الموضوع: نهرٌ في غابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2020, 08:21 PM   #10
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة





أردتُ ذكريات عن عدم هروبي


ـــــ





10 سبتمبر 2019 | صورةٌ دفعتني لكتابة التدوينة بكل ما أعادت من ذكريات جميلة. كنتُ وقتها أعمل على مادتي المفضلة آنذاك :-)


لا رغبة تراودني هذه الأيام في الكتابة في دفتر اليوميات بالحبر على الورق. فإما أني أكتب يوميات التدريب في ملف "وورد" خصّصته ليوميات التدريب -كتبتُ فيه يوميًا حتى الآن منذ بداية الأسبوع الماضي وأرجو الاستمرار بالكتابة حتى نهاية برنامج التدريب في ديسمبر-، أو أنني أكتب في مذكرات هاتفي، أو أخيرًا هنا...

عجبًا! أظنني كنتُ كذلك أيضًا العام الماضي كهذه الفترة من سبتمبر، أرى أن اليوميات منذ بداية سبتمبر وحتى منتصفه مفقودة، أظنني كنتُ أكتبها في الهاتف آنذاك.
كنتُ أمُرُّ بمعركة داخلية شرسة، صُوّبت الأسلحة كلها نحوي، من سيوف ندمٍ تهشّمُني على قراراتٍ مضت اتَّخذتُها مِلءَ إرادتي، إلى رماحٍ من الأسئلة حول رغبتي الحقيقية فيما أريد دراسته، ولو أنني اتخذتُ الطريق الصحيح منذ البداية؟ وماذا لو أنَّ أستاذي كان مُحقًا قبل سنتين في 2017 عندما نصحني ورأى فيني ما لم أرهُ في نفسي، لكن بسبب عنادي وحماقتي لم أعمل بنصيحته التي ظلّت تلاحقني حتى سنتي الأخيرة؟
كانت مادتي المُفضّلة درعي آنذاك، أحتمي بها من موادي الأخرى ومن الأزمة التي مررتُ بها.

أجلس كل يومٍ هذه الأيام وأسترجع ذكرياتي الهنيئة مع تلك المادة والصور التي التقطتها آنذاك. لم أغِب فيها طوال الفصل، وكنتُ أتوق إلى أيام الأحد والأربعاء لأن تلك المادة تحتل مكانًا فيهما. ورغم أنها كانت مادةً حُرّة -أي ليست من تخصصي- إلا أنني كرّستُ طاقتي وكل ما امتلكته من جهد لها فقط، كأني بذلك أكفّر عن ندمي.
أتذكرُ موقفًا ظريفًا الفصل الماضي عندما راح الأستاذ يقول عني أمام تلميذاته: إنها فتاةٌ تائبة :-)

أحاول أن لا أحزن عندما أسترجع تلك الذكريات الجميلة الماضية، لكن لا مناص من ذلك أحيانًا. وأحيانًا أخرى، يداهمني شعورٌ بالحزن من اللا مكان ولا أجد له مبرّرًا حتى، بالأخص أيام الخميس بعد المغرب لسببٍ ما.
أستعيذ بالله وأتذكر الأحاديث المروية عن الصبر والرضا. أنا لو كنتُ صبورة لما جزعتُ ولما قلّت حيلتي العام الماضي وما قبله حينما استلمت تمامًا بينما خيار المُقاومة كان لا يزال بين يديّ. لما أطلتُ تذمُّري وسخطي. وعوضًا عن ذلك، لالتجأتُ إلى الله ولحاولتُ على الأقل... مشكلتي أنني فقط عندما يفوت الأوان أدرك ما كان عليّ فعله..
أحيانًا أجد أنه من الصعب مسامحة نفسي على ما اقترفتُ في حق نفسي. وأحيانًا أتساءل لو أنني سأسامح نفسي قط على تقصيري ويأسي وسقوطي؟
أتذكر مشهدًا من سانغاتسو نو ليون حيث يقول كيرياما لتاكاهاشي: "أردتُ ذكريات عن عدم هروبي"
لكني وللأسف تهاونتُ يومًا فأصبحتُ أملك تلك الذكريات.. ومُجدّدًا أتساءل لو أنني سأتجاوزها وأتخطّاها يومًا..

لا أظن أن هناك كلمة أستطيع بها وصف الأيام الأخيرة، لا لشيء إلا أن الصورة لم تكتمل بعد. فصُوَر الحاضر لا تكتمل إلا عندما يُصبح الحاضرُ ماضيًا في الذاكرة.
أعمل على مهام التدريب كل يوم، وهو تقريبًا الأولوية بين مهامي الأخرى. مشروع التخرُّج عالقٌ في الزاوية أنتظر الوقت الذي أبدأ العمل عليه، رغم أن الانتظار ليس الخيار الأنسب إلا أنني لا أجد وقتًا مناسبًا للتركيز على البحث والقراءة وذهني منشغل بمهام التدريب. يقلقني أنني لا آخذ الموضوع على محمل الجد حتى الآن، أعني ليس كما آخذ التدريب على محمل الجد.. أو أنني لا أبذل الجهد المطلوب للعمل على مشروع التخرج؟
فكرة أنني ربما لا أبذل جهدي تُرهقني إرهاقًا -لعل السبب يعود إلى تجاربي السابقة في السقوط والاستسلام-
في خلفية عقلي تدور أسئلة أتجاهلها حول المستقبل ومصيري. الحاضر الأولوية الآن، لو أنني تهاونتُ مع نفسي لندمتُ مستقبلًا والندم هو آخر ما أريده... لهذا أحاول بذل قصارى جهدي، لئلا أندم لاحقًا، مهما أثقلتني تساؤلاتي.
إحدى صديقاتي كانت تقول: "كل شيء في وقته حلو". أجدني أحيانًا دون وعيٍ مني أردّد كلماتها عندما يأخذني التفكير في المستقبل المجهول.
في النهاية مهما كان الأمر، أجدُ أن وجود إلهٍ أعلم مني بنفسي، يسيّر عباده نحو الخير الذي يخبئه المجهول الذي حجبه عن أبصارهم القصيرة، أمرٌ مريحٌ للغاية، مريحٌ للغاية...


|


"يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"




التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 09-11-2020 الساعة 04:39 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس