْقَافِيَةِ
- الطَّابَعَ الْفَلْسَفِيَّ يُظَلِّلُ فَكَرْهٌ، وَغَلَبَة النّزعةِ التأملية وَالْإِنْسَانِيَّةَ.
- الطَّابَعَ التَّفَاؤُلِيَّ صُبِغَ فَكَرْهٌ.
- التَّوْظِيفَ لِلْأُسْلوبِ الْقصصِيِّ و اِتِّخَاذ الْحِوَارِ مَطِيَّة لِنُقَلِ الْأَفْكَارِ
وَتَشْخِيص الطَّبِيعَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ.- وَفُرَّة الْخَيَالِ وَقُلَّةِ الْمُحْسِنَاتِ الْبَدِيعِيَّةَ.
- التَّسَامُحَ فِي الْقَوَاعِدِ النَّحْوِيَّةِ( خَاصَّة الضَّرُورَةِ الشَّعْرِيَّةِ).
- الْوَحِدَةُ الْعُضْوِيَّةُ( تَعَنِّي: اِرْتِبَاطُ الْفِكْرَةِ بِالْفِكْرَةِ الَّتِي تَلَّيْهَا)
فَالْفِكْرَة تَمَسُّك بِعُنُقِ نَظِيرَتِهَا. أَوْ بِمَعْنِيِّ آخِر:
أُنَّ الْوَحْدَةُ الْعُضْوِيَّةُ: فِي النَّصِّ أَوْ الْمَقَالَةَ أَوْ الْقَصِيدَةَ:
تُعَنِّي لحمةُ الْأَفْكَارِ، فَكُرَة تَسَلُّمِكَ لِفِكْرَةٍ.
- بِعِيدٍ عَنِ التَّكَلُّفِ وَالتَّصَنُّعِ.
- رُومَانْسِيّ الْاِتِّجَاهِ.




أيهذا الشَّاكِي و مَا بِكَ دَاءُ*** كُنَّ جَمِيلَا تِرْ الْوُجُودَ جَمِيلًا

_____________________________

إِنْ شَرَّ الْجُنَاةُ فِي الْأَرْضِ نَفْسُ … تَتَوَقَّى قَبْلَ الرَّحِيلِ الرحيلا

________________________________

فَاُقْصُصْ عَلِيٌّ إذاَ عُرِفَتْ حَديثُهَا*** وَاُسْكُنْ إذاَ حَثَّتْ عَنهَا وَاِخْشَع

_______________________________

مَا كُلُّ بَيْضَاء دُرَّة*** وَلَا كُلُّ حَمْرَاء جَمْرَة

______________________________

كَمْ تَشْتَكِيَ وَتَقَوُّلٌ إِنّكَ مُعْدِم*** وَالْأَرْضَ مَلَكَكَ وَالسَّما وَالنَّجْمُ

_________________________________

أَيَقِظَ شُعُورُكَ بِالْمُحِبَّةِ إِنْ غَفَا.. لَوْلَا الشُّعُورَ النَّاسَ كَانُوا كَالْدَّمَّى

_________________________________

أَحَبَابُنَا مَا أَجُمِلَ الدُّنْيَا بِكُمْ … لَا تَقْبَحَ الدُّنْيَا و فِيهَا أَنْتُمْ

_________________________________

أَحَبَبٌ فَيَبْدُوَ الْكُوخُ كَوْنًا نَيِّرًا.. و أَبِغَضٍّ فَيَبْدُوَ الْكَوْنُ سَجَّنَا مُظْلِمَا

_________________________________

إذاَ الْأَمْس لَمْ يَرْجِعْ فَإِنْ لَنَا غدًا.. نُضِيءُ بِهِ الدُّنْيَا و نَمْلَأُهَا حمدًا

_________________________________

إِنْ الْحَيَاةُ قصيدةأبياتها.. أَعمَارُنَا و الْمَوْتَ فِيهَا قَافِيَة

_________________________________

أَنَا مِنْ قُوَّم إِذَا حَزِنُوا.. وَجَدُوا فِي حُزْنِهِمْ طَرِبَا و إِذَا مَا غَايَة صَعُبْتِ … هَوَّنُوا بِالتَّرْكِ مَا صَعْبَا

_________________________________

أَهَوَى رِضَاُكَ وَلَكُنَّ إِنْ سَعَيْتِ لَهُ أَغَضِبَتْ نَفْسي وَالدَّيَّانَ وَالْبُشْرَ.

_________________________________

تَعُسُّ امريء لَا يَسْتَفِيدَ مِنَ الرُّجَّالِ و لَا يُفِيدُ و أَرَى عَدِيمُ النَّفْعِ ان وَجَوَّدَهُ ضَرَرُ الْوُجُودِ





فِي النِّهَايَةِ أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ الْمَوْضُوعُ قَدْ نَالَ عَلَى اعجابكم
وَتُكَوِّنُوا قَدْ عَلِمْتُم الْمَزِيدَ عَنْ هَذِا الشَّاعِرَ الْمُمَيِّزَ
لِقَدْ عَمِلْتِ عَلَى الْمَوْضُوعِ كَامِلًا
عَدَا التَّصَامِيمِ قَامَ بِهَا أَخِي • l a p i t o s • مِنْ قِسَم التَّصَامِيمِ
جَزَاكَ الله خَيِّرَا عَلَى التَّصَامِيمِ الرائعه




التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 02-27-2016 الساعة 09:28 PM
رد مع اقتباس