الموضوع: نهرٌ في غابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2020, 02:19 PM   #8
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة





مُـبَـعـثـرات


ـــــ





"جميعنا طلبة في جامعة الوجود. [...] آخرون منخرطون في الحصول على ماجستير ودكتوراة في تخصص "مجرّد إنسان يسعى للخير". أقترحُ بتواضع مصاحبة هؤلاء." [ الفيديو الأصلي ]




بدأتُ التعلق بهذه المدونة.
لي تاريخٌ فاشل في المدوّنات، أظنُّ أن أول مدونة لي كانت في المنتدى السابق الذي، وللأسف الشديد، لا وجود له بعد الآن. ذهب، وذهبت معه الكتابات.
في 2015 أو 2014، فتحتُ مدونة سرية في تمبلر لا أحد يعرف عنها. لم تدُم سوى عدة أشهر إلى أن أغلقتها. لا أذكر حتى ما الذي كنتُ أكتب فيها.
أما في 2016 افتتحتُ مدونة سرية أخرى في تمبلر لهذيانات أفكاري، لا أزال أدخلها بين الفينة والأخرى لكن لا أكتب فيها كما كنتُ قبل ثلاث وأربع سنوات.
وأخيرًا في 2018 وُلِدت مدونة العاشق. أما في نهايات 2018 فتحتُ مدونة في ووردبريس خصّصتها للعمارة لم أكتب سوى تدوينتين حتى هجرتها واكتشفتُ لاحقًا أن ميولي الحقيقة ليست في العمارة. أفكر أحيانًا بافتتاح مدونة جادّة للكتابة، بالأخص بعدما أغلقتُ حساب تويتر الأسبوع الماضي. لكن، أفكّر أن مدوّنة العاشق تغنيني عن ذلك.


الآن، وبعد هذه المقدمة عن التدوينات، منذ أيام أرغبُ بالكتابة هنا لكن لم أجد موضوعًا مناسبًا.
قبل يومين انتظم نومي أخيرًا بعد أسبوعين الدمار الشامل. في الحقيقة، أشعر أنني أفضل حالًا نفسيًا عندما ينتظم نومي. على الرغم أن الأفكار المضطربة تجتاحني في كلا الحالتين، إلا أن نظام النوم الطبيعي والمنضبط يشعرني بشعورٍ أفضل تجاه نفسي. أرجو الحفاظ عليه لمدة أكثر من أسبوع. فمن خلال تجاربي السابقة هذه الإجازة، لاحظتُ أن نظام النوم المنتظم لا يدوم سوى أسبوعٍ ثم يبدأ تدريجيًا بالانهيار. فأرى أن الأيام تتداخل في بعضها، أستيقظ في وقتٍ متأخرٍ من المساء وأتناول فطوري مهما تأخّر الوقت. أشعر بضيق الوقت، والليل يحلّ بسرعة ولا مزاج لي للعمل على أي شيء ليلًا حتى لو نلتُ كفايتي من النوم... يا للدمار!
تعريفي الشخصي لنظام النوم المنتظم هو الاستيقاظ مع زقزقة العصافير قُبَيْل الشروق، والنوم بعد صمت العصافير بعد الغروب. لديَّ هذه الفكرة لأن صوت العصافير في الأسفل يصلني يوميًا، بل وحتى وأنا أكتب الآن أصواتهم تزقزق في الخلفية (:
إذن من هذا أستنتج أن من الأمور التي تُشعرني بشعورٍ أفضل تجاه نفسي هو انتظام النوم. وفي الحقيقة، الحفاظ على نومٍ منتظم ليس سهلًا على الإطلاق، بالأخص وأننا معتادون منذ الصغر على متعة السهر.



حذفتُ حساب تويتر الأسبوع الماضي عن بُكرة أبيه، ولا نيّة لي في العودة إليه مجدّدًا، على الأقل الآن. قبل حذفه نهائيًا، فكّرتُ بجدية عن ما جَنَيْته طيلة سنوات استخدامي لتويتر؟ أعني صحيح أنني تعرّفتُ على أصدقاء لا مثيل لهم، وممتنة بعمق لصداقتنا، كما أن تويتر ساعدني في الانخراط في مجتمع القرّاء في الوطن العربي (كان هذا في 2014-2016) والتعرُّف على أحدث الكتب المنشورة؛ أكثر من هذا، تويتر لم يجلب سوى مشاعر البؤس والتوتُّر من الدراما الزائدة، والأخبار السياسية والاجتماعية والمريضة كل يوم! يا للقرف.
بل وإني أتساءل، ما الذي استفدته من الميمز والساعات الطوال التي قضَيْتُها في تصفّح الحسابات المضحكة؟ لم تكن سوى ملهيات لحظية، سريعًا ما اختفى أثرها.
حتى عندما أحذف تويتر لفترة وأعود إليه، أرى أنني لا أشتاق إلى الميمز الذي طالما ظننتُ أنني أجدُ مُتنفّسًا فيه. لا أجدني أشتاق إلى بيئة تويتر الشنيعة، ورغم ذلك استمرّيتُ في استخدامه بدافع الملل.
في أيام الأسبوع الماضي عندما حسمتُ قراري حول حذف حساب تويتر نهائيًا، كنتُ أفكّر: "ماذا لو ندِمتُ على الذكريات واليوميات التي ستضيع؟" لكن هذا التساؤل لا يراودني إلا وأنا أتجول في تغريداتي.
حذفتُ سابقًا كل تغريداتي ولم أندم قط، حُذِف حساب پاث ولم أندم على ضياع ما فيه. في الحقيقة أن ضياع الذكريات في مواقع التواصل ما هو إلا وهم، لأن لديَّ دفتر يوميات أكتب فيه باستمرار، فكل شيء مدوّنٌ فيه بل وأكثر مما في تويتر.

الابتعاد عن مواقع التواصل ليس سهلًا، لأننا معتادون على مشاركة كل صغيرة وكبيرة في حياتنا لأشخاص لا يعرفون عنّا سوى سطحنا -أتحدّث عن نفسي أيضًا-. فحتى الآن بنيّتي الصارمة بالابتعاد عن تويتر أجدني لا أزال أرغب في المشاركة، لكن بعدها أحاورُ نفسي: بربّكِ يا هاروكو، أمُهمّةٌ المشاركة لهذه الدرجة؟!
كما أن ذلك التَّوق الشديد للمشاركة ليس سوى شعورًا لحظيًا هو الآخر؛ سرعان ما يزول حتى أكتب ما يجول بخاطري في دفترٍ صغير.
وأنا في أفكاري هذه عن المشاركة ومواقع التواصل، تذّكّرتُ شيئًا كتبته في 2017 ليس مختلفًا جدًا عما أفكّر به الآن...





بعد حذف تويتر، شعرت أخيرًا بانزياح ثقلٍ فكريٍّ عن كاهل أفكاري. لا أقول أنّ وقتي لا يضيع في أشياء غير مهمة، لكن أضمن أنه لن يضيع فيما يجلب مشاعر الانحطاط.
ازداد تعلُّقي بيوتيوب، فاكتشفتُ قنوات ومقاطع فيديو فتحت عيني أكثر على الحياة! وبل ويمكنني القول أنها تدريجيًا تغيّرني... منها قناة EINZELGANGER. اكتشفتها عن طريق صدفةٍ محضة قبل عدة شهور وهي الآن قناتي المفضلة الأولى! لا يمكنني اختيار مقطع فيديو واحد مُفضّل، فقناته كلها مذهلة! لكن لمقاطعه عن الفلسفة الرواقية أثرٌ خاص في نفسي.

هنا بعض المقاطع التي وجدتُ فيها شيئًا يستحق التدوين:

[ ديفيد فوستر والاس – مخاطر الإنترنت وإدمان الإعلام ]

شاهدتُ الفيديو ليلة البارحة، وبقدر قسوة الحقيقة التي يتحدّث عنها المقطع، إلا أننا لا يمكن نكرانها.
لم أعرف من يكون ديفيد فوستر والاس إلا من هذا المقطع، وصباح اليوم بعدما قرأتُ عنه القليل، تبيّن أنه روائي وبروفيسور أمريكي، لديه عدة نظريات حول استهلاك الإعلام ووسائل الترفيه. والمقطع أعلاه يتحدّث عن أفكار والاس.
فنحن، بدل مواجهة القلق والتفكير في حل المشاكل والتحدُّث والتعبير عنها، نهرب منها ومن مشاكلنا بوسائل ترفيهية لحظية وسهلة الوصول إليها، لا تحتاج إلى تفكير ومعاناة أكثر من المعاناة التي نواجهها.
"لعلّ الدّرس الذي يمكن الاستفادة منه من والاس هو مواجهة الواقع والعمل على تطويره بدلًا من المحاولة الدائمة للفرار منه."
بعد مشاهدة الفيديو والتعرف على شخصية والاس، وجدتُ من المؤسف أن رواياته ومقالاته لم تُترجم للعربية لم أجد سوى خطاب التخرج هذا بعنوان [ إنه ماء ] مترجمًا والذي أبعد ما يُقال عنه أنه خطاب تخرج لأنه ليس كعادة خطابات التخرج الملأى بالمشاعر الجيّاشة والفخر والدموع والدراما.


في دائرة القلق وبعيدًا عن والاس واستهلاك الإعلام ووسائل الترفيه، وقعتُ أيضًا على هذا الفيديو الذي وجدته ملهمًا بطريقةٍ ساخرة [ دليل القلق ]. شبيهٌ بفيديو ديفيد فوستر والاس من ناحية تحدثه عن حقيقةٍ صعبةَ الابتلاع.


مشاهدة ممتعة إن قررتم مشاهدة هذه المقاطع (:


بالمناسبة، كلمة أخير قبل ختام التدوينة؛ أقرأ تعليقاتكم وتقييماتكم للتدوينات ولا يسعني التعبير عن مدى امتناني لقراءتكم، شكرًا من الأعماق




التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 07-14-2020 الساعة 04:51 PM
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس